✍🏻 المجلس التدبّري لـ سورة التوبة ..1️⃣
بتاريخ الاثنين :-٣٠ - شوال
- ١٤٤٦ هجري
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله
وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين.
"اللهم علّمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علّمتنا وأرزقنا علمًا ينفعنا ترضى به عنّا..
✨ نسأل الله كما أنعم وتفضل واصطفانا لهذه المجالس المباركة أن يتقبلها بقبول حسن وأن يذيقنا لذتها وبركتها ونفعها في الدنيا والآخرة.
🔖مقدمة جميلة وهادفة عن مابعد رمضان ..
للأستاذة ضحى السبيعي حفظها الله 💖
✨ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وبارك الله لنا في مانستقبل من أمور الحياة
✍🏻 في الحقيقة الذي يخرج من شهر رمضان 🌙 كأنه قد خرج من حياة جديدة وميلاد جديد له ..
*في العادة نستقبل العام الجديد مع بداية الدراسة ،، أو بالعام الجديد ، وينسون أنّ الحياة الحقيقية بعد الخروج من شهر رمضان،، تكون بعد
((ليلة القدر ))
حين قدّرت الآجال ونزلت المقادير فيها من الرب عز وجل ،، فيكتب فيها كل ماسيكون من الآجال إلى ليلة القدر العام القادم.
*لا أحد يعلم ماذا نزل من المقادير
ولا أحد يعلم من تقبّل عمله ، ومن الذي استجاب الله دعاءه ، ومن الذي لم يقبل، والذي لم يستجب دعاءه .
نسأل الله أن لايجعلنا ممن رغمت أنوفهم ولم يغفر لهم ..🍃
✍🏻 حديثنا في هذه المقدمة أنه لاشي يروي القلب وظماؤه إلاّ الحديث عن الله عز وجل.
*ولاشي يزيح عنا تلك الأثقال التي بداخلنا إلاّ وحي السماء ، فهذه العبارات تصف حال أغلبنا بعد ماخرجنا من شهر رمضان بنفوس عالية ، إيمان مرتفع.
*ولكن ماجاء العيد بأيامه البهيجة ولياليه مضينا في زحام الحياة أول أسبوع، ثاني أسبوع، والقلب مشغول والعقل ازدحم بأمور الدنيا، حتى الصلاة لم تكن صلاتنا في رمضان من تأنّي وخشوع،
*ولكن عندما نبدأ بـ ستعادة الحياة الطبيعية يبدأ الإنسان يصلي بخشوع وطمأنينة كأن الروح عادة إليه
*القرب من الله سبحانه وتعالى ينعش الروح ، لذلك جاء الفضل العظيم في فضل صيام الست من شوال
الأنسان إذا تابع العمل الصالح بعمل صالح يألفه وتطمئن له روحه ، وهذا دلالة على علامة القبول
🍃 نسأل الله القبول ،ولايجعلنا ممن قال فيهم الله <وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا >
*هذا المثل يحذرنا بأن نتشبه بأمرأة تجيد الغزل ..ونتخيل كمية الجهد المبذول في عملية الغزل وكم من الوقت بذلت،
حينما تشد تلك الكومة من الخيوط المترابطة ،والمتناسقة وتبدو هذه القطعة في غاية الحسن والتمام
إلاّ أن تقرر هذه الحايكة أن تفرط تلك الخيوط لتعود متناثرة .
((هذا ضياع للوقت ))
📍هذا تمام يحدث معنا حين تنكث تلك الطاعة التي كانت معنا بشهر رمضان
نسأل الله أن لايجعلنا منهم🍃
الطاعات التي كانت في رمضان مستحيل تكون طوال العام، بنفس الكم ،،والكيف وهذه طبيعة الإنسان.
*إلاّ لما كان شهر رمضان بين اثنا عشر شهرًا ،، هذا الشهر الذي يخلو فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتكف في العشر الأواخر منه
ودلالة على طبيعة الحال أنه يوازن بين طلب الدنيا والآخرة
📌 لكن السؤال الأهم من ذلك كيف نكون بعد رمضان ❓
الاستمرار على الطاعة والعمل الصالح ولو قليل هذا مصداق ماقال النبي صلى الله عليه وسلم
أي العمل أحب إلى الله قال أدومه وإن قل
*عملك الصالح استمرّي عليه
*تلاوتك للقرآن استمري عليها
*صلاة التراويح والتهجد استمري على *قيام الليل بخمس ، سبع، ثلاث ركعات
لو ركعة واحدة المهم الأنسان لاينقطع
🔻ثمرات المداومة على الأعمال الصالحة
أن يبقى هذا القلب متصلاً بالله
ايضًا فيه محبة الله عز وجل لهذا العبد
الله يرى قلبك واستمرارك على العمل الصالح.
🔺 ومجاهدة الإنسان نفسه على العمل الصالح بعد رمضان أشد مما يكون في رمضان،، لأن في رمضان مردة الشياطين مقيدة وأبواب الجنان مفتحة، وداعي الخير ميسّر لك ،، لكن في غير رمضان المجاهدة أصعب
*الله يحب هذا العبد الذي يجاهد في قيام الليل ، يجاهد في قراءة ورده من القرآن ، يجاهد في ماتيسر له من الصيام
يجاهد حتى في الدعاء بأوقات الإجابة يتفرغ لله سبحانه وتعالى ويفتقر بين يديه
العبد إذا سأل الله يعطيه عز وجل وهذا وعد من الله
🔸 البعض قد يحزن عند انتهاء شهر رمضان لما فيه من الخير والبركة وأوقات الدعاء المستجابة
لكن الله سبحانه وتعالى شرع لنا الطاعات في كل سائر أيامنا وليالينا
🔹 إذا انتهى رمضان وقيام الليل
*دونك الثلث الاخير من الليل
*دونك صيام الاثنين والخميس
*دونك بين الأذان والإقامة
📍 ايضًا في تعرفك على الله وتعبدك في الرخاء في الحديث (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) أخذ من هذا العلماء أن دوامك للعمل الصالح في الرخاء ينجيك الله به من الشدائد
ايضًا كل ماستمريت في العمل الصالح وإن كان قليل ينهاك عن فعل المنكر
الله عز وجل قال <إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ>
📍 وهكذا كل طاعة تجنبك عن السيئات تمحو الخطايا
والطاعات من أكبر الأسباب لحسن الخاتمة
<يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ>
نسأل الله أن يثبتنا حتى نلقاه 🍃
📍من تجد ثقل في نفسها تقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح
📕 أبو هريرة رضي الله عنه كان يقسم الليل لنصفين بينه وبين زوجته يقومان الليل ولما رزقا بابن قسموا الليل بينهم الثلاثة..
📒وكان أحد السلف يقول لابنه يابني لاتعصي الله في هذه الحجرة فأني ختمة القرآن فيها ثمانية عشر ألف ختمة
نسأل الله أن يعيننا على طاعته🍃
📌 من الامور التي تعين على المداومة على العمل الصالح :- العلم بفضل العمل الصالح والمداومة عليه
واختيار البيئة،، والصحبة الصالحة
<وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ >
📌 الصحبه الصالحة تعينك ابحثي عن صحبة صالحة تعينك حاولي إصلاح بيئتك وأهل بيتك بتعظيم هذه الطاعات
احرصي على عباداتك وتذكري هذه الأجور
*حتى في قيام الليل من قام بعشرآيات لم يكتب من الغافلين احرصي عليها
ومن قام بمائة اية كُتب من القانتين
ومن قرأ ألف آية كُتب من المقنطرين
*والأمر الآخر والأخير لاتملين من الدعاء
📕 وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
معاذ فقال :- يا مُعَاذُ قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قال : إنِّي أُحِبُّكَ قُلْتُ : و أنا و اللهِ ، قال : أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تقولُها في دُبُرِ كلِّ صَلاتِكَ قُلْتُ : نَعَمْ ، قال : قُلْ : اللهمَّ أَعِنِّي على ذكرِكَ وشُكْرِكَ ، و حُسْنِ عِبادَتِكَ
نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وذكره وشكره وحسن عبادتنا
ويتقبل منا أعمالنا ويغفر لنا..🍃
نشرع في تفسير 📝 سورة التوبة ؛-
ولم يشرع البسملة في أولها قيل أن هذه السورة الكريمة من آواخر مانزل على النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري عن البراء قال اخر اية نزلت
<يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ>
واخر سورة نزلت <براءة ..>
📍 وإنما لم يبسمل في أولها لأن الصحابة
لم يكتبو البسملة في أولها في المصحف
بل اقتدو في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
*وأول هذه السورة براءة من الله ورسوله
نزل على رسول الله لما رجع من غزوة تبوك وهم بالحج
ثم ذكر أن المشركون يحضرون هذا الموسم على عادتهم وأنهم يطوفون بالبيت عراءة فكره مخالطتهم فبعث ابي بكر الصديق رضي الله عنه أميرًا على الحج هذه السنة
ليقيم للناس مناسكهم
ويعلن للمشركين أبا لكر أن لايحجو بعد عامهم هذا
وينادي في الناس {بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}
.
*فلما رجع أتبعه بعلي بن أبي طالب لـ يكون مبلغًا عن رسول الله صلى الله عليه لكونه عصبة له
📍 بدايتها إعلان البراءة من المشركين
من اسماء السورة ؛- براءة ،، التوبة،، الفاضحة لأنها فضحت المنافقين
✨ أما فضائل السورة وخصائصها:- جاء في فضلها حث الصحابة على تعلمها كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلمو (سورة براءة )وعلمو نساءكم (سورة النور)
*ايضا من فضائلها: آواخر مانزل من القرآن
ومن خصائصها :- لايبدأ فيها ببسم الله الرحمن الرحيم نقل الاجماع على ذلك غير واحد .
وقيل أنها سورة وهي مدنية
عدد أياتها [ ١٢٩ ]
📌أهم مقاصد السورة ؛
الأول رسم المنهاج الذي يجب أنّ يسلكه المؤمنون في علاقتهم مع المشركين ومع أهل الكتاب، والمنافقين.
ايضًا كشف الغطاء عن المنافقين وأوصافهم وأصنافهم ،، وفضح أفعالهم في المجتمع المسلم
المقصد الثالث:- بيان الكثير من الاحكام والإرشادات التي يحتاج إليها كل دولة .
📌بداية السورة براءة من المشركين، الأمر بقتالهم ، نبذ عهودهم ، منعهم من دخول المسجد الحرام والنهي عن موالاتهم وإن كانوا أولي قربى .
📝 تفسير الآيات من آيـة (١) إلى آيـة (١١)
✏️{بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ [١]
هذه براءة من اللّه ومن رسوله إلى جميع المشركين المعاهدين، أن لهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض على اختيارهم، آمنين من المؤمنين، وبعد الأربعة الأشهر فلا عهد لهم، ولا ميثاق.
وهذا لمن كان له عهد مطلق غير مقدر، أو مقدر بأربعة أشهر فأقل، أما من كان له عهد مقدر بزيادة على أربعة أشهر، فإن الله يتعين أن يتمم له عهده إذا لم يخف منه خيانة، ولم يبدأ بنقض العهد.
✏️{فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ [٢]
ثم أنذر المعاهدين في مدة عهدهم، أنهم وإن كانوا آمنين، فإنهم لن يعجزوا اللّه ولن يفوتوه، وأنه من استمر منهم على شركه فإنه لا بد أن يخزيه، فكان هذا مما يجلبهم إلى الدخول في الإسلام، إلا من عاند وأصر ولم يبال بوعيد اللّه له.
📍وقفة تأمل📍
إذا قرأنا (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ)
هذه الاية تورث في قلوبنا الخوف من الله سبحانه وتعالى وأن الله لايعجزه يأتي بقوم آخرين يعظمون الله ويعبدونه
*هذه الاية تبرز قدرة الخالق عز وجل لابد أنها تورث في نفوسنا الخوف والمهابة من الله سبحانه وتعالى
✏️{وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
[٣]
وهذا إعلام من الله ورسوله إلى جميع الناس مسلمهم وكافرهم، يوم النحر بأن الله بريء من عهود المشركين، ورسوله بريء منها كذلك
فإن تبتم فهو خير لكم .
: فإن تبتم من كفركم- أيها المشركون- فهو خير لكم في الدنيا والآخرة
وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ْ}
استمريتم مانتم عليه
وثبتم على كفركم؛ فأيقنوا أنكم غير فائتين من عقاب الله؛ فأنتم تحت قهره وقدرته .
وبشر الذين كفروا بعذاب أليم .: وبشر- يا محمد- الكافرين بعذاب مؤلم موجع، يصيبهم في الدنيا والآخرة .
📘 روى البخاري ؛- أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ في تلك الحجة في المُؤذنين (أي المُعلنين)، بعثهم يوم النحر يُؤذنون بمِنى ألاَّ يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، قال حميد: ثم أردف النبي ـ ﷺ ـ بعليٍّ بن أبي طالب؛ فأمره أن يؤذن ببراءة (أي يعلن بقراءتها)، قال أبو هريرة: فأذن معنا عليٌّ في أهل مِني يوم النحر ببراءة، وألاَّ يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
✏️{إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [٤]
أي هذه البراءة التامة المطلقة من جميع المشركين. { إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ْ} واستمروا على عهدهم، ولم يجر منهم ما يوجب النقض، فلا نقصوكم شيئا، ولا عاونوا عليكم أحدا، فهؤلاء أتموا لهم عهدهم إلى مدتهم، قَلَّتْ، أو كثرت، لأن الإسلام لا يأمر بالخيانة وإنما يأمر بالوفاء.
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ؛- الموفين بالعهد
الانسان عندما يكون في قلبه خوف وتقوى من الله تمنعه فهو يوفِّ بعهده ووقته المتفق عليه
📌ثم جاءت الاية التي تسمّى اية السيف
✏️{فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [٥]
.: فإذا انقضت الأشهر الحرم ، فاقتلوا المشركين أينما لقيتموهم من الأرض
هذه الاشهر الخرم حُرم فيها القتال
اذا انسلخت انقضت فاقتلو المشركين حيث وجدتموهم من الأرض هذا عام
والمشهور تخصيصه بقتال العام في الحرم
كما قال (وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ)
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ْ} في أي مكان وزمان، { وَخُذُوهُمْ ْ} أسرى { وَاحْصُرُوهُمْ ْ} أي: ضيقوا عليهم، فلا
أي: فإذا انقضت الأشهر الحرم ، فاقتلوا المشركين أينما لقيتموهم من الأرض .
وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد.: وخذوا- أيها المؤمنون- الكفار أسرى، وضيقوا عليهم، وامنعوهم من الانتشار في الأرض، والدخول إليكم، وحاصروهم إن تحصنوا، واقعدوا لقتلهم أو أسرهم على كل طريق يمرون منه
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم.: فإن رجع المشركون عن الكفر إلى الإيمان، وأدوا ما فرض الله عليهم من الصلوات؛ بالإتيان بها على وجهها الأكمل، وأعطوا الزكاة مستحقيها؛ فاتركوا- أيها المسلمون- طريقهم، لا تقعدوا عليها، ودعوهم يذهبون حيثما يشاؤون، دون أن تتعرضوا لهم .
إن الله غفور رحيم.
أي: إن الله غفور لمن تاب من عباده، فيستر ذنوبهم، ويتجاوز عن مؤاخذتهم بها، رحيم بهم، ومن رحمته أن وفقهم للتوبة، وقبلها منهم، ولا يعاقبهم بعدها .
✏️{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ
[الجزء: ١٠ | التوبة ٩ | الآية: ٦]
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله.
: وإن استأمنك- يا محمد- أحد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم، فأمنه حتى تتلو عليه القرآن، ويسمعه، ويفهم ما أنزل عليك؛ ليكون على بصيرة من أمره، وتقوم عليه حجة الله .
ثم أبلغه مأمنه.: ثم إن لم يسلم، فاتركه يرجع إلى بلده ودياره التي يأمن فيها .
ذلك بأنهم قوم لا يعلمون.: أعط- يا محمد- المشركين الأمان، حتى يسمعوا القرآن؛ من أجل أنهم قوم جهلة لا يعلمون دين الله وثوابه وعقابه، فيحصل لهم العلم بسماعه، وتقوم عليهم حجة الله على عباده .
📍لما قدم رسول مسيلمة الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أتشهد أن مسيلمة رسول الله قال نعم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لولا أنّ الرسل لاتقتل لضربت عنقك لأنه رسول وقد قيض الله له ضرب العنق. بإمارة ابن مسعود على الكوفة
*وكان يقول له ابن النواحة وكان يشهد لمسيلمة بالرسالة فأرسل له ابن مسعود فقال له أنك الان لست في رسالة وأُمر به فضربت عنقه لارحمه الله.
📍الغرض أن من قدم من باب الحرب إلى دار الاسلام في أداء رسالة ،، او في تجارة ، أو طلب صلح او مهادنة ،، أو حمل جزية ، أو نحو ذلك من الاسباب وطلب من الأمام أو نايبه أمان أن يعطى الأمان مادام متردد في بلاد الإسلام
يذهب ويرجع يعطى الأمان حتى يرجع إلى وطنه ومأمنه .
بين الله حكمته في البراءة من الشرك.
فقال✏️{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
[٧]
هذا بيان للحكمة الموجبة لأن يتبرأ اللّه ورسوله من المشركين، فقال: { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ ْ} هل قاموا بواجب الإيمان، أم تركوا رسول اللّه والمؤمنين من أذيتهم❓أما حاربوا الحق ونصروا الباطل؟
أما سعوا في الأرض فسادا❓فيحق عليهم أن يتبرأ اللّه منهم، وأن لا يكون لهم عهد عنده ولا عند رسوله.
{ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ ْ} من المشركين { عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ْ} فإن لهم في العهد وخصوصا في هذا المكان الفاضل حرمة، أوجب أن يراعوا فيها.
{ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ْ} ولهذا قال:
✏️{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
[٨]
كَيْفَ ْ:- يكون للمشركين عند اللّه عهد وميثاق { و ْ} الحال أنهم { وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ْ} بالقدرة والسلطة، لا يرحموكم، و { لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ْ: لا ذمة ولا قرابة، ولا يخافون اللّه فيكم، بل يسومونكم سوء العذاب، فهذه حالكم معهم لو ظهروا.
ولا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم، فإنهم { يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ ْ} الميل والمحبة لكم، بل هم الأعداء حقا، المبغضون لكم صدقا، { وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ْ} لا ديانة لهم ولا مروءة.
✏️{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
[٩]
اختاروا الحظ العاجل الخسيس في الدنيا. على الإيمان باللّه ورسوله، والانقياد لآيات اللّه.
{ فَصَدُّوا ْ} بأنفسهم، وصدوا غيرهم { عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
✏️{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [١٠]
: لأجل عداوتهم للإيمان
✏️{فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [١١]
عن شركهم، ورجعوا إلى الإيمان { وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ْ} وتناسوا تلك العداوة إذ كانوا مشركين لتكونوا عباد اللّه المخلصين،
*وبهذا يكون العبد عبدا حقيقة. لما بين من أحكامه العظيمة ما بين، ووضح منها ما وضح، أحكاما وحِكَمًا، وحُكْمًا، وحكمة
قال: { وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ ْ: نوضحها ونميزها { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ْ}، وبهم تعرف الآيات والأحكام، وبهم عرف دين الإسلام وشرائع الدين.
*اللهم اجعلنا من القوم الذين يعلمون، ويعملون بما يعلمون، برحمتك وجودك وكرمك [وإحسانك يا رب العالمين].🍃
✨نكمل اللقاء القادم بإذن الله ✨
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق