الجمعة، 2 أكتوبر 2020

مجلس تدبر سورة الزمر 1️⃣

 ✍🏻المجلس التدبّري الأربعاء الموافق


١٣-٢-١٤٤٢ هجري  


🌼لـ سورة الزمر    🌼


              وعدد آياتها [ ٧٥  ]


      ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 


الحمدلله  رب العالمين،، الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ونشهد أن لااله إلاّ الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم رسولهالداعي الى رضوانه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم


نسأل الله بإسمه الأعظم أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وذهاب همومنا، وجلاء أحزاننا ، وأن يرزقنا تلاوته على الوجه الذييرضيه عنا .



    🌸وقفة هاامة في فضل مجالس الذكر 🌸


📌 لاشك أن مجالس الذكر كما قال ابن القيم رحمه الله من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياضالجنة، .


هذه المجالس المباركة لها آثار وبشارات تظهر في حياة الموفق لها وبعد مماته وكلٌ لها منه نصيب.


 هذه المجالس من بشارات الدنيويه لأهلها سعادة في الدنيا تكفل سبحانه وتعالى كما في الحديث من كانت الاخرة همه جعل الله غناه فيقلبه وجمع له شمله واتته الدنيا وهي راغمة،، 


لأن سبحان الله قلبك يتعلق بالله مايتعلق بسفاسف الأمور ولا الدنيا فإذا اعتاد القلب مثل سماع مواعظ الذكر اصبح سعيدًا مطمئنًا بماوعده الله .


📍 كذلك من البشارات الدنيوية أمامة المتقين لما كان هذا طموح عباد الرحمن دعوا بهذا الدعاء 

                <وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا >


إذا كان هداه متعدي لغيره من النفع لاشك أن هذا أكثر نفعًا واحسن مآبًا كما في الحديث الصحيح (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا منثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))

من العلم الذي ينتفع به 


وكذلك من البشارات قبول العمل وصلاحه ومغفرته ومن القول السديد ماثمرته يصلح أعمالكم ويغفر ذنوبكم .

نستشعر هذه البشارات الدنيويه


📌 أما الآخروية أولها القبر ،

نسأل الله أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة إذا قبضت الروح يمضي أهل الأرض يعدون بالجسد يغسلونه ويكفنوه..

وأهل السماء يستعدون للروح

فمن للعبد إذا ألم الألم ،، وسكن صوته ينزل منزل ماهو مسكون وهو قبره وأهوال القبر لاتطاق،، فقال عز وجل <فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ*وَأَنتُمْحِينَئِذٍ تَنظُرُونَ*وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ >


ومن البشارات الاخروية📚  مارواه ابن مبارك عن مجاهد قال مامن ميت الا تعرض عليه أهل مجالسه الذين كان يجالس، إن كان أهل لهوًا، فأهل لهو ، وإن كان اهل ذكر ، فأهل ذكر ، ثم يبشر بزمرة المتقين في أرض المحشر فالمرء يحشرُ مع من أحب


  🍃نسأل الله أن نكون من الذين قال  لهم في سورة الزمر <وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا


لأن حتى في الجنة  جاء 

في حديث  مسلم(  اخرجوا من عرفتم اي مثل اهل النار ،،علق عليها ابن تيميه قال أن من جمعتهم مجالس الخير فعرفوه فيها .


وقال الحسن البصري رحمه الله استكثروا من الاصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة 


قال ابن الجوزي رحمه الله ان لم تجدوني في الجنة بينكم فأسالو عني وقولوا ياربنا أن عبدك فلان كان يذكرنا بك ثم بكى رحمه الله


🍃 نسألك ياربنا رفقة خير تعيننا على رفقتك وطاعتك وحسن عبادتك ،، إذا استشعر المؤمن فضل مثل هذه المجالس لاشك أن قلبه يتعلق بهاويسأل الله أن يثبته 


اللهم ثبتنا وتقبلها منا واجعلها مجالس خالصة لوجهك الكريم .


 📍 نبدأ بجزء الزمر ونسأل الله التوفيق والسداد



                                   



💫 سورة الزمر تعلمنا الإخلاص في العبادة

والإخلاص في الوحدانية

والإخلاص في التوبة

والإخلاص في الدعوة

والإخلاص في الحرص في طلب الجنة ..

جعلنا الله ووالدينا منها


فكلنا يريد الجنة لكن أين القلب الذي يخلص في طلب الجنة ..

"نسأل الله أن يبلغنا ذلك بفضله  وجوده وكرمه..


إذاً هي سورة الاخلاص سماه البعض 


"اسم السورة:

سورة الزمر، وسميت بذلك لأن الله تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة، وزمرة الأشقياء من أهل النار.. نسأل الله أن يجعلنا من أهلالجنة


"فضل السورة :

هذه السورة من المثاني..ومما ورد في فضل المثاني مارواه أحمد وغيره عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي  قال: أُعطيت مكانالتوراة السبع، وأُعطيت مكان الزبور المئين، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل..


سورة الزمر تقع ضمن المثاني لأن يثنى فيها الوعد والوعيد،، وذكر الجنة والنار ، صفات المؤمنين والمنافقين، وقيل يثنى بها بمعنى  يصلي بهاويكثر من قراءتها في صلاته


السورة مكية، وهي تناقش قضية التوحيد كموضوع أساسي ثم تنتقل بنا إلى النظر في الآيات الكونية والنفس الإنسانية ، وتعرج بنا إلىمشاهد يوم القيامة والجنة والنار بين ترغيب وترهيب في صور تقشعر منها الجلود..


محور السورة :

عقيدة التوحيد والإخلاص..


مناسبات السورة :

لو تأملنا سورة الزمر جاء التأكيد على إنزال القرآن الكريم بالحق أول صدر السورة تمزيل الكتاب إذًا جاءت للتأكيد على أنزال القرآن الكريمبالحق ، ( إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ )

وفي خاتمة السورة التأكيد على فصل القضاء بالحق (وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ  )


وكذلك مناسبتها بما قبلها :

ختمت سورة ص بقوله تعالى<إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ * وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۢ >


ثم بيّنت الزمر أن هذا الذكر<تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ >

..

🍃 نسأل الله عز وجل أن يجعل القرآن العظيم وبيع قلوبنا ونورصدورنا وجلاء أحزاننا ، وسابقنا ودليلنا إلى جناتك  جنات النعيم . 



تفسير الايات من ( ١) إلى اية ( ٩)


المقطع الأول من ١٤:

الحديث عن المعجزة الكبرى ( القرآن ) وأنه منزل من عند الله والعبادة لا تكون لسواه سبحانه..


✏️{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ [ ١:

الكتاب هو القرآن ، وسُمي كتاباً لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ فالله سبحانه يخبرنا أن هذا القرآن تنزيل من عنده سبحانه ..


العزيز في ملكه ، وللعزيز ثلاث معاني:

١العزيز : الغالب( ولله العزة ولرسوله )

٢عزيز : قوي ( فتقول العرب أرض عزاز أي : قوية شديدة )

٣عزيز : الامتناع عن أن يناله سوء..


الحكيم في صنعه : أي فيما صنع وفيما يقدر حتى في حكمته فيما خلق عندما قال عزوجل 


<الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ>

 


والدليل على كمال شرعه <أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا >


في قوله تعالى ( تنزيل ) من هذه الآية نعلم أن القرآن كلام الله مُنزل غير مخلوق..


📌 كيف تشعرين وأنتِ تقرأين كلام الله 

( مِن الله) في هذه الآية دليل على علو الله سبحانه


وقد دلّ استقراء القرآن العظيم على أن الله جل وعلا إذا ذكر تنزيله لكتابه أتبع ذلك ببعض أسمائه الحسنى..


ولا يخفى أن ذكره جل وعلا هذه الأسماء الحسنى العظيمة بعد ذكره تنزيل هذا القرآن العظيم يدل بإيضاح على عظمة القرآن وجلالة شأنه..وعظمة المتحدث بهسبحانه جل في علاه 


فهل أنا معظّمة له ؟

هل استشعرنا عظمة هدا الكتاب؟

أين نحن من تلاوته ؟ وحفظه ؟ وتدبره ؟ والاستشفاء به ؟!


<بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ>


أي فخر وأي نعمة وأي فضل من الله على أهل القرآن الحافظين لهذا الكلام


حافظه القرآن لو تحفظ ايات أو سور معينه أو أجزاء معينة، وإن منّ الله عليها بختمه وقامت بحقه آناء الليل واطراف النهار فأي نعمةاعطاها الله وهي تحفظ كلام الله عز وجل في صدرها ؟ وتقوم بحق هذا القرآن أنه تنزيل من الله



                  🔻-*حقيقة-*🔺


لماذا ذرفت عيناه - صلى الله عليه وسلم - حين قُرئ عليه : <فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا؟!


على عظمة هذا القرآن وتأثيره في قلب النبي صلى الله عليه وسلم 


ولماذا مرض عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين سمع سورة الطور فـ صار الناس يعودونه شهرًا ؟

دلالة على عظمته في قلوبهم 


ولماذا أسلم مطعم بن عدي لما سمع : <أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ؟!


ولماذا اهتدى الفضيل بن عياض حين سمع قوله - تعالى -: <أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ؟!


📌ولا تزال نفس الآيات تتلى على مسامعنا ؛ بل ونقرؤها .. لكننا لا نرى أثرًا لها في قلوبنا !


بل ولماذا ينفث على مريضنا بآيات من القرآن فلا نرى لها شفاء ؟


بينما شُفي صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قرئ عليهم القرآن، وشُفي ابن القيم - رحمه الله - لما رقي نفثًا بالفاتحة ؟!


ولم لا نرى لحزن أحدنا جلاءً ، ولهمّه انكشافًا ، وهو يقرأ القرآن ! ويدعو بدعاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الصادق المصدوق؟!

، 

القرآن هو القرآن .. والدين حق .. وقوله - صلى الله عليه وسلم - حق ..


📍لكن .. حين خلف من بعد أولئك خلف أقاموا حروف القرآن وضيعوا حدوده ، قوم غفلوا عن الحكمة من تنزيل القرآن ، فعطّلوا أعمالالقلب من التفكر والتدبر الذي يورث الخشوع والطاعة والعمل .



ثم أعاد الله لغرض الاهتمام ولفت الانتباه .

✏️{إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ [  ٢

تأكيد على عظمة القران انه منزل من الله العزيز الحكيم فقال 

فاعبد الله مخلصاً له الدين :

إخلاص الشيء تنقيته من الشوائب فالمعنى : أن تنقي دينك من كل شرك..


له الدين : الدين هو العمل المخصوص وهو العبادة الذي يعمله الفرد ويبقى الثواب من الله سبحانه وتعالى ..


🔺 الإخلاص قضية حساسة جدًا في عبادتنا وتعاملنا مع الله وتحتاج إلى مراجعة النية وتجديدها ..


( ألا لله الدين الخالص ):


نستفيد من هذه الآية غنى الله عز وجل الغنى التام عن عباده .


ووجه ذلك : إذا كان الله لا يقبل إلا ماكان خالصاً دلّ على غناه عن عمل العباد..


"ويجب هنا أن نلاحظ أن العبادة دين يدين به الإنسان فيعمل ليثاب، وينبغي للإنسان حين العبادة أن يلاحظ هذا المعنى وهو أن يعمل ليثابلأنه إذا استشعر هذا الأمر فسوف يتقن العمل لأن الثواب على قدر العمل، وإن حسن العمل حسن الثواب..


💢كيف نحقق الإخلاص في نفوسنا:💢

١استحضار أهمية الإخلاص كما ذكرها الله في كتابه .كل عمل جددي نيتك وأخلاصك .


٢مصاحبة المخلصين الصادقين فإن لصحبتهم تأثيراً عجيباً، بعض الناس عندما تجلس معه تستشعر الإخلاص والصدق في عمله منتصرفاته وكلامه فينفعك الله بذلك أكثر ما ينفعك من القراءة في عشرين كتاب.


٣اكثري من الدعاء اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل.


٤استحضار النية قبل البدء بالعمل وأثناءه وبعده.


٥الاجتهاد في إخفاء الطاعات وعدم التحدث بها..


               🟠الوصايا العملية 🟠~


١تعظيم القرآن الكريم

 ٢الإخلاص في الوحدانية لله..


🍃نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل ، وأن يجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة


✏️﴿أَلا لِلَّهِ الدّينُ الخالِصُ وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى إِنَّ اللَّهَ يَحكُمُ بَينَهُم في ما هُم فيهِ يَختَلِفونَ إِنَّاللَّهَ لا يَهدي مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ﴾ [الزمر: ٣]

﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ هذا تقرير للأمر بالإخلاص، وبيان أنه تعالى كما أنه له الكمال كله، وله التفضل على عباده من جميع الوجوه، فكذلكله الدين الخالص الصافي من جميع الشوائب، فهو الدين الذي ارتضاه لنفسه، وارتضاه لصفوة خلقه وأمرهم به، لأنه متضمن للتأله للّه فيحبه وخوفه ورجائه، وللإنابة إليه في عبوديته، والإنابة إليه في تحصيل مطالب عباده.

وذلك الذي يصلح القلوب ويزكيها ويطهرها، دون الشرك به في شيء من العبادةفإن اللّه بريء منه، وليس للّه فيه شيء، فهو أغنى الشركاءعن الشرك، وهو مفسد للقلوب والأرواح والدنيا والآخرة، مُشْقٍ للنفوس غاية الشقاء، فلذلك لما أمر بالتوحيد والإخلاص، نهى عن الشرك به،وأخبر بذم من أشرك به فقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾ أي: يتولونهم بعبادتهم ودعائهم، [معتذرينعن أنفسهم وقائلين: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّالِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى﴾ أي: لترفع حوائجنا للّه، وتشفع لنا عنده، وإلا، فنحن نعلم أنها، لا تخلق، ولا ترزق، ولا تملك من الأمر شيئا.

أي: فهؤلاء، قد تركوا ما أمر اللّه به من الإخلاص، وتجرأوا على أعظم المحرمات، وهو الشرك، وقاسوا الذي ليس كمثله شيء، الملك العظيم،بالملوك، وزعموا بعقولهم الفاسدة ورأيهم السقيم، أن الملوك كما أنه لا يوصل إليهم إلا بوجهاء، وشفعاء، ووزراء يرفعون إليهم حوائج رعاياهم،ويستعطفونهم عليهم، ويمهدون لهم الأمر في ذلك، أن اللّه تعالى كذلك.

وهذا القياس من أفسد الأقيسة، وهو يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق، مع ثبوت الفرق العظيم، عقلا ونقلا وفطرة، فإن الملوك، إنمااحتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم، لأنهم لا يعلمون أحوالهمفيحتاج من يعلمهم بأحوالهم، وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحبالحاجة، فيحتاج من يعطفهم عليه [ويسترحمه لهمويحتاجون إلى الشفعاء والوزراء، ويخافون منهم، فيقضون حوائج من توسطوا لهم،مراعاة لهم، ومداراة لخواطرهم، وهم أيضا فقراء، قد يمنعون لما يخشون من الفقر.

وأما الرب تعالى، فهو الذي أحاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها، الذي لا يحتاج من يخبره بأحوال رعيته وعباده، وهو تعالى أرحم الراحمين،وأجود الأجودين، لا يحتاج إلى أحد من خلقه يجعله راحما لعباده، بل هو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، وهو الذي يحثهم ويدعوهم إلىالأسباب التي ينالون بها رحمته، وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدونه لأنفسهم، وهو الغني، الذي له الغنى التام المطلق، الذي لو اجتمعالخلق من أولهم وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأل وتمنى، لم ينقصوا من غناه شيئا، ولم ينقصوا مما عنده، إلا كماينقص البحر إذا غمس فيه المخيط.

وجميع الشفعاء يخافونه، فلا يشفع منهم أحد إلا بإذنه، وله الشفاعة كلها.

فبهذه الفروق يعلم جهل المشركين به، وسفههم العظيم، وشدة جراءتهم عليه.

ويعلم أيضا الحكمة في كون الشرك لا يغفره اللّه تعالى، لأنه يتضمن القدح في اللّه تعالى، ولهذا قال حاكما بين الفريقين، المخلصينوالمشركين، وفي ضمنه التهديد للمشركين-: ﴿إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾

وقد علم أن حكمه أن المؤمنين المخلصين في جنات النعيم، ومن يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة، ومأواه النار﴿إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي﴾ أي: لا يوفقللهداية إلى الصراط المستقيم ﴿مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ أي: وصفه الكذب أو الكفر، بحيث تأتيه المواعظ والآيات، ولا يزول عنه ما اتصف به، ويريهاللّه الآيات، فيجحدها ويكفر بها ويكذب، فهذا أنَّى له الهدى وقد سد على نفسه الباب، وعوقب بأن طبع اللّه على قلبه، فهو لا يؤمن؟"- تفسيرالسعدي


ثم قال تعالى✏️{لَّوۡ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدٗا لَّٱصۡطَفَىٰ مِمَّا يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ  [٤

سفهاء الخلق قالوا ان الله اتخذ ولدا فقال لوّأراد الله كما يزعم اولئك (لَّٱصۡطَفَىٰ مِمَّا يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ:-.. يعني لاصفطى بعض مخلوقاته مايشاءاصطفاء ،،واصطفاه لنفسه جعله بمثابة الولد سبحانه عما يظن الكافرون او نسبه اليه هؤلاء الملحدون (هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ :-.. جاء بضميرالفصل للتأكيد ثم اثبات وحدانية الله اسم الله لتربية المهابة في المفوس ماقال 

             (هوربكم)( قال هو الله)

 فيها اثبات العظمة والتخويف من نسبة الولد لله عز وجل ثم قال الواحد في اسمائه وصفاته وافعاله لاشريك له ولا مماثل له


القهار لجميع العالم العلوي والسفلي لو كان له ولد لم يكون مقهورًا ،، ووحدة الله القهار متلازمان الواحد لايكون الا قهارا والقهار لايكون الاواحد سبحانه وذلك ينفي الشرك ونسبة الولد الى الله تبارك وتعالى 

"لذلك جاء بالواحد القهار لأنهما متلازمان "

 


📌 موضوع المقطع من ٥٧ :

من آيات الله في الآفاق والنفس..


✏️خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَالْعَزِيزُ الْغَفَّارُ٥


في هذه الآية ( ألا هو العزيز الغفار) تنبيه للدلالة على كمال الاعتناء بالمضمون وكأنه قيل : تنبهوا ياعبادي فإني أنا الغالب على أمري الستيرلذنوب خلقي الغفار [ فأخلصوا عبادتكم ولا تشركوا بي أحدا]..


ومن تلك اللفتة إلى الكون الكبير والخلق العظيم ينتقل إلى لمسة في أنفس العباد ويشير إلى آية الحياة القريبة في أنفسهم والأنعامالمسخرة لهم ..


ماذا قال :-

✏️خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }٦


الخطاب لبني آدم : من نفس واحدة ( أي آدم )

ثم ️ تفيد الترتيب بمهلة لأن خلق هذا الزوج متأخر عن خلق آدم فالله سبحانه أبقاه حتى عرف أنه محتاج إلى زوجة يسكن إليها وجعل هذهالزوجة من نفس آدم من ضلع آدم ويفيدها ( منها ) للابتداء فهي من نوعه وجزء منه..


وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج }

خلق الأنعام ثمانية أزواج وقد بينها في سورة الأنعام {   ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّااشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *   وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ....} الأنعام ١٤٣-١٤٤


الزوج بمعنى الصنف( وآخر من شكله أزواج )

وخص هذه الأنعام دون غيرهامن البهائم لعموم نفعها ولاختصاصها بأشياء لا يصلح لها غيرها كالأضحية والعقيقة ووجوب الزكاة فيها، فهنادلالة على ماشرفت به عن سواها..



 {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ}

لمّا ذكر ابتداء الخلق الأول ذكر ابتداء الخلق الثاني وهو النوع الإنساني..


وذلك ( في) بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق أي : خلقاً متطوراً نطفة ثم علقة ثم مضغة..


في ( ظلمات ثلاث ) ظلمة البطن ، ظلمة الرحم ، ظلمة المشيمة ..


📍 هذه الظلمات من إبداع خلق الله وتمامه إذ أن أشعة الضوء لو وصلت إليه لأفسدته ، كما أن الله جعل ظهر الجنين إلى بطن أمه ووجههإلى ظهرها وهذا من أجل ألاّ يتضرر وجهه بالصدمات التي تكون على بطن الأم ويكون الظهر وقاية لوجهه فإذا أراد الله عز وجل إخراجهتقلب هذا الجنين حتى يكون رأسه هو الأسفل فيخرج سهلا بداية من رأسه إذ لو خرج من عند قدميه لكان ذلك خطراً عليه ..


المهم أن الله سبحانه وتعالى اعتنى به عناية تامة ونحن في بطون أمهاتنا وعند خروجنا ولهذا قال ( في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم )


لماذا قال سبحانه( ذلكم ) ولم يقل هذا ؟

وفي ذلك إشارة إلى علو منزلة الله جل في علاه ولذلك جاء باسم الإشارة المفيد للبعد..


ذلكم : الذي خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر وخلقكم وخلق الأنعام ( الله ربكم ) المألوه المعبود الذي رباكم ودبركم وأنتم موقنونبذلك..



{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُفكما أنه الواحد في خلقه وتدبيره لاشريك له في ذلك فهو واحد في ألوهيته..


لا إله إلا هو } فأني تصرفون

أنى : استفهام المراد به التوبيخ والتعجب أي : كيف تصرفون عن عبادة الله عز وجل وأنتم تعلمون أنه لا إله إلا هو ..


✏️{  إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ }٦

إن تكفروا بالله فإنكم لن تضروا الله لأنه غني عنكم غنىً تام وأن الله سبحانه لم يأمر العباد بعبادته والإخلاص له لحاجته وإنما لمنفعتهم هملأنهم يثابون على هذا أعظم الثواب وينجون من العذاب..


أما الله سبحانه لا يضره إذا كفر كل الخلق < ياعبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم مانقص ذلكمن ملكي شيئا > ..

الله غني عنا ولا يضره شي سبحانه


لكنه رحيم {  وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَأن الكفر أمر لا يليق بالعباد فلا يرضى لهم أن يقوموا به لأن الله خلقهم فكيف يليق بالإنسان أنيصرف العبادة لغير الخالق



وَإِن تَشْكُرُوا } الله فتؤمنوا { يَرْضَهُ لَكُمْأي الشكر

والشكر هو القيام بطاعة المنعم اعترافاً له بالجميل ويكون بالقلب واللسان والجوارح ..

فالقلب: أن يؤمن الإنسان أن هذه النعم تفضلاً من الله.

وباللسان : أن يتعبد الله بكل قول شرعه ومن ذلك : أن يتحدث بنعمة الله ..

وبالجوارح : أن تظهر نعمة الله عليك في جوارحك فتؤمن الإيمان المستلزم للعمل الصالح ..

والإيمان لا يكون إيماناً حقيقياً حتى يستلزم القبول والإذعان ، فالقبول بما أمر به ، والإذعان هو الانقياد التام ..


 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر | الآية: ٧]


أي لاتحمل وازرة : آثمة وزر أخرى ويقصد بها النفس المكلفة ..


ثم إلى ربكم مرجعكم : أي بعد الشكر من الشاكر والكفر من الكافر، يكون المرجع إلى الله وحده وذلك يوم القيامة ..


( فينبئكم ) يخبركم

والنبأ لا يكون إلا في الأمر الهام بعكس الخبر ..


وتأملي اللطف والإحسان حيث قال( ينبئكم ) لم يقل يؤاخذكم لأنه ثبت في الصحيح أن الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن بيقرره بذنوبه حتىيعترف فيقول الله قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم..

إنباء بدون مؤاخذة

والإنباء وعد عليه والمؤاخذة إليه.


( إنه عليم بذات الصدور ) أي الله عليم بالقلوب وذكر هذه الجملة بعد ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) لأن الحساب يكون على مافي القلب كمافي قوله<وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ> <يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فالمدار يوم القيامة على مافي القلب أما في الدنيا فالمدار على الأعمال الظاهرة..


💫 فعلى الإنسان أن يعتني بصلاح قلبه قبل صلاح جسمه ..


ثم لما ذكر سبحانه وتعالى أساس خِلقة الإنسان وضعفهم في بطون أمهاتهم وحين ولادتهم وأن الله سبحانه هو الذي يحفظهم بحفظهويكلأهم بعنايته بين حالتهم لما استووا بين حالهم في الضراء والسراء وكيف ضعفهم وقلت ثباتهم ..



✏️وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ}

مس أي أصاب الإنسان المراد به الكافر لقرينة السياق وإلا اللفظ عام ( ضر ) نكرة أي ضر يكون

دعا ربه : قال ربه ولم يقل الله ؟

لأنه في هذه الحال وإصابته بالضر دعا ربه وأنه لا منجا منه إلا إليه فيدعو ربه معتقداً أنه رب يملك ماشاء ويتصرف بما شاء ..


دعا تضرعاً واستكانة إليه ( منيباً إليه ) راجعاً إليه فإذا دعى ربه منيباً إليه كشف الله ضره لأنه سبحانه يقول <أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُوَيَكْشِفُ السُّوءَ >


وإجابة الله للمضطر تشمل الكافر والمسلم

يجيب : لأن رحمته سبقت غضبه وفي حال الضرورة يصدق لجوء الإنسان إلى ربه لأنه يعلم أنه لا يكشف الضر إلا الله فإذا رجع إلى اللهأجابه ..


{ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ }

هنا إشارة إلى أنه تغمره النعمة ويستمر فيها وقتاً ينعم بها ( خوّله نعمة ) أعطاه نعمة ( منه ) من للابتداء أي نعمة صادرة من الله ..

( نسي ) ترك ماكان يدعوا إليه من قبل وهو الله

والنسيان هو الغفلة المتضمنة للترك


فانظري لحاله: لمّا جاءه الضر توجه متضرعاً إلى الله يطلب منه كشف الضر ولما أجابه الله سبحانه وكشف عنه الضر بل وزاده وأعطاه نعمة (نسي ماكان يدعو إليه )

وجعل لله أنداداً: أي شركاء في العبادة


{قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار٨

تمتع : أمر تهديد

بكفرك: اكفر وتمتع بكفرك تمتع البهائم ( إنك من أصحاب النار )

وما أسرع وصولهم إلى النار لأن الدنيا قليلة ( قل تمتع بكفرك قليلاً ) بقية أجلك ( إنك من أصحاب النار )


✏️{  أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ }

أمن هو قانت : أي قائم بالطاعات ، ويطلق القنوت على معاني متعددة :

الخشوع ( وقوموا لله قانتين )

ومنها دوام الوتر ودوام الطاعة.

ومعنى القانت في هذه الآية هو الطاعات كيف حاله في الطاعات 

آناء الليل : ساعاته

( ساجداً وقائماً) في الصلاة


ونص ذكر السجود والقيام دون غيره من الأركان كالركوع والقعود ؟ لماذا 

لأن السجود شريف بهيئته ، والقيام شريف بذكره 

كيف ؟ ذلك 

أفضل هيئة للمصلي أن يكون ساجداً ولهذا كان أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد..

والقيام شريف بذكره( القرآن ) كلام الله وكلامه أشرف الكلام ، وكان  إذا سجد يسمع له أزيز كأزيز المحجن ، وكان لا يمر بآية عذابووعيد إلا تعوذ، ولا رحمة إلا سأل، ولا آية تسبيح إلا سبح، وهو يدل على وجوب إحضار القلب عند التلاوة والخشوع فيها..


📌 ماهو حاله ساجدًا قائما 

يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه }: لمّا ذكر أعمالهم الفعلية ذكر أعمالهم القلبية : أنهم يخافون من الله ويرجون جنته..

ومعنى الآية : هل يستوي من هو قائم ساجد متعلق قلبه بين خوف ورجاء كمن هو عاصي بالكفر ..


إنما يتذكر أولوا الألباب } ٩ 

إنما أداة الحصر أي : لا يتذكر ولا يتعظ إلا أهل العقول النيرة فهم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى ..


🍃 جعلنا الله من أولي الألباب الذين نوّه الله بذكرهم في كتابه ..


📚 قال سفيان الثوري: إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء المهار حزنت.. كيف لا ، وقيام الليل شرف المؤمن كما جاء في الحديث الصحيح عنالنبي  كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه..

تأملي : هذه اللذة التي تُنسي آلام الجسد.


وقال  : إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه وذلك كل ليلة ..


📍 فأين أصحاب الحاجات والكربات ؟!

فكل من قام الليل يصلح نشيط النفس سالي الروح لأنه له موعد كل ليلة مع الرب جل وعلا..


نسأل الله أن يقربنا منه( ويرضى عنا وعنكم )

ونحمد الله أن يسر لنا هذا المجلس فإن التالي والسامع له في حضرة الرب سبحانه على بساط القُرب .. والغفلة في هذا المقام من الحرمانوالله ..

فنسأل الله أن يجعلنا من قرآنه على انتباه واستحضار آناء الليل وأطراف النهار العاملين به بالعشي والإبكار إنه الجواد الكريم الرحمن..



وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .


‏‎•  سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



                     🌷♥️🌷

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق