الاثنين، 30 ديسمبر 2019

مجلس تدبر سورة الحديد2️⃣

✍🏻 الجزء المتبقي من المجلس التدبّري لـ سورة الحديد 2️⃣



من اية ( ٢١ ) إلى ( أخر السورة)

                بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ @

بعد تحذير الله لنا من الحياة الدنيا والاغترار بها وبزينتها ، جاءت بعدها الآيات التي تحث على المسارعة إلى الجنة . وكيف تكون المسارعةإلى مغفرة الله عزوجل  والمسابقة والمبادرة إلى فعل الخير، فقال تعالى

✏️{سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ}

الأمر هنا بالمسابقه وجاء في سورة ال عمران بالمسارعه 
يجمع الأنسان بين المسابقة شدة العدو في حال السير ، والمسارعه المبادرة في فعل الخير
إلى ماذا ؟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ بمعنى :أننا نسارع إلى فعل أسباب المغفرة ومنها:نسأل الله في كل حال المغفرة نقول *اللهم أغفر لي * استغفر الله وأتوب إليه وهذا بالقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ياأيها الناس توبوا إلى الله فأني أتوب إليه في اليوم مائة مرة  

📍 كم استغفارك في اليوم والليله بأن الله يغفر لك وبتوب عليك ؟


🍃 كذلك السبب الثاني :فعل ماتكون به المغفرة 
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر 
📙 ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم 
((مَن توضَّأ نحوَ وُضوئِي هذا، ثم قام فرَكَع رَكعتينِ لا يُحدِّثُ فيهما نفْسَه، غُفِرَ له ما تَقدَّم من ذنبِه))

وقال: ( مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ

📍لاشك الأمثله في ذلك كثيره وعلى كثرة هذه الطرق والثمرات وغفران الخطايا والزلات إلاّ أننا مقصرين.

وهنانعلم أن المسأله هنا مسألة توفيق واصطفاء من الله عز وجل ،، الله عز وجل يوفق من يشاء ويجعل لسانه رطباً بذكره ،، يوفق من يشاءويجعل قلبه حيًا ، بمعنى الحياة التي نطلبها من القلب هو مثل قوله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُممُّبْصِرُونَ)

مساس فقط يتذكر ،ويستغفر ،ويرجع، ويتوب ويلحق السيئة يتبعها حسنة ،،

🍃 نسأل الله أن يحي قلوبنا  ويجعلنا ممن يسابق إلى مغفرة الله عز وجل 🍃

وَجَنَّةٍ:هي دار النعيم جعلنا الله ووالدينا منها أعدها الله عز وجل للمتقين فيها مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر 

📌 كأن ختام هذاالجزء يمرر الله علينا أسباب النعيم وتقوية الإيمان جامعه سورة الحديد ماسبق كله

قال الله عز وجل (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)
وفي سورة ال عمران (عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)

ولا منافاة لأن الأول عرضها كعرض السماء تشبيه *
والثانيهتشبيه *لكن يسميه أهل البلاغة تشبيه بليغ ،كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ>
من منا يستطيع أن يقدر عرض السماء والأرض ""لاأحد " السموات  بسعتها سماء الدنيا وواسعة جدًا كم بينها وبين الأرض من مسافةوهي محيطة بها السماء،، الثانيه فوقها وهي أوسع منها ،،والثالثة إلى أن تصل إلى الكرسي ،، والكرسي 
كما قال النبي
📗 ‏ﷺ: (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة)

إذًا لانستطيع أن ندرك عرض السموات والأرض
الجنة عرضها كعرض السماء والأرض.

لذلك أقل أهل الجنة منزلة من ينظر إلى ملكه مسافة ألفي سنة
 نسأل الله تعالى من فضله 

وإنما ذكر الله تعالى عرضها كعرض السموات والأرض من أجل أن نحرص على ملأ أرض الجنة 
📕 في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال 
لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ : يا محمَّدُ ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ ، وأنَّها قيعانٌ ، وأنَّ غِراسَهاسُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ

📌 أحرصي أخيتي على أن تملئ ماتستحقيه من هذه الجنة بذكر الله ،تلاوة القرآن ،وغير ذلك من ما يقرب إلى الله لاتستحقرين أي عمل،لاتستحقرين هذه الأعمال الصالحه إذا تتابعت وإن كانت يسيرة الله عز وجل يسرها  ولكن إذا كانت بحضور قلب فإن لها دور كبير فيتثبيت الإيمان في القلب وغير ذلك ممن يقربك لله

ماذا قال : { أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}
بمعنى أعدها الله عز وجل كما قال تعالىأَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ>

معنى الإعداد ماذا ؟ تهيئة الشيء

 نسأل الله عز وجل أن نكون من أهل الجنة في كل عمل نعمله تذكري الله ،، تتصدقي،، في حضور مجلس ذكر ،، تصلين ، استحضريأن الله عز وجل يحب هذاالعمل أن هذا العمل من أسباب مغفرة الله لك.

📍 أن الله عز وجل يرغبنا من نحن ؟حتى يرغبنا الله عز وجل من نحن حتى يخوفنا الله عزوجل؟
الله عزوجل إذا خوف عباده بأي مصيبه لماذا يخوفنا الله لأن يحب عباده بأن يرجعوا إليه لأن الله يغار على عباده .

 نسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا وأن لايجعلنا من الغافلين 


قال الله عز وجل؛أُعِدَّتْ لمن ؟  لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ 
..
بكل ماأوجب الله الإيمان به وهي الأركان الايمان السته....(أنْ تؤمنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتُبِه، ورُسُلِه، واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه، )

وقوله ورسله بشمل جميع الرسل، أولهم نوح وأخرهم محمد عليه الصلاة والسلام لكن إيماننا بالرسل يختلف عن إيماننا بمحمد عليه الصلاةوالسلام ، مثل الإيمان بالرسل نؤمن بأنهم صادقون مبلغون عن الله نؤمن بكل ماصح عن أخبارهم أما الاتباع فلا أتباع إلاّ للنبي صلى اللهعليه وسلم هم يشتركون مع النبي صلى الله عليه وسلم بإنهم صادقون وأن مااخبروا به صدق أمّا الاتباع فلا نتبع إلاّ واحد منهم خاتم النبيينمحمد صلى الله عليه وسلم .

وفي قوله ( آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) يدل على أن أهل الكتاب اليهود والنصارى ليسوا من أهل الجنة لأنهم لم يؤمنوا برسل الله

الدليل أنهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم والكافر برسول من الرسل كافر بالجميع ,وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنسخ جميعالشرائع السابقة كما قال عز وجل(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ)
مع أن لم يسبق نوح أحد لكن من كذب واحد من الرسل فقد كذب بجميع الرسل 


ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم:اأعد الله لهؤلاء المؤمنين بالله ورسله فضل الله في أن الله عز وحل تفضل علينا بأن أمنابالله،  والرسل ،تفضل علينا بإن اتبعنا الرسول صلى الله عليه وسلم، تفضل علينا بإن هدانا 
(وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ)..
ومع ذلك قال ذلك فضل الله بمعنى أثابنا بهذه الجنات "نسأل الله من فضله"

يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ:- .. لاتقولي عمل بسيط يجازي به هذه الجنة لماذ لأن :اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِصاحب الفضل العظيم تبارك وتعالى

يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ:المشيئة هنا مقترنه بالحكمة يعني من كان أهل للفضل أتاه الله الفضل 

 فلا نظن أن الله يعطي الفضل لمن شاء بدون سبب ،لابد من سبب متى علم الله في قلبك خيرًا أتاك الخير أصلحي قلبك ،أصلحي مابينكوبين الله ، تجدين الخير كله

📍 أوجدنا من العدم يسر لنا الهدى لاأحد أعظم من الله علينا لهذا قال عز وجل (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُيَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ)

 دائم اسالي الله عز وجل أن يهدي قلوبنا ويصلح أعمالنا ويختم لنا بالخير 

ثم بعد ذلك قال عز وجل✏️{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
بمعنى كل مايصيب الأنسان فهو بقدر الله ,
هذه الايه تغرس الإيمان في قلبك مايصيب الأنسان جميع المصائب سواء في الأرض ،أو في نفسه ،قد كتبت من قبل ،،في الأرض مثلالجدب قلة الامطار وربما تكون الفتن والحروب.

حتى في أنفسكم نفس الانسان في ذاته مرض أو فقد حبيب أو فقد مال حتى الشوكة يشاكها في كتاب
.مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا:- . أي من قبل أن يخلق الخليقة ويبرأ النسمة  ..
 يسع كل شي إلى يوم القيامة  وليس هذا بغريب على قدرة الله عز وجل لأنأمر الله تعالى إذا أراد أمرًا قال كن فيكون .

فالمصائب التي تصيب الأنسان هي في أمر سابق 
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا:قيل أن الضمير عائد على المصيبه وقيل عائد على الأرض ،، وقيل عائد على النفس ،، وقيل عائد على الجميع،، والأشملنأخذ المعنى العام إذا كان لايتعارض  مع ظاهر الآية

ثم قال(إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ:- . يعني كتابة هذه المصائب يسيره على الله تعالى لأن قال للقلم اكتب وكتب ،وهذايسير فهو يسير على القديرالقوي سبحانه جلّ في علاه


  🔺الأثر الإيماني لهذه الاية في قلبك🔻
أن تؤمنين أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك"


قال عز وجل✏️{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
أي أخبرناكم بأن كل مصيبة تقع فهي في كتاب

 لِكَيْ :اللام هنا للتعليل لأن لَاتَأْسَوْا بمعنى الندم لاتحزنوا ولا تندموا على مافاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم فرح البطر والاستغناء عن الله تعالى، بما أتاكم من فضله إذا علمنا أن الشي مكتوب من قبل ماتندمين على مافاتك

 لأنه مكتوب والمكتوب لابد أن يقع ولا نفرح فرح البطر والاستغناء إذا أتانا الله من فضله لأنه من الله مكتوب من قبل فيكون الأنسان متوسطلايندم على مامضى ،ولا يفرح فرح البطر والاستغناء بما أتاه الله من فضله  لأنه من الله

📗 علق ابن تيميه على قول(.وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ )قال رحمه الله : الزهد المشروع هو ترك كل شيء لاينفع في الدار الآخرة وثقة القلب بماعند الله سبحان الله أي شيء ماينفعك في الآخرة من الزهد المشروع أن تتركيه.

وثقة القلب بمعنى تعلق القلب بماعنده عز وجل،، وفي الأثر:

"ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال،ولا إضاعة المال، إنما الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يدي الله أوثق مما في يديك".
وأنت تكون في ثواب المصيبه إذا أنت أصبت فيها تكون أرغب فيها من أنها يقين لك لأن الله تعالى يقول:( لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَاتَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)

المختال في فعله ،الفخور في قوله ،من الاختيال في الفعل أن يجرّ الثوب ممايدل على الخيلاء .

كذلك الفخور هو المعجب بنفسه ،يقول دائم فعلت كذا وكذا يتفاخر على الناس مادمت فاعل شي تريد ثواب الله فلا حاجة أن تفخر به علىالناس بل أشكر الله عليه .

ثم ذكر الله أوصاف الذين يندمون ويحزنون على مافاتهم ويبطرون بما أتاهم الله ذكر أوصافهم
فقال✏️{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
يمنعون مايجب عليهم بذلهم من مال , أو جاه ،أو علم، المال * مثل الذي يبخل بالصدقة أو الزكاة أو يبخل بالنفقه على أهله وابناءه وزوجه .

والبخل بالجاه مثل أن الله منّ عليك بأن لك مكانة في عملك وجاء أحد يتطلب المقام ان تشفعي له في هذالأمر ترفعين مظلمة لكن بخلتِ بذلكولم تساعديه هذا بخل بالجاه

بخل العلم الذي يبخل بعدم العلم للناس ويبخل بالفتوى إذا استفتي بفتوى دينية وعنده العلم .

كذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيها قال البخيل من ذكرت عنده ولم يصلِّ عليّ 
.. 
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ:يقولون للرجل لاتنقص من مالك لاتتعب نفسك بالشفاعة لفلان وفلان وبهذه الأمور التافهه البعض يراه تافهه لكنالأنسان قد يكون محتاج أن تقف معه في أمره هذا.

البعض يقول لاتتعب نفسك في تعليم الناس هؤلاء أمروا بالبخل فصاروا والعياذ بالله فاسدين مفسدين
..
وَمَنْ يَتَوَلَّ :من يعرض عن طاعة الله فإن الله هو الولي الحميد
من يتول فإن الله ليس بحاجة إليه فهو عزوجل غني بذاته عن جميع مخلوقاته .
الغني المحمود على غناه لأن ليس كل غني يكون محمود الغني البخيل غير محمود لكن الله عز وجل 

قال.. فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
يحمد على غناه لأن الله عزوجل واسع العطاء ،كثير العطاء ،في هذه الاية دليل على أن الأنسان الذي يتولى عن طاعة الله إنما يضر نفسه ولايضر الله شي  لأن الله الغني في الحديث القدسي(يَا عِبَادِيإنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي)

 نسأل الله الغني الحميد أن يغنينا بفضله عمن سواه .

قال عز وجل بعد ذلك✏️{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُلِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
هذه الجملة ~{لقَدْ أَرْسَلْنَا مؤكدة باللام ،وقد والقسم المقدر ،التقدير والله ({لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ)

📌 قد يقول قائل كيف يقسم الله عز وجل ،وكيف يؤكد الله خبره وهو الصادق بدون ذلك

الجواب:القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين واللسان العربي يؤكد الأشياء الهامة بأنواع المؤكدات لماذا ؟ حتى يطمئن المخاطب ولا يرتابالمرتاب هذا التوكيد والقسم يذكر في القرآن كثيرا فقال عز وجل.لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ::أي أن الرسل جاؤوا بالعلامات البينة الدالةعلى صدق رسالاتهم لأن الله عزوجل مابعث نبي إلاّ أتاه الله من الايات مايجعل المستقبلين لهذاالرسول يؤمنون به 
وهذه من الحكمة والرحمة

قال عز وجل(وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )
في هذه الاية قرن الله تعالى بين الدين ،والحديد 
أنزلنا معهم الكتاب ،وهو الوحي الذي أوحاه الله إلى هؤلاء الرسل مامن رسول إلاّ معه كتاب

والميزان :أي العدل الذي توزن به الاشياء ويعرف قدرها وحالها وهذا يدل دلالة واضحه على أن القياس الصحيح مما جاء به الرسل لأنالقياس تسوية فرع بأصل ، في حكم العلة جامعة
وقد قال الله تعالى(وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ)
أي العدل ،والمقايسة بين الأمور لماذا ؟
(لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) أي ليقوم الناس في الدنيا والدين بالقسط العدل أين في حق الله ؟وفي حق العباد.

كيف نقوم بالعدل والقسط في حق الله ؟ العدل كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم 
📙 قال : يا معاذ، أتدري ما حقّ الله على العباد؟ وما حقّ العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولايُشركوا به شيئًا، وحقَّ العباد على الله أن لا يُعذِّب مَن لا يُشرك به شيئًا،
أي لايعذب من لايعبده ولا يشرك به شيئا ، أما حق المخلوق فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم 
قال: ((فمَن أحَب أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة، فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه))؛رواه مسلم

..( يؤتى اليه )وهذا هو الشاهد تعاملين الناس بما تحبين أن يعاملوك به لو عاملنا الناس بما نحب يعاملونا به لاستقام العدل ولم يتجرأ أحدعلى ظلم أحد ولو أننا شعرنا للناس بما شعرنا به أنفسنا سبحان الله لاحلت الشفقة والرحمة في هذاالمجتمع كله ،كل أنسان يحب أن يعاملالناس بالرحمة والتواضع اللام في قوله يقوم للتعليل أي أرسلنا الرسل وأنزلنا معهم الكتاب والميزان لهذه الحكمة ليقوم الناس بالقسط لهذالانجد أعدل من هذا الدين في كل زمان ومكان وكل ماخالف دين الله فهو جرم وظلم لذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم <أن أظلم الظلم أنتجعل لله ندًا >وهو خلقك ثم سئل أي الظلم أعظم قال أن تجعل لله ندًا وهو خلقك .

فلو مشوا الناس على شريعة الله لقاموا بالقسط لكن كل من لم يمشِ على شريعة الله جائر وانتشر الفساد في الأرض لماذا؟ قل العدلابتعد الناس عن شريعة الله عز وجل 
(وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ)
الجائر هو سبيل الظالمين 

📌 ثم ذكر الله مايحصل به النصر من جهة أخرى لأن النصر يكون بالوحي ويكون بالبأس وهو ماذكره في قوله ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌشَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ)

قرن الله في هذاالموضع بين الكتاب ،والحديد لأن لهذين الأمرين ينصر الله دينه ويعلي كلمته لأن الكتاب فيه الدليل والحجة والبرهانوالسيف هو الناصر بإذن الله عز وجل .

.وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ :وهو المعدن المعروف من أقوى المعادن فيه بأس شديد في الحرب تصنع منه السيوف وآلات الحرب
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ : جمع المنافع لأنها لاتحصى أجناسها ،فضلاً عن أنواعها وأفرادها ،من يحصي المنافع التي تحصي بالحديد لاأحد لهذاجاءت بالجمع المعروف بصيغة الجموع
منافع دينيه ودنيويه،، اجتماعيه فرديه

ثم قال ؛-وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ:
المراد علم الظهور الذي يترتب عليه الثواب والعقاب ،لأن الله عالم بكل شي قبل أن يكون

مَنْ يَنْصُرُهُ : أي ينصر دينه ليس معناه ينصر الله لأن الله غني عن العالمين والله عز وجل قال 
(وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)

إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ: .. أي ليس به حاجة ولا يحتاج لأحد قوي عزيز ..
فهو قوي غالب بقوة ،وهذه القوة لايلحقها ضعف ورسله نصر الرسل إذا كان الرسول حيٌ كان نصر هذا الرسول وشريعته وبعد موته ننصرشريعة هذاالرسول وفي هذا دليل على أن نصر الشريعة نصر لمن جاء بها ،، نحن نريد نصر نبينا صلى الله عليه وسلم وهو قد مات عليهالسلام ننصر هذه الشريعة بأحياءك شرعه وسنته أنتِ تنصرين الله ورسوله ، 
بالغيب اي أنه ينصر الله وينصر رسله وهو لم يرى الله ؛ لهذاقال بعض السلف ينصرونه ولا يبصرونه .

📌اما في الآخرة فنظر الله حقٌ ثابت بالقرآن والسنة وإجماع الصحابه رضي الله عنهم

إذاً بالغيب ينصرون الله وهو غائب ويحتمل ان يكون بغيبتهم عن الناس هذا يدل على أخلاص العبادة لله أنهم ليس ممن يعبدون الله إذاكانوا بين الناس 

 وهذا طول التأمل والنظر في ألفاظ القرآن الكريم يورث اليقين بالله ،،وزيادة الإيمان به عز وجل ،،يورث الخشية والخوف من الله عز وجل 
سبحان الله يسطرون الله بالغيب أننا لم نراه بمعنى غائبين عن الناس ومع ذلك يتعبد لله ويخلص 

عبادته لله لماذا؟ لأن الله يراه يعبدون الله في الغيب والشهادة 
ان نصر الله عز وجل أنه ليس عن ضعف ولا قهر بل هو قوي عزيز لايحتاج إلى أحد ينصره ولكن النصر لدينه .

🍃نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أنصار دينه إنه على كل شيء قدير

ثم قال عز وجل✏️وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْبِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَرِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
أرسل الأنبياء بالمعجزات والعدل والحق ثم بين الله عز وجل كذلك وعطف فيها فليس الكثير من أمم الأنبياء 

وَلَقَدْ:-أكد بثلاث مؤكدات القسم المحذوف ،، واللام وقد :-ثم قال نوح عليه الصلاة والسلام أول الرسل عليهم السلام من أولي العزم وَإِبْرَاهِيمَ:-
يتنازع فيه اليهود والنصارى اليهود يقولون أنه يهودي ،والنصاري يقولون أنه نصراني ،والمسلمون يقولون أنه حنيفًا مسلم ،وهذا هو الحق ،قال عز وجل في نوح وأبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب يعني الرسل عليهم الصلاة والسلام وهذا دليل على أن أدم ليس برسول ،وأن أدريس ليس قبل نوح هذا خطأ مخالف للقرآن ليس قبل نوح رسول .

وأدم نبي مكلم كلمة الله عزوجل بما شاء من وحيه ثم صار على نهجه بنبوة من بعده ، 

فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ  :أي بعضهم مهتد وحذفت الياء هنا في القاعدة للتخفيف،وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ :-أي غير مهتدين كما ذكرنا الواقع أن بني أدم اكثرهمضال ، قال عز وجل(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)

(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ)
قَفَّيْنَا:بمعنى اتبعنا مأخذوه من قفّى لأن من يمشي من قفاك هو تابع لك.

عَلَى آَثَارِهِمْ :-أي أثار نوح وأبراهيم ومن كان من الرسل عليهم الصلاة والسلام 

بِرُسُلِنَا؛أي التابعين لهم وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ:-.  نص على عيسى عليه السلام لأنه ليس بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم رسول ولانبي 

وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ).:هو كتاب أنزله الله عزوجل على عيسى وكان مكمل للتوراة 

ثم قال:-وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا.
ثلاثة أشياء جعلها الله في قلوب النصارى الذين اتبعوا عيسى رَأْفَةًوهي أشد أنواع الرحمة ، وَرَحْمَةً وهم من أرق الناس قلوبًا ورحمهمبالخلق لمّا كانوا على شريعة عيسى ولكن بعد أن كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم صاروا أبغض الناس .

وَرَهْبَانِيَّةً:وهي الانقطاع عن الدنيا للعبادة من ابْتَدَعُوهَا:/عند أنفسهم فهم ابتدعوا رهبانية ماأنزل الله بها من سلطان لكن معهم رقةٌ ورحمةقال عزوجل(مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ )

أي:-أننا لم نفرضها عليهم ولكن هم طلبوا رضوان الله ولهذا قال إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ:استثناء منقطع لكن مع كونهم ابتدعوها واختاروهابأنفسهم(فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا )
ماقاموا برعايتها الواجبة من أحسان هذه الرهبانية التي ابتدعوها وإنما تصرفوا فيها كما يشاءون 

قال عز وجل(فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ)
أي ثوابهم ( وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) مره أخرى كثير من هؤلاء النصارى فاسق خارج عن طاعة الله عز وجل وفي هذا دليل على أن الأنسان إذاابتدع بدعة فأنه لايوفق لإقامتها فيكون ضالاً في الأصل وضالاً في الفرع حتى لو اجتهد حتى لو خشع ، تجدين كثير من الناس ابتدعواأذكار وأدعية ، تجدين قلوبهم خاشعة وباكية لكن لايمنعم ذلك لأنهم على ضلال 
      &نسأل الله السلامة والعافيه&

               📍وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ📍
لاحظي تكررت أي:لايغرك كثرة أهل الباطل أثبتِ تمسكي بإيمانك تمسكي بعقيدتك .

ثم قال عز وجل 
✏️{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ  لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُالْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
المراد به هذه الأمة اتقوا الله ،، الله عزوجل يخاطبنا وينادينا بالإيمان:-.. اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ
اثبتوا على الإيمان لاتبدلوا الإيمان لأن الإيمان قد ؛حصل قال✏️{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا 
امنوا بقلوبهم ،اتقوا الله بجوارحهم ،،وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ.. أي حققوا هذاالإيمان واثبتوا عليه ليس كل من آمن يكون مؤمن حقا .

أن نؤمن بالرسول عليه السلام أي أن نسلك هذا الايمان بالقلب بالعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والاخلاص لله عز وجل وهو اتباع سنةالنبي عليه السلام

يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ :-.. أي نصيبن من رحمة الله ولهذا مثل النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمه بالنسبة لما قبلها كرجل استأجرأجراء منهم طائفة من أول النهار إلى نصف النهار وطائفة من نصف النهار إلى العصر وطائفة من نصف النهار إلى غروب الشمس،

📌 فالطائفة الأولى أعطى كل واحد منهم نصف دينار والثانيه اعطى كل واحد منهم دينارًا ،، والثالثة أعطى كل واحد منهم دينارين فاحتجالأولون لماذا ؟ تعطي الطائفه الثالثه دينارين وهم أقل منا عملا.

 فأجابهم هل نقصتكم من أجركم شيئا قالوا لا
قال ذلك فضلي أوتيه من أشاء ، 

📍 الحمدلله هذه الأمه لها مثل أجر الأمم السابقة مرتين

يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ .. لكن على ماذا؟ إذا آمنا بالله ورسوله  واتقينا الله عزوجل ،

وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ :-أي أنكم إذا امنتم وحققتم التقوى يثبتكم الله ويثيبكم ثوابين .. وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ - علمًا :-تسيرون بهإلى الله عزوجل على بصيرة.

📌 عندما قال الله عز وجل((ا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا))
لاحظي في هذا دليل على أن التقوى من أ سباب حصول العلم ماأكثر الذي  ينشدون العلم النافع الذي يحمي قلبك من الشهوات ويطلبونحفظ القرآن والسنة وفهم العلوم فنقول أن تحصيله يسير وذلك بتقوى الله عزوجل وتحقيق الإيمان الذي هو موجب العلم فنعلم بما عملنايحصل لنا علم مالم نعلم.

فتقوى الله عز وجل من أسباب زيادة العلم ولاشك ولهذا  قال(وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ )
بسببه تسيرون سيرًا صحيحًا يوصلكم إلى الله 
عزوجل 

 نسأل الله هذه التقوى والعلم النافع الذي يرضى به عنا

وَيَغْفِرْ لَكُمْ:،يستر عليكم ذنوبكم ،ويعفو عنكم فلا عقاب ولا فضيحة .



وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ:- .. ذو مغفرة ورحمة 
رَحِيمٌ:-ذو الرحمة والمغفرة وذلك أن الأنسان محتاج إلى مغفرة ذنوب وقعت منه وإلى رحمة تسدده ويتجنب بها المعاصي ويهتدي إلى التوبة أنعصى الله عز وجل.


ثم قال ✏️{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
أي فعل لكن هذاالثواب ليعلم أهل الكتاب أنهم لايقدرون على شي من فضل الله وأنهم لايحسدونكم على ماأتاكم الله من فضله 
الفضل بيد الله عز وجل هو المدبّر بما يريد وعلى حسب ماتقتضيه حكمته .

..*وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *
تكررت مره أخرى أي صاحب الفضل العظيم وما أعظم فضل الله على عباده كما قال تعالى
<وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ >

 نسأل الله  عز وجل أن يمن علينا من فضله الذي لاراد له.

🍃 نسأل الله أن يؤتينا من فضله ويهب لنا من رحمته أنه هو الوهاب

  لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه أن يسر لنا ختام هذاالجزء .

🍃 نسأل الله  يجعله عونًا لنا على طاعته اللهم أجعله سببًا لنا في زيادة الإيمان في قلوبنا .

 اللهم زدنا إيمانًا اللهم ياحي ياقيوم ياعزيز يامنان يابّر يارحيم قنا عذاب السموم.

🍃 اللهم أعطنا ولا تحرمنا آثرنا ولا تؤثر علينا
اللهم واجعل القرآن  ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وجلاء أحزاننا 
...
وسائقنا ودليلنا إلى جناتك جنات النعيم 
اللهم ذكرنامنه مانسينّا وأرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهارعلى الوجه الذي يرضيك عنا

 اللهم يابرّ يارحيم أنك تصطفي من تشاء لقراءة كلامك وفهمه وتدبّره والقيام به .اللهم أجعلنا ممن اصطفيتهم لذلك.

🍃 اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى
لك الحمد أولاً وظاهرًا وباطنا أن يسرت لنا الختام اللهم تقبل منا أنك أنت السميع العليم

وأجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ربنا مررنا بنعيم الجنة فلا تحرمنا ياحي ياقيوم منها ووالدينا.

💫 ومررنا بعذاب النار اللهم أجرنا منها ووالدينا
ومن نحب 

            اللهم أجرنا منها
            اللهم أجرنا منها
            اللهم أجرنا منها

🍃 اللهم أن قلوبنا ضعيفة متوكله عليك ،، إليك أنبنا وإليك المصير أعنا على طاعتك وثبتنا على دينك واحسن خاتمتنا .

اللهم لاتعلق قلوبنا بالدنيا وأجعلنا من طلاّب الآخرة ياحي ياقيوم ياذا العطاء والمنة .

📌اللهم تجاوز عنا ماكان من خطأ أو نسيان أو تبديل أو تغيير أوزيادة أو نقصان.

اللهم أنت العفو الكريم اعف عن تقصيرنا وتب علينا واغفر لنا ولوالدينا ومن تسبب في هذا المجلس اللهم ياحي ياقيوم اجعلنا نتذاكره فيجنات النعيم 
يارب احسن وفادتنا إليك
واكفنا شر الفتن ماظهر منها ومابطن 


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا 

‏‎سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

     🍃🌹🍃❤️🍃🌹🍃❤️🍃