الاثنين، 8 يونيو 2020

مجلس تدبر سورة البروج

مجلس تدبر سورة البروج~


  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين


سورة البروج مكية ، وذكر الله عز وجل فيها أن هذه الدنيا  سجال بين أهل الحق وأهل الباطل، وذكر الله سبحانه أحوال بعض الأمم السابقةوما جرى بين الفريقين ، حيث ذكر قصة أصحاب الأخدود ..

ابتدئت السورة بالقسم بالسماء ذات البروج أي صاحبة البروج ، والبروج جمع برج وهي المجموعة العظيمة من النجوم.



﴿وَاليَومِ المَوعودِ﴾ هو يوم القيامة ، وعد الله يه وبينه في كتابه ، فكيف هو استعدادنا لهذا اليوم الموعود الذي سيقع لا محالة !



﴿وَشاهِدٍ وَمَشهودٍ﴾ ذكر المفسرين عدة أقوال في الشاهد والمشهود ويجمعها أن الله أقسم بكل شاهد وبكل مشهود.



﴿قُتِلَ أَصحابُ الأُخدودِ﴾ يعني أهلك وقيل قتل بمعنى اللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وأصحاب الأخدود هم قوم كفار أحرقوا المؤمنينبالنار .

كانوا قد حاولوا بالمؤمنين أن يرتدوا عن دينهم ولكنهم عجزوا فحفروا أخدوداً حفراً ممدودة في الأرض كالنهر وجمعوا الحطب الكثير وأحرقواالمؤمنين بها والعياذ بالله.


﴿النّارِ ذاتِ الوَقودِ﴾ يعني أن الأخدود هي أخدود النار


﴿إِذ هُم عَلَيها قُعودٌ﴾ يعني أن هؤلاء الذين حفروا الأخاديد وألقوا فيها المؤمنين كانوا والعياذ بالله من حبروتهم وطغيانهم يرون النار تلتهم البشروهم قعود عليها ولم يبالون .



﴿وَهُم عَلى ما يَفعَلونَ بِالمُؤمِنينَ شُهودٌ﴾

يعني هم شهود على ما يفعلون بالمؤمنين ولذلك استحقوا هذا الوعيد ..



﴿وَما نَقَموا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنوا بِاللَّهِ العَزيزِ الحَميدِ﴾ 

أي ما أنكر هؤلاء الذين سعروا النار بأجساد هؤلاء المؤمنين إلا هذا : أي إلا أنهم آمنوا بالله عز وجل


العزيز: الغالب الذي لا يغلبه شيء، فهو سبحانه له الغلبة والعزة على كل أحد

الحميد: المحمود على كل حال.



﴿الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ﴾ أي الذي اختص بملك السماوات والأرضوهذه الملكية شاملة لملك الأعيان والتدبيروما فيهما، فهو يملك السماوات ومن فيها، والأرضين ومن فيها وما بينهما ، كل شيء ملك لله، ولا يشاركه أحد في ملكه.



وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ: أي مطلع على كل شيء ومن جملته: مايفعله هؤلاء الكفار بالمؤمنين من الإحراق بالنار وسوق يجازيهم ولكن معفعلتهم الشنيعة ماذا قال سبحانه :


﴿إِنَّ الَّذينَ فَتَنُوا المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ثُمَّ لَم يَتوبوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذابُ الحَريقِ﴾ 

قال بعض السلف: انظر إلى حلم الله عز وجل يحرقون أولياءه ثم يعرض عليهم التوبة


فتنوا : بمعنى أحرقوا، وقيل : فتنوهم أي صدوهم عن دينهم


ثم لم يتوبوا: لم يرجعوا إلى الله


فَلَهُم عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذابُ الحَريقِ : لأنهم أحرقوا أولياء الله فكان الجزاء لهم وفاقا


في هذه الآيات من العبر~

  • أن الله قد يسلط أعداءه على أوليائهوله الحكمة في ذلك ، المصابون من المؤمنين أجرهم عند الله عظيم ، وهؤلاء المعتدون أملى لهم اللهسبحانه
  • أن هؤلاء الكفار لم يأخذوا على المسلمين بذنب إلا أنهم آمنوا بالله العزيز الحميد وهذا ليس بذنب بل هذا هو الحق، نسأل الله أن ينصرالمسلمين في كل مكان وأن يقينا شر أعداء الدين
  • أن التوبة تهدم ما قبلها بشروط التوبك النصوح: الإخلاص لله ، الندم على مافات، الإقلاع عن الذنب، العزم على عدم الرجوع للذنب،أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه التوبة.


ولما ذكر الله عقاب المجرمين ذكر ثواب المؤمنين وهذه طريقة القرآن في عرض الترغيب والترهيب ، فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُواالصّالِحاتِ لَهُم جَنّاتٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ذلِكَ الفَوزُ الكَبيرُ﴾ 

إن الذين آمنوا أي بالله وملا ئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وعملوا الصالحات : الأعمال المبنيه على الإخلاص والمتابعةللنبي صلى الله عليه وسلم 


لَهُم جَنّاتٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ:

وذلك بعد البعث لهم جنات فيها ما لا عبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


ذلِكَ الفَوزُ الكَبيرُ: الفوز هو النجاة من كل مرهوب وحصول كل مطلوب



﴿إِنَّ بَطشَ رَبِّكَ لَشَديدٌ﴾

يعني أخذه بالعذاب شديد عظيم ولكنه لمن يستحقه


﴿إِنَّهُ هُوَ يُبدِئُ وَيُعيدُ﴾ الأمر إليه ابتداء وإعاده 

فكل الأمر بيده فاعرف أيها العبد من أين أنت ؟

التدأت من عدم واعرف منتهاك وغايتك أنها إلى الله عز وجل.



﴿وَهُوَ الغَفورُ الوَدودُ﴾

الغفور: الساتر لذنوب عباده المتجاوز عنها

الودود: الود هو خالص المحبة فالله سبحانه ودود بمعنى محبوب وأنه حاب

يحب الأعمال ويحب الأشخاص ويحب الأمكنة وهو كذلك يحب أولياؤه.


ثم بين عظمته وتمام سلطانه فقال: ﴿ذُو العَرشِ المَجيدُ﴾ أي صاحب العرش المجيد 


﴿فَعّالٌ لِما يُريدُ﴾ فكل ما أراده سبحانه فهو يفعله، ولا يمنعه من فعله مانع، لأن له ملك السماوات والأرض.



﴿هَل أَتاكَ حَديثُ الجُنودِ﴾: الاستفهام للتنبيه أي انتبه أيها الإنسان أكثر ، الجنود : جمع جند وفسره بقوله: 


﴿فِرعَونَ وَثَمودَ﴾: يعني هل أتاك خبرهم؟

الجواب نعم أتانا خبرهم ، وقص الله علينا خبرهم وما فيه من العبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..



﴿بَلِ الَّذينَ كَفَروا في تَكذيبٍ﴾ أي ان الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم في تكذيب وكأنهم منغمسون في التكذيب وأنه محاط بهم من كلجانب.



﴿وَاللَّهُ مِن وَرائِهِم مُحيطٌ﴾ : محيط بعم من كل جانب ، لا يشذون عنه ولا عن علمه ولا عن سلطانه ولا عن عقابه.



﴿بَل هُوَ قُرآنٌ مَجيدٌ﴾ أي ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم قرآن مجيد ذو مجد وعظمة وكل من قام بحق القرآن له المجد والعزة والرفعة

﴿في لَوحٍ مَحفوظٍ﴾ محفوظ عند الله عز وجل لا يناله أحد، محفوظ من التغيير والتبديل


اللهم زدنا تمسكاً بكتابك العظيم وارفعنا به في جنات النعيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق