المجلس التدبّري لسورة الفرقان 2️⃣
الاثنين :- ١٤- ربيع الأول - ١٤٤٤ هجري
بإسمك اللهم الفتاح نستفتح كلامنا ومجلسنا حول مابقي من سورة الفرقان العظيمة
📌 مقدمة جميلة 🌟
في هذا المجلس يتجلّى لنا أسلوب الترغيب والترهيب، والتذكير بالموعظة ، ثم التذكير بالترهيب
" الله عز وجل لمّا يذكر صفات أهل الجنة يعقّب بعدها
بـ هؤلاء المنافقين والمكذبين بالبعث وأهل النار
" حتى تسير النفس وهي تستمع لمثل هذه الايات تسير بين خوفْ ورجاء
" وهذا الجانب الايماني المهم في إيمانك بالله سبحانه وتعالى
" وايمانك بالقضاء والقدر
على العبد أن يسير بين خوف ورجاء
& وقائده المحبة &
لانغلبّ جانب على الاخر
" البعض يتعبد لله خوفًا من النار
"والبعض يرغب في الجنة فقط
لكن لابد أن نوازن بين هذا وذاك
وايضًا نسير إلى الله [حبًا لله وطلبًا لمرضاته]
"إذا احببنا الله ووازنا بين خوفنا من العقاب والنار ورغبتنا في [رضا الله والجنة]
والسائق لهذا كله [هو محبة الله عز وجل ]
هنا يتزن سيرنا لله تبارك وتعالى
وهذا مايسّمى بإتزان المؤمن
🌟الإتزان الإيماني 🌟
" بإن لانغلّب جانب على الاخر
ونسير الى الله بين خوفْ ورجاء وقائدنا المحبة لله جلّ جلاله
"نسأل الله ان يملأ قلوبنا يقينا وإيمانًا وخشية به وتوكلّ عليه ، ومحبة وتعظيمًا
- لله تبارك وتعالى -
📝 تفسير الآيات من آية (١١) إلى آيـة (١٩)
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
📌بيان موقف المشركين من البعث
✏️[بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا [١١]
لما كانت تلك الأقوال ( وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ)
الآيات السابقة⤴️
أنها لم تصدر منهم لطلب الحق، ولا لاتّباع البرهان الصادق.
" وإنما صدرت منهم تعنتا وظلما وتكذيبا بالحق، فقالوا ما بقلوبهم من ذلك؛ ولهذا
قال :بل كذبوا بالساعة:أي لا تظن أنهم كذبوا بما جئت به من الحق -يا محمد- لأنهم يعتقدون فيك كذبا وافتراء للقرآن، أو نقصانا؛ لأكلك الطعام ومشيك فيالأسواق،
" وإنما سبب كفرهم وتكذيبهم واقتراحهم ما اقترحوه هو عدم إيمانهم بالبعث يوم القيامة .
"وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا: وهيأنا وأرصدنا لمن أنكر البعث يوم القيامة
لهم هذا السعير النار الموقدة الشديدة الحرارة، نعذبهم فيها في الآخرة .
@ نسأل الله السلامة والعافية @
ماهو وصف هذه النار ❓
✏️{إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا [١٢]
إذا رأت تلك النار أهلها الكفار يوم القيامة من مكان بعيد، سمعوا صوت غليانها وتلهبها؛ من شدة غيظها منهم، وسمعوا لها صوت زفير؛ من غضبها وحنقهاعليهم
كما قال تعالى: <إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ* تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ>
✏️{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا [١٣]
لما وصف سبحانه ملاقاتها لهم؛
✨وقفـة تدبّر هااامة ✨
مجرد تخيلك للنار كيف تستقبل اهلها
والعياذ بالله
هذه النار نسال الله السلامة والعافية 🍃
"لذاك إذا قرأتِ كثير عن أوصاف النار في خلال وردك اليومي او في مجالس التدبّر وتتأملين أوصافها
"يكون سؤال لله اللهم اجرني من النار
خارج من صميم قلبك لأنك تخيلتِ الموقف الرهيب
من مكان بعيد :- وكذلك يسمعون أصواتهم
حنقًا عليهم وغضب
وصف إلقاءهم فيها، فقال تعالى :
وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا:- وإذا طرح الكفار في مكان ضيق في النار، وقد قرنوا في الأغلال والسلاسل -
رفعوا أصواتهم بطلب الهلاك؛ ندما على تركهم الإيمان،
ويتمنون ، الموت لماذا❓ ليستريحوا من العذاب .
✏️{لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا [١٤]
يقول خزنة النار للكفار: لا تطلبوا هلاكا واحدا في النار، بل اطلبوا كثيرا من ذلك، فعذابكم مستمر ومتجدد، ولن ينفعكم الدعاء أبدا .
📌 ثم جاء الترغيب في الجنة
✏️{قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا [١٥]
لما وصف الله تعالى حال العقاب المعد للمكذبين بالساعة؛ أتبعه بما يؤكد الحسرة والندامة .
"فقال تعالى :قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون.: قل -يا محمد- للكفار: أذلك العذاب المستمر في النار خير، أم جنة الخلد الدائم نعيمها، التي وعدالله بها الذين يتقون سخطه وعذابه؛ بامتثال ما يأمرهم، واجتناب ما ينهاهم ❓
" كانت لهم جزاء ومصيرا.: كانت الجنة ثوابا للمتقين على تقواهم وأعمالهم الصالحة، ومرجعا يصيرون إليها في الآخرة .
✏️{لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا [١٦]
للمتقين في الجنة ما يشاؤون مما تشتهيه أنفسهم، لابثين فيها أبدا بلا زوال عنها، ولا انقطاع لنعيمها .
"كان على ربك وعدا مسئولا.: كان دخول المتقين الجنة وعدا واجبا لا بد أن يقع في الآخرة؛ جزاء لهم على طاعتهم ربهم، وسؤالهم ذلك في الدنيا .
كما قال تعالى حاكيا عنهم قولهم:
<رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ* فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّنبَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗوَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ>
♨️من الفوائد العلمية واللطائف♨️
لما قال سبحانه وتعالى : -
(وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا* إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا)
نستفيد من هذه الآيات:-
🔸 التحقيق أن النار تبصر الكفار يوم القيامة، كما صرح الله بذلك ا: (إذا رأتهم من مكان بعيد، )ورؤيتها إياهم من مكان بعيد تدل على حدة بصرها، كما لايخفى، كما أن النار تتكلم،
<يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ>
📕 والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة؛ ، كحديث اشتكائها إلى ربها، فأذن لها في نفسين
" فأشد مانرى في الصيف فهو من فيح جهنم
" واشد مانجد في الشتاء هو من زمهرير جهنم
"هذه أدلة تدل على أن النار ترى وتتكلم
ترى اهلها
✨نسأل الله السلامة والعافية ✨
(إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا)
🔹 جعل إزجاؤهم إلى النار من مكان بعيد زيادة في النكاية بهم؛ لأن بعد المكان يقتضي زيادة المشقة إلى الوصول، ويقتضي طول التعب في السير
🔸 قال تعالى:( مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ )
وكذلك في (الأنعام) في قوله تعالى:
< يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا >
وقال في (هود) <وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ >
◻️ وجه التعبير في سورة (هود) بقوله: (ضائق) على وزن (فاعل)، وفي (الفرقان) و(الأنعام) بقوله: (ضيقا) في المواضع الثلاثة هو الوصف من ضاق يضيق،فهو ضيق؟
والجواب عن هذا: أن قوله تعالى في سورة (هود): <فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ >
أريد به أنه يحدث له ضيق الصدر،
ويتجدد له بسبب عنادهم وتعنتهم في قولهم: < لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ >
ولما كان كذلك، قيل فيه: (ضائق) بصيغة اسم الفاعل؛ لأنه يراد به التجدد. والحدوث الدائم
🔳 أما قوله: ضيقا في (الفرقان) و(الأنعام) فلم يرد به حدوث؛ والتجدد لما في ذلك لأنه هو مكانه الدائم الباقي على أصله
أيضا في قوله :-
(جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا)
أن الجنة ستصير للمتقين جزاء ومصيرا؛
🔸 لاحظي : (كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا)
"هذا يدل على مجرد المعنى كما وعد ان لعباده المتقين هذه الجنة
،جاء بهذا الضمير (كانت ) أنه كان مكتوبا في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم الله تعالى بأزمان أن الجنة جزاؤهم ومصيرهم .
"نسأل الله أن يجعلنا ووالدينا ومن نحب من أهل الفردوس الأعلى من الجنة 🍃
🔹إذا أراد الله بعبده منزلة حتى إذا وفق لعمل صالح إلاّ أن الله قد يوفقه قبل موته بعمل صالح وخاتمة حسنة
يستحق جزاء على ذلك الفردوس الأعلى من الجنة
🔳 لذلك من سأل الله أن يتوفاه شهيدًا في سبيله صادقًا من قلبه أعطاه الله الشهادة
ولو مات على فراشه
" دلالة على أن الله يعامل عباده على مافي قلوبهم من صدق
قوله تعالى:-(إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا)
- قوله: (إذا رأتهم ... نسبة الرؤية إليها لا إليهم؛ للإيذان بأن التغيظ والزفير من هذه النار غضبٌ عليهم عند رؤيتها إياهم .
فهي غاضبة جزاء أعمالهم التي عملوها ونواياهم السيئة
نسأل الله السلامة والعافية 🍃
✏️{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ [١٧]
لما توعدهم بالسعير؛ بين لهم حال ما قبل ذلك، وهو حالهم في الحشر مع أصنامهم .
" لما ذكر لهم حالهم في الساعة معه سبحانه؛ أتبعه ذكر حالهم مع معبوداتهم من دونه،
" فقال :ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله.: واذكر -أيها الرسول - يوم القيامة حين يحشر الله المشركين ومعبوداتهم التي عبدوها من دون الله .
"فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء عن طريق الهدى، ودعوتموهم إلى عبادتكم من دوني، أم هم الذين ضلوا عن طريق الحق
✏️{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا
[١٨]
📌 القراءات ذات الأثر في التفسير:
في قوله تعالى: (نتخذ ) قراءتان:
الأولى: - نُتخَذ- بضم النون، وفتح الخاء،؛ أي: ما كان ينبغي لنا أن يتخذنا المشركون أولياء من دونك .
الثانية :- (نَتخِذ ) بفتح النون، وكسر الخاء، والمعنى أن هؤلاء المعبودين هم الذين تبرءوا أن يكون كان لهم ولي غير الله ذكره .
"قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء.: ننزهك -يا الله- عن مشاركتك في الألوهية، فما يليق ولا يحق لنا أن نعبد غيرك، ونوالي سواك،ولا نطلب من الناس أن يكونوا عابدين لنا؛ فنحن ما دعوناهم إلى ذلك، بل هم فعلو ذلك
~^~لاحظي ~^~
طريق أهل الضلال والباطل واحد من سابق الزمان
أن يتبرأ كل من ضل الطريق المعبود وعابديهم
" هنا تبرأت هذه المعبودات وقالت
لم نطلب من الناس أن يكونوا عابدين لنا نحن لم نطلب ذلك.
" ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر.
أي: ولكن متعت -يا ربنا- هؤلاء المشركين وآباءهم في الدنيا بالنعم، فانشغلوا بالشهوات حتى تركوا هذا الوحي وهذه الرسالة
"، وفيه الأمر بتوحيدك وعبادتك وحدك لا شريك لك .
وكانوا قوما بورا.: كان المشركون قوما هلكى، قد غلب عليهم الخذلان والشقاء .
✏️{فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [١٩]
فقد كذبكم -أيها المشركون- من عبدتموهم من دون الله، وأنكروا قولكم أنهم أمروكم بعبادتهم، ورضوا فعلكم، وأنهم شفعاء لكم عند ربكم،
كماوقال تبارك وتعالى<وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ>
[فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا]
📌 القراءات ذات الأثر في التفسير:
القراءة الأولى:- (تستطيعون )بالتاء على الخطاب للمشركين، أي: فما تستطيعون -يا عبدة الأوثان- صرفا لعذاب الله، ولا نصرا منه لأنفسكم .
القراءة الثانية:- (يستطيعون ) بالياء على الإخبار عن المعبودين من دون الله،: فما يستطيع الآلهة صرفا لعذاب الله عنكم -
"ولا نصرا لكم .:-فما تستطيعون صرفا ولا نصرا، صرف عذاب الله عنكم
"ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا
هنا اختار (ابن جرير )
أن الخطاب للمؤمنين
" ومن يظلم منكم نفسه :- بالمعاصي والخروج عن طاعة الله بالبدع نذقه عذابًا كبيراً
" وصفه الله سبحانه وتعالى بالكبير لأن الإنسان نفسه غاليه عند ربه جل جلاله
اذا ظلمنا أنفسنا بسلوك طريق لايرضاه الله يكون الجزاء العذاب الكبير.
🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃
♨️الفوائد التربوية ♨️
لما قال الله تعالى [مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ]
🔳أنه لا تجوز الولاية والعداوة إلا بإذن الله؛
فكل ولاية مبنية على ميل النفس فهي على خلاف الشرع .
(أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء )
🔸الإشارة إليهم؛ لتمييزهم من بين بقية العباد، وهذا أصل في أداء الشهادة على عين المشهود عليه لدى القاضي .
🔹قوله: (أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ)
استفهام تقريع وتبكيت لهم
📌 وجاء الاستفهام مقدما فيه الاسم على الفعل، ولم يقل: أضللتم عبادي هؤلاء أم ضلوا السبيل؛ بحذف (أنتم) و(هم)؛ لأن السؤال ليس عن الفعل ووجوده؛لأنه لولا وجوده لما توجه هذا العتاب،
وإنما هو عن متوليه، فلا بد من ذكره،
ايضًا قوله : [قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا]
استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية السؤال؛ كأنه قيل: فماذا قالوا في الجواب؟ فقيل: (قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي )
إرادة مطلق التعجب مما قيل لهم من قوله: (أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي )
، كأنهم نطقوا بكلمة التسبيح ( سبحانك ) كناية عن البراءة
~*~ لاحظي ~*~
كيف برؤا أنفسهم من هذا الموقف
(سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ )
🔹 من حيث إنهم أولياء مخصوصون، وهم الجن والأصنام. على القول بأن القائلين الملائكة والأنبياء
📍 لكن المقصد من ذلك كل من عبد من دون الله
(وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ )
التعرض إلى تمتيع آبائهم هنا،
ما الحكمة ❓
مع أن نسيان الذكر إنما حصل من المشركين أنفسهم - الذين بلغتهم الدعوة المحمدية ونسوا الذكر:
📍 هذا فيه زيادة تعظيم نعمة التمتيع عليهم بأنها نعمة متتاليه عليهم وعلى آبائهم مع الإشارة إلى أن كفران النعمة قد انجر لهم من آبائهم كانت لهم عادةمن آبائهم
🌟 وقفة تأمّل 🌟
[حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ ]
" الانغماس في النعيم قدينسيك ذكر الله
لذلك كلما غفل قلبك عن ذكر الله
ذكريه بالله سبحانه وتعالى
" النعيم لايدرك بالنعيم"
📍نعيم الجنة لايدرك بنعيم الدنيا📍
لانريد حياة كاملة من جميع الجوانب
ابدًا هذه الدنيا جبلت على كدر
من أراد الجنة صبر على الدنيا
✨الصبر شي عظيم ✨
نحن نحتاج إلى صبر في هذه الدنيا
"نسأل الله أن يجعلنا من المتمسّكين بشرع الله ويرزقنا الصبر 🍃
ويجيرنا من النار 🍃
ختام المجلس ⤴️
نتأمل الحديث الذي ورد في مجالس الذكر
لما يسأل الله الملائكة السيّارة الموكلين بحلق الذكر ومجالس الذكر
فيقول الله تبارك وتعالى كيف وجدتم فلان ، وفلان،
" نسأل الله أن يجعلنا ممن يذكر في الملأ الأعلى عنده في هذا المجلس🍃
يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال : فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا والله مارأوك ,
فيقول جلاله :- كيف لو رأوني : قال : فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك ذكرًا
, قال : فيقول : مايسألوني؟ قال : يسألونك الجنة , قال: فيقول: هل رأوها , قال : فيقولون : لا والله يارب ما رأوها,
" قال : فيقول : فكيف لوأنهم رأوها ؟ قال: يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليهم حرصا , وأشد لها طلباً ,
قال: فيقول : فمم يتعوذون ؟ قال : من النار , قال : يقول : وهل رأوها ؟
قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً ,وهربًا ..
" قال : يقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم .
نسأل الله الجنة ،، وأن يغفر لنا ولوالدينا
وللمسلمين 🍃
✨ نكمل ماتبقى من السورة العظيمة اللقاء القادم بإذن الله ✨
اللهم وصلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين 🍃
• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك 🍃
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق