السبت، 25 مايو 2024

مجلس تدبر سورة الحجر 3️⃣

 ✍🏻 ختام المجلس التدبّري لـسورة الحجر 3️⃣


الاثنين:-١٢- ١١- ١٤٤٥ هجري


    @ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @


تفسير الآيات من آية (٤٩) إلى آخرها



✏️{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [٤٩]


{ نَبِّئْ عِبَادِي :- النبأ هنا بمعنى الإخبار 

أخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالأدلة، 

وصفهم الله سبحانه وتعالى عبادي وهذا شرف لكل من يأخذ بما أمرنا به الله عز وجل 

ولكل من يلتزم ويستجيب لأوامر الله سبحانه وتعالى 


جعلنا الله من عباده الذين يعملون بما يسمعون ،، 

     ويستمعون القول فيتبعون أحسنه 🍃



{ أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ :-ياله من رب غفور رحيم عرّف بذاته العلية بإنه الغفور الرحيم 


لأن العباد إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب  الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته.


ليس معصومين من الخطأ والمعاصي 

لكن إذا قرأتِ مثل هذه الآيات 

         -أن الله الغفور الرحيم -

لايمنعك شي من أنك تتوبي الى الله حتى وإن عدتِ وأذنبتِ ثم تبتِ ورجعتِ الى هذا الذنب 


  &إن الله يحب العبد الرجّاع التواب اليه &



✏️{وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [٥٠]

: لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقادر قدره ولا يبلغ كنهه نعوذ به من عذابه، فإنهم إذا عرفوا أنه { لَّا یُعَذِّبُ عَذَابَهُۥۤ أَحَدࣱ *وَلَا یُوثِقُ وَثَاقَهُۥۤ أَحَدࣱ } احذروا وأبعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب، 


📌فالعبد ينبغي أن يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، فإذا نظر إلى رحمة ربه ومغفرته وجوده وإحسانه، أحدث له ذلك الرجاء والرغبة، 


& وإذا نظر إلى ذنوبه وتقصيره في حقوق ربه، أحدث له الخوف والرهبة والإقلاع عنها.



يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم 

✏️{وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ [٥١]

عن تلك القصة العجيبة فإن في قصك عليهم أنباء الرسل وما جرى لهم ما يوجب لهم العبرة والاقتداء بهم، 


"خصوصا إبراهيم الخليل، الذي أمرنا الله أن نتبع ملته، وضيفه هم الملائكة الكرام أكرمه الله بأن جعلهم أضيافه.



✏️{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ [٥٢]

سلموا عليه فرد عليهم { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ : خائفون، لأنه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفا ذهب مسرعا إلى بيته فأحضر لهم ضيافتهم، عجلا حنيذا فقدمه إليهم، فلما رأى أيديهم لا تصل، إليه خاف منهم أن يكونوا لصوصا أو نحوهم.


فـ  ✏️ { قَالُوا } له:لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ [٥٣]

وهو إسحاق عليه الصلاة والسلام، تضمنت هذه البشارة بأنه ذكر لا أنثى عليم أي: كثير العلم، وفي الآية الأخرى

   <وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ >


فـ ✏️{ قال لهم متعجبا من هذه البشارة: أَبَشَّرْتُمُونِي (بالولد) عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ[ ٥٤]

وصار نوع إياس منه { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ : على أي وجه تبشرون وقد عدمت الأسباب❓



✏️{قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ [٥٥]

الذي لا شك فيه لأن الله على كل شيء قدير، وأنتم 

 -يا أهل هذا البيت- رحمة الله وبركاته عليكم فلا يستغرب فضل الله وإحسانه إليكم.


{ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ } الذين يستبعدون وجود الخير، بل لا تزال راجيا لفضل الله وإحسانه، وبره وامتنانه، 


فأجابهم إبراهيم بقوله: ✏️{ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [٥٦] 

الذين لا علم لهم بربهم، وكمال قدرته . 


     ✨نسأل الله أن لايجعلنا منهم ✨


                  🔹 وقفـة هاامة  🔹


إذا  وقفتِ بين يدي الله عزوجل املئ قلبك يقين بالله 

الله أقرب الينا من حبل الوريد 

وأقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد 

تخيلي ماأقرب الله -لابابٌ ولا حُجب -


إذا أنتِ ساجدة ،، أو في الثلث الاخير من الليل، أو مجلس ذكر

الله سبحانه وتعالى يسمعك كل حين .. 


      "لكن هذه مواطن إجابة "

إذا سألتِ الله اعلمي أن الله سيعطيك

ثقة بالله ،وقدرته ،وإحسانه ،وكرمه 

حتى وإن منع فإن في منعه عطاء

حكمة لانعلمها ،،يعلمها الله عزوجل ..



🔸لذلك قال ابراهيم عليه السلام (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ)


"فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا، ثم لما بشروه بهذه البشارة، عرف أنهم مرسلون لأمر مهم.



✏️{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ [٥٧]


قَالَ :-الخليل عليه السلام للملائكة: { فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ : ما شأنكم ولأي شيء أرسلتم❓ 


✏️{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ [٥٨]

كثر فسادهم وعظم شرهم، لنعذبهم ونعاقبهم، 


✏️{إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ [٥٩]

                : إلا لوطا وأهله

✏️{إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ [٦٠]

الباقين بالعذاب، وأما لوط فسنخرجنه وأهله وننجيهم منها، 


🔺 فجعل إبراهيم يجادل الرسل في إهلاكهم ويراجعهم، فقيل له: {يَٰٓإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَآ ۖ إِنَّهُۥ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ ءَاتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍۢ} فذهبوا منه.


✏️{فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ [٦١]

قال لهم لوط 


✏️{ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ [٦٢] 

لا أعرفكم ولا أدري من أنتم.



✏️{قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ

 [ ٦٣]

جئناك بعذابهم الذي كانوا يشكون فيه ويكذبونك حين تعدهم به، 


✏️{وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ -الذي ليس بالهزل - وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [٦٤]

_فيما قلنا لك.



✏️{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ [٦٥]

: في أثنائه حين تنام العيون ولا يدري أحد عن مسراك، { وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ : بادروا وأسرعوا، { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ :-كأن معهم دليلا يدلهم إلى أين يتوجهون 



✏️{وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ [٦٦]

: أخبرناه خبرا لا مثنوية فيه، 


{ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ: سيصبحهم العذاب الذي يجتاحهم ويستأصلهم، 


✏️{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ [: ٦٧]

: المدينة التي فيها قوم لوط { يَسْتَبْشِرُونَ : يبشر بعضهم بعضا بأضياف لوط وصباحة وجوههم، وذلك لقصدهم فعل الفاحشة فيهم، فجاءوا حتى وصلوا إلى بيت لوط فجعلوا يعالجون لوطا على أضيافه، ولوط يستعيذ منهم 




ويقول: { ✏️ قَالَ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ [٦٨]

✏️{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ [٦٩]

راقبوا الله أول ذلك وإن كان ليس فيكم خوف من الله فلا تفضحون في أضيافي، وتنتهكوا منهم الأمر الشنيع.


فـ { قَالُوا } له جوابا عن قوله ولا تخزون فقط: 


✏️{ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ [٧٠] 

 أن تضيفهم فنحن قد أنذرناك، ومن أنذر فقد أعذر، 


✏️فـ { قَالَ :- لهم لوط من شدة الأمر الذي أصابه: { هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ [٧١] 

فلم يبالوا بقوله ولهذا قال الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم 


✏️{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [٧٢]

وهذه السكرة هي سكرة محبة الفاحشة التي لا يبالون معها بعذل ولا لوم.


فلما بينت له الرسل حالهم، زال عن لوط ما كان يجده من الضيق والكرب، فامتثل أمر ربه وسرى بأهله ليلا فنجوا، 


وأما أهل القرية ✏️ { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ [٧٣] 

وقت شروق الشمس حين كانت العقوبة عليهم أشد، 


✏️{فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ [٧٤]

:قلبنا عليهم مدينتهم، :-وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ :- تتبع فيها من شذ من البلد منهم.


✏️{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ [٧٥]

 : المتأملين المتفكرين، الذين لهم فكر وروية وفراسة، يفهمون بها ما أريد بذلك، من أن من تجرأ على معاصي الله، خصوصا هذه الفاحشة العظيمة، 


وأن الله سيعاقبهم بأشنع العقوبات، كما تجرأوا على أشنع السيئات.




✏️{ وَإِنَّهَا :- مدينة قوم لوط -لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ

 [٧٦] 

للسالكين، يعرفه كل من تردد في تلك الديار 



✏️{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ [٧٧]

وفي هذه القصة من العبر: عنايته تعالى بخليله إبراهيم، فإن لوطا عليه السلام من أتباعه، وممن آمن به، فحين أراد الله إهلاك قوم لوط حين استحقوا ذلك، أمر رسله أن يمروا على إبراهيم عليه السلام كي يبشروه بالولد ويخبروه بما بعثوا له، حتى إنه جادلهم عليه السلام في إهلاكهم حتى أقنعوه، فطابت نفسه.


📌 وكذلك لوط عليه السلام، لما كانوا أهل وطنه، فربما أخذته الرقة عليهم والرأفة بهم قدَّر الله من الأسباب ما به يشتد غيظه وحنقه عليهم، حتى استبطأ إهلاكهم لما قيل له: 

<إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ>



ومنها: أن الله تعالى إذا أراد أن يهلك قرية [ازداد] شرهم وطغيانهم، فإذا انتهى أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه



✏️{وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ [٧٨]

وهؤلاء هم قوم شعيب، نعتهم الله وأضافهم إلى الأيكة، وهو البستان كثير الأشجار، ليذكر نعمته عليهم، وأنهم ما قاموا بها بل جاءهم نبيهم شعيب، فدعاهم إلى التوحيد، وترك ظلم الناس في المكاييل والموازين، وعاجلهم على ذلك على أشد المعالجة فاستمروا على ظلمهم في حق الخالق، 

وفي حق الخلق، 



ولهذا وصفهم هنا بالظلم، ✏️{فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ [٧٩]

فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم. { وَإِنَّهُمَا : ديار قوم لوط وأصحاب الأيكة


{ لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ : لبطريق واضح يمر بهم المسافرون كل وقت، فيبين من آثارهم ما هو مشاهد بالأبصار فيعتبر بذلك أولوا الألباب.


✏️{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ[:٨٠]

يخبر تعالى عن أهل الحجر، وهم قوم صالح الذين كانوا يسكنون الحجر المعروف في أرض الحجاز، 


"أنهم كذبوا المرسلين أي: كذبوا صالحا، ومن كذب رسولا فقد كذب سائر الرسل، لاتفاق دعوتهم،



✏️{وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ [٨١]

الدالة على صحة ما جاءهم به صالح عليه السلام من الحق التي من جملتها: تلك الناقة التي هي من آيات الله العظيمة.


فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ :- كبرا وتجبرا على الله، 


✏️{ وَكَانُوا :-من كثرة إنعام الله عليهم 


{ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ [٨٢] 

من المخاوف مطمئنين في ديارهم، فلو شكروا النعمة وصدقوا نبيهم صالحا عليه السلام لأدرَّ الله عليهم الأرزاق، 


"ولأكرمهم بأنواع من الثواب العاجل والآجل، ولكنهم -لما كذبوا وعقروا الناقة، وعتوا عن أمر ربهم وقالوا: { يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين }


✏️{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ [٨٣]

فتقطعت قلوبهم في أجوافهم وأصبحوا في دارهم جاثمين هلكى، مع ما يتبع ذلك من الخزي واللعنة المستمرة 


✏️{فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ [٨٤]

لأن أمر الله إذا جاء لا يرده كثرة جنود، ولا قوة أنصار ولا غزارة أموال.


           🔻وقفة جميلة 🔺


أعظم درس نأخذه من هذا المجلس

قوة تعلقنا بالله ،، لايغرنا أي شي 

انقطعت الاسباب ،، تسلط الاعداء 


🔸 قوة يقينك بالله سبحانه وتعالى 

ومايزيد قوة إيماننا بالله ،، التفكر في عظمة ملكوت الله لذلك قال الله تعالى 



✏️{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ [٨٥]

ما خلقناهما عبثا وباطلا كما يظن ذلك أعداء الله، بل ما خلقناهما { إِلَّا بِالْحَقِّ } الذي منه أن يكونا بما فيهما دالتين على كمال خالقهما، واقتداره، وسعة رحمته وحكمته، وعلمه المحيط، وأنه الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، 



{ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ } لا ريب فيها لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس 


{ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب،


أن المأمور به هو الصفح الجميل أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية،



✏️{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ :- لكل مخلوق -الْعَلِيمُ [٨٦]

بكل شيء، فلا يعجزه أحد من جميع ما أحاط به علمه وجرى عليه خلقه، وذلك سائر الموجودات.


✏️{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [٨٧]

يقول تعالى ممتنًّا على رسوله { ولقد آتيناك سبعا من المثاني } وهن -على الصحيح- السور السبع الطوال: " البقرة " و " آل عمران " و " النساء " و " المائدة " و " الأنعام " و " الأعراف " و " الأنفال " مع " التوبة " 


📌 وقيل المعنى الاخر:- أنها فاتحة الكتاب لأنها سبع آيات، فيكون عطف { القرآن العظيم } على ذلك من باب عطف العام على الخاص،



✨وعلى القول بأن " الفاتحة " هي السبع المثاني معناها: أنها سبع آيات، تثنى في كل ركعة، واذا كان الله قد أعطاه القرآن العظيم مع السبع المثاني كان قد أعطاه أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون، 



وأعظم ما فرح به المؤمنون، <قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ>

أمر الله سبحانه وتعالى يعظمه بإن الله أعطاه نبينا ، كأن الله عز وجل يقول افرح 

واستبشر خير بإن اعطيتك الفاتحة ،، والقرآن العظيم


         🔸وقفة تفكّر  🔹


هل بعد ذلك ي أخواتي نترك القرآن،، نهجر القران يمر علينا

اليوم واليومين ماقرأناه ولا تعاهدنا 

ماحفظناه ولا تدبرناه ولاحضرنا مجالس الذكر


"والله أن هذا من قلة التعظيم لله سبحانه وتعالى 

أن يمر علينا اليوم واليومين مانقرأ القرآن 

وما استمعت للقرآن،، وما تأثرت به 

هذا شي كنز عظيم لانفوت على أنفسنا عذا الكنز ،،.. 



ولذلك قال بعده ✏️{لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [٨٨]

لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا التي تمتع بها المترفون، واغترَّ بها الجاهلون، واستغن بما آتاك الله من المثاني والقرآن العظيم، 


{ ولا تحزن عليهم } فإنهم لا خير فيهم يرجى، ولا نفع يرتقب، فلك في المؤمنين عنهم أحسن البدل وأفضل العوض، 


{ واخفض جناحك للمؤمنين : ألن لهم جانبك، وحسِّن لهم خلقك، محبة وإكراما وتودُّدا، 


✏️{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ [٨٩]


: قم بما عليك من النذارة وأداء الرسالة والتبليغ للقريب والبعيد والعدو والصديق، فإنك إذا فعلت ذلك فليس عليك من حسابهم من شيء، وما من حسابك عليهم من شيء.


✏️{كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ [٩٠]

كما أنزلنا العقوبة على المقتسمين على بطلان ما جئت به، الساعين لصد الناس عن سبيل الله.



✏️{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ [٩١]

: أصنافا وأعضاء وأجزاء، يصرفونه بحسب ما يهوونه، فمنهم من يقول: سحر ومنهم من يقول: كهانة ومنهم من يقول: مفترى إلى غير ذلك من أقوال الكفرة المكذبين به،



✏️{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [٩٢]

: جميع من قدح فيه وعابه وحرفه وبدله 


✏️{عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [٩٣]

وفي هذا أعظم ترهيب وزجر لهم عن الإقامة على ما كانوا عليه 


ثم أمر الله رسوله ان لا يبالي بهم ولا بغيرهم وأن يصدع بما أمر الله ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال الكافرين، 


✏️{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ

 [٩٤]

لا تبال بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك، 


✏️{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [٩٥]

بك وبما جئت به وهذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. 


وقد فعل تعالى فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.



✏️{الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [٩٦]

ثم ذكر وصفهم وأنهم كما يؤذونك يا رسول الله، فإنهم أيضا يؤذون الله ويجعلون معه { إلها آخر } وهو ربهم وخالقهم ومدبرهم { فسوف يعلمون } غب أفعالهم إذا وردوا القيامة، 


✏️{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ

 [٩٧]

لك من التكذيب والاستهزاء، فنحن قادرون على استئصالهم بالعذاب، والتعجيل لهم بما يستحقون، ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم.


فأنت يا محمد ✏️{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ [٩٨]

: أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك على أمورك.


✏️{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [٩٩]

الموت أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات، فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبا في العبادة، حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.



📌 علينا ونحن أحق أن نكثر من عبادتنا لله سبحانه وتعالى 

ونعلم < أن الله غفورٌ رحيم،، وأن عذابه هو العذاب الأليم >



🔸 وأن نتعظ بما ورد في كتابه وفي هذه السورة

ونعلم أن الله على كل شي قدير 


🔹نقبل على الله بيقين  تام ونكثر من عبادة الله سبحانه وتعالى 

لايضيق صدرك بما يقولون لأن الله أمرنا بذلك 


قال لو ضاق صدرك <فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ >


✨أكثري من قول ((" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "


"هذه الكلمة التي اخرجت يونس من ظلمات 

الحوت في البحر  حتى أخرجه الله برحمته


"فكيف بهمك وغمك وحاجتك فإن الله قادر على إخراجك منها


  ✨نسأل الله أن يرزقنا يقينا كـ يقينهم ✨


اللهم اجعلنا من الصابرين في البلاء

الحامدين في السراء 

أنه ولي ذلك والقادر عليه 🍃


الحمدلله على مايسّر وأعان ،، ونسأل الله أن يبلغنا العمل بما قرأنا وسمعنا 🍃



‎اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

‎اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيءٍ بعد🍃


    اللهم شفع هذا المجلس فينا🍃


اللهم  اعط كُل سائلٍ لك من الخير مُراده

وأرزقنا الحُسنى وزيادة ،، ووالدينا 🍃 


اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم 

الدين 🍃

سبحانك اللهم وبحمدك، 

أشهد  أن لا إله  إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق