الجمعة، 9 ديسمبر 2022

مجلس تدبر سورة المؤمنون 3️⃣

 ✍🏻 المجلس التدبّري لـ سورة المؤمنون 3️⃣


الإثنين- ١١-٥-١٤٤٤ هجري 




تفسير الآيات من آيـة (٥٧) إلى (٧٢) 


         @ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @


🩸 الله سبحانه وتعالى إذا خوف عباده ثنى بالترغيب لهم 


"مابين وعد ،ووعيد حتى يسير  العبد إلى الله عز وجل.    -قائده المحبة-

              -وجناحيه الخوف ، والرجاء 

                    -إلى الله عز وجل-


📌ذكر صفات الذين امتلأت قلوبهم لله 

عز وجل ، فهم يؤتون مااتو وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون


✨نسأل الله أن يرزقنا هذه 

             القلوب الوجلة 🍃



✏️[إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ [٥٧]
إن الذين هم -لخشيتهم من ربهم- حذرون خائفون من عقابه، يداومون على طاعته، وطلب مرضاته .


كما قال تعالى<وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ* إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ>



📌 ثم الصفة الثانية :- 


✏️{وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ [٥٨]


 هم بآيات  الله المتلوة ،،والآيات المشاهدة 

بايآت القرآن يؤمنون وما فيها من الدلائل والبراهين والحجج يؤمنون .


📌 وبالايآت المشاهدة : التي هي تعاقب الليل والنهار ،، خلق الله في الأرض والسماء ،، والاشجار 


" وفي خلق الإنسان ، يؤمنون ويزدادوإيمانًا بإن الله سبحانه وتعالى على كل شي قدير .




📌الصفة الثالثة :-

✏️{وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ

 [٥٩]
إخلاص العبادة لله وحده بحيث لا يشركون معه أحد في عبادته  .


"ويدخل في ذلك الشرك الأكبر والأصغر،،     والشرك الجلي والخفي 



✏️{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [٦٠]


لما أثبت الله تعالى لهم الإيمان الخالص، نفى عنهم العجب بقوله :
والذين يؤتون:-  يعطون ما أعطوا من زكوات وصدقات وغير ذلك ، 


" والحال أن قلوبهم ماذا ❓ 

خائفة - ماسبب هذا الخوف ؟ 


" تذكر  وقوفهم بين يدي الله سبحانه وتعالى 

تذكر  رجوعهم إلى ربهم، وبعثهم يوم القيامة للحساب والجزاء، فيخافون ألا يتقبل منهم .



✏️{أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [٦١]
 أولئك يبادرون ويسابقون في عمل الطاعات؛ تقربا إلى الله تعالى، ونيل الدرجات .


" أنزل الله عز وجل هذه الآية ، كأن فيها لفت الأنظار والانتباه على أن العبد مايسئ الظن بالله ، البعض يترك العمل خوف من الرياء ،، ترك العمل خوف من الرياء حكمه رياء 

قد تتركي عمل خوفًا أن تقعي في الرياء يصبح عملك لهذا العمل رياء. 


"كيف ذلك على العبد أن يستحضر نية العمل قبل العمل ،، اثناء العمل ،، وبعد العمل أن يتقبل منه وأن لايكون في قلبه 

               أدنى ، أدنى ، أدنى، 

          نظر لخلق الله عز وجل 

     @فقط يتعبد لله سبحانه وتعالى @


"وهم لها سابقون.: وهم إلى الخيرات سابقون .



✏️{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [٦٢]


لما ذكر الله سبحانه كيفية أعمال المؤمنين  كيفية أخلاصهم ،، كيفية سعيهم؛ ذكر الله حكمين من أحكام أعمال العباد؛ 


" الأول: (وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ)


" والثاني:- (وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)


✨ فإن الله تعالى لما ذكر مسارعة المؤمنين إلى الخيرات، وسبقهم إليها، ربما يظن الظان أن هذا الأمر  المطلوب منهم ومن غيرهم أمر غير مقدور 

أو متعسر؛ 


" أخبر تعالى أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها .
إلا ما تطيق حمله والقيام به، من عبادة الله والعمل بشرعه 


[ۖ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ]

.
" لما كانت الأعمال إذا تكاثرت وامتد زمنها، تعسر أو تعذر حصرها إلا بالكتابة؛ عامل العباد سبحانه بما يعرفون مع غناه عن ذلك ، 


فقال:ولدينا كتاب ينطق بالحق -لماذا❓ لإثبات عدل الله عز وجل 


وهم لا يظلمون.: وعندنا كتاب كتبت الملائكة فيه جميع أعمال العباد ،فهو يبين بالصدق الثابت المطابق للواقع ما عملوه في الدنيا من خير وشر،،فنجازيهم بأعمالهم، ولا نظلمهم بعقوبتهم بما لم يعملوا، أو بالزيادة في سيئاتهم، 

     أو بالنقص من حسناتهم .



  ♨️الفوائد التربوية ♨️ 


🔹 الله سبحانه كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الصالحة، فكذلك جعل الخوف لأهل الأعمال الصالحة؛ فعلم أن الرجاء والخوف النافع: ما اقترن به العمل؛ 

لذلك قال عز وجل : [إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ* وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ* وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ]



🩸 أيضا من الفوائد في صفاتهم:- 


[وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ]


، فإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، 

يتفكرون في القرآن ويتدبرونه يتعظون بما في هذا الكلام العظيم، من جلال الله وجلال ألفاظ هذا القرآن ،،وما يدعو لمعرفة الله والخوف منه رجاءً 

     "والتفكر في آيات الكون "



[وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ]


🔸 كل مازداد القلب ايمانًا بالله وبايآت الله المتبوة والمقرؤه والمشاهدةكل مازدادت خشيته بالله تعالى 


" اللهم زدنا ولا تنقصنا واجعل هذه المجالس سبب في زيادة  الايمان في قلوبنا،، وسبب في زيادة خشيتنا لله سبحانه وتعالى 



[وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ]


🔹 مشفقة قلوبهم؛ كل ذلك من خشية ربهم؛، وما يستحقه من الإجلال والإكرام، وخوفهم وإشفاقهم يوجب لهم الكف عما يوجب الأمر المخوف من الذنوب، والتقصير في الواجبات 


📕 كان الحسن يقول: (إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا)، ثم تلا الحسن: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ)

 

إلى: ( وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)

وقال المنافق<إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ>



(أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)

 في ميدان التسارع في أفعال الخير،و ما يقربهم إلى الله، متى وجدوا باب مفتوح من أبواب الخير طرقوه وسلكوه . 



🔹أولئك يسارعون في الخيرات :-

فيه الثناء على المبادرين إلى امتثال أوامر ربهم ،و دليل على أن المبادرة إلى الأعمال الصالحة؛ من صلاة في أول الوقت، وغير ذلك من العبادات،



♨️الفوائد العلمية واللطائف♨️


لما قال (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ) 

والإشفاق: الخوف، وقيل: الإشفاق هو الخشية،، و الإشفاق كمال الخوف؛


🔸 ولا نكلف نفسا إلا وسعها:-  بشارة للمشفقين من خشية ربهم، والوجلة قلوبهم -مع صالح أعمالهم- من الرجوع إلى ربهم، وتطييب لأنفسهم بألايخافوا  ظلما، وأن يطمئنوا إلى أن الله جل جلاله لا يطالبهم فوق وسعهم، وأن وسعهم في صالح أعمالهم قد أحصاه كتاب ينطق لهم .


(وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ)



📌ثم جاء الموضوع الثاني:/ 


✏️{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ [٦٣]


هذا رجوع لأحوال الكفار المحكية فيما سبق بقوله تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ)


" جاء الفصل بينها بآيات المؤمنين ثم أعاد الكلام عن أحوال الكفار 

.
"بل قلوبهم في غمرة من هذا.: بل قلوب المشركين في عماية وغفلة عن القرآن؛ فهم لا يؤمنون به، ولا يتدبرونه .



"ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون.: وللمشركين أعمال سيئة رديئة دون أعمال المؤمنين الصالحة التي ذكرها الله، يمهلهم الله سبحانه حتى يعملوها قبل موتهم؛ فيحق عليهم العذاب .



📕 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها) ) .



✏️{حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ [٦٤]


فإذا عذب الله عظماء المشركين المنعمين، أخذوا يصرخون ويستغيثون من شدة عذابهم، طالبين الخلاص مما أصابهم .


✏️{لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ

 [٦٥]

لا تضجوا وتستغيثوا -أيها الكافرون-؛ فلا شيء يخلصكم من عذابي، ولا ينفعكم صراخكم .



✏️{قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ [٦٦]


لما بين الله تعالى أن المترفين من الكفار إذا أخذهم ربهم بالعذاب، ضجوا واستغاثوا، وبين أنهم لا يغاثون؛ 

بين سبب ذلك ، 


"وهو أنه متى تليت آيات الله عليهم أتوا بأمور ثلاثة:


"الأولى : أنهم كانوا على أعقابهم ينكصون، وهذا مثل يضرب فيمن تباعد عن الحق كل التباعد، 


"الثاني : مستكبرين به، 


"الثالث :يطعنون في ذكر الله سبحانه وتعالى يسمرون بذكر الله 



"قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون :- قد كانت آيات القرآن تقرأ عليكم؛ لتؤمنوا بها قبل أن يحل بكم العذاب، فكنتم تكذبون بها، وترجعون معرضين عنها 


✏️{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ [٦٧]
مستكبرون بسبب البيت الحرام، تقولون،

لا يظهر علينا أحد؛ لأنا أهل الحرم .



🩸 تهجرون قراءتان:-


قراءة (تُهجِرون)

بضم التاء وكسر الجيم، 

أي: تفحشون، فكان الكفار إذا سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلموا بالهجر وهو الفحش، وسبوا النبي صلى الله عليه وسلم ،



الثانية:- قراءة (تَهجُرون )

بفتح التاء وضم الجيم، من الهجر بالفتح، إما بمعنى القطيعة أو الهذيان،: تعرضون عن القرآن، أو تهذون في شأنه، 


"سامرا تهجرون.: حال كونكم متحدثين ليلا، تهذون في شأن القرآن، وتقولون فيه ما لا معنى له من القول؛



♨️الفوائد العلمية واللطائف♨️


لمًا قال الله عز وجل (حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ)

جعل تعالى الأخذ واقعا على المترفين منهم؛ لأنهم الذين أضلوا عامة قومهم، 


"والعامة أقرب إلى الإنصاف إذا فهموا الحق؛ ماعندهم مكابرة


🔸لكن المنعمين المترفين عندهم تكبر  وسؤدد،بأن نعيمهم لن يزول 


"بين الله أنه أخذهم بالعذاب 


🔹في هذه الاية بيان بطش قوة الله جل جلاله ، وأن الله يمهل ولا يهمل ،، وأنه قريب مطلع على عباده وكل من استكبر عن الله فإن الله يمهل ولا يهمل . 



📌 من الفوائد : مستكبرين به سامرا تهجرون ؛- قيل أن الآية تدل على أن السمر ( قاله السيوطي)  إنما يكره في غير الخير؛ 


لأن (الهجر) هو القول الفاحش . على قول في التفسير.



✏️{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ [٦٨]


لما كانت الآيات -لما فيها من البلاغة المعجزة، والحكم البديعه - داعية إلى  تأملها، 


"وكان الكافرون يعرضون عنها، ويفحشون في وصفها: تارة بالسحر، وأخرى بالشعر،ومرة  بالكهانة، ومرة بغيرها؛ تسبب عن ذلك الإنكار عليهم .


"أفلم يدبروا القول؛ هذا العظيم مع بديعه ، مع بيانه ، وقوته وفصاحته 


"لما وصف حال الكافرين رد عليهم 


"فبين أن اقدامهم على هذه الامور  لابد أن يكون لأحد أمور أربعة :-


"التأمل  في دليل النبوة وهي المراد في قوله (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ )


"الثاني : أن يعتقدوا أن مجيء الرسل أمر على خلاف العادة، وهو المراد من قوله

(أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ)


"الثالث : ألا يكونوا عالمين بديانته، وحسن خصاله قبل ادعائه للنبوة، 


وهو المراد من قوله: ✏️{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ [٦٩]


نبه سبحانه بذلك على أنهم عرفوا منه قبل ادعائه الرسالة كونه في نهاية الأمانة والصدق، 


"وغاية الفرار من الكذب والأخلاق الذميمة؛ فكيف كذبوه بعد أن اتفقت كلمتهم على تسميته بالأمين. 



"أن يعتقدوا فيه الجنون، فيقولوا: إنما حمله على ادعائه الرسالة جنونه، وهو المراد من قوله: أم يقولون به جنة، 


"أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين :-أفلم يتدبر أولئك المشركون القرآن؛ فيعقلوا معانيه، ويعلموا ما فيه، ويعملوا به ويتبعوه، أم جاءهم فيه ما لم يأت آباءهم الذين من قبلهم، فأنكروه وأعرضوا عنه 



أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون:-
أم لم يعرف المشركون رسولهم محمدا، وأنه من أهل الصدق والأمانة، فينكروا قوله .



✏️{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [٧٠]
ألعلهم ادعوا أن رسولهم الذي يعرفونه قد أصيب بجنون، أم يحتجون في ترك الإيمان بدعوى أن بمحمد صلى الله عليه وسلم جنونا 



"بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون.

"لما كانت هذه الأقسام منتفية،


📍 جاء الاثبات : ليس سبب رفضهم الإيمان وتوحيد الله  شيئا من ذلك


"بل السبب الذي دعاهم للتمسك بشركهم وكفرهم هو أن محمدا قد جاءهم بالحق، وأكثرهم يكرهون القبول والإذعان لهذا الحق المخالف لأهوائهم 


✏️{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ [٧١]


ولو جاء الحق بما يوافق أهواءهم الفاسدة المختلفة، لفسدت السموات والأرض ومن فيهن من المخلوقات، واختل نظام العالم .


"بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون.: بل أتينا أولئك المشركين بالقرآن المبين للحق، وفيه شرفهم وعزهم في دنياهم وأخراهم؛ فهم عن القرآن -الذي فيه شرفهم وعزهم- معرضون لا يتبعونه 



✏️{أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [٧٢]
لما أبطل الله تعالى وجوه طعن الكافرين في المرسل به والمرسل؛ من جهة جهلهم مرة، ومن جهة ادعائهم البطلان أخرى؛ 


"نبههم على وجه آخر، هم أعرف الناس ببطلانه؛ ليثبت المدعى من الصحة إذا انتفت وجوه المطاعن، 


فقال منكرا :-أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير. : أم تسأل -يا محمد- مشركي قومك أجرا على ما جئتهم به من الحق، فيمنعهم ذلك من اتباعه.


"كلا-  ليس الأمر كذلك؛ فثواب الله الذي يعطيك على تبليغ رسالته خير لك من ذلك؛ فما الذي يمنعهم -إذن- من اتباع الحق .


"وهو خير الرازقين.: والله خير من يعطي عباده ويرزقهم من فضله .



♨️الفوائد التربوية♨️


لما قال  الله تعالى: (أفلم يدبروا القول )

أفلا يتفكرون في القرآن ويتأملونه ويتدبرونه، أي: فإنهم لو تدبروه لأوجب لهم الإيمان، ولمنعهم من الكفر، ولكن المصيبة التي أصابتهم بسبب إعراضهم عنه، ودل هذا على أن تدبر القرآن يدعو إلى كل خير، ويعصم من كل شر،.



قال الله تعالى(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ )


وقال<كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ >

وقال < أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ >


🔹وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن.،،وعقل الكلام متضمن لفهمه. ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه؛ فالقرآن أولى بذلك،



🔸(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ )

فبين سبحانه أن الحق لا يتبع الهوى، بل الواجب على المكلف أن يطرح الهوى ويتبع الحق؛ فبين سبحانه أن اتباع الهوى يؤدي إلى الفساد العظيم .



(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ )

🔹 ، فأخبر سبحانه أن الحق لو اتبع أهواء العباد، فجاء شرع الله ودينه بأهوائهم؛ لفسدت السموات والأرض ومن فيهن، وأنه من المحال أن يتبع الحق أهواءهم، 



🩸النفس تهوى شي ويكون مصادم لها هذا الشرع هنا الابتلاء هنا التمحيص 


"حفت الجنة بالمكاره

"وحفت النار بالشهوات 


✨من يصبر على ذلك فهو يريد الجنة

ومن يشتهي ويقع ويتبع هواءه يقع في فساد عظيم والنهاية هذه النار التي أعدها الله لمن اتبع نفسه هواها.. 



     🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃



📌الموضوع الاخر يخاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يدعوهم 

[وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ]

ونتيجة هذه الدعوة من هؤلاء القوم



     ✨وتكون اللقاء القادم بإذن الله ✨


اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم 

الدين 🍃


سبحانك اللهم وبحمدك، 

أشهد  أن لا إله  إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك 🍃


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق