الجمعة، 21 يناير 2022

مجلس تدبر سورة القصص 4️⃣

 ✍🏻المجلس التدبّري لسورة القصص 🌺

4️⃣


الاربعاء ١٦-٦-١٤٤٣ هجري 


                ♨️ وقفة جميلة ♨️


قال تعالى :-  

[رحمة من ربّك ولم يقل [ من الله

الله سبحانه وتعالى من رحمته بنا أن جعل لنا هذا القرآن العظيم ..


▪️ ومن رحمته الله بنا أن أرسل إلينا رسولنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، يدلنا ويرشدنا ويوضح لنا هذا الدين العظيم 

             [لعلهم يتذكرون ] 


◽️ الله سبحانه تعالى يفتح لمن أراد هدايته ،،يشرح صدره بأن يتذكر من هذه الذكرى العظيمة، سواء كانت في الوحيين 

         (( القرآن أو السنة)) 


نسأل الله أن يجعلنا من أولوا الألباب الذين نوه الله بذكرهم في كتابه 


الذين يتذكرون بما جاء في القرآن العظيم 🍃



تفسير الآيات من آية ( ٤٧)  إلى آية (٥٩) 


   ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }


هذه الآيات ⤵️فيها مايعتذر و يتعلل به المشركون من معاذير . 


✏️{وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(٤٧ ) 


     مناسبة الآية لما قبلها 🔃 وهي قوله تعالى


(وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)


" لما كان انتفاء إنذارهم قبله عليه الصلاة والسلام نافيا للحجة في عذابهم بما أوجبه الله -وله الحجة البالغة، لا يسأل عما يفعلعلى نفسه الشريفة؛ فضلامنه ورحمة؛ ذكر عزوجل أن إرساله مما لا بد منه لذلك، 


فقال : ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك).

 لولا أن يعذب الله مشركي قريش بسبب كفرهم ومعاصيهم قبل إرسالك -يا محمد-، 


" فيقولوا محتجين: يا ربنا، هلا أرسلت إلينا رسولا قبل أن تعذبنا؛ فنتبع آيات القرآن، ونكون من الموحدين المؤمنين بك وبرسولكلعاجلناهم بالعذاب، ولكناأقمنا الحجة عليهم بإرسالك إليهم .


كما قال تعالى: <وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ>


وقال سبحانه<رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ >


ماذا حصل ؟ 

✏️{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (٤٨) 


" لما حكى سبحانه عنهم أنهم عند الخوف ماذا قالوا: «هلا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك»؛ 


بين أيضا أنه بعد الإرسال إلى أهل مكة قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى، 


فهؤلاء قبل البعثة يتعلقون بشبهة، وبعد البعثة يتعلقون بأخرى؛ 

فظهر أنه لا مقصود لهم سوى الزيغ والعناد . 


          نسأل الله السلامة والعافيه 🍃


فالمحاجة دائمًا لمعاندة الحق من صفات أولئك الضالين 


" وأيضا لما بهرتهم آيات الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يجدوا من المعاذير إلا ما لقنهم اليهود؛ 


أن قالوا : (لولا أوتي مثل ما أوتي موسى .

فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى .)


هذه الآية ⤴️ : فلما جاء كفار قريش القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: هلا أوتي محمد القرآن جملة واحدة، كما أوتي موسى التوراةجملة  واحدة، 


وهلا أوتي معجزات كالتي أوتيها موسى؛ مثل العصا، واليد التي تخرج بيضاء !


قال عز وجل :أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل.

أي: أولم يكفر كفار قريش بالتوراة والمعجزات التي كانت مع  موسى من قبل بعثة محمد⁉️

 فكيف يطلبون من محمد مثل ما أوتي موسى 

قالوا سحران تظاهرا.




📍 هذه الآية (سِحْرَانِ) ورد فيها قراءات ذات أثر في التفسير:


▪️ القراءة الأولى  (سِحْرَانِ) تأتي على معنى: أنهم يقصدون بهما التوراة والقرآن .



◽️ القراءة الثانيه :(ساحران ) على معنى: أنهم يقصدون موسى ومحمدا، وقيل: موسى وهارونعليهم الصلاة والسلام .



" قالوا سحران تظاهرا.: قال كفار قريش: التوراة والقرآن سحران تعاونا على إضلال الناس بسحرهما، وصدقّ كل منهما الآخر .

    (وقالوا إنا بكل كافرون.)


لما تضمن قولهم ذلك الكفر؛ صرحوا به 


وقال كفار قريش: إنا بكل من التوراة والقرآن كافرون لا نؤمن بهما 



✏️{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٩) 

لما أجاب الله تعالى عن شبههم؛ ذكر الحجة الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، 


فقال : قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه.: قل -يا محمدلكفار قريش: فهاتوا إذن كتابا منزلا من عند الله أعظم  هداية للحق منهما؛ فأعمل به.


إن كنتم صادقين :-في دعواكم أن التوراة والقرآن سحران،


✏️{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(٥٠) 

فإن لم يأت الزاعمون أن التوراة والقرآن سحران بكتاب أهدى منهما، ويتبعوا الحق؛ فاعلم

 -يا محمدأنهم يؤثرون أهواءهم وما تستحسنه نفوسهم ويحببه لهم الشيطان، ولا يتبعون الحق، ولا حجة لهم على ما يزعمون من الكذب والباطل


 (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ )



   🔺لاحظي تكررت مره اخرى🔻


"ولا أحد أضل عن الحق ممن اتبع هوى نفسه، 

وهذا يدلنا على خطر أتباع هوى النفس.



إن الله لا يهدي القوم الظالمين:

الذين ظلموا أنفسهم وغيرهم، وصار هذا الظلم " والعياذ بالله " ذلك وصفا لازما لهم، 


"ومن جملة ذلك الانهماك في متابعة الهوى "


"الفوائد التربوية ي هذه الآيات 🔃


▪️لما قال سبحانه وتعالى ( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل)

 ينبغي في مقام المناظرة والمجادلة أن يفحم الخصم بإبطال قوله بالقول أو بالفعل،


كما قال :أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل أنه ينبغي عند المناظرة إبطال قول الخصم بالأمر الواقع؛ 



◽️ ايضًا قوله تعالى: (قالوا سحران تظاهرا ) تثبيت وتطمين لـ  أتباع الرسل، لأن قد  ينالهم من ألقاب السوء و المعاداة مثل ما نال الرسل؛


" لاحظي(( قالوا سحران تظاهرا )))

مافي أعظم من هذا الظلم الذي أوذي به رسل الله  عليهم الصلاة والسلام.


▪️لكن الواجب علينا الصبر والثبات والقوة، ولانخذل 


كما قال تعالى <فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ>



🔃  عدم مجادلة المتبع هواه المكابر؛ فليس هناك سبيل لإقناعه، فما دام الرجل صاحب هوى، فالجدال معه لا فائدة منه؛ قال تعالى:

      (فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ)



◽️ ايضًا في هذه الآية : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم)

جعل سبحانه وتعالى المتبع قسمين لا ثالث لهما؛ 


"إما ما جاء به الرسول عليه السلام .  


"وإما الهوى، فمن اتبع أحدهما لم يمكنه اتباع الآخر، 


" فالله سبحانه وتعالى جعل الهوى مضادا لما أنزله على رسوله، 


        ✨🏷وقفة تأمل 🏷✨


سبحان الله جميع المعاصي لو تأملناه تنشئ في تقديم النفوس على محبة الله سواء معصية الذنوب - اللسانأو النظر - أو السماع - كافة الجوارح 


" لذلك وصف الله المشركين بإتباع الهوى في مواضع كثيرة في كتابه.


🔃 اتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الأهواء في الشهوات؛ فإن الأول حال الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين،


 كما قال الله تعالى(فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)


، وقال تعالى<وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ >


"اتباع الهوى أمر خطير على الأنسان أن يقدم محاب الله ورسوله على هوى نفسه ويعلم أن اتباع الهوى من أسباب ظلم النفس وأنه من أسباب حرمان الظالممن الهدى .


     نسأل الله السلامة والعافيه 🍃


قد يحرم الأنسان من الهداية 

قد يحرم من سلوك طريق المؤمنين والمتقين والصالحين لمَ

لأنه اتبع هوى نفسه وترك طريق الله والصراط الذي دلنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .




🔃 ايضًا من الفوائد البلاغية:


قوله تعالى :-وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ -


" لأن - والعلم عند الله - أكثر الأعمال تزاول باليدجعل كل عمل معبرا عنه باجتراح الأيدي، وتقديم الأيدي، وإن كان من أعمال القلوب، وهذا الاتساع الأقلتابعا للأكثر، وتغليب الأكثر على الأقل . 


فقال عز وجل :ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم 


اللهم اجعلنا ممن يستعمل جوارحه فيما يرضي الله ،، وفيما يقرب إلى الله سبحانه جلّ في علاه .🍃



✏️{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(٥١) 


يقول الله تعالى مؤكدا على قطع أعذار المشركين وحججهم: ولقد أنزلنا القرآن يتبع بعضه بعضا، وبينا فيه الوعد والوعيد؛ 


لمَ للاتعاظ - ليتعظ كفار العرب وأهل الكتاب ويعتبروا بما فيه.



" ثم يمدح الله تعالى طائفة من أهل الكتاب آمنت، 


فيقول: ✏️{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢ ) 


✏️{وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ( ٥٣ )


الذين آتيناهم التوراة والإنجيل من قبل القرآن يؤمنون بالقرآن، وإذا سمعوه يتلى عليهم قالوا: آمنا به؛ لأنه حق من عند الله .


فيبين الله ما أعده لهم، فيقول: أولئك يؤتيهم الله ثوابهم مضاعفا، 


ومن صفاتهم✏️{أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (٥٤ )


 أنهم يدفعون السيئة بالحسنة، وينفقون مما رزقهم الله، 


✏️{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (٥٥ )


وإذا سمعوا الكلام الباطل أعرضوا عن الاستماع له، وقالوا: لنا ديننا، ولكم دينكم، لن نؤذيكم بقول أو فعل؛ فلا نريد مجادلة السفهاء❗️



" ثم يقول تعالى مبينا أن الهداية منه وحده: 


✏️{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦ )


إنك -يا محمدلا تهدي من أحببت لاتباع الحق، ولكن الله وحده يهدي من يشاء أن يهديه، وهو أعلم بمن سبق في علمه أنه يستحق الهداية ويقبلها،منه جلّفي علاه .



📍الفوائد في هذه الآيات عندما قال عز وجل

[وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ]

القرآن العطيم نعلم كل ماأنزله الله فيه -

الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب، والمواعظ، -لنعتبر ونتعظ.-



الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون .

أي:  بهذا القرآن العظيم 




ايضًا من الفوائد 🔃 صفاتهم هؤلاء 

ويدرءون بالحسنة السيئة.

أن من صفاتهم أنهم يدفعون السيئة بالحسنة .

.

وأنهم : ينفقون  أموالهم في أبواب  البر والخير .



▪️وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه:-

لما بين  الله كثرة  اشتغالهم بالطاعات والأفعال الحسنة؛ بين كيفية إعراضهم عن الجهال،


" البعض يقول كيف أضبط نفسي على أنفعالاتي 

مع هؤلاء المجادلين بالباطل.

مع هؤلاء الجهلة 


 فقال :وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه.

: وإذا سمعوا الكلام الباطل أعرضوا عن الاستماع والإصغاء له، ولم يلتفتوا إليه،


◽️ وقالوا: لنا ديننا الذي رضينا به لأنفسنا، ولكم دينكم الذي رضيتم به لأنفسكم، وسيجازي الله كلا منا على عمله


وقال سبحانه:<لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ>


" سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.: أنتم سالمون من أن نؤذيكم بقول أو فعل، لا نريد مجادلة السفهاء ولا المعاندين  ولا نصاحبهم، ولا نحب طريقتهم .


📍 هذا باب مهم  في الولاء والبراء البعض معجب في هؤلاء الكفار .

هؤلاء المشركين،، والعصاة ،، فيكون في قلبه شي من الميل لهم 

على المسلم أن يتذكر اننا مسلمين معتزين بهذا الدين العظيم .

((لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ))



📍 🏷 [إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ]🏷📍


قيل في سبب نزول هذه الآية :-


📕((أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال: أي عم، قل: لا إله إلا الله؛ كلمة أحاج لك بها عند الله، 


فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب؟فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب، 


فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنه، 


فنزلت: <مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ >



ونزلت: ((إنك لا تهدي من أحببت)) . 


📗 وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه عند الموت:

 ((قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة، فأبى، فأنزل الله: إنك لا تهدي من أحببت الآية)) . 


إنك -يا محمدلا توفق لاتباع الحق من أحببته .

ولكن الله يهدي من يشاء.


-الله سبحانه  يوفق من يشاء للهداية -


" والله أعلم بمن سبق في علمه أنه يستحق الهداية ويقبلها؛ ويسلك طريقها فيوفقه لاتباع الحق 




🏷📍الفوائد التربوية 🏷📍


في قوله تعالى ( إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ)

جواز ثناء المرء على نفسه بالصفات المحمودة؛ لقوله: إنا كنا من قبله مسلمين، وهذا أمر واقع من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الصحابة، ومن أهل العلم؛ 


📗 قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب )) ،


، ولكن هذا الثناء  مشروط بشرطين:

الشرط الأول: ألا يريد بذلك الافتخار على غيره من الناس . 

الشرط الثاني: أن يكون في ذلك مصلحة؛ لأنه إذا لم تكن فيه مصلحة كان لغوا من القول . 



🔃 ايضًا من الفوائد - في قوله تعالى: بما صبروا :

فضيلة الصبر، طالما أن الصبر سبب للأجر؛ فلا شك أنه صفة حميدة وفاضلة . 



🔃 - في قوله تعالى: ويدرءون بالحسنة السيئة أنه ينبغي مقابلة المسيء بالإحسان، فالحسنات يذهبن السيئات؛


"  ودرئهم سيئات غيرهم بالإحسان إليهم، لكن درء سيئات الآخرين بالإحسان إليهم ثقيل على المرء جدا؛ ولهذا قال الله تعالى: <وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُواوَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ>


نسأل الله أن يجعلنا ممن يدرأ بالحسنة السيئة وإن كانت ثقيلة لكنها مادامت محبوبة عند الله - 

ومن صفات المؤمنين


نسأل الله أن يرزقنا هذا  الخلق العظيم 🍃



🔃  من أسباب دفع شر الحاسد عن المحسود -وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من اللهإطفاء نار الحاسدوالباغي والمؤذي بالإحسان إليه، 


" فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا، ازددت إليه إحسانا، وله نصيحة، وعليه شفقة.


" الله سبحانه قال : أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون، 



 🔃 قوله تعالى: ومما رزقناهم ينفقون فيه فضيلة الإنفاق من رزق الله .


▪️ وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه أنه ينبغي الإعراض عن اللغو، وهو الكلام الذي لا فائدة فيه، ولا خير منه،


؛ فلا ينبغي للإنسان أن يمضي وقته في أفعال لا خير فيها ، 


◽️ فقد أثنى الله سبحانه على من أعرض عن اللغو إذا سمعه،  وهذه الآية معناها عام متناول لكل من سمع لغوا فأعرض عنه، وقال بلسان حاله و بقلبهلناأعمالنا ولكم أعمالكم ] 



▪️ لا نبتغي الجاهلين لانطلب  السفهاء، والجلوس معهم؛ لأن طلبهم في الحقيقة يؤدي إلى الجلوس معهم، والجلوس مع الجاهلين إثم، 


كما قال الله تعالى:<وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ >


🔃 كذلك من الفوائد : أولئك يؤتون أجرهم مرتين أن الثواب على قدر العمل؛


 قال تعالى:<فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ>


فهؤلاء كان ثوابهم مرتين؛ لأنهم صبروا و آمنوا وتحملوا ماجاءهم.  



🔃 : ويدرءون بالحسنة السيئة :

أن الحسنات يذهبن السيئات . 


🔃ومما رزقناهم ينفقون:أن الإنسان إذا جد واجتهد في دعوة الناس إلى الهدى فلم يهتدوا؛ فإن عليه أن يتلو هذه الآية،

   ( وهي: إنك لا تهدي من أحببت، )


" وإلا فكثير من الناس الآن عندهم أقارب -إما معهم في البيوت، أو خارج البيوتيدعونهم إلى الهدى فلا يهتدون-  


▪️ فنقول: الحمد لله أن بين سبحانه وتعالى أن هذا الأمر ليس إلينا، إنما هو إليه سبحانه،


 وإن اهتدوا فلهم ولنا ثواب دلالتهم، وإن لم يهتدوا فلنا ثواب الدلالة، وعليهم وزر الغي والضلال. .


🔃 : إنك لا تهدي من أحببت :-فيها دليل على  أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أبا طالب.


"وهذه من  طبيعية الأنسان محبة الابن أباه ولو كان كافرا.



✏️{وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٥٧).


🔃 مناسبة الآية لما قبلها:⤴️

بعد أن ذكر الله سبحانه بعض شبه المشركين وأجاب عنها بالأجوبة الواضحة، وبين أن وضوح الدلائل لا يكفي ما لم ينضم إليه هداية الله تعالى؛ حكى عنهمشبهة أخرى متعلقة بأحوال الدنيا ، 


وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا .

: وقال كفار قريش: إن نؤمن بك -يا محمدفنعبد الله وحده، فسيكون من  مشركي  العرب  من مكة، أن يخرجونا منها أو يأسرونا أو يقتلونا؛ لمخالفتنا دينهم .


"  أولم نجعل لأهل مكة بلدا حرمنا على الناس انتهاك حرمته بقتال وغيره، فجعلناه آمنا ؟


" يجبى إليه ثمرات كل شيء.:لما وصف سبحانه الحرم بالأمن؛ أتبعه بما تطلبه النفس بعده، 


فقال :يجبى إليه ثمرات كل شيء.لذلك خص هذا الفضل لـ مكة ): تجمع وتجلب إليه الثمرات من البلدان المختلفة .


" رزقا من لدنا.: عطاء خاصا من عند الله  



ولكن أكثرهم لا يعلمون .: ولكن أكثر كفار مكة لا يعلمون أن من رزقهم وأمنهم  لكن لم يسلموا له.



كما قال تعالى:<فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ*الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ>


✏️{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (٥٨ )


ذكر سبحانه إهلاك القرى السابقة لأجل أن يقال لقريش: «الكفر لا يمنع الخوف، ولا يمنع العقوبة»، بل إنه سبب العقوبة،


 فأنتم تقولون: «إننا إذا آمنا تخطفنا الناس» هذا ليس بالحقيقة، بل العكس هو الحقيقة؛ 


ولهذا قال: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها، فالكفر أهلك الأمم السابقة التي بطرت معيشتها 


📍 وأيضا لما قال الكفار: «إنا لا نؤمن؛ خوفا من زوال نعمة الدنيا»؛ بين الله تعالى لهم أن الإصرار على عدم قبول الإيمان هو الذي يزيل هذه النعم؛ لاالإقدام على الإيمان 



" وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها.

وما أكثر القرى التي طغى أهلها بالنعم وتكبروا بها، وألهتهم وأشغلتهم عن شكر ربهم؛ فكفروا به، فأهلكهم وأزال عنهم نعمه


اللهم نعوذ بك من زوال نعمتك 🍃


كما قال تعالى:<وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوايَصْنَعُونَ>



فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا.

لما تسبب عن الإخبار السابق تشوف النفس إلى آثار هذه الديار؛ 


◽️ فأ شارة الله إليهم  بأداة البعد إلى منازلهم؛ تنبيها على كثرتها، وسهولة الوصول إليها في كل مكان؛ 



▪️فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا.

فتلك بيوت القوم الذين أهلكناهم لم يسكنها أحد من بعد هلاكهم إلا قليلا من السكنى حين ينزل بعض المارة فيما بقي منها .



وكنا نحن الوارثين.: وكنا نحن الوارثين لمساكنهم، ولم يملكها أحد من بعدهم .


✏️{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ(٥٩) 


أعقب الاعتبار بالقرى المهلكة ببيان أشراط هلاكها وسببه؛ استقصاء للإعذار لمشركي العرب .


" وأيضا فإن الله سبحانه لما ذكر أنه أهلك تلك القرى بسبب بطر أهلها، فكأن سائلا أورد سؤالا: لماذا ما أهلك الله الكفار قبل محمد صلى الله عليه وسلم معأنهم كانوا مستغرقين في الكفر والعناد؟ فأجاب عن هذا السؤال 


بقوله : وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون : ولم يكن ربك -يا محمدليهلك القرىحتى يبعث في أعظمها وأصلها الذي تتبعه القرى رسولا يتلو على أهلها آيات الله 

الدالة على صدق رسالته، فيقيم الحجة عليهم . 



وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون.

: وما كنا لنهلك القرى إلا وأهلها مستحقون للهلاك؛ وهذا من عدل الله جلّ جلاله .


 



🏷✨ الفوائد من هذه الآية ✨🏷


في قوله تعالى: وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون أن الله لا يعذب أحدا إلا بظلمه، وإقامة الحجة عليه


▪️قوله تعالى: وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا

قوله: نتخطف التخطف مبالغة في الخطف، وهو انتزاع شيء بسرعة .


 ◽️في قوله: أولم نمكن لهم حرما آمنا استفهام إنكار أن يكون الله لم يمكن لهم حرما، ووجه الإنكار أنهم نزلوا منزلة من ينفي أن ذلك الحرم من تمكين الله،  هذه الحالة التي نزلوا لأجلها منزلة من ينفي أن الله مكن لهم حرما 


▪️ ولكن أكثرهم لا يعلمون :نفي العلم عن أكثرهم؛ لأن بعضهم أصحاب رأي، فلو نظروا وتدبروا لما قالوا مقالتهم في رد الله عز وجل . 



◽️ وقوله: لم تسكن من بعدهم: لم يتركوا فيها خلفا لهم، وذلك كناية عن انقراضهم  على بكرة أبيهم .


▪️ - وقوله: إلا قليلا احتراس،: إلا إقامة المارين بها المعتبرين بهلاك أهلها، وكنا نحن الوارثين 


◽️  قوله: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا ... المراد بإهلاك القرى: ؛ للإشارة إلى أن شدة الإهلاك بحيث يأتي على الأمة وأهلها، وهوالإهلاك بالحوادث التي لا تستقر معها الديار، 


بخلاف إهلاك الأمة؛ فقد يكون بطاعون وأمراض ، فلا يترك أثرا في القرى .


▪️ وقيل: خصت القرى بالذكر؛ لأن العبرة بها أظهر؛ لأنها إذا أهلكت بقيت آثارها وأطلالها، ولم ينقطع خبرها من الأجيال الآتية بعدها، 



(وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا )


 تفنن في الأساليب؛ إذ جمعت الاسم الظاهر، وضمائر الغيبة والخطاب والتكلم 


 سبحان من هذا كلامه جلّ في علاه 🍃


ثم قال الله تعالى بعدها <<وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ>>  ٦٠ 



   ✨🏷تكون لقاءنا القادم بإذن الله 🏷✨


اللهم وصلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين 🍃


‏‎• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت

 أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق