✍🏻المجلس التدبّري الأربعاء الموافق
٢٠- ٢ - ١٤٤٢ هـجري
💫 لـ سورة الزمر 2️⃣
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
تفسير الايات من (١٠) إلى (٢٤ )
✏️{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [٣٩ - الزمر | الآية: ١٠]
قل يا محمد أو أي إنسان وبلغ نداء الله للذين آمنوا..
والإيمان هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان..
اتقوا ربكم : بأن تطيعوه وتجتنبوا نواهيه وتفعلوا أوامره ..
وفي قوله ( ياعبادِ) تشريفاً لهم بالإضافة إليه بالضمير الدال على اللطف وشدة الخصوصية ..
للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة:
الإحسان يكون في عبادة الله ، ويكون في عباد الله..
فهو في عبادة الله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهذا إتمام الإخلاص وتمام المتابعة ..
أما الإحسان إلى عباد الله يكون بالمال والبدن وقد فسّره بعضهم بأنه: كف الأذى عن الناس وبذل الندى( المعروف) وطلاقة الوجه..
في هذه الدنيا حسنة: فكل إحسان يفعله الإنسان يلقى عليه جزاء..
وتأملي هنا هذا الخطاب الذي خاطب الله به سبحانه وتعالى عباده ( يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا) فانتبه الناس لما سيأتي بعد النداء ( اتقوا ربكم) أي اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية ..
ثم رغبهم واستحث همتهم( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ) فتاقت الأنفس لهذا الجزاء وهذه الحسنة ، ولكن منهم من ضاقت به الأرض واستضعف في الأرض ولا يستطيع فعل الإحسان الذي يكافأ عليه بحسنة ، فيأتيه الرد وتقوم عليه الحجة وأرض الله ( واسعة ) فلا يقعد بكم حب الأرض وإلف المكان وأواصر النسب والصحبة عن الفرار إلى دار الهجرة فهي من جملة الإحسان الذي ذكره الله في الآية لأن الهجرة تدل على صدق العامل فالمهاجر يدع أهله ووطنه لله ويدع أماكن المنكرات لله فإذا ضاقت بك الأرض يوماً فثم السعة ..
ولأن الهجرة من الأرض عسيرة على الأنفس وترك البيت الذي يعرفه إلى بيت لا يعرفه أمر شاق قال سبحانه ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
قال الأوزاعي : ليس يوزن لهم ولا يكال وإنما يغرف لهم غرفا..
فسبحان العليم بخفايا الصدور
وعظم أجر الصبر لعظم شأنه
والصبر أنواع :
صبر على طاعة الله
وصبر عن معصية الله
وصبر على أقدار الله
أعلاها الصبر على طاعة الله ثم الصبر عن معصية الله ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة..
فهذا الترتيب والتقسيم حسب أنواع الصبر نفسه، أما من حيث الصابر فإن الإنسان قد يعاني من الصبر على المعصية أكثر من الصبر على الطاعة وكذلك بالنسبة للبلاء
ولكن من حيث نوع الصبر نفسه فأفضلها الصبر على طاعة الله لأن الصبر على الطاعة يحتاج جهد نفسي وبدني..
والصبر عن المعصية يحتاج جهد نفسي فقط لأن ترك المعصية قد يسبب ألم نفسي
أما الصبر على أقدار الله المؤلمة فهو أدناها لأن الأمر ليس إليك فهو أمر قد تم ..إمّا تصبر صبر الكرام ، أو تسلو سلّو البهائم بحيث إن الأنسان قد قدر الله عليه هذا الأمر
لذلك يعتبر أقل المنازل الصبر على أقدار الله
أعلاها الصبر على طاعة الله لاجتماع الجهد النفسي والبدني .والأنسان يجاهد نفسه على الطاعة .
✏️{قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ ١١ }
قل يا محمد وأعلن العبودية لله وحده وهنا إشارة إلى مقام النبي ﷺ وأنه عبد يؤمر ويُنهى وليس له من الربوبية شيء
( أن أعبد ) أتذلل له مخلصاً من الشرك نقياً من براثن الشرك
✏️{ وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٢} من أمة محمد ﷺ
✏️{ قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ١٣}
وهنا يقف الرسول ﷺ في مقام العبودية لله وحده ويعلن خوفه من الله ومن عذاب يوم القيامة إن خالفه وعصى أمره، فهذا حال الرسول ﷺ المغفور له ماتقدم من ذنبه وما تأخر..!
فكيف بحالنا نحن المسرفين ؟!
🔻[وقفة هاامة مع الخوف ] 🔺
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس خوفاً من الله، وبعده الصحابة رضوان الله عليهم، ومن كان بالله أعرف كان له أخوف.
ولذلك أجمع أهل العلم على أن أفضل المنازل منزلة الخوف مع الإخلاص, فمن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل, والذي يخاف الله عز وجل يعمل, لأن المؤمن يحسن العمل ويخاف, والمنافق يسيئ العمل ويرجو، ولذلك فرق عند أهل السنة والجماعة بين أهل الإرجاء وأهل العمل الصالح من ناحيتين:
1- أهل العمل الصالح يخافون ويعملون.
2- وأهل التواكل والإرجاء يسيئون ويرجون.
وفرق بين الطائفتين وبون بين الفريقين.
خوف النبي صلى الله عليه وسلم من ربه عند قراءته القرآن
وروى ابن جرير الطبري وابن مردويه عنه صلى الله عليه وسلم: {أنه مرّ به بلال بن رباح -المؤذن, داعي السماء, الذي أخرج من أوضار الوثنية إلى نور الإسلام- قبل صلاة الفجر, فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي, فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ماذا يبكيك؟ قال: آيات أنزلت عليّ ويل لمن قرأها ولم يتدبرها، ثم تلى عليه الصلاة والسلام: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191]}.
والذي يتلو مثل هذه الآيات ولا يتدبر ولا يتفكر؛ فكأن قلبه طبع عليه إلا ما شاء الله, والطبع يصيب القلوب بالمعاصي وبالغفلة وبالشهوة, فنسأل الذي بيده مفاتيح القلوب أن يفتح على قلوبنا وقلوبكم,
📌 خوف عائشة رضي الله عنه
يقول أحد التابعين: مررت بـعائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها وأرضاها، الصادقة بنت الصدّيق, المطهرة المبرأة من فوق سبع سموات, زوجة رسولنا عليه الصلاة والسلام، التي أتاها في يوم واحد كما يقول عروة بن الزبير من معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة في دمشق ثمانون ألف دينار فوزعتها وهي صائمة، ونسيت نفسها من الإفطار! فقالت لها مولاتها وجاريتها: يا أم المؤمنين! كيف لم تبق دنانير نأخذ بها إفطاراً؟
قالت: والله إني نسيت, يا سبحان الله! من ثمانين ألف دينار تنسى نفسها!- قال هذا التابعي وأظنه الأسود بن يزيد: [[مررت بها وهي تقرأ في صلاة الضحى: ((فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)) [الطور:27-28].
قال: وسمعت لبكائها نشيجاً، فذهبت والله إلى السوق وعدت وهي تقرأ مكانها في ركعة واحدة]] عائشة رضي الله عنها وأرضاها التي بقيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, أما ليلها فمناجاة للحي القيوم وتلاوة وذكر ودعاء, وأما نهارها فصيام.
عائشة التي كانت تربي بكلماتها ما لا يربيه ألف أستاذ وألف داع وداعية اليوم, كانت كلماتها من نور؛ لأنها تربت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وما أعقلها وما أعلمها بالله تبارك وتعالى!
✏️{ قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي ١٤ }
ذكر في أول السورة فاعبد الله مخلصاً له الدين ثم أمره في الثانية بأن يعلن هذه العبودية مخلصاً له الدين ..
✏️{فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ١٥}
تهديد وتحدي
أما وجه التهديد: في قوله( فاعبدوا ماشئتم من دونه)
لأنه قال بعدها ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )
أما كونه تحدياً: فإنه ذكره أن يعبد الله مخلصاً له الدين وتحداهم بأن يعيدوا ماشاؤوا فهو لن يشرك في عبادة ربه أحدا..
فلما أعلن لهم وحدانية العبادة لله وهددهم بأن من يعبد غير الله يكون له الخسران الذي ليس كمثله خسران..
{ قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة }...
وخسران النفس بدخولها النار ، وخسران الأهل فيه قولان :
١/ قال ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما:
ليس من أحد إلا وقد خلق الله له زوجة في الجنة فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله
٢/ فخسران النفس بتخليده في النار وأن حياته الدنيا لم يستفد منها في الآخره فخسر نفسه وعمره وذهب هباءً منثورا، وأما خسارة الأهل في الدنيا وذلك بأنه لم يلتقي بهم في الآخرة إما لكونه في النار ، وأله في الجنة فلا يلتقون
أو لكونه في النار هو وأهله ، لكنهم لا يلتقون كلٌ منهم في دركات النار يُعذب -نسأل الله السلامة -
{ ألا ذلك هو الخسران المبين } توكيد ذلك إشارة للبعد لإنه خسران سحيق ثم حصر بأنه هو الخسران لا غيره( المبين ) البين الذي لا يخفى على أحد ..
✏️{لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٞ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلٞۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ ١٦}
لهم قطع من النار كالسحاب العظيم محيط بهم ..
من فوقهم ظلل: طباق من النار.. نسأل الله السلامة
{ ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون }
جعل ما أعده لأهل الشقاء من العذاب داعياً يدعوا عبادة إلى التقوى وزجراً عما يوجب العذاب
✏️{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ [: ١٧]
لما ذكر حال المجرمين ذكر حال المنيبين وثوابهم، فقال: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا﴾ والمراد بالطاغوت في هذا الموضع، عبادة غير اللّه، فاجتنبوها في عبادتها. وهذا من أحسن الاحتراز من الحكيم العليم، لأن المدح إنما يتناول المجتنب لها في عبادتها.
﴿وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ﴾ بعبادته وإخلاص الدين له، فانصرفت دواعيهم من عبادة الأصنام إلى عبادة الملك العلام، ومن الشرك والمعاصي إلى التوحيد والطاعات، ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى﴾ التي لا يقادر قدرها، ولا يعلم وصفها، إلا من أكرمهم بها، وهذا شامل للبشرى في الحياة الدنيا بالثناء الحسن، والرؤيا الصالحة، والعناية الربانية من اللّه، التي يرون في خلالها، أنه مريد لإكرامهم في الدنيا والآخرة، ولهم البشرى في الآخرة عند الموت، وفي القبر، وفي القيامة، وخاتمة البشرى ما يبشرهم به الرب الكريم، من دوام رضوانه وبره وإحسانه وحلول أمانه في الجنة.
ولما أخبر أن لهم البشرى، أمره اللّه ببشارتهم، وذكر الوصف الذي استحقوا به البشارة فقال: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾
- تفسير السعدي
البشرى ماتحصل به البشارة وهو الخبر السار لأن الإنسان إذا اُخبر بما يسره تهلل واستنار وجهه..
✏️{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [ ١٨]
هذه علامتهم أنهم لا يضيعون فرصة
( يستمعون ) ولم يقل يسمعون !
لأن الاستماع الإنصات مع المتابعة بخلاف السماع
📍 سؤال :
هل في القرآن حسن وأحسن ؟
لنعلم أن الواجب أحسن من المندوب والمندوب أحسن من مطلق الحسن وقد دلت على ذلك آيات كثيرة :
<وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ >
الأمر للجواز ، والله لا يأمر إلا بالحسن فدل ذلك على أن الانتقام حسن ولكن بيّن الله أن العفو خير منه وأحسن في قوله { وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}
والأمثلة على ذلك كثيرة ..
أولئك الذين هداهم الله: هداية إرشاد وتوفيق
وأولئك هم أولوا الألباب : كرر اسم الإشارة أولئك للدلالة على علو منزلتهم ( أولوا الألباب )أصحاب العقول لأن الإنسان كلما كان للحق اتبع كان أكمل عقلاً..
✏️﴿أَفَمَن حَقَّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ﴾ [الزمر: ١٩]
أي: أفمن وجبت عليه كلمة العذاب باستمراره على غيه وعناده وكفره، فإنه لا حيلة لك في هدايته، ولا تقدر تنقذ من في النار لا محالة.
✏️﴿لكِنِ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ الميعادَ﴾٢٠]
لكن الغنى كل الغنى، والفوز كل الفوز، للمتقين الذين أعد لهم من الكرامة وأنواع النعيم، ما لا يقادر قدره.
﴿لَهُمْ غُرَفٌ﴾ أي: منازل عالية مزخرفة، من حسنها وبهائها وصفائها، أنه يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، ومن علوها وارتفاعها، [أنها] ترى كما يرى الكوكب الغابر في الأفق الشرقي أو الغربي، ولهذا قال: ﴿مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ﴾ أي: بعضها فوق بعض "مَبْنِيَّةٌ" بذهب وفضة، وملاطها المسك الأذفر.
﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ المتدفقة، المسقية للبساتين الزاهرة والأشجار الطاهرة، فتغل بأنواع الثمار اللذيذة، والفاكهة النضيجة.
﴿وَعْدَ اللهِ لَا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعَادَ﴾ وقد وعد المتقين هذا الثواب، فلا بد من الوفاء به، فليوفوا بخصال التقوى، ليوفيهم أجورهم.
-
وأمام مشهد عذاب النار يعرض الله مشهد من نعيم أهل الجنة وتصوير حالهم ومساكنهم( لهم غرف من فوقها غرف مبنية ..)
أي منازل عالية مزخرفة من حسنها وبهائها يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها.. وهذه الغرف ليست للكسالى وإنما للعاملين لله المخلصين
✏️{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ [٢١]
أنزل من السماء ماء وهذا من رحمة الله أن اسكنه في الأرض إذ لو بقى على وجه الأرض لأنتنولكنه سبحانه حفظه في باطن الأرض..
ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج بفعل الرياح وتراه مصفراً وييبس
إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب : الذين يتذكرون فيعتبرون إلى أن الدنيا كهذا الزرع تكون خضرة نضرة حسناء ثم تعود عجوز شوهاء.. فالسعيد من كان حاله إلى خير
📌وفي الآية التحذير من الانهماك في الدنيا..
نسأل الله أن نكون عباداً له مخلصين صادقين وأن يرزقنا سبحانه مخافته وخشيته، وأن يجعلنا في السر خير من العلن، وفي الخلاء خير من الجلاء فإنه القدير على ذلك..🍃
✏️{أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ( ٢٢
" من شرح الله صدره للإسلام يجد نفسه قابلاً لشرائع الإسلام ، مسروراً بها يفرح إذا أدى طاعة من طاعات الله ، ويحزن إذا فعل معصية ..
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن هذه الآية فقيل: كيف يشرح صدره يارسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلم: نور يقذفه فيه فينشرح له وينفسح.
قالوا: فهل لذلك أمارة يعرف بها؟
قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل النزول.
نسأل الله أن يقذف النور في قلوبنا ويشرح به صدورنا .
[فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله]
إذا رأيت من قلبك عدم لين من ذكر الله فعالج نفسك حتى لا ينالك الوعيد
✏️{ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ} ٢٣
أي ترتعد وتخاف عند سماع آيات التخويف والوعيد وهذه صفة الأبرار عتد سماع كلام الجبار..
والخشية : هي الخوف مع العلم بعظمته وجلاله..
وقفة هاامة
القرإن العطيم مثاني بمعنى تثنى فيه القصص والأحكام ، الوعد والوعيد ، صفات أهل الخير والشر، وهذا من جلالته وحسنه ، وهذه المعاني سبحان الله للقلوب بمنزلة الماء لسقي الأشجار ،
دائم نحتاج نستمع ونقرأ،، إذا كنتِ من القلب الذي لايلين إلى ذكر الله عز وجل ،* جربي أن تستمعين إلى القول *~ وهو هذا القرآن قول الله عز وجل من أي قارئ مؤثر واسمعي هذه الآيات المثاني لأن الله عز وجل بين قال .
<مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ>
هذه المعاني لقلبي *وقلبك * بمنزلة الماء لسقي النبات كما أن الاشجار كلما بُعد عهدها لسقي الماء نقصت بل ربما تيبس وتتلف، .وكلما تكرر سقيها اخضرت واصبحت حسنة المنظر كذلك القلوب تحتاج دائم إلى هذه المعاني التي تكرر عليها معاني كلام الله تعالى ،، لذلك ينبغي لقارئ القرآن المتدبّر للمعاني أن لايترك التدبّر ابدًا في جميع المواضع ، فإن يحصل له بسبب ذلك خير كثير ونافع ،، نفع غزير لأن هذه المعاني لابد أن تلامس شي في قلبي وقلبك * لماذا ؟؟ لأن كلام الله مبارك وصفه الله وقال
<تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ >
[ ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله]
قيل في سبب ذكر الجلود وحدها ثم قُرنت القلوب بها ثانيًا ،، أن ذكر الخشية التي تحملها القلوب مستلزم بذكر القلوب ، فكأنه قيل (تقشعر جلودهم وتخشع قلوبهم في أول الأمر عمدما نتحدث عن رحمة الله وسعته واستبدلنا بالخشية رجاء في قلوبنا وبالقشعريرة لين في جلودنا هذا أحد الأوصاف ومن هذا وصفه ذكر الله جزاءه فقال<لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ *لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا>
فلما قال (تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)
علينا ونحن نقرأ القرآن ونتدبره أول مايلامس هذا القلب الخوف والخشية من الله عز وجل،، لكن لما نعلم سعة رحمة الله وأن الله يقبل توبة عبده وأن أعد لعباده في الجنة من النعيم.
ماذا يكون ؟؟ فتطمئن إلى ذكره وتأنس به وتكون هذه الليونة غايتها ذكر الله..
✏️{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ } ٢٤
أفمن شأنه أن يقي نفسه بوجهه الذي هو أشرف أعضائه سوء العذاب يوم القيامة لكون يده صارت مغلولة إلى عنقه كمن هو آمن في الجنة؟!
📚 قال عطاء: يرمى مكتوفاً في النار فأول شيء تمس منه وجهه.
وقال مجاهد: يجر على وجهه في النار ، وفي أثناء هذا العذاب الشديد يأتيهم التقريع من خزنة النار[ وقيل للظالمين ذوقوا ماكنتم تكسبون]
🍃 جعلنا الله من أولو الألباب الذين نوه الله بذكرهم في هذه الايه،، وجعلنا ممن يستمعون القرآن فيتبعون أحسنه
💢نصيحه ثمينة للأستاذه حفظها الله 💢
"علينا بالدعاء دائم أن يشرح صدورنا للدين والإسلام ،،لأن من شرح الله صدره للإسلام فإنه مايتحرك ولا يقوم ولا يقول إلاّ على نور من ربه
"كذلك نسأل الله أن يبعد عنا قسوة القلب عند ذكر الله لأن القلب القاسي لايفقه شي عن الله عز وجل
"عليك بالتدبّر والتأني ولا تمر عليك المثاني دون أن تستشعري معانيها .
وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
• سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
🌺🌸🌺🌸
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق