السبت، 28 ديسمبر 2013

شذرات من كتاب ثلاثون مجلساً في التدبر~







المجلس الأول 💭

|| أفلا نتدبر القرآن ❓

بداية :~
لنواجه أنفسنا بهذا السؤال : 
هل تتجاوز الآيات التي نتلوها و نسمعها أسماعنا و أبصارنا و ألسنتنا ، إلى قلوبنا ؟ 
〰 
هذا هو الأمل المُرتجى ، 
وبه نجتني ثمرات القرآن ،
فينبغي أن تكون غايتنا من تلاوة القرآن و سماعه هي [ التدبر ] و فرع عنه [ العمل ] .
التدبر هو للكبير و الصغير ، للذكر و الأنثى ، للعالم و العامي 
فكل من يفهم لغة الخطاب ثم يقرأ آيات وعدٍ أو وعيد يفهم إلى ما ترمي إجمالاً ،
و إن لم يُدرك معاني بعض الألفاظ ، أو تفاصيل ما تضمنته من الأحكام .

حقيقة التدبر ..~
النظر و التفكر المؤدي للعيش مع دلالات القرآن ،،
تدبر القرآن [ ضرورة ] 
لأنه مصدر عزنا ومنهج النبي محمد ﷺ ،
وكما قال الإمام مالك ، فإنه : ( لن يصلح آخر هذه الأمه ، إلا بما صلح به أولها ) ،
وهل صلح أولها إلا بالكتاب و السنة ،
فالتدبر في معانيها هو السبيل للإصلاح بهما وهو السبيل لربط واقع الأمة بالكتاب و السنة !؟
يقول الرسول ﷺ :{ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه } 
〰 ولا تمسك بلا فهم و تدبر وهما سبيل الفقه في الدين .
وقد دعا النبي ﷺ لابن عباس رضي الله عنهما أن يعلمه التأويل ، و أن يفقهه في الدين ، فكان حبر الأمة و ترجمان القرآن ! 
وقال ﷺ :{ من يرد الله به خيراً يفقه في الدين } 
و تدبر القرآن من أعظم سبل الفقه في الدين .

لنتأمل :{ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ،
ولن تتحقق هذه الطمأنينة وهذا التثبت و الرحمة و الشفاء إلا بالاستماع و الإنصات و التدبر :{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ،
فيا أيها المؤمن :
إن أردت التنعم بالتدبر ،
فاحذر من العجلة في التلاوة ،
وقد قال بعض السلف : كيف يرق قلبك و أنت همتك في آخر السورة ! 


اللهم اجعلنا لكتابك من التالين ، وبه من العاملين ، ولآياته من المتدبرين ،



#مجالس_المتدبرين 

المجلس الثاني💭

كيف نقرأ سُوَرَ القرآن ؟

د.عصام بن صالح العويد

القرآن حدائق ذات بهجة، فإذا أتممت سورة وبدأت بأخرى فقد انتقلت من شجرة يانعة الثمرة إلى شجرة تشبهها بثمرة تختلف عنها، وإذا انتقلت من حزب إلى حزب فمِن حديقة غنّاء إلى روضة أخرى ، فـ (السبع الطوال)و (ذوات الراء)و (المسبحات السبع)و (الطواسيم)و (الم)و (الحواميم)و (المفصل)، لكل حزب لونه وطعمه الخاص به، ولكل سورة ذوقها الخاص بها، فتذوقها برفق وحاذر الهرس! والجرش! فهو سبب التخمة والملل. 


وهذا التنزيل العظيم هو مأدبة الله في الأرض، والناس حولها ثلاثة أصناف:جائع محروم منها، وسقيم يأكل وقد فقد حاسة الذوق فلم يتهنَّ بها، ومعافى رأى على مأدبة الكريم (114) مختلفاً ألوانها فأصبح يطعم برفق وأدب كاملين، وفي فمه مع كل (سورة) منها طعم وذوق وعِطر هو لها، ولأختها من سور القرآن غيرها، 


💭فكيف نتذوق لذة القرآن ونميز حلاوة كل سورة في القرآن عن حلاوة أختها ؟

1⃣ليكن بين يديك دائماً تفسير مختصر كالتفسير الميسر أو زبدة التفسير أو الجلالين أو المصباح المنير أو السراج في غريب القرآن لـ د.الخضيري ونحوها.

2⃣أحضر قلبك وحركه بالقرآن، فإن شرد فقف والحق به، ستتعب في البداية وسيذعن لك في النهاية، وقد أطلت في بيان ضرورة ذلك في رسالة (فن التدبر) فلا اُطيل عليك هنا، لكنْ لتكن على يقين أنه ضرورة كضرورة الروح للجسد.

3⃣اجعل نفسك طَرَفاً ثم ظرْفاً لخطاب ربك، اجعل القرآن مرآة نورانية ترى فيها أقوالك وأفعالك، فهذا يُعطَر وهذا يُغسَل وهذا يُقص وهذا يُصفف وهذا يُعالج وهذا يُبتر إن لزم الأمر، وهكذا.

4⃣قبل أن تبدأ بالسورة تأمل في اسمها أو أسمائها فهو مفتاحها الذي تدخل به إليها..


وكان الصحابة خصوصاً ابن عباس رضوان الله عليهم يعتنون بأسماء السور أو أوصافها التي تدل على مقصودها ورحاها الذي تدور حوله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر الفاروق رضي الله عنه قيل له: سورة التوبة ؟ قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا.

وعن حذيفة رضي الله عنه في براءة: يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة ؟ قال: التوبة بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. وعن قتادة قال: كانت تسمَّى هذه السورة:(الفَاضِحَةَ)، فاضحة المنافقين.

وعن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال ؟ قال: تلك سورة بدر.

وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر. قال: قل بني النضير، أي سورة بني النضير.

وفي البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له وما المحكم ؟ قال المفصل.

قال سعيد بن جبير: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم. 

🍃أعود لأقف مع بعض أسماء السور:

سورة الفاتحة: هذا هو اسمها الأشهر وهو محل إجماع يقيني في أمة القرآن، قال ابن عاشور في التحرير: وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مكانٍ مقصودٍ وُلُوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا.

فهي المفتاح الأعظم الذي يفتح لك كل باب للخير، فهي مفتاحك لعلم الكتاب، وهي مفتاح الحُجُب بينك وبين الله، تأمل قول ابن كثير: وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو المناسب ؛ لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى ؛ فلهذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ويقول ابن عاشور: وما هنا التفات بديع، فإن الحامد لما حمد الله تعالى ووصفه بعظيم الصفات بلغت به الفكرة منتهاها فتخيل نفسه في حضرة الربوبية، فخاطب ربه بالإقبال.

هي أبواب تُفتح شيئاً فشيئاً لمن وفقه الله فتعلَّمَ كيف يَفتح بالفاتحة تلك الأبواب المغلقة. 


اللهم افتح قلوبنا لتدبر كتابك ، وأزل ظلمتها بنور آياتك، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين..

#مجالس_المتدبرين

المجلس الثالث 💭


بين فواتح الآيات وخواتمها ~..
د.عبد المحسن المطيري

 الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على عبدِهِ ورسولِهِ ومصطفاه، أما بعد:

فإنّ مِن أبوابِ تدبُّرِ القرآنِ الكريم، التأمُّلُ في علاقَةِ الآيةِ بخاتِمتِها، والوقوفُ على ذلك يَفتحُ لك باباً مِن أبوابِ فَهمِ كتابِ الله تعالى، ويُبيِّنُ لك نوعاً مِن إِعجازِ القرآنِ الكريم، وسوف نَعرِضُ بعضَ الأمثلةِ(1) مع شرحٍ مُبسَّطٍ لها، ويَستطيعُ المُوفَّقُ أنْ يَقِيسَ عليها:

💫المثالُ الأول:

لمّا ذَكَرَ اللهُ قَوامةَ الرجلِ على المرأة، وحَقَّ الزوجِ في تأديبِ امرأتِهِ الناشزِ في قولِه سبحانه: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}، خَتَمَ الآيةَ بقولِه: {إن الله كان علياً كبيراً} فذَكَّرَ بِعُلُوِّهِ وكِبريائِهِ جَل جلالُه تَرهيباً للرِّجال؛ لئلّا يَعتَدوا على النساء، ويَتَعدَّوا حدودَ اللهِ التي أَمَرَ بها.


