المجلس التدبّري لـ سورة مريم 4️⃣
يوم الإثنين:- ١٠- ربيع الأول -١٤٤٥ هجري
تفسير الايات من آاية (٣٩ ) إلى آية (٥٩)
@ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @
✏️{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [٣٩]
الإنذار هو: الإعلام بالمخوف على وجه الترهيب، والإخبار بصفاته، وأحق ما ينذر به ويخوف به العباد، يوم الحسرة حين يقضى الأمر، فيجمع الأولون والآخرون في موقف واحد، ويسألون عن أعمالهم،.فمن آمن بالله، واتبع رسله، سعد سعادة لا يشقى بعدها،.، ومن لم يؤمن فله الشقاء
🍃 نسأل الله العافية والسلامة 🍃
& فحينئذ يتحسر، ويندم ندامة تتقطع منها القلوب، لذلك وصفه الله بيوم الحسرة، وأي: حسرة أعظم من فوات
،، رضا الله وجنته،،
📌 هنا المرء لايستطيع الرجوع ولايستأنف العمل ، والحال أنهم كانوا في الدنيا في غفلة عن هذا الأمر العظيم لا يخطر بقلوبهم، ولو خطر فعلى سبيل الغفلة، قد عمتهم الغفلة، ، فهم لا يؤمنون بالله، ولا يتبعون رسله، قد ألهتهم دنياهم،.
📍 فالدنيا وما فيها، من أولها إلى آخرها، ستذهب عن أهلها، ويذهبون عنها، وسيرث الله الأرض ومن عليها،
لذلك قال [وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*
✏️{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ [٤٠]
الأرض ومن عليها سيرثها الله ونرجع إليه ، ويجازينا بأعمالنا ، فمن فعل خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه.
📌 سمّى الله هذا اليوم بالحسرة ونحن مازلنا في زمن العمل في الحياة الدنيا التوبة أمامنا ،، لكن متى نتوب هل سنغفل في مستنقع الشهوات ونغرق في بحر الغفلة
هؤلاء غفلوا ثم تحسروا فعلينا نحن أن نستيقظ قبل أن نتحسر
فملك الانسان زائل والملك الدائم لله سبحانه وتعالى
& من قوله (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا )
& فلنستعد للرجع والينا يرجعون،، الناس فرادى بلا مال ولا ناصر
📌 ثم ذكر الله سبحانه وتعالى لنا قصة ابراهيم مع ابيه
✏️{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا [٤١]
& أجل الكتب وأفضلها وأعلاها، هذا الكتاب المبين، والذكر الحكيم، فإن ذكر فيه الأخبار، كانت أصدق الأخبار وأحقها، وإن ذكر فيه الأمر والنهي، كانت أجل الأوامر والنواهي، وأعدلها وأقسطها، وإن ذكر فيه الجزاء والوعد والوعيد، كان أصدق الأنباء
📍 فهذه قصص الأنبياء، الذين فضلهم على غيرهم، ورفع قدرهم، وأعلى شأنهم ، بسبب ما قاموا به، من عبادة الله ومحبته، والإنابة إليه، والقيام بحقوقه،، ودعوة الخلق إلى الله، والصبر على ذلك،
" وبذلك نالوا المقامات الفاخرة، من عند الله سبحانه وتعالى
@ الله يبين لنا في هذه القصص جملة من الأنبياء، يأمر الله رسوله أن يذكرهم، لأن في ذكرهم إظهار الثناء على الله وعليهم، وبيان فضله وإحسانه إليهم،.
📌 وفيه الحث على الإيمان بهم ومحبتهم، والأهم الاقتداء بهم، فقال: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ْ}
@ ذكرت أبراهيم عليه السلام بعد قصة عيسى تذكير لأهل الكتاب وللعرب بجدهم الصالح
(( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا))
& ياله من شرف جمع الله له بين الصديقية،، والنبوة
& فالصديق: كثير الصدق، فهو الصادق في أقواله وأفعاله وأحواله، المصدق بكل ما أمر بالتصديق به،.
& وذلك يستلزم العلم العظيم الواصل إلى القلب، المؤثر فيه، الموجب لليقين، والعمل الصالح الكامل،.
& وإبراهيم عليه السلام، هو أفضل الأنبياء كلهم بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأب الثالث للطوائف الفاضلة، وهو الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب،
، وصبر على ما ناله من العذاب العظيم،
{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ ْ} محذرًا لهم من عبادة الأوثان:
✏️{يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ْ} ٤٢
لم تعبد أصناما، ناقصة في ذاتها، وفي أفعالها، فلا تسمع، ولا تبصر، ولا تملك نفعا ولا ضرا،
@ فهذا برهان جلي دال على أن عبادة الناقص في ذاته وأفعاله مستقبح عقلا وشرعا.
@ ودل على من نعبده له الكمال، الذي لا ينال العباد نعمة إلا منه، ولا يدفع عنهم نقمة إلا هو، وهو الله تعالى.
✨وقفة هااامة ✨
هنا اولى الناس باالنصح الأقرب لك
لان هنا قال (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا)
@ لاحظي التودد وإبراهيم ذم الخطأ وليس والده،،، حتى في التربية مانذم المخطئ وإنما سلوكه
✏️{يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [٤٣]
فيه دليل على أن الناصح لايجعل نفسه عالم ،، والناس جُهال لأن ماوصف والده هنا بالجهل قال جاءني من العلم لكن لم يأتك
@ كأن إبراهيم يقول : يا أبت لا تحقرني وتقول: إني ابنك، وإن عندك ما ليس عندي، بل قد أعطاني الله من العلم ما لم يعطك،
📌 والمقصود من هذا قوله: { فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ْ} : مستقيما معتدلا، وهو: عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته في جميع الأحوال،.
& وفي هذا من لطف الخطاب ولينه، ما لا يخفى، فإنه لم يقل: " يا أبت أنا عالم، وأنت جاهل " أو " ليس عندك من العلم شيء " وإنما أتى بصيغة تقتضي أن عندي وعندك علما، وأن الذي وصل إلي لم يصل إليك ولم يأتك، فينبغي لك أن تتبع الحجة وتنقاد لها.
✏️{ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا} [٤٤]
هنا انكار المنكر وذكر السبب لماذا هو منكر
لاتعبد الشبطان لماذا❓
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ْ}
✨🏷️ هذه فائدة نستفيد منها في واقعنا لاينبغي نقول لأي احد واي فئة عمرية
ماينبغي نقول ابتعد عن ذلك ولا نذكر السبب لماذا ❓
& لابد أن نبين مخاطر واسباب وعواقب هذا الأمر الذي نهينا عنه
هنا قال (( يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ))
ثم وضح -إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا-
& من اتبع خطوات الشيطان ، فقد اتخذه وليا وكان عاصيا لله
✨🏷️ ولاحظي هنا . في ذكر إضافة العصيان إلى اسم الرحمن، إشارة إلى أن المعاصي والعياذ بالله تمنع العبد من رحمة الله،
[إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا]
& ماقال كان لله عصيّا -
قال -للرحمن -فالمعاصي تمنع العبد من رحمة الله
-المعاصي تغلق عليك أبواب الرحمة -
،.كما أن الطاعة أكبر الأسباب لنيل رحمته، ولهذا قال:
✏️{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}
[٤٥]
بسبب إصرارك على الكفر، وتماديك في الطغيان { فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ْ}: في الدنيا والآخرة،
هنا قال ~ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ~ إظهار الشفقة على صاحب الخطا -أخاف عليك -
✨🏷️ لذلك قاعدة✨🏷️
ينبغي أن نتخذها في النصح وفي التذكير حتى في التعليم والتربية
أنا أخاف عليك ،، أنا أريدك تكون أفضل واحد
هنا قال (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ)
مجرد مساس أخاف عليك بسبب أصرارك على الكفر
-فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا- أي في الدنيا والاخرة
& فتنزل بمنازله الذميمة، وترتع في مراتعه الوخيمة، .
📌 فتدرج الخليل عليه السلام بدعوة أبيه، بالأسهل فالأسهل، فأخبره بعلمه، وأن ذلك موجب لاتباعك إياي، وأنك إن أطعتني، اهتديت إلى صراط مستقيم،
📍 ثم نهاه عن عبادة الشيطان، وأخبره بما فيها من المضار، ثم حذره عقاب الله ونقمته وإنه لو تمادى على ذلك يكون للشيطان وليًا
📌، فلم ينجع، وأجاب بجواب جاهل وقال: ✏️{ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا[٤٦]
رغم أنه كان كافر إلاّ أنه انصت واستمع لابراهيم عليه السلام.
@ فلم يتكلم حتى انتهى ابراهيم من كلامه ماذا قَالَ(( أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي ))
فتبجح بآلهته [التي هي] من الحجر والأصنام، ولام إبراهيم عن رغبته عنها، وهذا من الجهل، والكفر الوخيم، يتمدح بعبادة الأوثان، ويدعو إليها.
{ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ ْ} أي: عن شتم آلهتي، { لَأَرْجُمَنَّكَ ْ} : قتلا بالحجارة { وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ْ} : لا تكلمني زمانا طويلا، فأجابه الخليل جواب عباد الرحمن عند خطاب الجاهلين، ولم يشتمه، بل صبر،
و✏️{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [٤٧]
ستسلم من خطابي إياك بالشتم والسب
{ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ْ} أي: لا أزال أدعو الله لك بالهداية والمغفرة، بأن يهديك للإسلام، الذي تحصل به المغفرة،
فــ { إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ْ} : رحيما رءوفا بحالي، معتنيا بي، فلم يزل يستغفر الله له رجاء أن يهديه الله، فلما تبين له أنه عدو لله، وأنه لا يفيد معه شيئا، ترك الاستغفار له، وتبرأ منه.
📌 وقد أمرنا الله باتباع ملة إبراهيم، فمن اتباع ملته، سلوك طريقه في الدعوة إلى الله، بطريق العلم والحكمة واللين والسهولة،
فلما أيس من قومه وأبيه قال:
✏️{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا
[٤٨]
أنتم وأصنامكم { وَأَدْعُو رَبِّي ْ} وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة
{ عَسَى أن لا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ْ}: عسى الله أن يسعدني بإجابة دعائي، وقبول أعمالي، .وهذه وظيفة من أيس ممن دعاهم، فاتبعوا أهواءهم،وعظهم ودعاءهم ، لكن أصروا في طغيانهم ،
& على الأنسان أن يشتغل بإصلاح نفسه، ويرجو القبول من ربه، ويعتزل الشر وأهله.
& استخدم كل طرق الدعوة في دعوتهم الى الله سبحانه وتعالى
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه،
واعتزل إبراهيم قومه، قال الله في حقه:
✏️{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا [٤٩]
من إسحاق ويعقوب { جَعَلْنَا نَبِيًّا ْ} فحصل له هبة هؤلاء الصالحين المرسلين إلى الناس، الذين خصهم الله بوحيه، ، واصطفاهم من العالمين.
✏️{ وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [٥٠]
وهبنا لإبراهيم وابنيه { مِنْ رَحْمَتِنَا ْ} وهذا يشمل جميع ما وهب الله لهم من الرحمة، من العلوم النافعة، والأعمال الصالحة، والذرية المنتشرة، الذين قد كثر فيهم الأنبياء والصالحون.
{ وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ْ} وهذا أيضا من الرحمة التي وهبها لهم، لأن الله وعد كل محسن، أن ينشر له ثناء صادقا بحسب إحسانه،
& وهؤلاء من أئمة المحسنين، فنشر الله الثناء الحسن الصادق ، العالي غير الخفي، فذكرهم ملأ العالمين ، امتلأت بها القلوب، وفاضت بها الألسنة، فصاروا قدوة للمقتدين، وأئمة للمهتدين،.، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
✏️{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا [٥١]
واذكر في هذا القرآن العظيم موسى بن عمران، على وجه التبجيل له والتعظيم، والتعريف
{ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا } قرئ بفتح اللام، على معنى أن الله تعالى اختاره واستخلصه، واصطفاه على العالمين.
& وقرئ بكسرها، على معنى أنه كان مخلص لله تعالى، في جميع أعماله، وأقواله، ونياته، والمعنيان متلازمان، فإن الله أخلصه لإخلاصه، وإخلاصه، موجب لاستخلاصه،
{ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا } : جمع الله له بين الرسالة والنبوة، فالرسالة تقتضي تبليغ كلام المرسل،
ثم بين الله سبحانه وتعالى مامنّ به على موسى
قال: ✏️{ وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا [٥٢]
الأيمن من موسى في وقت.مسيره، أو الأيمن: أي: الأبرك من اليمن والبركة.
{ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا } والفرق بين النداء والنجاء، أن النداء هو الصوت الرفيع، والنجاء ما دون ذلك، وفي هذه إثبات الكلام لله تعالى وأنواعه،،
& كما هو مذهب أهل السنة والجماعة،
نثبت أن الله سبحانه وتعالى يتكلم كلامًا يليق بجلاله وعظمته
وقوله: ✏️{ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا[٥٣ ]
هذا من أكبر فضائل موسى وإحسانه، ونصحه لأخيه هارون، أنه سأل ربه أن يشركه في أمره، وأن يجعله رسولا مثله،
& فاستجاب الله له ذلك، ووهب له من رحمته أخاه هارون نبيا. فنبوة هارون تابعة لنبوة موسى عليهما السلام، فساعده على أمره، وأعانه عليه.
✏️{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا [٥٤]
واذكر في القرآن الكريم، هذا النبي العظيم، الذي خرج منه الشعب العربي، أفضل الشعوب وأجلها، الذي منهم سيد ولد آدم.
{ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ }: لا يعد وعدا إلا وفى به. وهذا شامل للوعد الذي يعقده مع الله أو مع العباد،
ولهذا لما وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه [له] وقال: { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } وفى بذلك ومكن أباه من الذبح، الذي هو أكبر مصيبة تصيب الإنسان،
&ثم وصفه بالرسالة والنبوة،&
📌الوصف الثالث ✏️{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا
[٥٥]
كان مقيما لأمر الله على أهله،
فيأمرهم بالصلاة المتضمنة للإخلاص للمعبود، وبالزكاة المتضمنة للإحسان إلى العبيد، فكمل نفسه، وكمل غيره،
{ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا } وذلك بسبب امتثاله لمراضي ربه واجتهاده فيما يرضيه،
🏷️✨سبحان الله هذه قاعدة ✨🏷️
مهما سعيتِ في رضا الله ولم تهتمي في رضا الناس سيرضيك الله ولو بعد حين
لاحظي 💫 لو تأملنا في الأنبياء وصفاتهم
موسى قال الله عنه (أنه كان مخلصا)
إسماعيل (كان صادق الوعد )
سواء مع الله لما وفى بعهده مع أبيه
[سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ]
لما أمره بالذبح ،، أو مع عباد الله سبحانه كان يأمرهم بالصلاة ويتبع مراضي الله أرضاه الله وجعله من عباده المقربين
📌الذي بعده قصة إدريس ✏️{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا [٥٦]
اذكر في الكتب على وجه التعظيم والإجلال، والوصف بصفات الكمال. { إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا } جمع الله له بين الصديقية، الجامعة للتصديق التام، والعلم الكامل، واليقين الثابت، والعمل الصالح، وبين اصطفائه لوحيه، واختياره لرسالته.
✏️{ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا [٥٧]
رفع الله ذكره في العالمين، ، فكان عالي الذكر، عالي المنزلة.
✏️{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [٥٨]
لما ذكر هؤلاء الأنبياء المكرمين، وذكر فضائلهم ومراتبهم قال: { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ } : أنعم الله عليهم نعمة لا تلحق، ومنة لا تسبق، من النبوة والرسالة،
& وهم الذين أمرنا أن ندعو الله أن يهدينا صراط الذين أنعمت عليهم، وأن من أطاع الله،
كان { مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ } . وأن بعضهم { مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } : من ذريته
{ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ } فهذه خير بيوت العالم، اصطفاهم الله، واختارهم، واجتباهم،.
& وكان حالهم عند تلاوة آيات الرحمن عليهم، المتضمنة للإخبار بالغيوب وصفات علام الغيوب، والإخبار باليوم الآخر،
{ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } : خضعوا لآيات الله، وخشعوا لها، وأثرت في قلوبهم من الإيمان والرغبة والرهبة، ما أوجب لهم البكاء والإنابة، والسجود لربهم، ولم يكونوا من الذين إذا سمعوا آيات الله خروا عليها صما وعميانا.
✨🏷️ وقفة تدبّر 🏷️✨
هذا أمرلابد أن لانغفل عنه أن يكون لك ورد استماع للقرآن ،، القلب يخشع اذا سمع قرآن من غيره ،، اجعلي لك وقت في ليلك أو نهارك تستمعي لقارئ مؤثر يحرك هذا القلب ويجعله يقبل على الله سبحانه
📕 النبي صلى الله عليه عندما قال لابن مسعود -رضي الله عنه- «اقرأ عليَّ القرآنَ»، فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أُنزل؟! قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأتُ عليه سورةَ النساءِ، حتى جِئْتُ إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} قال: «حَسْبُكَ الآنَ» فالتفتُّ إليه، فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
لابد أن يكون لنا نصيب من هذه المحبة
لاشك أن التأثر بالقران وسماعه منقبة عظيمة يختص الله به من يشاء من عباده
🍃نسأل الله أن يفتح مغاليق قلوبنا وأن يدخل هذا النور العظيم في قلوبنا 🍃
📌 وفي إضافة الآيات إلى اسمه { الرحمن } دلالة على أن آياته، من رحمته بعباده وإحسانه إليهم حيث هداهم بها إلى الحق، وبصرهم من العمى، وأنقذهم من الضلالة، وعلمهم من الجهالة.
نسأل الله ان يجعل القران ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وذهاب همومنا ، وجلاء احزاننا 🍃
📍 الصلاة تحميك من نزغات الشيطان لذلك
قال سبحانه وتعالى ✏️[فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [٥٩]
كيف السبيل لذلك ❓هذه الايات السابقة عند قوله تعالى [إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا]
& القرآن رحمة علينا &
أن نتمسّك بحبل الله في هذه الدنيا
📒< تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما : كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ>
كتاب الله،، وسنته ،، هي النجاة -
علينا التمسك بها لعل الله يرحمنا برحمته
📌ونتوقف عند هذه الاية وشرحها الممتع
💫وتكون لقاءنا القادم باذن الله 💫
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق