الجمعة، 28 يناير 2022

مجلس تدبر سورة القصص 5️⃣


✍🏻 مجلس تدبّر سورة القصص 5️⃣


الاربعاء - بتاريخ ٢٣٦-١٤٤٣ هجري


📌مدخل آيات هذا المجلس أن الزهد في هذه الحياة الدنيا هو طريق إحسان العمل للآخرة


"نسأل الله أن يجعلنا من طلاب الآخرة

لا طلاب الدنيا 🍃



تفسير الآيات من آيـة (٦٠ ) إلى آيـة ( ٧٥ )


    ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }


✏️{وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(٦٠) 


"هذا هو الجواب الثالث عن شبهتهم التي حاصلها أن قالوا: تركنا الدين لئلا تفوتنا الدنيا، فبين تعالى أن ذلك خطأ عظيم؛ لأن ما عند الله خير وأبقى


وأيضا لما ذكرهم الله بهذه النعم عليهم أدمج من  خلال الرد على قولهم:(إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ)


فرد عليهم بقوله : (يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا )


"أعقبه بأن كل ما أوتوه من نعمة هو من متاع الحياة الدنيا،، وأما ما عند الله من نعيم الآخرة فهو خير من ذلك وأبقى؛ لئلا يتوهم  أن ما هم فيه من الأمنوالرزق هو الغاية المطلوبة فلا يتطلبوا 

غيرها و  تحصيل هذه النعم ودوامها في الآخرة 


"ايضًا في الدنيا يكون الإيمان بالله عز وجل .



وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها:

وما آتاكم الله من الأموال والأولاد وغيرها من النعم واللذات، فإنما هو متاع تتمتعون به في حياتكم الدنيا، وتتزينون به فيها، ثم يزول عنكم سريعا، ولا ينفعكمبشيء .


كما قال تعالى<مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ>


📕 وعن المستورد بن شداد رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذهفي اليم؛ فلينظر بم ترجع؟!)) .


📌 هذا دلالة على أن الدنيا لاتساوي شي بالنسبة للآخرة 


وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ:يعني ماعند الله في الجنة أفضل وصفًا وكمية من متاع الدنيا وزينتها ،


وايضًا أدوم لأن ثواب الله باقٍ

كما قال تعالى :-< ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ>

 

وقال عز وجل: <وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ>

 

لذلك ختمت الآية ~أفلا تعقلون~ .: أفلا تتدبرون -أيها الناسبعقولكم، فتعرفون بها أن ثواب الآخرة الباقية خير من نعيم الدنيا الفانية ؟!



✏️{أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١) 


📍 مناسبة الآية لما قبلها_

لما ذكر تفاوت ما بين ما أوتوه من المتاع والزينة، وما عند الله من الثواب؛ قال: أفبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا ؟!


" وأيضا لما أنبأهم الله بأن ما هم فيه من الترف إن هو إلا متاع قليل، قابل هنا بالنعيم الفائق الخالد الذي أعده الله لعباده المؤمنين .



" أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه.: وعدناه على طاعته ماهو الوعد على الطاعة 

الجنة، ]

فآمن بما وعدناه وأطاع الله ينتظر ها الوعد 


~لاحظي ~صدق هذا الوعد -، فهو لاق،  وصائر إلى ثواب الله في الآخرة لا محالة 


" كمن هو كافر مكذب بلقاء الله ووعده ووعيده، 

كمن هو مؤثر الدنيا على الآخرة.


" كمن ، هو متمع في الحياة الدنيا، ثم هو يوم القيامة  هم من المحضرين للجزاء ⁉️


✏️{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) 


لما ثبت أن الكفار يوم القيامة قد عرفوا بطلان ما كانوا عليه، وعرفوا صحة الإيمان والتوحيد 


قال لهم: أين ما كنتم تعبدونه وتجعلونه شريكا في العبادة، وتزعمون أنه يشفع لكم ؟


" أين هو لينصركم؟ أين شركائي الذين كنتم تزعمون .


✏️{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (٦٣ )

قال الذين وجب عليهم العذاب: يا ربنا، هؤلاء التابعون لنا الذين دعوناهم إلى الباطل فأطاعونا، أضللناهم مثلما كنا ضالين .


" تبرأنا إليك.: تبرأنا إليك من الذين أطاعونا ومما اختاروه من الكفر؛ هوى منهم للباطل، وكرهًا  للحق، 


" فما كانوا في الدنيا يعبدوننا، إنما كانوا يتبعون أهواءهم تبرأنا إليك ماكانوا أيانا يعبدون 



كما قال تعالى <وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ >


وهنا قال (أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)

               لايوجد &



✏️{وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ(٦٤ )


وقيل للمشركين: ادعوا الذين كنتم تعبدونهم في الدنيا،؛ لينفعوكم وينصروكم .


"فدعوهم فلم يستجيبوا لهم .: فدعاهم المشركون فلم يجيبوهم،


"ورأوا العذاب.: ورأى المشركون بأعينهم - العذاب الذي سيحل بهم .


" لو أنهم كانوا يهتدون.: لو أن المشركين كانوا في الدنيا مهتدين؛ لما اتبعوا شركاء من دون الله، ولما رأوا العذاب في الآخرة .


دلالة هنا على فضل الهداية أنها تكون سبب ثبات العبد يوم القيامة.


"نسأل الله أن يهدي قلوبنا جميعًا ، وأن يوفقنا لطريق سلوك المهتدين 🍃


          [ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ]


✏️{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ(٦٥ )


📌 مناسبة هذه:لما أشار إلى أنه لا خلاص من هذا الموقف  إلا بالهدى؛ أتبعه الإعلام بأنه لا يمكن أحدا أن يفعل ما قد يروج على سائله، 


" كما يفعل في هذه الدار من إظهار ما لم يكن، فكررا هذا الأمر  لتهويل ذلك اليوم وتبشيعه، وتعظيمه من الله عز وجل.


لذلك تكرر قوله :(وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ)


(وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)


.

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ): واذكر يوم ينادي الله المشركين يوم القيامة، فيقول لهم: ماذا أجبتم المرسلين الذين أرسلتهم إليكم؟ هل آمنتم بهم، أوكفرتم بهم وكذبتموهم، 


✏️{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ(٦٦ )

فخفيت الحجج  يوم القيامة، ولم يهتدوا إلى جواب صحيح ، فيسكتون حيارى لا يقدرون على الإجابة بشيء .


فهم لا يتساءلون.: ~ تخيلي عظم الموقف ~

فلا يسألون أحدا عما يجيبون به الله فيما سألهم عنه .


✏️{فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ( ٦٧ )


"لما علم حال من أصر على كفره وعمل سيئا بطريق العبارة، وأشير إلى حال من تاب فوعد الوعد الحسن

؛ تسبب عن ذلك: التشوف إلى التصريح بحالهم .


" وأيضا لما بين سبحانه حال المعذبين من الكفار،؛ أتبعه بذكر من يتوب منهم في الدنيا؛ ترغيبا في التوبة، وزجرا عن الثبات على الكفر، 



📍 فقال :-فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين : 


١فأما من تاب من الشرك، 

٢وآمن بالله ورسله، 

٣وعمل عملا صالحا بإخلاص لله تعالى ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم 

؛ فإنه يكون في الآخرة من الفائزين الناجين من العذاب، الخالدين في الجنة .



   🏷✨الفوائد التربوية✨🏷


▪️ اما قال الله تعالى: وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها 

 هذا حض من الله  على الزهد في الدنيا،


📍نقول هذا أول عمل ينبغي أن نعمل به من  هذه الأيات

أن نزهد في هذه الحياة الدنيا ولانغتر بها.


ولا نجعلها ، مقصودنا الأعظم 


الله سبحانه يخبرنا ، أن جميع ما أوتي الخلق من الذهب والفضة، ونساء وبنين، ومآكل ومشارب ولذات: كلها متاع الحياة الدنيا وزينتها،: يتمتع به وقتا قصيرا.


" مشوبًا بالمنغصات، ممزوجا بالغصص، ثم يزول سريعا،، ولم نستفد منه إلا الحسرة والندم، والخيبة والحرمان ! إن نسينا الدنيا الآخرة .



◽️ لذلك قال بعدها :وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون: أفلا يكون لكم عقول، بها تزنون بها الأمور 

ونقدم بها الباقي على الفاني ؟


لذلك ختمت الآية بقوله ( أفلا تعقلون )

أن العاقل من يعلم أن هذه الدنيا إلى فناء

فلاتغرنا لذة ساعة يرتكبها العبد وينسى الله عز وجل ثم يفوت عليه نعيم مقيم عليه من الله جلّ جلاله . 



▪️أيضًا من الفوائد :طالب العلم يجب عليه أن يتلقى المسائل بدلائلها، وهذا هو الذي ينجيه عند الله سبحانه وتعالى؛ 


" لأن الله سيقول له يوم القيامة: ماذا أجبتم المرسلين؟ ولن يقول: «ماذا أجبتم المؤلف الفلاني»! فإذن لا بد أن نعرف ماذا قالت الرسل لنعمل به،


فإذا كنا لا نستطيع أن نعرف الحق بدليله فلا بد أن نسأل .

لأن الله قال  فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ>،


"نسأل الله أن يجعلنا من اتباع الحق ، ومن اتباع الكتاب ، وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم 🍃



◽️  قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون وقوله: ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين: النداء الأول عن سؤال التوحيد، 


والثاني فيه إثبات النبوات ، فالناس يسألون عن إيمانهم بالرسل، كما يسألون عن التوحيد .



▪️  قوله تعالى: فأما من تاب وآمن وعمل صالحا؛ فضيلة هذه الأوصاف الثلاثة: 


التوبة، جددي التوبة كل عمل في كل لحظة ، عند نومك ، عند استيقاظك جددي التوبة لله 


معها الإيمان بالله عز وجل .


، والعمل الصالح، هذه الأوصاف الثلاثة 


              سبب للفلاح 



✏️{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ(٦٨ )


مرة أخرى قال ✏️{وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ( ٦٩ )


هذا متصل بذكر الشركاء الذين عبدوهم واختاروهم للشفاعة،


الاختيار إلى الله تعالى في الشفعاء لا إلى المشركين .بعد أن وبخهم فيما سلف على اتخاذهم الشركاء، وذكر أنه يسألهم عنهم يوم القيامة تهكما بهم وتقريعالهمأردف ذلك بتجهيلهم على اختيار ما أشركوه، 


" وأبان لهم أن تمييز بعض المخلوقات عن بعض، واصطفاءه على غيره من حق الله لا من حقكم .


وربك يخلق ما يشاء ويختار.: وربك -يا محمديخلق ما يشاء خلقه، ويختار ما يشاء من الأمور والأشياء، 


📌 منها فيصطفي من يشاء للرسالة والهداية، ويفضل من يشاء من الملائكة والناس، والأمكنة والأزمنة، وغير ذلك 


<إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ>



" ما كان لهم الخيرة.: ما كان للناس أن يختاروا على الله أن يفعل ما يشاؤون، بل الله يختار وحده ما يشاء .


"سبحان الله وتعالى عما يشركون.: تنزه الله وتقدس؛ فهو وحده المتفرد بالخلق والاختيار دون آلهتهم التي لا تخلق ولا تختار شيئا .



وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون : وربك -يا محمديعلم ما تخفي وتضمر، وما نظهر من الأقوال والأفعال .


✏️{وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(٧٠ )


لما بين سبحانه فساد طريق المشركين من قوله: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي - ختم الكلام في  إظهار هذا التوحيد،


وهو الله لا إله إلا هو.بيان الثناء والحمد الذي لايليق إلاّ به جلّ جلاله .



" وهو الله المستحق للعبادة وحده، لا معبود بحق إلا هو


له الحمد في الأولى والآخرة.: هو وحده المستحق للحمد في الدنيا والآخرة على أفعاله وإحسانه، وأسمائه وصفاته .


وله الحكم.: ولله وحده الحكم في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا يحكم بين عباده بشرعه وقدره، 


وفي الآخرة يقضي بينهم بعدله .


وإليه ترجعون .: وإلى الله وحده تردون بعد موتكم، فيحاسبكم في الآخرة، ويجازي كلا منكم بعمله من خير أو شر


نسأل الله أن يجعلنا ممن قدم عملً خالصًا يرضى به عنا ووالدينا والمسلمين 🍃



    🏷✨الفوائد التربوية✨🏷


▪️ قوله تعالى: وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون :التحذير والترغيب؛ تحذير الإنسان أن يضمر أو يعلن سوءا؛ لأن الله يعلم به، 


" وترغيبه في أن يضمر أو يعلن خيرا؛ لأن الله يعلمه، والله أعلم بما أضمر من خير أو شر، أنه لن يضيع؛ فهو معلوم، كما قال الله تبارك وتعالى في آيات كثيرةإنه يعلم، ويخبر يوم القيامة عما عمل هؤلاء 


◽️  وربك يخلق ما يشاء ويختار الآية تعليل لبطلان آلهة المشركين، وإثبات للألوهية لله، الخالق هو الذي يجب أن يعبد؛ لقوله تعالى: يا أيها الناس اعبدوا ربكمالذي خلقكم والذين من قبلكم [البقرة: 21]، فإن هذا الوصف تعليل للأمر؛ فإن الخالق يجب أن يكون هو الإله المعبود، 


▪️ يخلق ما يشاء لم يقل: «من يشاء» ليشمل الأعيان والأوصاف، فالله تعالى خالق كل شيء:


" ولهذا فإن من مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق للعبد، ولأفعال العبد -التي هي أوصافه-، فالله تعالى: يخلق ما يشاء 



◽️ والإرادة هنا إن نظرنا إلى قرنها بالخلق قلنا: هي الكونية، وإن نظرنا إلى لفظها -بقطع النظر عن اقترانها بالخلققلنا: إنها شاملة للكونية وللشرعية؛ لأنهسبحانه وتعالى يختار كونا وشرعا ما يشاء، وهذا العموم أولى



▪️ من الفوائد ايضًا في قوله تعالى: ما كان لهم الخيرة :انفراد الله عز وجل بالإرادة؛ فلا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه .وإن استحالت الأسباب ومشيئة اللهإذا أراده يقول له كن فيكون


◽️وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون: لم يكتفي الله عز وجل: ما تكن صدورهم عن قوله: وما يعلنون؟ 

: أن علم الخفي لا يستلزم علم الجلي؛ إما لبعد،، أو اختلاط أصوات، ؛ لهذا قال: وما يعلنون .



▪️ قوله تعالى: له الحمد في الأولى والآخرة : أن الحمد في الدنيا ظاهر؛ فما الحمد في الآخرة؟



⚡️الحمد في الآخرة بينه الله في قوله: <وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ >


💫<وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ >


⭐️ < وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ>

 

والتوحيد هناك على وجه اللذة لا الكلفة، وفي الحديث ((يلهمون التسبيح والتحميد )) . 


📕 وفي حديث الشفاعة قال صلى الله عليه وسلم: ((ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد )



▪️ له الحمد في الأولى والآخرة ظهور كمال صفات الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، لأن الحمد وصف المحمود بالكمال .


✨♨️من بلاغة هذه الآيات♨️✨


لما قال سبحانه وتعالى : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون :-

كالتذييل، وبيان أنه هو الذي يخلق ما يشاء؛ يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ليس لأحد أن يتصرف في ملكه ويشاركه في خلقه؛ ولهذا ختمه بقوله: سبحانالله وتعالى عما يشركون .


◽️ (وسبحانه)، بعد أن قال: [وربك يخلق]

 لأن اسم الجلالة مختص به تعالى، وهو مستحق للتنزيه بذاته؛ 


ووجه تقييد التنزيه والترفيع بـ (ما يشركون): أنه لم يجترئ أحد أن يصف الله تعالى بما لا يليق به إلا أهل الشرك بزعمهم أن ما نسبوه إلى الله إنما هوكمال، مثل اتخاذ الولد، أو هو مما أنبأهم الله به، وزعموا أن الآلهة شفعاء عند الله .


✏️{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) 

قل -يا محمدلهولاء المشركين : أخبروني إن جعل الله عليكم الليل دائما بلا نهار يأتي بعده إلى يوم القيامة .


من إله غير الله يأتيكم بضياء.: من معبود غير الله يقدر على أن يأتيكم بنهار منير تبصرون فيه ؟


أفلا تسمعون .:  ذلك سماع فهم وقبول وانقياد، وتتفكرون فيه فتتعظون، وتستدلون بذلك على توحيد الله واستحقاقه للعبادة وحده  جل ذكره . 


✏️{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ( ٧٢ )


: قل -يا محمد: للمشركين أخبروني إن جعل الله عليكم النهار دائما مستمرا بلا ليل يأتي بعده إلى يوم القيامة .



من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه.: من معبود غير الله يقدر على أن يأتيكم بليل تستقرون فيه وتستريحون ؟



أفلا تبصرون.: أفلا ترون ذلك بأبصاركم، فتعلمون أن الله هو المستحق للعبادة وحده، وأن عبادة من سواه ضلال مبين ؟!


✏️{وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣ )

.

ومن رحمة الله بناأن خلق لنا  الليل والنهار مختلفين بالظلمة والضياء، يتعاقبان على الدوام لمصالح العباد.

 


كما قال تعالى<وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ>


لتسكنوا فيه.: جعل الله الليل مظلما؛ لتسكنوا فيه، وتستريحوا من تعب أعمالكم في النهار .


ولتبتغوا من فضله.: وجعل الله النهار مضيئا؛ لطلب المعاش والرزق .


ولعلكم تشكرون.: وجعل الله لكم الليل والنهار؛ لتشكروه على إنعامه عليكم بهما، وتعبدوه وحده فيهما .


⚡️ مرة أخرى يقول وهذا النداء الثالث :-


✏️{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤ )


اذكر -يا محمديوم ينادي الله المشركين، فيقول لهم يوم القيامة: أين شركائي الذين كنتم في الدنيا تدعون كذبا أنهم شركائي في العبادة،



✏️{وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥) 

 وأخرجنا من كل قوم نبيهم؛ ليشهد عليهم  بالتبليغ وبما أجابته في دعوته إلى الحق .



فقلنا هاتوا برهانكم.: فقلنا هاتوا حجتكم على صحة إشراككم بالله .



فعلموا أن الحق لله.: فعلموا حينئذ أن الله هو المستحق وحده للعبادة،


وضل عنهم ما كانوا يفترون.: وغاب عنهم  واضمحل ما كانوا يختلقونه على الله في الدنيا من أن معه شركاء، فلم ينفعوهم في الآخرة بشيء 



🏷✨الفوائد التربوية✨🏷


في قوله تعالى: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى قوله: ولعلكم تشكرون :-

تنبيه إلى أن العبد ينبغي له أن يتدبر نعم الله عليه، 

ويستبصر فيها، ويقيسها بحال عدمها؛ فإنه إذا وازن بين حالة وجودها وبين حالة عدمها، 


▪️تنبه عقله لموضع المنة، بخلاف من جرى مع العوائد، ورأى أن هذا أمر لم يزل مستمرا ولا يزال، وعمي قلبه عن الثناء على الله بنعمه، ورؤية افتقاره إليها فيكل وقت؛ فإن هذا لا يحدث له فكرة شكر ولا ذكر 



◽️الحث على التبصر في آيات الله عز وجل؛ لقوله: أفلا تبصرون؛ لأن هذا يفيد حث الإنسان أن يتبصر فيما جعله الله عز وجل في هذه الآيات؛ حتى يستدلبها على كمال قدرة الخالق .



▪️هو من أبدع الاستدلال؛ حيث اختير للاستدلال على وحدانية الله هذا الصنع العجيب المتكرر كل يوم مرتين، والذي هو أجلى مظاهر التغير في هذا العالم؛



◽️ وكان الاستدلال بتعاقب الضياء والظلمة على الناس أقوى وأوضح من الاستدلال بتكوين أحدهما لو كان دائما؛ 


" لأن قدرة خالق الضدين، وجاعل أحدهما ينسخ الآخر كل يوم: أظهر منها لو لم يخلق إلا أقواهما وأنفعهما، 



▪️ في قوله تعالى: من إله غير الله يأتيكم بضياء :بيان نعمة الله على العباد بضياء النهار، فكم تستهلك الأمة من طاقة في إضاءة الليل الذي لا يكون مثلإضاءة النهار؟ 


" وبهذا نعرف قدر نعمة الله سبحانه وتعالى بهذا الضياء الذي يصل إلى الناس بكميات كبيرة 


▪️  في قوله تعالى: بليل تسكنون فيه أن نوم الليل أفيد للجسم من نوم النهار؛ حيث جعل الله الليل محل سكن ووقته، وهذا أمر مشاهد .




◽️ قد يسأل البعض يقول - قوله تعالى: أفلا تسمعون، وقوله: أفلا تبصرون إنما قاله؛ لأن الغرض من ذلك الانتفاع بما يسمعون ويبصرون من جهة التدبر،فلما لم ينتفعوا نزلوا منزلة من لا يسمع ولا يبصر .



▪️ جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله :أنه وإن كان السكون في النهار ممكنا، وابتغاء فضل الله بالليل ممكنا، فإن الأليق بكل واحدمنهما ما ذكره الله تعالى به؛ فلهذا خصه به .



◽️ : ولتبتغوا من فضله فيه إثبات الأسباب؛ حيث قال: ولتبتغوا: لتطلبوا؛ فالرزق لا يأتي من السماء وينزل، بل لا بد فيه من طلب، وإذا لم تفعل هذا السببالذي تحصل به على الرزق، لم يحصل الرزق؛ لأن الله تبارك وتعالى حكيم ربط الأسباب بمسبباتها 



▪️ ولتبتغوا من فضله أن الرزق هو من الله عز وجل وفضله وعطائه؛ فليس حاصلا بمجرد كد الإنسان وكدحه؛



◽️ وفيه مناسبة حسنة، حيث ختم آية الليل بقوله: أفلا تسمعون، وآية النهار بقوله: أفلا تبصرون؛ لمناسبة الليل المظلم للسماع، ومناسبة النهار النير للإبصار .


▪️وقدم الليل على النهار؛ ليستريح الإنسان فيه، فيقوم إلى تحصيل ما هو مضطر إليه من عبادة وغيرها بنشاط وخفة، 


" ألا ترى أن الجنة نهارها دائم؛ إذ لا تعب فيها يحتاج إلى ليل يستريح أهلها فيه ؟ 


" ولأن ذهاب الليل بطلوع الشمس أكثر فائدة من ذهاب النهار بدخول الليل 



◽️ ولأن تقديم الليل على النهار جار على ما بنت العرب عليه حساب شهورها من تقديم الليل، وجعل النهار تابعا له،


▪️ قوله: ولتبتغوا من فضله :الابتغاء من فضل الله كناية عن العمل والطلب لتحصيل الرزق؛ 



◽️ - قوله: ولعلكم تشكرون: على  هاتين النعمتين اللتين هما من رحمته بالناس؛ 


" فالشأن أن يتذكروا بذلك مظاهر الرحمة الربانية، وجلائل النعم، فيشكروه بإفراده بالعبادة، 



لذلك قال (ولعلكم تشكرون)


نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لله جلّ جلاله بكرة وعشيًا 🍃




📌 الفائدة العظيمة التي نخرج بها من هذا المجلس 


هي :الزهد في هذه الحياة الدنيا ،،والعمل للآخرة 


 وإن من عقل الأنسان وفهمه لايؤثر الفاني على الباقي 


     لايؤثر الدنيا على الآخرة 


📌 كذلك :- [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ]


" هذه الآية كفيلة بأن تطبطب على قلوبنا أن ماقدره الله وأراده خيرٌ لأنفسنا 


الله إذا شاء هذا الأمر كيف اتمنى على الله،،  لاأعلم مصيره من الله جلّ جلاله

القدير الحكيم المقدّر - أراد هذا الأمر 

-أنا أسلّم الأمر لله وأقول يارب رضيت فقوني وأسكن اليقين في قلبي والطمأنينة .




  📍لقاءنا القادم بإذن الله قصة قارون 📍


            ~*ومافيها من عبر وعظة ~*


اللهم وصلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين 🍃


‏‎• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت

 أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق