✍🏻المجلس التدبّري الأربعاء الموافق
٢٤- ١١ - ١٤٤١ هـ
🌷لـ سورة الزخرف 🌹1️⃣
وعدد آياتها [ ٨٩ ]
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم علّمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علّمتنا وأرزقنا علمًا ينفعنا
" اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وجلاء أحزاننا وأرزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا..
📍 اللهم اجعل مجالسنا مكفرة للسيئات رافعه للدرجات .
💫 سورتنا اليوم سورة تعلّق قلوبنا بالله تبارك وتعالى ومن موضوعات القرآن ،، التذكير بالدار الاخرة ، والتزهيد في الحياة الدنيا ، وممايميز "جزء الشورى " وذكرنا في سورة الشورى
كيف أن الله عز وجل يربّي فينا قوة اليقين بالله تبارك وتعالى ،
والتعلق والتوكل بالله يسبب كثرة ورود الآيات المتعلقه بالرزق ، سواء رزق المال، أو الهداية أو الإيمان ، كل هذه المحاور مذكورة بسورةالشورى لأن كلّ ماتعلق القلب بالله عز وجل ، وتخفف من هذه الحياة الدنيا ،، هانت عليه هذه الدنيا ، فما أن استقرت هذه الحقيقة في قلوبنا،
" نسأل الله أن نكون ممن وقر الإيمان في قلوبهم ،، إلاّ وتأتي سورتنا اليوم ومن اسمها
⚡️الزخرف ⚡️ بتربيتنا وتهيئتنا بأن هذه الحياة الدنيا كلها زخرفٌ زائل ، ومتاع ويفنى حتى تتعلق القلوب بالله تبارك وتعالى،
سورتنا اليوم سورة عظيمة وهي أحد الحواميم التي تتحدث في غالبها عن القرآن وأساس دعوته في التوحيد، ومجادلة هؤلاء المشركينوسميّت الحواميم عند العلماء ، وسمّاه الصحابة ديباج القرآن السورالتي تبدأ (بـ حم )
،، سورة الزخرف أخذت بعدًا معين في الدعوة للقرآن، ودعوة القرآن هي دعوة التوحيد
⭕️*___وقفـة تذكّر *__⭕️
أذكر نفسي ثم معلمات القرآن خاصة علينا الأخذ بقوة بما جاء في سورة الزخرف، خصوصًا ، لأهل القرآن لماذا ❓ ، لأن سورة الزخرففيها دعوة القرآن التي هي دعوة التوحيد ، فأول مايجب أن نتخلّق به ياحفظة كتاب الله ، ويامعلمات القرآن، وياأهل القرآن ، هو الأخذ بمثلهذه الموضوعات التي تجعل حافظ القرآن لايأبه بالحياة الدنيا، ولا يلتفت للحياة الدنيا، ولو تأملنا ماجاء في القرآن وسنة نبينا محمد صلىالله عليه وسلم وماجاء في الأحاديث لوجدنا تؤكد على هذه القضية.
وماجاء في قوله تعالى <وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ >
. وصفه بأنه قرآن عظيم ثم قال <لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا>
📌 مثل هذه الايات وأهل القرآن يقومون بها ويتدبرونها ويعملون بها ويعلمونها، لابُد أن نكون أول مانعمل بها تستقر في قلوبنا، لأن لايمكنلأهل القرآن أن تكون معلقه قلوبهم بالدنيا ،
يكونوا أهل القرآن ويبحثون عن الدنيا، أهل القرآن ويريدون مناصب الدنيا، أهل القرآن ويكونوا يبحثون عن الثناء وما إلى ذلك
🍃 نسأل الله أن يجعلنا ممن يتخلّق بما جاء في القرآن العظيم .
📍 موضوع السورة البعد المعين التي أخذته سورة الزخرف هو دعوة القرآن التي هي دعوة التوحيد ،
✨ يأتي في سورالحواميم كلها ذكر القرآن ، ثم الدعوة إلى التوحيد ، ثم أخذ زاوية من الزوايا المعينة لهذا التوحيد ، إمّا أن تكون ترغيب أوترهيب، أو مجادلة المشركين أو الاعتراض عليهم ، أو أبطال حججهم وما إلى ذلك،
"هم كانوا يعترضون على دعوة التوحيد بالزخرف ومتاع الدنيا الزائل وهذا المعنى جاء جليًا ظاهرًا في هذه السورة ، لو تأملنا في قوله تعالى< وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ>
يعني شخصية بارزة، ماهي صفات هذا البروز ?ولما اختير هذا الرجل العظيم ، لماذ بينوا صُنع ناس معينين، لاعتبارات دنيويه بحته جدًا ،أما الاعتبارات الحقيقه من التجرد الحق والتخلق الفاضل ومن اسباب يعلمها الله ولا نعلمها كما قال تعالى <اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ>
هذا بعيد عنهم كما قال تعالى في هذه السورة
< وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَايَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا>
هذا الزخرف ليس له مقام عندنا لولا أن يكون فيه فتنة للناس يكفر جميعًا ، (لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ)
الذهب والفضة متاحة حتى في بناء بيوتهم لماذا ؟ تعجيل لهم في هذه الحياة الدنيا ليس بشي عند الله ،
" هذه القضية التي تجب أن تقف في قلبي وقلبك لازم نراقب قلوبنا بإن الدنيا ليست بشيء عند الله ، لوًكانت هذه الحياة الدنيا تزن عند اللهجناح بعوضة ماسقى كافرًا منها شربة ماء، ثم يختار في القصص شيء يدل على هذه الحقيقة في هذه السورة في قصة موسى بماذا يعيّرموسى نفس قصة محمد صلى الله عليه وسلم ، ماذا قال فرعون <وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِيمِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ >
📌 لاحظتِ كيف مثال العظمة والأبُهة والاختيار والتعظيم، هذا البهرج والزخرف ، هذه موازين أهل الدنيا الذي يجعلهم يردون الحق ولايقبلونه والعياذ بالله ،،
دعوة التوحيد الواردة في هذه السورة ، وكل القرآن لم يأتي هؤلاء بأي حجة ، إلاّ بمثل هذه الحجج الضعيفة ولذلك الله عز وجل عندما يذكرجزاء المتقين في الجنة ماذا يقول❓
<يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ>
الله عز وجل يقارن بين موعدنا وموعدهم عندما قال < ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ*
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ>
الذهب هناك <وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ>
إذًا حتى النعيم تجدين البون الشاسع بين الدنيا والآخرة ،،هذه السورة هي دعوة للتوحيد الذي جاء به هذا القرآن المعظم في هذه السورة
بدايتها <حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * .. ردّ على هذه الحجج التي يحتج بها المشركون بكونهم يردون دعوة التوحيد لما قال عز وجل<وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُمَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ >
ثم قال <وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ>
" الحديث عن مزايا عيسى عليه السلام ولماذا أختير من سائر الانبياء ورسله ❓
لأن عليه السلام اشتهر بأنه أزهد الناس في الدنيا كان زاهدًا متعففًا باعدًا عن مباهج الحياة الدنيا فاختياره قد يكون تحقيق لهذه الحكمة
📍 كذلك العرب والله أعلم كانت تسمع من النصارى وترى من أثر رهبانهم وغيرهم الاتجاه للدنيا ،،فكانوا يقولوا انظروا لهذا الرجل الشريفالعظيم ، ماذا كانت الدنيا في عينه وماذا تساوي مقدار مافي قلبه ونفسه
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ:- .. يكون عيسى عليه السلام آخر اية من ايات الساعة عندما ينزله الله عزوجل
💫 لم يرد اسم لها اخر غير هذا المسمى💫
في فضلها :- أن هذه السورة تقع في المثاني ،،والمثاني تعدل الأنجيل كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث (- أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِالسَّبعَ الطِّوالَ ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ)
📍 الان نتدارس آيات المثاني ولما سميّت بذلك ، لأنه يذكر الدنيا ويذكر الآخرة ،، يذكر الترغيب والترهيب ، والجنة والنار
📌 وقت نزولها في مكة وذكر فيها من النعيم ووحدانية الله تبارك وتعالى وذكر الآخرة ، لفت النظر والانتباه والتفكر في خلق السمواتوالأرض ، ثم بدأت الآيات التي تحدثت عن أسباب الرزق وكيف أن الأنسان في الجاهليه
<وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)
📍 لاشك أن الأسلام جاء وأبطل هذه الأمور التي لاعلاقه بها من افتخار الجاهليه والمشركين وليس لها ميزان عند المسلمين، الميزان عند اللهتبارك وتعالى بالتقوى <إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ>
💫هذه مقدمة عظيمة للسورة الآن نشرع بالتفسير 💫
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
تفسير الآيات من ( ١) إلى ايـة ( ٣٥)
✏️حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾
.
نفس افتتاحية سورة الدخان وفيها تعظيم لهذا الكتاب العظيم ووصف بالمبين بالإبانة والفعل وسيتبين في هذه السورة عن مقاصدها وماتهدفإليه ،
وأغلب معاني هذه السورة واضحه مبينة لاتحتاج لشدة وضوح ، فيها وضوح هذا المعنى وهو التوحيد ، ومجادلة المشركين فيه نجد أن الأدلةفي غاية الوضوح ، وتمام الإبانة
سبحان الله القسم هنا في غاية التناسب
"مع المقسم عليه"
فقال عزوجل ✏️{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴿٣﴾
وصفه الله من وصف القرآن أنه عربي وكوننا نعقل لأجل هذا الكتاب ، يدل على أي أنسان عربي يفهم ويستطيع أن يأخذ الحق من هذاالكتاب دون أي إضافات أو تكلّف
" البعض يفهم أن التدبّر هو الاستنباط يختلف التدبّر غير الاستنباط والقياس وغير ذلك هذه أدوات وأمور تحتاج إلى علم لكن التدبر والعملبهذا القرآن واضح وبين كل أنسان عربي يستطيع أن يفهم هذا القرآن
لذلك قال(لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
✏️{ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾
أي هذا القرآن في اللوح المحفوظ .,
كما قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما لدينا أي عندنا لعلي هذا القرآن له مكانة وشرف وفضل وهذا يجعل الأنسان الذي يعمر يومهبالقرآن العظيم أن يحافظ على هذه النعمه
" والله أنه لنعمة عظيمة سواء تحفظيه أو تقرأيه أو تراجعيه أو تعلميه تدرسيه أي كان المهم أن ساعات ووقت تقطعين مع القرآن العظيم فهوشرف وذو مكانة وكل ماأخذتِ هذا القرآن ازداد شرفك وعظمتك في الدنيا والآخرة.
حَكِيمٌ: أي محكم بعيد من اللبس والزيغ سبحان الله هذه الأوصاف للقرآن العظيم تجديها في الحياة الدنيا كيف أن الله يجعل الرفعة لأهلالقرآن .
🍃 نسأل الله أن يرفعنا في الدنيا والآخرة بهذا القرآن العظيم .
✏️{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ﴿٥﴾
يبين الله عز وجل عظمة هذا الكتاب في السماء فليكن عظيمًا في الأرض .
اتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم عندما لم تفعلوا ماأمرتم به
📘 قال قتادة :- والله أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله من عادته وكرمه ورحمته كرّمه عليهم ودعاهم إليه عشرينسنة أو ماشاء الله من ذلك ،
وقول قتاده لطيف وحاصله أنه معناه من لطفه ورحمته بخلقه لم يترك دعاءهم إلى الخير والذكر الحكيم وهو القرآن وإن كانوا مسرفين به،وإن كانوا معرضين عنه بل أمُر به ليهتدي به الخلق ويقدر الله ويصطفي لهدايته من يشاء، وتقوم الحجة على من كتب الله له الشقاء
"نسأل الله السلامة والعافية"
ثم قال عز وجل✏️{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ ﴿٦﴾
تسليه للنبي صلى الله عليه وسلم على تكذيب قريش ،
✏️{وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٧﴾
إما كذب أو سخرية
✏️{فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا:-المكذبين بالرسل وقد كانوا أشد بطشًا من هؤلاء المكذبين لك يامحمد هذا غاية التسليه للنبي صلى الله عليهوسلم كذلك تسليه لناهذا القرآن وأنتِ تقرأيه وقد تخشين على دينك وتشعرين بالغربة وبتمسك بهذا الدين وماجاء به الله تبارك وتعالى
الله عز وجل يقول أهلكنا أشد منهم بطشًا
وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ هؤلاء الذين كفروا ،هؤلاء الذين استهزءوا ،هؤلاء الذين كذبوا
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ :- أهلكنا أشد منهم فهل يعجز الله تبارك وتعالى هؤلاء ،، ابدًا تبارك وتعالى،،
📍 ثم جاءت الدعوة الآن حوار وفي حقيقة التوحيد
قال عز وجل ✏️{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٩﴾
مقرّون بإن الله الخالق الرازق، المدبّر المتصرف في الأمور كلها سبحانه وتعالى إذًا أين لازم ذلك
(أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) كما قال في اية اخرى أمُر بالتوحيد نصًا <يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ >
اعبدوا الله لأنه هو الذي خلقكم( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
✏️{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠﴾
هنا نفس العملية بعد الجواب منهم استمرت الآيات تذكّر بالتوحيد الذي جعل لكم الأرض ممهدة ، وجعل لكم فيها سبلا هذه الطرق
تهتدون بها في سيركم من بلد إلى بلد، وقطر إلى قطر، وأقليم إلى أقليم .
هذه هداية الله تبارك وتعالى التي قدرها لخلقه وهذه من نعم الله الدالة على وحدانيته.
✏️{وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴿١١﴾
إذًا لاحظتِ حتى مايتعلّق القلب بزخرف الحياة الدنيا بحسب الكفاية نزّل الماء ، لزروعكم وثماركم وأنفسكم وأنعامكم
ثم قال عز وجل- فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا:- أرض ميته لما جاءه الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج
فقال تبارك وتعالى-كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ:- كما تنبت الأرض هذه النباتات والثمار من باطن الأرض كذلك تخرجون وهذا دليل على أثبات البعث .
ثم قال عز وجل ✏️{وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ﴿١٢﴾
كل مخلوقات الله السفليه والعلوية وهذه الفلك أي السفن والأنعام التي تركبونها كلها سخرها وسهلها لك أيها الأنسان ،
لما قال ✏️{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴿١٣﴾
تستوا متمكنين على ظهور الفلك أو الانعام ثم تذكروا نعمة ربكم فيما سخر لكم إذا استويتم عليه-..وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَاكُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ:- لولا تسخير الله هذا لنا ماقدرنا عليه .
✏️{وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ﴿١٤﴾
أي لصائرون إليه بعد مماتنا ، هذا من باب التنبيه بسير الدنيا على سير الآخرة.
ثم قال عز وجل بعد ذلك ✏️{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾
📌 هذه قضية التوحيد من اية (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٩﴾
بدأت الايات الدالة على قضية التوحيد هذا أقرار لهم وألزام وأفحام ، ثم بدأ بالحديث معهم والحجة والمجادلة والحوار
فقال (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ:- هذه من شدة كفرانهم كما أن هذا الكتاب مبين من شدة الحق ،، فكفركم ايضًاواضح كما جاء (الكتاب المبين )في بداية السورة كذلك(..لَكَفُورٌ مُّبِينٌ)
"أوضح من هذا الكفر لايوجد"
ثم قال جل وعلا ✏️{أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ﴿١٦﴾
أين قولكم ❓ حتى سبحان الله ادعّوا لله الولد وقد كذبوا ثم ادعّوا أن لله البنت وكانوا يستقذرونها ويهنونها ولا يستبشرون بها اصلاً
فقال تعالى (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ:- هذه الكذبه الثانيه التي افتروها على الله تبارك وتعالى ثم بين الله عز وجل شأنه
فقال ✏️{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿١٧﴾
أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴿١٨﴾
الحلية يقصد به الأناث ، الله عز وجل لما أنكر على جعل المشركين لله ولد وهم كانوا (إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـنِ مَثَلًا..
بما جعلوه لله من البنات لو بشُر احدهم بالانثى أصابته الكآبة بما بشر به ،
تخيلي لدرجة أن يتوارى من القوم من خجله من ذلك ، يقول تبارك وتعالى كيف تأنفون بذلك وتنسبون لله عز وجل ، (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ:- يقصد المرأة —وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ :-أي أن المرأة ناقصة تكمل نقصها "بالحلي "منذ أن تكون طفلة ، وإذا خاصمت لاعبار لها، أومنيكون هكذا ينسب إلى جناب الله العظيم ، الانثى ناقصة في الظاهر والباطن في الصورة والمعنى يكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس ماذا ؟الحلي ليجبر هذا النقص ،
أما نقص المعنى أنها ضعيفة عاجزة عن الانتصار في ذاتها وما إلى ذلك ،
الله عز وجل يقول ✏️{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَـنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴿١٩﴾
انتقدوا فيهم ذلك فأنكر الله عليهم قولهم هذا فقال -أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ :- هل شهّدّوا الخلق وقد خلقهم الله أناثا، سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
:- بذلك ، من أين لكم هذا ، هل جاءكم عن طريق نبي أو كتاب أو دلائل واضحه يستند إليه، أو مجرد افتراءت ، (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُشَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ )
"هذا الترهيب ، "
📌 الفريه الرابعه ✏️{ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَـنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿٢٠﴾
افتروا على الله عز وجل في كونهم يقولون قد رضي مانحن فيه لأنه قدر لنا ذلك، وهذا استدلال بالقدر على صحة مايفعله الأنسان ، البعضيقول لو كان الذي أنا فيه ليس صحيح أو سليم لكان الله لايرضاه لي ولا يقدّره عليّ ،
📍 هناك فرق بين أن يقدر الله عز وجل للشي وبين أن يرضاه ، فتقديره لايعني رضاه فقد خلق الله الكفر وخلق الله أبليس ، مع ذلك لايرضىالله عز وجل لا هذا ،،ولا هذا لذلك قال عز وجل
( مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ)
نفي قاطع(إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ :-بمعنى يكذبون
ثم قال عز وجل ✏️{ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴿٢١﴾
أين الكتاب الذي يستمسكون به ماعندهم ولا كتاب :- ✏️{بَلْ قَالُو( ماهي حجتهم ) إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ:- أي على طريق ودين وملة
وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴿٢٢﴾
اخترنا الاهتداء لأنهم يجادلون يقولون نحن على هدى وبينة ونعرف اين هو القرين أين الحجة أين الكتاب ؟ لايوجد إنما أدعاء وألفاظ ، تحتاجإلى بيان .
فقال عز وجل ✏️{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾
قال مترفوها ذكرنا الله بهذه الفئة بالذات مترفون لأن هذه الفئة سبحان الله هي التي تغتر دائمًا هي التي تخاف على مناصبها ، وزخرفهامن دعوة الحق ، تخشى أن دخلت دعوة الحقد تفقد المنصب ، ثم ايضًا تتساوى مع ضعفاء الناس ، يعني لو تركت هذا الأمر
📌 الضعفاء هم الغالب على الحق ويقبلون على الله تبارك وتعالى والدار الآخرة
وأهل الترف قلوبهم مترفة معلقه بالدنيا يلهثون وراء هذه الحياة الدنيا
فقال عز وجل (قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ:- اي على طريق وملة —وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ :-
الاولى مهتدون ،،والثانيه مقتدون ،،
لاحظي لما ذكر المتقدمين ذكر الاقتداء ولم يذكر الاهتداء
لأنهم كانوا على عمى نحن نريد نتبع آباءنا على ماكانوا بحجة أو غير حجة
"والعياذ بالله"
ثم قال عز وجل ✏️{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴿٢٤﴾
بالعقل والفطرة والنظر الصحيح(قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ)
حسموا الموضوع فقال عز وجل هذه الخلاصة لكل مايحدث لهذه الأمم التي تستكبر وتستعلي على الحق والمترفين يغتروا بما عندهم من متاعالحياة الدنيا الزائل
ينتقم الله منهم بعبارة واحدة قوية
✏️{ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٥﴾
إذًا هذه الحجج التي يريدها المكذبون في رد دعوة الحق ،،
ولاحظي هذه الحجج مازالت تتكرر في زماننا هذا ، لذلك قال عز وجل (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ )
إلى يومنا هذا كما كان أحدهم يقول هذه التهم المعلبة تفتح لكل زمان جاهزة لكن تتغير اللغه واللهجة إلاّ وهي نفسها.
♨️ *__وقفـة هااامـة *__♨️
أنتِ تقرأين مثل هذه الحجج لابد أن نكون أكبر مستفيدين من ذلك خاصة في السور المكية ، اذا مرينا بها لايبقى في قلبي ولا قلبك للشبه أيمستقر بإذن الله.
ومن تريد التوسع في ذلك تقرأ في 💫كتاب الدكتور زاهر الألمعي مناهج الجدل في القرآن الكريم 💫
هذا الكتاب فيه إضاءة 💡 رائعه لمناهج القرآن في مجادلة هؤلاء ونحن اليوم في زمن المجادلات والمناظرات سواءً شئنا أم أبينا .
لذلك أفضل أن يكون عند الأنسان حجة من القرآن الكريم وكلها مجادلات عقليه
فماذا قال عز وجل {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ( لماذا يأتي إبراهيم هنا ) ألم يقولوا ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ:- هذا أبوكم كيف تفرون من هذهالحقيقة
✏️{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ﴿٢٦﴾
ضد ماأنتم عليه أيها المشركون ليس لهم حجة هم يفتخرون بالانساب ، والانتساب إلى أبراهيم والبيت الذي بناه
فقال ✏️{إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴿٢٧﴾
قال العلماء هذه ✏️{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾
✨أنها كلمة لاإله إلاّ الله ✨
هذه الاية إذا تأملناه هي معنى "لاإله إلا الله "
وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ:- بقيت كلمة التوحيد في عقبه لابراهيم لايمكن أن تزول إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لذلك محمد صلى اللهعليه وسلم ماجاءكم
بجديد يخاطب قريش مكة ماجاءكم بجديد وأنما جدد هذه الكلمة التي جاء بها أبوكم أبراهيم عليه الصلاة والسلام ماذا سيقول الكافرون ؟
✏️{بَلْ مَتَّعْتُ هَـؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿٢٩﴾
✏️{وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَـذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ﴿٣٠﴾
بقوته وجماله ووضوحه كما في بداية السورة مبين
قَالُوا هَـذَا سِحْرٌ :- مهما حاولت أن تقربهم تجد أنهم يعودون إلى دائرتهم الأولى ، التهم ليست هناك حجج(..قَالُوا هَـذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ)
" ثم بدأو يقترحون إذا كان هذا حق فلماذا يختار لهذه الرسالة هذا الرجل الضعيف من بيننا
مااخترتم رجل عظيم له ابناء وملك وجاه
فقالوا ✏️{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ
رد القرآن ردًا في غاية الروعة ، الله عز وجل يقول
✏️{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّاوَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴿٣٢﴾
حتى حبات الرز التي نأكلها قسمها الله بين عباده ماترك الله ذرة في هذا الكون إلاّ قسمها الله
🔺*___وقفة لطيفة هاامة *__🔻
هذه الآية ياأخوات تجعل قلبك يطمئن أن ماقسم الله لكِ سيأتيك ،،لاتخشين الخلق ، والعظماء، لاتخشين تسلط الاعداء ، أترين هذا الأمرالعظيم وهي الرسالة أنزلها الله من السماء يتركها الله عز وجل يضعها في أنسان من دون أن تكون له مؤهلات يستحق بهذه الرسالةالعظيمة ، كما قال عز وجل
<اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ>
تقترحون على الله أن يجعلها مثلاً في الوليد بن المغيرة ، أو عروة الثقفي من أجل ماترون انتم من بهرج الحياة الدنيا التي تعيشون فيه
فلما قالوا (رجل عظيم) يقصدون برجل من قريش ومكة والطائف فقال عز وجل
"نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"
نحن بحكمة الله عز وجل جعل هذا غني وهذا فقير ، فاوت في الأموال والأرزاق إذا كان هذا أمر المعيشه تافه حقير لم نتركه لهم بل تولى اللهنفسه بنفسه فكيف يترك أمر النبوة والرسالة وهو أعظم وأهم لـ هواءهم ومشتهياتهم
في قول الله عز وجل(.."نَحْنُ قَسَمْنَا)
تزهيد في الانكباب على طرف الدنيا ، ويجعل القلب يتوكل على الله
"نحن قسمنا من قسم لك الله عز وجل أنت ضعيف قليل الحيلة أيها الأنسان ، الله عز وجل هو الذي يقسم هذا الرزق
📚 قال حاتم الأصم رأيت الناس يذم بعضهم بعض ويغتاب بعضهم بعضا فوجدت اصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم فتأملت فيقول الله تعالى ((نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ))
"فعلمت أن القسمة كانت من الله عز وجل فما حسدت أحدًا ورضيت بما قسم الله"
قسمت الله تبارك وتعالى لحكمة ربانية حتى يسخّر بعضهم بعضا،، سخر لهذا الغني الفقير ، والفقير للغني ، هذه الدائرة العظيمة تجديهافي غاية الروعة
ثم قال عز وجل (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ:-.. أي هذا الكتاب رحمة الله عز وجل هذا الدين هذا القرآن ، خيرٌ من كل هذا الذي ينظرونإليه ويرفعون إليه أبصارهم ،
فقال مبين أمر عظيم جدًا وهو البعد الذي تميزت به هذه السورة وهو أن لايكون لزخرف الدنيا مقام في قلبك تعتذرين به على القرآن وهو دعوةالتوحيد .
فقال ✏️{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً:-أي على الكفر يكفرون جميعًا بسبب امتثالهم :-
لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾
وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾
كلها فضه ، فوق فضة وزخرف في غاية الفخامة من أجل ماذا ؟ أن يعطيهم مايشاءون لأن هذه الدنيا وما فيها لاتساوي عند الله شيئًا ، لكنالله عز وجل رحمتِه خشية على الناس أن تفتتن فتكفر،
📌 عندما يرى المسلم الفقير هذا النعيم الذي فيه الكافر قد يترك الله عز وجل ،، هذا لطفٌ الله بعباده الناس الآن يفتتنون بما في الغربوالبعض يبالغ في هذا الأمر ،، الله عز وجل
يبين ويقول ✏️{وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾
في هذه الدنيا قسمت الأرزاق وتكون للمؤمن والكافر، والبر والفاجر ، أمّا الآخرة (وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ )
📌 هذه الآية تجعل المؤمن يتعلق بالله عز وجل كما قال الحسن رضي الله عنه والله ،لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها, وما فعل ذلك, فكيف لو فعله.
✨ هذه الايات سيقت في سورة الزخرف لبيان حقارة الدنيا ، وقلة شأنها لما نحزن عليها ، البعض أصيب بأمراض مزمنة بسبب دنيا ،
البعض فقد في هذه الحياة الدنيا بسبب دنيا،
الدنيا حقيرة قليلة الشأن ، من الهوان لولا الفتنه لخص بها الكافرين ،،لولا الفتنه لجعل بيوت الكفره وسقوفهم من ذهب وفضة وأعطى الكافركل ذلك النعيم في الدنيا لعدم حظه في الآخرة، ولكنه تعالى رحيم بالعباد ، لذلك أغنى بعض الكفار وأفقربعضهم،، وأغنى بعض المؤمنينوأفقر بعضهم ،
📌 الله عز وجل بين لنا ذلك لحقارة الحياة الدنيا ، حتى لاتتعلق قلوبنا بهذه الدنيا، ليس المال دليل رضا ،،بيّن ذلك عندما قال وهذا الموضوعالثاني وهو أن الشيطان قرين معرض للرحمن ،، أعراض أهل مكة عن الرسول واعتراضهم عليه، ثم بيان أن المال ليس علامة الرضا(وَإِن كُلُّذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
الدنيا لاتزن بشي عند الله ، (وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ).
لهم خاصة لايشاركهم فيها أحد
📘 لما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم ، حينما أثر الحصير على جنبه عليه السلام، بكى عمر رضي اللهعنه وقال يارسول الله هذا كسرى وقيصر فيما هم فيه وأنت صفوة الله من خلقه وكان عليه الصلاة والسلام متكئ فجلس صلى الله عليه وسلموقال أو أنت في شك ياابن الخطاب ثم قال عليه السلام أولئك قومٌ عُجّلت لهم الطيبات في حياتهم الدنيا،
"وفي راوية أما ترضى أن تكون لهم الدنيا وتكون لنا الآخرة وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتشربوا في آنية الفضةوالذهب ، ولا تأكلوا في صحافها فأن لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ،
"أسال الله أن يعلّق قلوبنا بالآخرة"
جاءت الاية التي بعدها ✏️{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾
الشيطان قرين المعرض عن الرحمن
💫موضوعنا اللقاء القادم بإذن الله 💫
حتى نعلم كيف أن الأنسان إذا أعرض عن ذكر الله عز وجل استحوذ عليه الشيطان ، وانساه ذكر الله
وإذا استحوذ الشيطان على قلبك تعلق القلب بهذه الدنيا،
♨️معادلة واضحه ونصيحه ثمينه 💕
كلما تعلق قلبك بالدنيا اعلمي أن هذا القلب ماذا ❓ غفل عن ذكر الله والدار الآخرة
وكلما كان القلب تذكّر لله والدار الآخرة كلما كان مُقلٌ بالاهتمام بهذه الحياة الدنيا وزخرفها.
⭕️ أوصيكم بدوام ملازمة القرآن ومجالس الذكر،، وتذكير هذه القلوب التي تغفل كسائر البشر ، وتلهو وتتعلق بالدنيا وينسى الآخرة
فكلما غفل قلبك خذيه لرياض الجنة ومجالس الذكر والقرآن لأنها أعظم ماتذكر به الله تبارك وتعالى.
" اللهم علّق قلوبنا بالدار الآخرة ، واجعلنا من صفوة خلقك يارب
"اللهم لاتجعلنا من أهل الدنيا الغافلين
"اللهم لاتجعلنا من أهل الدنيا الغافلين
وثبتنا حتى نلقاك ياجواد ياكريم .
وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
• سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
🤍💚🤍💚🤍💚
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق