السبت، 21 ديسمبر 2019

مجلس تدبر سورة الحديد1️⃣

🔖سورة الحديد 1️⃣

      💕بسم الله الرحمن الرحيم 💕


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

💡، اللهم علّمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علّمتنا وأرزقنا علمًا ينفعنا

..

💫اللهم اجعل اعمالنا لك خالصه ،، وجملنا بالعلم وزينا بالحلم
اللهم أكرمنا بالفهم لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم مانبلغ به منازل الصديقين والصالحين المتقين


✍🏻المجلس التدبّري الأربعاء الموافق١٤٤١/٤/٢١ هـ 

             🍂مع سورة الحديد 🍂

عدد آياتها   (  2️⃣9️⃣)


تفسير الايات من (١) إلى آية (  ٢٠ ) 


🔺 سبب تسميتها ..سورة الحديد وسمّيت بذلك لورود الحديد فيها 

🍃 قيل أنها مدنيه لماذا  لأن الحديث فيها عن الإنفاق والجهاد وهذا كان في المدينة ولكن فيها آيات نزلت في مكة مثل قول الله تعالى
<أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ >
..
📍 حيث قال ابن عباس رضي الله عنه لم يكن بين إسلامنا وبين نزول قوله(<أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ .. ) إلاّ أربع سنين وهذايدلّ على أن الآية مكيه

🔻 وموضوعها عظيم ومراد الله أكبر من أن يذكر في دقائق بل في ساعات وأيام لكن الذي توصّل إليه العلماء أسال الله أن يكون سببًا فيفهم معاني هذه السوره العظيمه،،الموضوع الذي تدور حوله تحقيق الإيمان في القلوب وطريقه إلى ذلك ، الله لايريد إيمان لايغيّر السلوك ،لايريد فقط إيمان مسمّى وإنما في هذه السورة يبين الله لنا الإيمان الذي يغير السلوك من أجله يحمل الأنسان على بذل المال والنفس وما إلىذلك..

فقال عز وجل✏️{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
معناه نزه الله عن كل عيب ونقص وعن مماثلة المخلوقين
..
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ:أي كل مافي السموات والأرض ، فإنه يسبح لله عز وجل وهذا يشمل الآدمي ، الملائكة والدواب والحيوانات كل شييسبح لله 

🍃 هل يسبحه بلسان المقال بمعنى أن يقول سبحان الله أو بلسان الحال بمعنى أن تنظيم السموات والأرض على ماهي عليه يدل على كمالالله وقدرته

الجواب أنه يسبح الله بلسان الحال ، وبلسان المقال إلاّ الكافر أنه يسبح بلسان الحال لا المقال لأن الكافر :يقول اتخذ الله ولد يقول أن معآلهة ربُما ينكر الخالق جلّ جلاله 

📌 هل الحشرات والحيوانات تسبح بلسان المقال نعم والدليل قوله عز وجل<تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّايُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ >

الحشرات والدواب كلها تسبح لله
الحصى يسبح لله كما كان في يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ،

..
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:ذو العزة وهي الكبرياء والغلبة والسلطان وما أشبه ذلك ، الحكيم لها معنيان الأول ذو الحكمة الثاني ذو الحكم التامفهي مشتقه من شيئين من الحكمة والحكم

🍃 الحكمة أن جميع أفعاله جلّ جلاله وأقواله وشرعه وحكمه ليس فيه سفه بأي حال من الأحوال والبعض يعرّف الحكمة بأن وضع الأشياءفي مواضعها اللآئقة بها ، مامن شي من أفعال الله إلاّ له حكمة علمناها أو جهلناها.
وقيل أنه من الحكمة والحكم قال تعالى 
<وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ>
.. 

✏️{..لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
أي لله تعالى ملك السموات والأرض ماهذاالملك ماطبيعة هذاالملك خلقًا وتدبيرًا ورزقًا وتصرفًا لايملك السموات والأرض أحدًا إلاّ الله

.. يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ:بمعنى يجعل الجماد حيًا ويميت ماكان حيا فبينما نرى الأنسان ليس شي مذكورا إذا به يكون  شي مذكوراً ثم يبقى فيالأرض ثم يفنى فإذا هو خبر من الأخبار.

 وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:هذه جملة خبرية في كل شي من موجود ومعدوم 
القدرة صفة تقوم بالقادر حيث يفعل الفعل بلاعجز سبحانه وتعالى 

✏️{..هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

أربعة أشياء :
• الْأَوَّلُ:أي الذي ليس قبله شي فكل الموجودات  بعد الله ليس قبله ولا بعده

وَالْآخِرُ:الذي ليس بعده شي 

وَالظَّاهِرُ :قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيرها الذي ليس فوقه شي 
كل المخلوقات تحته جلّ جلاله

وَالْبَاطِنُ:الذي ليس دونه شي أي لايحول دونه شي خبير عليم بكل شي لايحول دونه لا أشجار ولاجبال ولا دون ذلك 

الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ:اشتملا على عموم الزمان
وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ:على عموم المكان 


وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ؛إذا كان الله بهذه الصفات ( الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) جاء الكمال الأعمّ والأشمل (.. وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
كل شي الله به عليم
<إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ >

📌 لو عمل الأنسان في جوف بيته في حجره مظلمة أي عمل فإن الله تعالى يعلم عمله بل ماتوسوس به نفسك كما قال تعالى 
<وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ>


إذا فكرتِ بشي الله أعلم به قبل أن يكون 
يعلم الماضي البعيد يعلم المستقبل البعيد يعلم كل شيء

يشمل أقوال وأفعال العباد بل أنه يعلم سبحانه مافي قلبي وقلبك وإن لم نظهره 

ثم جاء قوله✏️{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَالسَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
أوجدها بكل نظام وتقدير وبدأ الله السموات والأرض لأن السموات أعلى وأشرف من الأرض والسموات بينها مسافه بعيده جدًا هذا يلزم أنيكون أصغر السموات هذه السماء الدنيا ،،يليه الثانيه ،،والثالثه ،،كل واحده أوسع من الأخرى 
سعة عظيمة وهذا يدلك على قدرة الله وصنعه سبحانه وتعالى.

..
ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ:استوى على وجه يليق بجلاله لايمكن يمثل بخلقه < لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ>

📕 جاء في الحديث «ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسيكفضل الفلاة على تلك الحلقة »

حلقة الدرع المكون من الحديد فهي بالنسبة للفلاة لاشي  فلاة واسعه تضيع فيها هذه الحلقة 
ماذا تكون نسبة هذه الحلقة في هذه الفلاة؟
لاشيء

لايعلم قدرة  الله أحد ..
ليس لنا أن نسأل من أين  مادة العرش أو الكرسي
رب العرش العظيم ،، ذو العرش المجيد لايعلم قدره الاّ الله استوى عليه لكمال سلطانه

ثُمَّ::- .. تدلّ على الترتيب أي أن  خلق السموات والأرض سابقًا على الاستواء على العرش 
اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ:أي علا لأن الاستواء في اللغة العربية إذا تعدّى بعلى كان معناه العلو

..
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ :مايدخل فيها من جثث الموتى ،،من الحبوب التي تنبت بإذن الله من المياه التي يسلكها الله ينابيع في الأرض ثميخرجها

وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا:- .. أي من نبات وأرزاق وما إلى ذلك..

وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ :- .. من الملائكة والأمطار وغير ذلك 

وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ:- .. أي إليها لكن جاءت بلفظ فيها لنستفيد فائدتين العروج أي الصعود والثانيه الدخول لأن يناسبها في الأفعال الدخولفنقول دخل في المكان 
يعرج فيها أي من السماء الدنيا حتى يصل إلى الله عزوجل

وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ:يعود إلى الله عز وجل مصاحب معكم
📗 قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أنت الصاحب في السفر لكن هذه الصحبة ليست صحبة مكان بمعنى إذا كنا في مكان أن اللهمعنا حاشا وكلا لايمكن هذا 
أي مصاحبًا لكم حتى وإن كان بعيدًا عنا تبارك وتعالى اي في أي مكان.


..
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ:البصر هنا يشمل بصر الرؤية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحاتوجهه مانتهى إليه بصره من خلقه 

ويشمل بصر العلم لأن أعمالنا قد تكون مرئية كالحركات ومسموعه كالأقوال 

رؤية المسموع العلم( ..وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)


✏️{..لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}
من بدأت السورة وهي تنزيه وتعظيم وذكر صفات العظمة لله جلّ جلاله لأن هذه الصفات إذا تغلغلت في قلبك ثبت الإيمان في هذاالقلب بإذنالله 

أي لله وحده ملك السموات والأرض خلقًا وتدبيرًا لايملك السموات والأرض أحدًا لايملك رزقك أحد ، لايملك كشف ضرك أحد ، لاتتعلق قلوبنا إلاّبالله وحده تبارك وتعالى 
..
وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ:كل مقطع يعلّق القلوب بالله عز وجل 
كأن الله عز وجل يريد هذاالإيمان يثبت في قلوبنا موثق كالحديد
عظم المقاطع في سورة الحديد التي تثبت الإيمان في القلب إذا تعلّق القلب بالله معناه آمن وتيقن بالله وقدرته عز وجل

كل الأمور وشؤوننا الدنيويه كلها ترجع إلى الله يصرفها كيف يشاء يحكم بما يشاء لامعقب لحكمه عز وجل 

✏️{..يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
بمعنى يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل 
وهذااختلاف الليل والنهار في الطول والقصر 
من يقدر على ذلك غير الله جلّ جلاله

لو اجتمع الخلق كلهم أنسهم وجنهم والملائكة مااستطاعوا أن يولجوا دقيقه واحده من الليل في النهار

ثم هذاالإيلاج لايكون دفعه واحده بل شيئًا فشيئًا تدريجيًا  سبحان الله الخالق
وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ:- .. أي القلوب والدليل قوله تعالى <<فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ >>


📌 الله عليم بما في قلبي وقلبك إذا كنا نصدق بذلك ونؤمن بإن الله يعلم مافي قلوبنا هل نضمر في قلوبنا مالا يرضاه الله ؟
لايمكن ذلك
             *فلنطهر أخواتي قلوبنا *
من الرياء ،والنفاق ،والغل والحقد ،على المسلمين، والبغضاء لأن قلبك معلوم عند الله.

             📍 اللهم طهر قلوبنا 
                 اللهم طهر قلوبنا  
واسلل سخائم قلوبنا ، القلب إذا تطهر من هذه الأمراض وامتلأ بحبُ الله تبارك وتعالى وتعظيمًا لائقًا به ومحبه لرسوله صلى الله عليه وسلموللمؤمنين ومحبة لشرع الله فلا يضمر في  هذا القلب شيء يكرهه الله 

وإن فعلت فالله عليم لايخفى عليه شيء فطهري قلبك حتى يكون نقيًا سليمًا لأنه لاينفع يوم القيامه 
إلاّ من كان قلبه سليم.

كما قال تعالى ((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))


🌻 نحن بشر نؤمن بأن هذاالقلب يتغير تغيرات سريعة ربما ينتقل من إيمان إلى نفاق أو من إيمان إلى كفر في لحظة نسأل الله الثبات 
وتغير القلب يكون على حسب مايحيط بالإنسان وأكثر مايغيّر قلب الأنسان 
                     🔻التعلّق بالدنيا 🔺
حبّ الدنيا آفة والعجب أننا متعلقون بها ونحن نعلم أنها متاع الغرور وأن الأنسان إذا سُرّ يومًا سيء آخر،، كل لذة في الدنيا محيطه بمنغص.

علينا أحبتي 🌸 تطهير قلوبنا من التعلّق بالدنيا إلاّ في ماينفعك في الآخرة 
الله عز وجل قال(فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
لاتلهيكم بالتعلّق بها والافتتان بها عن الدار الآخرة

ثم أمرالله بعد أن رسخ العقيدة بتعظيمه والتعلّق به جاء بالآية التي بعدها

✏️{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}
نحن محتاجين حتى نكون مؤمنين إيمانًا حقا ولا نخشى من الزيغ ، كلنا نخاف من سوء الخاتمه وكلنا نريد الروح والريحان ، علينا تعظيم اللهإذا عظمنا الله سهل علينا الإيمان به

جاء الامر..(آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)
.وَأَنفِقُوا:- . قرن الله  عز وجل بين الإيمان والإنفاق
..مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ:آمِنُوا الخطاب للعباد كلهم 

بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ:أي محمد صلى الله عليه وسلم
والأمر هنا للوجوب وهو أشد أنواع القلوب تحكمًا
والإيمان بالله أن تؤمن برب العالمين 
بإنه الإلٰه المعبود الذي لايستحق العبادة إلاّ هو

نؤمن بإسمائه وصفاته الحسنى نؤمن بأن الله الفعّال لما يريد...
وأنه لامعقب لحكمه وبرسوله أي محمد صلى الله عليه وسلم
أرسله إلى جميع الخلق والأنس والجن فلا نبي بعده 
والدليل((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ))


ثم جاء(وَأَنفِقُوا:الانفاق البذل
..مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ): أي المال لأن الله جعلنا مستخلفين في المال فهو الذي ملكنا اياه لامنة لنا على الله ماننفق بل المنة لله علينابما أعطانا ، والمنة به علينا بما شرع لنا من الإنفاق 
ولولا أن الله شرّع لنا النفقه  لكان الإنفاق ضياع وبدعة.

لكن هوشرع لنا من عند الله

المنة الثانيه بما شرع لنا من إنفاقه

والمنة الثالثة بالإثابة عليه 
الله أعطانا وشرّع لنا هذه الشريعة وهي الإنفاق ثم أثابنا عليه

فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا:- - والايات في ذلك كثيره ،،لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ: لهم أجرٌ عظيم
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها


وَأَنفِقُوا مِمَّا :من ما:-من هنا هل هي للتبعيض أي من بعض ما:أو لبيان ماينفق منه

اذا كانت للتبعيض أنفقوا بعض مارزقكم الله وليس كله
وإذا جاءت للبيان( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم )حسب ماتقتضيه المصلحه امّا البعض او الكل 

📗 وقال ابن عثيمين رحمه الله من قواعد التفسير نأخذ المعنى والأشمل لأن كلام الله عظيم 
فنقول مما للبيان أي صار الأنسان مخيًرا ينفق من كله أو بعضه 



عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالاًعندي، فقلتُ: اليوم أسبقُ أبا بكر إن سبقتُه يومًا، قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، قلت:مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: ((يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلِكَ؟))، قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلتُ: والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا!
 ..

الانسان إذا رأى المصلحه في أن يتصدق بجميع ماله وإن عنده من القوة والاعتماد والتوكل على الله و اكتساب الرزق ما يمكن أن يستردمال لأهله ونفسه حينئذ يقال له تصدق بجميع مالك ولا يمنع

واذا كان الأمر عكس يصعب عليه 
فيقال الأولى أن ينفق بعضه
وفي هذه الاية دليل على أنه ينبغي للأنسان أن يحقق إيمانه ويثبته وكل مارأينا في أيماننا تزعزع نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
وأن ننفق من المال لأن المال محبوب عند النفس((وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ))

ولا يمكن أن الانسان  يبذل شي محبوب إليه إلاّ لما هو أحبّ  إذا بذل الأنسان للمحبوب ابتغاء رضوان الله علمنا أنه يحب رضوان الله اكثرشي .

بذلك يتحقق الإيمان ويتجدد في القلب



✏️{وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
أي شي يمنعكم من الإيمان بالله وقد تمت أسباب وجوب الإيمان به .

أولاً دعوة النبي صلى الله عليه وسلم 

الثاني الميثاق الذي أخذه الله علينا
أعطانا الله من الفطره وأعطانا من العقل ومن الفهم الذي ندرك به ماينفعنا ويضرنا هذا هو الصحيح في معنى الميثاق 
وقيل أنه الميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم حين أخرجهم.

وقد تمت أسباب وجود الإيمان إذًا ما الذي يحملك على (لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

السبب الثاني ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)حقاً فالزموا أنفسكم الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

..
✏️{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }
لما ذكر أن النبي صلى الله عليه يدعوا إلى الإيمان 
بين عليه الصلاة والسلام أنه نزل ايات  :-أي علامات داله على صدقه (بَيِّنَاتٍ) ظاهرات بما اشتملت عليه من أخبار صادقه وقصص وفصاحهتامة

لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ :يحتمل أن يكون المراد بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان عليه الصلاة والسلام سببًا في إخراجنامن الظلمات إلى النور .

ويحتمل أن يعود إلى الله عز وجل

كما في قوله تعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)

وقال مخاطبًا للنبي صلى الله عليه وسلم(الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)


📌 إذًا النبي صلى الله عليه وسلم سببًا في إخراج الناس من الظلمات إلى النور 

أمّا المخرج حقيقة هو الله عزوجل يخرجهم من ظلمات الجهل والعصيان والشرك 

في جمع الظلمات وأفراد النور مذكوره في القرآن قال ابن القيم رحمه الله  هذا من أعجاز القرآن لأن طريق الحق واحد وطرق الباطل متشعبهومتعدده 

🍃نسأل الله أن يسلكنا صراطه المستقيم الذي يوصلنا إلى النور التام في الدنيا والآخرة🍃


..
وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ:هذه جملة خبريه مؤكدة بإن واللام لرؤف رحيم 
تأكيد هذه اللام والرأفة رؤوف أرق من رحيم والرحمة أعمّ أي ذو رحمة بالمؤمنين

بين الله عز وجل أن أشد وأرق بهم رأفه ورحمة أن أخرجهم من الظلمات إلى النور

ولما أمرنا الله أن ننفق مما جعلنا مستخلفين فيه 
قال ✏️{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَالَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

أي شي يمنعكم والأنفاق في سبيل الله يشمل كل شي أمر الله بالأنفاق فيه ,, في سبيل الله عامة 
ويدخل في ذلك الأنفاق على النفس الأنفاق على الزوجة، والأهل، واليتامى، والفقراء والمحتاجين ، وفي سبيل الله الجهاد.

كل ماأمر الله بالأنفاق فيه هو داخل في هذه الآية حتى أنفاقك على نفسك صدقة 
ولكن لابد من النية كما قال صلى الله عليه وسلم واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاّ أجرت عليها 

ثم قال عز وجل(وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ)
أي كيف لاتنفق والله الذي سيرث السموات والأرض 
فالشح في أنفاق المال لاشك أنه سفه في العقل 
فقال تبارك وتعالى(..وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ)

إذاً اللائق بك أن تنفق في سبيل الله حتى تغنم بهذا الإيمان ولا تكون في عداد الفقراء الذين بخلوا بأموالهم في هذه الحياة الدنيا التيستفنى وسيرث ماله الورثه ، المال لن يدفن معه  وسيورث هذاالمال


لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ:كانت النفقه قبل الفتح أعظم لأن حاجة الناس كانت أكثر  لضعف الإسلام ، وفعل ذلك كانعلى المنفقين أشد وفيه مشقه على المنفقين والأجر على قدر النصب
فقال عز وجل(لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ)
دين الأسلام دين العدل في العمل والجزاء 

والمراد بالفتح صلح الحديبيه الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش .

وسمي فتحًا لأن صار فيه توسيع للمسلمين والمشركين واختلط الناس بعضهم ببعض
فبين الله عز وجل وقال(أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا )

ذلك لأن الأولين أنفقوا وقاتلوا وسبقو إلى الأسلام 
الله سبحانه وتعالى يجزي بالعدل  بين عباده ولكن لما كان تفضيل السابقين قال(وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى )
كل من أنفق قبل الفتح وقاتلوا والذين انفقوا من بعد وقاتلوا وعدهم الله الحسنى أي الجنة
رزقنا الله ووالدينا الجنة.

..
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ:خبير أخص من عليم لأن معنى خبير عليم ببواطن أموركم كـ ظواهركم خبير بكل شي

📌 ثم قال عز وجل حاثًا ومرغبًا في الأنفاق في سبيله.


                   💢وقفه هاامه💢
حتى تربطين موضوعات سورة الحديد الان مازلنا في الأسباب التي تساعد في ثبات الإيمان وزيادته في قلبك وهي الأنفاق في سبيل الله 
حتى لايكون في شي في قلبك أحب من الله ومايحبه الله 

الله عز وجل يحب بالمبادره في سبيله سواء بالأنفاق على النفس أو الأهل.. وما إلى ذلك 

ثم رغب الله بالأنفاق في سبيله فقال ✏️{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }
أي أين الذين يقرضون الله قرضًا حسنا 
وسمي الأنفاق قرضًا حسنا حث للنفوس وبعثًا لها على البذل والعطاء 

             🔺مثال من الواقع جميل 🔻
لو قيل لك في اكتتاب أسهم معينه وهذه الشركة سمعتها جيده لرأينا الناس كلها تساهم لماذا؟ يريدون الأرباح المضمونة

📌 وهذا سبحان الله أجرًا باقي لك إلى يوم القيامة مضاعف وسماه الله قرضًا حسنا ،، حث لنا  ويبعث على البذل 

📗 قال السعدي رحمه الله ومن كرم الله تعالى ان سمّاه قرضا والمال ماله ،،والعبد عبده 
ووعد بالمضاعفة عليه أضعافًا كثيرة لأنه هو الكريم الوهاب 

🌻 هذه المضاعفه موضعها ومحلها متى ؟يوم القيامه 
عندما يتبين فقره وكل أنسان يحتاج إلى أقل شي من الجزاء الحسن 

والقرض الحسن متى أن يكون المتصدق صادق النية طيب النفس يبتغي بهذه الصدقة والأنفاق وجه الله دون رئاء ولا سمعة وأن يكون مالهحلالاً 
وتكوني واثقه موقنه بإن الله سيرده عليك مضاعف


فَيُضَاعِفَهُ لَهُ:بمعنى الزيادة..وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ:
              في هذه الجنة

📌 ثم قال الله عز وجل ممايثبت الإيمان في القلوب بعد الصدقه والأنفاق بطيب نفس وترقب ماعند الله بمعنى الأخلاص لله عز وجل دون طلبمحمده أو رياء.

جاء السبب الثاني لتثبيت الايمان في القلوب التذكير بيوم القيامة

فقال عز وجل✏️يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَاذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
أي أذكر للأمة ~يَوْمَ تَرَىأيها الأنسان~الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ~يوم القيامه~يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ~

                   📍وقفة تدبّر📍
هذه الآية اقرأيها بقلبك هذاالموقف سيكون متى ؟؟ في عرصات  القيامة يختلف النور حسب العمل 
ثم وهم في العرصات تأتيهم البشرى بالأجر الكبير
فقال عز وجل(يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) أي أمامهم~وَبِأَيْمَانِهِمْ ؛ يكون الأمام ومن اليمين  أما من الأمام لأجل يقتدي الأنسان بهذاالنور ،،وأمّا عن اليمين فتكريمًا لأهل اليمين يكون بين أيديهم وبأيمانهم
وقوله عز وجل( يَسْعَى نُورُهُمْ ) يفيد هذا النور على حسب الأعمال إذا كان قويًا يزداد وضعيفًا بضعفه النور حسب الإيمان سواء ذكر أو أنثى.

ثم تأتيهم البشرى(بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

اللهم ياحيّ ياقيوم ياذاالجلال والأكرام أسمعنا هذه الكلمة حق اليقين  الآن نقرأها علم اليقين * وعين اليقين أول ماتشاهديها * وحق اليقينعندما تسمعيها .بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ :تقول الملائكة لهم بشراكم أي ماتبشرون به يوم القيامة(جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) 
 فيها مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

📌 أنتِ الآن تثبتين هذاالأيمان تجاهدي نفسك بهذاالإيمان وتبذلين الأسباب وتثبيت الايمان في قلبك لماذا؟؟ تريدين الجنة وسماع هذهالبشرى وتريدين هذاالنور من الله سبحانه عليك 

       *فا بشري إذا أحسنتِ النية *
فإن الكريم لن يضيّع عمل عبده
قال تعالى (بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) أي تسير وقدبين الله عز وجل هذه الانهار في ايات أخرى

📍 هذه الأنهار لاتحتاج إلى حفر ولا إلى جداول بل تسير على سطح الأرض حيث شاء أهلها فلا تذهب يمينًا ولا شمالا إلاّ حيث أراد أهلها 
من تحتها ؛أشارة إلى علو قصورها وأشجارها 
بذلك تكون هذه الأنهار من تحت القصور العاليه والأشجار الرفيعه


خَالِدِينَ فِيهَا؛هذاالمكث دائم ليس فيه زوال ولاتغير ولا مرض ولاسقم ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ: أي هذاالمشار إليه ذلك الفوز العظيم  .


                  🔻وقفه لطيفه 🔺
احيانًا نقرأ في القرآن الكريم ذلك الفوز العظيم خصوصًا في سورة التوبه 
(ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
هنا في سورة الحديد..(ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

هو :هنا يسميها العلماء ضمير الفصل وهذا يفيد التوكيد والاختصاص
أي هذاالذي ذكر هو الفوز العظيم لأن لافوز مثله 
كما أنه لافوز أعظم منه .

🍃نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أهل هذاالفوز العظيم أنه على كل شي قدير🍃

ثم بعد ذلك القرآن مثاني جاء بالفريق الاخر 
              *أعاذنا الله منهم*

✏️{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُفِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}
ينبغي لمن يؤمن بالله أن يخاف من النفاق لماذا ؟؟ لأن النفاق & نوعان اعتقادي وعملي & 
                      *وهو المشكله*

كما قال تعالىوَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا >

العملي يقود إلى الاعتقادي فإذا أحاطت الصفات العمليه بهذاالمسلم قادته إلى النفاق الاعتقادي فأصبح يهون عليه الاستهزاء والأعراض عنالدين
وعدم تعلّم القرآن حتى ينسلخ من الدين ....
🍃أسال الله أن يجنبنا هذاالنفاق ويثبتنا حتى نلقاه 


يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا؛المنافقون الذين اظهروا الاسلام وأبطنوا الكفر يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم 
الله عز وجل يبين لنا أنه يوم القيامه يظهر نور المؤمنين والمنافقين ثم ينطفيء نور المنافقين 

ولاشك أنك إذا دخلتِ غرفه مظلمه غير لو كنتِ في نور ثم فجأة انطفى النور يكون ذلك أشد ظلمة 
هؤلاء يبين لنا الله عز وجل أنه يوم القيامة يظهر نور للمؤمنين والمنافقين ثم ينطفي *والعياذ بالله*
 نور المنافقين ، وتكون الحسرة أشد فـ  يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ
أي نأخذ شي قليل بقدر الحاجة ..قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا
وقيل :هنا أمّا من المؤمنين أو من الملائكة الله أعلم
ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا؛وهل هو حقيقة يريدون يذهبوا إلى مكان النور الذي انطفى فيه النور لعل يتجدد النور،،  أو أن هذا منالاستهزاء بهم والسخرية الاية محتمل على هذا &وهذا

..
فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ :أي بين المنافقين والمؤمنين له بِسُورٍ لَهُ بَابٌ:باب يمنع من القفز ،، له باب يدخل منه المؤمنون ويمنع منه المنافقون بَاطِنُهُ فِيهِالرَّحْمَةُ:أي باطن هذا السور فيه الرحمة للمؤمنين وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ:للمنافقين

🔻أخواتي 🔺
نحن لاتستطيع نتصور هذاالحال ،،لأن هذا الحال أعظم من أن نتصورها حال عظيمة 
✏️( يُنَادُونَهُمْ :المنافقون ينادون المؤمنون ~ 
أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ~ في الدنيا  كنا نصلي،، نذكر الله،، قَالُوا بَلَىأنتم معنا ~  وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ :أي أضللتموها  وهذا أول طريق لقسوةالقلب إذا قسى قلبك معناه بدأ يضعف الإيمان وإذا ضعف الإيمان قد يسلك العبد طريق المنافقين يبطن في قلبه ،،أقلها  وصفت في القرآنأثقل الصلاة قاموا الى الصلاة قاموا كسالى
لاشك أن هذه علامات تدل النفاق والعياذ بالله من ذلك إذا رأيتِ ذلك لابد أن تجددي الإيمان بالصدقه وذكر الله عز وجل بمراقبة الله عز وجلبالتسبيح والتنزيه لله


.وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ:- . هذا أكبر عائق في طريق المنافق أن الأنسان يغتر يظن أنه محسنوهو غير ذلك

ظنوا بذلك أنهم كسبوا المعركة غرتهم الأماني حتى جاء امر الله وذلك بموتهم وغرهم بالله الغرور،، الْغَرُورُ؛الشيطان


✏️{فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
بمعنى أن الأسير في الدنيا يمكن أن يفدي نفسه ويبذل المال يسلم لكن في الآخرة ليس له فديه .

فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ:ايها المنافقون
وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا:لافدية لا لهؤلاء ولا هؤلاء.

مَأْوَاكُمُ النَّارُ:مثواكم ومآلكم النار هي مولاكم الذي تتولنه والنار تتولاهم 
                  والعياذ بالله  

لأنهم مستحقون لها ~وَبِئْسَ الْمَصِيرُ :-
 أي المرجع وهذا تقبيح لها أعاذنا الله منها ووالدينا

🍃نسأل الله أن يجعلنا ممن يزحزح عن النار ويدخلنا الجنة ومن الفائزين المفلحين المتقين🍃

📌 ثم جاء العلاج لقسوة القلب العلاج لضعف الإيمان 
قسوة القلب عائق عظيم من الإيمان 
ومن أسباب ذلك 💫حب الدنيا 💫

🍃 والعلاج عدم الاغترار بالحياة الدنيا التبكير لأهمية المسارعة إلى الجنة ،،التذكير بالمصائب لأن البعض مصائبه تشغله عن الله ،، يسيالظن بالله تبارك وتعالى ، لاشك أن الأنسان كل ماأساء الظن  بالله أساء العمل،، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل.

قال تعالى ✏️{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

📌 هذه الآية افتحي لها قلبك لها صله بموضوع السورة  وهي تحقيق الإيمان في قلوب المؤمنين .

لأن ذكرنا من معوقات الوصول إلى الإيمان المطلوب قسوة القلب هذه الآية تعالج قضية قسوة القلب لأنها مصيبه
الله عز وجل يقوللَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ>

فتشي قلبك هل هو لين لذكر الله يأتي أول علاج ذكر الله ،، ومانزل من الحق القرآن علاج للقسوة 

فقال عز وجل(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)
أن تذل وتنقاد غاية الانقيادلِذِكْرِ اللَّهِوذكر الله يكون .
          *بالقلب واللسان والجوارح *

وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ):أي في القرآن الكريم وهو من ذكر الله ،، وذكره بخصوصه لأهميته خص القرآن ومانزل من الحق لأهمية هذاالذكرالعظيم.

فقال عز وجل(وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )
لولا عظِم منزلة الخشوع وعلوه لما عاتب الله الصحابه أفضل القرون الذين لم يصلوا إلى تلك المرتبه الساميه التي يريدها الله لهم بعد بضعسنين 

📘 قال ابن مسعود رضي الله عنه مابين إسلامنا وأن عاتبنا الله بهذه الايه(.أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ )
ألاّ أربع سنين كما روى مسلم.

،، أربع سنين ويعاتبهم الله بأن قلوبهم قاسية كيف بقلوبنا ؟فطال عليهم الأمد أي طال بهم الزمن( فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ)
(فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
                  والعياذ بالله

وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ:والبعض مستقيم 
بين الله في هذه الاية للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله ولكتاب الله 
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ:- .. ولم يعمم يعني تربية القرآن لنا أن إذا تحدث عن قوم أن يبين  الواقع لأن بعض الناس إذا رأى من قوم زيغ فيبعضهم عممّ الحكم على الجميع.

مثل مايقولون هذالزمن فاسد ،، ذهب الصالحون وبقي الفسّاد والفجّار 
                   (( لاتعمم) )
لاتحكمي على الجميع بذلك الواجب العدل إن كان الأكثر هم الفاسقون فقل أكثرهم

وإن كان كثير منهم فاسقون فعبّر بالكثير
حسب ماتقتضيه الحاجه،، الواجب علينا أن نتعامل بالعدل ولو على نفسه أو والديه، أو الناس عامة
الله عز وجل يقول(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)

📍كذلك نأخذ من هذه الاية لايغرك انتشار الباطل الله عز وجل بين الكثرة في القرآن .

🍃نسأل الله أن يجعلنا من هذاالقليل الذي سلك الطريق المستقيم حتى نلقاه ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة أنه جوادٌكريم 🍃


✏️{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
إذاً لاييأس العبد من قسوة قلبه يقول والله أنا أقرأ القرآن واذكر الله لكن في قلبي قسوة 
الله عز وجل يقول <اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا>

إذا كان الله يحي الأرض بعد ماكانت ميته فكيف بهذاالقلب الميت القاسي الذي تريدين أن الله يحيه بذكره ، يحيه بالخشوع لله عز وجلوالخضوع لله والافتقار الى الله واللين بعد القسوة

اعْلَمُوا ؛فعل أمر وهو أن الله يحي الأرض بعد موتها نجد أن الأرض يابسة ليس بها نبات فينزل الله المطر فتنبت وتحيا وتنمو ،، إذا كناعلمنا هذا ونحن عالمون ونشاهده فبذلك نستدل بقدرة الله على أحياء الموتى ، الناس الآن أحياء ثم يموتون ثم يبعثون يوم القيامة ، 

الله عز وجل بين لنا قدرته في هذه الايات فقال<.. قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ>
أظهرناه لكم الايات الدالة على كمال قدرته جلّ جلاله على كمال رحمته وسلطانه

لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ:- .. المراد بالعقل هنا عقل الرشد أي تعقلون عقلاً ترشدون به يكون دليل لكم على الخير

📌 ثم ذكر الله حافزًا لأهل البذل والعطاء في المال والنفس والفداء يخبر عما يثيب به المصدقين والمصدقات بأموالهم على أهل الحاجة والفقر

فقال✏️{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}
يذكر الله سبب ضعف الإيمان ثم يذكر العلاج
وغالب العلاج يتحدث عنه الأنفاق والصدقة والايمان بالله عز وجل لها علاقة بالادوية لقسوة القلب 

إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ:أي المتصدقين وَالْمُصَّدِّقَاتِ:

..وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا : أي أنفقوا في سبيل الله انفاقًا حسنا
ماهو الأنفاق الحسن ؟ ماجمع شرطين
الاخلاص لله عز وجل ،، والمتابعه للرسول  صلى الله عليه وسلم إذاً المرائ الذي ينفق رياء لن يقرض الله قرضًا حسنا 

<وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا>.. 
نخلص فيه لله متبعين للرسول عليه السلام
قد يقول قائل لماذا عبّر الله بالقرض وهو الغني سبحانه وتعالى،،  ؟؟
الله عز وجل بقول هذا لـ يبيّن أن أجرهم مضمون كما أن القرض مضمون سيرد الله الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف
كيف تكون الواحده بعشرة وهي ربا في القرض كيف يكون هذا ؟ 
    الجواب لا ربا بين العبد وربه •

وكذلك أن القرض إذا أعطاك المقترض شي بدون شرط فهو حلال ،، لأن النبي صلى الله عليه ويلم استقرض بعيرًا صغير بكر ورد خير منهفقال عليه الصلاة والسلام خيركم أحسنكم قضاء

📘 قال الفقهاء كل شرط جرّ نفعًا للمقرض فهو ربا ، ولم يقول كل زيادة 

فقال عز وجل هنا(.. يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
أي يعطون أجرهم مضاعفه عشرًا إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة

ولهم :ثوابًا كثير والكريم هو الحسن الطيب،،وأصل الكرم الحسن

قال عز وجل ؛✏️{وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَأَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
تكرر النور مرة أخرى نأتي بالايمان بالله.

وَالَّذِينَ آَمَنُوا:الإيمان بالله يتضمن أربعة أشياء.

الإيمان بوجوده تعالى
الإيمان بربوبيته 
الإيمان بألوهيته
الإيمان بأسمائه وصفاته 

لابد أن نؤمن بوجود الله تبارك وتعالى وكذلك نؤمن بربوبية الله عز وجل أنه الخالق المالك المدبّر لجميع الأمور 

حتى ملك الأنسان حقيقة ليس له ،،بمعنى لايمكن أن يتصرف بما في يده كما يشاء 
معنى ذلك أن الخالق المالك المدبر هو الله سبحانه وتعالى

📍 الايمان بالالوهية أن نؤمن بأن لااله إلاّ الله لامعبود بحق الاّ الله عز وجل

كذلك الإيمان بالاسماء والصفات 
كما قال تعالى(..{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
نؤمن بأسماء الله وصفاته بلا تشبيه ولا تعطيل ولاتمثيل(..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ)

فقال الله عز وجل عنهم(أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء)
الذين امنوا بالله ورسله هم الصديقون هذه مبالغة في الصدق ،، الصدق يكون بالقصد والقول والفعل ،بمعنى الصدق بالقصد في أن يقصدالأنسان بعبادته وجه الله سبحانه وتعالى 
والصدق في القول بأن يكون صادقًا فيما يخبر به
وقد أثنى الله على الصادقين فقال 
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ >

عليكم بالصدق وقد رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال(( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ،))

أمّا الصدق بالفعل معناه متابعة النبي صلى الله عليه وسلم 
<.. قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ>
وَالشُّهَدَاءُ؛معروف أجر الشهيد

وَالشُّهَدَاءعِنْدَ رَبِّهِمْ ؛:لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ
..

بعد ذلك بين الله عز وجل عقوبة الكافرين فقال(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)

📍 لأن القرآن مثاني تثنى فيه الأمور والمعاني وحكمة ذلك حتى لايمل الأنسان،، *والحكمة الأعظم * في ذلك حتى يكون الأنسان سائرًا إلىالله متعبدًا اليه بين الخوف والرجاء

إذا مررنا بصفات المؤمنين قوي جانب الرجاء،،وإذا ذكر صفات المنافقين والكافرين غلّب جانب الخوف من هذه الصفات

فقال(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
كَفَرُوا وَكَذَّبُوا :عطف التكذيب على الكفر وهو نوع منه لأنه أشد فالذي يكفر ولم يكذب أهون من الذي يكفر ويكذبّ 
وهذا من باب عطف الخاص على العام

ماذا قال عنهم(..أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)
الْجَحِيمِ:اسم من أسماء النار وأصحاب أي ملازمين لها  والعياذ بالله.

لمّا ذكر الله أحوال المؤمنين والكافرين في هذه الاية ؛وهم في الدنيا كلٌ يعمل على شاكلته بين حقيقة الدنيا ماهي وأمرنا أن نعلم من أجل أننجتهد في التأمّل والتفكّر .

فقال✏️{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُمُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}

وهي حياتنا هذه<لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ>

📍أعظم سبب لقسوة القلب الحياة الدنيا وزخرفها  لذلك جاءت هذه الاية خمس أشياء عن الحياة الدنيا ،، 
لعب بالجوارح بأن يعمل الأنسان أعمال تصده عن ذكر الله وعن الصلاة ،

وأمّا اللهو فهو بالقلب والغفلة وهو أشد وأعظم غفلة القلب * أعاذنا الله منها وأحيا قلوبنا * الغفلة عظيمة تفقد جميع لذة الطاعه مايحتسبأي طاعة كأنه يؤدي عبادته عادات لايجد لذة في العبادة لماذا ؟ لأن القلب غافل ويحرم من جميع آثارها لأن الله عز وجل ماذا قال، ؟؟ (وَلَا تُطِعْمَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ)
                        والعياذ بالله
لم يقول لاتطع من أشغلنا لسانه بل قال من أغفلنا قلبه، وما أكثر ذكرنا باللسان مع غفلة القلب لاشك أن هذا ينقص في ثواب الاجر ، وينقصفي الأثار المترتبه على الذكر وصلاح القلب، والأفتقار إلى الله والإنابة إليه،  والالتجاء إليه إذاً حياتنا فيها لعب بالجوارح ، ولهو في القلوبوغفلة وزينة في الظاهر الملابس والمراكب والمساكن وذلك تجدين الأنسان وإن كان فقيرًا يحب أن يزين بيته هذه طبيعة الحياة الدنيا وزينةوتفاخر بينكم كل واحد يفخر على الثاني أمًا بالجاه أمّا بالعلم، أمّا بالقبيلة .

العلم الشرعي إذا اكتسبه ومنّ الله عليه به أن يزداد تواضعًا ويعرف قدر نفسه ، 

وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ؛/.. يحب الأنسان أن يكون أكثر أموالاً وأولاد هذا مثل قوله عز وجل <زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ....) إلى أن قال ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) 

🌹 هذه حقيقة الدنيا ومع ذلك اللهو والتفاخر والزينة لاتبقى،، لابد أن تزول وأن طال الزمان يعود الأنسان إلى الهرم والمرض 

📌 أعظم طريق يصدك في سيرك إلى الله عز وجل وتحقيق الإيمان هذه الحياة الدنيا فكم من أنسان أطغته الحياة الدنيا فهلك في الحديثالقدسي أن من عبادي من أن أغنيته أفسده الغنى.

📙  بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم 
<قال: ((والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكنِّي أخشى أَنْ تُبْسَط عليكم الدُّنيا كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فتَنَافَسُوها كما تَنَافَسُوها،وتهلككم كما أهلكتهم))

وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر أهل الفسق والكفره من الأشراف من يكذب الرسل نعتبر بالواقع الآن أكثر من يفسد في الدنيا همالأثرياء والأغنياء الذين فُتحّت لهم الدنيا ، فليحذر العاقل اللبيب ويقتصر منها على ماينفعه في الآخرة

ثم ضرب الله لها مثل لأن الأمثال تقرب المعنى
قال تعالى(..كَمَثَلِ غَيْثٍ ؛أي مطر تنبت به الأرض وتزول به الشدة ، 
أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُه:- .. النبات أعجبهم أي استحسنوا الكفار هم الكافرون بالله عز وجل لأن الكافر تعجبه الحياة الدنيا يفرح بها يسّر بهاوقلبه متعلق بها ليس له الاّ مايراه في هذه الحياة الدنيا، خص الله الكفار لأنهم هم الذين يستحبونها ولا يهمهم الدار الآخرة

يعجب الكفار الذين قلوبهم متعلقه بالدنيا ومن طبيعة الكافر يحب الدنيا وزينتها

ثُمَّ يَهِيجُ )؛- .. أي ييبس ويجف~.فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا؛/ . بعد أن كان أخضرًا نامي مصفر ، ثم يكون حطامه يتحطم ويتكسر على أدنى 
سبب ماذا كانت نتيجة هذاالزرع ؟ تلف وزوال 

📍 وهذه حال الدنيا ، نزهو بنعيمها وقصورها ومراكبها وغير ذلك وإذا بها تتحطم فكم من غني كان مسرورا في أهله منعم بكل أحواله فإذابه فقيرًا فتتحطم دنياه ، 

حال الدنيا أمّا أنك تفارقيها أو تفارقك وهذا أمر لايشك فيه أحد في الواقع لكن نفوسنا معه غفلة .

📌يسهو بها الأنسان عن مثل ذلك
فيستبعد زوال الدنيا ،،أو زواله هو عن الدنيا 
سبحان الله الموت أقرب مما نتصور ، لكن الله يمهلنا في هذه الحياة الدنيا فلماذا نتعلّق بها.

لاشك أن الله عزوجل قال.((.وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)).
لايكون الأنسان غافلاً عن دنياه وإنما نعيش في هذه الحياة الدنيا نستمتع بما أباحه الله لنا لكن في حدود ،،عدم الغفلة ،،
            وتذكر الآخرة 

وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ:/.. للكافرين.. وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ:للمؤمنين

💫 أيهم أحق أن يؤثر الأنسان الدنيا التي مآلها الفناء والزوال أو الاخره هذا بالعقل لأن لو آثرتِ الدنيا في الآخرة عذابٌ شديد 
وأن آثرتِ الآخرة ففيها مغفرة من الذنوب ورضوان بالحسنات(..وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)

هذه الجمله فيها حصر طريقة النفي والأثبات وهو أعلى طرق الحصر <..وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ>
يغتر بها الأنسان ويفرح ويلعب ثم تزول 
كل هذه الجمل والأوصاف يريد الله وهو أعلم أن يزهد الأنسان في الدنيا ويرغبه في الآخرة ، 

📌 ومن زهّد في الدنيا ورغب الاخره لم يفوته شي من نعيم الدنيا حتى وإن كان فقير لايفوته شي .

دليل ذلك من القرآن ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ )..
ماقال الله لنكثرن المال أو الاولاد والقصور
وقال (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ)

لنحيينه حياة طيبه مطمئن مستريح البال فيها .

📍لذلك تجدي من يزهد في الدنيا ويرغب الاخرة تكون نفسه مطمئنة لايريد هذه الحياة الدنيا(وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

📕 وهذا مصداق لقول :رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَخَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُرواه مسلم

📍 ثم يحفز الله عزوجل النفوس للمسارعه والمسابقة إلى مغفرة الله عز وجل والى جنته وهذا علاج آخر يدلنا على ضرورة المسابقة إلىالإيمان بالله عزوجل 

    💫نكملها اللقاء القادم بإذن الله💫

🌻نسال الله أن نكون من عباده المؤمنين المخلصين.

      اللهم علق قلوبنا بالآخرة 
     اللهم علق قلوبنا بالآخرة
      اللهم علق قلوبنا بالآخرة
وثبتنا حتى نلقاك ،، ياسميع يامجيب الدعاء 


سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك."


               💛💚💛💚

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق