الجمعة، 26 سبتمبر 2014

مشروع تجارة لن تبور ~٤ السؤال السادس

اليوم الجمعة🌴

أسأل الله أن يكون لي معكم جمعةً تحت العرش 🍃🌸

📩موعدنا مع مسابقة [ تجارة لن تبور ٤ ]
سؤال أسبوعي للمتدبرين ،  لنحيا مع كلام الله بعيداً عن الدُنيا..


🔖السؤال السادس :
من الجزء السادس .. آية فيها بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة..
أذكري رقم الآية واسم السورة ؟


• رابط تفسير السعدي ( جاهز للتصفح ) .

   http://t.co/38naBRB2
 

(( ستتوقف المسابقة إلى بعد العيد -بإذن الله -تقبل الله صالح الأعمال ))

#مجالس_المتدبرين


~~~~~~~~~~


💬 الجواب~
سورة المائدة (٥٦)
{ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
 
وهذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة، وإن أديل عليه في بعض الأحيان لحكمة يريدها الله تعالى، فآخر أمره الغلبة والانتصار، ومن أصدق من الله قيلا.

🎉🎊نشكر أخواتنا المشاركات في المجالس~


🎁 المركز ١ فاطمة المالكي
🎁 المركز ٢ آسية العُمر
🎁 المركز ٣ سهام العيسى
🎁 المركز ٤ مها اليونس
🎁 المركز ٥ أسماء الفيفي
🎁 المركز ٦ أركان
🎁 المركز ٧ نوال الوليدي
🎁 المركز ٨ الجوهرة الحصان
🎁 المركز ٩ مشاعل المسردي
🎁 المركز ١٠ أمجاد الحصان
🎁 المركز ١١العنود الحصان
🎁 المركز ١٢ريم المسردي
🎁 المركز ١٣ أم فيصل
🎁 المركز ١٤ رحاب الناصر
🎁 المركز ١٥ حنين الفيفي
🎁 المركز ١٦ أم أحمد السديس
🎁 المركز ١٧ لمياء بن ماضي
🎁 المركز ١٨ سمية الدمجان
🎁 المركز ١٩ نوف الجمعة
🎁 المركز ٢٠ أم أسامة
🎁 المركز ٢١ نجلاء الجمعة
🎁 المركز ٢٢ أم علي الجمعة
🎁 المركز ٢٣ مريم العبادي
🎁 المركز ٢٤ محاسن قاسم
🎁 المركز ٢٥ صفية أحمد
🎁 المركز ٢٦ منال الزويد
🎁 المركز ٢٧ أم ليث
🎁 المركز ٢٨ مزيونة البكر
🎁 المركز ٢٩ عهود الحصان
🎁 المركز ٣٠حواء بنت حسين/ ام راكان زينب
🎁المركز ٣١ أم سامي الناصر
🎁 المركز ٣٢ رحمة الجهني
🎁 المركز ٣٣ عائشة عبد الله
🎁 المركز ٣٤ عزيزة الحجوري
🎁 المركز ٣٥ أم عادل
🎁 المركز ٣٦ الجوهرة الناصر
🎁 المركز ٣٧ هيفاء المقرن
🎁 المركز ٣٨ سمر
🎁 المركز ٣٩ لولو
🎁 المركز ٤٠ أفراح الدريسي
🎁 المركز ٤١ حنان محمد
🎁 المركز ٤٢ تهاني الدباس
🎁 المركز ٤٣ نجود الجمعة
🎁 المركز ٤٤ لطيفة السيف
🎁 المركز ٤٥ أميرة
🎁 المركز ٤٦ فاطمة السليم
🎁 المركز ٤٧ أسماء العنزي
🎁 المركز ٤٨ فاطمة السلمي/ هاجر رفيق
🎁 المركز ٤٩ سارة الغامدي
🎁 المركز ٥٠ أمل شراحيلي
🎁 المركز ٥١ منيفة الحربي
🎁 المركز ٥٢ سمر الأرناؤوط
🎁 المركز ٥٣ شادية حسن
🎁 المركز ٥٤ ريم السويلم
🎁 المركز ٥٥ فاطمة النجاشي
🎁 المركز ٥٦ أم فارس المزيد
🎁 المركز ٥٧ أم أسامة المرشد
🎁 المركز ٥٨ مشاعل العتيبي
🎁 المركز ٥٩ لطيفة سالم سعيد
🎁المركز ٦٠ روضة لولو
🎁 المركز ٦١ زينب من اليمن
🎁 المركز ٦٢ خيرية من مكة
#مجالس_المتدبرين 

الخميس، 25 سبتمبر 2014

وتــزوَّدُوا

#وتــزوَّدُوا 1⃣



🎐هل مرَّ بك ركب أشرف من ركب الطائفين ؟ 
🎐وهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين ؟ 
🎐وهل هزَّك صوتٌ أروع من تلبية الملبين ؟


🍃لقد كان شوق السلف الصالح للبيت - مع بعد الشقة, وصعوبة الترحال, وقلة الظهر, وشدة الحال –
شيئاً لا يوصف , فخذ من خبرهم ما يبعث فيك الرغبة , ويحرك في قلبك الشوق ..💕💕


☁حج الشبلي, فلما وصل إلى مكة جعل يقول: أبطحاء مكة هذا الذي أراه عياناً وهذا أنا ؟! 
ثم غشي عليه , فأفاق وهو يقول :
هذه دارهم وأنت محب ما بقاء الدموع في الآماق.. 


🌸عن عبد العزيز بن أبي روّاد قال : دخل مكة قومٌ حجاج ومعهم امرأة وهي تقول : أين بيت ربي ؟ فيقولون: الساعة ترينه . فلما رأوه قالوا : هذا بيت ربك, أما ترينه ؟ فخرجت تشتد وتقول: بيت ربي, بيت ربي, حتى وضعت جبهتها على البيت . فوالله ما رفعت إلا ميتة . 


☁وخرجت أم أيمن بنت علي - امرأة أبي علي الروذباري - من مصر وقت خروج الحاج إلى الصحراء والجِمال تمر بها وهي تبكي وتقول : واضعفاه , وتنشد على إثر قولها : 
فقلت : دعوني واتباعي ركابكم أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد
وما بال زعمي لا يهون عليهم وقد علموا أن ليس لي منهم بد
وتقول : هذه حسرة من انقطع عن البيت , فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت .


 ☔ وتــزوَّدُوا ☔


💡الهدف من إطلاق هذه الرسائل~||
زيادة الإيمان وتجديده في القلوب ♡
فإن العلم سبيل لخشية العلام، طلبه لله عبادة ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، وهو منار طريق أهل الجنة ، والأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة🍂



#وتــزوَّدُوا2⃣

🎐وإذا كان التاريخ قد حفظ لنا ثلة من الآخرين, قد تقطعت قلوبهم شوقاً للبيت ورغبة في الحج..

⬅ ففي الآخرين ثلة أيضا, لم تلههم تجارة , ولم تفتنهم حضارة , فسبحان من يلقي الشوق والرغبة في قلب من شاء ..()


🍃قال الشيخ إبراهيم الدويِّش ( ذكر لي أحد الثقات العاملين على استقبال الحجاج في مدينة جدة أن طائرة تحمل حجاجاً من إحدى الدول الآسيوية وصلت في ثلث الليل الأخير إحدى الأيام. قال: كان أول الوفد نزولاً امرأة كبيرة السن فما أن وطئت قدماها الأرض إلا وخرَّت ساجدة . قال: فأطالت السجود كثيراً حتى وقع في نفسي خوف عليها. قال: فلما اقتربنا منها وحركناها فإذا هي جثة هامدة .

 فعجبت من أمرها وتأثرت بحالها فسألت عنها فقالوا : منذ ثلاثين سنة وهي تجمع المال درهماً درهماً لتحج إلى بيت الله الحرام !

☔لله ما أعظم خبر النفوس الراغبة..
 والقلوب الطاهرة, ولم لا يعظم الشوق فيها, وتعظم الرغبة عندها :والأجر عظيم, والرب كريم ..


🍂رحلة الحج تذكير وموعظة~||
💡 يتذكر الحاج بسفره الرحيل إلى الدار الآخرة.

💡 وبفراق أهله يتذكر خروجه من الدنيا، ومفارقة المحبوبات.

💡وبتزوده من المتاع يتذكر زاد التقوى.

💡 وبتعب السفر يتذكر كربات الموت، وما في القبر، والحشر، والقيامة من الأهوال.

💡يتذكر بتجرده من المخيط الزهد في متاع الحياة وزينتها.

💡 وبتلبيته وجوب استجابته لربه في كل ما أمره ونهاه.

💡 وبترك محظورات الإحرام يتذكر نعمة الله عليه بالمباحات التي منع منها مؤقتا، ووجوب ترك المحرمات التي منع منها دائما.


☔وباستحضار مثل هذه المعاني، وامتثالها يحيا القلب ويطيب عيشه.


اللهم يسّر لحجاج بيتك حجهم واكتب لمن نوى وحبسه العذر أجر ما نوى🌴

💌ذكرى: 
الله أكبر.. الله أكبر ..الله أكبر كبيرا..




#وتــزوَّدُوا3⃣
🍃حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير
بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي،
فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه ، وتحجب قلبه عن مولاه.


🌸 والتوبة وظيفة العمر، التي لا ينبغي للمسلم أن يغفل عنها في يوم من الأيام، فهي شرط الفلاح والنجاح، قال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}..


وهي سنة إمام أهل المتقين، ورسول رب العالمين، قال رسول الله ﷺ : ((يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة)) رواه مسلم .


☔فيا أيها القاصد بيت الله :
طهِّر قلبك من الذنوب، وتخلى عن النقائص والعيوب، لتذوق حلاوة الطاعة ، وتنعشك لذتها

⏬ ⏬ ⏬


وعليه فإن 🎐مما يلزم الحاج قبل سفره🎐


🌸 التوبة من الذنوب فهي المانعة من نوال كل خير.


☁ قضاء ما عليه من ديون أو استئذان أصحابها.


🌸 التحري في رد المظالم واستسماح من أخطأ في حقهم.


☁ كتابة الوصية وبيان ما له وما عليه من حقوق.


🌸 تأمين نفقة أهله فترة غيابه.


☁ تعلم أحكام الحج وآدابه بحضور دروس وسماع أشرطة وقراءة كتب ونشرات.


🌸تحري النفقة الحلال؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.


☁ إتمام ما قد يشغله للتفرغ لأداء النسك.


🌸 الاحتفاظ بهواتف العلماء للاستفتاء.


☁الاجتهاد في البحث عن الرفيق الصالح،والحملة التي تتبع السنّة.


🌸 رصد نفقة للطوارئ والصدقة {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } (197) سورة البقرة .


💌ذكرى: 
الله أكبر.. الله أكبر ..الله أكبر كبيرا..



#وتــزوَّدُوا5⃣
🍃الشوق إلى البيت العتيق .. ووصايا لكل حاج:


🎐وأنت في طريقك إلى أم القرى والشوق يحدوك بتأدية الحج لابد لك من زاد إيماني يجعلك تقبل على تأدية هذه الشعيرة بكل خشوع وإنابة وتذلل لربك سبحانه وتعالى . فالقضية ليست مجرد سفر من بلد إلى بلد للنزهة فقط , فهي اشمل واعم وأعمق من ذلك 🍃. 


✨ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير أن رجلاً من مدينة الرياض كان صائماً يوم عرفة فأبصر عبر الشاشة الجموع تتحرك إلى ربوع عرفة فحرّكه الشوق و غالبته الدمعة و حنَّ إلى تلك المشاعر فطلب من ابنه أن يلحقه بهم فتحرك من مدينة الرياض و أدرك الحجيج بعرفة 

🎐كأني يبعث بالأشواق قائلاً :

🍃
خذوني خذوني إلى المسجد *** خذوني إلى الحجر الأسود
خذوني إلى زمزم علَّها *** تبرد من جوفيَ الموقد
دعوني أحط على بابه *** ثقال الدموع وأستنفد
فإن أحيا أحيا على لطفه *** وإن يأتني الموت أستشهد


✨فلله ما أعظم خبر النفوس الراغبة, والقلوب الطاهرة, وِلمَ لا يعظم الشوق فيها, وتعظم الرغبة عندها :والأجر عظيم, والرب كريم.🌴


🎀أختي الحاجة الحبيبة 🎀: 
تذكري ليسلم لكِ حجك بإذن الله , فالنفس قد تغلبها المعصية والخطأ سواءً كان منك أو من غيرك فعليك إتباع الوصايا وتبليغ العلم الصحيح حسب المقدرة ..!! 


🌸 احذري الفتيا بغير علم , فقد يعرض لك مسألة من احداهن فتجيبين بغير علم ثم تلزمينها هذه السائلة بما لم يلزمها الله أو تسقط عنها أمرا قد فرض عليها نتيجة ارتكابها هذه المخالفة ..!


🌸غض البصر وهذا مهم جدا , فالنظر بوابة قد يستقبل منها ما قد يفتح في القلب ثغرة ..!


🌸 قد يمن الله عليك بقوة مع بسطة في الجسم ولا يخفى شدة الزحام عند الجمرات , فتذكري المرأة الطاعنة في السن والشيخ الهرم وهما يأملان مثلك بتأدية هذه الفريضة وكذلك مزاحمة الرجال فيجب عليكِ تحاشي الإلتصاق بهم ومزاحمتهم ..!
🌸 قد تحج بعض الفتيات مع أمهاتهن وهي لا تعرف كيفية أداء المناسك فحاولي إحتواءها وتعليمها وتذكيرها بفضل هذه الأيام وعظمها عند الله ..
🌸 أنت قدوة تتحرك فإما تعكسي صورة حسنة للمسلمات الحق أو تعكس صورة مشوهة وذلك من خلال 
تأديتك للمناسك والفرائض والتزامك بحجابك الشرعي 


🍃أسال العلي العظيم الواحد الأحد الحي القيوم أن يجعلكم من المقبولين بمنه و كرمه .

💌ذكرى: 
الله أكبر.. الله أكبر ..الله أكبر كبيرا..

وتــزوَّدُوا6⃣
🍃🌴
خدمة الحاج والمسافر لإخوانه من العبادات العظيمة..
💡قال مجاهد رحمه الله: صحبت ابن عمر رضي الله عنهما في السفر لأخدمه فكان يخدمني.
💡وصحب أحد السلف تاجرا موسرا في الحج فلما رجعا قال التاجر:
والله ما ظننت أنّ في الناس مثله، كان - والله - يتفضّل عليّ في النفقة وهو معسر وأنا موسر، ويتفضل عليّ في الخدمة وهو شيخ ضعيف وأنا شاب، ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر.

🔅🔅🔅🔅
وإليكم...


☔ نصيحة نبويّة ☔
«وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، ولكن قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»رواه مسلم(2664).


💡نصيحة نبوية غالية يحتاجها الحجيج في نفرتهم واختيارهم للطرق والمداخل، وترتيبهم لأمور حركتهم.


- من كانت عودته عن طريق البر فليأخذ كفايته من الراحة ولا يكابر، ولا يعرض نفسه وغيره للمخاطر.


💦 اللهم سلم الحجاج ويسر سفرهم وتقبل منهم.


وتــزوَّدُوا7⃣
🍃 وطّن نفسك ،،


تنطلق في اليوم السابع معظم حملات حج الداخل؛
فليوطن قاصد بيت الله نفسه على :
🔅اغتنام أوقاته ولحظاته في الذكر والتلبية، 🔅وليتذكر أن الحج جهاد فليعتصم بالصبر والاحتساب, وتجنب إيذاء المسلمين, والأجر على قدر التعب.
🔅ومن استغرق في النوم في الحافلة؛ فإنه يعيد الوضوء قبل أن يشرع في الطواف..


✏أعمال اليوم الثامن ~||
🔅 يسن للحاج أن يصلي خمس فروض في منى ابتداء من صلاة الظهر يقصر ولا يجمع.


🔅 المتمتع يغتسل ويحرم بالحج قائلا: "لبيك اللهم حجا".


🔅 وأما المفرد والقارن فهما باقيان على إحرامهما.


🔅السنة المبيت بمنى هذه الليلة فاحرص على أخذ الراحة الكافية استعدادا للوقوف بعرفة.



👈المبيت في منى هذه الليلة مستحب للحجاج، وهو سنة محمد ﷺ ..
ولكن إذا دعت الحاجة للذهاب إلى عرفة هذه الليلة فلا بأس بذلك.


~اللهم سلم الحجاج ويسر سفرهم وتقبل منهم.

〰〰〰

🎈برنامج "المطوف"
خير رفيق إلى البيت العتيق ..

أندرويد
http://t.co/1bmMEHXXqg
آيفون
http://t.co/sreo97rRHj

وتــزوَّدُوا8⃣
🍃حجاج بيت الله ~||


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
يا حبذا لو أن الحاج تعلم أحكام الحج قبل أن يحج ليعبد الله تعالى على بصيرة ويحقق متابعة النبي ﷺ ولو أن شخصا أراد أن يسافر إلى بلد لرأيته يسأل عن طريقها حتى يصل إليها عن دلالة فكيف بمن أراد أن يسلك الطريق الموصلة إلى الله تعالى وإلى جنته 


💡أليس من الجدير به أن يسأل عنها قبل أن يسلكها ليصل إلى المقصود.
(أخطاء يرتكبها بعض الحجاج / ص25).

🔅🔅🔅🔅
🚥 التهيؤ للموقف العظيم 🚥


بذلت كثيرا لبلوغ سويعات عرفة
💦وها هي قد اقتربت، أفلا يستحق ذلك قليلا من الإعداد؟ ومن ذلك:


سؤال الله التوفيق لحسن اغتنامه، معرفة فضله وأحوال السلف فيه، تهيئة القلب، والبعد عن الهزل، انتقاء الرفقة المعينة على الخير، اصطحاب مصحفك، وكتب الأدعية، مال للصدقة والإنفاق على إخوانك، التبكير بالنوم للتقوي على الطاعة.


🔅🔅🔅🔅

💦أهل المغفرة ~||

🌴قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، و عيناه تدمعان، فقلت له:من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم.


وتــزوَّدُوا9⃣

🚥 وبعد عرفات...

في غمرة هذا الجمع من البشر.. 
واشتداد الزحام..
يتذكر المسلم زحمة يوم القيامة..
يوم لا يكون للإنسان إلا موطن قدميه!!
وزحام الإفاضة من عرفات يحتاج إلى صبر وسكينة، واحتساب الأجر يخفف على المسلم ما يلقاه من معاناة.




⚠هذه الليلة ليلة تعب ونصب..
فتذكري { اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ }


⚠هذه الليلة ليلة عناء وشدة ولكن«أَجْرُكِ عَلَى قَدْرِ نَصَبُكِ»رواه مسلم(1211).


⚠هذه ليلة تبتلى فيها الأخلاق ولكن «لا تَغْضَبْ، وَلَكَ الْجَنَّةُ»رواه الطبراني(2353)، وصححه الألباني.وشعارها النبوي «السَّكِينَةَ...السَّكِينَةَ»رواه أبوداود (1663)، وصححه الألباني.


🌴الدفع من مزدلفة~||
- السنة صلاة الفجر بمزدلفة في أول الوقت لكن بعد التأكد من دخول وقتها ومن جهة القبلة ولا تقلد الآخرين.


🌴بقي النبي ﷺ بمزدلفة يدعو بعد الفجر حتى أسفر الصبح..
💡فاجتهد في الدعاء وادفع قبل الشروق.




☔أيها الإخوة والأخوات..
يا من احتبسوا في الحافلات()
لا بنوم تكتحلون!
ولا بطعام تهنئون!
ولا راحة ولا بيتا لقضاء الحاجة تجدون! تذكروا أن نبيكم ﷺ قال:
«إِنَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مِنْ سَبِيلِ اللهِ» رواه أبو داود الطيالسي (1662)،
وقد قال ربكم تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ } 




🌴من أحكام مزدلفة~||
- من كان معهم ضعفة ودخلوا مزدلفة بعد منتصف الليل فلا بأس أن يواصلوا طريقهم إلى منى وهم يلبون، ولايُشترط النزول ولا النوم وإن كان هو السنّة.


- النوم والراحة هذه الليلة خير من تمضية الوقت بالكلام تأسيا بالرسول ﷺ واستعدادا لأعمال يوم النحر.


- لا يجوز رمي الجمرة قبل منتصف ليلة النحر، وكذا طواف الإفاضة.


💦☁
تا اللّه ماأحلى المبيت على منى في ليل عيدٍ أبرك الأعيادِ()


وتــزوَّدُوا🔟
🌸القرب من الله~||


في القلب وحشة لا يزيلها إلا القرب من الله، وإشغال النفس بكثرة مخالطة الناس، والبرامج الترفيهية، وأنواع الزينة،
يزيل من القلب حاجته إلى القرب من الله، والخلوة به، والإقبال عليه.
لاسيما وقد قال النبي ﷺ : «أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»رواه أبو داود(1767)، وصححه الألباني.


✨ويوم القر هو الحادي عشر سمي بذلك؛ لأن الحجاج استقروا بمنى بعد تطوافهم بالمشاعر.


🔅🔅🔅
🌸إطالة الدعاء عند الجمرات سنة~||


💡من السنة إطالة الدعاء بعد الجمرة الصغرى والوسطى، عن سعيد بن جبير قال: ( كانوا يقومون عند الجمرتين بقدر قراءة سورة البقرة ).


💡 التأدب بآداب الدعاء، وشدة الإلحاح، وإظهار الفقر والتذلل، والدعاء بالأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.


💡 من تمام البر الدعاء بالخير لكل من له فضل عليك من أم وأب ومعلم وشيخ، والملائكة تقول:« آمين ولك بمثل».


🔅🔅🔅
🌸{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ }


ومن تلك المنافع أن الحج مجال عظيم للدعوة، ومن وسائلها:


💡 النصيحة الفردية لكل مسلم.


💡إرشاد الحاج بكيفية المناسك، وللذين يجيدون لغات أخرى دور أوسع في ذلك.

💡 التنسيق مع العلماء لإلقاء الدروس في الحملات.


💡توفير حقيبة إرشادية للحاج بلغته.


✨قال شجاع بن الوليد:(كنت أحج مع سفيان؛ فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهباً وراجعاً).


🍃وتزودوا~|~
الحج لحظة بلحظة
للعلامة محمد بن صالح العثيمين
الدقيقة ال 30 يبدأ بذكر مسائل
والدقيقة ال 41 أسئلة مختارة
http://www.safeshare.tv/w/kSliORJyFZ

وختاماً~
✨يا ربِّ احفظ لنا حجاج بيتك وبلغهم المُنى وردّهم بالسلامة كيوم ولدتهم أمهاتهم..

☔وكلنا دعوات بأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ~

وأن يجعل هذه الكلمات حياة لقلوبنا ونحن في هذا الموسم العظيم..
.
..
...
....
أحبتي حجاج بيت الله ~
نستودع الله دينكم 
وأمانتكم وخواتيم أعمالكم🌹


الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

تفريغ تأملات في آيات الحج من سورة البقرة🍃

* بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأشهد أن ﻻ إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد. .

 فهذه تأملات ووقفات مع آيات كريمات مباركات في سورة البقرة اشتملت على بيان جملة كبيرة من أحكام الحج وحِكمه العظيمة وما اشتمل عليه من دروس بالغات وعظات عظيمات بدء من قول الله تبارك وتعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ ) [سورة البقرة : 196] وانتهاء بقوله عز وجل (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [سورة البقرة : 203] .

(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة البقرة : 196]

هذه الآية الأولى من جملة ثمان آيات اشتمل عليها هذا الموضع المبارك من سورة البقرة في بيان أحكام الحجّ العظيمة وحِكمه البالغة .

 بدأ الله عز وجل اﻵيات الكريمات بقوله جل في علاه (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ ) وهذا فيه أمر بإتمام الحج وأمر باﻹخلاص فيه لله تبارك وتعالى ويكون هذا البدء قد اشتمل على أصلين عظيمين وأساسين متينين يقوم عليهما الحج بل يقوم عليهما الدين كله وهما: اﻹخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .

أما اﻹخلاص ففي قوله جل في علاه (لِلَّهِ) أي مخلصين عملكم وحجّكم وعُمرتكم لله تبارك وتعالى، ﻻ تبتغون بأدائه إﻻ وجه الله ﻻ رياء وﻻ سمعة وﻻ شهرة وﻻ مِدحت الناس وﻻ إرادة الدنيا وﻻ غير ذلك، وإنما تبتغون به وجه الله عز وجل والله تبارك وتعالى ﻻ يقبل العمل إلا إذا كان خالصا لوجهه جل وعلا كما قال عز وجل في الحديث القدسي {أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه} أي لم يقبل الله منه عملا.

واﻷمر الثاني مما اشتمل عليه هذا الموضع: اﻻتباع للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وذلك مستفاد من قوله (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ)  ومعلوم أن التمام ﻻ سبيل إلى نيله وﻻ طريق إلى تحصيله إﻻ بسلوك نهج النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه القويم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع {لتأخذوا عني مناسككم} فلا يمكن ﻷحد أن يُتمّ الحج بأركانه وواجباته ومستحباته إﻻ بمعرفة هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومنهاجه القويم .

فإذا قول الله عز وجل (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ ) فيه تنبيه على اﻹخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى هذين الأمرين يقوم الحجّ وتقوم جميع العبادات والطاعات.

ثم قال جل وعلا (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) أي إذا حال بينكم وبين إتمام الحجّ وبلوغ أماكن الحج والوصول إلى مكة والمناسك لأداء الحجّ، حال بينكم وبين ذلك حائل، منعكم من ذلك مانع وهو على الصحيح يشمل: حصر العدو أو المرض أو فقدان النفقة أو الضياع في الطريق أو غير ذلك ﻷن الله عز وجل قال (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) ولمّا يُعين أويخُصّ بعدُو أو نحو ذلك فيكون شاملا لكل إحصار. فإذا أُحصر المرء عن الحجّ بعدو أو بمرض أو بفقدان نفقة أو بضياع في الطريق أو غير ذلك فإن الحكم كما قال الله عز وجل ( فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) يُذبح في المكان الذي أُحصِر المرء فيه ويُطعم ، يُعطى للفقراء والمساكين.

واختلف أهل العِلم فيمن لم يجد الهدِي هل ينتقل للصيام كما هو الشأن في هدي التمتع أو أنه يسقط ولا شيء عليه؟

والذي جاء في الآية الكريمة هو ذِكر ما استيسر من الهدِي. وقوله جل وعلا (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)  يتناول الهدِي إن كان من الإبل أو البقر ويشترك في الإبل والبقر سبعة أو من الماعز والضأن، وهذه كلها بهيمة الأنعام فالهدِي يكون من الأزواج الثمانية وهي الإبل والبقر والماعز والضأن ذكورها وإناثها، هذه ثمانية منها يكون الهدي فإن كان بقرة اشترك فيها سبعة وإن كان من الإبل اشترك فيها سبعة وإن كان شاة أو ضأنا فإن الشاة إنما تُجزئ عن الواحد وكذلك الضأن.

قال جل وعلا (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) وهذا فيه أن من دخل في النُسُك ولبى الحجّ أو العمرة أو بهما معا فإن عليه محذورات منها ألاّ يأخذ من شعره شيء حتى يوم النحر (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) ولهذا حَلق الشعر السُنّة فيه أن يكون بعد النحر كما فعل نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في يوم الأضحى -يوم النحر- رمى ثم نحر ثم حَلَق ثم طاف ثم سعى، فأتى الحلق بعد النحر لكن لو قُدِر أن عبدا قدم شيئا من هذه الأشياء على الآخر لا حرج عليه في ذلك لكن الأولى أن يؤتى بها مرتبة بهذا الترتيب ومن ذلكم أن يكون حلق الرأس بعد نحر الهدِي كما فعل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .

ويُفيد قوله (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) أن الإنسان ليس له أن يأخذ من شعر رأسه ولا أيضا من شعر بدنه ولا أيضا من أظافره، هذه كلها من محذورات الإحرام ليس له أن يأخذ شيئا من ذلك حتى يتحلل التحلُل الأول في يوم النحر -يوم عيد الأضحى المبارك- .

ثم قال سبحانه وتعالى (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ) أي واحتاج إلى بسبب المرض أو بسبب الأذى الذي في الرأس كأن يكون في رأسه قمل أو نحو ذلك مثلا يحتاج إلى أن يحلِق شعر رأسه، ومثله -مثلا- لو احتاج أن يُغطي رأسه أو احتاج بسبب المرض أن يلبس مخِيطا أو نحو ذلكم من محذورات الإحرام فإن كان احتاج لشيء من ذلك بسبب المرض أو الأذى في الرأس فله ذلك لكن عليه فدية الأذى كما قال سبحانه وتعالى (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) وما كان فيه "أو" فهو على التخيير كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، فهو مُخير بين هذه الأمور الثلاثة (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) وهذه رُخصة من الله عز وجل للعباد وأن يحلِ إن احتاج إلى الحلق بسبب المرض أو الأذى الذي في الرأس أو نحو ذلك وجُعلت له الفدية وتُسمّى هذه الفدية فدية الأذى، وبدأ جل وعلا بالأيسر صيام ثلاثة أيام ثم انتقل إلى الإطعام -إطعام ستة مساكين- لكل مسكين نصف صاع ونصف الصاع مُدين من الطعام يُعطى لستة مساكين، ثم بعد ذلك ذكر جل وعلا ذبح شاة، وما كان من طعام أو نُسُك فهو لفقراء الحرم، أما الصيام إن تيسر أن يصوم صيام الفدية في مكة أو يصومه في بلده فيما بعد لكن الطعام لا يكون في البلد وكذلك النُسُك لا يكون في البلد إنما هو لفقراء الحرم خاصة، فما كان من طعام أو نُسُك فهو لفقراء الحرم .

 وقوله تعالى (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) يُفسره حديث كعب بن عُجرة رضي الله عنه لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام: أيؤذيك هوامّ رأسك؟ -كان القمل يتساقط من شعر رأسه من كثرته- وتأذى منه وكان مُحرِما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:{احلق رأسك ثم قال له:أتجد شاة؟ قال:لا، قال: أطعِم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع أو صُم ثلاثة أيام} لاحظ الترتيب الذي جاء في    الحديث عكس الترتيب الذي في الآية لأنه في الآية لما كان رُخصة ذكر الله عز وجل أو بدأ بالأسهل، بدأ ذلك بالأسهل، والنبي عليه الصلاة والسلام لما كان عملا يوجه له هذا الصحابي بدأ معه بالأفضل إن كان مُتيسرا له، فإن كان مُتيسرا الشاة فهو الأفضل، إن لم تتيسر الشاة إطعام ستة مساكين أفضل، إن لم يتيسر ذلك يصوم ثلاثة أيام، وعلى كلٍ هو مُخير بين هذه الأمور الثلاثة فدية للأذى. وهذه الفدية تكون بسبب مرض أو نحوه أن يحلِق رأسه أو يأخذ شيئا من شعر بدنه أو يُغطي رأسه أو يلبس شيئا من المخيط أو يكون -مثلا- مسّ طيبا أو نحو ذلكم من محظورا الإحرام.

ثم قال جل وعلا (فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) وقوله (فَإِذَا أَمِنْتُمْ) أي لم يحصل لكم إحصار ولم يحصل لكم ولم يحصل لكم مانع ولم يحصل لكم شيء يحول بينكم وبين الوصول إلى أداء المناسك ويسر الله لكم ذلك (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) ومعنى قوله (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ) أي من جمع بين حجّ وعمرة سواء كان مُتمتعا أي تحلل بين العمرة والحج أو كان قارنا فكل من هؤلاء يكون مُتمتع بالمعنى العام أي جمع في سفرة واحدة بين حجٍّ وعُمرة فقوله (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ) هذا يتناول المُتمتِع ويتناول القارن وأن من كان مُتمتعا أو كان قارِنا فعليه هدِي وهذا الهدِي هدي شُكر، هدي شُكران وليس هدي جُبران، هدي شُكر لله سبحانه وتعالى على مِنّة التيسير والتوفيق للجمع بين الحجّ والعمرة في سفرة واحدة. ولهذا فمن حجّ مُفرِدا ولم يعتمر ليس عليه هدي، ومن اعتمر ورجع دون أن يحُجّ ليس عليه هدي لكن من جمع بين حجّ وعمرة في سفرة واحدة سواء كان مُتمتعا أو قارنا فإن عليه ما استيسر من الهدي. وقوله (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) يشمل ما تقدم،الأزواج الثمانية -الإبل والبقر والضأن والماعز- ذكورا أو إناثا، ما استيسر له من ذلك يذبحه في مِنى أو في مكة يوم العيد أو أيام التشريق الثلاثة فكلها أيام ذبح وأيام نحر .

قال جل وعلا (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ)  أي لم يجد هديا ليس لديه قدرة مالية، لا يتمكن من الذبح ينتقل إلى الصيام (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ) ومعنى (فِي الْحَجِّ) أي في وقت الحجّ وأولى ما يكون ذلك في اليوم السادس والسابع والثامن، ويوم عرفة يُكره صيامه للمُحرِّم فبصوم من قبل عرفة -السادس والسابع والثامن- أو قبل ذلك الخامس والسادس والسابع، إن لم يتمكن فرُخِّص له أن يصوم أيام التشريق الثلاثة، قد جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرخِّص صيام أيام التشريق الثلاثة إلا لمن لم يجد الهدي فله رُخصة أن يصوم لكن الأولى أن يصوم قبل ذلك فإن لم يتمكن صام في أيام التشريق الثلاثة -الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر- (وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ) رجعتم إلى أوطانكم -إلى بلادكم- وقوله (وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ) لا يُشترط فيها التتابع سواء صامها مُتتابعة أو مُتفرقة لا حرج عليه في ذلك.

(تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) الثلاثة التي في الحج والسبعة التي إذا رجع إلى أهله عددها عشرة أيام كاملة، وقوله (كَامِلَةٌ) هذا للتأكيد وكثيرا ما يُستعمل التأكيد في لسان العرب، مثلا تقول رأيت بعيني، سمعت بأذني، كتبت بيدي ونحو ذلك فتأتي كلمات يُراد بها التأكيد (تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) .

ثم قال جل وعلا (ذَٰلِكَ) أي ما استيسر من الهدي ثم الانتقال منه -إذا لم يكن مُستطيعا- إلى الصيام -صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع- (ذَٰلِكَ  لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) أي من كان من أهل مكة ليس عليه هدي ولا انتقال أيضا إلى الصيام وإنما هذا للأفقي الذي جاء من الأفق، جاء من البلدان المختلفة إلى مكة وفي سفرة واحدة أكرمه الله سبحانه وتعالى بالجمع بين حج وعمرة، أما الذي في مكة لم يُسافر جُمع له بين الحجّ والعُمرة ولم يُنشئ لذلك سفرا مثل الأفقي ولهذا قيل إن هذا الهدي هدي شُكر لأن الله منّ عليه في هذه السفرة الواحدة أن جمع بين النُسُكين العظيمين -الحجّ والعمرة-.

ثم ختم جل وعلا هذا السياق العظيم المبارك بالوصية بتقواه جلّ في عُلاه قال (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (وَاتَّقُوا اللَّهَ) أي بفعل ما أمر وترك ما نهى الله عنه وزجر، اتقوا الله بأن تجعلوا بينكم وبين سخط الله وعقابه وقاية تقيكم وذلك بفعل الأوامر وترك النواهي ولهذا من أحسن ما عُرِّفت به التقوى قول أحد التابعين "تقوى الله عملٌ بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله " وأمره جل وعلا بتقواه في هذا السياق يشمل تقواه بلزوم أحكام الحجّ والعناية بها، وأيضا البُعد عن المحظورات والمنهيات التي يُنهى عنها العبد فإن القيام بذلك وتتميمه كله من تتميم تقوى الله سبحانه وتعالى.

 وقد تكررت الوصية بالتقوى في آيات الحجّ -كما سيأتي معنا- تكررت الوصية بالتقوى مما يدل على أن من مقاصد الحجّ العظيمة وغاياته الجليلة تحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى وتمرين النفس على لزوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره وترك نواهيه. ولهذا يُعدّ الحجّ مدرسة عظيمة لتمرين النفس وترويضها على تحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى.

(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) إياكم وأن تفعلوا ما يُسخط الله ويُغضبه جل وعلا فإن عقابه شديد، ومن كان يستحضر شدة عذاب الله وعقابه فإن هذا فيه أعظم زاجر ورادع عن فعل الذنوب واقترافها.

/ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [سورة البقرة : 197]

ثم قال جل وعلا  (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) أي أن الحجّ له وقت معلوم ،محدد، له أشهُر معلومات لا تُعقد النية بالحجّ إلا في أشهُره، فقبل أشهر الحج لا تنعقد النية بالحجّ لأن أشهره لم تدخُل فيكون كالصلاة قبل وقتها، وبعد انقضاء أشهر الحجّ لا تنعقد النية لأن أشهر الحجّ انتهت فـ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) أي وقت الحج أشهر معلومات وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. تبدأ أشهر الحجّ بليلة عيد الفطر المبارك، في آخر يوم من رمضان لا تعقد النية بالحجّ، وإذا هلّ هلال العيد -هلال عيد شوال- لك أن تعقِد النية لأنها بدأت أشهُر الحجّ أو لأن أشهر الحجّ تبدأ بأول ليلة من ليالي شوال وهي ليلة العيد -عيد الفطر المبارك- وتنتهي أشهر الحجّ بليلة عيد الأضحى المبارك فهي تبدأ بليلة عيد وتنتهي بليلة عيد، تنتهي بليلة عيد الأضحى، وليلة عيد الأضحى يستطيع الإنسان أن يعقد فيها النية بالحجّ لكن إذا طلع الفجر من يوم النحر فات الحجّ لكن لو قُدّر أن الإنسان بعرفة قبل طلوع الفجر بساعة قال لبيك اللهم حجّا ووقف بعرفة ثم مضى إلى مزدلفة وكمّل أعمال حجه يكون أدرك الحجّ. فأشهر الحج التي تنعقد فيها النية تبدأ من ليلة عيد الفطر المبارك إلى ليلة عيد الأضحى المبارك.

(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ) والحجّ لا يُفرض إلا فيهن (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ) فيه أن الحج لا يُفرض إلا في هذا الوقت، وفيه أن من عقد النية وجب عليه الإتمام حتى لو كان نفلا لأنه أصبح فرضا بعقد النية. (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ  فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) وهذه أمور ومحظورات ينبغي على الحاجّ أن يحذر منها أشد الحذر وهي تتنافى مع إتمام الحجّ الذي أُمر به في صدر هذا السياق (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ) فيحذر من هذه المحظورات ويجتنبها.

(فَلَا رَفَثَ) والرفث هو الجِماع ومُقدماته قال عز وجل (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) الرفث: هو الجماع. ومقدمات النظر من نظر أو لمس أو ضم أو تقبيل أو نحو ذلك، كل هذه تكون محظورة على المُحرِم.

(فَلَا رَفَثَ  وَلَا فُسُوقَ) والفسوق هو: المعاصي بكل أنواعها وأيضا يدخل تحت قوله (وَلَا فُسُوقَ) الإصرار على فعل المعصية وإن لم يُباشر فعلها في فترة الحجّ فمثلا لو أن شخصا عنده معصية ما من المعاصي يفعلها وتوقف عن فعلها في فترة الحجّ لكن نيته في الداخل أنه إذا رجع إلى بلده يعود إلى تلك المعصية، هذا يُعدّ فُسوقا ولهذا ينبغي على الحاجّ أن يتجنب الفسوق وذلك بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى من الذنوب والمعاصي وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام {من حجّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه}أي بلا ذنب ولا خطيئة. إذا قوله جل وعلا (وَلَا فُسُوقَ) هذا فيه أن الحاجّ يجب عليه أن يتخذ الحجّ فرصة للخلاص من الذنوب وتركها والبُعد عنها مُستعينا بالله تبارك وتعالى على ذلك.

وقوله تعالى (وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) والجدال هو: اللجج والخصومة والمنازعة ورفع الأصوات ويدخل في ذلك السِباب والشتائم وغير ذلك، هذا كله من الأمور التي ينبغي على الحاجّ أن يحذر منها أشد الحذر.

ولما نهى عن هذه الأمور سبحانه وتعالى دعا عباده إلى فِعل الخيرات بأبوابها المتنوعة ومجالاتها الفسيحة كما يُفيده التعميم في قوله جل وعلا (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) فإن قوله (مِنْ خَيْرٍ) هذا فيه تنصيص على العموم أي أي خير أمر الله به وأمر به رسوله صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا ينبغي على الحاج أن يغتنم فرصة حجه لفعل الخيرات تسبيح وتهليل وذكر وقراءة قرآن وصدقات وغير ذلك من أبواب الخير (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) هذا يتناول أبواب الخيرات المتنوعة وأن الحاجّ ينبغي أن يستغل هذه الحالة المباركة والأوقات المباركة والبِقاع المباركة يستغلها في الإكثار من الخيرات ومن ذلكم أيضا قراءة العِلم ، مسائل العِلم سواء في أحكام الحجّ أو غير ذلك من أحكام الدين ولا سيما أصول الاعتقاد ومُهمات الدين وقواعده العظيمة.

 ثم قال جل وعلا (يَعْلَمْهُ اللَّهُ) وهذا فيه فائدة عظيمة عندما تفعل الخيراستذكر واستحضر رؤية الله لك واطلاعه عليك وعلمه بك وهذا العِلم يقتضي المثوبة مثوبة المُحسن ومُجازاته بإحسانه وأن هذه الأعمال التي تقوم بها قليله وكثيرها رب العالمين مُطلِع عليها وعليم بها سبحانه وتعالى (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) ولا يضيع عنده سبحانه وتعالى أجر المُحسنين فإن الله لا يُضيع أجر المُحسنين أحسن واجتهد في الإحسان وفعل الخيرات.

 ثم قال سبحانه (وَتَزَوَّدُوا) وهذا أمر لمن أراد أن يحُجّ بأن يأخذ الزاد معه وما يحتاج إليه من مال أو من طعام أو نفقة حتى لا يكون عالة على الآخرين وحتى لا يحتاج أن يسأل الناس. وقد ذُكِر أن هذه الآية نزلت في نفر من أهل اليمن حجوا ولم يأخذوا معهم زادا وقالوا نحن المتوكلون فأنزل الله قوله (وَتَزَوَّدُوا) وهذا فيه أمر بأخذ الزاد من طعام وشراب ونفقة حتى لا يحتاج الإنسان أن يتعرض لسؤال الناس أعطوه أو منعوه.

ولما أمر جل وعلا بأخذ الزاد الدنيوي من طعام وشراب وشراب ونفقة حث ونبه عباده على أعظم زاد، نبه عباده على أعظم زاد لنيل رضوان الله تبارك وتعالى وهو تقوى الله جلا وعلا (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ) تزودوا لحجّكم، خذوا لحجكم النفقة، الطعام،الأشياء التي تحتاجون إليها من أمور الدنيا في الحجّ لكن انتبهوا أعظم زاد وأنفع زاد وخير زاد تقوى الله جل وعلا (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ) خير زاد تتزود منه وتستكثر منه وتعتني به هو تقوى الله سبحانه وتعالى، وتقوى الله عز وجل هي خير زاد يُبلِّغ إلى رضوان الله وهي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه كم قال جل وعلا (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) وهي وصية النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لأمته، وهي وصية السلف الصالح رحمهم الله فيما بينهم. فتقوى الله جل وعلا هي خير زاد يُبلِّغ إلى رضوان الله. ثم ختم ذلك بالأمر بتقواه (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (وَاتَّقُونِ) هذا أمر بتقوى الله جل وعلا. ومرّ معنا أن الأمر بتقواه تكرر في هذه الآيات الثمان ففي الآية الأولى أمر بتقواه، وفي الآية الأخيرة من هذه الآيات أمر بتقواه (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) وفي أثناء هذه الآيات كما في هذه الآية التي معنا أمر بتقواه، فالأمر بتقوى الله عز وجل في هذه الآيات الثمان جاء في الآية الأولى وجاء في الآية الأخيرة وجاء أيضا في أثناء هذه الآيات مما يدل على عِظم شأن التقوى ومكانته العظيمة وأنه من مقاصد الحجّ العظيمة التي ينبغي أن يحرص عليها كل حاجّ أن يُحقق تقوى الله سبحانه وتعالى بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر.

وقوله عز وجل في ختم هذا السياق  (يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) أي يا أولي العقول السليمة والنُهى الُمستقيمة احرصوا على تحقيق تقوى الله وهذا فيه أن أولي الألباب هم الذين ينتفعون بالمواعظ ويرتدعون عند سماع الزواجر بخلاف غيرهم فصاحب اللُّب السليم والكيّس الفطِن العاقل هو الذي ينتفع أما من سواه فإنه لا ينتفع، إذا ذُكر لا يتذكر وإذا وُعِظ لا يتعظ وإذا زُجِر لا ينزجر إلا إذا وفقه الله عز وجل لأن يكون ذا لُبٍ سليم فإنه ينتبه ويتعظ وينزجر.

/ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) [سورة البقرة : 198]

هذه الآية الكريمة اشتملت على جملة من الأحكام المتعلقة بالحجّ بدأها جلّ في عُلاه (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ) أي لا حرج ولا إثم ولا يؤثر على حجِكم أن تبتغوا فضلا من ربكم، يعني لا يمنع مجيء الإنسان إلى الحجّ أن يشتغل بالتجارة التي تعود عليه بشيء من الرزق فإن اشتغاله بها إذا لم تكن مخِلة أو مؤثرة على أعمال الحجّ نفسه فلا حرج عليه في ذلك (أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) وهذا أيضا فيه تنبيه على عدم الاعتماد على الأسباب، إذا اشتغل الإنسان بشيء من التجارة لا يعتمد على الأسباب وإنما الرزق فضل من الله فلا يعتمد على الأسباب ولا يعتمد على مهارته أو معرفته أو حِذقه، لا يعتمد على ذلك. بل حصول الربح وتحقق الفائدة ونيل المنفعة هذا فضل من الله سبحانه وتعالى ولهذا قال (أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) وهذا فيه التنبيه على أن المُشتغِل بالتجارة سواء في أثناء الحجّ أو في كل وقت ينبغي أن يكون متوكلا على الله وراجي الفضل من الله سبحانه وتعالى، يبذل الأسباب، يتخذ التجارة الصحيحة التي لا محذور فيها ويرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتفضل عليه جل وعلا بالرزق.

(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ) وهذا فيه من الأحكام أن من أعمال الحجّ العظيمة الوقوف بعرفة بل هو ركن من أركان الحجّ والتنبيه على هذا الركن بذكر الإفاضة منه (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ) ولا تكون الإفاضة إلا بعد الوقوف فقوله (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ) هذا فيه تنبيه على الوقوف بعرفة، والوقوف بعرفة ركن من أركان الحجّ، قد صحّ في الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه أنه قال {الحجّ عرفة} ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحجّ فعرفة هو ركن الحجّ الأعظم الذي من فاته فقد فاته الحجّ. والوقوف بعرفة يكون إلى غروب الشمس كما فعل نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، الوقوف بعرفة والإفاضة منها لا يكون إلا بعد غروب الشمس من يوم عرفة فإذا أفاض الإنسان من عرفات قبل الغروب فإنه بذلك يكون ترك واجبا من واجبات حجّه لأن النبي عليه الصلاة والسلام وقف إلى أن غربت الشمس وقال {لتأخذوا عني مناسككم} .

وقوله جلّ وعلا (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) والمشعر الحرام مُزدلفة والمبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب من واجبات الحجّ.

وقوله (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) يتناول الصلوات المفروضة التي تكون في المشعر وهي ثلاث صلوات المغرب والعشاء جمعا أول ما يصل ويقصِر العشاء بأذان واحد وإقامتين هذا من ذكر الله، وأيضا صلاة الفجر في المُزدلفة هذا أيضا من ذكر الله، داخل في قوله (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)، ما يتيسر للإنسان من صلاة من اللي إذا كان مُعتادا لذلك داخل، قراءته لما تيسر من القرآن أو ذكره لله سبحانه وتعالى كله داخل، أيضا الوقوف بعد صلاة الفجر إلى ما قبل طلوع الشمس وهذا من المواطن العظيمة التي يتحرى فيها الحاجّ الذكر والدعاء ويرفع يديه كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام مُستقبلا القبلة ذاكرا وداعيا ومُناجيا ربه سبحانه وتعالى، هذا كله داخل في قوله (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) .

وقوله (عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) فيه أن مُزدلفة من الحرم -داخلة في الحرم- أما عرفات فهي خارج الحرم ولهذا أخذ أهل العلم من هذه الآية أن عرفات ليست من الحرم بل هي من الحِل ومزدلفة من الحرم لأنه قيّد، لما جاء ذكر المشعر الذي هو مُزدلفة قيّد أما عرفات لم يُقيّد فهو من الحِل وليس من الحرم.

( فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) وهذا تنبيه على مقصد عظيم آخر من مقاصد الحجّ الجليلة وهي أن تذكر مِنّة الله عليك بالهداية وإنقاذه لك من الضلالة وأن هذا فضل الله عليك ومِنّته سبحانه وتعالى. قد كان الصحب الكرام رضي الله عنهم يقولون في رجزهم يقولون: لولا الله ما اهتدينا ولا صُمنا ولا صلينا، فهذه مِنّة الله عليك أن جعلك من المُصلين، أن جعلك من الصائمين، أن جعلك من حُجاج بيته الحرام وأن هداك إلى هذه المناسك وهذه الشعائر وهذه الأعمال العظيمة فاذكر يا عبد الله وأنت تؤدي هذه الشعائر وتقوم بهذه الأعمال مِنة الله عليك بذلك وهدايته لك ومِنته عليك بأداء هذه الأعمال، كم من إنسان في الدنيا يتمنى أن يحجّ فاذكر نعمة الله عليك، اذكر هداية الله لك، اذكر تيسير الله سبحانه وتعالى (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) لولا هداية الله لك ومِنته عليك بالهداية لكنت من الضالين لكن الله هداك، منّ عليك، أكرمك، والهداية بيد الله سبحانه وتعالى يمُنّ بها على من يشاء فإن الله يُضل من يشاء ويهدي من يشاء. فهذا مقصد من مقاصد الحج العظيمة الجليلة أن تذكر هداية الله لك، هداية الله لك للإسلام ولهذا الدين، وهداية الله لك للقيام بطاعته سبحانه وتعالى وهداية الله لك للزوم أمره واجتناب ما نهى عنه وفِعل ما أمر به سبحانه تعالى وهداية الله لك للقيام بهذه المشاعر العظيمة والطاعات الجليلة (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) .

/ (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة البقرة : 199] 

قال جل وعلا (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) والإفاضة هنا هي الإفاضة من المُزدلفة إلى مِنى وتكون هذه الإفاضة بعد صلاة الفجر وبعد أن يقف الإنسان ذاكرا وداعيا ومُناجيا ربه إلى ما قبل طلوع الشمس بقليل -إلى أن تُسفِر قبل أن تطلُع الشمس- يُفيض الناس إلى مِنى، ورخّص النبي عليه الصلاة والسلام للضعفة والنساء رخّص لهم عليه الصلاة والسلام أن يُفيضوا بعد مُنتصف الليل من ليلة مُزدلفة، لكن من كان نشيطا وصحيحا وقويا يبقى إلى أن يُصلي للفجر ويقف في المشعر الحرام ثم يُفيض إلى مِنى للقيام بأعمال يوم النحر.

 (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) (مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)عرفنا أن الإفاضة هنا هي الإفاضة من مزدلفة إلى مِنى للقيام بأعمال يوم النحر، وأعمال يوم النحر هي -على الترتيب- : رمي ثم نحر ثم حلق ثم طواف ثم سعي، على هذا الترتيب كما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام. إذا قوله (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) أي أفيضوا إلى مِنى للقيام بأعمال يوم النحر العظيمة وهي هذه الأعمال المباركة ويكون بذلك انتهى الإنسان من الأعمال وتحلل ورجع إلى لباسه المُعتاد فعليه حينئذ أن يُكثر من الاستغفار، أتمّ العمل وكمّله فليُكثر من الاستغفار، ومن هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أنه في تمام العمل يُكثر من الاستغفار، وانظر إلى مثال ذلك في الصلاة جاء عنه عليه الصلاة والسلام الاستغفار في خاتمة الصلاة قبل أن يُسلِّم والاستغفار في خاتمة الصلاة بعد أن يُسلِّم، إذا سلّم استغفر ثلاثا استغفر الله...استغفر الله...استغفر الله. والاستغفار في تمام الحجّ لأن الإنسان في حجّه لا يخلو من شيء من التقصير، لا يخلو شيء من النقص مهما جاهد الإنسان على تكميل الحجّ وتتميم العمل لابد من النقص فشُرع لك في تمام حجِّك أن تُكثر من الاستغفار لأن الاستغفار من شأنه أنه يجبر النقص، إذا حصل عندك نقص أو تقصير في بعض الأعمال فالاستغفار يجبر هذا النقص، أكثِر من الاستغفار في خاتمة الحجّ. ولهذا أيضا شُرِع الاستغفار في خاتمة المجلس المعروف بكفارة المجلس لأن هذا فيه جبر لما يقع في مجلس الإنسان من نقص أو خطأ. فالشاهد أن الآية فيها الأمر بالاستغفار في خاتمة الحجّ  (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي اذكروا هذين الإسمين العظيمين وأنتم تستغفرونه سبحانه وتعالى، اذكروا أنه غفور رحيم وأنه غفّار لمن استغفره وتاب إليه وأناب وأنه رحيم سبحانه وتعالى بعباده (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

/ (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) [سورة البقرة : 200]

 وهذه الآية الكريمة يقول الله سبحانه وتعالى فيها (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ) إذا قضيتم مناسككم وأتممتم هذه الأعمال المباركات في يوم النحر الرمي والنحر والحلق والطواف والسعي فاذكروا الله لأن الحجّ فيه رياضة للنفوس وتريب للناس على العناية بالذكر ولهذا تُلاحظ أنه تكرر في أثناء هذه الآيات -آيات الحجّ- تكرر الحث والأمر بالذكر -ذكر الله سبحانه وتعالى- (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ) أتممتم الأعمال في هذا اليوم المبارك -يوم النحر-  الرمي والنحر والحلق والطواف والسعي فاذكروا الله بالكثرة، كثيرا لأن الله قال (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) وهذا فيه تنبيه على ذكر الله بالكثرة، اذكروه ذكرا كثيرا، أكثروا من ذكر الله، لا يشغلكم شاغل عن ذكر الله سبحانه وتعالى بل أكثروا من ذكره سبحانه وتعالى ( كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا).

ثم ذكر جل وعلا أقسام الناس من حيث إلتجائهم إلى الله عز وجل في طلباتهم وحاجاتهم وأنهم على قسمين:

 قسم همُّه في مُناجاته وطلبه من الله عز وجل حظوظ الدنيا فقط ولا همّ له في الآخرة ولا تفكير له في الآخرة كلما سأل يريد سيء من الدنيا، ليس له تفكير ولا همّ ولا طلب فيما يتعلق بالآخرة، إذا طلب يطلب مطالب دنيوية وليس له هِمّة ولا توجُّه ولا سؤال فيما يتعلق بأمور الآخرة قال (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا) كل طلباته حظوظ الدنيا من مركب أو مطعم أو مسكن أو ملبس أو غير ذلك، كل مطالبه في هذا الحدود الأمور النيوية (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) ليس له إهتمام بالآخرة ولا طلب للآخرة ولا تفكير بالآخرة، كل همه وطلباته أمور الدنيا. هذا قسم.

/ القسم الآخر :

 (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [سورة البقرة : 201]

 هذا القسم الثاني وأكرِم بهم ما أعظم شأنهم وما أعظم مطالبهم جمعت مطالب الدنيا والآخرة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وهذه الدعوة المباركة العظيمة جمعت الخير كله، خير الدنيا والآخرة وكانت هذه الدعوة كما ثبت في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه كانت أكثر ما يدعو به نبينا عليع الصلاة والسلام، أكثر دعائه ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وشمِلت هذه الدعوة خيري الدنيا والآخرة.

أما قوله  (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) فإنه يدخل فيه كل خير في الدنيا المسكن الطيّب والزوجة الصالحة والمال الطيب والنفقة الطيبة والغذاء والملبس والصحة والعافية ورُفقاء الخير، كل الأمور الطيبة في الدنيا وخيرات الدنيا تدخل، وقد كان بعض السلف إذا عرضت له حاجة دنيوية وأراد أن يسأل الله عز وجل أن يمُنّ عليه بها قال (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فتدخل حاجته التي هي في ذهنه ويدخل أيضا المطالب الأخرى وخيرات الدنيا والآخرة.

وقوله (وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) يتناول كل خير في الآخرة من نجاة من نار ودخول الجنة والفوز بنعيمها ودرجاتها، والفوز برضا الله والفوز بالنظر إليه، كل ذلك يدخل تحت قوله (وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) .

 (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سؤال للنجاة من النار، والله عز وجل يقول ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185] وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام في طوافه بل في تمام كل شوط بين الركنين -الركن اليماني وركن الحجر الأسود- يدعو بهذه الدعوة، ومجيؤها أيضا في هذا الموضع في طواف الزيارة عندما يطوف هذا الطواف العظيم المبارك الذي هو ركن من أركان الحجّ ويصل إلى تمام كل شوط يأتي بهذه الدعوة العظيمة المباركة التي جمعت خير الدنيا والآخرة (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) .

/ (أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [سورة البقرة : 202]

هذه الآية السابعة من هذه الآيات العظيمات المباركات فيها أن هؤلاء الذين هم في القِسم الثاني الذين يقولون في دعائهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) في هذه الآية بيان أن هؤلاء هم الذين لهم نصيب ولهم أجر (أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) فهؤلاء هم الذين لهم النصيب ولهم الأجر بخلاف السابقين ليس في الآخرة نصيب ولا حظ (وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) أما هؤلاء هم الذين لهم الحظ والنصيب بحسب الأعمال، والناس يتفاوتون في نصيبهم في الآخرة قوة وضعفا، زيادة ونقصا، فكلما زاد العمل الذي هو خالص لله مُتبع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد النصيب من الأجر والثواب يوم يلقى الله جل وعلا .

/ (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [سورة البقرة : 203] قال عز وجل في هذه الآية وهي آخر هذه الآيات المباركات العظيمات في بيان أحكام الحجّ (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) والمراد بالأيام المعدودات عند جمهور أهل العلم أيام التشريق الثلاثة. قد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنها أيام أكل وشُرب وذِكر لله. فالله عز وجل يقول (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) يوم الحادي عشر ويُسمّى يوم القرّ، والثاني عشر ويُسمى يوم النفر الأول، ويوم الثالث عشر ويُسمى يوم النفر الثاني. هذه هي الأيام المعدودات. أمر الله عز وجل بذكره في هذه الأيام المباركات وفي هذا تنبيه إلى أنها أيام ذِكر ويكون ذكر الله عز وجل في هذه الأيام المعدودات أولا بإقامة الصلوات الخمس في أوقاتها فهذا أعظم الذكر لله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك ما يتبع ذلك من عناية بالذكر تحميدا وتسبيحا وتهليلا وتكبيرا وقراءة للقرآن وسماعا للعلم ومُذاكرة لمسائل علم كل هذا من الذكر لله سبحانه وتعالى ويدخل في ذلك أيضا الذي يكون عند نحر الإنسان وذبحه لبهيمة الأنعام فكل ذلك داخل في الذكر لله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المعدودة.

قال عز وجل (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ) من تعجل في يومين أي تعجّل بالانصراف إلى بلده في اليوم الثاني عشر بعد أن يرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس يذهب إلى مكة ويطوف الوداع ويُغادر لا حرج عليه، لا إثم له رخصة في ذلك، ومن تأخر فلا إثم عليه أيضا، لا حرج عليه في ذلك لكن التأخر أفضل لأن فيه زيادة عمل وفيه موافقة لفعل النبي عليه الصلاة والسلام، فإن النبي عليه الصلاة والسلام تأخر فالتأخر أفضل لكن من تعجل لا حرج عليه في ذلك.

(فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ) أي أن رفع الإثم عنه مُقيد بهذا القيد تحقيق تقوى الله ومجاهدة النفس على تحقيق تقوى الله عز وجل (لِمَنِ اتَّقَىٰ) أي لمن اتقى الله عز وجل في حجه بفعل ما أمره الله به وترك ما نهاه سبحانه وتعالى عنه. وأخذ بعض أهل العلم منهم جرير الطبري -رحمه الله- من هذه الآية من قوله تعالى(فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ) أخذ من هذه الآية المعنى الذي دلّ عليه الحديث وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام {من حجّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه} فأخذ الحافظ بن جرير الطبري -رحمه الله- من قوله (فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) أي أنه يخرج من حجه بلا إثم إذا كان اتقى الله في حجّه، يخرج من حجّه بلا إثم كيوم ولدته أمه أي يخرج من حجه بلا إثم كيوم ولدته أمه إذا كان اتقى الله سبحانه وتعالى في حجّه وتمم حجه فإنه يخرج بلا إثم كما يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام  {من حجّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه}  .

ثم ختم جل وعلا هذا السياق بالأمر بتقواه (وَاتَّقُوا اللَّهَ) وعرفنا أن الأمر بتقوى الله عز وجل تكرر في هذا السياق العظيم المبارك مما يدل على أن من مقاصد الحج العظيمة تحقيق التقوى ومُجاهدة على لزوم تقوى الله تبارك وتعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) والختم بـقوله جل وعلا (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) فيه تنبيه عظيم إلى أن من دروس الحجّ العظيمة المباركة أنه يُذكرك بالحشر، يُذكرك بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى بدء من أول أعماله عندما يتجرد الإنسان من المخيط ويغتسل ويتزر بإزار ويرتدي رداء وهذان يُذكران بلباس الكفن، ثم يقف على صعيد عرفة والوقوف على ذلك الصعيد يُذكر بوقوف الناس بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. فالحجّ وأعماله من الأمور المٌستفادة والعِبر المُستفادة منه أنه يُذكر باليوم الآخر والحشر والوقوف بين يدي الله فهذا من عِبر الحجّ ودروسه. فإذا هذه فائدة استشعرها الحاجّ في أثناء حجّه أن الحجّ يُذكره باليوم الآخر، بالحشر، بالوقوف بين يدي الله عز وجل إذا ليستبقي هذه الفائدة معه وليرجع بها إلى بلده وليحافظ على هذا الاستذكار.

(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) ارجعوا إلى أوطانكم، ارجعوا إلى بلدانكم لكن تذكروا أن الذي جمعكم على هذه الأرض -أرض عرفات- سيجمعكم على أرض المحشر يوم القيامة للحساب ليجزي الذين أساؤا بما عملوا.

 أليس هؤلاء الناس الذين اجتمعوا في أرض عرفات هم كانوا في أنحاء الدنيا وفي أصقاعها وفي أماكن مختلفة؟! وفي يوم واحد وساعة واحد وعشية واحدة جمعهم أجمعين في هذه الأرض فالذي جمعهم في هذه الأرض سيجمع الأولين والآخرين على أرض المحشر يوم القيامة. تذكروا ذلك وخذوا هذه العِبرة وارجعوا بها إلى بلدانكم من حجكم متذكرين أنكم ستُحشرون إلى الله، كما وقفتم على صعيد عرفة واجتمعتم في ذلك الصعيد المبارك أيضا ستُحشرون حشرا يجمع الأولين والآخرين تذكروا ذلك وارجعوا إلى بلدانكم وأنتم تتذكرون هذا الأمر العظيم (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) وإذا كان العبد على ذِكر بأنه سيُحشر وأنه سيقف بين يدي الله عز وجل فإن هذا من أعظم الأبواب المُعينة على صلاح العمل لكن من غفِل عن الآخرة وغفل عن ذكر الحشر والوقوف بين يدي الله عز وجل ألهته الدنيا وشغلته عن الطاعة والقيام بعبادة الله سبحانه وتعالى. ولهذا يوم القيامة يحمد من كان يذكر الحشر في الدنيا ويستذكره ويتكرر ذكره في ذهنه فيكون سببا لصلاح عمله واستقامته على طاعة ربه، يحمد العاقبة يوم القيامة (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ* فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) فإذا كان الإنسان على ذكر من ذلك مثل أيضا من يؤتى بكتابه باليمين يقول (إِنِّي ظَنَنتُ) أي اعتقدت (أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ) فهذا الأمر أمر عظيم جدا ينبغي للإنسان أن يكون مُتذكرا له والحجّ يعتبر مدرسة في التذكير باليوم الآخر والتذكير بالوقوف بين يدي الله. ولهذا لما انتهت أعمال الحجّ وبانتهاء أعمال الحج في أيام التشريق جاءت هذه الوصية العظيمة للإنسان يأخذها معه وهو راجع إلى بلده (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا أجمعين بما علّمنا وأن يزيدنا علما وأن يُصلح لنا شأننا كله وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه تبارك وتعالى غفور رحيم.

________________________________

*محاضرة ألقيت في المسجد النبوي بتاريخ/ 28-11-1434هـ

الشيخ/ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

                                       



الجمعة، 19 سبتمبر 2014

تأملات في آيات الحج من سورة البقرة🌿

#تأملات في آيات الحج من سورة البقرة:

http://t.co/K18Co2OlNH


لا تفوّت سماعها يا من نويت الحج هذا العام🌿

مشروع تجارة لن تبور~ السؤال الخامس

اليوم الجمعة

🔖السؤال الخامس :
من الجزء الخامس .. آية فيها ذكر مايقوي قلوب المؤمنين في الجهاد !
أذكري رقم الآية واسم السورة ؟


• رابط تفسير السعدي ( جاهز للتصفح ) .

   http://t.co/38naBRB2
 
~~~~~~~~~~~~

📝 الجواب ~
{١٠٤} {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما} .
وفيها[[ ذكر ما يقوي قلوب المؤمنين]]، فذكر شيئين:
🌱الأول: أن ما يصيبكم من الألم والتعب والجراح ونحو ذلك فإنه يصيب أعداءكم، فليس من المروءة الإنسانية والشهامة الإسلامية أن تكونوا أضعف منهم، وأنتم وإياهم قد تساويتم فيما يوجب ذلك، لأن العادة الجارية لا يضعف إلا من توالت عليه الآلام وانتصر عليه الأعداء على الدوام، لا من يدال مرة، ويدال عليه أخرى.
🌱الأمر الثاني: أنكم ترجون من الله ما لا يرجون، فترجون الفوز بثوابه والنجاة من عقابه، بل خواص المؤمنين لهم مقاصد عالية وآمال رفيعة من نصر دين الله، وإقامة شرعه، واتساع دائرة الإسلام، وهداية الضالين، وقمع أعداء الدين، فهذه الأمور توجب للمؤمن المصدق زيادة القوة، وتضاعف النشاط والشجاعة التامة؛ لأن من يقاتل ويصبر على نيل عزه الدنيوي إن ناله، ليس كمن يقاتل لنيل السعادة الدنيوية والأخروية، والفوز برضوان الله وجنته، فسبحان من فاوت بين العباد وفرق بينهم بعلمه وحكمته، ولهذا قال: {وكان الله عليما حكيما} كامل العلم كامل الحكمة.


وورد في الآية السابقة ١٠٣
أن الذكر لله والإكثار منه من أعظم مقويات القلب. 

تفسير السعدي ( ١/ ١٩٨- ١٩٩)

ونشكر أخواتنا في مجالس المتدبرين💐

🎁 المركز ١ لمياء بن ماضي
🎁 المركز ٢ سهام العيسى
🎁المركز ٣  مزيونة البكر
🎁 المركز ٤ أم سامي الناصر
🎁 المركز ٥ أم صالح الحبيب
🎁 المركز ٦ أم إبراهيم 
🎁 المركز ٧ أم فيصل
🎁 المركز ٨ حنين الفيفي
🎁 المركز ٩ فاطمة المالكي
🎁 المركز ١٠ ألوان التفاؤل
🎁 المركز ١١ حصة
🎁 المركز ١٢ سمية الدمجان
🎁 المركز ١٣فاطمة النجاشي
🎁 المركز ١٤ سارة الغامدي
🎁 المركز ١٥ حواء حسين
🎁 المركز ١٦ طالبة العلم
🎁 المركز  ١٧ الجوهرة الناصر
🎁 المركز ١٨ رحاب الناصر
🎁 المركز ١٩ فاطمة السلمي
🎁 المركز ٢٠ منى الرشيدي
🎁 المركز ٢١ تركية المالكي
🎁 المركز ٢٢ أمل شراحيلي
🎁 المركز ٢٣ أفراح الدريسي
🎁 المركز ٢٤ حليمة الأنصاري
🎁 المركز ٢٥ صفا العمران
🎁 المركز ٢٦ أسماء العنزي
🎁 المركز ٢٧ حنان محمد
🎁 المركز ٢٨ مشاعل العتيبي
🎁 المركز ٢٩ فاطمة عبد الله
🎁 المركز ٣٠ جميلة عبده
🎁 المركز ٣١فاطمة السليم
🎁 المركز ٣٢ لطيفة السيف
🎁 المركز ٣٣ هاجر العومي
🎁 المركز ٣٤ ريم السويلم
🎁المركز ٣٥ عبير السبيعي
🎁 المركز ٣٦ أم سعد
🎁 المركز ٣٧ أم أسامة
#مجالس_المتدبرين 

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

مشروع تجارة لن تبور (٤) ~ السؤال الرابع

🔖السؤال الرابع :
من الجزء الرابع .. آية فيها التزهيد في الدنيا !
أذكري رقم الآية واسم السورة ؟


~~~~~~~

جواب السؤال💐
سورة آل عمران{١٨٥} {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} .

🎐هذه الآية الكريمة فيها التزهيد في الدنيا بفنائها وعدم بقائها، وأنها متاع الغرور، تفتن بزخرفها، وتخدع بغرورها، وتغر بمحاسنها، ثم هي منتقلة، ومنتقل عنها إلى دار القرار، التي توفى فيها النفوس ما عملت في هذه الدار، من خير وشر.
تفسير السعدي(١/ ١٥٩)


ونشكر أخواتنا في مجالس المتدبرين🎉🎊

🎁 المركز ١ ريم الشهري
🎁 المركز ٢ منيرة البعيجان
🎁 المركز ٣ منى الفيفي
🎁 المركز ٤ أميرة الجدعاني
🎁 المركز ٥ فاطمة السليم
🎁 المركز ٦ لمياء بن ماضي
🎁 المركز ٧ تهاني الدباس
🎁 المركز ٨ أم يحيى
🎁 المركز ٩ أم سامي
🎁 المركز ١٠ الجوهرة الناصر
🎁 المركز ١١ نجلاء الجمعة
🎁 المركز ١٢ آسية العمر
🎁 المركز ١٣ سمية شراحيلي
🎁 المركز ١٤ العنود الحصان
🎁 المركز ١٥ أم علي الجمعة
🎁 المركز ١٦ نوف الجمعة
🎁 المركز ١٧ ريم المسردي
🎁 المركز ١٨ أمجاد الحصان
🎁 المركز ١٩ الجوهرة الحصان
🎁 المركز ٢٠ مشاعل المسردي
🎁 المركز ٢١ حصة
🎁 المركز ٢٢ هيفاء المقرن
🎁 المركز ٢٣ فايزة شاهين
🎁 المركز ٢٤ فاطمة اليحيا
🎁 المركز ٢٥ أم صالح الحبيب
🎁 المركز ٢٦ منى الرشيدي
🎁 المركز ٢٧ أم أسامة المرشد / منال الزويد
🎁 المركز ٢٨ أركان
🎁 المركز ٢٩ ريان فوزي
🎁 المركز ٣٠ حنين الفيفي
🎁 المركز ٣١ هاجر العومي
🎁 المركز ٣٢ نوال الوليدي
🎁 المركز ٣٣ رحاب الناصر
🎁 المركز ٣٤ محاسن قاسم
🎁 المركز ٣٥يامو طيب /  وردة أحمد
🎁 المركز ٣٦ نورة أبو ثنين
🎁 المركز ٣٧ أمل شراحيلي
🎁 المركز ٣٨ رقية الحاج
🎁 المركز ٣٩ مريم العبادي
🎁 المركز ٤٠ تركية المالكي
🎁 المركز ٤١ سمية الدمجان
🎁 المركز ٤٢ أم إبراهيم
🎁 المركز ٤٣ مزيونة البكر
🎁 المركز ٤٤ منيرة الدوسري
🎁 المركز ٤٥ أمل الحقوي
🎁 المركز ٤٦ أم جنان
🎁 المركز ٤٧ حليمة الأنصاري
🎁 المركز ٤٨ صفية أحمد
🎁 المركز ٤٩ أم أحمد السديس
🎁 المركز ٥٠ بشاير عبد الله
🎁 المركز ٥١ مريم المزيني
🎁 المركز ٥٢ أم أسامة
🎁 المركز ٥٣ فوزية حسين
🎁 المركز ٥٤ حنان العامري
🎁 المركز ٥٥ عبير المقبل
🎁 المركز ٥٦لطيفة السيف
🎁 المركز ٥٧ نورة القحطاني
🎁 المركز ٥٨ أم ليث
🎁 المركز ٥٩ نجلاء الدوسري
🎁 المركز ٦٠ مها اليونس / أسماء السحيباني
🎁 المركز ٦١ أفراح الدريسي
🎁 المركز ٦٢ زهراء الزهراني
🎁 المركز ٦٣ مشاعل العتيبي
🎁 المركز ٦٤ فاطمة المالكي
🎁 المركز ٦٥ زهرة دهام
🎁 المركز ٦٦ حنان محمد
🎁 المركز ٦٧ سمية نمازي
🎁 المركز ٦٨سناء الشامان

#مجالس_المتدبرين 

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

مشروع تجارة لن تبور~ ٤ السؤال الثالث

اليوم الجمعة🌴

أسأل الله أن يكون لي معكم جمعةً تحت العرش 🍃🌸

📩موعدنا مع مسابقة [ تجارة لن تبور ٤ ]
سؤال أسبوعي للمتدبرين ،  لنحيا مع كلام الله بعيداً عن الدُنيا..


🔖السؤال الثالث :
في الجزء الثالث آية فيها دليل على أن أشرف العلوم علم التوحيد... أذكري رقم الآية، واسم السورة ؟

• رابط تفسير السعدي ( جاهز للتصفح ) .

   http://t.co/38naBRB2
 ~~~~~~~~~~


الجواب📝

سورة آل عمران،  آية:{ 18}..
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

 وفي هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد لأن الله شهد به بنفسه وأشهد عليه خواص خلقه، والشهادة لا تكون إلا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر، ففيه دليل على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة فليس من أولي العلم.

-تفسير السعدي-


ونشكر أخواتنا المشاركات معنا في تدبر هذا الجزء🎊💚

🎁 المركز ١ سمر الأرناؤوط
🎁 المركز ٢ هاجر العومي
🎁 المركز ٣ أم يحيى
🎁 المركز ٤ مريم العبادي
🎁 المركز ٥ ريم الشهري
🎁 المركز ٦ لولو
🎁 المركز ٧ منيرة الدوسري
🎁 المركز ٨ أم سامي الناصر
🎁 المركز ٩ سمية الدمجان
🎁 المركز ١٠ أمجاد الحصان
🎁 المركز ١١ الجوهرة الحصان
🎁 المركز ١٢ مشاعل المسردي
🎁 المركز ١٣ العنود الحصان
🎁 المركز ١٤ ريم المسردي
🎁 المركز ١٥ سمية شراحيلي
🎁 المركز ١٦ مها اليونس
🎁 المركز ١٧ أم أسامة
🎁 المركز ١٨ نوال الوليدي
🎁 المركز ١٩ سارة آل شبيب
🎁 المركز ٢٠ لمياء بن ماضي
🎁 المركز ٢١ فاطمة السليم
🎁 المركز ٢٢ أم أسامة المرشد
🎁 المركز ٢٣ منيرة البعيجان
🎁 المركز ٢٣ حنان العامري
🎁 المركز ٢٤ حنين الفيفي
🎁 المركز ٢٥ أم أحمد السديس
🎁 /المركز ٢٦ نورة القحطاني/ نوف العرجاني
🎁 المركز ٢٧ رحاب الناصر
🎁 المركز ٢٨ هيفاء المقرن
🎁 المركز ٢٩ لطيفة السيف
🎁 المركز ٢٩ مشاعل العتيبي
🎁 المركز ٣٠ ريان فوزي
🎁 المركز ٣١ أم جاسر الغامدي
🎁 المركز ٣٢ نورة الميمان
🎁 المركز ٣٣ سهام العيسى
🎁 المركز ٣٤ وردة أحمد
🎁 المركز ٣٥ فاطمة المالكي
🎁 المركز ٣٦ صفية أحمد
🎁 المركز ٣٧ عايشة عبد الله
🎁 المركز ٣٨ أم علي الجمعة
🎁 المركز ٣٩ فاطمة الشهري
🎁 المركز ٤٠ زهرة الطيب - أماني مدخلي
🎁 المركز ٤١ رقية الحاج
🎁 المركز ٤٢ طالبة العلم
🎁 المركز ٤٣ أم سعد
🎁 المركز ٤٤ تهاني الدباس
🎁 المركز ٤٥ فاطمة البلادي
🎁 المركز ٤٦ أمل شراحيلي
🎁 المركز ٤٧ سارة الغامدي
🎁 المركز ٤٨ أم مهند
🎁 المركز ٤٩ نسرين الغريب
🎁 المركز ٥٠ فوزية حسين
🎁 المركز ٥١ أم ليث
🎁 المركز ٥٢ مزيونة البكر
🎁 المركز ٥٣ سمر
🎁 المركز ٥٤ أفراح الدريسي
🎁 المركز ٥٥ فاطمة النجاشي
🎁المركز ٥٥ أسماء العنزي 
🎁 المركز ٥٦فاطمة عبد الله
🎁 المركز ٥٧ أم عادل

#مجالس_المتدبرين