💫المثالُ الثاني:

لمّا ذَكَرَ اللهُ تَعالى عُقُوبَةَ السَّرِقَةِ في قولِه: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله}  قال في آخِرِها -: {نكالاً من الله والله عزيز حكيم} أي: عَزَّ وحَكَمَ فَقَطَعَ يَدَ السارق، وعَزَّ وحَكَم فعَاقَبَ المُعتَدِين شرعاً، وقدراً، وجزاء، وفي ذلك القصةُ المشهورة، أنّ أَعرابيّاً سمعَ قارِئاً يقرأُ هذه الآيةَ فأخطأَ في آخِرِها، وقال: {والله غفور رحيم}، فقال الأعرابيُّ: لو غَفَرَ ورَحِم لَمَا قَطَع، ولكنّه عَزَّ وحَكم فقطع، فنَظَروا في المصحفِ فإذا هي {والله عزيز حكيم}.

💫المثالُ الثالث:

في قولِه تعالى: {يسأله من في السماوات والأرض} مِن الإنسِ والجِنِّ والملائكةِ وكلِّ المخلوقات، {كل يوم هو في شأن} وفي هذا حَفَاوةٌ بالدعاءِ والسؤال، والتَّعَرُّضُ لنَفَحاتِ ذي الجلال، فإنها مَظِنَّةُ تعجيلِ التبديلِ والتغيير، فإذا سألوه وأَلَحُّوا في سؤالِهم، كان مِن شأنِهِ أنْ يُجيبَ سائلَهم، ويُغيِّرَ أحوالَهم مِن الهوانِ والتَّخَلُّفِ، والجهلِ، والمرضِ والفُرقةِ والضياعِ؛ إلى الرِّفعةِ والمجدِ والعلمِ والعافيةِ والاتحاد. وهذه مناسبةُ اتصالِ أوَّلِ الآيةِ بآخِرِها..

💫المثالُ الرابع:

حُكِيَ أنّ أَعرابيّاً سمع قارئاً يقرأُ: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات} فاعلموا أن الله غفور رحيم! ولم يَكن الأعرابيُّ مِن القُرّاءِ فقال: إن كان هذا كلامَ الله، فلا يقول كذا، ومَرَّ بهما رجل، فقال له الأعرابيُّ: كيف تَقرأُ هذه الآية؟
فقال الرجل: {فاعلموا أن الله عزيز حكيم}
فقال الأعرابيُّ: هكذا يَنبغي، الحكيمُ لا يَذكُرُ الغفرانَ عند الزَّلَل، لأنه إِغراءٌ عليه!


💫المثالُ الخامس:

قولُه تعالى: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد}
 ومُناسبةُ خَتْمِ الآيةِ بهذين الاسمين الكريمين:
{الولي الحميد} دونَ غيرِهما؛ لمناسبتِهِما للإِغاثةِ، لأَنَّ الوَليَّ يُحْسِنُ إلى مواليه، والحميدُ يُعطِي ما يُحمَدُ عليه.

💫المثالُ السادس:

قولُه تعالى عن الحُجّاج {..فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ..} لَمّا كان الحجُّ حَشْراً في الدنيا، والانصرافُ منه يُشبِه انصرافَ أَهلِ الموقفِ بعدَ الحشرِ–فريقاً إلى الجنة وفريقاً إلى السعير -؛ ذَكَّرَهم بذلك بقوله: {واعلموا أنكم إليه تحشرون} فاعملوا لمِا يكونُ سبباً في انصرافِكم منه إلى دارِ كرامتِهِ لا إلى دارِ إهانتِه.


💫المثالُ السابع:

في قولِهِ تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فلم تُخْتَمُ الآيةُ بقوله {الغفور الرحيم}؛
لأَنَّ المقامَ مَقامُ غَضَبٍ وانتقامٍ مِمَّن اتخذ إلهاً مع الله، فنَاسَبَ ذِكْرُ العِزَّةِ والحكمة، وصار أولى مِن ذِكرِ الرحمة. 

💫المثالُ الثامن:

قولُه تعالى بَعدَ ذِكْرِ أحكامِ القَذْف: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم} قد يُقال: إِنَّ المُتَوَقَّعَ أنْ يُقال: {تواب رحيم}؛ لأَنَّ الرحمةَ مناسبةٌ للتَّوبة، لكنْ خُتِمتْ باسمِ الله {حكيم} إشارةٌ إلى فائِدةِ مَشروعيّةِ اللعانِ وحِكمتِه، وهي السِّترُ عن هذه الفاحشةِ العظيمة.

هذه بعضٌ مِن الحِكَمِ التي تُلتَمسُ مِن المناسبةِ بين فَواتِحِ الآياتِ وخَواتِهما، وهي بابٌ عظيمٌ مِن أبوابِ التدبُّر، فاجتهدوا في تدبُّرِ كِتابِ ربِّكم، تَنْعَموا وتَسْعَدوا دنيا وأخرى.

💦اللهم لا تحرِمْنا بَرَكَةَ كتابِك، ولا تحجُبْ عنا –بذنوبِنا- فَهمَهُ والعملَ به، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين..

#مجالس_المتدبرين


المجلس الخامس 💭

|| إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ 💫

من أعظم نعم الله على العبد ، أن يعرض أحواله التي تمر به على معاني أسماء الله الحسنى و صفاته العلى ،
وهذا له فائدتان :
🌼 زيادة الإيمان .
🌼 سهولة تلقي المصائب المؤلمة 
وهذا يزداد حين يبلغ العبد منزلة الرضا عن الله ، 
بحيث يوقن أن اختيار الله خير من اختياره لنفسه .

كيف نعيش مع هذا الاسم ؟
🌸 قال العلامة السعدي رحمه الله : 
من لطفه بعباده :~
📍 أنه يقدر أرزاق العباد بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم ،
فيقدر لهم الأصلح و إن كرهوه [ لطفاً بهم وبراً و إحساناً ] 
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } 

📍 أنه يقدر عليهم أنواع المصائب ، وضروب المحن و الابتلاء بالأمر و النهي الشاق 
[ رحمة بهم ولطفاً و سوقاً إلى كمالهم وكمال نعيمهم ]
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

📍 أن يقدر له أن يتربى في ولاية أهل الصلاح و العلم و الإيمان و بين أهل الخير 
[ ليكتسب من أدبهم و تأديبهم و لينشأ على صلاحهم و إصلاحهم ]

📍 أن يبتليه ببعض المصائب ، فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر فيها 
[ فيُنيله درجات عالية لا يدركها بعمله ]

📍 أن يعافي عبده المؤمن الضعيف من أسباب الابتلاء التي تُضعف إيمانه و تنقص إيقانه 

📍 أن يأجره على أعمال لم يعملها بل عزم عليها فيعزم على قربة من القرب ثم تنحل عزيمته لسبب من الأسباب فلا يفعلها فيحصل له أجرها !
[ انظر كيف لطف الله به ] 

سبحانك يا الله 🌸

#مجالس_المتدبرين




المجلس السادس⛅️

|| و استنارت حياتهم بالقرآن ☀️
د: أسماء الرويشد باختصار 


ها هنا بعض المواقف المعاصرة التي تحدّٓث بها أصحابها في بيان حالهم مع القرآن تدبراً وعملاً ،
كيف كان أثر ذلك في تحولهم من الضلال إلى الهداية ،
لقد أثمر ذلك في قلوبهم حلاوة و إيماناً لايجدهما إلا من [ عاش مع القرآن ] كما عاش السلف الصالح و تدبره كما تدبروه ،

☀️ آيه غيرت مجرى حياتها ..؛
[ تقول : قرأتُ ذات يوم آيه غيرت مجرى حياتي كله ،
وهي : { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ } 
معصية الله عز وجل ثلاث سنوات كاملة ، حاولت أن أترك المعصية لكني لم ما استطعت!
و جلست يوماً أبكي بشدة ، و أناجي ربي ،
فسمعت الآية السابقة ،
فانشرح لها صدري ، وتملكني الحياء من ربي عز وجل ، و سألت نفسي حينها بصدق : 
هل أقبلُ أن يراني أبي و أمي أو أي أحد في هذه الدنيا على ما أنا فيه ؟ 
أو حتى إن يسمعوا بما أفعل ؟
و كان الجواب : لا و ألف لا !!
فإن كنت قد استحييت من العباد فكيف برب العباد وهو المطلع على كل شيء ! 
فاستحييت من نظره سبحانه إليّ و أنا أعصيه ، و قررت أن أترك ما أنا فيه ، ومن ترك شيء لله عوضه الله خيراً منه ، 
و بمنة من الله و فضل تركت المعصية ، وها أنا أنعم بالسعادة بفضل ربي منذ سنوات ] 

☀️ قصة مُتدبر ..،
[ يقول : كم أثر فيّ قوله سبحانه : { أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ } ،
لقد صارت أمام عيني كلما هممت بمعصية ، 
أتخيل أن الله سبحانه يُخاطبني بها فأرتدع ،
فها هو القرآن بين أظهرنا يُتلى آناء الليل و النهار ، 
نوراً يمحو ظلمات الهوى ،
لايترك لأحد على الله حُجة ،
فلنستمع لآياته ، ونتعظ بها قبل أن يُقال لنا { أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ }   ]

☀️ فصارعتُ نفسي ..؛
[ تقول : 
احتاجت أمي في يوم من الأيام لشيء يُكلف بعض المال 
وكنت ألمس رغبتها فيه وحاجتها إليه ، وكان لدي بعض المال الذي رصدته لحاجة لي ،
لكنه قد يقضي حاجة أمي ، 
ومر في نفسي خاطر : لم لا أُقدم حاجتها على حاجتي ؟ ألم يأمرني الله ببرها ؟ 
وروادتني نفسي فصارعتها ؛ حتى قررت تقديم حاجتها على حاجتي مهما كلفني ذلك ،
و تذكرت قوله تعالى { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم  }
قضيت حاجتها ، وكلفني ذلك مبلغاً من المال ، كلي أملٌ في رضاها بعد رضا الله ، ولما فاجأتها بالأمر بكت من شدة الفرح ، 
فانشرح صدري لما وفقني الله إليه من برها و إدخال السرور عليها .
العجيب في الأمر أنه في اليوم التالي لقضائي حاجتها ، تم تحويل مبلغ لحسابي مُكافأة من جهة رسمية ، 
و الأعجب أنها كانت بمعدل الضعف و زيادة ، فبكيت حينها ، لأنني تذكرت موعود الله عز وجل : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم } 

انتهت قصصهم هنا  ، لكنها لم تنتهي قصص الذين عاشوا مع الآيات بتفاعل !
حتى سرت الروح في قلوبهم ، وشعّت أنوار القرآن في نفوسهم ، إنه الحق في  قوله تعالى : { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } 

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا ..,


#مجالس_المتدبرين


المجلس السابع ☁️

||  إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ  ||
د / فريد الأنصاري رحمه الله 

الله تعالى حين ذكر فلاح المؤمن ، ذكر الصلاة باعتبارها أول وسام [ نوراني ] بعد الإيمان يشع من قلوبهم ،
وهو أمر يكاد يكون مطرداً في كل آي القرآن ،
{ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } 
ومن أجمل ما ورد في ذلك [ فاتحة سورة المؤمنون ] إذ جعل الله أول صفاتهم الخشوع في الصلاة و آخرها المحافظة على الصلاة ، و كل أعمال الصلاح من فعل الخيرات و ترك المنكرات جعلها فيما بينهما ..؛
فالخير كله فاتحته الصلاة 
و الخير كله خاتمته الصلاة 
و الخير كله غايته الصلاة 
و الخير كله وسيلته الصلاة . 

🌼 فإن كنت تُصلي حقاً !
فأنت تارك لكل منكر من الكبائر و الموبقات ؛

💫 {  وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} 
هل أبصرت هذه الآيه !!
أبصر إذن كيف أن الله تعالى أسند فعل النهي للصلاة نفسها !
كأنها هي ذاتها شخص معنوي ، في هيئة نبي مرسل يؤدي مهمته التبليغية ،
أو عبد مُصلح يقوم بوظيفته الإصلاحية !
[ أعد التلاوة و تدبر ] 
{  إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ  } 
عجيب ❗️
لأن معنى أن تُصلي : [ هو أن ترحل عن خطاياك إلى الله ] 
تخرج من دركات العادة إلى درجات العبادة 
وهذا كلام يُعبر عن حقائق لا يعلم مدى عمقها في النفس إلا الله !
إذ تتحول الأذواق  و تتبدل ،
يتغير طعم المنكر في قلبك فلا تستحليه ،
و يتبدل ذوق شهوات الحرام من الرغبة إلى الغضبة !
وتصبح خلقاً آخر !!
أبصر ثم أبصر فإن الصلاة تصنعك ! 
نعم إنها { تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ  } 

☁️ الصلاة ☁️
سفرٌ من الأرض إلى السماء ،
فأنى لمنازل السلام أن تصطدم بنوازل الحرام ؟
أبداً ..~
لا شهود للدرجات في نتانة الدركات !!


اللهم اجعلنا و ذريتنا ممن يقيم الصلاة ، 
ولاتحرمنا لذتها و بركتها بسبب ذنوبنا ،



# مجالس_المتدبرين


المجلس الثامن ☁️

|| مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ || 
حين تستقر هذه الصورة في قلب المؤمن فإنه سيحدث في قلبه تغيراً كبيراً في تصوراته و مشاعره و اتجاهاته و موازينه و قيمه في هذه الحياة جميعاً .

إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات و الأرض ،
وتصله بقوة الله ،
و تيئسه من مظنة كل رحمةٍ في السماوات و الأرض ،
وتصله برحمة الله ،
و توصد أمامه كل باب في السماوات و الأرض ،
وتفتح أمامه باب الله ،
وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات و الأرض و تشرع له طريقه إلى الله . 

🌼 ما من نعمةٍ يُمسك الله معها رحمته حتى تنقلب هي بذاتها [ نقمة ] 
وما من محنة [ تحفها رحمة الله ] حتى تكون هي بذاتها [ نعمة ] ❗️

🌾 لا ضيق مع رحمة الله ❗️
[ إنما الضيق في إمساكها دون سواه ]
[ لا ضيق ولو كان صاحبها في غياهب السجن ] 
[ لا وسعة مع إمساكها ولو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم ] 

💭 يبسط الله الرزق مع [ رحمته ] 
فإذا هو متاع طيب ورخاء و إذا هو رغد في الدنيا و زادٌ إلى الآخرة ..،
💔 يمسك الله  [ رحمته ]
فإذا هو مثارُ قلق وخوف و إذا هو مثار حسد وبغض ..؛
وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض !!

💫
 وما بين الناس و رحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه ،
[ بلا واسطة وبلا وسيلة إلا التوجه إليه في طاعة و في رجاء وثقة و استسلام ] 

{ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } 
فلا رجاء في أحد من خلقه ، ولا خوف لأحد من خلقه 
فما أحدٌ بمرسل من رحمة الله ما أمسكه الله .

صورة واحدةٌ لو استقرت في قلب إنسان !
لـ صمد كا [ لطود ] للأحداث و الأشياء و الأشخاص و القوى و القيم و الاعتبارات ،
ولو تضافر عليها الإنس و الجن ،
وهم لا يفتحون رحمة الله حين يُمسكها ، ولا يمسكونها حين يفتحها .

آية من الـ قرآن تفتح كُوة من النور ، وتفجر ينبوعاً من الرحمة ،
و تشق طريقاً ممهوداً إلى الرضا و الثقة و الطمأنينة و الراحة في ومضة عين ، 
وفي نبضة قلب و خفقة جنان ..؛ 

اللهم و اجعلنا من عبادك المرحومين و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ،

#مجالس_المتدبرين

المجلس التاسع ☁️

||  وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ||
د: عبد الله الغفيلي باختصار 

إن من تلك الآيات العظيمة التي تستوقف المؤمن 
هي ماذكره الله تعالى في خواتيم سورة الفرقان و المعروفة بـ [ صفات عباد الرحمن ] 

{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} 
💫 كان الابتداء بهاتين الصفتين الظاهرتين لعباد الرحمن 
[ لأنهما الدليلان القابلان لِأنْ يتبينهما المُتبينُ بسبب ظهورهما و لأنهما الثمرة الطبيعية الظاهرة و النتيجة المنطقية الحسنة لكثير من أنواع المجاهدة الروحية و البدنية في العديد من المجالات ]

🌼 الصفة الأولى :~ 
{ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا } 
أي بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار -والله أعلم-
🌼 الصفة الثانية :~
{  قَالُوا سَلَامًا }
قد صار فيهم سجية و طبعاً لاكلفة فيه ، وهو لسانهم الرطب ومنطقهم العذب .
ومع أن الإسلام شرع للمسلم أخذ حقه ممن ظلمه ،
إلا أنه يذكر هنا [ الأكمل ] لعباد الرحمن وخاصة الدعاة فقد ظُلموا من الجاهلين فكان المقابل السلام .
🌼 الصفة الثالثة :~
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } 
لهذه الصفة معنيان :
1⃣ أن هذه الصفة الخفية لبياتهم بين يدي ربهم [ سجداً و قياماً ] 
أتت في مقابل الصفتين الظاهرتين للعباد وهما المشي هوناً و التخاطب سلاماً 
وهذا واضح من قوله { لربهم } فلايكاد يعلم مخلوق بما يقومون به من إخلاصهم لله .
2⃣ أنه ذكرهم بواحدة من أهم العبادات ! بل أهمهاو هي الصلاة
🌼 الصفة الرابعة :~
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }
ففي هاتين الآيتين اظهار الضعف و الخوف من ربهم ،ووحيث إنه لا يوجد يوم القيامة من دار سوى دار الجنة أو النار 
[ فكان إشفاقهم من جهنم و طمعهم أن يستجيب لهم ربهم بأن يصرف عنهم عذابها بالكلية ]
🌼 الصفة الخامسة :~
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } 
هذا السلوك الاقتصادي و تعاملهم المالي في العطاء و الإمساك و هذا [ التكامل بين الأخلاق و العبادة و الإنفاق ]
🌼 الصفة السادسة :~
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ } 
هنا بيان اجتنابهم لعظائم الذنوب و أشدها الشرك بالله ،
وهذه الصفة مؤكدة للصفات السابقة من خوفهم و دعائهم له ،
🌼 الصفة الثامنة :~ 
{ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } 
هذا هو الذنب العظيم الثاني الذي برئ منه عباد الرحمن و اتصفوا بأنهم لا يُقارفوه ، وهو قتل الإنسان بدون حق ،
فالنفس غالية الثمن ، فمن أهدرها وقع في الذنب العظيم !
🌼 الصفة التاسعة :~
{  وَلَا يَزْنُونَ }
هذا هو الذنب العظيم الثالث من الذنوب التي برئ منها عباد الرحمن ،
فنفوسهم كبيرة ، لا تجرها شهوة تنزلهم من مكانتهم العالية بأخلاقهم الكبيرة تلك ،
🌼 عباد الرحمن يرجعون للحق و يتوبون من الذنب : 
{  وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـَئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنّهُ يَتُوبُ إِلَى اللّهِ مَتاباً }.
فمن اقترف تلك الكبائر استحق العذاب يوم القيامة !
لكن،!!
هذا ليس آخر المطاف ؟
فمازالت الروح في البدن فإن إمكانية التصحيح واردة وهي [ التوبة ] 
💫 الجزاء هو قبول التوبة و تبديل السيئات حسنات .
🌼عباد الرحمن لا يشهدون الزور و يمرون باللغو [ إن مروا ] مراماً :~
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }
ومعناها الأقرب في الآيه : شهادة الزور 
فإن مروا به [ اضطراراً ] فلا يتخلطون بشيء من ذلك .
🌼 عباد الرحمن مُبصرون سامعون لآيات الله :~ 
{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا }
فهم مقبلون على التذكير و المُذكر يستمعون القول من الناصح فيعوه .
هم إذا ذكرىا بآيات الله على درجة كبيرة من الاستماع و البصيرة .
🌼 عباد الرحمن يسألون ربهم قرة أعين من الأزواج و الذرية و الأتباع :~ 
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} 
فهم حريصون على الذرية بشرط [ صلاحها ] 
طلبوا أن يكونوا للمتقين أئمة [ ليرشدوهم و يعينونهم ] على الطاعة و الخير 

هم بهذا يضربون أروع الأمثلة 
[ في علو الهمة و سمو الروح ] 
فكان الجزاء ...؛ 
{ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا* خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} 
فالجزاء من جنس العمل ..؛


اللهم اجعلنا ممن اتصف بهذه الصفات فنال هذا الجزاء

#مجالس_المتدبرين


المجلس العاشر و [ الأخير ]
|| أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى || 
د : محمد الحمد باختصار ،

آيه تهز الوجدان 
تفعل في النفس مالا تفعله سُلطات الدنيا 
آيه تصبط النوازع و تقوي الوازع و تكبح الجماح 
تدعو إلى إحسان العمل و كمال المراقبة 

يالله !
ما أجمل أن يستحضر كل أحد هذه الآيه
[ إذا امتدت عينه إلى خيانة أو يده إلى حرام أو سارت قدمه إلى سوء أو تحرك لسانه بقبيح ] 

فلا عجب أن تكون هذه الآيه في [ أول سورة نزلت من القرآن الكريم ] 
لكي يكون المؤمن على ذكر من هذا المقام العالي 
الذي إذا تمثله كان في قبيل الـ محسنين 💫
الذين يعبدون الله كأنهم يرونه ، فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم !

تلك هي 🌼 مرتبة الإحسان 🌼 
التي هي أعلى مراتب الدين ،
و التي إذا استشعرها المؤمن حال قيامه بعبودية ربه كان عمله [ متقناً مضاعفاً ] 

و إذا راقب الإنسان ربه و احترمه في خلواته 
[ أظهر الله فضله ورفع ذكره ] 
فالجزاء من جنس العمل 📍

قال أبو حازم رحمه الله :~
[ لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله عزوجل إلا أحسن فيما بينه وبين الناس ولا يعور - أي : يفسد - فيما بينه وبين الله عزوجل إلا عور الله فيما بينه و بين العباد ، و لمصانعة وجهٍ واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ، إنك إذا صانعت الله مالت الوجوه كلها إليك و إذا أفسدت ما بينك و بين الله شنأتك الوجوه كلها ] 

اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب و الشهادة ..؛

و انتهت رحلتنا هذه بنهاية مجلسنا العاشر ،
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات 
🌸

#مجالس_المتدبرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق