الاثنين، 8 يونيو 2020

مجلس تدبر سورة الطارق

مجلس تدبر سورة الطارق~


سورة مكية ، أقسم الله فيها ببعض مخلوقاته، فهو الذي خلق الخلق لعبادته وطاعته وأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب وجعل عليهمملائكة يحصون أعمالهم ويدونونها، وتنشر هذه الصحائف يوم الجزاء والحساب.



﴿وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ﴾ ابتدأ الله عز وجل هذه السورة بالقسم بالسماء والطارق، فالسماء هو كل ما علا الإنسان فهو يشمل السماء والسحابوكل ماعلاك

والطارق: فسره بالنجم الثاقب

وهو النجم اللامع قد جعلها الله رجوماً للشياطين وعلامات يهتدى بها وزينة للسماء الدنيا



﴿إِن كُلُّ نَفسٍ لَمّا عَلَيها حافِظٌ﴾ يعني ما كل نفس إلا عليها حافظ من الله، هؤلاء الحفظة يحفظون على الإنسان عمله، ماله وماعليه



﴿فَليَنظُرِ الإِنسانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ المراد بالنظر للاعتبار، وهو النظر بالبصيرة ، ليفكر الإنسان مما خلق ؟

هل خلق من شيء قاسي قوي ؟ هل خلق من حديد؟

أنه: ﴿خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ﴾ وهو ماء الرجل ووصفه بأنه دافق وفي آياتٍ أخرى ماء مهين ضعيف السيلان

المهم ان هذا الإنسان المخلوق من هذا الماء الضعيف ثم يكون قلبه أقسى من الحجارة والعياذ بالله، إلا من ألان الله قلبه لدين الله.


﴿يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ وَالتَّرائِبِ﴾ صلب الرجل وترائب المرأة .


﴿إِنَّهُ عَلى رَجعِهِ لَقادِرٌ﴾ : أي أن الله عز وجل على رجع الإنسان لقادر وذلك يوم القيامة


﴿يَومَ تُبلَى السَّرائِرُ﴾ أي تختبر السرائر وهي القلوب، فإن الحساب يوم القيامة على مافي القلب

ولهذا يجب علينا العناية بهذا القلب 


﴿فَما لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ﴾ يعني يوم القيامة ما للإنسان من قوة ذاتية ولا ناصر وهو القوة الخارجية، فلا يستطيع أن يدافع عن نفسه ولا أحديدافع عنه

فلا أنساب ولا قرابة ولا شيء ينفع الإنسان غير عمله الصالح


﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجعِ﴾ قسم بالسماء والرجع أي المطر لأنه يرجع ويتكرر 


﴿وَالأَرضِ ذاتِ الصَّدعِ﴾ الأرض المتشققة بخروج النبات


﴿إِنَّهُ لَقَولٌ فَصلٌ﴾ أي القرآن وصفه الله بأنه قول فصل وهو قول الله عز وجل 


﴿وَما هُوَ بِالهَزلِ﴾ أي ما هو باللعب والعبث واللهو بل هو حق كلماته كلها حق وأخباره كلها صدق


﴿إِنَّهُم يَكيدونَ كَيدًا﴾ 

يعني الكفار المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم يكيدون كيداً عظيماً ، يكيدون للرسول صلى الله عليه وسلم ويكيدون لمن اتبعه


﴿وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ لإظهار الحق، ولو كره الكافرون، ولدفع ما جاءوا به من الباطل، ويعلم بهذا من الغالب، فإن الآدمي أضعف وأحقر من أن يغالبالقوي العليم في كيده.



﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ أي: قليلًا، فسيعلمون عاقبة أمرهم، حين ينزل بهم العقاب.

تم تفسير سورة الطارق، والحمد لله رب العالمين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق