✍🏻مجلس تدبّر سورة ( سبأ) 2️⃣
الأربعاء الموافق ١٥- ٢- ١٤٤٣ هجري
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
تفسير الآيات من آيـة ( ١٥) إلى آيـة ( ٣٣ )
📌 بعد أن ذكر الله حال الشاكرين وعاقبتهم ومثّل بـ داود وسليمان عليهما السلام .
أعقبهم بذكر حال الجاحدين وعاقبتهم في قصة قوم سبأ.
قال تعالى ✏️{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)
"كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها "
وَ سبأ في الأصل هو رجل اسمه سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان نسبة إليه هذه القبيلة وسميت به هذه البلاد .
📘 قال الإمام أحمد ، رحمه الله :-قال : سمعت ابن عباس يقول : إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ : ما هو ؟ رجل أمامرأة أم أرض ؟ قال : " بل هو رجل ، ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، وبالشام منهم أربعة ، فأما اليمانيون : فمذحج ، وكندة ، والأزد ،والأشعريون ، وأنمار ، وحمير . وأما الشامية فلخم ، وجذام ، وعاملة ، وغسان .
بها وصف الله بلدهم قال عز وجل
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖجَنَّتَانِ:- . كان عيشهم رغيد وأرضهم خصبة وأمطارهم غزيرة
فعمد ملوكهم من كثرة الخير التي أصابت بلادهم فبنوا سدًا عظيمًا محكمًا هو
( سد مآرب الشهير )
فجعلوا له عيون تفتح وتغلّق ياخذون منه بقدر حاجتهم ويختزنون الباقي لوقت الشدة
"اذًا ارضهم كانت تتدفق بالخيرات ،حقول ومروج وسهول وصفها الله بأنها (جنتان )
📍هذا يجعلنا ممن يتخيل روعتها
هذه البلاد وكثرة مافيها من الامطار
" حتى أن أن المرأة كانت تمشي تحت الأشجار وعلى رأسها مكتل أو زنبيل ، وهو الذي تخترف فيه الثمار ، فيتساقط من الأشجار في ذلكما يملؤه من غير أن يحتاج إلى كلفة ولا قطاف
" وأنه لم يكن ببلدهم شيء من الذباب ولا البعوض ولا البراغيث ، ولا شيء من الهوام ، وذلك لاعتدال الهواء وصحة المزاج وعناية الله بهم ،ليوحدوه ويعبدوه
" كذلك ما امتن الله به عليهم أن سهل لهم طرق السفر أن جعل بينهم وبين بلاد الشام التي كانت يقصدونها طريق ممتده ع الجانبين حدائقوبساتين وأماكن للاستراحه
"هذا كله نعيم من الله"
قال الحسن رحمه الله بين الشام والقرى التي بورك فيها ،،كانت أربعه الآف وسبع مائه قريه
بورك فيها بالشجر والثمر والماء
"وحالهم رغيد ونعم الله عليهم تترا
كما قال تعالي (بلدة طيبة ورب غفور )
"فلما بيّن الله عز وجل لنا هذا النعيم
، ( كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ)
لاحظي نسبة الرزق لمن ؟ لله
📍 اذًا نحن نعيش في رزق الله،،أمن من الله،، ورغد عيش من الله وصحة
لاحظي قال (ربكم) أن الله عز وجل هو المتفضل
وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ :-شكر الله على هذه النعم ،، ولانستعين عليها بمعصيته
📍 من شُكر الله - أن يطاع - ويشكر ونعبده
بجميع انواع الشكر
"ماموقف سبا من هذه النعم✨
✏️{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦)
وقوله : ( فأعرضوا ) أي : عن توحيد الله وعبادته وشكره على ما أنعم به عليهم ،
"لما أعرضوا وبطروا هذه النعمة حتى انهم طلبوا ان تتباعد اسفارهم بين تلك القرى
( فأرسلنا عليهم سيل العرم ) : السبل المتوعر الذي خرب سدهم واتلف الجنات واتلف البساتين تبدلت تلك الجنات وصارت لأنفع فيها
لهذا قال عز وجل-وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ؛- اي شي قليل من الاكل
وَأَثْلً وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيل:- هذا الشجر كله معروف
اذًا هذا من جنس أعمالهم بأن عاقبهم بتبديل النعمة — نقمة
وأرسل عليهم هذا السيل الجارف وخرب سدهم وأغرق مزارعهم،، وبدلّهم جزاء جحودهم
" فلمّا سئمو الراحة وملّوا النعمة
سبحان الله هذا امثلته كثيره في القران
نسال الله أن يجعلنا ممن يشكر نعم الله ولا يبطر بها🍃
📕 يقول ابن القيم - رحمه الله -
“من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملها العبد ويطلب الإنتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنهخير له منها وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه حتى إذا ضاق ذرعاً بتلك النعمة وسخطها وتبرّم بهاواستحكم ملله لها سلبه الله إياها
نعوذ بالله من ذلك،، نعوذ بالله من ذلك🍃
" هذا الذي حصل لقوم سبأ
فقال عز وجل عن استبدال هذه النعم بانها
وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُل خَمْط " الاكل الخمط الثمر المر
واثل- الاشجار ذات الفروع والعيدان فقط لاورق ولاثمر فيه لانفع فيها
وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ:- معلوم أن شجر النبق قلة لايسمن ولايغني من جوع
✨هذا من تبديل النعم بالنقم✨
♨️وقفة تدبّر ♨️
تذكري حالك ماكان الله يكرمك بنعمة ثم يسلبنا إياه إلاّ بسبب منا ،،إمّا بدلّنا وبدلّ الله لنا
غّيرنا غيّر الله علينا
الله عز وجل يقول<إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ >
قوم سبأ بطروا وجحدوا نعم الله كأن من رفع السيف على نفسه أو سقاه سمًا
اذًا هذا مثال المخذول والعياذ بالله🍃
"مصروف لعداوة نفسه وظلموا حين دعوا فاستجاب الله دعوتهم وسلب منهم النعمة
باعد بين اسفارهم صاروا يسيرون في مسافات فقدوا اماكن الظل والراحة مزقهم كل ممزق تفرقت قبيلتهم
وفي هذا آية للصابرين والشاكرين✨
وعبرة للمعتبرين وذكرى للذاكرين✨
📌 مدارسة لهذه القصة
أن عقوبة البطر ،،الحرمان
والحرمان له صورتان أما ان يحرم النعمة تنزع منه كما حصل لقوم سبأ
والنعمة اذا نزعت قلّما تعود إليه
📌 الصورة الثانيه وإما ان تبقى النعمة
لكن أصحابها يحرمون بركتها ،،يحرمون نفعها
🍃نسال الله السلامة والعافيه🍃
♨️وقفة هااامة ♨️
وربما كثير من الابتلات التي تنزل على النساء
في الحياة الزوجية،، ويكون سببه قلة الشكر
أو البطر والجحود
يقول سبحانه لاينظر الله إلى المراة وهي لاتشكر زوجها وهي لاتستغتي عنه
فأي سعادة ،وطمأنينة ،وسكينه ،وراحه تبحث عنها الزوجه في بيتها إذا كان الله لاينظر إليها
🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃
✏️{ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (١٧)
معناه أن الله بين لنا : عقوبتهم وان هذا الجزاء بسبب كفرانهم لنعم الله عز وجل
ثم قال استفهامًا لتقرير هذه المجازاة
وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ :- 📗 وقال الحسن رحمه الله : صدق الله العظيم . لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور
♨️ الوصية العمليه للتدبر من خلال هذه الثلاث الايات ✨
أننا نشكر نعِم الله حتى يبارك الله لنا فيها ولا تمحق بركتها ولا تنزع منّا من غير أن نعلم
" ومما يعيننا على الشكر أن تتقبلي نعمة الله عليك بقبول حسن
"ان هذا ماقسم لك ،،وهذا قدر لك ،،من هذا الرزق أي ان كان هذا الرزق ربما تريه قليلاً لكن كم محروم حُرم من هذه النعمة
"التي في نعمة ورزق من الله ،،لنعلم جميعًا أننا إذا سددنا أبواب الرضا بداخلنا فقد اشترينا الهم بأنفسنا
"فليرضى كل انسان بما كتب الله له
"ولا ينظر إلى من هو فوقه بل ينظر إلى من هو دونه
🍃أسال الله أن يوزعنا شكر نعمته🍃
📌 ثم بين الله لنا تجارة قوم سبا
يذكر تعالى ما كانوا فيه من الغبطة والنعمة ، والعيش الهني الرغيد ، والبلاد الرخية ، والأماكن الآمنة ، والقرى المتواصلة المتقاربة ، بعضهامن بعض ، مع كثرة أشجارها وزروعها وثمارها ، بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حمل زاد ولا ماء ، بل حيث نزل وجد ماء وثمرا
ولهذا قال :-
✏️{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (١٨)
يعني : قرى الشام . يعنون أنهم كانوا يسيرون من اليمن إلى الشام في قرى ظاهرة متواصلة .
لاشك أن هذا نعيم لايكون في طريق كلها وعره وبدون أماكن يستريحون فيها.
قرى ظاهرة -أي : بينة واضحة ، يعرفها المسافرون ، يقيلون في واحدة ، ويبيتون في أخرى; وقدرنا فيها السير - أي : جعلناها بحسب مايحتاج المسافرون إليه ،
( سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) أي : الأمن حاصل لهم في سيرهم ليلا ونهارا
✏️{فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (١٩)
، وقرأ آخرون : " بعّد بين أسفارنا " ، وذلك أنهم بطروا هذه النعمة
فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق -أي : جعلناهم حديثا للناس ، تفرقوا في البلاد هاهنا وهاهنا
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ :- اي ان في هذا الذي حلّ بهولاء
حلّ بهم من العذاب والنقمة وتبديل النعمة تحويل العافيه
ماذا؟ بهم عقوبة على مارتكبوه من الاثم والعدوان لعبرة ودلالة
لمن لكل عبدًا صبار على المصائب شكور على النعم،، حتى يكون العبد موفقًا لا مخذولاً
" وان العبد يصبر على ماقدّر الله له
ويشكر الله على مااعطاه اذًا نكون شاكرين في النعماء،، صابرين في الضراء.
📕 عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"عجبت للمسلم إذا أصابه خير حمد الله وشكر، وإذا أصابته مصيبة حمد ربه [واحتسب] وصبر، المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمةيرفعها " إلى في امرأته".
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ :-كان مطرف يقول: نعم العبد الصبارالشكور الذي إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر
✏️{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠)
لما ذكر الله قصة سبأ؟ وماكان في أمرهم من اتباعهم للهوى والشيطان أخبر عنهم وعن أمثالهم ممّن اتبع الشيطان واتبع الهوى وخالفالرشاد والهوى
فقال- لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ:-
قال ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية كقوله أخبار عن ابليس حين امتنع عن السجود لآدم عليه السلام.
ثم (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا)
" وذلك أن إبليس قد صدق على كفرة بني آدم في ظنه، وصدق عليهم ظنه الذي ظن حين قال:
( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ .. ) إلى آخر الآيـة
" قال عز وجل ✏️{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٢١)
: وما كان لإبليس على هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم من حجة يضلهم بها إلا بتسليطناه عليهم؛ ليُعلم حزبُنا وأولياؤنا
(مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ): من يصدق بالبعث والثواب والعقاب.
(مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ:- فلا يوقن بالمعاد، ولا يصدق بثواب ولا عقاب
وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ :- وربك يا محمد على أعمال هؤلاء الكفرة به، وغير ذلك من الأشياء كلها(حَفِيظٌ) لا يعزب عنه علم شيء منه، وهومجازٍ جميعهم يوم القيامة بما كسبوا في الدنيا من خير وشر.
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ :-
—لاحظي — ماقال من دونه - الاظهار هنا في موضع الاضمار دلالة على العناية بهذا بان الله عز وجل قال
✏️{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّنظَهِيرٍ(٢٢)
بين تعالى أنه الإله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا نظير له ولا شريك له ، بل هو المستقل بالأمر وحده ، من غير مشارك ولا منازع ولامعارض ،
فقال : ( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ) أي : من الآلهة التي عبدت من دونه .
( لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ) ،
كما قال تبارك وتعالى :<وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ>
وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ :-يعني ليس لله تبارك وتعالي من هذه الانداد من ظهير يستظهر به بل الخلق كله فقرا اليه عبيد سبحانه جل جلاله
✏️{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣)
أي : لعظمته [ وجلاله ] وكبريائه لا يجترئ أحد أن يشفع عنده تعالى في شيء إلا بعد إذنه له في الشفاعة ،
كما قال تعالى :<مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ > ،
📘 ولهذا ثبت في الصحيحين ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو سيد ولد آدم ، وأكبر شفيع عند الله - : أنه حين يقوم المقامالمحمود ليشفع في الخلق كلهم أن يأتي ربهم لفصل القضاء ، قال : " فأسجد لله فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ويفتح علي بمحامد لاأحصيها الآن ، ثم يقال : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل تسمع ، وسل تعطه واشفع تشفع "
وقوله : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق ) . وهذا أيضا مقام رفيع في العظمة . وهو أنه تعالى إذا تكلم بالوحي ،سمع أهل السماوات كلامه ، أرعدوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي .
✏️{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٢٤)
يقول تعالى مقررا تفرده بالخلق والرزق ، وانفراده بالإلهية أيضا ، فكما كانوا يعترفون بأنه لا يرزقهم من السماء والأرض - أي : بما ينزل منالمطر وينبت من الزرع - إلا الله ، فكذلك فليعلموا أنه لا إله غيره .
وقوله : وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) : هذا من باب اللف والنشر ، أي : واحد من الفريقين مبطل ، والآخر محق ، لا سبيلإلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال ، بل واحد منا مصيب ، ونحن قد أقمنا البرهان على التوحيد ، فدل على بطلان ما أنتمعليه من الشرك بالله
ولهذا قال : ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) .
: والله ما نحن وإياكم على أمر واحد ، إن أحد الفريقين لمهتد .
وقال عكرمة : إنا نحن لعلى هدى ، وإنكم لفي ضلال مبين .
✏️{قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥)
: معناه التبري منهم ، أي : لستم منا ولا نحن منكم ، بل ندعوكم إلى الله ،وإلى توحيده وإفراد العبادة له ، فإن أجبتم فأنتم منا ونحن منكم ،وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا ،
" كما قال تعالى : <قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَمَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
✏️{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦)
أي : يوم القيامة ، يجمع [ بين ] الخلائق في صعيد واحد ، ثم يفتح بيننا بالحق ، أي : يحكم بيننا بالعدل ، فيجزي كل عامل بعمله ، إن خيرافخير ، وإن شرا فشر . وستعلمون يومئذ لمن العزة والنصرة والسعادة الأبدية ،
كما قال تعالى <وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذ يَتَفَرَّقُونَ *فَأَمَّآ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّـلِحَـتِ فَهُمْ فِى رَوْضَة يُحْبَرُونَ *وَأَمَّآ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْبِايَـتِنَا وَلِقَآىءِ الاَْخِرَةِ فَأُولَـئِكَ فِى الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ>
( وهو الفتاح العليم ) أي : الحاكم العادل العالم بحقائق الأمور .
✏️{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاءَ ۖ كَلَّا ۚ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)
أي : أروني هذه الآلهة التي جعلتموها لله أندادا وصيرتموها له عدلا .
كلا أي : ليس له نظير ولا نديد ، ولا شريك ولا عديل ،
ولهذا قال : ( بل هو الله ) : أي : الواحد الأحد الذي لا شريك له )
📌 سبحان هذه المقطع من بداية الشفاعة إلى هذه الايه وهي في عظمة الله وعظمة الموقف يوم القيامة وأفراد الله وتوحيده وتفرده عز وجل
العزيز الحكيم -أي : ذو العزة التي قد قهر بها كل شيء ، وغلبت كل شيء ، الحكيم في أفعاله وأقواله ، وشرعه وقدره ، تعالى وتقدس .
📍 ثم جات الآيات بعد وحدانية الله عز وجل في بعث النبي للناس كافه
وهذا ايضًا من إقامة الحجة عليهم
فقال ✏️{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨)
أي : إلا -إلى جميع الخلق من المكلفين ، . ( بشيرا ونذيرا ) أي تبشر من أطاعك بالجنة ، وتنذر من عصاك بالنار .
♨️وقفة تامّل ♨️
( سبحان الله لو تاملنا في هذه الاية(وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
لو تتبعنا قول الله في القران
أكثر الناس [لا يعلمون][لا يعقلون]
[لا يشكرون] ..
✨ بالمقابل في سورة سبأ(( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) .)...
كأن الله عز وجل يعطينا رسالة من خلال هذه الآيات أنا لا نركن إلى الناس كثيرا قدمي الذي عليك وأسالي الله الذي لكِ .
📕 (سُئِلَ الإمامُ أحمد بن حنبل :
كيف السبيلُ الى السَّلامةِ من النَّاسِ ؟
فأجاب :
تعطيهم ولا تأخذ منهم
ويؤذونك ولا تُؤذِهم
وتقضِي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاءِ مصالحك
قيل له : انها صعبة يا أحمد ؟
قال : وليتك تسلم !
📍 وصدق :
الناس قليل من يشكر حتى من حقوق الناس بعضهم لبعض
ولكن أكثر الناس لا يعلمون :-يعني - إلى الناس عامة .
أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم ، فأكرمهم على الله أطوعهم لله عز وجل .
📌ثم جاء ا السؤال عن وقت القيامة والرد عليهم
✏️{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٢٩)
مخبرا عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة : ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) ، كما قال تعالى : <يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ>
جا الرد✏️{ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠)
أي : لكم ميعاد مؤجل معدود محرر ، لا يزداد ولا ينتقص ، فإذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم ،
📌ثم جات الايات من مشاهد يوم القيامة
✏️{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُالَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١)
يخبر تعالى عن تمادي الكفار في طغيانهم وعنادهم وإصرارهم على عدم الإيمان بالقرآن وما أخبر به من أمر المعاد
ولهذا قال : ( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) . قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا ، ومخبرا عن مواقفهم الذليلةبين يديه في حال تخاصمهم وتحاجهم :
( يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا ) منهم وهم الأتباع ( للذين استكبروا ) وهم قادتهم وسادتهم : ( لولا أنتم لكنامؤمنين ) أي : لولا أنتم تصدونا ، لكنا اتبعنا الرسل وآمنا بما جاءونا به .
✏️{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (٣٢)
فقال لهم القادة والسادة ، وهم الذين استكبروا : ( أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ) أي : نحن ما فعلنا بكم أكثر من أنا دعوناكمفاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان ، وخالفتم الأدلة والبراهين والحجج التي جاءت بها الأنبياء ، لشهوتكم واختياركم لذلك; ولهذا قالوا : ( بلكنتم مجرمين )
✏️{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَوَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٣٣)
أي : بل كنتم تمكرون بنا ليلا ونهارا ، وتغرونا وتمنونا ، وتخبرونا أنا على هدى وأنا على شيء ، فإذا جميع ذلك باطل وكذب ومين .
قال قتادة ، وابن زيد : ( بل مكر الليل والنهار ) يقول : بل مكرهم بالليل والنهار .
إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا :- أي نظراء وآلهة معه ، وتقيموا لنا شبها وأشياء من المحال تضلونا بها .
وأسروا الندامة لما رأوا العذاب - أي : الجميع من السادة والأتباع ، كل ندم على ما سلف منه .
وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا : وهي السلاسل التي تجمع أيديهم مع أعناقهم ،
هل يجزون إلا ما كانوا يعملون - أي : إنما نجازيكم بأعمالكم ، كل بحسبه ، للقادة عذاب بحسبهم ، وللأتباع بحسبهم )
كما قال تعالى <قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ>
📕 قال ابن أبي حاتم :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقاهم لهبها ، ثم لفحتهم لفحة فلم يبق لحم إلاسقط على العرقوب " .
نسال الله السلامة والعافيه🍃
📌 بعدها بين الله المترفين بالرسل وأغترارهم بالأموال والأولاد .
📍وتكون لقانا القادم بإذن الله📍
💦 ربنا أوزعنا ان نشكر نعمتك التى أنعمت علينا وعلى والدينا وأن نعمل صالحاً ترضاه
و أدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين
🍃وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
🍃• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق