السبت، 7 أغسطس 2021

مجلس تدبر سورة الأحزاب 4️⃣

 


ناقص ٤٧


✍🏻مجلس تدبّر سورة ( الأحزاب) 4️⃣

 

الخميس ٢٦١٢١٤٤٢ هجري 

 

تفسير الآيات من ايـة (  ٤٠ ) إلى ايـة ( ٥٢)


  ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 


صفات النبي صلى الله عليه وسلم  وأنه خاتم النبيّين وليس أبًا لأحدًا من الرجال فقال الله تعالى:-


✏️{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٤٠ )


ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) ، نهى [ الله تعالى ] أن يقال هذا : " زيد بن محمد " أي : لم يكن أباه وإن كان قد تبناه ، فإنه ، صلىالله عليه وسلم، لم يعش له ولد ذكر حتى بلغ الحلم


فإنه ولد له القاسم ، والطيب ، والطاهر ، من خديجة فماتوا صغارا ، وولد له إبراهيم من مارية القبطية ، فمات أيضا رضيعا ،


 " وكان له من خديجة  وضي الله عنها أربع بنات : زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، رضي الله عنهم أجمعين ، 


فمات في حياته ثلاث وتأخرت فاطمة حتى أصيبت به ،صلى الله عليه وسلم  عليه ، ثم ماتت بعده لستة أشهر .



ما كان محمد أبا أحد من رجالكم :لكن جاء استدراكولكن (رسول الله ) لرفع ماقد يتوهم من نفي أبوته من انفصال صلة التراحم بينهوبين الأمة ذكروا بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكالأب لجميع أمته في شفقته ورحمته صلى الله عليه وسلم وفي برهم وتوقيرهم إياه .


ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما ) كقوله : <اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ>


فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول [ بعده ] 



📚 وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة .

منها ماروى عن الإمام أحمد :عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها ، وتركفيها موضع لبنة لم يضعها ، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ، ويقولون : لو تم موضع هذه اللبنة ؟ فأنا في النبيين موضع تلكاللبنة " .


ورواه الترمذي ، ، وقال : حسن صحيح .



وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا :الله سبحانه اعلم حيث جعل هذا الامر بأن يكون النبي  عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وقد أحاط علمه بجميعالاشياء ويعلم حيث يجعل رسالته ومن يصلح لفضله ومن لايصلح . 


وهذه الاية سبحان الله ((وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))

  يعني سعة علمه سبحانه وتعالى حتى يعلم من يصلح للهداية ويهديه ويوفقه للطريق المستقيم

ويحسن له الختام في ذلك 



📍 فعلينا الأكثار من دعاء الله أن يستعملنا و لايستبدلنا 


🍃اللهم استعملنا ولا تستبدلنا🍃


الله اذا أراد بالعبد خيرًا وفقه لعمل صالح في آخر أيام حياته ويختم له بخاتمة حسنة 


        ♨️وقفة صااادقة ♨️


.(وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )إذا علم الله صدق نيتك ، من تمنى وسأل الله الشهادة  بصدق أعطاه الله سؤله ولو مات على فراشه 


دلالة على علم الله بما في قلبي وقلبك


🍃نسأل الله العليم الخبير  أن يصلح لنا نوايانا وأن يوفقنا للهداية


🍃 اللهم اهدنا ودلنا على الخير واختم لنا بخير إنك ولي ذلك والقادر عليه.



📌 ثم جاء النداء والتذكير بفضيلة كثرة ذكر الله 



✏️{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٤٢ )

يأمر الله عباده المؤمنين ليس مجرد  ذكر وإنما  بكثرة ذكرهم لربهم تعالى ،  الله عز وجل أنعم  علينا بأنواع النعم


وصنوف المنن ، لما في ذكر الله من جزيل الثواب ، وجميل المآب .


📙 جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهما : يا رسول الله ، أي الناس خير ؟ قال : " من طال عمره وحسن عمله " . وقال الآخر : يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا ، فمرني بأمر أتشبث به . قال : " لا يزال لسانك رطبا بذكر الله " .تعالى 


هذا دلالة على ذكر الله فضيلة أيسر العبادات هو ذكر الله


📘 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه ، إلا رأوه حسرة يوم القيامة . "

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( اذكروا الله ذكرا كثيرا ) : إن الله لم يفرض [ على عباده ] فريضة إلا [ جعل لهاحدا معلوما ، ثم ] عذر أهلها في حال عذر ، غير الذكر ، فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحدا في تركه ، إلا مغلوبا على تركه"


من هو المغلوب الذي فقد عقله


فقال : (<فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ>بالليل والنهار ، [ في البر والبحر ] ، وفي السفر والحضر ، والغنى والفقر ، والصحةوالسقم ، والسر والعلانية ، وعلى كل حال


📌 الأمر الثاني :-وسبحوه بكرة وأصيلا ) فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم الله وملائكته .


والأحاديث والآيات والآثار في الحث على ذكر الله كثيرة 


وقوله : ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) أي : عند الصباح والمساء ، كقوله : <فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَعَشِيًّاوَحِينَ تُظْهِرُونَ>



✏️{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣)


وقوله : ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) : هذا تهييج على  الذكر ،  


لاحظي لما قال أذكروا الله كثيرًا في أي  وقت :ثم خصص التسبيح بكرة وأصيلا لما فيه من الإعانة على طاعة الله


فمن حافظ على أذكار الصباح والمساء وتسبيح الله بكرة وأصيلا أعطاه الله قوة على الطاعة هيأ الله له الأسباب عصمه من كل شي 



فلما خصص بين ويهيج على فضيلة الذكر  أي:إنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم 


كقوله تعالى : <فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ >


📕 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله : [ وهذا تهييج آخر على ذكر الله عز وجل

 من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "


والصلاة من الله ثناؤه على العبد عند الملائكة ، حكاه البخاري عن أبي العالية .،، وأما الصلاة من الملائكة ، فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار، كقوله تعالى: <الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا>



            ♨️وقفة تامل ♨️


إذًا لمّا قال الله عز وجل ({هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ :-

صلاة الله على العبد ثناؤه له عند الملائكة وأي ثناء :لاتطلبين ثناء الناس ولا الدنيا - ثناء الله على من ذكره ،،ومن أكثر من ذكر الله ،،فإن اللهيصلي عليه عند الملائكة ويذكره 


والملائكة كذلك تصلي عليه.

ماهي صلاة الملائكة للعبد تدعوا له وتستغفر له

أجرٌ عظيم وغفلنا  كثير عن هذا الأجر 



وقوله : ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) أي : بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم ، ودعاء ملائكته لكم ، يخرجكم من ظلمات الجهل والضلالإلى نور الهدى واليقين .  وهذا من رحمة الله 


( وكان بالمؤمنين رحيما ) أي : في الدنيا والآخرة ،كيف رحمة الله بنا؟  في الدنيا :  هدانا إلى الحق: وبصرنا  الطريق الذي ضله غيرك 


 " وأما رحمته بنا  في الآخرة : آمنهم من الفزع الأكبر ، وأمر ملائكته يتلقونهم بالبشارة بالفوز بالجنة والنجاة من النار ، وما ذاك إلا لمحبتهعز وجل لهم ورأفته بهم .


✏️{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (٤٤)


وقوله : ( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) - ( تحيتهم ) أي : من الله تعالى يوم يلقونه ) سلام ) أي : يوم يسلم عليهم


كما قال تعالى : <سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ>


(وأعد لهم أجرا كريما ) يعني الجنة وما فيها من المآكل والمشارب ، والملابس والمساكن ، والمناكح والملاذ والمناظر وما لا عين رأت ، ولا أذنسمعت ، ولا خطر على قلب بشر .


🍃 نسأل الله بمنّه وكرمه أن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا 


             ♨️وقفة تدبّر ♨️


العمل التدبّري الذي يجب أن نحرص عليه حتى يرى الله (وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )  يعلم الله صدقك بأنك ترغبين في العمل بالقرآن ،،وتريدي بركة هذ القرآن والعمل به ولو بآية واحدة 

إذًا نتواصى بما قد سبق العمل بكثرة ذكر الله عز وجل ، لسانك لايفتر ،، الذكر لايحتاج لوضوء ، يحتاج لقلب حاضر 


📕 يقول ابن عثيمين رحمه الله:حتى تعلم أن المسألة مسألة توفيق انظر إلى عبادة الذكر أيسر العبادات .


دائم اكثري من وصية النبي عليه السلام قبل السلام في الصلاة .


((اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك )) 

حتى يعينك الله من الأكثار على ذكر الله 




✏️{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥)

فيها صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم :

هذا النبي الذي كلنا نشتاق لرؤيته - كم تحمّل ،، وكم صبر،، حتى يوصل إلينا هذا الأمان والطمأنينة  في هذا الدين العظيم.


فكم اشتقنا لرؤيته " 


🍃 نسأل الله عز وجل أن لايحرمنا شفاعته ، ويجعلنا ممن  يرد على حوضه ، ويحشرنا في زمرته 


📌 من هو النبي صلى الله عليه وسلم ؟

لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة . 


قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) وحرزا للأميين ، أنتعبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، لست بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ويغفر ، ولنيقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن لا إله إلا الله ، فيفتح  الله به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا " .

وقد رواه البخاري في " البيوع " والتفسير 



وقوله : ( شاهدا ) أي : لله بالوحدانية ، وأنه لا إله غيره ، وعلى الناس شاهدًا بأعمالهم يوم القيامة ، <وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا) ، 


كقوله : <لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ >


وقوله : ( ومبشرا ونذيرا ) أي : بشيرا للمؤمنين بجزيل الثواب ، ونذيرا للكافرين من وبيل العقاب



✏️{وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (٤٦)

وقوله : ( وداعيا إلى الله بإذنه ) أي : داعيا للخلق إلى عبادة ربهم عن أمره لك بذلك ،أي بإذن الله وأمره يدعون إلى عبادة الله


 ( وسراجا منيرا ) أي : وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق ، كالشمس في إشراقها وإضاءتها ، لا يجحدها إلا معاند .



✏️{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (٤٧)

وأخبِرِ المؤمنين بالله الذين يعملون بما شرعه لهم، بما يسرّهم أن لهم من الله سبحانه فضلًا عظيمًا يشمل نصرهم في الدنيا وفوزهم فيالآخرة بدخول الجنة.



✏️{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (٤٨) 

ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ) ، أي : لا تطعهم و [ لا ] تسمع منهم في الذي يقولونه ( ودع أذاهم ) أي : اصفح وتجاوز عنهم ، وكلأمرهم إلى الله ، فإن فيه كفاية لهم



ولهذا قال : ( وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ) .


توكل على الله في إتمام أمرك وخذلان عدوك

وكفى بالله وكيلا:كافيًا لك من هذه الأمور



        ♨️وقفة هاامة ♨️


العمل بها مجاورة لذكر الله ،،كذلك كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،، معرفة صفاته والعيش مع هذه الصفات بأننا كيف كناضلّالاً فهدانا الله عز وجل بدعوته


كيف تحمّل عليه الصلاة والسلام  حتى يوصل إلينا هذا الدين 


📌 الوصية العملية التي يجب أن تطبع في قلبي وقلبك هي ماذا ؟؟  اتبّاع هديه عليه الصلاة والسلام، 


الأكثار من الصلاة عليه ومحبته  وليس محبته أن نحبه فقط ونحب مدينته عليه السلام


ونشتاق الى زيارتها وإنما محبتنا أن نًحي سنته  صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله 


في أخلاقك، وعملك، وتعاملك، في مآكلك ومشربك، حتى في مضجعك، تحي هذه السنة للنبي صلى الله عليه وسلم.


 مهما واجهك في تطبيق سنة نبيك صلى الله عليه وسلم  ،، قال تعالى (لاتطع المنافقين ودع آذاهم )

لأن سيواجهك صعوبات في هذا الأمر لكن (توكل على الله وكفى بالله وكيلا)


📍هااااام 📍

نرى سبحان الله أن العبد كلما أكثر من ذكر الله كفاه الله أمر الدنيا والآخرة ،، حتى من تربص منك من اعداء فإن الله يكفيك شرهم 


العلاج هو ماذا ؟؟ التوكل على الله رأسه،، الاكثار من ذكر الله عز وجل ،، العمل بسنته والاكثار من الصلاة والسلام على نبينا محمد صلىالله عليه وسلم.



📌 الموضوع الثاني وهو حول المتعه وعدم الاعتداء للمطلقة قبل المسيس 


✏️يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًاجَمِيلًا (٤٩)


هذه الآية الكريمة فيها أحكام كثيرة . منها : إطلاق النكاح على العقد وحده ، وليس في القرآن آية أصرح في ذلك منها ،


وفيها دلالة لإباحة طلاق المرأة قبل الدخول بها .

بالعقد يعتبر نكاح،، وإذا طلقها ولم يدخل بها يجوز له ذلك.



إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ:-في فرق بين المؤمنة والكتابية -/ . 

📕وقد استدل ابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، وعلي بن الحسين ، ، وجماعة من السلف بهذه الآية على أن الطلاق لايقع إلا إذا تقدمه نكاح ; لأن الله تعالى قال : ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ) ، فعقب النكاح بالطلاق ، فدل على أنه لا يصح ولا يقعقبله 


وقوله : ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) : هذا أمر مجمع عليه بين العلماء : أن المرأة إذا طلقت قبل الدخول بها لا عدة عليها فتذهبفتتزوج في فورها من شاءت ، ولا يستثنى من هذا إلا المتوفى عنها زوجها ، فإنها تعتد منه أربعة أشهر وعشرا ، وإن لم يكن دخل بهابالإجماع أيضا .اذًا هذا هو الفرق


وقوله : ( فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ) : المتعة هنا أعم من أن تكون نصف الصداق المسمى ، أو المتعة الخاصة إن لم يكن قد سمىلها ، قال الله تعالى : <وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ>


، وقال <لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖحَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ>


📙 وفي صحيح البخاري ، عن سهل بن سعد وأبي أسيد رضي الله عنهما ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أميمة بنت شراحيل ،فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين .



📘 قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : إن كان سمى لها صداقا ، فليس لها إلا النصف ،لأنها هي التي كرهت 

 وإن لم يكن سمى لها صداقا فأمتعها على قدر عسره ويسره ، وهو السراح الجميل .



✏️يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ :من هن -اللاتي أعطاهن مهورهن.. 


هذه الايات حول بيان النساء اللاتي يحللن لنبي عليه الصلاة والسلام - فقال عز وجل ممتنًا على رسوله صلى الله عليه وسلم  لـ إحلاله لهماأحل به والمؤمنون وما ينفرد به ويختص



كذلك أحللنا لك :وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ — الإيماء التي ملكت -مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ - من غنيمة الكفار من عبيدهم والأحرار من لديهم زوج منهم،،ومن لازوج لهم ،، هذا مشترك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المؤمنين


كذلك من المشترك:-وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ 


شمل العم والعمة والخال والخالة القريبين والبعيدين هذا حصر المحلالات له يؤخذ من مفهومه :أن ماعداهن من الأقارب غير محللّ كما فيسورة النساء



فإنه لايباح من الاقارب من النساء غير هؤلاء الأربعماعداهن من الفروع مطلقًا فروع الأب والأم وإن نزلوا ،، وفروع من فوقه من صلبه

أنه لايباح .


اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ :هذا القيد لـ حل هؤلاء للرسول صلى الله عليه وسلم 


وأحللنا لك:وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ بمجرد زينتها نفسهاإِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا - هذا تحت الرغبة والإرادة إن أراد:خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ — أي إباحة الموهوب له إن المؤمنين لايحل لهم أن يتزوجوا أمراة بمجرد هبتها نفسها لهم -


قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ — قد علمن ماعلى المؤمنين وما حلّ لهم ومالايحل من الزوجات وملك اليمين 


مافي هذه الاية مما يخالف ذلك أنه خاص لك لكون الله جعله خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلم وحده لقوله ياأيها النبي - بداية الآية -



في قوله خالصة لك من دون المؤمنين: أي اباح الله لك مالم نبح لهم،، وسعنا لك مالم نوسع لغيرك 


السبب :لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ — وهذا من زيادة اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم



وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (٥٠) 

الله عز وجل لم يزل متصفًا بالرحمة ينزل على عباده من رحمته وجوده وإحسانه ماقتضت حكمته ووجد منه أسبابه .


في هذه الاية التسليم التام لأوامر الله عز وجل وأن الله ماحصر هذاالأمر للنبي صلى الله عليه وسلم  إلاّ لحكمة يعلمها 


لما اختار هذين الصفتين العظيمة (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )

من رحمة الله عز وجل أن أباح لك الزواج من هؤلاء سواء من المؤمنين أو كان خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم: فهذا من رحمة الله عز وجلبعباده


ثم جاءت الايات 

✏️{تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَاآتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (٥١)


وهذا فيه تعقيب على ماسبق وهو تخيير النبي صلى الله عليه وسلم 


📘  عن عائشة ، رضي الله عنهاأنها كانت تعير النساء اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : ألا تستحي المرأة أنتعرض نفسها بغير صداق ؟ فأنزل الله ، عز وجل : ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ) ،قالت : إني أرى ربك يسارع في هواك .

وقد تقدم أن البخاري رواه


فدل هذا على أن المراد بقوله : ( ترجي ) أي : تؤخر ( من تشاء منهن ) أي : من الواهبات [ أنفسهن ] ( وتؤوي إليك من تشاء ) أي : من شئتقبلتها ، ومن شئت رددتها ، ومن رددتها فأنت فيها أيضا بالخيار بعد ذلك ، إن شئت عدت فيها فآويتهاولهذا قال : ( ومن ابتغيت ممن عزلتفلا جناح عليك



وقول آخر : بل المراد بقوله : ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ) أي : من أزواجك ، لا حرج عليك أن تترك القسم لهن ، فتقدم منشئت ، وتؤخر من شئت ، وتجامع من شئت ، وتترك من شئت .


هكذا يروى عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة وغيرهم 


📍 ومع هذا كان صلوات الله وسلامه عليه يقسم لهنولهذا ذهب طائفة من الفقهاء من الشافعية وغيرهم إلى أنه لم يكن القسم واجبا عليه ،صلى الله عليه وسلم ، واحتجوا بهذه الآية الكريمة .


📕 كذلك روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن نزلت هذه الآية: ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ) ، فقلت لها : ما كنت تقولين ؟ فقالت : كنت أقول : إنكان ذاك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أؤثر عليك أحدا .



عنها يدل على أن المراد من ذلك عدم وجوب القسم ، وحديثها الأول يقتضي أن الآية نزلت في الواهبات ، 


ومن هاهنا اختار ابن جريرالطبري 

 أن الآية عامة في الواهبات وفي النساء اللاتي عنده ، أنه مخير فيهن إن شاء قسم وإن شاء لم يقسم . وهذا الذي اختاره حسن جيد قوي ،وفيه جمع بين الأحاديث


ولهذا قال:ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن ) أي : إذا علمن أن الله قد وضع عنك الحرج في القسم ، فإن شئتقسمت ، وإن شئت لم تقسم ، لا جناح عليك في أي ذلك فعلت ، ثم مع هذا أنت تقسم لهن اختيارا منك لا أنه على سبيل الوجوب ، فرحن بذلكواستبشرن به ، واعترفن بمنتك عليهن في قسمك لهن وتسويتك بينهن وإنصافك لهن وعدلك فيهن .



( والله يعلم ما في قلوبكم ) أي : من الميل إلى بعضهن دون بعض ، مما لا يمكن دفعه ، كما قال الإمام أحمد :

، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ، ثم يقول : " اللهم هذا فعلي فيما أملك ، فلا تلمني فيماتملك ولا أملك " .



فلا تلمني فيما تملك ولا أملك : يعني القلب . وإسناده صحيح ، . ولهذا عقب ذلك بقوله : ( وكان الله عليما ) أي : بضمائر السرائر ، ( حليما )أي :  يغفر ويصفح .


📍 لأن الله عز وجل من واسع حلمه لايعاقب على هذا الأمر الذي العبد لايملك فيه الأمر 

وهو ميل القلب لأحدهم دون الآخر 

جاءت الايات التي بعدها 



✏️{لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (٥٢)


هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن على اختيارهن صحبة النبي عليه الصلاة والسلام


: لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا

وهذا شكر من اللّه، الذي لم يزل شكورًا، لزوجات رسوله، رضي اللّه عنهن، حيث اخترن اللّه ورسوله، والدار الآخرة، أن رحمهن، وقصر رسولهعليهن فقال: { لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ } زوجاتك الموجودات { وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ } أي: ولا تطلق بعضهن، فتأخذ بدلها.

فحصل بهذا، أمنهن من الضرائر، ومن الطلاق، لأن اللّه قضى أنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، لا يكون بينه وبينهن فرقة.

وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ } أي: حسن غيرهن، فلا يحللن لك { إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ } أي: السراري، فذلك جائز لك، لأن المملوكات، في كراهةالزوجات، لسن بمنزلة الزوجات، في الإضرار للزوجات. { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا } أي: مراقبًا للأمور، وعالمًا بما إليه تؤول، وقائمًابتدبيرها على أكمل نظام، وأحسن إحكام 


📌 من عظيم الله ورحمته بهن ختمت الاية على كل شيءً رقيبا ولاشك أن الرقيب أعظم وأشمل وأوسع بعلمه بالظواهر  والبواطن من العليم


الله عز وجل كان على كل شيء رقيبا فيه عموم علمه ومراقبته للأمور الحاليه، والمستقبليه وما إلى ذلك


ثم جاءت الآيات التي بعدها في قوله


✏️[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَامُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ... : ٥٣]


      🌧وتكون لقاءنا القادم بإذن الله🌧



وهو موضوع أداب الدخول في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ( وأمر الحجاب) 


🍃وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .


🍃‏‎• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت

 أستغفرك وأتوب إليك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق