كيف نُحيي قلوبنا في رمضان؟
وسنقترح عليكِ أختي الكريمة أن تقومي معنا بأداء عمل صالح فيكل يوم بالإضافة إلى برنامجك الخاص من باب التعاون على البروالتقوى، وستلاحظين أن هناك عملاً جديداً كل يوم، عليك أن تجتهدفي الإتيان به حتى لا يسبقك أحد إلى الله..
{وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}
السؤال اليومي:
ومع القرآن والعمل الصالح يأتي السؤال اليومي والذي يهتم كذلكبالجانب الإيمانى - وبخاصة القرآن- لعله يسهم مع غيره من الأعمالفي الوصول للهدف المنشود
{لعلكم تتقون}
وأقترح - أختي- أن تقومي بالإجابة عن كل سؤال في يومه وأنتشركي فيه أهلك وأولادك لتعم الفائدة على الجميع، والله الموفق وهوالمستعان وعليه التكلان.
مثال ~
١ - رمضان
مع القرآن:
المالك المدبر، والحاكم الأوحد لهذه الأرض وهذا الكون هو الله عزوجل، فهو سبحانه الذي يملك القدرة والقوة المطلقة ... وهو سبحانهالذي يرفع ويخفض، ويقدم ويؤخر، ويعز ويذل
{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزمن تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}
ومع ذلك كله، فإن الله عز وجل لا يظلم أحدا، فلا يذل أقواما أويؤخرهم إلا إذا ارتكبوا من المعاصي ما استدعى غضبه وعقوبته
{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.
معنى ذلك أنه عندما يصيبنا الذل والهوان فعلينا أن نعود إلى أنفسنا،ونحاسبها باحثين عن الأسباب التي استدعت العقوبة الإلهية فنتركهاونزيلها، ونبحث كذلك عن الأسباب التي تستجلب رحمته- سبحانه-فنسارع إلى القيام بها.
السؤال:
السعادة والشقاء، والتيسير والتعسير، والنصر والهزيمة، والهدىوالضلال ... أمور يظهر آثارها بين الناس كنتائج لأفعال قاموا بها،ومثال ذلك قوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيديالناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} ،
والقرآن مليء بالآيات التي تؤكد هذه الحقيقة .. اذكري من خلالتدبرك للجزء الأول من القرآن ثلاث آيات تؤكد هذه الحقيقة.
العمل الصالح:
ربنا رب غفور .. ينتظر من عباده أن يستغفروه ليغفر لهم مهما كانخطؤهم وجرمهم .. ينادي على كل واحد منهم: أقبل ولا تخف، متىجئتني قبلتك، وعلى أي حال تكون فيها «يا ابن آدم إنك ما دعوتنيورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغتذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتنيبقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابهامغفرة» رواه الترمذي.
نعم يا أختي:
إن مغفرة ربك تسع كل ذنوبك، وذنوبنا .. كل ما هو مطلوب مني ومنكأن نقبل عليه بصدق .. أن نعتذر له عما مضى من ذنوب وتقصير .. أنندخل عليه وشعور الندم عما أسرفنا على أنفسنا فيه يتملكنا، ويقلقنا،فنلح في طلب العفو والصفح منه سبحانه.
٢ - رمضان
مع القرآن:
كرامة الله لعباده، وولايته لهم مرتبطة بمدى استقامتهم على أمره{وهو يتولى الصالحين}.
واستمرار الكرامة باستمرار الاستقامة
{ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولاواق}
فعلو أمتنا وعزها ومجدها مرتبط بمدى إيمان أفرادها واستقامتهمعلى أمر الله {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} ، وكلما ضعف الإيمانبين أفراد الأمة، خرجت الأمة من دائرة المعية والتأييد الإلهي،واستبدلت رضا الله بغضبه .. {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} .
السؤال:
اذكري من الجزء الثاني من القرآن آية تؤكد هذا المعنى، وأن الكرامةوالولاية من الله على قدر الاستقامة من العبد.
العمل الصالح:
الدعاء هو الطلب من الله واستدعاء معونته، وأهم سبب لاستجابةالدعاء هو إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وكلمااشتد الافتقار أسرعت الإجابة
{أمن يجيب المضطر إذا دعاه} .
ولا يقف شيء أمام الدعاء، فبسببه يسخر الله أقوى الأشياء وأعظمهالأضعف الأشياء وأصغرها، ولنتذكر دعاء يونس عليه السلام الذيدعا به ربه بقلب منكسر فسخر الله له الحوت والبحر وأنجاه منالظلمات
{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين- فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} .
فلنجتهد في الدعاء في هذا اليوم وكل يوم على أن تكون استغاثتنابالله كاستغاثة المشرف على الغرق، وأن تكون الدعوة الرئيسة هي أنيمن الله علينا ويحيي قلوبنا في هذا الشهر، وأن يذيقنا حلاوةالإيمان، ولذة معرفته سبحانه.
3 - رمضان
مع القرآن:
في يوم من الأيام، وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثمع الصحابة إذ قال لهم: «يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعيالأكلة إلى قصعتها» فانزعج الصحابة انزعاجا شديدا من هذاالوضع المخيف، فسأل أحدهم عن سبب ذلك، وهل هو قلة العدد؟!فأجاب صلى الله عليه وسلم: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاءالسيل» فاشتد الأمر غموضا .. فما السبب إذن؟! هنا يستطرد صلىالله عليه وسلم في الكلام شارحا وموضحا لوضع الأمة آنذاك، فيقول: «ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكمالوهن»! فيسال أحدهم: وما الوهن؟! فيجيب صلى الله عليه وسلم: «حب الدنيا وكراهية الموت» صحيح الجامع الصغير .. نعم حب الدنياهو الوهن الذي بسببه ضاعت الأمة وأصبحت مفعولا به وليست ..فاعلا .. باتت تحت الأقدام، يتنازع أمرها الجميع، وهي مستسلمة ..خاضعة .. ولكن أليس حب الدنيا وكراهية الموت مرادفين لضعفالإيمان؟!
الإجابة: بلى، فكلما ضعف الإيمان زاد حب الدنيا، وزاد البعد عن الله،وزاد بعد الله عنا .. إن مشكلتنا التي نعاني منها الآن ليست فينقص العدد أو العدة .. بل في ضعف الإيمان.
هذه هي الحقيقة التي ينبغي ألا نغفلها إن أردنا أن ننهض مرةأخرى.
السؤال: هناك الكثير من الآيات في القرآن تؤكد أن مشكلتنا مشكلةإيمانية وأنه بالإيمان والتقوى ينصلح الحال، وتأتي المعونة من الله،وبدونهما يسوء الحال، ويزداد الذل والهوان .. اذكر آية من الجزءالثالث تؤكد هذا المعنى.
العمل الصالح
تهيئة القلب للصلاة: كلما هيأ المرء نفسه للصلاة كانت استفادته منهاأكبر، ومن وسائل هذه التهيئة: إنهاء أي شيء معلق يشغل البال،والوضوء، والتبكير للمسجد قبل الأذان ... قال أبو الدرداء: إن من فقهالمرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ ...
والتبكير بصفة خاصة له مفعول عجيب في حضور القلب مع الصلاة،فهو يصفي الخواطر الدنيوية، ويسكنها ... فلنجتهد اليوم وكل يومفي القيام بهذا العمل، وعلى الأخت المسلمة أن تخصص مكانا فيبيتها تتخذه مسجدا تبكر في الذهاب إليه قبل الأذان.
٤ - رمضان
مع القرآن:
أخبر صلى الله عليه وسلم بأن الأمة ستتعرض لنكسات وهزائم وفتن-كما أسلفنا- وأخبر أن السبب في ذلك ليس نقصا في العدد أو العدةولكن السبب هو ضعف الإيمان، كلما ضعف الإيمان نقص التأييدالإلهي ... وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن المخرج من هذه الفتن هوالقرآن، فعندما قال يوما لأصحابه: «ستكون فتن». فسألوه وهممنزعجون: وما المخرج منها؟! كانت الإجابة الحاسمة الواضحة منرسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتاب الله» ...
وفي يوم آخر تحدث مع حذيفة بن اليمان عن الفتن التي ستمر بالأمة،فما كان من حذيفة إلا أن سأله: وماذا أفعل إن أدركت تلك الفتن؟فأجابه صلى الله عليه وسلم: يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع مافيه، ففيه النجاة .. فيكرر عليه حذيفة السؤال ثلاث مرات، فيجيبهبنفس الإجابة ... [أخرجه الحاكم]
ولقد حدث بالفعل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من هزائم ونكساتوفتن، ودخلت الأمة في نفق مظلم، ولا تدري كيف تخرج منه، مع أنهصلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بالمخرج ألا وهو: القرآن الكريم ..
السؤال: القرآن ملئ بالآيات التي تتحدث عن وظيفة القرآن، ودوره،وعمله في الناس اذكر آية من الجزء الرابع تتحدث عن القرآن معتعليق مختصر عليها.
العمل الصالح:
قال صلى الله عليه وسلم: «من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أومال، فليتحلله اليوم، قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كانله عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له عمل، أخذ منسيئات صاحبه فجعلت عليه» رواه الإمام أحمد.
فلنجعل اليوم يوم التسامح والتحلل من المظالم، مع الزوج، ومعالأصدقاء والزملاء وجميع الناس، ولتكن المسامحة في أمر الأعراضبكلام عام حتى لا توغر الصدور، أما مظالم الأموال والأمور الماديةفلابد من إعادتها أو التحلل من صاحبها ....
٥ - رمضان
مع القرآن:
تعامل الجيل الأول مع القرآن على حقيقته ككتاب هداية وتغيير،وكمنبع عظيم للإيمان، فاستقامت حياتهم، وتحررت قلوبهم من أسرالدنيا، فوفي الله بعهده معهم، ومكنهم في الأرض خلال سنواتمعدودة {ومن أوفى بعهده من الله} [التوبة:١١١].
وعندما هجر المسلمون القرآن، وانشغلوا بلفظه عن جوهره، وتركواتدبر آياته، والتأثر بها حدث لهم ما حدث من ذل وانكسار وهزائممتتالية.
يقول عبد الله بن مسعود: نزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس تلاوتهعملا ... أي أصبحت التلاوة وما يتعلق بها هي عملهم الذي ينشغلونبه عن اتباع هدى القرآن وليس العكس.
السؤال: من الحقائق التي تؤكد عليها سورة النساء أن الله عز وجل لايظلم الناس شيئا، وأن أي نقص يحدث لهم هو بسبب أفعالهم .. اذكرثلاث آيات من السورة تؤكد هذا المعنى.
العمل الصالح
رد الأمانات إلى أصحابها من صفات المؤمنين، ولعل الواحد منا قدأخذ من أخيه كتابا، أو شريطا أو أي شيء ولو صغيرا ونسيه عنده،ونسيه أخوه كذلك فيأتي الأجل، ونفاجأ يوم القيامة بأننا مطالبون بردهذه الأمانات وإهداء حسناتنا ثمنا لها. فلنسارع اليوم بجرد الكتبوالأشرطة ... وإعادة كل ما لا يخصنا إلى صاحبه ...
٦ - رمضان
مع القرآن:
أنزل الله عز وجل القرآن وجمع فيه بين أمرين عظيمين لم يجتمعا فيكتاب من قبل .. الرسالة والمعجزة، فالرسالة تبين للناس وتهديهمللطريق الموصل لرضا الله وجنته {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآنهدى للناس} [البقرة:١٨٥].
أما المعجزة القرآنية فتقوم بدور بالغ الأهمية ألا وهو الأخذ بيد منيتمسك بالقرآن، وإخراجه من الظلمات إلى النور .. إلى طريق الهدى،وتظل تسير به في هذا الطريق حتى توصله إلى ربه، ولقد جمع اللهعز وجل بين هاتين الوظيفتين للقرآن في قوله: {قد جاءكم من الله نوروكتاب مبين - يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام} [المائدة: ١٥، ١٦] هذه هي وظيفة القرآن كرسالة {ويخرجهم من الظلمات إلىالنور بإذنه} وهذه هي وظيفته كمعجزة.
السؤال: اذكر من الجزء السادس آية تبين وظيفة القرآن كرسالة هاديةومعجزة تغييرية.
العمل الصالح:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أوحى إلى يحيى بنزكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن.. فذكر الحديث إلى أن قال فيه: «وآمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثلرجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقربوه ليضربوا عنقه، فجعليقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ وجعل يعطي القليل والكثيرحتى فدى نفسه» رواه الترمذي.
تأمل معي قوله صلى الله عليه وسلم: «وجعل يعطي القليل والكثيرحتى فدى نفسه» فهل لنا أن نفدي أنفسنا من أسر الذنوب بالصدقة؟!
أخي: بكم تفدي نفسك؟! بمائة جنيه ... بألف ... بعشرة آلاف .. ؟ كلمنا أدري بما فعل من ذنوب وما يقابلها من فداء، فلنبدأ اليوم رحلةالفداء قبل فوات الأوان ...
٧ - رمضان
مع القرآن:
لقد أمرنا الله عز وجل بأمرين علينا أن نأخذ بهما حين نقرأ القرآنلكي تتم الفائدة المرجوة من هذا الكتاب العظيم.
الأمر الأول: تدبر الآيات، أو بمعنى آخر فهم واستيعاب ما نقرأ منها{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص:٢٩].
والأمر الثاني: الترتيل {ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل:٤].
فالتدبر هو إعمال العقل فيما نقرأ لفهم المراد من الكلام مثلما نعملعقولنا عند قراءة أي كلمات لكي نفهم المراد منها.
والترتيل هو تبيين الحروف وقراءتها بتؤدة، والتغني بها، وأهم وظيفةللترتيل هي الطرق على المشاعر والعمل على استثارتها، فإذا مااقترن ذلك بالتدبر، أي تجاوبت المشاعر وتعانقت مع الفهم الناتج منتدبر الآيات .. كانت النتيجة دخول نور القرآن إلى القلب، وإنباتهللإيمان فيه.
السؤال: في الجزء السابع: ذكر القرآن نموذجا لأناس سمعوا آياتالقرآن وفهموها وتأثروا بها، وقالوا من الكلمات ما يدل على دخولنور الإيمان إلى قلوبهم .. اذكر هذه الآيات التي تدل على هذاالنموذج في الجزء السابع.
العمل الصالح:
المواظبة على إخراج الصدقة، والتبكير بها له دور عظيم في استجلابالرحمة، ودفع العذاب طيلة اليوم، وكيف لا؟ وما من يوم ينشق فجرهإلا وملك ينادي: «اللهم أعط منفقا خلفا» فلنبكر بالصدقة حتىنستفيد من دعوة هذا الملك أطول فترة ممكنة، والحل العملي لذلك هوتخصيص صندوق في المنزل للصدقة، نضع فيه ما تيسر من المال-وإن قل- وذلك عند الفجر، وكلما وجدنا أمامنا بابا من أبواب الخيردفعنا إليه ما تجمع في الصندوق.
٨ - رمضان
مع القرآن:
كم ختمة ستختمها في رمضان؟: سؤال يتردد كثيرا بيننا كلما دخلعلينا رمضان، بل إنك تجد الواحد منا يتسابق مع إخوانه في عددالختمات التي سيختمها، فإن سألته لماذا يفعل ذلك؟ أجابك بأنه يريدتحصيل أكبر قدر من الحسنات.
أختي ... ليس لهذا نزل القرآن، بل نزل ليحيى قلوبنا، ويملأهابالإيمان، ويدفعها للقيام بالعمل الصالح ..
لقد ختمنا القرآن قبل ذلك عشرات المرات دون أن نفهم أو نتأثر بمانقرأ، فماذا كانت النتيجة .. ماذا غير فينا القرآن؟!
السؤال: لماذا يقرأ الإنسان؟! وهل يعقل أن يقوم المرء بالقراءة بلسانهوحنجرته دون أن يعمل عقله فيما يقرأ، ودون أن يجتهد في فهمالمعنى المراد من الكلمات التي تقع عليها عيناه؟! وكم كتابا يقرأهالناس دون فهم معانيه؟.
العمل الصالح
أوصى الله عز وجل بصلة الرحم لتقوى الروابط بين أفراد المجتمع،ويتحقق مفهوم الجسد الواحد ولأن رمضان هو شهر البر والإحسانفعلينا أن نجتهد في القيام بهذا العمل، وأن نكون المبادرين بذلك ...قال صلى الله عليه وسلم: « .. وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم،حتى إن أهل البيت ليكونون فجرة فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذاتواصلوا» صحيح الجامع الصغير.
٩ - رمضان
مع القرآن:
إن كان الهدف من قراءة القرآن هو تحصيل الحسنات فقط لبحثنا عنأعمال أخرى أكثر ثوابا منه ولا يستغرق أداؤها وقتا طويلا. ولكن أمرالقرآن غير ذلك فلقد أنزله الله ليكون وسيلة للهداية والتغيير، وماالأجر والثواب المترتب على قراءته إلا حافزا يشحذ همة المسلم لكييقبل على القرآن فينتفع من خلال هذا الإقبال بالإيمان المتولد منالفهم والتأثر، فينصلح حاله ويقترب من ربه.
ومثال ذلك: الأب الذي يحفز ابنه على مذاكرة دروسه من خلال رصدالجوائز له ... يقينا أن هدفه من خلال رصده لهذه الجوائز هو انتفاعابنه بالمذاكرة، وليس مقصده مجرد جلوسه أمام الكتاب دون مذاكرةحقيقية.
ولله المثل الأعلى، فلأنه سبحانه يحب عباده ويريد لهم الخير أنزلإليهم هذا الكتاب الذي يجمع بين الرسالة والمعجزة ... ولكي يستمرتعاملهم معه، ومن ثم يستمر انتفاعهم بما يحدثه هذا الكتاب من تغييرفي داخلهم يدفعهم لسلوك طريق الهدى؛ كانت الحوافز الكثيرة التيترغبهم وتحببهم في دوام الإقبال عليه ومنها أن لهم بكل حرفيقرؤونه عشر حسنات.
السؤال: يظن البعض أن صلاحه في نفسه فقط كاف لنيل رضا اللهعز وجل، فيترك دعوة غيره من الشاردين، ولا يفكر إلا في نفسه، ولقدبين القرآن خطأ هذا الفهم وذلك في عرضه لقصة أصحاب السبتفي سورة الأعراف .. اذكر ما يؤكد هذا المعنى من الآيات مع تعليقمختصر عليها.
العمل الصالح:
هل تريد أن تحيطك العناية الإلهية من كل جانب؟ .. إذا فاستمع إلىما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا لميزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها» رواهأحمد.
وعليك أن تختار التوقيت المناسب لعيادته مراعاة لظروفه، وللاستفادةكذلك من هذه الرحمة الإلهية أطول فترة ممكنة ... قال صلى الله عليهوسلم: «ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألفملك حتى يمسى، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملكحتى يصبح، وكان له خريف من الجنة» رواه الترمذي، والخريف:الثمر.
١٠ - رمضان
مع القرآن:
قد يقول قائل: لنجعل القراءة الهادئة المتأنية التي تراعي الفهم والتأثرفي غير رمضان، أما خلال هذا الشهر فينبغي أن ننتهز فرصةمضاعفة ثواب الأعمال فيه، فنقرأ أكبر قدر ممكن من القرآن ...
نعم، رمضان فرصة عظيمة للانطلاقة القوية، وذوق حلاوة الإيمان منخلال القرآن .. نعم، رمضان يصلح كنقطة بداية لمن يشكو عدم وجودهمة ورغبة في التعامل مع القرآن بتدبر وتأثر .. أما أن يكون التعاملمع القرآن في رمضان بطريقة تبحث عن الأجر فقط، ومن ثم لاتراعي الهدف الذي نرجوه فهذا معناه أن نظل في أماكننا ندور فيحلقة مفرغة، فقراءة القرآن بفهم وتأثر ينبغي أن تصاحبنا طيلة العام،بل إن الحاجة إليها لتشتد أكثر وأكثر في شهر رمضان باعتبار أنهفرصة جيدة ومناخ مناسب لإحياء القلب بالإيمان، ولنعلم جميعا أننالو ختمنا القرآن في رمضان ختمة واحدة .. بتفهم وتأثر فإن أثرها،والثواب المترتب عليها سيكون- بمشئية الله- أفضل من عشراتالختمات بدون فهم وتأثر.
السؤال: «الناصر هو الله» .. حقيقة ينبغي على كل مسلم أن يعتقدهاويوقن بها، ولقد ظهر الكثير من آثار هذه الحقيقة في سورة التوبة ..اذكر آيتين تؤكدان عليها من السورة مع تعليق مختصر.
العمل الصالح:
في مثل هذا اليوم انتصر المسلمون على اليهود بفضل الله عز وجل،وذلك بعد ما يئسوا من كل الرايات الأرضية، ورفعوا راية «الله أكبر».
وفي هذه الأيام التي نعيشها نرى جراح المسلمين قد انتشرت في كلمكان في العالم، فهل لنا أن نعمل على نصرة هؤلاء، وأن نرفع أكفالضراعة إلى الله عز وجل الذي هو أكبر من كل كبير أن يخفف عنإخواننا المضطهدين في كل مكان، وأن يكشف غمهم وكربهم، ويعيدلهم حقوقهم المسلوبة؟!
١١ - رمضان
مع القرآن:
لا يكن همك أن تنتهي من الجزء أو السورة، بل اجعل همك فهم ماتقرأ والتأثر به قدر المستطاع.
عن أبى جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة وإني أقرأالقرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحبإلى من أن أقرأ كما تقول.
ومن وصايا ابن مسعود: «لا تهذوا القرآن هذ الشعر، ولا تنثروه نثرالدقل، وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم منالسورة آخرها»
ويقول ابن القيم: لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر،فإنه جامع لجميع منازل السائرين، ومقامات العارفين .. فلو علمالناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها،فقراءة آية بتفكر خير من ختمة بغير تدبر وتفهم.
السؤال: اذكر من خلال قراءتك وتدبرك للجزء الحادي عشر ثلاث آياتتدل على أن الله عز وجل قريب من عباده .. ينصرهم، ويسمعهم،ويستجيب دعاءهم.
العمل الصالح:
فلسطين في وضع صعب، ويحتاج أهلنا فيها إلى شتى أنواعالمساعدات، وإلى الدعاء الشديد .. فلنجتهد في ذلك دوما، ولتكن لنادعوة يومية دائمة لأهل فلسطين وحبذا لو كانت عند الإفطار، ولنجعلالأولاد يؤمنون على ذلك الدعاء.
١٢ - رمضان
مع القرآن:
كما أن الماء هو غيث الأرض، فكذلك القرآن هو غيث القلوب ... قالصلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا» والربيع:الغيث، وكما أن الأرض تحتاج لدوام تدفق الماء إليها لتنبت وتزهروتثمر، كذلك القلوب تحتاج إلى دوام تعرضها للقرآن لينبت فيهاالإيمان ويزهر ويثمر.
فعلينا أن نكثر من أوقات قراءتنا للقرآن، ولا يكن هم أحدنا بلوغ آخرالسورة أو الجزء، بل ليكن همه أن يفهم ما يقرأ، وأن يتأثر به {اللهنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذينيخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} [الزمر:٢٣].
السؤال: جاء في ختام سورة هود {وكلا نقص عليك من أنباء الرسلما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} [هود:١٢٠].
ما هي التذكرة والموعظة التي حملتها سورة هود للرسول عليه الصلاةوالسلام، ولأمته من بعده؟!
العمل الصالح:
الجلوس بعد صلاة الفجر إلى ما بعد شروق الشمس بربع ساعة علىالأقل في المسجد، وصلاة الضحى بعد ذلك لننال الثواب العظيم الذيبشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قعد في مصلاه حينينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلاخيرا غفرت له خطاياه ولو كانت أكثر من زبد البحر» رواه الإمامأحمد.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: «من صلى الفجر- أو قال الغداة- فقعد في مقعده فلم يلغ(لم يتحدث) بشيء من أمر الدنيا ويذكر الله حتى يصلي الضحىأربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له» أخرجه أبويعلي.
أما المرأة فلها أن تجلس في مسجد بيتها- أي المكان الذي تصلي فيهبالبيت- لتنال هذه المثوبة.
١٣ - رمضان
مع القرآن:
الوضوء له دور كبير في تجديد النشاط، وتهيئة المرء للدخول إلىالقرآن، وكذلك السواك .. وكلما كان لقاؤنا بالقرآن في مكان هادئكان ذلك أدعى للفهم والتأثر.
ولقد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمع بعضأصحابه يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: «ألا إن كلكم مناج ربهفلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض بالقراءة»
رواه أبو داود.
فلنبحث عن مكان هادئ في المنزل أو ركن خال في المسجد -قدرالمستطاع- فنقرأ فيه القرآن.
السؤال: تحدثت سورة الرعد عن مظاهر كثيرة للقدرة الإلهية المطلقة ..اذكر ثلاثة منها مع ذكر الآيات التي دلت عليها.
العمل الصالح:
قال صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحبالأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنهكربة، أو تقضى عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشى مع أخيالمسلم في حاجة، أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرا .. »رواه الطبراني.
فلنجتهد في القيام بهذا العمل الصالح .. أن ندخل السرور علىمسلم، ولنتذكر أن أحد الصالحين أتاه رجل حسن المظهر والثياب فيقبره فسأله: من أنت؟ فقال له: أنا السرور الذي أدخلته على أخيك يومكذا ...
وأبواب إدخال السرور واسعة ولو حتى بقطعة حلوى.
١٤ - رمضان
مع القرآن:
قال صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم، فإنالبيت الذي تكثر فيه تلاوة القرآن يكثر خيره، ويتسع على أهله،وتحضره الملائكة وتزجر عنه الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيهالقرآن يكثر شره، ويضيق على أهله، وتهجره الملائكة، وتحضرهالشياطين» [رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة] .. فلنجعل لبيوتنا حظاكبيرا من تلاوة القرآن لننعم بهذه الثمرات.
كان أبو هريرة يقول: البيت الذي يقرأ فيه القرآن كالبيت الذي فيهالمصباح، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن كالحش. (١)
السؤال: سميت سورة النحل بسورة النعم لما تضمنته من مظاهركثيرة وألوان عديدة لنعم الله على عباده .. اذكر عشرامن هذه النعمكما وردت في السورة، مع بيان الآيات التي تضمنتها.
العمل الصالح:
قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط منصدقة، فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالىبها عزا، فاعفوا يزدكم الله عزا، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألةيسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر» [صحيح الجامع] فلنجاهدأنفسنا حتى نتخلق بخلق العفو عمن أساء إلينا، ونتذكر فضل العفوعمن ظلمنا لنعفوا عنهم بنفس راضية، ولنشهد الله على ذلك العفو لعلهيعفو عنا {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} [النور: ٢٢] ولأن النفوس قد يصعب عليها ذلك، فما أجمل استغلال ذلكالشهر في ترويضها على هذا الخلق.
١٥ - رمضان
مع القرآن:
من توجيهاته صلى الله عليه وسلم: «إن أحسن الناس قراءة من إذاقرأ القرآن يتحزن فيه». «إن أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيتأنه يخشى الله». «اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا».
فالتباكي والتحزن مع القراءة له دور كبير في استثارة المشاعر وتهيئةالقلب للتجاوب مع الآيات ... فلنفعل ذلك حتى نقترب من هدفنا. ألاوهو التأثر بما نفهمه فيزداد الإيمان، ويحيا القلب شيئا فشيئا.
قال حذيفة بن اليمان: اقرؤوا القرآن بحزن، ولا تجفوا عنه، وتعاهدوه،ورتلوه ترتيلا.
السؤال: تحدثت سورة الإسراء كثيرا عن القرآن، ووصفته بأوصافكثيرة، وبينت دوره، ووصفت حال من يتعامل معه تعاملا صحيحا ..اذكر آية من آيات سورة الإسراء تحدثت عن دور القرآن في الهداية،واذكر كذلك الآيات التي بينت فعل القرآن وأثره فيمن يتعامل معهتعاملا صحيحا.
العمل الصالح:
هل كتبت وصيتك؟ قبل أن تجيب عن هذا السؤال تأمل معي هذاالحديث: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلاووصيته مكتوبة عنده»، وقال ابن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي.
وفي هذه الوصية يكتب الواحد منا ما له وما عليه من أموال، ويكتبفيها كذلك وصاياه لأهله وأولاده، وكيف ينظمون الحياة من بعده.
١٦ - رمضان
مع القرآن:
الترتيل له دور كبير في استثارة المشاعر، ومن ثم حدوث التأثر، علىأن يكون ذلك الترتيل مصحوبا بالتدبر والتفهم حتى يثمر زيادةالإيمان في القلب. قال صلى الله عليه وسلم: «حسنوا القرآنبأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا» [رواه الدارمي].
ومما يساعد كذلك على سرعة استجلاب التأثر: القراءة من المصحف.. قال صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يحبه الله ورسوله فليقرأ فيالمصحف» [صحيح الجامع الصغير].
والجهر بالقراءة له أثر معروف في استدعاء التأثر .. قال صلى اللهعليه وسلم: «ما أذن الله لشيء كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنىبالقرآن يجهر به» [صحيح الجامع الصغير].
السؤال: الله عز وجل هو الرحمن الرحيم: وقد تجلت مظاهر كثيرةلصفة الرحمة الإلهية في سورة مريم .. اذكر ثلاثة من هذه المظاهر معالآيات التي دلت عليها.
العمل الصالح:
الزوجة والأولاد لهم علينا حقوق خاصة «كلكم راع، وكلكم مسؤول عنرعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله،وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولةعن رعيتها .. » [متفق عليه]
ومفهوم المسؤولية ليس مقصورا على توفير الطعام والشراب وسائرالنفقات بل الأهم هو تربيتهم على الاستقامة على أمر الله {وأمر أهلكبالصلاة واصطبر عليها} [طه: ١٣٢].
ورمضان فرصة عظيمة للجلوس مع الزوجة والأولاد، ومتابعةأعمالهم، وشحذ هممهم، والاشتراك معهم في الإجابة عن الأسئلة،والقيام بالأعمال الصالحة.
17- رمضان
مع القرآن:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لقد جلست أنا وأخيمجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم، أقبلت أنا وأخي، وإذا مشيخةمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه.. إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرجرسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه، يرميهمبالتراب ويقول: «مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهمعلى أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضهم ببعض، فما عرفتم منه فاعملوابه، وما جهلتم فردوه إلى عالمه» [رواه أحمد].
ويقول عبد الله بن مسعود: إن للقرآن منارا كمنار الطريق، فما عرفتممنه فتمسكوا به، وما يشبه عليكم- أو قال شبه عليكم- فكلوه إلى عالمه.
معنى ذلك أنه لا يجب علينا- حين نقرأ القرآن- أن نقف عند كل كلمة أوآية لا نعرف معناها ونحاول معرفته، بل يكفينا الفهم الإجمالي العاممن الآيات، وإن تيسرت القراءة من المصحف الذي يحوي هامشهمعاني الكلمات الغريبة فبها ونعمت، لأن ذلك لا يجعل القارئ يضطرلقطع قراءته وتأثره للنظر في التفسير، بل يكفيه فقط أن ينظر فيالهامش ليفهم ما استغلق عليه فهمه.
السؤال: تتحدث سورة الأنبياء باستفاضة عن مظاهر عديدة لقيوميةالله على خلقه وقربه منهم، وسرعة استجابته لهم .. اذكر ثلاثة مظاهرتبين هذا المعنى مع ذكر الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
قد تحول ظروف البعض من الجلوس مع الزوجة والأولاد بصفةمنتظمة ومتابعتهم .. ومع ذلك تبقى هناك أوقات تجتمع فيها الأسرةكلها في رمضان كوقت الإفطار والسحور .. فلننتهز هذا الاجتماعفي القيام بمتابعة أفراد الأسرة وشحذ هممهم.
١٨ - رمضان
مع القرآن:
القرآن خطاب من الله عز وجل لعباده أجمعين .. هذا الخطاب يتضمنأسئلة علينا أن نجيب عليها مثل قول تعالى: {قل أرأيتم إن أصبحماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين} [الملك: ٣٠] فيجيب: الله ربالعالمين. وفي القرآن أوامر للتنفيذ السريع علينا أن نقوم بها مثل قولهتعالى: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: ١] فنسبح، وفيها حديث عنالجنة علينا أن نسأل الله بلوغها، وحديث عن النار فنستعيذ بالله منها.
يقول محمد إقبال: كنت أقرأ القرآن بعد صلاة الصبح كل يوم، وكانأبي يراني، فيسألني: ماذا أصنع؟ فأجيبه: أقرأ القرآن، وظل علىذلك ثلاث سنوات متتاليات يسألني سؤاله، فأجيبه جوابي، وذات يومقلت له: ما بالك يا أبي تسألني نفس السؤال، وأجيبك جوابا واحدا،ثم لا يمنعك ذلك عن إعادة السؤال من غد؟ فقال: إنما أردت أن أقوللك: يا ولدي اقرأ القرآن كأنه نزل إليك. ومنذ ذلك اليوم بدأت أتفهمالقرآن وأقبل عليه، فكان من أنواره ما اكتسبت، ومن درره ما نظمت.
السؤال: في سورة النور تتأكد حقيقة مهمة وهي أننا بالله لا بأنفسنا،وأن كل عمل صالح نؤديه فهو محض فضل منه سبحانه، وكل معصيةلا نفعلها فهي محض عصمة منه .. اذكر آيتين من السورة تؤكدانهذا المعنى مع تعليق مختصر.
العمل الصالح:من أهم الأعمال الصالحة التي لا تتوافر إلا في أيامالصيام .. «تفطير الصائمين» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم«من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائمشيئا» [صحيح الجامع الصغير]. فحبذا لو قمنا بهذا العمل الصالح،وحبذا لو كان للفقراء والمساكين.
١٩ - رمضان
مع القرآن:
قيل ل عائشة رضي الله عنها: إن أناسا يقرأ أحدهم القرآن في ليلةمرتين أو ثلاثا، فقالت: «قرؤوا ولم يقرؤوا، كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقوم ليلة التمام فيقرأ سورة البقرة وسورة آل عمرانوسورة النساء لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله تعالى ورغب، ولايمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ» [رواه أحمد].
فلنفعل مثل ما كان يفعله رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولنتجاوب معالقراءة فإذا وجدنا موضع تسبيح سبحنا، وموضع استغفاراستغفرنا، وموضع دعاء دعونا، وعند آيات النار نستعيذ بالله منشرها، وعند آيات الجنة نتشوق ونطلب أن نكون من أهلها.
السؤال: تحدثت سورة النمل عن فرعون وأنه رأى آيات مبصرة تدلعلى صدق موسى عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن، وفي نفس السورةنجد ملكة سبأ تري آيات مبصرة تدل على الله الواحد فتؤمن .. ولقدبين القرآن السبب لعدم إيمان فرعون، والسبب لإيمان ملكة سبأ ..اذكر الآيات التي تدل على ذلك.
العمل الصالح:
إطعام الطعام .. باب عظيم من أبواب الخير غفل عنه الكثير من الناس.. قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها منباطنها وباطنها من ظاهرها» قالوا: «لمن هي يا رسول الله؟ قال:- لمنأطعم الطعام، وأطاب الكلام، وصلى بالليل والناس نيام» [رواهأحمد].
فلنطعم كلما سنحت الفرصة بعضا من أصدقائنا كما كان يفعلالصحابة .. كان علي رضي الله عنه يقول: «لأن أجمع ناسا منأصحابي على صاع من طعام أحب إلى من أن أخرج إلى السوقاشتري نسمة فأعتقها».
٢٠ - رمضان
مع القرآن:
عندما نكثر من قراءة القرآن، ونداوم عليها كل يوم، ونقرأ بترتيل، ومنالمصحف، وبصوت مسموع، ونفهم ما نقرأ- ولو بصورة إجمالية-ونتجاوب مع الخطاب القرآني .. فإن هذا من شأنه أن يستثيرالمشاعر، وستأتي بإذن الله- لحظات يتم فيها التأثر بآية أو آيات منالقرآن خلال القراءة .. هذا التأثر معناه دخول النور إلى القلب فيهذه اللحظة، وزيادة الإيمان فيه .. فماذا نفعل آنذاك؟!
علينا أن نستثمر هذه الفرصة أطول فترة ممكنة من خلال تكرار الآيةأو الآيات التي أثرت فينا، ولا ننتقل عنها إلى غيرها طالما وجد التأثر،فإن هدأت المشاعر وخف التأثر انتقلنا إلى الآيات الأخرى منتظرينتأثرا جديدا.
السؤال: الحياء خلق عظيم يحبه الله عز وجل، وهو شعبة من شعبالإيمان وثمرة من ثمراته، ولقد تجلى هذا الخلق وظهرت العديد منمظاهره في قصة موسى عليه السلام مع الفتاتين في سورة القصص.. اذكر من القصة ثلاثة مظاهر لخلق الحياء.
العمل الصالح:
أوصانا الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله بالإحسان إلىالجار: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت إنه سيورثه»[متفق عليه]. ورمضان فرصة عظيمة للقيام بهذا العمل العظيم،والمبالغة في الإحسان إلى الجار بشتى الصور.
٢١ - رمضان
مع القرآن:
لو قيل لك: عليك أن تقوم بترديد وتكرار جملة واحدة لمدة نصف ساعةماذا سيكون شعورك وأنت ترددها؟ فما بالك لو قيل لك كررها ساعةأو ساعتين .. يقينا ستشعر بالضيق الشديد والتبرم و .. أتدري-أخي- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل ليلة كاملة- عدة ساعات-يردد آية واحدة {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنتالعزيز الحكيم} [المائدة: ١١٨] يرددها بمحض إرادته واختياره! فقداستحوذ معناها على عقله ومشاعره.
فلنكرر تلك الآية التي نتأثر بها ونحن نقرأ القرآن، ولنعلم أنه كلماكررناها ونحن في حالة التأثر فإن هذا معناه استمرار تدفق النوروالإيمان إلى القلب، ومن ثم تدب الحياة في جنباته.
السؤال: في سورة الروم ولقمان هناك العديد من الآيات التي تتحدثعن دلائل وجود الله وأنه الإله الحق الواحد الذي لا شريك له ولا ند له،ولا صاحبة، ولا ولد .. اذكر خمسة من هذه الدلائل مع الآيات الدالةعليها.
العمل الصالح:
كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأخيرة منرمضان الاعتكاف في المسجد، والاجتهاد في العبادة .. فلنجتهد فيالقيام بهذا العمل المبارك، فإن لم نستطع أن نعتكف اعتكافا كليافليكن اعتكافا جزئيا وحبذا لو كان في ليالي العشر أو الوتر منها لعلنفحات ليلة القدر تصيبنا ونحن معتكفون في المسجد.
٢٢ - رمضان
مع القرآن:
عن عباد بن حمزة قال: دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور: ٢٧]، فوقفت عندها،فجعلت تعيدها وتدعو، فطال على ذلك فذهبت إلى السوق، فقضيتحاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو ..
إن ترديد الآيات التي تؤثر في القلب لوسيلة عظيمة في بناء الإيمانوترسيخه، ولقد كان هذا هو هدى النبي صلى الله عليه وسلموصحابته الكرام .. فلنقتد بهم لعلنا نقترب منهم.
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالرجال فلاح
ولنجتهد في قراءة القرآن في هذه الأيام الأخيرة من رمضان- بفهموترتيل وتباك- ولننتظر بلهفة لحظات التأثر كي نردد الآية، وندعوونبكي ..
السؤال: في سورة فاطر جاء الأمر الإلهي {يا أيها الناس اذكروانعمت الله عليكم} [فاطر: ٣] وتحدثت السورة عن الكثير من نعم اللهعلى عباده .. اذكر خمسا منها مع الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
لنحذر من الخلطة والكلام، وكل ما يقطع علينا خلوتنا بالله عز وجلونحن معتكفون.
يقول ابن رجب: فحقيقة الاعتكاف: قطع العلائق عن الخلائق للاتصالبخدمة الخالق.
٢٣ - رمضان
مع القرآن:
عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميمالداري، لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو كاد أن يصبح يقرأ آية منكتاب الله، يركع ويسجد ويبكي {أم حسب الذين اجترحوا السيئاتأن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهمساء ما يحكمون} [الجاثية: ٢١].
وقرأ عبد الله بن عمر سورة المطففين حتى بلغ {يوم يقوم الناس لربالعالمين} [المطففين: ٦] فبكي حتى خر، ولم يستطع قراءة ما بعد هذهالآية.
السؤال: اذكر الآية التي تأثرت بها خلال قراءتك للقرآن، واذكر المعنىالإيماني الذي تولد لديك في لحظات التأثر.
العمل الصالح:
قال محمد إقبال: كن مع من شئت في العلم والحكمة، ولكنك لا ترجعبطائل حتى تكون لك أنة في السحر.
إن الأنين لله عز وجل له أثر عجيب في استجلاب الرحمة، ونزولالسكينة، وإجابة الدعاء، وزرع بذور الإخلاص في القلب، فإن كانذلك عند السحر (آخر الليل) كان تحصيل هذه الثمار أشد، فقد سألداود جبريل عليهما السلام فقال: يا جبريل، أي الليل أفضل؟ قال: «ياداود، ما أدري إلا أن العرش يهتز عند السحر» وقال سفيان: (إن للهريحا مخزونة تحت العرش، تهب عند الأسحار فتحمل الأنينوالاستغفار).
فهل لنا أن نئن إلى الله في هذه الليلة وكل ليلة؟!
هل لنا أن نتذكر ذنوبنا السابقة ونهرع إلى المحراب في السحر نسمعالله أنيننا، ونكتب إليه بدموعنا رسائل الاسترحام والاعتذار؟!!
٢٤ - رمضان
مع القرآن:
مدارسة آيات القرآن تعنى التعرف على الآيات من كل جوانبها منعلم وأحكام ومعان إيمانية، وأسباب للنزول، وأعمال تدل عليها ..
قال عبد الله بن مسعود: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لميجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
فليكن ذلك دأبنا حين نحفظ القرآن .. وليكن لنا في شهر رمضانسورة نبدأ بحفظها بطريقة الصحابة، فنأخذ بضع آيات ونتعلم مافيها، ونتعرف على الأعمال التي تدل عليها، ولا نتجاوز هذه الآيات إلاإذا قمنا بتنفيذ ما دلت عليه من أعمال.
السؤال: في قصة مؤمن آل فرعون في سورة غافر يظهر بوضوحمدى حرص الداعية على قومه وعلى هدايتهم، وخوفه عليهم،واستخدام أساليب الترغيب قبل الترهيب في ذلك .. اذكر ثلاث آياتتؤكد على هذا المعنى مع تعليق مختصر عليها.
العمل الصالح:
كان عمر بن الخطاب يقول: كل يوم يقال: مات فلان بن فلان، ولابد منيوم يقال فيه: مات عمر.
إن أغلب من في القبور قد فاجأه الموت: إما في الطريق وهو يسير،وإما وهو بين أهله وأصحابه، وإما وهو نائم على فراشه، وإما .... {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} [النساء: ٧٨]. والسعيد من استعد لهذا اللقاء الحتمي وتجهز له.
فلنفكر في هذا الأمر، ولنبحث عما ينبغي أن نفعله قبل أن يفاجئناالموت.
٢٥ - رمضان
مع القرآن:
ليس هناك تعارض بين مدارسة القرآن وبين التلاوة اليومية، فالتلاوةاليومية هي التي تزيد الإيمان، وتولد الطاقة وتحيي القلب، والمدارسةتزيد المرء علما، وتدله على أعمال صالحة قد تكون غائبة عنه، وأهمضامن يضمن تنفيذ هذه الأعمال هو وجود الطاقة والقوة الدافعةالمتولدة من القراءة اليومية بتفهم وترتيل وتباك.
يقول عبد الله بن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا، وأحدنا يؤتي الإيمانقبل القرآن، فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلمحلالها وحرامها، وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن نقف عليه منها.
السؤال: في سورة الشورى تبدو بوضوح مظاهر الإرادة والمشيئةالإلهية الكونية النافذة، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؟ اذكرثلاثة مظاهر لهذا المعنى مع ذكر الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
لنتذكر من مات من أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا، ونتخيل أمنياتهم لوعادوا للدنيا .. ماذا سيفعلون؟! ونسجل تلك الأمنيات ونحاول أن نقومبها لأنفسنا حتى لا نندم وقت لا ينفع فيه الندم.
٢٦ - رمضان
مع القرآن:
تقول عائشة: لما نزلت هذه الآية: {إن في خلق السماوات والأرضواختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران: ١٩٠] علىالنبي صلى الله عليه وسلم، قام يصلى، فأتاه بلال يؤذنه بالصلاة،فرآه يبكي، فقال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم منذنبك وما تأخر، فقال: «يا بلال، أفلا أكون عبدا شكورا، وما لي لاأبكي وقد نزل على الليلة {إن في خلق السماوات والأرض واختلافالليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران: ١٩٠] ثم قال: «ويللمن قرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر بها» [رواه ابن حبان].
السؤال: في سورة الأحقاف آيات تبين حال نفر من الجن عنداستماعهم للقرآن وكيف سارعوا إلى قومهم يصفون لهم القرآن ..اذكر صفتين من هذه الصفات كما بينتها الآيات.
العمل الصالح:
نحتاج دوما ونحن نسير في هذه الحياة إلى وقفات مع النفسنحاسبها فيها على ما مضى من أعمال .. ونحصي عليها الذنوبوأوجه التقصير، ثم نسارع بالتوبة إلى الله.
لقد خف الحساب يوم القيامة على قوم دققوا الحساب مع أنفسهم فيالدنيا، فلنكن من هؤلاء ولنكثر من تلك الجلسات التي نخلو فيهابأنفسنا لننتزع منها اعترافا بالتقصير، فمعرفة الداء والاعتراف بهنصف الدواء، والندم هو جوهر التوبة.
٢٧ - رمضان
مع القرآن:
القرآن أفضل وسيلة تزيد حب الله في القلب .. قال صلى الله عليهوسلم: «ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله، فإن مثل القرآنكمثل جراب مسك أي وقت فتحه فاح ريحه» [رواه الديلمي]
ومما يمكن لحب الله في القلب من خلال القرآن: تتبع الآيات التيتتحدث عن مظاهر حب الله لعباده، والتي تتمثل في توالي نعمهوإمداداته لعباده، وتسخير الكون لهم، وسعة عفوه ورحمته، وحلمهوستره وإمهاله للعصاة، وخطابه الودود المطمئن الذي يخاطب بهعباده.
فحبذا لو تتبعنا هذه المظاهر خلال قراءتنا للقرآن، واجتهدنا فيتجاوب القلب معها.
السؤال: اذكر خمسة من مظاهر حب الله لعباده والآيات الدالة عليهامن خلال قراءتك للقرآن.
العمل الصالح:هناك مجالات كثيرة لمحاسبة النفس تتناول حياة المسلممن جميع جوانبها، علينا أن نقف أمام كل جانب من جوانبها، ونقتبسمنها أوجه التقصير لنتداركها.
هذه الجوانب هي:
١ - عبادات الجوارح كالصلاة والصيام والأعمال الصالحة البدنية.
٢ - عبادات القلوب: كالشكر والصبر والرضا.
٣ - معاصي الجوارح: كالتقصير في الصلاة، وكإطلاق البصروالغيبة والنميمة.
٤ - معاصي القلوب: كالحسد والغرور والإعجاب بالنفس.
٥ - حقوق الآخرين: كحق الوالدين والزوجة والأولاد.
٢٨ - رمضان
مع القرآن:
يقول الحسن البصري: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علملهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من أوله. قال الله تعالى: {كتاب أنزلناهإليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: ٢٩]، وما تدبرآياته إلا اتباعه لعلمه، أما- والله- ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده،حتى إن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القرآن كله وما أسقطت منهحرفا .. قد والله قد أسقطه كله، ما رئي القرآن له في خلق ولا عمل،وإن أحدهم ليقول: والله إني لأقرأ السورة في نفس. ما هؤلاء بالقراءولا العلماء ولا الورعة. متى كان القراء يقولون مثل هذا؟! لا أكثر اللهفي الناس مثل هؤلاء.
السؤال: المعاملة على قدر المعرفة .. هذه القاعدة تظهر بوضوح فيتعاملنا مع الله عز وجل، فنحن لا نعامله بما يليق بجلاله لأننا لا نعرفه،اذكر آية من سورة الحشر تؤكد هذا المعنى.
العمل الصالح:
حقيقة الشكر هو الشعور بالامتنان تجاه المنعم.
ولقد أكرمنا الله عز وجل في هذا الشهر وتفضل علينا بنعم لا تعد ولاتحصى، فإن أردنا أن يزداد شكرنا له سبحانه، فلنبدأ بتذكر نعم اللهعلينا خلال هذا الشهر، وحبذا لو كتبنا هذه النعم، وأشركنا معناالزوجة والأولاد.
٢٩ - رمضان
مع القرآن:
نزل رجل من العرب على عامر بن ربيعة رضي الله عنه فأكرم عامرمثواه، وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء الرجل إليهفقال: إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا، ما فيالعرب أفضل منه، ولقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك.فقال عامر: لا حاجة لي في قطعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عنالدنيا {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} [الأنبياء:١] ..هكذا كان تعاملهم مع القرآن .. وهكذا كان فعل القرآن فيهم.
السؤال: في سورة الملك هناك آيات كثيرة تعرفنا بالله عز وجل وأنهعلى كل شيء قدير .. اذكر ثلاثة مظاهر تؤكد هذا المعنى مع الآياتالدالة عليها.
العمل الصالح:
من صور الشكر: سجود الشكر والثناء على الله وشكره على نعمهالتي أنعم بها علينا، ومن صور الشكر كذلك: الإكثار من حمد الله،وكذلك إخراج زكاة الفطر امتنانا لله الذي يسر لنا الصيام والقياموسائر الأعمال الصالحة التي قمنا بها.
٣٠ - رمضان
مع القرآن:
لنستمر في قراءة القرآن بعد رمضان بنفس الطريقة التي كنا نفعلهافي رمضان، فالقرآن هو غيث قلوبنا، فإن أردنا لتلك القلوب حياةحقيقية فما علينا إلا أن نجعلها تتعرض دوما لهذا الغيث المبارك.
جاء في الحديث: «مثل القرآن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث،بينما الأرض ميتة هامدة، إذ أرسل الله عليها الغيث فاهتزت، ثم يرسلالوابل فتهتز وتربو، ثم لا يزال يرسل أودية حتى تبذر وتنبت ويزهونباتها، ويخرج الله ما فيها من زينتها ومعايش الناس والبهائم، وكذلكفعل هذا القرآن بالناس» كل ذلك أخي الحبيب سيتحقق بمشيئة اللهإن أحسنا التعامل مع القرآن، وأكثرنا من اللقاء به.
السؤال: قال تعالى: {إن هو إلا ذكر للعالمين - لمن شاء منكم أنيستقيم} [التكوير: ٢٧، ٢٨] في هاتين الآيتين عدة صفات للقرآنوكذلك شرط أساس من شروط الانتفاع به .. وضح ذلك؟!
العمل الصالح:
الإكثار من الاستغفار .. فلعلنا نكون قد أعجبنا ببعض أعمالنا خلالهذا الشهر، ولعلنا نكون قد قصرنا في بعض الأعمال، ولعلنا نكون قدظننا خيرا في أنفسنا ونسينا أن الله عز وجل هو سبب كل خير قمنابه.
ولنتذكر أن الاستغفار بعد الطاعة هو دأب الصالحين {ثم أفيضوا منحيث أفاض الناس واستغفروا الله} [البقرة: ١٩٩].
وأخيرا...
إن كان رمضان قد مضى فإن الله معنا في رمضان وفي غيررمضان {والله خير وأبقى} [طه: ٧٣] .. وإن كان رمضان قد مضىفإن القرآن مازال بين أيدينا، ولعل أهم ما قصدت إليه هذه الورقاتهو أن نتعامل مع القرآن تعاملا جديدا يجعلنا نتذوق حلاوة الإيمانمن خلاله، لتبقى هذه الحلاوة أكبر عوض لنا عن غياب رمضانفلنداوم على القراءة اليومية للقرآن- مهما كانت ظروفنا- وذلك بتفهم،وتباك، وترتيل- كما تعودنا في رمضان-، ولنردد الآية التي تجاوبتمعها مشاعرنا لنزداد بها إيمانا، فيستمر تيار الحياة في التدفقلقلوبنا، ونستمر في السير إلى الله بتلك القلوب الحية {وأن إلى ربكالمنتهى} [النجم: ٤٢].
جزيتي الفردوس الأعلى أخيه
ردحذفلكن من أحبت تطبيق هذا المشروع التدبري مع من حولها من أين تحصل على الإجابات النموذجية للأسئلة؟
ممكن الاجابات النموذجة للأسئلة
ردحذفممكن الاجوبه وجزاكم الله خيرا
ردحذف