السبت، 27 يونيو 2020

مجلس تدبر الشورى 2️⃣

✍🏻الجزء  الثاني لتدبّر سورة الشورى


الاربعاء: بتاريخ ٣-١١ - ١٤٤١ هـ 


أسال الله جلّ في علاه  أن يرزقنا الفقه في الدين وأن يعلمنا التأويل ، ويرزقنا العمل بهذا القرآن العظيم ،ولا يجعلنا من الغافلين .



📌 تفسير الآيآت من اية (١٣) إلى اية ( ٢٣)


في هذه الايات الكريمة بيّن الله لنا أن دين الرسل واحد ومن أين مصدر هذا الدين  هذا الوحي والقرآن ، لذلك بين الله عز وجل عند قوله{وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ) لأن سبب اختلافهم هو ماذا؟


أنهم اتبعوا أهواءهم وليس دينهم ،، ماقال ولا تتبع دينهم :لأن الدين واحد وهو الذي شرّعه الله تبارك وتعالى ، وأرسل به رسُله، فقال  الله عزوجل 


✏️{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا )

نعلم أن هذه الآية جاءت في سورة الشورى تدبّرك لهذه الموضوعات يساعدك على الحفظ ، والربط بين محاور السورة يجعل لحافظ القرآنيتلذذ بتلاوته والاستماع إليه ، ويعلم أين مكان الايه في السوره كذا ؟ 


ومما يعين بعد توفيق الله أن تربطي الموضوعات بإسم السورة

لو تأملتِ قوله تعالى✏️{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ )ثم قال (وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ )ۚ


💫 هذا فخر لنا المسلمين أن هذا الدين الذي سمانا الله به

"أعظم نعمة أنك مسلمة ، " أعظم نعمة أنك تعرفين من هو الله ، " أعظم نعمة أنك تقولين لاإله إلاّ الله قولاً وعملاً واعتقادًا ، 


نسأل الله أن يثبتنا عليها إلى أن نلقاه سبحانه جلّ في علاه.


📌ذكر الله أول الرسل بعد آدم عليه السلام هو نوح عليه السلام، ثم آخرهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

ذكر بين أولهم وهو نوح وآخرهم محمد ذكر أولو العزم وهم أبراهيم عليه السلام وعيسى ابن مريم عليه السلام، وهذه الاية انتظمت ذكرالخمسة كما اشتملت  اية الاحزاب عليهم في قوله عز وجل.


وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا]


نبينا صلى الله عليه وسلم ونوح عليه السلام أول الرسل بعد آدم وما بينهم أولو العزم بين الله عز وجل أن الدين الذي جاءت به الرسل كله هوعبادة الله وحده لاشريك له


📍 وهذا الأمر يحتاج دائم إلى نكرر على أنفسنا وابنائنا أن نحن "مسلمين وما معنى أننا مسلمين 

"أي نتعبد الله وحده لاشريك له هذا هو الدين البعض قد يغفل عن هذا الأمر  لأن ولله الحمد ولدنا مسلمين ،ونعلم من هو الله وننطقالشهادتين ، لكن قد نغفل عن هذ الأمر في بيان أن الدين الذي جاءت به الرسل هو عبادة الله وحده لاشريك له كيف ذلك


أن البعض قد يقع في الشرك دون أن يعلم ،  كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أخوف ماأخاف عليكم الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصليويزين صلاته لما يرى من نظر رجل كما قال عليه الصلاة والسلام 


فقد يقع الأنسان في ذلك وهو يقول أنا مسلم وأعبد الله تعالى لاشريك له ، لكن لو وقع نسأل الله أن يملئ قلوبنا إخلاصًا لله وإتباعاً لهديهصلى الله عليه وسلم ، هذا خلاصة العمل الصالح وأن العبد يكون دينه لله عز وجل .


 والأمثله كثير منها عبادة الترك أن اترك هذا المكان لماذا ؟ لأن فيه مايغضب الله تبارك وتعالى أنتِ الآن تتعبدي لله وحده لاشريك له ، لكن لوقلت ماذا سيقول الناس عني سأذهب واستغفر بعد ذلك وآخر مرة .


هذا معناه أنا اتبعنا هوانا وخالفنا دين الله تبارك وتعالى . 

هذا الدين قوي ويحتاج من الأنسان مجاهدة فلم بين الله أن دين الرسل واحد لماذا  

حتى يزداد بذلك قوة وعزة أنك انت على الدين الذي شرّعه الله وهو دين الرسل


القدر المشترك بينهم عبادة الله وحده لاشريك له ، وأن اختلفت شرائعهم لقوله تعالى <لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ>



لهذا قال تعالى <ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ>

وصى الله جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالائتلاف والجماعة ، ونهاهم عن الافتراق والاختلاف ، فقال عز وجل <كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَاتَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ>

..

أي شق عليهم وأنكر ماتدعوهم إليه من التوحيد لذلك قال عز وجل في هذه الايه<اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ>


الله عزوجل من يقدر الهداية لمن يستحقها ، ويكتب الضلالة على من آثرها على طريق الرشد، 


📌  هذه الاية تكفيك رفعة وعزة أنك مسلمة ، تكفيك بعد عون الله وتوفيقه إلى أن تكوني متمسكة بهذاالدين سواء في عبادتك ،في حجابك،في قولك ،وتعاملك مع الناس،

 أي أن كان ووفق مايكون على الشريعة الاسلامية ، 


يكفيك فخرًا أن الله اجتباك لهذا ، 

قال عز وجل < ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ )

إلى عبادة الله وشرعه تبارك وتعالى 

(وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ [ ١٣ ]

..

وجه الاختلاف ماهو ؟ 


✏️وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ):أي عندما كانت مخالفتهم للحق بعد بلوغه عليهم وإقامة الحجة عليهم وهذا أعظمعياذًا بالله وزرًا وأثمًا  ماحملهم على ذلك إلاّ العناد، والبغي كذلك قال عز وجل بعدها


وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى :أي لولا الكلمة السابقة من الله لأنذار العباد أن هناك يوم القيامة وأنذارهم بيوم الحساب ، لعجّللهم العقوبة لولا ذلك 

وقوله جلت عظمته <لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ:أي الجيل المتأخر بعدهم هذاالجيل الذين اورثوا الكتاب من بعدهم(لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ [ ١٤ ]

:أي ليس على يقين من ربهم ولا على إيمانهم وأنهم هم مقلدون لابآئهم بِلا حجة ولا دليل وهم في حيرة من أمرهم وشك وشقاق 

                  "والعياذ بالله"


عند قوله عز وجل <شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ:بالتشديد كما في قوله <وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُالدِّينَ>

تشعري أنها كلها متقاربة وتدور حول معنى واحد عندما قال عز وجل الله <يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ >

قال هذا السبب الذي من العبد يتوصل به إلى هداية الله تبارك وتعالى وهو ماذا 

<وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ>


إنابتك وكثرة رجوعك إلى الله عز وجل وإنجذاب دواعي قلبك لله عز وجل، وكونك قاصدة لله وحسن مقصد العبد مع اجتهاده لطلب الهدايةمن أسباب اجتباء واصطفاء الله تبارك وتعالى لعبده لهذه الهداية، 


 لكن من جلس ويدعي يارب اهدني مابعد كتب ربي لي الهداية ولمّا ينُصح يقول ادعوا لي أن ربي يهديني أين بذلك للأسباب؟


الله عز وجل يقول الله  <يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ >

صحيح قد يهدي من يشاء ،،ولكن يهدي إليه من ينيب ،،من يرجع إلى الله ويرى في قلبه صدق الأقبال عليه فإن الله ييسّر له أسباب الهدايةوالثبات على هذا الدين ،


{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ ..:بغيًا من بعضهم على بعض كانوا يطلبون الرئاسة ليس تفرقهم لقصور أو ماجاتهمحجة ولكن جاءهم العلم ماسبب تفرقهم البغي ظلم الاشتغال بالدنيا وطلب الرئاسة 


قال عز وجل (ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ)

هم أجيال والعياذ بالله مكذبين في شك من هذا اليوم العظيم ،،الله عز وجل يمهلهم لهذا اليوم     "نسأل الله الثبات والسلامة "


💫 ثم بعد ذلك بين وجه الاختلاف فقال 

✏️{فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ١٥

ۖنتأمل هذه الاية كما بدأها الله عز وجل بهذه الأوامر :قال(فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ ،وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ، 

وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ،، ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ ) 

والعاشرة :وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ

📌عشر كلمات كل كلمة منفصلة عن التي قبلها قال ولا نظير لها سوى اية الكرسي في القرآن فيها عشرة فصول 


نأتي للكلمة الأولى وهذا من بلاغة القرآن العظيم 

وعظمة المتحدث به سبحانه وتعالى أن في اية واحده ولكن لها عظمة في المعاني

لما قال ..فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ:اي للذي أوحينا إليك من الدين وصينا جميع المرسلين قبلك سواء أصحاب الشرائع الكبار مثل أولو العزم ، وغيرهمفادع الناس إليه 


وَاسْتَقِمْ  كَمَا أُمِرْتَ: أي استقم أنت ومن اتبعك على عبادة الله كما أمركم عز وجل .


ولاحظي دائم الله تبارك وتعالى يربينا في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على أن الأنسان يكون قدوة لغيره على أن يعمل بما أمر بهتبارك وتعالى ، قبل تنصحي غيرك اعملي بما تريدين النصيحه به فإن الله يقذف نصيحتك في قلوب عباده.


لذلك قال عز وجل (فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ)

كلما دعا الأنسان على استقامة كان ذلك أكثر قبول لدعوته ، ثم قال(وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ:-

لأن الأنسان المخالط لهؤلاء أنتِ في محيط دائم تذكريهم بعظمة الله مثلاً في الصلاة تناصيحهم بهذا الأمر وأنتِ  مستقيمة بعدتوفيق الله 


وتقرأين في فضل الصلاة  ولذتها والخشوع 

لكن المساس لمثل هذه الشخصيات وخصوصًا من له اسلوب في القدرة على التأثير في الاخرين 

الأنسان بطبيعته يتأثر 


ممكن يوم وراء يوم ترين نفسك مؤخرة للصلاة ومسوفة ويأتي وقت الصلاة لايبالون به مع الوقت يتأثر الأنسان لكن أي أنسان؟ ضعيفالإيمان أي أنسان؟ ضعيف الإرادة، الذي يقدم على كلام الله تبارك وتعالى هواه


"فما بالك إذا كان في أمر أعظم من ذلك أي في الأمور الكبار ، في السحر والشعوذة والشركيات التي دخلت على المسلمين واصبح يرون أنالأمر عادة وهذا ليس في ديننا ولا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم 

لذلك في قوله:فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

لاحظي قال استقامتك كما أمرت وليس كما أردت أنت ثم قال:وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ

.. حتى ماتتأثر بمن حولك تذكر هذه الاية


أي اهوائهم التي اختلفوا فيها ، وكذبوا محمد صلى الله عليه وسلم وافتروا من عبادة الأوثان 

لم يقول الله  عز وجل  ولا تتبع دينهم قال اهواءهم لماذا  لأن الدين واحد 

لكن ماأتوا به من قبيل هواهم وانفسهم


ثم في الرابعه قال(وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ:أي صدقت بجميع الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء لانفرق بين احد منهم 

وهذه في واقعنا كيف نطبقها ؟


الأنسان حتى وإن جاء في قلبه بعض الوساوس لأي أمر في قدرة الله ووحدانيته ، حتى وإن كان في صدره ولا أحد اطلّع عليه 

فعليه أن ينطق بهذا حتى تبعد عنه الوساوس ويطرد الشيطان عن صدره ولا تعود عليه


فما بالك إذا كان الأنسان يشعر بغربة في دينه وتمسكه بشرعه لله عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

دائم كرري قوله امنت بالله 

هذه معناه *لاإله إلاّ اللهعلى الأنسان أن يكثر من هذه الاية العظيمة لااله إلاّ الله 


"نسأل الله أن يجعلها خاتمتنا في هذه الحياة الدنيا ، 


 ثم الخامسة (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ :-..أي في الحكم كما أمرني الله عز وجل 


وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ:-.. لايتأثر الأنسان في دعوته وتذكيره بالله تبارك وتعالى ، لاتتأثري لاحد في معرفته أما لقرابته أو لوجاهته وعنده جوانب تقصير

الله عز وجل قال .. لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ:أي في الحكم كما أمرنا عز وجل نحن نرى الحلال واضح حتى وأن عمله الذي عمله،، والحرام واضح حتىوإن عمله الذي عمله


"البعض يرونه قدوة وفعلهم لهذا العمل يحلون مافعلوا ويحرمون ماتركوا


"لكن نحن نعلم أن الله عز وجل أنزل لنا هذا الدين واضح وبيّن كما قال صلى الله عليه والسلام أن الحلال بين ،وأن الحرام بين فـ علىالأنسان أن لايتخذ له هذه القدوات والجهلاء 

عندنا قدوة كبيرة وعظيمة وهو نبينا صلى الله عليه وسلم


 السادسه ( اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ...

لاحظي أي أنه المعبود الذي لاإله غيره، نقرّ بذلك اختيارًا الله تبارك وتعالى يسجد له من في السموات والأرض والعالمين طوعًا واختيارا ، 

الله ربنا وربكم رضيتم أم لم ترضوا ،، 


لاحظي لم يقول الله إلهنا وإلهكم  قال ربنا وربكم لأن لفظ الربوبية فيها تربية الله تبارك وتعالى لعباده تربيه وأمدادهم بالرزق والحفظوالعناية والرعاية الله ربوبيته شاملة للعالمين جميعم برهم وفاجرهم ، رضيتم أختيارًا أو غير ذلك

           (اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ)


ثم السابعه (لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ :-

وهذه مسألة وقاعدة البراءة :-أي نحن براء منكم كما قال تعالى <وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ>

متى تبرأ منهم أنتم برئيون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون ، بعد بيان الحق تبرأ منهم 


"إذًا عليك أن ماتتبري من أحد خصوصًا ممن استئمنك الله عز وجل عليهم من قرابتك وأهلك وعشيرتك مانتبرأ من أي فعل إلاّ بعد بيان حكمهذا الفعل أبراء للذمة ، 


..لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ:-أي لاخصومة(..لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا:أي يوم القيامة أنا بينت لكم الحق وسبحانهوتعالى سيجمعنا يوم القيامة كما قال تعالى <قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ>

..

 ثم قال العاشرة( .. وَإِلَيْهِ الْمَصِير)

أي أن المرجع إلى الله المآب يوم الحساب إليه تبارك وتعالى


           💢ـــ*وقفة هااامة *ـــ 💢

هذه العشر الجمل " لو عملنا بها لـ تكاتف  المسلمين وصاروا أمة واحده في طريق سيرنا لله ودعوتنا إليه على الأنسان أن يذكر دائم بأن اللهربنا وربكم.


كذلك لما قال <ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ > نحن لانعمل ونتعبد لله عز وجل من هوانا ،، لما أنزل الله من كتاب ومن أنزله ؟ الله تباركوتعالى نؤمن به وندين لله تبارك وتعالى بهذا الكتاب.


📌 ثم بين الله عز وجل لنا بيان في تنبيه لمن جادل في الدين، ومن أكثر أسباب الفرقة وعدم الشورى والاجتماع والائتلاف .


مثال ؛؛ لو أنتِ مع مجموعة صديقات في عمل ،، أو قرائب في عائلة واحدة ، دائم أكثر شخصية تجادل تشعرين أنها بعيدة حتى ماتدخل فيأمور الشورى بين العائله أو الصديقات .

وهذه سنة آلهية بينها الله في كتابه تنبيه لمن جادل في الدين


📍 وجاءت هذه الاية في سورة الشورى لأن أكبر أسباب الفرقة والنزاع  وعدم الائتلاف لأمر الشورى المجادلة خصوصًا إذا كانت في أمرالدين ،، وهذا أمر مسلّم لاإشكال فيه، فيقول الله متوعدًا للذين يصدون عنه.



✏️{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ [ ١٦ ]

أي يجادلون المؤمنين ، يجادلون هؤلاء الثلة الذين استجابوا لله والرسول صلى الله عليه ليصدوهم عن ماسلكوه في  طريق الهدى 


فماذا قال عز وجل ليبين للمسلمين على مرّ الأزمان أن هؤلاء يصدونكم ويريدون منعكم من أقامة شعائر الدين وما إلى ذلك(حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌعِندَ رَبِّهِمْ: باطله عند الله :.. وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ :من الله والعياذ بالله


وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ :أي يوم القيامة 


📗 قال ابن عباس   رضي الله عنه جاءو للمؤمن بعد ماأسلموا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم 

 لماذا ؟ ليصدوهم عن الهدى ، وطمعوا يعودوا للجاهليه .،


ثم قال تعالى ✏️{اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ۗ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ [: ١٧]

سبحان الله لاحظي " كيف أن المجادلة فيها ضعف الأنسان الذي يجادل يريد حجة قوية ينتصر بها على خصمه الله عز وجل بعد مابيّنعقوبتهم 


قال(اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ:الكتب المنزلة من عنده على أنبيائه كلها حق 

والميزان وهو العدل والأنصاف وهذه كقوله 

تعالى <لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ>



ثم قال تعالى(..وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ:-

فيها ترغيب وترهيب منها وتزهيد في الدنيا 


قد يسأل سائل يقول هذه الاية لماذا جاءت بعد تنبيه لمن جادل في الدين

أن أمد الدنيا قليل كل ماكان القلب يعلم أن(.. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)


📍 هذه قاعدة تمر عليه في سائر أمور حياته ، 

مثلاً :انغمس قلبه في شهوة من شهوات الدنيا يتذكر هذه الاية ،(وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)

تعلّق قلبه من أمور الدنيا الزائف مال ، شهوة ، رئاسة ، شهرة ، قصور، يتذكر(..وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)

الأنسان مبتلى بكثرة الجدال دائم يجادل ويريد أثبات نفسه وإن كان على غلط أو خطأ يتذكر هذه الاية(وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)


📌 أكثر الخصومات بين الناس على أمور تافهه سببها دنيا لو تأمل الأنسان(.. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)

لما جادل وخاصم وقاطع أرحام ،،وأهل ،،وأحباب من أجل دنيا 


"الله عز وجل لما يربيّنا بهذا القرآن ويأتي بعد هذه الأمور   بهذه الآية التي تهتز لها القلوب المؤمنة .. 

فيزداد الأنسان ويرغب في العمل الصالح ، ويزهد في هذه الحياة الدنيا


ثم قال عز وجل✏️{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِيضَلَالٍ بَعِيدٍ  ١٨]

...

يقولون متى ،، متى هذه الساعة متى هذا الوعد..

فهم يقولون ذلك ويستعجلون به لأنهم لايؤمنون كفرًا وعنادًا واستبعادًا لها

ثم قال عز وجل(وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا : خائفون وجلون من وقوعها،وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ:وأنها ستكون لامحالة فهم مستعدون لها 

عاملون من أجلها .


رؤي أن رجلُ سأل  رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت جهوري .. كان النبي عليه الصلاة والسلام في بعض أسفاره ، فناده فقال يامحمد  فرد عليه الرسول عليه السلام نحو صوته قال هاؤم قال له متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ويحك أنها كائنة أي ستكون ،فماذ أعددت لها ؟  فقال الرجل 

         (( حب الله ورسوله ))

فقال صلى الله عليه وسلم أنت مع  من أحببت 


وقوله في الحديث <المرء مع من أحب >

وهذا متواتر لامحالة والغرض لم يجبه بوقت الساعة بل أمره بالاستعداد لها قال ماذا أعددت لها ؟ 


نسأل الله  عزو جل أن يرزقنا الاستعداد لهذه الحياة الدنيا ، فنحن فيها كأننا في أختبار ، لاندري متى تُسحب منا ورقة الامتحان ، وماذاقدمتِ في الورقة في أي وقت ستسحب ، إذا كان المؤمن يتذكر هذه الاية<وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ>

..

📌 ويكون في قلبه أشفاق(وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا ) خائفون وجلون لاتقوم الساعة ونحن في غفلة ، 


لاتقوم الساعة ونحن نعصي الله تبارك وتعالى ، " لاتقوم الساعة ونحن غافلون ومسوفون لهذا الأمر العظيم ،( أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِيالسَّاعَة:أي يجادلون في وقوعها( .. لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ :-في جهل بيّن 

لأن الذي خلق السموات والأرض قادر على أحياء الموتى بطريق الأولى والأخرى كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذي يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَهُوَ أَهوَنُعَلَيهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعلى فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [الروم: ٢٧]



عند قول الله تعالى  <اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ۗ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ>..

وجه اتصال الكتاب والميزان بذكر الساعة ؟

الجواب :أن الساعة يوم الجزاء والحساب ،،فكأن الله عز وجل يقول لنا افعلوا الصواب قبل هذا اليوم الذي تحاسبون فيه على أعمالكم


💫 جاء بموضوع اخر له صله بما قبله وهو رزق الله وعطاءه في الدنيا والآخرة .


فماذا قال عز وجل✏️{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [: ١٩]

تصدرت هذه الاية وهذا المقطع بكلمة تشع لطف من الله تعالى

اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ:-ومن مظاهر لطفه الرزق


يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ :ولاحظي عطف وهو.. على صفة لطيف الاية فيها ثلاث صفات  (الله اسم) *  ثم لطيف *القوي العزيز *

وعطف القوي العزيز على صفة لطيف أو على جملة من يشاء فهذا تمجيد لله تبارك وتعالى بهاتين الصفتين ويفيد ذلك الاحتراس من توهمأن لطف الله عن عجز تبارك وتعالى 


فإنه لطيف مع أنه قويٌ عزيز لا يعجزه شي فلا يتوهم العبد أن رزق الله لمن يشاء عن شح أو قلة تبارك وتعالى أنه القوي وينتفي عنه أسبابالشح،، والعزيز ينتفي عنه سبب الفقر لكن رزقه لمن يشاء بما شاء .


كلها من حكمة علمها الله تبارك وتعالى عن عباده ، لذلك جاءت الايات التي يعدها 

[وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ]



💫 الله لطيف بعباده ،،اللطيف بمن لجأ إليه من عباده إذا يئس من الخلق ، 

"تخيلي أنتِ في أمر يئستِ من الخلق أجمع وتوجهتِ إلى رب الخلق تبارك وتعالى هنا يلطف بك الله عز وحل لأنكِ يئستِ من الخلق وتوجهتِإلى الله تبارك وتعالى فحينئذً يقبلك الله عز وجل،، ويقبل الله عليك 


"كذلك اللطيف الذي ينشر من عباده المناقب ويستر عليهم المثالب ،، الله عز وجل ستر علينا بستره وهذا من لطفه أن ستر علينا كثير منعيوبنا عن  الخلق ،،


كذلك من لطفه عز وجل أنه يقبل القليل ، ويبذل الجزيل لعباده ، كذلك اللطيف الذي جبر الكسير ،ويسر العسير ،


"لابد أن الجميع مر بمواقف لايتصور كيف سينجو من هذا الأمر ، اللطيف سبحانه هو الذي جبره 

"اللطيف سبحانه هو الذي يسر هذا العسر ، كذلك من لطفه أنه لايعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه ، لايرد سائله، هو الذي يعفُ عن منيهفو ، هو الذي يرحم من لايرحم نفسه 


  اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ >


ثم خص لنا أحد مظاهر لطفه والرزق ومن لطفه أن قيّض بعبده كل سبب يعوقه ويحول بينه وبين المعاصي، 


"حتى أن الله تعالى علِم أن الدنيا والمال ونحوها ممن يتنافس فيها في الدنيا إذا علم الله أنها تقطع عبده عن الطاعة أو تحمله على الغفلةصرفه تبارك وتعالى عنه 

ولهذا قال <وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ >


ثم ساق الله آيات ذكر الله فيها أكبر نعمة أنعم الله بها على عباده أن شرّع لهم من الدين خير الأديان وأفضلها دين الإسلام ، (يَرْزُقُ مَنيَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)



"سبحانه الله دائم أكثر مايشغل العبد هو رزقه ، ولكن لو علم وآمن بإسماء الله تبارك وتعالى، والعيش مع أسماء الله وصفاته ، يجعل العبدمطمئن القلب راضي عن الله تبارك وتعالى ، 


📘 في الحديث(قال   : واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك)


هذا أعظم ركن من أركان الإيمان ،، الإيمان بالقضاء والقدر ، أن العبد يؤمن بذلك الأمر الله عز وجل يوسّع الرزق على من يشاء ، ويقلل علىمن شاء لـ يحتاج البعض على بعض ، وهذا من لطفه ،  ويمتحن الغني بالفقير، والفقير بالغني، وهو القوي العزيز، القادر على من يشاء ،


📙  لذلك أوصى ابن قدامة أحد أخوانه قائلاً، واعلم ان من هو في البحر على اللوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته بينأهله وماله، 

         🌱تخيلتِ هذا الموقف 🌱

تخيلي أنك لوحدك في البحر على لوح وليس سفينة كيف سيكون تعلّقك بالله تبارك وتعالى ، واستنجادك بالله يارب نجني ،


🍃  كذلك كلنا محتاجون إلى لطف الله كما هو هذا الغريق ، إذا حققنا هذا في قلوبنا اعتمدنا على الله اعتماد الغريق الذي لايعلم سببنجاته له إلاّ الله، نحن في الدنيا تزاحم توكلنا على الله في أمور أخرى  تتعلق قلوبنا بفلان برئاسة بواسطة بأي أن كان أمرك ، لكن لو توكلناعلى الله اعتماد الغريق .


(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ).. 

نسأل الله أن يبلغنا هذه لمنزلة العظيمة بالإيمان بالله تبارك وتعالى ، 🌱


ثم بعد ذلك قال عز وجل 

✏️{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ  [٢٠]

من كان يريد الآخرة فإن الله يعينه ويقويه ويجزيه بالحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى ماشاء الله تبارك وتعالى .


من يريد حرث الآخرة وعملها يوفقه الله إلى مثل هذه الأشهر الحرم بالعمل الصالح 

لأن وعد من الله(..نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ: يضاعف حسناته

وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا:- ... من كان يسعى ليحصل على شي من الدنيا ،، الدنيا أعطاه الله من يشاء منها وان لم يحصل لهلهذه ولا هذه 

الدليل على ان الاية مقيده كما في قوله تعالى 

<>مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا>


من عمل عمل يريد به الحصول على رئاسة أو امر من أمور الدنيا ، يؤتيه الله منها، وقد لايؤتيه الله عز وجل 

على الأنسان أن يسعى دائم لله تبارك وتعالى 


الله يدبّر أمره من جعل الله همه كفاه الله هم الدنيا والآخرة ، ومن جعل الدنيا همه جعل فقره بين عينيه، 


"دائم يلهث وراء هذه الدنيا وقد يفوت الواجب ويؤخر الصلاة، أو قد يقع في ربا لماذا 

 يريد الدنيا ويلهث وراءه 

    🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃


بعد ذلك قال تعالى(وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ:-يعني لم يكن له في الآخرة من نصيب سبب نيته الفاسدة التي لم يكن لله تبارك وتعالىالكريم ، يجازي عباده القليل إذا كانت نيتهم لله بجزاء العظيم الوفير منه جلّ في علاه.


ثم بعد ذلك بين الله سبحانه في تشريع العباد الشرك لما قال ✏️{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِلَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ ٢١]


هم لايتبعون ماشرّع الله لهم من الدين ، بل يتبعون ماشرعوا لهم من شياطينهم من الأنس والجن لأن هناك هم الذين شرعّو هذا الهوى 

لما قال عز وجل ولا تتبع اهواءهم :-معناه أن ليس  دين هم شرّعوا لأنفسهم 


"تشرعيهم هذا  الجنس الجن والأنس حيث حرموا لهم ماأحل الله لهم وتحليل أكل الميتة والدم ومن ضلالات وأباطيل اخترعوها في دينهم 


وقد ثبت في الصحيح (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت عمرو بن لحي بن قمعة  يجر قصبه في النار).

لماذا؟ لأنه أول من سيّب السوائب 


وكان هذا أحد ملوك خزاعة وهو أول من فعل هذه الاشياء 


🔻لذلك يجب على الأنسان أن يحذر من أن يسن في الاسلام سنة سيئة ،

مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ:-.. البدعة قد تقع ولم يأذن بها الله 


"ولم تأتي عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ولكن لهم روؤساء شرعوا لهم هذه الأمور.


لما قال :-مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ

اي لعجّل بالعقوبة لولا ماتقدم لهم من الأنذار .


ثم قال (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

تغيرت حسب المقام الاية السادسه عشر نهايتها(وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )

..

والسبب في اختلافها تبين لنا عظمة هذا اليوم،، والعذاب من شديد ،،إلى أليم تبعًا لما قبلها من الايات .


ومن عظم العقوبة وشدتها عليهم غضب..من الله :ولَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 


ثم هنا يبين الله تعالى  فزع المشركين الذين شرعوا الشرك للعباد كيف حالهم؟ فزعهم في ميدان الحشر


فقال ✏️{تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ۖ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ٢٢ ]


أي في عرصات القيامة وهو واقع بهم يخافون من واقع لامحالة هذا حالهم يوم المعاد  وهم في خوف ووجل ، 


..وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ۖ

🔸 لاحظي القرآن مثاني لم تأتي التي تخوف وفيها ترهيب من عظمة الله تبارك وتعالى وما أعده للمذنبين والعصاة تأتي الايات التي فيهاطمأنينة للمؤمنين وفتح باب الرجاء لهم ويقبلون على الله تعالى


لما قال ( ..وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ۗ) أعظم مايقع عليهم توعده 

حتى الذين امنوا وعملوا الصالحات بمعنى يكون عملهم خالص لله تبارك وتعالى متبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم لامبتدعين فيه


أين مآلهم  فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ  ۖ:-

ماقال عند الله قال عند ربهم " هذا الرب الذي رباهم،، هذا الرب الذي اصطفاهم واجتباهم لمّا عِلم منهم صدق أنابتهم 

فقال عز وجل (اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)


وهنا قال(لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ)...

أين هؤلاء من هؤلاء أين من في العرصات والذل والخوف والهوان ،، 


ممن هو في روضات الجنات فيما يشاء من مآكل ومشارب ومناظر وانواع الملذات التي  فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلببشر . 


ختم الاية وقال (ۚذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ:الفوز العظيم والنعمة التامة السابغة الشاملة


ولا حظي قال ذلك هو الفضل الكبير حتى يبين الله تبارك وتعالى أنه فضلٌ من الله وليس من عباده .



الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ:ليس من أنفسهم أنما اجتباء واصطفاء أن الله اصطفاك وعصمك من الفتن، والشرك أن الله عصمك من أيمعصية،، حتى وأن وقعتِ رجعتِ سريعًا إلى الله يهدي اليه من يشاء


🔻 لذلك على العبد إذا أذنب ذنب أن يكثر دائم من الطاعات كما فال عز وجل <إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ>

..

حتى يرى الله من قلوبنا صدق الإنابة إليه ويهدينا إليه ويصطفينالـ  طاعته اكثري من التضرع لله وسؤال الله من خيري الدنيا والآخرة.



ثم قال عز وجل✏️{ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْحَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ٢٣ ] 


"لاحظي تكرر مره ثانيه الايمان والعمل الصالح بشارة بنعم الجنة وما فيها من النعيم لأهل الإيمان هذا حاصل وكائن لهم لامحالة



قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ:قل يامحمد لهؤلاء المشركين لاأسئلكم على هذا البلاغ والنصح والتذكير أنما اطلب منكمتكفوني شركم وتكفون شركم عني،، وتتركوني أبلغ رسالة ربي فلا تؤذونني فيما بيني وبينكم من القرابة.


..

إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ:قال سعيد بن جبير قربى آل محمد ، وقال ابن عباس عجبت ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطنًا من قريش إلاّكان له فيه قرابة


فقال أنا  لَّا أَسْأَلُكُمْ:مال في الدعوة ولا تقفون في دعوتي لله تبارك وتعالى


ثم قال تبارك وتعالى(وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ:-

...

لاحظي تكرار الترغيب بعد الترهيب

..

إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ:يغفر لعبده ومعنى الغفر الستر وهذا من شكر الله تبارك وتعالى الشكور فإنه يقبل من عباده القليل ويجازيهم عليهالثواب الجزيل سبحانه وتعالى .


ليس شرط الاستغفار أن أقع في كبيرة كان عليه الصلاة والسلام يستغفر في مجلسه سبعين مرة ،،وقيل مائة مرة ،،

وهو قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر، 


🔻 مابال بكِ أنتِ إذا سألتِ الله تبارك وتعالى وأقبلتِ على الله أن يغفر ذنبك ، مالأمور التي ستترتب على هذه المسألة ،


💦رفعة الدرجات

💧تكفير السيئات 

💦زيادة الحسنات


☔️ حتى أن من استغفارك لله عز وجل يزيدك الله حسنات في طاعة الله عز وجل أو عبادة، أو محبة في قلبك لطاعة الله تبارك وتعالى ، ولذةتجديها في الخلوة مع الله عز وجل ، 


والأنس بالله عز وجل ، ويستجيب الله دعواتك، أو يفتح لك باب رزق ، في الدنيا والآخرة بسبب استغفارك لله عز وجل ، لذلك قال(غَفُورٌ شَكُورٌ)


🌷 نسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا ويجعلنا من أهل الفردوس الأعلى ووالدينا ومن نحب .


👌 انتظروا الجزء الثالث من السورة الكريمة في اللقاء القادم بإذن الله 


والشرح الممتع مع الأستاذه الفاضلة ❤️جزاها الله كل خير وحفظها من كل شر 



وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .


‏‎•  سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



        ✨💦✨💦✨💦✨💦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق