السبت، 18 ديسمبر 2021

مجلس تدبر سورة السجدة 🍃

 


✍🏻المجلس التدبّري بتاريخ 

١٤-٥-١٤٤٣ هجري 

           

💐لـ سورة  السجدة 💐


    وعدد آياتها [  ٣٠  ]


"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


"اللهم علّمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علّمتنا وأرزقنا علمًا ينفعنا


📝 سورة السجدة سورة مكية 

:

" كان النبي صلّى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة( الم تَنْزِيلُ )السجدة


( وهَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ)


▪️ونبه العلماء انها من القضايا المرتبطه في قضية البعث 

وقضية البعث موجوده في هذه السورة 

موجود في سورة االأنسان 

وقال النبي عليه الصلاة والسلام ، ان يوم القيامة يوم [جمعه ]


◽️بعض العلماء نبه على هذا فكأنها تذكير لهذا اليوم وهو -اليوم الاخر-


كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .كان 

يقرا في   خطبة يوم الجمعه  سورة (ق)

وهي ايضًا مرتبطه بالحديث عن البعث 


"علينا أن نكون حريصين على قراة هذه السورة في فجر يوم الجمعه كما كان عليه الصلاة والسلام 


▪️ سورة السجده فيها تنبيه على مراحل الخلق وهذا ايضًا موجود ومتكرر في سورة الانسان 


وقد أشار بعض العلماء أن ادم خلق في اخر ساعة من يوم الجمعه،، كأن في ذلك تذكير لخلق الانسان


◽️ اشهر فضيله لهذه السورة ان النبي صلي الله

كان يقرا في صلاة الفجر من يوم الجمعة . 


           [موضوعات السورة]

أول موضوع بدأت به هو الوحي

كما هو  ظاهر  (الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ)


"ثم تحدثت عن استحقاق الله للألوهية 


"ثم تكلمت عن البعث والجزاء 


▪️ ذكرت سورة متقابلة بين جزاء الكفار والمؤمنين 

ثم جاء الموضوع الذي بعده الاشارة الى موسى 

عليه السلام في هذه السورة


◽️ ثم ختمت بالاستدلال على الكفار بقدرة الله في اهلاك السابقين واحياء الارض الميتة

هذا  جانبان جانب  تهديد الكفار ،،وجانب وعد المؤمنين  


" في قضية الأرض الجرز أرض جرداء ينزل عليها الماء تزهر وتنبت،، فيه إشارة الى حال المؤمنين قبل أن يظهروا وينتصروا كحال هذه الأرض الجرداء


▪️ ثم حالهم بعد الظفر والنصر بعد أن أظهر النبات فيها جانب التهديد للكفار من جانب 

والوعد والبشارة للمؤمنين من جهة 



◽️ ثم ذكرت استبعاد الكافرين ليوم الجزاء

وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم الاعراض عنهم وانتظار العذاب لهم 


   "وختمت السورة بهذا الموضوع "



📌 المحور الرئيسي كما ذكر البقاعي 

انذار  الكفار بهذا الكتاب لأنها افتتحت بهذا الكتاب ،، السائر للابرار بدخول الجنة والنجاة من النار 


▪️ الاسم الصريح الثابت لها السجدة

وبعض العلماء يسموها [الم السجدة ]

بعضهم يسموها [تنزيل ] لأنها جاءت الم تنزيل 


" تسميتها منطبق على مادعت عليه آياتها  اخبات وترك الاستكبار لله عز وجل وهذا معنى لطيف ،، والاسماء التي وردت المضاجع

     (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)


◽️ وسنجد أن الناس فريقان فريق الكفار الذين أبوا أن يكونوا من أهل الخضوع والسجود

والمؤمنين الذين كانوا من أهل السجود والخضوع

فوعدهم الله -(فلا لَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)


"ربّما هذا المعنى يذكرنا بما وقع بين أبليس والملائكة وآدم في قصة الخلق عندما أمر الملائكة بالسجود فأبى أبليس وربما بدأت المعركة من ذلك الموقف


▪️وتبقى السجدة علامة استجابة وأنقياد لأوامر الله تعالى 

ويبقى الاستكبار عن السجود علامة عن الأعراض والكفر .

   

﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 


✏️{الم*تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(١-٢)

القرآن كتاب الله  لَا شك فيه 


آلم : هذه الحروف  التي ذكرت في القرآن : مثل سورة البقرة - آ ل عمران  وغيرها من السور - تأتي لاثبات أعجاز القرآن وأنه معحزة من الله عز وجل 


*ودائم هذه الحروف يأتي بعدها الانتصار للقرآن ، أو الإشادة لشي من القرآن . 

فلما قال الله تعالى آلم ،، جاءت تنزيل الكتاب لاريب فيه - أي لاشك  فيه ولامرية أنه منزل 


🩸 في هذه الايه اثبات أنه منزل من عند الله عز وجل


ثم قال من ربّ العالمين :

اثبات وزيادة أخبار أنه من ربّ العالمين


~^~لاحظي  ~^~ 

قال : ربّ العالمين،، كل ماسوى الله عالم 

كل   هذا العالم الله عز وجل ربه 


ثم قال مخبرا عن المشركين ✏️{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدونَ (٣)

 ، هنا أم بمعنى بل يقولون : افتراه 


~^~لاحظي ~^~ 

ثلاث اثباتات  *تنزيل

*لاريب فيه

*من رب العالمين


ثم بعد ذلك  يقولون - افتراه : اختلقه من تلقاء نفسه ،  بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون 

 لعلهم  : يتبعون الحق .


📍 وفي هذه الايه اعظم ايه ودليل واقوى على  ان من أراد الهدايه عليه بالاقبال على  القرآن

كلنا محتاجون للهدايه بأن يهديك في طاعتك ،،ودينك ،وترك المعاصي ،وتربيتك لابنائك


◽️ الهدايه معنى واسع يهديك الله حتى في طلب الرزق حتى في سؤاله وعبادته ومعاملاتك كلها نحتاج الهداية من الله اين نجد هذه الهدايه 

             [في القران لعلهم يهتدون]


"ثم جاء التنويه بألوهية الله فماذ قال ؟ 


✏️{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٤)


يخبر تعالى أنه الخالق للأشياء ، فخلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش . 


ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع  : -بل هو المالك لأزمة الأمور ، الخالق لكل شيء ، المدبر لكل شيء ، القادر على كل شيء ، فلا ولي لخلقه سواه ، ولا شفيعإلا من بعد إذنه .


📍هذه الايه سبحان الله تجعل قلب المؤمن 

   يتعلق بالله 


أفلا تتذكرون يعني : أيها العابدون ، المتوكلون على غيره  تعالى وتقدس وتنزه أن يكون له نظير أو شريك أوند ، أو لا إله إلا هو ولا رب سواه .




✏️{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٥)

يتنزل أمره كل أمر الله عز وجل من أحياء،، وإماته ورزق ،، وحمل وولادة ،، حتى الهداية والضلال أرزاق كل أرزاقنا يدبرها الله جلّ جلاله .



أعلى السماوات إلى أقصى الأرض السابعة ، 

كما قال الله تعالى :﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ 


◽️ وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا ، ومسافة ما بينها وبين الأرض [ مسيرة ] خمسمائة سنة ، وسمك السماء خمسمائة سنة .


📕وقال مجاهد  : النزول من الملك في مسيرة خمسمائة عام ، وصعوده في مسيرة خمسمائة عام ، ولكنه يقطعها في طرفة عين : [الله أكبر


لهذا قال في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )  من هو  


✏️{ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦)

المدبر لهذه الأمور الذي هو شهيد على أعمال عباده ، يرفع إليه جليلها وحقيرها ، وصغيرها وكبيرها - 

هو  العزيز :الذي قد عز كل شيء فقهره وغلبه ، ودانت له العباد والرقاب ، 

الرحيم - بعباده المؤمنين . فهو عزيز في رحمته ، رحيم في عزته.

 [ وهذا هو الكمال : العزة مع الرحمة ، والرحمة مع العزة ، فهو رحيم بلا ذل ] .


📌 وقفة تدبّر عظيمة 📍

في هذه الآية عندما قال الله (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)

..

وفي سورة المعارج قال(خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)

 

هل هناك علاقة بين هذين اليومين

في سورة المؤمنون قال تعالى <وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ>


📍 لو نظرنا إلى ستة أيام التي خلق الله فيها السموات والأرض 

" لو تأملناه يصعب علينا بالفعل ماهو المراد

هنا خمس مائة وألف سنة (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ)


" لو نظرنا لستة الأيام هل هي كـ طبيعة أيامنا 

نقول  *~الله أعلم~*

هذه الآية لم ذكر مقدار [ ألف سنة ]


▪️ بيان على الأثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،، وورد عن الصحابه أن مابين السموات والأرض مسيرة  [خمس مائة عام ]

فإذا خمس مائه بالعروج وخمس مائة بالنزول هذه ألف 


" هكذا فسر بعض السلف هذه الآية " 


◽️ لكن في يوم مقدار ألف سنة هذا يكون يوم القيامة ،، إذًا مقادير يوم القيامة ليست كـ مقادير الدنيا ليس هناك تعارض بين المقادير التي ذكرها الله تعالى 



📘 وقدسئل ابن عباس رضي الله عنه عن هذين اليومين قال الله أعلم هما يومان ذكرهما الله 


▪️ هذا دليل واضح في أن يوجد آيات لايمكن الوصول إليها لمعنى دقيق أو مغزى أو نحدد ماهو المقصود باليوم [خمسبن ألف سنة ]

من حيث اليوم معروف لغة لكن أن نحدد مقدار اليوم 

الخلاف في المقدار وليس في معنى اليوم 

المقدار يدخل في الحكمة وعلم الله 


" إذًا لايوجد فائدة في تتّبع ماأبهمه الله تعالى واستأثر بعلمه ،، ولايدخل في جانب مابعد المعنى  جانب الحِكم  لما ذكر الله .

  <وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ>


▪️ أغلب العلماء قالوا هل هي كمقاديرنا 

 أو لها مبتدأ ومنتهى يختلف عن أيامنا

هذه المسألة لانستطيع نجزم بها . 


"لكن تدلك على عظم الله وقدرته جلّ جلاله .

كذلك التسليم لأمر الله تعالى عندما تعلمين بإن الله يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض 


◽️ كل أمورك مدبّرة فأنتِ تسألين الله عز وجل 

مهما كان كل شي ضدك لكن يتذكر الأنسان أن ليس معه إلاّ الله <إن معي ربي سيهدين >


" فأرشدنا يالله بحكمتك لابحكمتنا 

دلنّا على ماتشاء لا على مانشاء


" الله صاحب الأمر ونحن ليس لنا من الأمر شي 

إذا سألت الله بهذ القلب المؤمن الموقن المتوكل على الله عز وجل فإن الله سيحقق  مرادك ويعطيك سؤلك حتى وإن كان أعظمها 


▪️ وإن لم نُعطى سؤلنا طمأنينة يلقيها الله عز وجل في صدرك 


نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين وأن يتقبل دعواتنا وأن يعلق قلوبنا به جل جلاله 🍃 


📌 ثم جاءت الآيات التي تتحدث عن أطوار خلق الأنسان .


✏️{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (٧)

 إنه الذي أحسن خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها .

  : أحسن خلق كل شيء . كأنه جعله من المقدم والمؤخر .


"ثم لما ذكر خلق السماوات والأرض ، شرع في ذكر خلق الإنسان فقال : وبدأ خلق الإنسان من طين يعني : خلق أبا البشر آدم من طين .



✏️{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (٨)

يتناسلون كذلك من نطفة تخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة


✏️{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (٩)


ثم سواهيعني : آدم ، لما خلقه من تراب خلقه سويا مستقيما ، 

ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة - ، يعني العقول ،

  قليلا ما تشكرون - أي : بهذه القوى التي رزقكموها الله عز وجل .فقليل من عباده من يشكرها

 

"فالسعيد من استعملها في طاعة ربه عز وجل .


◽️ وخص الله ذكر هذه المنافذ والحواس لأنها أكثر مايستقبل بها العبد المواعظ وهي أسرع التي ينفذ بها العلم للإنسان ،، وقد يكون أكثر مايستعملهاالأنسان في معصية الله جلّ جلاله 



✏️{وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۚ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (١٠ )


بدأ الآن في آيات  استبعاد البعث ،، لمّا علّق القلوب  بالله عز وجل بين أن هناك طائفة مستبعدة البعث 


يخبر الله  عن المشركين في استبعادهم المعاد حيث قالوا : أئذا ضللنا في الأرض  أي : تمزقت أجسامنا وتفرقت في أجزاء الأرض وذهبت ، 


أئنا لفي خلق جديد  ؟ أي : أئنا لنعود بعد تلك الحال ؟يستبعدون ذلك ، وهذا إنما هو بعيد بالنسبة إلى قدرتهم العاجزة ، لا بالنسبة إلى قدرة الذي بدأهموخلقهم من العدم ، الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون


ولهذا قال : ( بل هم بلقاء ربهم كافرون )



✏️{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)


 ، الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص معين من الملائكة ، كما هو المتبادر من حديث البراء " ، وقد سمي في بعض الآثار بعزرائيل ، وهو المشهور ، 


📕 قاله قتادة ، وله أعوان . وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد ، حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت .


📘 قال مجاهد : حويت له الأرض فجعلت له مثل الطست ، يتناول منها متى  يشاء .وقول مجاهد هذا فيه معنى عظيم هو أن الأنسان لايدري متى تقبضروحه ،، ملك الموت الأرض له متى ماأمره الله قبض روح ماشاء . 


 ثم إلى ربكم ترجعون  : يوم معادكم وقيامكم من قبوركم للجزاء ترجعون إلى الله جلّ جلاله ، 


              ♨️وقفة تأمل ♨️


هل بعد هذا التذكير موعظة ؟بأن العبد يستبعد البعث ،، واستبعاد البعث ليس فقط من المشركين ،،  وإنما حتى من العصاة .


▪️ وليس العاصي ليس الذي  يخطئ ويتوب ويؤب إلى الله عز وجل ،، إنما الذي يبارز الله بالمعاصي ،، المصّر على المعصية هذا مستبعد للبعث ، هذامستبعد بأن تقوم قيامته أي لحظه إذا كان يبارز الله ~والعياذ باللهأو كان مصرًا على كبيرة من كبائر  الذنوب.


◽️ أمّا العبد إذا  وقع في معصية ولجأ إلى الله وسأل الله أن يمحو تلك المعصيةفأنه يتذكر لحظة وقوقه بين يدي الله عز وجل  ومحاسبتة على هذا الذنب .


" سرعان مايتوب ويرجع لله وقد يجعل الله الذنب للعبد المنكسر [نعمة ] ،، بإن يذوق لذة الأنكسار بين يدي الله عز وجل .


نسأل الله أن لايميت قلوبنا ،، ونسأل الله أن لايجعلنا في غفلة من هذا الأمر العظيم وهو استبعاد البعث 🍃


📌ثم  بين الله حال المشركين السيء يوم القيامةفقال 


✏️{وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢)


،متى قال المشركين ذلك؟  حين عاينوا البعث ، وقاموا بين يدي الله حقيرين ذليلين ، ناكسي رؤوسهم ، : من الحياء والخجل ، 


يقولون :  ربنا أبصرنا وسمعنا  : نحن الآن نسمع قولك ونطيع أمرك ، كما قال تعالى :

<أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ۖ

 . وكذلك يعودون على أنفسهم بالملامة إذا دخلوا النار 


بقولهم :<وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ>.


 هؤلاء يقولون :  ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا  : إلى الدار الدنيا ، نعمل صالحا إنا موقنون -

 قد أيقنا وتحققنا أن وعدك حق ولقاءك حق ، 


" وقد علم الرب تعالى منهم أنه لو أعادهم إلى الدار الدنيا لكانوا كما كانوا فيها كفارا يكذبون آيات الله ويخالفون رسله ، 



✏️{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣)


، كما قال تعالى <وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ>


ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين - أي : من الصنفين 


             ، نعوذ بالله  من ذلك .🍃


✏️{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤)

يقال لأهل النار على سبيل التقريع والتوبيخ : ذوقوا [ هذا ] العذاب بسبب تكذيبكم به ، واستبعادكم وقوعه ، وتناسيكم لهإذ عاملتموه معاملة من هو ناس له ،  إنا نسيناكم 


 [ إنا ] سنعاملكم معاملة الناسيلأنه تعالى لا ينسى شيئا ولا يضل عنه شيء ، بل من باب المقابلة ، 


 كنا قال <وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا >.

وقوله :  وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون - أي : بسبب كفركم وتكذيبكم ،


▪️ عذاب الخلد خالدين فيه لايتزحزون 

             والعياذ بالله 🍃


هذه الآية من الألم والحرمان أن ينسالك الله عز وجل وليس معنى ينساه يضل  أمورنا لاتخفى على الله 


" ولكن معناه ينساك ويجعلك في هذه الدار كما نسينا الله عز وجل في الحياة الدنيا -بذكر التوبة 

ومراقبته -وأنه شهيد ومطلع على جليل الأعمال وحقيرها،، صغيرها وكبيرها 


◽️ إذا نسبنا هذا الأمر ثقي بإن الله عز وجل لن يذكر هذا العبد ولن يشفّع فيه 

ولهذا قال(وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

لأنهم نسوا الله عز وجل 


📌ثم جاء الآيات عن المؤمنين وهذا حال القرآن يثني بحال الكافرين ثم المؤمنين وجزاءهم .


         جعلنا الله ووالدينا من المؤمنين 🍃



✏️إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ (١٥)

 إنما المؤمنون حصر - من هم 

إنما  يصدق بها  هذه الآيات ،، إنما يؤمن بآياتنا 

والإيمان التصديق مع القبول  والإذعان والاستجابة


الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا : استمعوا لها وأطاعوها قولا وفعلا 

 وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون :-عن اتباعها والانقياد لها ، كما يفعله بعض الكفار والمنافقين


، قال الله تعالى  إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ>


              ♨️أمور هااامة ♨️

أول عمل نعمل به حتى نكون من أهل الإيمان والجزاء المنتظر لهم  من الله أن نؤمن بآيات الله عز وجل 

حال التذكير بها بمعنى خروا سجدًا .


▪️ السجود والانقياد لله كأن المؤمنين بالله هم من هذا الصنف فقط  لأن الله عز وجل قال [إنما ] من أدوات الحصر

وهذا ميزان للعبد المسلم لينظر في حاله ويتدبر أمره.


"  يؤمن تشعر صيغة المضارع بأنهم يتجددون في الإيمان ويزدادون يقينًا وقوة عندما يستمعون وينظرون في آيات الله  


◽️مثال لو نظرتِ في حال غروب الشمس وازداد قلبك إيمانًا أنتِ ممن نظر إلى  آيات الله آمن بها ،، أو ذكّر بآيات الله وآمن بها.


▪️ جلستِ في مجلس ذكر واستمعتِ لآيات الله  وتحرك شيءً في قلبك،، رفعتِ طرفك إلى السماء وقلتِ يارب تعلقتِ بالله 

أنتِ من تذكّر آيات الله وهكذا ..


      "هذه آيات الله الشرعية والكونية"



✏️{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (١٦)


يعني بذلك قيام الليل ، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة . 

.

📕 وقال الضحاك :هي  صلاة العشاء في جماعة ، وصلاة الغداة في جماعة .


يدعون ربهم خوفا وطمعا : خوفا من وبال عقابه ، وطمعا في جزيل ثوابه ، 


ومما رزقناهم ينفقون :، فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية ، وهي الأنفاق 


📘 روى عن الأمام أحمد عن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:  كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يومًا قريبًا منه 


ونحن نسير قلت يانبي الله  أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله  عليه: تعبد الله لا تشركبه شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، 


ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة 

وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع ﴾ِ حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُونَ  ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ 


" قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذُروة سَنامه الجهادثم قال: ألا أُخبرك بمِلاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول اللهفأخذبلسانه وقال كُفَّ عليك هذا


"قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّك، وهل يكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم (أو قال على مَنَاخِرِهم) إلا حَصائدُ ألسنتِهِم؟.


هذه الاية(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)

~*~لاحظي ~*~المجافاة المباعدة -

وكأن جنوبهم لاتستطيع تتململ على الفراش 

حتى تقوم لله عز وجل هذا معنى المجافاة 


◽️الأمر الأول قيام الليل لكن ليس قيامًا أجوفًا ليس فيه قلب يحركه وإنما فيه دعاء لله عز وجل


" هذاالدعاء يكون مابين [خوفٌ ورجاء]

تسألين الله الجنة،،  تسألين الله الثبات صلاح الأحوال، والنيه ،والأولاد،  هذا الطمع والخوف

تسألين الله أن يجيرك من النار وأن لايزغ قلبك بعد الهداية هذا الخوف


خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ:-

أبواب النفقة متعددة نفقة بالعلم ،،ونفقة بالجاه، ونفقة خدمتك لاخوانك تبسمك، لهم 

النفقه بالطعام بالماء مما رزقك الله انفقي 


ماذا لهم


✏️{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)

فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم ، واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد ، لما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الثواب ، جزاءفإن الجزاء من جنس العمل .


📕 قال الحسن  البصري  : أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين ، ولم يخطر على قلب بشر . 


📘 عن  أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ،ولا خطر على قلب بشر " . قال أبو هريرة : فاقرءوا إن شئتم :

 ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .


▪️ عنه ايضًا من يدخل الجنة ينعم ولايبأس لاتبلى ثيابه ، ولايبلى شبابه وفي الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ،


نسأل الله بمنّه وكرمه أن يرزقنا ووالدينا والمسلمين و يرينا عين اليقين الجنة 🍃




✏️{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (١٨)

يخبر تعالى عن -عدله  وكرمه - أنه لا يساوي في حكمه يوم القيامة من كان مؤمنا بآياته ، بمن كان فاسقا ، أي : خارجا عن طاعة ربه مكذبا لرسله إليه ،


 كما قال تعالى <أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ>


لهذا قال تعالى : (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ)

 أي : عند الله يوم القيامة .


"وقد ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما : أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، وعقبة بن أبي معيط ; ولهذا فصل حكمهم.


 فقال ✏️{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩)

أي : صدقت قلوبهم بآيات الله وعملوا بمقتضاها ، وهي الصالحات - فلهم جنات المأوى - أي : التي فيها المساكن والدورنزلا - أي : ضيافة وكرامة ( بماكانوا يعملون)



✏️{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)

أي : خرجوا عن الطاعة ،  فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها 


📕 قال الفضيل بن عياض : والله إن الأيدي لموثقة ، وإن الأرجل لمقيدة ، وإن اللهب ليرفعهم والملائكة تقمعهم .


وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون -أي : يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا .


◽️ سبحان الله لايستوي المؤمن بالكافر وهذا [عدل الله ]


✏️{وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١)


قال ابن عباس : يعني بالعذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها ، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه . .


"نسال الله أن يجعلنا ممن اذا ابتلاهم الله بشيء في الحياة الدنيا أن نرجع إلى الله ونتوب اليه ونجدد العهد به 🍃




✏️{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (٢٢)


 : لا أظلم ممن ذكره الله بآياته وبينها له ووضحها ، ثم بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها ، كأنه لا يعرفها .


📘 قال قتادة رحمه الله : إياكم والإعراض عن ذكر الله ، فإن من أعرض عن ذكره فقد اغتر أكبر الغرة ،وهذا من [ أعظم الذنوب ].


"ولهذا قال تعالى متهددا لمن فعل ذلك : ( إنا من المجرمين منتقمون ) أي : سأنتقم ممن فعل ذلك أشد الانتقام .



📌 بعد ذلك جاءت الآيات التي فيها كتاب موسى وإمامة بني اسرائيل فقال :-


✏️{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٣)


يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله موسى ، عليه السلام ، أنه آتاه الكتاب وهو التوراة .

وقوله : ( فلا تكن في مرية من لقائه ) 


📕 : قال قتادة : يعني به ليلة الإسراء . ثم روي عن أبي العالية قال : حدثني ابن عم نبيكم - يعني ابن عباس - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أريت ليلة أسري بي موسى بن عمران ، رجلا آدم طوالا جعدا ، كأنه من رجال شنوءة . ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق ، إلى الحمرة والبياض ، مبسط الرأس، ورأيت مالكا خازن النار والدجال ، في آيات أراهن الله إياه " ، ( فلا تكن في مرية من لقائه ) ، أنه قد رأى موسى ، ولقي موسى ليلة أسري به .


وقوله : -وجعلناه - أي : الكتاب الذي آتيناه

هدى لبني إسرائيل : القرآن هدىٌ لنا لعلهم يهتدون كل ماأنزله الله هداية للخلق.



✏️{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)

، أي : لما كانوا صابرين على أوامر الله وترك نواهيه وزواجره وتصديق رسله واتباعهم فيما جاؤوهم به ، كان منهم أئمة يهدون إلى الحق بأمر الله ، ويدعون إلىالخير ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر . ثم لما بدلوا وحرفوا وأولوا ، سلبوا ذلك المقام ، وصارت قلوبهم قاسية ، يحرفون الكلم عن مواضعه ، فلا عملصالحا ، 


ولهذا قال : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا - قال قتادة : لما صبروا عن الدنيا :


◽️ ، ولا ينبغي للرجل أن يكون إماما يقتدى به حتى يتحامى عن الدنيا .


.

ولهذا قال تعالى <وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ*وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنبَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ >



✏️{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥)

أي : من الاعتقادات والأعمال


▪️ بما تنال الإمامة في الدين بالصبر على أوامر الله،، وباليقين التام على ماأعده الله عز وجل 


📌 ثم جاء ختام السورة بأخذ العبرة والعظة بالماضي فقال عز وجل 


✏️{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ ۖ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (٢٦) 

أولم يهد لهؤلاء المكذبين بالرسل ما أهلك الله قبلهم من الأمم الماضية ، بتكذيبهم الرسل ومخالفتهم إياهم فيما جاءوهم به من قويم السبل ، فلم يبق منهم باقيةولا عين ولا أثر ؟ 


هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا>


ولهذا قال :  يمشون في مساكنهم  : هؤلاء المكذبون يمشون في مساكن أولئك المكذبين فلا يرون فيها أحدا ممن كان يسكنها ويعمرها ، ذهبوا منها .


             <كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ >


ولهذا قال :  إن في ذلك لآيات - : إن في ذهاب أولئك القوم ودمارهم وما حل بهم بسبب تكذيبهم الرسل ، ونجاة من آمن بهم ، لآيات وعبر ومواعظ  .


أفلا يسمعون  : أخبار من تقدم ، كيف كان أمرهم ؟ .


✏️{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (٢٧)

يبين تعالى لطفه بخلقه ، وإحسانه إليهم في إرساله الماء إما من السماء ما تحمله الأنهار وينحدر من الجبال إلى الأراضي المحتاجة إليه في أوقاتهولهذا قال:  إلى الأرض الجرز ، وهي -الأرض -التي لا نبات فيها ،



📌 ثم ختمت الايات باستعجال الكفار بالعذاب



✏️{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٢٨)

يقول تعالى مخبرا عن استعجال الكفار وقوع بأس الله بهم ، وحلول غضبه ونقمته عليهم ، استبعادا وتكذيبا وعنادا :  ؟ : متى تنصر علينا يا محمد ؟ وهو يومالفتح - كما تزعم 


✏️{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (٢٩)


يوم الفتح :إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا وفي الأخرى ، 

 لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون  ، 


كما قال تعالى <فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ>


◽️ ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أخطأ 


 ، فإن يوم الفتح قد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء ، وقد كانوا قريبا من ألفين ، ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم.


 لقوله : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ )

 ، وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل ، 


كقوله تعالى <فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا>


وقوله <قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ >


✏️{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (٣٠)


ثم قال  : أعرض عن هؤلاء المشركين وبلغ ما أنزل إليك من ربك  ، وانتظر فإن الله سينجز لك ما وعدك ، وسينصرك على من خالفك ،


 إنهم منتظرون  : أنت منتظر ، وهم منتظرون ، ، 


<أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ>


، وسترى أنت عاقبة صبرك عليهم وعلى أداء رسالة الله ، في نصرتك وتأييدك ، وسيجدون غب ما ينتظرونه فيك وفي أصحابك ، من وبيل عقاب الله لهم ، وحلولعذابه بهم ،

        " وحسبنا الله ونعم الوكيل "



   "تم تفسير سورة السجدة "


اللهم لك الحمد على تيسير تفسير هذا الجزء بفضلك ومنتك وليس بحولنا ولا قوتنا 

اللهم اجعله خالصًا لوجهك الكريم  وتقبله بقبول حسنًا ياذا الجلال والأكرام  🍃


اللهم ياحي ياقيوم انفعنا بما علمتنا وزدنا

 علمًا ونورا وهداية وتقوى ورشادًا 🍃


🍃اللهم املأ قلوبنا إيمانًا بك وتوكلاً عليك ، ويقينًا بلقائك 


اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وذهاب همومنا وجلاء أحزاننا🍃


اللهم اغفر لنا ولوالدينا 

 والمسلمين  والمسلمات 

واشفي مرضانا ومرضى المسلمين 🍃


وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .


🍃‏‎• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت

 أستغفرك وأتوب إليك


   🤍🩸🤍🩸🤍🩸🤍🩸

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق