✍🏻ختام المجلس التدبّري لـ سورة مريم6️⃣
يوم الإثنين:- ٢٤ - ربيع الأول -١٤٤٥ هجري
📝 تفسير الايات من آاية (٧٣ ) إلى آخرها
@ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @
.
✏️{وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا[ ٧٣]
@ أعظم شرف سماع القرآن
@ أعظم رحمة تلاوة القرآن
@ أعظم رحمة العمل بهذا القرآن وتدبره ، وحفظه وتعاهده
& وإذا تتلى على هؤلاء الكفار آياتنا بينات، أي: واضحات الدلالة على وحدانية الله جل جلاله
هذه الايات ، توجب لمن سمعها زيادة الايمان ومحبة الله والخوف منه ورجاء ماعنده
لكن هؤلاء الكافرين ،استهزءوا بها وبمن آمن بها، واستدلوا بحسن حالهم في الدنيا، على أنهم خير من المؤمنين،
فقالوا الذين كفروا الذين آمنوا:
{ أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ }: نحن والمؤمنون
{ خَيْرٌ مَقَامًا }: في الدنيا، من كثرة الأموال والأولاد، وتوفر الشهوات
{ وَأَحْسَنُ نَدِيًّا } مجلسا.: فاستنتجوا من هذه المقدمة الفاسدة، أنهم أكثر مالا وأولادا، وقد حصلت لهم أكثر مطالبهم من الدنيا، ومجالسهم وأنديتهم مزخرفة لهم .
والمؤمنون بخلاف هذه الحال، فهم خير من المؤمنين، وهذا دليل في غاية الفساد، وهو من باب قلب الحقائق، وإلا فكثرة الأموال والأولاد، وحسن المنظر، كثيرا ما يكون سببا لهلاك صاحبه، وشقائه، وشره،
ولهذا قال تعالى✏️{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا [٧٤]
متاعا، من أوان وفرش، وبيوت، وزخارف،
وأحسن رئيا، أي: أحسن مرأى ومنظرا، فإذا كان هؤلاء المهلكون أحسن منهم أثاثا ورئيا، ولم يمنعهم ذلك من حلول العقاب بهم،
📍 وقفة تدبّر 📍
كان هنا الكفار يظنون أن المال هو السعادة
لذلك على المؤمن اذا رأى أو ربط السعادة بالمال أن يتفكر في مثل هذه الايات حتى لايتعلق قلبه بأن السعادة مرتبطة بالمال
📍 وانما السعادة في طاعة الله سبحانه وتعالى
@ السعادة في البعد عن مانهى وحرم الله تعالى
@ السعادة في القرب من القرآن
<طه مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ>
وعلم من هذا، أن الاستدلال على خير الآخرة بخير الدنيا من أفسد الأدلة، وأنه من طرق الكفار.
📍 وعلى الأنسان ان ينظر للنهايات ولا البدايات
@ لأن الله عز وجل قال (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا)
بدايتهم كانت أحسن لكن نهايتهم كانت الهلاك
🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃
✏️{قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا [٧٥]
لما ذكر دليلهم الباطل، الدال على شدة عنادهم، وقوة ضلالهم، أخبر هنا، أن من كان في الضلالة، بأن رضيها لنفسه، وسعى فيها، فإن الله يمده منها، ويزيده فيها حبا، عقوبة له على اختيارها على الهدى،
كما قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }
{ حَتَّى إِذَا رَأَوْا }: القائلون: { أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا } { مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ } بقتل أو غيره { وَإِمَّا السَّاعَةَ } التي هي باب الجزاء على الأعمال
{ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا }: السين هنا تفيد التنفيس
فحينئذ يتبين لهم بطلان دعواهم، وأنها دعوى مضمحلة، ويتيقنون أنهم أهل الشر،
{ وَأَضْعَفُ جُنْدًا } ولكن لا يفيدهم هذا العلم شيئا، لأنه لا يمكنهم الرجوع إلى الدنيا، فيعملون غير عملهم الأول.
✏️{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا [٧٦]
لما ذكر أنه يمد للظالمين في ضلالهم، ذكر أنه يزيد المهتدين هداية من فضله عليهم ورحمته، والهدى يشمل العلم النافع، والعمل الصالح.
@ فكل من سلك طريقا في العلم والإيمان والعمل الصالح زاده الله منه، وسهله عليه ويسره له، ووهب له أمورا أخر، لا تدخل تحت كسبه،
📍 وقفة هااامة 📍
على الإنسان دائما اذا أطاع الله سبحانه وتعالى واذا سلك طريق الهداية ،، ورضا الله سبحانه وتعالى أن لاينظر الى هدف إلاّ رضا الله فإن الله سيعطيه أمور لم تخطر على باله ولم بسأل الله دقها.
📕 لذلك جاء في الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الأنسان يدعوا ويسأل الله
لكن ماذا قال الله في الحديث القدسي ❓
(من أشغله ذكري عن مسألتي اعطيته مسألته )
يعطينا الله لأن الله أعلم
& لكن في الدعاء والذل والانكسار وسؤال الله
& ولو انشغل بذكر الله قراءة قران ،واستغفار وصلاة على النبي صلى الله عليه
وانشغل -لاحظي - من أشغله ليس فقط بضع دقائق معدودة أو ثواني ويريد ان يعطيه الله سبحانه وتعالى
سؤله ،، إنما أشغله ذكر الله عن المسألة بمعنى هو متلذذ بذكر الله
أعطاه الله سؤله ،،
على الانسان أن يسأل الله أن يزيد إيمانه
📌 وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه، كما قاله السلف الصالح، ويدل عليه قوله تعالى { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا }
وقوله { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا }
، فإن الإيمان قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، والمؤمنون متفاوتون في هذه الأمور، أعظم تفاوت،
ثم قال: { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ }: الأعمال الباقية، التي لا تنقطع إذا انقطع غيرها، ولا تضمحل،
& هي الصالحات منها، من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وعمرة، وقراءة، وتسبيح، وتكبير، وتحميد، وتهليل، وإحسان إلى المخلوقين، وأعمال قلبية وبدنية. فهذه الأعمال
{ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْر مَرَدًّا }أي : خير عند الله، ثوابها وأجرها، وكثير للعاملين نفعها وردها،
@ وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل في غير بابه، فإنه ما ثم غير الباقيات الصالحات، عمل ينفع، ولا يبقى لصاحبه ثوابه ولا ينجع،
📌 ومناسبة ذكر الباقيات الصالحات-- أنه لما ذكر أن الظالمين جعلوا أحوال الدنيا من المال والولد، وحسن المقام ونحو ذلك، علامة لحسن حال صاحبها، أخبر هنا أن الأمر، ليس كما زعموا، بل العمل الذي هو عنوان السعادة، هو العمل بما يحبه الله ويرضاه.
✏️{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا [٧٧]
أفلا تتعجب من حالة هذا الكافر، الذي جمع بين كفره بآيات الله ودعواه الكبيرة، أنه سيؤتى في الآخرة مالا وولدا،: يكون من أهل الجنة، هذا من أعجب الأمور، فلو كان مؤمنا بالله وادعى هذه الدعوى، لسهل الأمر.
📌 وهذه الآية -وإن كانت نازلة في كافر معين- فإنها تشمل كل كافر، زعم أنه على الحق، وأنه من أهل الجنة،
& قال الله، توبيخا له وتكذيبا: ✏️{ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا [٧٨]
أحاط علمه بالغيب، حتى علم ما يكون، وأن من جملة ما يكون، أنه يؤتى يوم القيامة مالا وولدا❓
أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ؛-أنه نائل ما قاله،: لم يكن شيء من ذلك، فعلم أنه متقول، قائل ما لا علم له به.
وقد علم أن هذا لله وحده، فلا أحد يعلم شيئا من الغيب، إلا من أطلعه الله عليه من رسله.
: ليس الأمر كما زعم، فليس للقائل اطلاع على الغيب، لأنه كافر، ليس عنده من علم الرسائل شيء، ولا اتخذ عند الرحمن عهدا، لكفره وعدم إيمانه،
ولهذا قال:✏️{كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا [٧٩]
نزيده من أنواع العقوبات، كما ازداد من الغي والضلال.
✏️{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا [٨٠]
نرثه ماله وولده، فينتقل من الدنيا فردا، بلا مال ولا أهل ولا أنصار ولا أعوان
وَيَأْتِينَا فَرْدًا:- فيرى من وخيم العذاب وأليم العقاب، ما هو جزاء أمثاله من الظالمين.
📍وقفة عظيمة 📍
قال تعالى (( وَيَأْتِينَا فَرْدًا ))
أن الانسان يهون عليه اذا كان عقابه مع مجموعة لكن يزداد الألم النفسي عندما يكون واحدًا فردا سيقف أمام الله ويحاسبه على تكذيبه واستهزائه وغيه وضلاله
لاشك أنها كلمة ثقيلة
🍃 نسأل الله السلامة والعافية
ويجعلنا ممن نجاهم الله 🍃
كما في قوله تعالى <ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا >
✏️{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا[٨١]
واتّخذ المشركون لهم معبودين من دون الله؛ ليكونوا لهم ظهيرًا ومعينًا ينتصرون بهم.
✏️{كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا [٨٢ ]
ليس الأمر كما زعموا، فهذه المعبودات التي يعبدونها من دون الله ستجحد عبادة المشركين لها يوم القيامة، وتتبرّأ منهم، وتكون لهم أعداء.
•فما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ، ولا استنصر بغير الله إلا خُذل
🍃 نسأل الله العافية والسلامة 🍃
✏️{أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [٨٣]
وهذا من عقوبة الكافرين أنهم -لما لم يعتصموا بالله، ولم يتمسكوا بحبل الله، بل أشركوا به ووالوا أعداءه، من الشياطين- سلطهم عليهم، وقيضهم لهم،
فجعلت الشياطين تؤزهم إلى المعاصي أزا، وتزعجهم إلى الكفر إزعاجا، فيوسوسون لهم، ويوحون إليهم، ويزينون لهم الباطل، ويقبحون لهم الحق، فيدخل حب الباطل في قلوبهم ويتشربها،
& اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولايرحمنا🍃من شياطين الانس والجن سواء الصحبة السيئة ،
النفس الأمارة بالسوء تزين لك المعصية
لهذا قال (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)
✏️{فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}
[٨٤]
على هؤلاء الكفار المستعجلين بالعذاب
إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا :-أن لهم أياما معدودة لا يتقدمون عنها ولا يتأخرون، ليراجعوا أمر الله،
📌ثم قال في المتقين
✏️{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا
[٨٥]
يخبر تعالى عن تفاوت الفريقين المتقين، والمجرمين، وأن المتقين له -باتقاء الشرك والبدع والمعاصي- يحشرهم إلى موقف القيامة مكرمين، مبجلين معظمين،
وأن مآلهم الرحمن،، وفودا إليه، فالمتقون يفدون إلى الرحمن، راجين منه رحمته وعميم إحسانه، والفوز بعطاياه في دار رضوانه،
✏️{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا
[٨٦]
وأما المجرمون، فإنهم يساقون إلى جهنم وردا،: عطاشا، وهذا أبشع ما يكون من الحالات، سوقهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم عقوبة، وهو جهنم،
✏️{لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا [٨٧]
ليست الشفاعة ملكهم،
يستغيثون فلا يغاثون، ويدعون فلا يستجاب لهم، ويستشفعون فلا يشفع لهم،
ولهذا قال: لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ :-ليست الشفاعة ملكهم، ولا لهم منها شيء، وإنما هي لله تعالى
{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } وقد أخبر أنه لا تنفعه
وقد أخبر أنه لا تنفعهم شفاعة الشافعين، لأنهم لم يتخذوا عنده عهدا بالإيمان به وبرسله،
وإلا فمن اتخذ عنده عهدا فآمن به وبرسله واتبعهم، فإنه ممن ارتضاه الله، وتحصل له الشفاعة
✏️{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا [٨٨]
وهذا تقبيح وتشنيع لقول المعاندين الجاحدين، الذين زعموا أن الرحمن اتخذ ولدا، كقول النصارى: المسيح ابن الله، واليهود: عزير ابن الله، والمشركين: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
✏️{لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا [٨٩]
عظيما وخيما.
من عظيم أمره أنه ✏️{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا [٩٠]
على عظمتها وصلابتها -يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ: من هذا القول
وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ :-منه، أي: تتصدع وتنفطر
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أي: تندك الجبال.
✏️{أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا [٩١]
من أجل هذه الدعوى القبيحة تكاد هذه المخلوقات، أن يكون منها ما ذكر.
والحال أنه: ✏️{وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا [٩٢]
لا يليق ولا يكون -لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا :-وذلك لأن اتخاذه الولد، يدل على نقصه واحتياجه، وهو الغني الحميد.
✏️{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا [٩٣]
ذليلا منقادا،، الملائكة، والإنس، والجن وغيرهم، الجميع مماليك، متصرف فيهم، ليس لهم من الملك شيء، ولا من التدبير شيء،
✏️{لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا [٩٤]
لقد أحاط علمه بالخلائق كلهم، أهل السماوات والأرض، وأحصاهم وأحصى أعمالهم، فلا يضل ولا ينسى، ولا تخفى عليه خافية.
✏️{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [٩٥]
لا أولاد، ولا مال، ولا أنصار، ليس معه إلا عمله، فيجازيه الله ويوفيه حسابه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر،
✏️{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا [٩٦]
هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن وعدهم أنه يجعل لهم ودا،: محبة وودادا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض، وإذا كان لهم في القلوب ود تيسر لهم كثير من أمورهم وحصل لهم من الخيرات والدعوات والإرشاد والقبول ما حصل،
📕 ولهذا ورد في الحديث الصحيح: " إن الله إذا أحب عبدا، نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض " وإنما جعل الله لهم ودا،لأنهم ودوه، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه.
✏️{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا [٩٧]
يخبر تعالى عن نعمته تعالى، وأن الله يسر هذا القرآن الكريم بلسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يسر ألفاظه ومعانيه، ليحصل المقصود منه والانتفاع به،
لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ :-بالترغيب في الثواب العاجل والآجل،
وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا : - شديدين في باطلهم، أقوياء في كفرهم، فتنذرهم. فتقوم عليهم الحجة، وتتبين لهم المحجة، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
ثم توعدهم بإهلاك المكذبين قبلهم، فقال: ✏️{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا
[٩٨]
من قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وغيرهم من المعاندين المكذبين، لما استمروا في ظغيانهم، أهلكهم الله فليس لهم من باقية.
{ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا } والركز: الصوت الخفي، أي: لم يبق منهم عين ولا أثر، بل بقيت أخبارهم عبرة للمعتبرين، وأسمارهم عظة للمتعظين.
📌القران يبشر وينذر واللسان أداة البيان
[فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ]
نسأل الله أن يجعلنا المتقين الذين يقبلون الحق ويذعنون له🍃
✨🏷️ وقفات من السورة 🏷️✨
على الإنسان ان يترك أثرًا قبل رحيله
أين الذين مضوا هل تحس منهم أحد
أو تسمع لهم ركزا
مابقي منهم إلاّ ماسطروا حضارات سادت وبالت
📌 سورة مريم دارت حول -٣ -محاور
-توحيد الله جلّ جلاله
-وتنزيه عن الولد
-وإثبات البعث ،،
- وطابع سورة مريم الذي تشع منه الرحمة إلاّ أن الكون كله ينتفض لمّا
-
[قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا]
[تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا* أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا]
ونلحظ في أول السورة ذكر الصالحين
[ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا]
ومن اندرست اثره في أخر السورة
[ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا]
& نسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقوى
ويجعلنا من عباده المرحومين بالقرآن العظيم 🍃
📌 علينا بالتأمل وزيادة قراءتنا وتفسيرنا لهذه السورة العظيمة وماذا قال العلماء فيها ونقف كثير عند رحمة الله بأوليائه
لعل الله أن يرحمنا برحمته
&اللهم أننا مقصرين جيناك ببضاعة مزاجة
اللهم ياحي ياقيوم
اقبل منا القليل القليل وجازنا به الكثير الكثير 🍃
& اللهم ارحمنا بالقرآن العظيم وأجعله لنا نورًا وشفيعًا وإماما يوم نلقاك 🍃
&اللهم ذكرنا منه مانسينّا وعلمنا مما جهلنا
وافتح لنا فيه من فهمه وتدبّره والعمل بما فيه 🍃
& اللهم فرجًا قريبًا عاجلًا لمن ينتظر الفرج🍃
& اللهم ياذا الجلال والاكرام نسألك رحمة لكل ميت وشفاء لكل مريض🍃
&اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
واحسن وفادتنا اليك ياذا الجلال والاكرام 🍃
& اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق
أحينا ماعلمت الحياة خير لنا
وتوفنا أ دا علمت الوفاة خير لنا
واقبضنا اليك غير مفتونين ولامبدلين ولا مغيرين🍃
& اللهم استعملنا ولاتستبدلنا
ووفقنا الى محابك من الأقوال والإعمال
ياذا الجلال والاكرام 🍃
& اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة بغير حساب ولاسابقة عذاب ووالدينا ومن نحب 🍃
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق