✍🏻ختام تدبّر سورة الشورى🔺
الاربعاء:- بتاريخ ١٧- ١١ - ١٤٤١ هـ
💦 الايات تتحدث عن صفات المؤمنين وكيف نصل إلى معية الله تبارك وتعالى إذا تخلقنا بهذه الصفات .
[بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ]
التفسير من اية ( ٢٤ ) إلى ( الآخر)
✏️{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَإِن يَشَإِ اللَّـهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّـهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٢٤﴾
أي كذبًا كما يزعم هؤلاء يختم الله على قلبك يطبع على قلبك .
كما في قوله تعالى < وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ*ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ*فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ>
لانتقمنا منهم أشد الانتقام
.
وَيُحِقُّ الْحَقَّ :-يحققه ويثبته ويوضحه /بِكَلِمَاتِهِ:-
ببراهينه تبارك وتعالى
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ:- أي بما تكن الضمائر وماتنطوي عليه السرائر ، هذا الختام تجعل العبد في أموره كافه وان كانت خاصه في أخلاقهؤلاء المكذبين على النبي صلى الله عليه وسلم لكن لو آمنّا بإن الله عليمٌ بذات الصدور ، لايغرك من تحدث فيك ،لايغرك من لم يتفطن لأي خيرأو إحسان احسنتيه ، البعض تقول احسن ولا أجد أثر
* الله عليم بما في صدرك وصدورهم ، فلما يأبه الأنسان ، ولِما يحمل هم ؟! إذا كنا نوقن أن الله:-عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
..
🌱 يعلم نيتك وإحسانك قدمي الأحسان ، ولا تنتظري شكر أو ثناء أحد عليك .
ثم يبين الله تعالى أنه يقبل التوبه ويستجيب الدعاء .
✨أسال الله أن لايحرمنا من فضله✨
فقال ✏️{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿٢٥﴾
يقول الله عز وجل ممتن على عباده وهذه الاية وردت في سورة الشورى بيان من الله عز وجل على منته لأن العبد ، كلما استشعر منة الله عليه، تعلّق قلبه بالله عز وجل ،
📍ـــ *وقفة تأمـّل * ــــ📍
فقط اجعلي لنفسك دقائق معدودة تأملي في منن الله عليك ، ماذا أعطاكِ❓
نسمع ، نرى ، ~أياً كان ~ تقومين بشوؤن حياتك تتعبدين لله عز وجل ، لسانك يذكر الله عز وجل ،
أعطاكِ المال والسكن ، والصحه كل النعم أقلها رمش عينك التي تتحرك قد يراها البعض حركات لاأرادية إلاّ أنها لو استمرت هذه العينمفتوحه ثواني معدودة لأصابها الجفاف من ربّانا وانعم علينا، إلاّ الله تبارك وتعالى
📍 استشعارك لمثل هذه النعم يعظّم الله عز وجل في قلبك ومن هذه المنن ، ان الله لايؤاخذ بالذنب إذا استغفر العبد ، وإذا رجع إلى الله تباركوتعالى وهذا من كرمه وحلمه أنه يعفو ويصفح ويستر ، <وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا>
📙 ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها فيأرض فلاة، فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه فلما رآها أخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنتعبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح.
"الله أشدُ فرحًا بتوبة عبده، من هو الغني قالها تبارك وتعالى في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم .قال 📘
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي! لو أن أولكموآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئًا.
الله عز وجل غني ومع ذلك يعفو ويصفح ويستر تبارك وتعالى
<وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ >
📗 عن الزهري قال في هذه الاية أن أبا هريرة رضي الله عنه قال؛- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكميجد ضالته في المكان الذي يخاف أن يقتله فيه العطش .
وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ :- يقبل التوبه في المستقبل ويعفو عن السيئات في الماضي .
..
وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ :- أي عالم بجميع مافعلتم وصنعتم ومع هذا يتوب على من تاب إليه تبارك وتعالى.
💢___*وقفة تدبـر للآية * —-💢
يكفيك هذه الاية أن الله يعلم طاعتك ، وحزنك على فوات الطاعه، وصبرك على مايؤلمك يعلم كل شي يكفيك عن الخلق وعلم الناس والخلائقجميعهم تبارك وتعالى.
ثم قال✏️{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴿٢٦﴾
ثناء الله عز وجل على< الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ > هم الذين وقر تعظيم الله في قلوبهم، إذا وقر تعظيم الله في قلبك تُرجم هذا التعظيمإلى عمل الجوارح
📚 آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ :-هنا قال السدي معنى يستجيب أي يستجيب لهم ، قال كذلك ابن جرير الطبري يستجيب الله لهم الدعاءلأنفسهم ولأصحابهم ولأخوانهم ،
🍃اللهم لاترد لنا دعوة واجعلنا من عبادك الصالحين المؤمنين،🍃
وَيَسْتَجِيبُ:- أي يستجيب لهم —وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ:- يعني يستجيب دعاءهم ويزيدهم فوق ذلك فوق ماسألوه ،
" وقال قتاده في هذه الاية قال يشفعون في أخوانهم ويزيدهم من فضله يشفعون في أخوان أخوانهم ،
وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ :- لمّا ذكر المؤمنين وهذا الثواب العظيم واستجابة الله لهم
ذكر بعد ذلك للكافرين وما لهم من العذاب الشديد يوم الحساب .
ثم بدأت الايات التي تتحدث عن الرزق
✏️{وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَـكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴿٢٧﴾
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴿٢٨﴾
هذه أحد محاور السورة المهمة وكما ذكرنا هذا المحور متعلق بمحور السورة الأساسي وهو "الوحي والرسالة"
فإن الذي رزقكم هو الذي أوحى إليكم هذا القرآن وإن كنتم تؤمنون أن الله هو الرزاق فآمنوا أن الموحي للرسول صلى الله عليه وسلم هو الله
فلماذا يقولون ؟(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا)
إذا كنتم مؤمنين بإن الرازق هو الله لابد أن يؤمنون بأن الموحي لرسوله هو الله.
📌هذه الاية ذكر في بعض التفسير أنها نزلت في المدينة ونزلت في فقراء أهل الصفة وهذا فيه تسليه لهم لما كان عليهم من فقر
وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ:- ومنهم من يقول أنها نزلت في مكة وهي خطاب للمشركين وعليهم ،،
سنة اصابهم الجدب والقحط فأنهم قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم تدعونا إلى الإيمان وربك منع عنا القطر فأخبرهم الله عز وجل أنه كماأن في نزول المطر عليكم ابتلاء كذلك في حبسه منكم ومنعه عنكم ابتلاء.
✨ الله سبحانه وتعالى بيّن لنا في القرآن والسنة أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولكن لايعطي الآخرة إلاّ من يحب.
..(وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ)
هذه قاعدة نعلم أن الرزق في القرآن والغالب أنه عام وليس خاص بالطعام والشراب
بل أعمّ من ذلك وعندما يصف الله المؤمنين في آيات أخرى(. وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )
ليس المال فقط صحيح المال درجة أولى ،،لكن الإنفاق من العلم ،، العلم رزق والجاه والصحة والعافيه رزق ، وكل هذا مطلوب من الإنسان أنينفق منه ولكن في رأس ذلك (المال)
💫ومن المعاني كذلك أي أن لو بسط للناس كلهم في درجة واحدة من الغنى لم. يبقى بعضهم يخدم بعضا،
"تخيلي الجميع طبقة واحدة تتعطل الحياة
ومعنى آخر لو وسّع عليهم جميعًا لأصابهم الكبر والبطر كما ورد في الآثر.
"أن من عبادي من لا يُصْلِحُه إلا الغِنَى ولو أفقرته لأفسده ذلك"
الله عز وجل ماذا قال ؟؟ (يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ )
مايختار في صلاحهم وهو اعلم بذلك يغني من استحق الغنى ، ويفقر من يستحق الفقر، يعز من يشاء ويذل من يشاء
في هذه الايه بسط الله لعباده بما يصلح للعبد
إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ :- يعلم مايصلحهم بصير بأحوالهم حتى لو خفيت علينا الحكمة ألطاف الله عز وجل وأموره قد لانعلمها لكن لو علمالعبد مقاصد الأقدار والله لابكى من سوء ظنه بربه ، فلا نعلم.
⭕️*___وقفة هااامـة *___⭕️
اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ:- في عطائه لطُف ، ومنعه لطف كل مايقدره الله لطف ، ولكن نحن لانعلم ذلك.
حتى في قضية الرزق ، رزق المال والوظيفة والولد والعلم أي كان معناه العام أن
(خَبِيرٌ بَصِيرٌ )
نحن علينا بذل السبب سؤال الله عز وجل والله يقدر مايشاء، ونرضى بما قسم الله لنا .
"نوع اخر من أنواع الرزق قال تعالى
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا :- أي من بعد مايئسوا الناس من نزول المطر ، ينزله عليهم في وقت حاجتهم إليه ، وفقرهم إليه
قاب تعالى <وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ>
الله يعم بهذاالمطر وهذه الرحمة على وجه الأرض
📕 عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين قحط المطر وقنط الناس ، قال مطرتم " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ "
أي هو المتصرف برحمته بما ينفعهم في دنياهم واخرهم
الحميد المحمود العاقبه في جميع مايقدره الله تبارك وتعالى.
💫 ثم بدأ الله عز وجل يذكر لنا من ايات خلقه السموات والأرض
والحكمة من ذكر آيات الله الكونية ، الفكر كلما تأمّل في خلق الله يورث في القلب تعظيم الله عز وجل
✨العلاج الثاني التفكر في ايات الله منها خلق السموات والأرض، منها من يشعر يضعف إيمانه يخرج فقط ينظر إلى السماء ويتأمّل فيعظمة هذا الكون ومابث فيه من دابّة ، من أفلاك ونجوم، هذه الأرض الفسيحة ، الخالق لها ايعجزه أمرك ، هل يغيب عنه مافكر فيه الأنسانمن معصية ، توبه أي كان ، جميع الأمور
تقكرك في خلق الله يزيد تعظيمك لله تبارك وتعالى.
✏️{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴿٢٩﴾
الداله على عظمته وقدرته خلق السموات والأرض ،،وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ:- أي ذرأ في هذه السموات والأرض من دابة ،
💫 والدابة تشمل الملائكة والأنس ، والجن ، وسائر المخلوقات من حيوانات وعلى اختلاف الأشجار والألوان ،، واللغات ، وقد فرقهم الله عزوجل في أقطار السموات والأرض، وهو مع هذا كله—وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِير:- يوم القيامة تبارك وتعالى يجمع الأولين والآخرين ،
كلما أردتِ تجديد الإيمان في قلبك عبادة التفكر كما قال ابي الدرداء : تفكر ساعة خير من قيام ليلة ،
تتأملي في خلق السموات والأرض .
📌 الله عز وجل على كل هذه الاقطار والكرة الأرضية على جمعنا إذا يشاء قدير
ليس فقط الأنس، بل الانس والجن والملائكة ، وأنواع الحيوانات والمخلوقات، إذا يشاء قدير في لحظة إذا أراد هذا الأمر وهو قيام الساعة ،يجمعهم الله عز وجل في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، فيحكم فيهم بحكمه العدل تبارك وتعالى.
"ثم بين الله عز وجل لنا سبب المصائب التي تصيب العباد فقال عز وجل ✏️{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴿٣٠﴾
مهما أصابكم أيها الناس من مصائب فإنما هي عن سيئات تقدمت لكم،..
وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ :- أي مع السيئات لايجازيهم عليها بل يعفو عنها كما قال عز وجل <وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِندَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى>
...
لو يحاسبنا الله ويؤاخذنا بما كسبنا ماترك على ظهرها من دابة
📗 وفي الحديث الصحيح مايصيب المسلم من هم ولا نصب ولا غم ولا حزن إلاّ كفر الله بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها
ليس فقط ألم البدن ، والجسد حتى الهم والتفكير يكفّر الله به السيئات من خطاياك ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مامن شي يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلاّ كفّر الله به من سيئاته ،
وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ:- قال بعض التفسير أن هذه الاية أرجى اية في كتاب الله عز وجل أخبرنا أنه
(وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)
✏️{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴿٣١﴾
في هذه الاية يبين الله عز وجل قدرته بأنه لايعجزه شي في الأرض ولا في السماء
ثم قال..وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ:- أي أن مرجع العباد إلى الله لامنجأ ولا ملجأ إلاّ إليه ، لا ولي ولا ناصر من الداخل والخارجولا يعجزه شي تبارك وتعالى.
♨️ ثم جاءت الايات التي تربي فيك وتزيد من تعظيمك لله عز وجل وهي التفكر في نوع اخر من آيات الله عز وجل فقال ✏️{وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِفِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ﴿٣٢﴾
إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿٣٣}
هذه السفن من ايات الله الدالة على قدرته وعظمته وهي تسخيره البحر لتجري فيه هذه الفلك بأمره
.الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ:- أي كالجبال قال مجاهد وغيره هذه في البحر كالجبال في البر ،
إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ:-. أي التي تسيّر هذه السفن لو شاء الله عز وجل لسكّنها حتى لاتتحرك السفن ، تبقى راكدةلاتجي ولا تذهب ،
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ:- أي في الشدائد شكور أي أن في تسخيره البحر وأجراءه في الهواء بقدر ماتحتاجون إليه في سيرهالبحر لدلالة على نعمه تبارك وتعالى على خلقه
♨️__ *وقفة تفكر عظيمة *__♨️
سبحان الله تفكرك في هذه الاية كيف ان لو شاء الله لأوبق السفن ، أهلكها وغرقوا بذنوب أهلها الذين هم راكبون فيها.
✏️{ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ ﴿٣٤﴾
أي :-لو شاء مثلاً —لأرسل ريح قوية عاتيه فأخذت السفن وغيّرت مساره ، أو أن الله عز وجل أبقاه لايستطيعون السير فيها وهذا من رحمةالله على عباده ومنته عليهم.
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ:- على الأنسان وهو ينظر إلى مثل هذه الايات في تسخيرها من عبر الشاشه أو ركبتيها لابد أن تؤثر في قلبك كيف أن الله عز وجل يسيّر هذه السفن في البحر تبارك وتعالى.
💫والحكمة في مجئ صبار شكور لكل مؤمن صابر في الباساء ، شاكر في الرخاء ، فذكر السفن الجارية في البحر لما فيها من عظيمدلائل القدرة
✨ كما ذكرنا أن جهة الماء جسم خفيف وشفاف في وصفه ثقيل مع ذلك السفن تحمل الاجسام الثقيلة البضائع، ومع ذلك جمع الله للماء قوةيحملها ويحفظها من الغوص
"ثم جعل هذه الريح نسمة بسيطة ، إلاّ أنها سبب في سير هذه السفن وإذا أراد أن ترسوا اسكن الريح فلا تبرح من مكانها.
"فالصبر والشكر يقترنان في القرآن الصبر على الابتلاء ، والشكر على النعماء وهما قوام النفس المؤمنة في الضراء والسراء ،
🍃جعلنا الله ممن يصبر في الضراء ويشكر الله في السراء .
ضرب لنا مثلاً في هذه السفن ووالله أن في كل تدابير الله رحمة ودفع ضر عنا لذلك علينا أن نكون شاكرين لله عز وجل في كل حال.
.. هاااام *__📍
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ:-
قال الشيخ بن باز عن هذه الاية المعاصي كلها إذا ظهرت ولم تنكر ضرت العامة وهي من أسباب الخذلان، وتسليط الأعداء، وحصول الكثيرمن المصائب ، كما أن هذه الذنوب من أسباب قسوة القلب وانتكاسه لذلك قال عز وجل
(فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)
📌ثم بعد ذلك بين الله عز وجل صفات من يستحق ماعند الله عز وجل
أول مابدأ لنا هذا المحور وهو في بيان صفة المؤمن الذي يستحق ماعند الله ، حقّر شأن الحياة الدنيا وزينتها وما فيها من النعيم.
✏️{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ﴿٣٥﴾
ثم قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ ليبطلوها بباطلهم. ﴿مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ أي: لا ينقذهم منقذ مما حل بهم من العقوبة.
فقال عز وجل ✏️{فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٣٦﴾
مهما حصلت وجمعت من الحياة الدنيا لاتغتر به ، إنما هو ماذا❓ متاع الحياة الدنيا تخيلي كل ماأوتي الناس في الحياة الدنيا متاع لكنمن يعلم هذا ⁉️
وصفها الله عز وجل قال(وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى) لمن ❓(لِلَّذِينَ آمَنُوا:- ثم بدأ بذكر صفاتهم.(وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
"أول صفة من صفات المؤمن الحقيقي الذي يعلم حقيقة الدنيا وأنها زائلة ومتاع والآخرة هي أبقى هم الذين يعتمدون على الله عز وجلولايعتمدون على غيره، يطلبون الله حاجاتهم
📌قضية الرزق هي التوكل والتعلق بالله وجاءت واضحه في هذه الاية ، هذه أول صفة لهم
ثم قال عز وجل ✏️{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿٣٧﴾
الصفات التي ذكرها الله في المؤمنين جزء منها "عبادات قلبيه ، "وجزء منها عبادات جوارح"
الأغلب نركز على عبادات الجوارح وتكمل على العبادات القلبيه
أول عبادة ذكّرت عبادة قلبيه(وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
ثم ذكر عبادة الجوارح (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
ذكر صفتين متعلقه بالأفعال ، صفة عبادة متعلقه بعدم الصبر على الشهوات ، يرتكبون الفواحش، وصفة أخرى بعدم الصبر والغضب علىالناس والعفو عنهم وغفران أساءتهم ، فقال عز وجل.. (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
صفة متعلقه بحق الله وهي اجتناب الفواحش وصفه متعلقه بحق الناس
نلاحظ قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ)
فيها رحمة أن الله أشار إلى اجتناب الكبائر وليس أجتناب اللمم وهذا من فضل الله عز وجل .
الصفه الاخرى ..
اسلمو وآمنوا ثم ذكر صفة اخرى متعلقه بحق الله فقال✏️{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْيُنفِقُونَ ﴿٣٨﴾
📍 لاحظي الموصوفون بهذه الاية هم المسلمون في مكة قبل أن تفصل الصلاة بهيئتها المعروفه بداية فرضها ، الاسراء والمعراج كانت فياخر المرحلة المكية ، وصف الله المؤمنين وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ:- ولم يقل أدّوا الصلاة !
الإقامة غير عن الاداء .
الإقامة هي أن تؤدى الصلاة بأدابها وشروطها وأركانها هذه هي الاقامة الحقة للصلاة
ثم بعد ذلك ذكر صفة من صفات المؤمنين متعلقه بهم قال(..وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )
وهذه الاية التي سُمّيت بها هذه السورة
وهذا يمنع المسلم من الوقوع في التفرق والاختلاف التي وقعت فيها الأمم السابقة
✨ وأمر الشورى وهي واقعه في عدم التفرق واحيانًا يستشير من ليس لهم رأي ، وأحيانًا يأتي بعضهم برأي اخر فالشورى لها ضوابطوصفات من مجتمع لآخر ، ومن عصر لآخر
لكن الله عز وجل هنا عاد الضمير إليهم فقال(وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )..
المؤمنون شورى بين المؤمنين هذا الضابط مهم الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشاور أصحابه حتى في قصةأحد عندما وقع انكسارالجيش الاسلامي .
فقال سبحانه< فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ>
"الحادثه التي ذكرت أن هذه الايات نزلت فيها وهي المشاورة ،،والمحاورة التي جرت بين النبي صلى الله عليه وسلم والطائفة المؤمنة الاولى منالمدينة ، النبي عليه السلام لم يهاجر إليهم بعد ، قدموا من الحج وكان بينهم حوار قوي ذكُر في السيرة
في هذا الظرف المبكر في الدعوة الاسلامية النبي عليه الصلاة والسلام يشاور ويحاور المؤمنون ويأخذ برأي بعضهم.
🌱 *___العمل بالاية *__🌱
هذه الايات وأنتِ تقومين بها وتقرأيها أو استطعتِ مدارستها مع الاهل أو صديقاتك فيها من الخير الكثير ، أن العبد يتخلّق بهذه الايات حتىنستحق ماعند الله عز وجل ، منها أعمال قلبيه ومنها جوارح
القلبيه على (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
🍃 ثم أعمال أخرى منقسمة حق الله عز وجل، وحق عباده، الاستجابة لله عز وجل في كل الأمور وسرعة الاستجابه وإقامة الصلاة وخصهالأهميتها ،
ثم قال (..وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)
حث على الشورى حتى في المستويات الصغيرة مع أسرتك وطالباتك ، عدم التفرد بالقرارات
هذا خُلق قرآني وأدب قرآني.
📌 هذه الشورى واحتسبي الأجر حتى مع مشاورة طفلك في لباسه والى أين يريد الذهاب
📍 إذا لم يتعود الأنسان على هذا الخلق في الدوائر الضيقه من باب أولى أبعد فيما سوى ذلك
" صفة اخرى(وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
هذه متعلقه بالتعامل مع الناس، وما أحوج أخواننا في هذا الوقت إلى اإأنفاق ،
وَمِمَّا:-لاحظي ليس كل مما رزقك الله من بعض مارزقكِ الله ،، هذه تفيد التبعيض ،، (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)..
من مالكِ أنفقي من جاهك من علمك أنفقي
على الأنسان يعمل بهذه الاية بقدر استطاعته
ثم قال تبارك وتعالى ✏️{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ﴿٣٩﴾
هذه من الصفات النادرة التي ذكرها الله عز وجل للمؤمنين بالذات في الأموال ، وأهل التفسير لهم كلام طويل فيها ، قالوا الغالب في صفاتالمؤمنين أنهم يعفون وإن المؤمن •هين •لين •كما قال عز وجل "أذلة على المؤمنين "لكن في هذه الصفة ذكر الله عز وجل أنهم ينتصرون فيهذه الاية أذن بالجهاد للمؤمنين الله عز وجل يقوي من عزائم المؤمنين ويخبر أن لهم حقًا وأن لهم حق أن ينتصروا لأنفسهم .
<أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ>
..
ثم بين الله عز وجل لماذا لهم الحق أن ينتصرون قال ✏️{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿٤٠﴾
من اعتدى عليك فإنك تعتدي عليه، وسمى الرد سيئة وليس سئيه لكن لما كان في مقابل السيئة ، سماه سيئة ، كما ان الرد على الاعتداء ليسباعتداء .
كما قال تعالى <فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ >
سمّاه الله اعتداء مشابهه ماذا قال عز وجل
..قال :- وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ) لايضيع ذلك عند الله كما صح ذلك في الحديث ومازاد الله تعالى عبدًا"بعفو إلاّ عزا "بشرط أن يكون عفوك ليس ضعفًا إنما ابتغاء لوجه الله ،،طلبًا لهذا الثواب من عند الله
"*فما بالك بأجره من عند الله لم يحدد"*
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ:- اي لايحب المعتدين المبتدئ بالسيئة
ثم قال ✏️{وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ﴿٤١﴾
ليس عليهم جناح في الانتصار على من ظلمهم
✏️{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤٢
انما السبيل الحرج والعنت(عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ..:- هم الذين يبدؤن الناس بالظلم(أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
..:- شديد وموجع
⚡️نسأل الله السلامة والعافيه⚡️
عندما قال عز وجل (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ) أي يبتدؤن/
ويدخل فيها ظلم الناس لاموالهم ، في أعراضهم ⚡️نسأل الله أن يطهر ألسنتنا ⚡️
ثم بين الله لنا بعد ذلك ✏️{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿٤٣﴾
هذا من رحمة الله أن الأنسان مهما أصابه الظلم فالعفو والانتصار من الظالم ، فمن عفى وصبر على الظلم هذا من عزم الامور
"ان من صبر على الاذى وستر السيئة ، أن هذه من حق الأمور التي أمر الله بها والأفعال الحميدة
لهم جزاء وثناء جميل.
💢كيف حال من عفى ابتغاء وجه الله 💢
بعد ذلك ذكر الله حال الظالمين يوم القيامة
✏️{ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ﴿٤٤﴾
تكررت كلمة "ولي "في هذه السورة "ولي مع القرآن ، ولي يوم القيامة، ولي في الجنة، ولي في ذكر حال الظالمين،
"ولاية الله عز وجل للمؤمن بقدرإأقبال العبد على الله عز وجل
فماذا قال عز وجل <أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ> لا في الدنيا ولا في الآخرة
✨كتبنا الله من أولياءه ✨
ثم أخبر عز وجل عن حال الظالمين وهم المشركون بالله :- لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ:-يوم القيامة
يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ﴿:- الان يتمنون الرجعة إلى الدنيا ،
كما قال <وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ>
فقال عز وجل ✏️{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْوَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ ﴿٤٥﴾
أي على النار ،خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ :- قد تراهم بما أسلفوا من عصيان الله-..يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ:- الله عز وجل يصف لنا حال هؤلاء يومالقيامة ،،وذلهم وهوانهم
📕 يقول مجاهد ينظرون إلى النار مسارقة خوفًا منها وهو واقع بهم لامحالة
وهو أعظم مما في نفوسهم
"أجارنا الله ووالدينا من النار"
ثم قال :-وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ :-هذه الخسارة الكبرى -الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:- ذهب بهم إلى النار ، لم يجدوالذه في هذه الدار .
📌 فُرق بينهم وبين أحبابهم وأصحابهم الذين كانوا يدعونهم إلى الضلال والخسران وإلى الأمور التي أوبقتهم إلى النار.
أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ في عذاب مقيم :- دائم لاخروج لهم ياأهل النار خلودٌ ولا موت،،
"نسأل الله السلامة والعافيه"
✏️{ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ ﴿٤٦﴾
أي ينقذونهم مما كانوا فيه من العذاب
📍 لاحظتِ تكرار الولاية ( أولياء،، ولي) كلما تعلق قلبك بالله كنتِ من أولياء الله عز وجل في الدنيا والاخرة لاتخشي شي من أمورك
تعلمي أن الله لطيف وتكرار مثل هذه الأسماء المباركة في هذه السورة
الله لطيف.. تلّطف من عند الله تبارك وتعالى وقال بعباده
وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ:- أي ليس له خلاص ، حث الله عز وجل في ختام السورة على طاعته قبل يوم القيامة
فقال ✏️{ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ﴿٤٧﴾
كذلك تكررت لفظ استجابه في السورة كم مرة
فيها أن العبد كل ماكان وليٌ لله عز وجل كلما أسرع مسيره إلى الله،، واستجاب سريعٌ وكثير إلى أوامر الله
..
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّـهِ:- لما ذكر الله مايكون في الامر يوم القيامة من أهوال وأمور عظيمة حذّر من هذا اليوموأمر بالاستعداد له،
مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ :- أمره كلمح البصر إذا أراد الله شي قال له عز وجل كن فيكون ، لادافع ولا مانع من ذلك اليوم
وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ:- أي ليس لكم مكان أو حصن تتحصنون به أو تغيبون عن بصره تبارك وتعالى
بل محيط بكم عليمٌ بكم قادرٌ عليكم ، ثم قال عز وجل ✏️{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَمِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ ﴿٤٨﴾
لست عليهم بمصيطر ليس عليك هداهم
إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ :- أنما كلفناك تبلّغ رسالة إليهم ونحن نقرأ هذا القرآن وهذه رسالة الله
~*~لي ولكِ *~*
الله عز وجل يحذرنا ويقول(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّـهِ ).
لهذا اليوم وهو يوم القيامة
لما بين لنا عز وجل هذه الاية فهي بلاغ والأنسان في رخاء وفرح بذلك وان تصب الناس سيئة إما جدب وتقتير في الرزق أو بلاء أو شدة فَإِنَّالْإِنسَانَ كَفُورٌ :-يحجد ماقدّم من النعم لايعرف إلاّ وقت الراحة والرخاء
لذلك قال عليه الصلاة والسلام ((يا مَعشرَ النِّساءِ تصدَّقنَ، وأَكْثِرنَ منَ الاستغفارِ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أَكْثرَ أَهْلِ النَّارِ، ؟ قالَ: تُكْثرنَ اللَّعنَ، وتَكْفُرنَالعَشيرَ))
" وهذا حال كثير من الناس الاّ من هداها الله وألهمها رشدها
المهم :-المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له ..
📌 ثم بين الله جل جلاله أنه مالك الكون كله علويه وسفليه بالخلق والإيجاد ، كيف يشاء ولا يغتر الأنسان بما ملكه من المال والجاه، ويعلم أنالملك كله بيده يعطي ويقضي ولا راد لفضله
ولا معقب لحكمه
فقال✏️{ لِّلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿٤٩﴾
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿٥٠﴾
لان هو المالك يختص بما يشاء من عباده بالذكور دون الإناث
بدأ بذكر الإناث_يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا
📘 قال لأن الاناث كانت تؤخر في الجاهليه كانوا يأدون البنات فقدم الأناث وقيل كذلك أنه جبر لنقص الأنوثة ، والتنويه بفضل البنات
في الحديث عن أنس وضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه ﷺ
"هذا بيان فضل الإناث وأنهن رزق من الله تبارك وتعالى،،والله هو المتصرف المالك للكون
يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا :-يجمع للانسان بين النوعين البنين والبنات
كذلك من حكمته -وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا :-لايولد له والمعنى يجعل احوال العباد نوع من أنواع الرزق مختلفه عن مقتضى المشيئة
"📍 إما يهبهم صنف واحد ،،أو الصنفين جميعًا أو عقيما ، هذا كله من حكمة الله تبارك وتعالى
لذلك ختمت الاية بقوله(إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)
ختمت بمن يستحق من هذه الاقسام عليم بما يصلح لهم من الصنفين أو أحدهما أو عقيم
فهو عليم على من يشاء من تفاوت .
✏️{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١﴾
هذه الايه بيان في كيفية الوحي بدأت السورة بالقرآن وختمت بالقرآن
هذه مقامات الوحي بالنسبه إلى جناب الله عز وجل ، تعظيم الله
تارة يقذف في روع النبي صلى الله عليه وسلم شي يتوارى فيه
كما جاء في الحديث عن ابن عباس قال ((أن روح القدس ؛ أي جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَعليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ(هذا نوع)
أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ:-كما كلّم موسى عليه السلام
فإنه سئل الرؤيا بعد التكريم فحجب عنها.
📚 وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـ جابر رضي الله عنه إنَّ اللَّهَ لم يُكلِّم أحدًا من خلقِه قطُّ إلَّا من وراءِ حجابٍ وإنَّاللَّهَ أحيا أباكَ فَكلَّمَه كفاحًا.
(أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ )
النوع الثالث كما ينزل جبريل عليه السلام وغيره من الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
(إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
✏️{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىصِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾
اي القرآن
نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا
هذا كقول عز وجل <قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ>
وانك يامحمد ~وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ:-.وهو الخلق القويم وما هو هذا الصراط المستقيم؟؟
✏️{صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣﴾
الذي شرعه وأمرنا به ..الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ:-مالكهما المتصرف فيهما
أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ :- مرجع أمورنا من رزق وعطاء ومن منع كله من الله
📌 في قوله تعالى <مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ> معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمي لايقرأ ولا يكتب وأدخل في هذاالاعجاز هذا القرآن وكان أدلّ دليل وثبوت صحة هذا القرآن أنه من عند الله تبارك وتعالى.
*__وقـفة لـطيـفة *__ ⭕️
وهذه الاية نقيس على أنفسنا ماكنا نعلم هذا القرآن ماعلمّك إلاّ الله عز وجل
هذه الاية احفظيها في صدرك ،،ويعيها قلبك وتعملين بها ماكنا نعلم من قبل ،، لكن من علّمنا الله تبارك وتعالى
" سبحانك لاعلم لنا إلاّ ماعلمتنا "
ماكنا ندري مالكتاب ولا الايمان
ولكن نور الله تبارك وتعالى جعلناه نورًا نهدي به من نشاء
"اذا اهتدى بهذا القرآن وجعله نوراً يهتدى به في ظلمة الحياة الدنيا ، والفتن والمعاصي وأقبل على القرآن العظيم لابد أن يعلم أن هذه نعمةتستحق الشكر عليها والحمد (اللام )منتهي لله تبارك وتعالى أن الله هداك وشاء لك الهداية
من عبادنا وانك :- اي يامحمد تهدي إلى
صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض.
📌 أسال الله أن يصيّر أمورنا إلى خير وأن يختم لنا بالخاتمة الحسنة ويجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا ، وجلاءأحزاننا،
" نحمد الله على ختام هذه السورة العظيمة
لما كان فيها تعليق القلوب بالله تبارك وتعالى
علاّم الغيوب ،.
"تأتي السورة التي بعدها
وهي 🌹سورة الزخرف 🌹
ولقاءنا القادم بإذن الله حتى لاتتعلق القلوب بالدنيا.
"نسأل الله أن لايعلّق قلوبنا بالدنيا ويخرجنا منها بمخاتمة الإحسان
وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
• سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
❤️❤️❤️❤️❤️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق