✍🏻المجلس التدبّري الأربعاء الموافق
١٨- ٣- ١٤٤٢ هجري
🌸 لـ سورة غافر 🌸
وعدد آياتها [ ٨٥ ]
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
الحمدلله حمدًا طيبًا مباركًا ، الحمدلله محي القلوب بالعلم والإيمان والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلمتسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين .
" اللهم ربنا لك الحمد بك آمنّا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك حاكمنا أنت آلهنا لإله إلاّ أنت ، نحمد الله على هذه النعمة التي منّ الله تباركوتعالى علينا بها
" اللهم اجعل القرآن نورًا لنا في الدنيا،، وشفيعًا لنا في الاخرة ،
📝 سورة غافر سورة مكية ،، وهذه السورة العظيمة تسمّى سورة (غافر ) لأن الله جلّ وعلا قال في أولها (غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ) وتسمّى (حم المؤمن )
وبهذا ترجم لها البخاري في صحيحه ،،والترمذي لأن ورد فيها مؤمن آل فرعون الذي جاءت السورة بتفصيل قصته ولم يرد ذكر هذه القصةعلى وجه التصريح الاّ في هذه السورة، كذلك تسمّى المؤمن وسمّاه بعض العلماء (الطول )
لأن الله تبارك وتعالى قال في أولها (( غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ ))
جلّ وعلا في ذكر صفاته سبحانه وتعالى
📌 وهي من أول نزول سور الحواميم
من المعلوم معرفة المكي والمدني يكون عن طريقين:-
" طريق السماعي وهو الذي ينقل عن السلف أنها نزلت في مكة ،، أو أنها نزلت في المدينة ،،أو أنها نزلت في سنة كذا،، أو في غزوة كذا،،وحادثة كذا وما إلى ذلك.
📍 وقديكون الطريق الاخر الطريق القياسي وهو الاعتبار بموضوعات السورة والمقاصد التي جاءت السورة بتقريرها.
🔹 بالنظر لو تأملنا بهذه السورة أن موضوعاتها عن العقيدة ،،وتقرير أصول العقيدة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إليها
" ففيها تقرير الألوهية والدعوة إليها،، كذلك فيها ذكر دلائل هذه الألوهية في الآفاق وفي النفس،، والكون
" كذلك فيها تقرير الرسالة وصدق النبي صلى الله عليه وسلم وماجاء به من الأدلة المتنوعة والاشارة إلى البعث وتقرير البعث
" ونلحظ من موضوع السورة الحديث عن صدق القرآن والبعث ، إذًا هي كـ منظومة واحدة بالإيمان بالله سبحانه وتعالى
🔻—-* وقفة هااامة —*🔺
📌 هذه السورة العظيمة كذلك جاءت في ترسيخ العقيدة الذي يحتاج إلى تأمّل ولانبالغ إذا قلنا في كثير منّا،، والاغلب أننا نقرأ القرآن لكنليس كما ينبغي كثير ماتمر علينا من عجائب هذا القرآن وفي واقعنا كثير من الأمور التي تزلزل الجبال كما قال جلّ وعلا <لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَاالْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ>
" ونحن نسأل الله أن يعفو عنا ،، نقرأ الختمة والسورة والسورتين والثلاث،، والليلة والليلتين، وهمّ الواحد منا متى نختم السورة ، 💔
📙 في اخر السورة كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه (حم ) أن فيها من زجر القلوب،، ووعظ النفوس ،،وكذلك ربطها بالله تبارك وتعالىوأصول العقيدة ، التي هي في الحقيقة كل شي في الحياة، فهي ليست مجرد نظر ولا تكون لها أثر في حياته نحن بحاجة إلى إدامة النظروالتدبّر لمثل هذه السورة المكيه والايات .
📌 لابد أن نكون مثل جيل الصحابة وكيف أن القرآن نقلهم نقلة عظيمة ، وهم يقرأون ويسمعون وكيف أثره على أخلاقهم وما إلى ذلك.. والبذل بالخير والعطاء عند سماع موعظة
📍 الاحرف المقطعه في بداية السورة يأتي بعدها التنويه بشأن القرآن وفي إبراز بلاغة هذا القرآن العظيم
*تفسير الايات من ( ١ ) إلى ( ٢٧ )
✏️ حمٓ (1) تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ (2) غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ (3)
بداية هذه الايات يخبر الله تعالى عن كتابه العظيم وأنه منزل من الله المألوه المعبود لكماله وانفراده بأفعاله
" العزيز الذي قهر بعزته كل مخلوق ، العليم بكل شي،، غافر الذنب للمذنبين وقابل التوب من التائبين ، شديد العقاب ،
✨ لاحظي كيف المقابلات على من تجرأ على الذنوب ولم يتوب منها
ذي الطول:- معناه ذي التفضل والإحسان الشامل فلما قرر ماقرر من كماله وكان ذلك موجبًا أن يكون الله المألوه الذي نخلص له الأعمال قال
(لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ )
—*لفتة جميلة —*
" في هذه الايات ، وهذا النظم العظيم لو تأملنا الحقيقة أن سورة (غافر وحم) التي تأتي كلها في حلقة واحدة كان حق أن تأتي هذه المقدمةلوحدها محاضرة واحدة فقط في أسماء الله وفي تقديم مغفرة الله على العبد .
📘 بعض المفسرين يقولون (حمٓ *تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ) فقط ثم بقية هذه الصفات تأتي في كتاب آخر ،، العزيز العليم غافر الذنب)) معانيها واسعةوأن عقوبته إذا انزلها بالظالمين والكافرين أخذه كذلك أخذ عزيز مقتدر .
" بعض المفسرين لهم أشارة لطيفة أن هذه المقدمة للسورة العظيمة تلخيص ماجاء فيها ويقولون هذا من براعة الاستهلال .
" كيف قرن الله بين هذه الصفات( غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ )
مع أن الله عزوجل سبحانه ،، كيف قدّم صفة غفرانه للذنوب ثم جاء بعدها بالتوبة؟؟ مع أن الواقع العكس أن يتوب العبد فيقبل الله التوبةفيغفر له ، لكن هنا قدمت صفة غفرانه للذنوب ثم جاء بعدها بالتوبة<غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ >
" وهذا من رحمته جلّ وعلا أن قدّم لنا غفران الذنوب قبل ذكر التوبه وهذا كما يقال تطمين منه جل وعلا .
" وحث عليه وأنه مقبل عليه العبد التائب على رب رحيم ماالبشر وماذا عملوا وماقدموا؟! وما سنقدم
📍 أكبر العبّاد والزهاد ماذا أمام رحمة الله جل وعلا ،، الرحمة التي قال عنها ابن القيم
(( رحمة الله قد وسعت ماوسع خلقه كما قال جل وعلا <رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ >
" يقول ومن تأمل علم أن امتلاء هذا الكون من رحمة الله كامتلاء الفضاء بهوائه ،، والبحر بمائه،، حتى الكافر لو خلّى الله بينه وبين نفسه لهلكفهو يتنفس من رحمة الله يشرب ويأكل يتكلم بمشي يفكر فضلاً عن ماينال المؤمن من رحمة الله .
📍 هذا الإنسان الذي وفقه الله جلّ وعلا لحفظ القرآن ،، أو للصيام ،، أو لمجالس الذكر،، أو لقيام الليل ، كلها توفيق برحمة الله جلّ وعلا ،،فقد أضل ملايين من البشر
عند قوله تعالى< يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ >
" نتأمل هذه الهداية وأن الله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء
" هذا براعة الاستهلال في هذه السورة العظيمة حتى من اسمها (غافر ) تبين لنا من صفات الله سبحانه
" ثم بعد ذلك تأتي قضية ذكر تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم
📌 وجه المناسبة في البداية بذكر نزول القرآن من الله. الموصوف بهذه الأوصاف،
لو لاحظتِ ذكر صفات الله العظيمة (ذي الطول غافر الذنب ) مع تنزيل القرآن وكأن فيها المناسبة ان هذه الأوصاف مستلزم لجميع مايشتملعليه القرآن من معاني
فإن القرآن إمّا أخبار عن اسماء الله وصفاته وأفعاله وهذه أسماء ،وأوصاف ،وأفعال
" وإمّا في القرآن أخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلية اذًا هي من تعليم العليم بعباده جلّ وعلا
" وإما اخباره عن نعمه العظيمة والآئه الجسيمة وهذا يدل عليه (ذي الطول)
" وإمّا أخباره عن نقمه الشديدة وهذا يدل عليه. (شديد العقاب )
وإما دعوة المذنبين للتوبه والاستغفار <غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ>
✏️مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ (4) كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۖ)
بعد ماجاء التطمين للمؤمنين عامة جاء التطمين الان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويخبر أن مايجادل في اياتة(إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ:-
والمراد بالمجادلة رد ايات الله ومقابلتها بالباطل والعياذ بالله وهذا من صنيع الكفار .
" أما المؤمن يخضع لله عز وجل الذي يقبل الحق ويدحض الياطل،، ولا ينبغي للأنسان أن يغتر بحالته الدنيويه وأن ماعطاه الله دليل علىمحبته وأنه على الحق ولهذا قال (فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ)
معنى تقلبهم في البلاد ترددهم بأنواع المكاسب والتجارات
📍 الواجب على العبد أن يعتبر بهذه الحقائق ولايزال الحق بالناس كمن لا علم وعقل لديه
ثم هدد بمن جادل بآيات الله يبطلها كم فعل الامم السابقة قوم نوح ،وعاد ،والاحزاب ،من بعدهم الذين تحزبوا وتجمعوا على الحق ليبطلوه،، وعلى الباطل لينصروه
" هذا كله تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم في موقف كأن النبي عليه السلام أحوج لمن يثبته
" هذا التكذيب وماحصل منهم قوم نوح ،وعاد والأحزاب ، وغيرهم هؤلاء انت لست بدعًا يامحمد وانتم ايها الدعاة والعلماء من بعده لستم بدعًاوما يصيبكم إلاّ مثل ماأصاب من قبلكم
ومايصيبكم هو دليل على صحة منهجكم
وجاء في السورة <فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ>
" هذا دلالة على أن السورة جاءت للتثبيت والتطمين لابد الصبر على هذا الطريق الذي أوذي فيه نوح وقُتل اقوام
📍 مايصيب المؤمنين من البلاء ، اللأواء في سبيل الدعوة هو من عند الله مكتوب ومحفوظ لايضيع
لما قال عز وجل ✏️وَهَمَّتۡ كُلُّ أُمَّةِۢ بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ وَجَٰدَلُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّ فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ (5)
أمة من الامم(بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ :- أي ليقتلوه وهذا ابلغ مايكون كانوا قادة الخير ومع ذلك من يهم بقتله
فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ:- بسبب تكذيبهم وتحزبهم فكيف كان عقاب كان أشد العقاب وافضعه
قال تعالى بعد ذلك ✏️{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ (6)
أي كما حقت على أولئك حقت عليهم كلمة الضلال التي نشأت عنها كلمة العذاب
لهذا قال انهم أصحاب النار .
✏️{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡلِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ (7)
يخبر الله تعالى عن كمال لطفه بعباده المؤمنين *جعلنا الله منهم* وما قيضّ لهم من أسباب سعادتهم ، ومن الاسباب الخارجة عن قدرهم ،من استغفار الملائكة المقربين لهم ودعائهم لهم ما فيه صلاح دينهم واخرتهم وفي ضمن ذلك الاخبار بشرف حملة العرش ومن حوله وقربهم منربهم وكثر عبادتهم ونصحهم لعباد الله
فماذا قال عز وجل(ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ:-
العرش هو عرش الرحمن تبارك وتعالى الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها وأوسعها وأحسنها وأقربها من الله تعالى الذي وسع الارضوالسموات .
والكرسي وهؤلاء الملائكة قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم فلا شك أنهم من أكبر الملائكة
📍 تخيلي العظمة هذه كيف لاشك أنهم من أكبر الملائكة وأعظمهم وأقواهم واختيار الله لهم لحمل عرشه وتقديمهم في الذكر وقربهم منهتبارك وتعالى يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكة عليهم السلام
قال تعالى<وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ >
وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ:- أي من الملائكة المقربين في المنزلة والفضيلة
يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ :- هذا مدح لهم لكثرة عبادتهم لله خصوصًا أي عبادة ؟
*التسبيح والتحميد*
وسائر العبادات تدخل في التسبيح والتحميد لأن تنزيه له عن كون العبد بصرفها لغيره وحمدًا لله تعالى ، بل الحمد عبادة لله ،، لأن النبيصلى الله عليه وسلم لمّا قالت له عائشه لما تقوم الليل حتى تتفطر قدماك وقد غفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر قال (أفلا أكون عبدًاشكورا)
" من شكر الله وحمده عبادة لله تبارك وتعالى
وقول العبد سبحان الله وبحمده فهو داخل في ذلك ومن جملة العبادات
وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ:-... هذا من جملة فوائد الإيمان وفضائل كثيرة جدًا أن الملائكة لاذنوب عليهم يستغفرون لأهل الإيمان ،،
" المؤمن بإيمانه تسبب لهذا الفضل العظيم جعلنا الله من عباده المؤمنين
🍃 اللهم اجعلنا ممن وقر الإيمان في قلوبهم
" وهذا من ثمرات الإيمان ،غير الطمأنينة وغير الحسنات ،وولاية الله للعبد في الدنيا والاخرة استغفار الملائكة، ولمّا كانت المغفرة لها لوازم لاتتمإلاّ بها ذكر الله صفة دعائهم بالمغفرة بذكر مالا تتم إلاّ به فقال (رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا )
📌 سبحان هذه الاية مليئة بتعظيم الله تبارك وتعالى وسعة رحمته ،علمك قد أحاط بكل شي يارب لايخفى عليك خافية ولا يعزب عن علمك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر رحمتك وسعت كل شي الكون علوية وسفلية قد امتلأ برحمة الله(فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَتَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ)..
من الشرك وتابوا واتبعوا سبيلك اتباع دينك بتوحيدك وطاعتك
وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ :- .. قهم العذاب نفسه وقهم أسباب هذا العذاب ،، أي فضيلة لأهل الإيمان اختصهم الله بها
ثم يأتي الدعاء الاخر ✏️{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ:- وعدتهم على ألسنة رسلك - وَمَن صَلَحَ- صلح بماذا ؟ بالإيمان والعملالصالح -مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ:- قال المفسرين فيها زوجاتهم وأزواجهن إن كانت صالحه هذا لزوجها وإن كان صالح لزوجته
" وأصحابهم ورفقائهم " 🍃 جعلنا الله ممن يشفع لبعض يوم لقائه تبارك وتعالى وممن ينال بركة دعاء الملائكة لهؤلاء المؤمنين
وقال من ابائهم وأزواجهم :- يدخل فيها الازواج والاصحاب والرفقاء ،، (وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۚ:- إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (8)
القاهر لكل شي فبعزتك تغفر الذنوب وتكشف المحظور وتوصلهم لكل خير
" الحكيم:- الذي يضع كل شي في مواضعها فلا نسألك ،، هذا قول الملائكة اي لانسألك أمرًا تقتضي حكمته بخلافه بل من حكمتك التياخبرت بها على ألسنة رسلك واقتضاه المغفرة للمؤمنين
✏️{وَقِهِمُ ٱلسَّئَِّاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّئَِّاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (9)
. نسأل الله أن يقينا السيئات: وهي الأعمال السيئة وجزاه لأن تسوء صاحبها
وَمَن تَقِ ٱلسَّئَِّات:.. أي يوم القيامة فقد رحمته لأن رحمتك لم تزل مستمره على العباد ، لايمنعها إلاّ ذنوب العباد وسيئاتهم
نعوذ بالله من كل ذنب يحجب عنا رحمته تبارك وتعالى
فمن وقيته السيئات ،،وفقته للحسنات وذلك هو الفوز العظيم ، ذلك أي زوال المحظور بوقاية السيئات وحصول المحبوب بحصول الرحمة هوالفوز العظيم فوزًا عظيم لاشي مثله .
🔻 وقد تضمن هذا الدعاء من الملائكة كمال معرفتهم بربهم عز وجل،، والتوسل بأسمائه الحسنى التي يحب من عباده التوسل بها إليه
كذلك تضمنت هذه الايات كمال أدبهم مع الله
🔺 وهذا الذي ينبغي أن نستفيد منه في دعاء الله وعبودية الدعاء كيف كان كمال أدب الملائكة
أولاً :- أقروا بربوبية الله لهم الربوبيه العامة والخاصة وأنهم ليس لهم من الأمر شي ، وإنما دعائهم لربهم صدر من فقير بالذات من جميعالوجوه لايدلي على ربه بحال من الأحوال إلاّ فضل الله تبارك وتعالى وكرمه وإحسانه
🔹 كذلك تضمن موافقتهم لربهم تمام الموافقة بمحبة مايحبه من أعمالهم وهي العبادات التي قاموا بها لما قال (تابوا واتبعوا سبيلك)واجتهدوا اجتهاد المجتهدين
" فسائر الخلق المكلفين اللي يعملون ويتوبون إلى الله يحبهم الله ومن محبة الملائكة لهم دعوا الله واجتهدوا في صلاح أحوالهم لأن الدعاءللشخص من أدلّ الدلائل على محبته
📌—*وقفة تنبيه —*
تنبيه لطيف من السعدي رحمه الله
على كيفية تدبّر كتاب الله عزوجل أن لايكون المتدبر مقتصرًا على معنى اللفظ بمفرده بل ينبغي له أن يتدبر معنى اللفظ فإذا فهمه فهمًاصحيح على وجه نظر بعقله إلى هذا الأمر وكيف نوصل إليه وماهي الطرق الموصلة إليه
الذي يوجب لذلك كما علمنا أن الله عز وجل (غافرالذنب وقابل التوب )نفهم المعنى ثم نريد أن نصل إلى مغفرة الله نقدم توبه حتى يشملنا هذاالفضل من دعاء الملائكة واستغفارهم للذين آمنوا .
💢فائدة هاامة من الاية السابقه💢
أن العبد إذا عصمه الله من عمل السيئات فهو فضل محض ،،رحمة الله ليس بحولنا ولا بقوتنا ولا أننا نكره هذه السيئة وأنما رحمنا اللهوعصمنا ، وأن يغمرنا برحمته
" إذا رفعتِ يدك وقلتِ يارب ارحمني رحمة الله وسعت كل شي معناه ارحمني وادخلني الجنة ،،
" معناه ارحمني واعصمني في الدنيا من المعاصي ،، واعصمني في الدنيا من الفتن وهذا يدخل في رحمة الله ،، فقط عندما تقولي
يارحمن ارحمني يارحيم ارحمني فانها تشمل هذا الفضل العظيم فإن الله قال (وقهم السيئات)
*~والله لافوز أعظم من أن يرحمنا الله ~*
🍃 اللهم أرحمنا برحمتك 🍃اللهم ارحمنا بهذا القرآن العظيم واجعله قائداً لنا إلى الفردوس الأعلى من الجنة
🍃وارحمنا بهذه المجالس واجعلها حجة لنا لاعلينا ياذا الجلال والإكرام .
ثم قال بعد ذلك مقرًا أمرًا آخر ✏️{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ (10)
يخبر الله تعالى عن الخزي والفضيحة التي يصيب الكافرين وسؤالهم الرجعه والخروج من النار
فقال(إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُو:- وهنا أطلق ،مابيّن كفروا بماذا يشمل أنواع الكفر بالله والكفر بكتبه ورسله أو باليوم الاخر حين يدخلون النار ويقرونأنهم يستحقونها بما فعلوه من الذنوب والأوزار هنا يمقتون أنفسهم اشد المقت ويغضبون على أنفسهم غاية الغضب فينادون عند ذلك ويقاللهم :- لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ - أي أياكم
إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ:- حين دعتكم الرسل وأقامت البينات كفرتم وخرجتم من رحمة الله الواسعه
فمقتكم ،، مقتكم وبغضكم فهذا أكبر من مقتكم أنفسكم فلم يزل هذا المقت والغضب مستمر عليكم والعياذ بالله والسخط من الكريم حال بكمحتى آلت بكم الحال إلى ماآلت فاليوم حلّ عليكم غضب الله وعقابه حين نال المؤمنون رضوان الله فتمنوا هؤلاء الرجوع .
و ✏️{ قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَيۡنِ وَأَحۡيَيۡتَنَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٖ مِّن سَبِيلٖ (11)
يريدون ماذا ؟ الموته الأولى ثم أماتهم بعد ماأوجدهم وأحييتنا اثنتين الحياة الدنيا والحياة الأخرى ،(فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٖ مِّنسَبِيلٖ)
تحسروا وقالوا ذلك لكن لم يفيد ولم ينجح هذا القول فقيل لهم✏️{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ (12)
اذا دعي بتوحيده وأخلاص العمل له والنهي عن الشرك به كفرتم وأشمازت قلوبكم لذلك قال
وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ :-هذا الذي أنزلكم هذا المنزل أنكم تكفرون بالإيمان وتؤمنون بالكفر ، تؤثرون سبب الشقاوة، والذل والغضب، وتزهدونبما هو سبب الفوز والفلاح والظفر
<وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ>
.
لذلك قال(فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ:-العلي الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه علو الذات وعلو القدر ، علو القهر من علو قدره
كمال عدله وأنه يضع الاشياء مواضعها ولا يساوي بين المتقي والفاجر
" ٱلۡكَبِيرِ:- الذي له الكبرياء والعظمة والمجد في أسمائه وصفاته جلّ وعلا
وأفعاله المتنزه عن كل عيب ونقص لذلك كثرت اسماء الله وصفاته بعذه السوره العظيمة لماذا ؟
📌لأنها كأنها اختصرت مواضيع القرآن كاملة
وحكمه لايغّير ولايبدل
ثم جاءت الايات الدالة على تصريف الله وملكه في هذا الكون فقال
✏️{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ:- ثم بدأ يفصل هذه الايات (وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ (13)
يذكرنا الله عز وجل هذه النعم العظيمة حتى يتبين الحق من الباطل
" كل النعم من الله منها نعمة الدين ، والنعم الدنيوية كلها ونعمة الغيث الذي تحيا به الأرض
وهذا يدل دلالة قاطعه على أنه هو المعبود
...(وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ )
📌 كيف ننيب إلى الله إذا تذكرنا أن الله بين لنا هذه الايات وأنه رزقنا هذا الرزق في السماء بالأقبال على محبته وخشيته وطاعته، التضرعله سبحانه وتعالى
" ولمّا كانت الايات تثمر التذكر ،،والتذكر يوجب الأخلاص لله رتب الامر على ذلك بالفاء حرف الفاء لمّا قال فادعوا الله الفاء السببيه
فقال ✏️{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ (14)
وهذا دعاء الله هنا شامل دعاء العبادة ودعاء المسألة ، الاخلاص معناه تخليص القصد لله في جميع العبادات الواجبة والمستحبة.
وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ:- لو كرهوا ذلك لاتبالوا بهم ولا يثنونكم عن دينكم فإن الكافرين يكرهون الاخلاص لله .
"ثم ذكر عزوجل أن من كماله وجلاله مايقتضي اخلاص العبادة له فقال✏️{رَفِيعُ ٱلدَّرَجَٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡعِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ (15)
أي العلي الاعلى الذي استوى على العرش وارتفعت درجاته ارتفاعًا باين عن مخلوقاته
ثم قال ..يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ:- وهو الوحي لأن هذا الوحي للأرواح وللقلوب بمنزلة الارواح للأجساد
الروح والقلب بدون روح الوحي لاتفلح ولا تصلح
من امره الذي فيه منفعة العبد ومصلحتهم
.عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِ:- . وهم الرسل الذين فضلهم الله لدعوة العباد
🔷الفائدة في أرسال الرسل 🔶
هو تحصيل سعادة العباد في دينهم ودنياهم واخرتهم وإزالة الشقاء عنهم
لذلك قال(لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ)
" هذا اليوم يخوف الله عباده بذلك وبالمقابل يحثنا على الاستعداد له بالأسباب المنجية وسمّاه ( يوم التلاق) لأن يلتقي فيه الخالق والمخلوق ،ويلتقي فيه المخلوقين مع بعضهم
والعاملون وأعمالهم وجزاءهم
🍃 نسأل الله أن يجعلنا من الفرحين المستبشرين بلقائه يوم التلاق
قال ✏️{يَوۡمَ هُم بَٰرِزُونَۖ :- ظاهرون على الأرض قد اجتمعوا في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر (لَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنۡهُمۡشَيۡءٞۚ:-
لا من ذواتهم ولا من أعمالهم ولا من جزاء تلك الأعمال
" ثم يقول عز وجل (لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ (16)..
من المالك لذلك اليوم العظيم
الجامع للأولين والاخرين أهل السموات والأرض ، لله الواحد القهار ؛ المنفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فلا شريك له فيها بوجوه منالوجوه .
"القهار لجميع المخلوقات الذي دانت له المخلوقات وذلت وخضعت خصوصًا في ذلك اليوم
فقال عز وجل ✏️{ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡۚ لَا ظُلۡمَ ٱلۡيَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (17)
أي في الدنيا من خير وشر ،، استحضارك لمثل هذه الايات يجعلك ماتستحقرين من العمل الصالح ولو مثقال ذرة،، كذلك ماتسصغرين منالمعاصي ولو مثقال ذرة
" لأن الله عز وجل يقول(ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡۚ)
سيكون الجزاء يوم القيامة عظيم يتمنى الانسان لو أفنى عمره كله في طاعة الله عز وجل
لذلك قال عز وجل ( لاظلم اليوم ) على أحد بزيادة سيئات أو نقص حسنات
إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ:- .. لاتستبطوا ذلك اليوم فإنه اتٍ وكل آتً قريب وهو سريع المحاسبه لعباده يوم القيامة لإحاطة علمه وكمال قدرته
فجاءت الايات بعدها ✏️{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ (18)...
يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم(وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ:- يوم القيامة التي قد أزفت وقربت وآن الوصول إلى أهوالها
📌 لاحظي هذه الاية متى نزلت الله عز وجل يقول أنذرهم يوم الآزفة التي قربت دلالة على حسن الاستعداد لهذا اليوم العظيم الذي لاندريمتى سيقوم ،، من مات قامت قيامته ،،
" كيف وصف العباد في يوم الازفة-إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ؛:- أنتِ مستشعره كيف مكان القلب من الخوف ترتفع وتبقى أفئدتهم هواء وصلتالقلوب من الروع والكرب إلى الحناجر شاخصة أبصارهم
كَٰظِمِينَۚ :-بمعنى لايتكلمون إلاّ لمن أذن الرحمن وقال صوابا
كاظمين مافي قلوبهم من الروع الشديد
والمزعجات الهائله
مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ :-الحميم القريب والصاحب - وَلَا شَفِيعٖ يُطاع :- لأن الشغعاء لايشفعون للظالم بالشرك
✏️{يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ (19)
وهو النظر الذي يخفيه العبد من جليسه نظر المسارقة يسمّى .
وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ:-.. مما لم يبينه العبد لغيره فالله تعالى يعلم هذا وذاك .
✏️{وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (20)
لأنه يقضي بالحق ،لأن قوله حق ،وحكمه القدري والشرعي حق ،وهو المحيط علمًا وكتابة وحفظً بجميع الاشياء المنزة عن الظلم والنقص وسائرالعيوب سبحانه.
وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ:-.. هذا شامل لكل ماعبد من دون الله لايقضون بشي بيّن الله عز وجل عجزهم وعدم أرادتهم للخيرواستطاعتهم .
إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِير:-.. لجميع الاصوات واختلاف اللغات على تفنن الحاجات
البصير بما كان وما يكون وبما نبصر ومالا نبصر وما يعلمه العباد ولا نعلمه.
" اذا جاء بضمير الفصل (هو السميع العليم )( هو الفوز العظيم) الاكثار من ضمائر الفصل " دلالة على علم الله الشامل لكل شئ
ثم جاءت الايات التي بعدها✏️{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِيٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ (21)
كأن الله عز وجل يلفت انظارنا أن لايغتر العبد بما هو سائر به في هذه الحياة الدنيا وإنما يوم القيامة آت.
" فقال- أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ:- وهنا المقصد في السير في الأرض يسيروا بقلوبهم الذي هو سير الاعتبار والنظر والتفكر
فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا :- . من المكذبين من قبلهم
فسيجدونها شر العواقب عاقبهم بالهلاك والدمار والخزي والفصائح وقد كانوا أشد قوة من ذلك
📌 لذلك على الأنسان أن لايغتر بصحته ولا عافيته ولا آمنه ،، أنما المؤمن دائم وجلٌ من هذه الحياة الدنيا إلى أن
*~يلقى الله تبارك وتعالى~*
" قد كانوا اكثر منهم في العدد والعدد حتى في أجسامهم وأعمارهم وأشد اثارًا من البناء والغرس وقوة البناء تدل على قوة المؤثر فيها
وتمنعه بها فأخذهم الله بعقوبته ،بذنوبهم حتى استمروا عليها
ثم أكد بإن الله ✏️{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (22)
.،
هل أغنتهم قوتهم عن قوة الله شيئًا ؟! ابدًا بل من أعظم الامم قوة ،، قوة عاد فأرسل عليهم ريحٌ اضغفت قواهم
" ثم بعد ذلك ذكر الله عز وجل نموذج من أحوال المكذبين بالرسل وهو فرعون وجنوده
فقال جلّ في علاه✏️{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بَِٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ (23)..
اي لقد ارسلنا الى جنس هؤلاء المكذبين موسى بن عمران بايآتنا العظيمة الدالة على قدرةالله وسلطان مبين معه حجة
المبعوث إليهم مين ؟؟ ✏️{إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَقَٰرُونَ:- ووزيرهم قارون الذي كان من قوم موسى فبغى عليهم بماله وكلهم بعث الله لهم موسى
)فَقَالُواْ سَٰحِر كَذَّاب (24)
✏️{فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡحَقِّ مِنۡ عِندِنَا :- أيّده الله بالمعجزات الباهرة :-
قَالُواْ ٱقۡتُلُوٓاْ أَبۡنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ وَٱسۡتَحۡيُواْ نِسَآءَهُمۡۚ وَمَا كَيۡدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ (25)
حيث كادوا هذه المكيدة وزعموا أنهم إذا قتلوا ابناءهم لم يقوو ،، وبقوا في رقهم وتحت عبوديتهم
فما كيدهم الا في ضلال حيث لم يتم لهم ماقصدوا بل أصابهم ضد ذلك أهلكهم الله وآبادهم عن آخرهم
♨️—*وقفة تدبّر —*
تدبر هذه الاية التي يكثر مرورها في القرآن إذا كان السياق على قصة معينة وأراد الله أن يحكم على هذا الشي بحكم
" لايختص به ذكر الحكم ويعلق على الوصف العام ويكون أعمّ وتندرج فيها الصورة التي سيق الكلام فيها عندما قال وما كيدهم ماقال عزوجل ماكيد فرعون وقومه انما قال وما كيد الكافرين إلاّ في ضلال .
"دلالة على أنه عام ،،الله عز وجل يذكر لنا القصص للعبرة والعظة وتثبيت قلب الدعاة والنبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك
✏️{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ :-متكبر متجبرًا مغرورًا لقومه السفهاء
ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ (26)
يعني زعم ((لعنه الله )) لولا مراعاة خواطر قومه لقتل وأنه لايمنع من دعاء ربه
ثم ذكر السبب على إرادة قتله أنه نصح لقومه
فقال وخاف أن الشر يمحى من الأرض-إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ :- الذي انتم عليه -أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ
..
" وهذا من أعجب مايكون أن من أشر الخلق ينصح الناس على أتباع خير الخلق هذا من التمويه والترويج الذي لايدخل عقل عاقل
<فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ >
هنا وقال موسى حين قال فرعون مقولته الشنيعة ماذا قال ✏️{وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم:- استعان بربه وامتنع بربوبية الله التيدبّر بها جميع الأمور
مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُؤۡمِنُ بِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ (27) :- يعني دلالة على أن أعظم مايمنع الانسان ويوقعه في التكبر هو ماذا ؟ شي واحد عدم الإيمانباليوم الاخر
" لذلك نكرر دائم عن أهم ركن وكلها هامة لكن الايمان باليوم الآخر أسرع طريق أننا نستطيع أن نغرس ونؤثر فيه .
📌 لاحظي كيف أن العبد إذا مات له قريب أو حبيب يصبح قلبه أقرب للموعظة قد يتوب قد يتصدق قد لايركن إلى الدنيا،، لماذا ؟؟ لأن آمنبهذه الحقيقة أن هناك يوم آخر
وأن هناك يوم حساب،، وكلٌ مابعدنا عن هذه الحقيقة انغمسنا في الدنيا وغفلنا عن الله وتشبثت هذه القلوب وتعلّقت بالدنيا ونسيت الآخرة
" لذلك لمّا قال عز وجل من كل متكبر ماقال مايؤمن بالله قال ((مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُؤۡمِنُ بِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ ))
" 🍃 نسأل الله أن يجعلنا ممن وقرالإيمان في قلبه وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة
📌ثم بعد ذلك الحديث عن قصة مؤمن الذي من بيت فرعون وكان له كلمة مسموعة وكيف بدأ بالمحاجة معه
⭕️ تكون لقاءنا القادم بإذن الله ⭕️
—*فوائد جميلة نقف عليها —*
نستفيد من براعة هذه السورة العظيمة والاستهلال فيها
أن فيها من أسماء الله وصفاته ،وأفعاله ،ونعوته الدالة على كماله جلّ في علاه مايجعلك تديمين الدعاء لله ويتعلق قلبك بالله عز وجل أن يشملناجميعًا برحمته لأن الله إذا رحم عبده وقفه للتوبة
وشمله بالمغفره وأعانه وجعله من عباده المؤمنين الذين يشملهم استغفار الملائكة
الذين قالوا ((فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ ))
" هذه غاية أمنيات العبد أن الله يقينا في هذه الدنيا سيئات أعمالنا،، وتبعات الأعمال السيئة ولا معصوم الاّ من عصمه الله ورحمه
" يارحمن يارحيم ،ياغافر الذنب ارحمنا واغفر لنا ولوالدينا ومن نحب .
وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
• سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
💙💚💛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق