الأحد، 5 فبراير 2023

مجلس تدبر سورة النور 6️⃣

 


المجلس التدبّري لـ  

             "سورة  النور "  6️⃣


الاثنين ٨- رجب - ١٤٤٤  هجري 


@ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @


تفسير الايات من اية (٣٩) إلى (٥٤) 


✏️{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [٣٩]


              & شتان بين الفريقين & 


لما قال الله تعالى في الايات  السابقة 


[لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ]


هنا جاءت في العقوبة [وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ]



               & مناسبة الآيتين & 


لما  تقدم حالة الإيمان والمؤمنين، وتنويره قلوبهم؛ عقب ذلك بذكر الكفرة وأعمالهم .


      🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃



"والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة.: ومثل أعمال الذين كفروا مثل سراب في أرض منبسطة خالية من البناء والشجر والنبات وغيرها من المعالم . 


"يظن العطشان ذلك السراب ماء، كل ماتقدم أبعد هذا السراب - حتى إذا جاء إلى موضعه، لم يجد السراب شيئا مما كان يظنه؛ فيهلك، 


"وكذلك الكافرون: يظنون اعتقاداتهم وأعمالهم تنفعهم، فإذا جاؤوا يوم القيامة وجدوها غير مقبولة عند الله؛ فلا ينتفعون بها .


"قد يحسنون ،ويتصدقون ،لكن اعتقاده كافر

قد يساعد ،ويبر ، ويحسن


  & لكن شرط قبول العمل الصالح

      " الإخلاص لله تعالى

اعمل هذا العمل لله عز وجل ،، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم 


   @بدون هذين الشرطين العمل مردود @


كما قال عزوجل <وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا>

 


ووجد الكافر ربه عنده بالمرصاد ، فيجازيه يوم القيامة على جميع أعماله 


حسابه دقيق <لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا >



"والله سريع الحساب.:-سريع المحاسبة لعباده، لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، ولا يشغله حساب عن حساب . 


📍 هذه الآيات فيها تخويف شديد بالكفر بالله سبحانه وتعالى ،، أو اختلال شروط العمل الصالح


"إما يبتغي به غير وجه الله تعالى

"أو أنه يبتدع في عمله ولاييتبع به النبي صلى الله عليه وسلم 


✏️{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ [٤٠]


" أو كظلمات في بحر لجي.: أو مثل أعمال الكافرين في ضلالهم وجهلهم الذي لا يتبينون فيه الهدى والحق، مثل ظلمات في بحر عميق .



" يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات.: يعلو ذلك البحر اللجي موج، ومن فوق الموج موج آخر يعلوه، ومن فوق الموج الثاني سحاب مظلم .



"ظلمات بعضها فوق بعض.: ظلمة البحر، وظلمة الموج، وظلمة السحاب؛ هي ظلمات متراكمة، بعضها فوق بعض . 


" إذا أخرج من كان في هذه الظلمات يده لينظر إليها، لم يقارب رؤيتها؛ من شدة الظلام، فلا يراها مطلقا . 


"ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.؛- ومن لم يهده الله في الدنيا لنور القرآن ويوفقه للإيمان، فلا هداية له من أي أحد كائنا من كان .


📍أعظم نعمة منّ الله بها علينا أننا مسلمين


< ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا>



♨️.  نستفيد من هذين المثلين ♨️


لما قال الله تعالى(وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)


والله سريع الحساب فيه إثبات الحساب، وأن المؤمن والكافر سوف يحاسب على عمله؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، 


، 📕 كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) . فكون الإنسان يحاسب نفسه ليصلح ما فسد، أولى من سكوته وإهماله وعدم حساب نفسه؛ لأن الذنوب تتراكم على الانسان حتى يهلك .


🔹 قال الله عز وجل ( ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)


هذه الآية تدل على أنه يجب على المرء أن يلجأ إلى الله دائما، فيسأله أن ينور قلبه؛ لأن قوله تعالى: ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور :- هذا منطوق الآية، ومفهوم الآية: من جعل الله له نورا في قلبه يبصر به الحق 

 فلا أحد يحجب عنه نور الله عز وجل .


" اللهم نور قلوبنا جميعًا بالقرآن 

وارنا الحق حقًا وأرزقنا أتباعه والباطل باطل وأرزقنا اجتنابه 🍃


✏️{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [٤١]


" لما ذكر الله تعالى مثل المؤمن والكافر، وأن الإيمان والضلال أمرهما راجع إليه؛ أعقب بذكر الدلائل على قدرته وتوحيده . 


"ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض.: - ألم تر أن الله يسبح له وينزهه عن النقائص كل من في السموات وكل من في الأرض؛ من الملائكة والناس والجن، والحيوانات والنباتات والجمادات ❓ 


كما قال تعالى <تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ >


" والطير صافات.: والطير مصطفات الأجنحة في الهواء، تسبح لله أيضا في حال طيرانها .


" كل قد علم صلاته وتسبيحه.: كل مخلوق قد علم صلاته وتسبيحه لله .


"والله عليم بما يفعلون.: والله ذو علم بما يفعل كل مصل ومسبح منهم، لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، وهو مجازيهم على ذلك .


✏️{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [٤٢]


لما أخبر الله تعالى عما في الكونين  السموات والارض ومابينهما بما يستلزم الملك  التام  لله عز وجل ،، بين ربوبيته الخاصة ،، تدبيره للأمور 


"لما بين الله تعالى عبودية المخلوقات، وافتقارهم إليه من جهة العبادة والتوحيد؛ بين افتقارهم من جهة الملك والتربية والتدبير، 


"فقال : ولله ملك السماوات والأرض.: ولله سلطان السموات والأرض وملكهما وتدبيرهما، فلا تنبغي الرهبة والرغبة والعبادة إلا له وحده .


"وإلى الله المصير.: وإلى الله وحده مرجع عباده، فيبعثهم بعد موتهم، ويجازيهم على أعمالهم؛ فليحسنوا عبادته، ويجتهدوا في طاعته .



في قوله تعالى (ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)

 

          💫لطيفة قالها ابن عثيمين 💫

ليس المراد مصير الناس في الآخرة فقط

بل مصير الأمور كلها 


" ذلك لما جاء باختصاص الله ملك السموات والارض يجعل العبد مطمئن أن مصير الأمور كلها  الى الله ،،

"مصير رزقك

"تفكيرك في مستقبلك ،،

"صلاح ابناءك 

"تفريج كربك كله الى الله سبحانه وتعالى 


📍 فليس المصير فقط في الآخرة بل في الامور كلها مرجعها الى الله 

فهو سبحانه يدبر ويفعل مايشاء نحن فقط 

نلجأ اليه ونبذل الأسباب ،، ومنها الافتقار اليه ،، وتسأليه حاجتك وتفريج كربك


✏️{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ [٤٣]


" ألم تر أن الله يزجي سحابا .: ألم تر بقلبك وعقلك وفكرك أن الله يسوق بقدرته قطع السحاب المتفرقة، إلى حيث يريد ❓ 


"ثم يؤلف بينه.: يجمع الله بين قطع السحاب المتفرقة .


"ثم يجعله ركاما.: يجعل الله قطع السحاب المجموعة متراكمة؛ بعضها على بعض، فتكون متصلة وكثيفة .


"فترى الودق يخرج من خلاله.: فتنظر إلى المطر يخرج من فتوق السحاب نقطا متفرقة .


"وينزل من السماء من جبال فيها من برد. : وينزل الله البرد من جهة السماء إلى الأرض، من قطع سحاب عظيمة كالجبال .



"فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء.: فيصيب الله بالبرد من يشاء من عباده؛ عقوبة لهم، فيضرهم في أنفسهم وأموالهم، ويتلف ثمارهم وزروعهم، 


"ويصرف البرد عمن يشاء من عباده؛ رحمة بهم، فلا يصيبهم ضرره .



"يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار.: يقارب ضوء برق السحاب أن يعمي عيون الناظرين؛ من شدة ضوئه ولمعانه .

✏️{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ [٤٤]


يقلب الله الليل والنهار.: يعقب الله الليل والنهار؛ فيأتي بأحدهما بعد الآخر، ويتصرف الله  بالزيادة والنقصان، ويغير حالهما بالحر والبرد، والظلمة والنور إلى غير ذلك،



"إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار.: إن في ذلك لعظة لأصحاب العقول ، الذين يعتبرون بالنظر إليه، فيستدلون بذلك على وجود الله، وكمال قدرته وعظمته وتوحيده .



✏️[وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [٤٥]


لما استدل أولا بأحوال السماء والأرض، وثانيا بالآثار العلوية؛ ،، استدل ثالثا بأحوال الحيوانات . 


"والله خلق كل دابة من ماء.: والله خلق كل كائن حي يمشي على الأرض، من ماء .



"فمنهم من يمشي على بطنه.: فمن الحيوانات المخلوقة من ماء من يمشي زحفا على بطنه؛ كالحية .



"ومنهم من يمشي على رجلين.: ومنهم من يمشي قائما على رجلين؛ كالإنسان والطير .


"ومنهم من يمشي على أربع.: ومنهم من يمشي على أربع قوائم؛ كالبهائم .



"يخلق الله ما يشاء.: يحدث الله بقدرته في كل وقت ما يشاء من المخلوقات المتنوعة، ويجعلها على ما يشاء من الصفات المختلفة .



"إن الله على كل شيء قدير.: إن الله على كل شيء قادر، ومن ذلك قدرته على خلق ما يشاء، ودخول كل مخلوقاته تحت قدرته، فهو سبحانه لا يعجزه شيء .



📌ثم قال جلّ ذكره ✏️{لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [٤٦]


    & سبحان الله مناسبة هذه الآية &


"لما اتضح بما ذكر من الدلائل ما لله تعالى من صفات الكمال، والتنزه عن كل شائبة نقص، وقامت أدلة الوحدانية على ساق، واتسقت براهين الألوهية أي اتساق؛ قال تعالى مترجما لتلك الأدلة : 



"لقد أنزلنا آيات مبينات.: لقد أنزلنا آيات القرآن علامات واضحات موضحات للحق

فيه الاداب والمعارف وعلوم الحق 


"والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.: والله يرشد ويوفق من يشاء من عباده ممن هو أهل للهداية، إلى طريق الإسلام المستقيم، الموصل إلى رضاه وجنته .



            ♨️من الفوائد ♨️


عند قوله تعالى (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)


تنبيه على أن  الله مالك للأول والاخر 


(لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

:- أنه لا ينبغي للإنسان أن يعتمد على نفسه في الهداية، بل يسأل الله دائما أن يهديه ثم يثبته ما دام أن الله هو الذي يهدي 



✏️{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [٤٧]


بعد أن ذكرت دلائل انفراد الله تعالى بالإلهية، وذكر الكفار الصرحاء الذين لم يهتدوا بها في قوله تعالى: [وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ]


"تهيأ المقام لذكر صنف آخر من الكافرين الذين لم يهتدوا بآيات الله، وأظهروا أنهم اهتدوا بها . 



"ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا.: ويقول المنافقون بألسنتهم كذبا من غير يقين ولا إخلاص: آمنا بالله وبرسوله محمد، وأطعنا الله وأطعنا رسوله .



"ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك.
أي: ثم يعرض طائفة من المنافقين عن طاعة الله ورسوله من بعد قولهم: آمنا وأطعنا !


"وما أولئك بالمؤمنين.: وليس أولئك القائلون بأفواههم: آمنا بالله وبالرسول وأطعنا بالمؤمنين المخلصين الثابتين .



✏️[وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ [٤٨]


أن الله تعالى لما فضح المنافقين بما أخفوه من توليهم، قبح عليهم ما أظهروه، 


📍 فقال : وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون.: وإذا دعي هؤلاء المنافقون إلى كتاب الله وإلى رسوله؛ ليحكم بينهم الرسول بحكم الله فيما يختلفون فيه، إذا طائفة من المنافقين يعرضون عن التحاكم إلى الله ورسوله 



✏️{وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ

 [٤٩]

وإن يكن الحق للمنافقين على من يخاصمونه، يقبلوا التحاكم إلى الله ورسوله، ويأتوا إلى الرسول طائعين منقادين لحكمه؛ لموافقته لأهوائهم !



✏️[أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [٥٠]


أفي قلوب هؤلاء المنافقين -المعرضين عن التحاكم إلى الله ورسوله- مرض ملازم لهم، أخرج القلب عن صحته، فصاروا كالمريض الذي يعرض عما ينفعه، ويقبل على ما يضره ❓ 


           💫وقفة هااامة 💫


الله الله بأعمال القلوب اذا تساهل بالصغائر صار في قلبه نفاق عملي

"اذا حدث كذب

"واذا خاصم فجر 

"واذا عاهد غدر

على الإنسان ان يحرص على هذا القلب 


  اللهم طهر قلوبنا من كل مرض وشبه ونفاق🍃



أم ارتابوا.: أم حدث لهم شك واضطراب وتردد وقلق ❓
أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله.
أي: أم يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم ❓


"بل أولئك هم الظالمون.: بل هؤلاء هم الظالمون لأنفسهم بعدم الرضا والتسليم بحكم الشرع .



 ♨️الفوائد من هذه الآيات ♨️


لما قال الله تعالى: (وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ)

ليس ذلك لأجل أنه حكم شرعي، وإنما ذلك لأجل موافقة أهوائهم، فليسوا ممدوحين في هذه الحال ولو أتوا إليه مذعنين؛ 


🔸 لأن العبد حقيقة من يتبع الحق فيما يحب ويكره، وفيما يسره ويحزنه، وأما الذي يتبع الشرع عند موافقة هواه، وينبذه عند مخالفته، ويقدم الهوى على الشرع؛ فليس بعبد على الحقيقة .



✏️{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

 [٥١]


لما حكى الله تعالى قول المنافقين ؛ أتبعه بذكر ما كان يجب أن يفعلوه، وما يجب أن يسلكه المؤمنون ، وهذا على عادته تعالى 

على ان القران مثاني 


" إنما ينبغي على المؤمنين الصادقين المخلصين إذا طلب منهم عند اختلافهم التحاكم إلى الله ورسوله- أن يقولوا برغبة ومبادرة، وإقبال دون وتسويف وتردد: سمعنا الدعوة،، ورضينا بحكمهما



"وأولئك هم المفلحون.: وأولئك المؤمنون المتحاكمون إلى الله ورسوله، هم الذين افلحوا في الدنيا والاخره 


"ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون.

📌 لما ذكر الله تعالى فضل الطاعة في الحكم خصوصا؛ ذكر فضلها عموما في جميع الأحوال، 


"فقال ✏️{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [٥٢]

ومن يطع الله ورسوله فيما يأمرانه وينهيانه، ويخف الله العظيم خوفا مقترنا  بالتعظيم والمحبة والإجلال 

يمتثل اوامره ويجتنب نواهيه 


- فأولئك هم الفائزون إين ❓


< ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ >


📍 إذًا فائزون انهم اتبعوا هذا الطريق الحق في الدنيا وسيتم الله عليهم الفضل والمنة في الاخرة بالجنة


         🍃نسأل الله من فضله 🍃


✏️{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [٥٣]


.وحلف بالله أولئك المنافقون أغلظ أيمانهم وأشدها، مبالغين في تأكيدها: 


"لئن أمرتهم -أيها النبي- بالخروج إلى الجهاد ليخرجن معك . 



"قل لا تقسموا طاعة معروفة.: قل -يا أيها النبي- لأولئك المنافقين: لا تحلفوا؛ فقد عرفت أن طاعتكم مجرد قول بلا فعل، عرفت كذبكم في دعواكم طاعتي إن أمرتكم بالخروج للجهاد .



"إن الله خبير بما تعملون.: إن الله خبير بجميع ما تعملون من طاعة أو معصية، ويعلم ما في بواطنكم، فإنه لا يخفى على الله العالم بالسرائر، المطلع على بواطن الأمور .



✏️{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [٥٤]


لما بكت الله تعالى المنافقين بأنه مطلع على سرائرهم؛ تلطف بهم فأمرهم بطاعة الله والرسول، وهو أمر عام للمنافقين وغيرهم .


"قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول.: قل -أيها النبي- لهؤلاء المنافقين: أطيعوا الله باتباع كتابه، وأطيعوا الرسول باتباع سنته طاعة ظاهرة وباطنة بصدق وإخلاص . 



"فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم.: فإن تعرضوا -أيها المنافقون- عما جاءكم به الرسول، فإنما عليه مسؤولية تبليغكم الرسالة، وأداء الأمانة، 


"وإن تطيعوه تهتدوا.: وإن تطيعوا الرسول في أمره ونهيه، ترشدوا إلى الخير، وتصيبوا الحق في جميع أموركم 



📗 وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: ((صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع! فماذا تعهد إلينا❓ 


📍فقال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة )) .



💫وما على الرسول إلا البلاغ المبين.: ولا يجب على الرسول إلا التبليغ الظاهر الواضح في نفسه، الموضح لكم رسالة الله، 


💫بحيث لا يبقى لدى أحد شك ولا شبهة،، وليس هو من كلفكم، وليس عليه هدايتكم ولا حسابكم،


♨️ الفوائد من الآيات ♨️


إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله:-  هذه الآية -على إيجازها- حاوية لكل ما ينبغي للمؤمنين أن يفعلوه .


📕قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل: (من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا، نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا، نطق بالبدعة؛ لقوله تعالى: وإن تطيعوه تهتدوا) 


🔸أن المبلغين لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم يجب عليهم أن يبينوها للناس .


لأنه قال( ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)



"نسأل الله ان يجعلنا من عباده المفلحين 

المطيعين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم 🍃



💫نكمل اللقاء القادم بإذن الله 💫


اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم 

الدين 🍃


سبحانك اللهم وبحمدك، 

أشهد  أن لا إله  إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق