الجمعة، 18 يونيو 2021

مجلس تدبر سورة الأحزاب 1️⃣

 


✍🏻المجلس التدبّري الاربعاء بتاريخ

                 ٧-١١-١٤٤٢  هجري  


🌼لـ سورة الأحزاب   🌼 1️⃣


              وعدد آياتها [  ٧٣ ]


      ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


اللهم علّمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علّمتنا وأرزقنا علمًا ينفعنا


📌 مجالس القران اخواتي المباركات 

هي الطريق الأنفع والأسرع لحياة القلب وإيمانه بالله جل جلاله وزرع اليقين ، والثقة بالله ،ورجاء ماعنده ،والخوف منه ،


 كل أعمال القلوب مداره في هذا القلب 

أكبر مايغذيها بالايمان بالله واليوم الاخر 

      "وتسمّى مغذيات هذا القلب"


تجديها في  كتاب الله عز وجل بمطالعته ،وسماعه ،ومعرفة معانيه ،وتدبّر آياته 


 نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وأن يلزم قلوبنا مجالس الذكر ،  ويجعلها شافعة لنا ، مكفرة للسيئات رافعه للدرجات . 


        "سورة الأحزاب سورة مدنية "

تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الاسلامية 

سبحان الله شأن سائر السورالمدنية قد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة .


وبالأخص أمر الاسرة شرعت الأحكام بما يكفل المجتمع السعادة والاستقرار لذلك نحن بحاجة لمدارسة مثل هذه السور في مجتمعنا وزمانناهذا.


أبطلت بعض التقاليد ،والعادات الموروثة الظهار والتبّني، واعتقاد وجود قلبين لأنسان 


 سميت بهذا الاسم لأن المشركين تحزبّوا على المسلمين من كل جهة ،فاجتمع كفار مكة مع غطفان ،وبني قريظة على حرب المسلمين ولكنالله ردّ كيدهم وكفى الله المؤمنين القتال بتلك المعجزة الباهرة .


📍 هذه السورةجاءت في ترتيب المصحف بعد سورة السجده فيها تشابه عند ختام سورة السجدة بأمر النبي بـ  الأعراض عن الكافرينوانتظار عذابهم ((فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ))


جاء مطلع سورة الاحزاب بالأمر بتقوى الله وعدم طاعة المنافقين ،والكافرين فصارت تتمة لسورة السجدة أو كأنهما سورة واحدة



تفسير الآيات من (١) إلى ( ١٢ ) 


قال تعالى  ✏️{يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا (١ )

الايات الثلاث الأولى من السورة موضوعها الصمود في وجه الكافرين والمنافقين واتبّاع وحي الله والتوكل عليه


جمعت إعراض،، وأتبّاع وهذا من أساليب التربية القرآنية لنا ،، لم يمنعنا من شي إلاّ وضع لنا البدائل المناسبة،،  لا نتبعّهم بل نتبّع الوحي،ونتوكل على الله ، مهما إن كان مع الأنسان من يناصره نتوكل على الله قبل كل شيء



📍 وهذه من الامور التي نحرص عليها في التربية لانمنع أحد من ابناءنا أو طالباتنا من أي أمر ،، الاّ قد وضعنا لهم البدائل المناسبة فيهذا الموضوع


قال عز وجل وفي هذا تنبيه بالأعلى على الأدنى 

(ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ،،

الله تعالى اذا كان يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا فـ لأن يأتمِر من دونه بذلك هو من باب أولى وأحرى.



📘 وقد قال طلق بن حبيب التقوى ان تعمل بطاعة الله،، على نور من الله ترجوا ثواب الله ،، وان تترك معصية الله على نور من الله مخافةعذاب الله،


لذلك قال عز وجل (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ:- . من باب أولى نحن كذلك فالخطاب هنا ليس خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنما لنا جميعًابتقوى الله .


ثم قال (وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ:أي لاتسمع منهم ولا تكن معهم (إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا:-

..اي هو أحق أن تتبع أوامره ،وتطيعه لأنه عليم بعواقب الأمور حكيم بأقواله وأفعاله .


لذلك جاء بعدها ✏️{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا (٢)

ماهو الوحي من الله  ^القرآن والسنة ^

ولاحظي قال من ربك ،،إذًا القرآن والسنة فيها ربوبية رحمة ،وعناية ولطف من الله تبارك وتعالى

.. 

إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا:التعبير بلفظ الجلالة فيه تربية الله وعنايته ولطفه بنا بهذا الوحي وهو القرآن والسنة .


واتبع ما يوحى إليك من ربك من قرآن وسنةإن الله مطلع على كل ما تعملون ومجازيكم بهلا يخفى عليه شيء من ذلك.



✏️{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ( ٣ )

وتوكل على الله في جميع امورك واحوالك وكفى به وكيلاً


📌 سبحان الله إن وقع في قلبك أن لم تطعه في اهوائك المظلة يحصل لك ضرر ،،فادفع عنك هذا الضرر والشك كله وقاومه بماذا ؟ بالتوكلعلى الله وأن تعتمد على ربك اعتماد من لايملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ،ولا موت ولاحياة ،ولا نشورا


وكفى بالله وكيلا :توكل إليه في كل أمورك فيقوم به ماهو  أصلح  للعبد وهذا بعلمه لمصالح العبد ،، اذا أوكل أمره لله وتوكل حق التوكل وهوعمل قلبي لأن العبد يبذل الأسباب ويسلم زمام امره لله .


الله أعلم بما يصلح لنا من حيث لانعلم وانه أرحم بعبده من نفسه ووالديه وأرفٌ به من كل أحد ،


خصوصًا خواص الخلق،  خواص عبيده الذين لم يزل يربيه الله ببرّه ويدّر عليه بركاته الظاهره والباطنة (فـ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا )


كفى به وكيلاً من توكل عليه وأناب إليه 

أول عمل يجب علينا العمل به بعد تقوى الله هو     توكلك على الله عز وجل.


♨️وقفة هااامة ♨️

احيانًا ينقص توكلنا على الله إذا تعلّق القلب بالأسباب، أو تعلق القلب ببعض البشر في أي أمر 

لكن لو توكل العبد على الله كفاه ماأهمه وقضى حوائجه من حيث لايعلم


نسأل الله أن يعلق قلوبنا في جميع شؤوننا الدينية والدنيوية .


"توكلي على الله في حفظك للقرآن ،، توكلي على الله حتى في مجالس العلم 


"والله لولا الله مااهتدينا ولاتصدقنا ولا صمنا ولاصلينا ولا قرأنا حرف من كتاب الله


📌 ثم جاءت الاية التي فيها إبطال التبني

قبل المقصد المعنوي جاء الحسي .


قال✏️{مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖوَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ  (٤)

كما لم يكون للشخص قلبان في جوفه ولاتصير زوجته التي يظاهر منها بقوله انتِ علي كظهر أمي أمًا له


الله عز وجل الان وضح لنا أمرًا معروفًا  حسيًا لايمكن للعبد أن يكون له قلبان في جوفه بل قلب واحد وان كان قال لزوجتة (وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ:بمعنى يقول أنتِ عليّ كظهر أمي ،، لم تكن له أمٌ أخرى 



كذلك لايصبر الدعيٌ ابناءكم ولد للرجل إذا تبنّاه فدعاه  ابنًا له فقال (مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ 

ٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ، كقوله عز وجل

 (مَّاهُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ)


قال (وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ:-

إذًا هذا هو المقصود بالنفي قال التبني فأنها نزلت في شأن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول له زيد بن محمد 

أراد الله ابطال هذا الالحاق والتبني فقال (وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ)

كما قال <مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ>


قال هنا (ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ :يعني تبنيكم له بالقول لايقتضي يكون ابنًا حقيقيًا فإنه مخلوق من صلب رجل آخر يمكن  ان يكون له آبوانكما لم يكون له قلبان 

(وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ)


📕هنا قال سعيد بن جبير يقول الحق والله يقول الحق وهو العدل

وقال قتادة :-وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ:أي الصراط المستقيم


📗قال الأمام أحمد حدثنا حسن  قال:أرأيت قول الله عز وجل ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ما عنى بذلك قال قام نبي الله  يومايصلي قال فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه ألا ترون له قلبين قال قلب معكم ، وقلب معهم فأنزل الله عز وجل {ما جعل الله لرجلمن قلبين في جوفه}.


بعد ذلك وضع البديل لما قال(وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ)

..

جاء الان ينسب التبني الى اباه الحقيقي 

✏️{ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمۡۚ وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡقُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا  (٥)

هذا أمر ناسخ لما كان بداية الاسلام وهو جواز إدّعاء الابناء 

أمر الله تعالى برد نسبهم الى ابائهم في الحقيقة وان هذا من العدل والبر 


📗عن عبد الله بن عمر : أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن : (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) .

.. 

امر الله برد أنساب الادعياء إلى آباهم إن عرفوا 


فان لم يعرفوا فهم إخوانهم في الدين ومواليهم أي عوضًا عن مافاته من النسب 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خرج من مكة عام عمرة القضاء وتبعتهم ابنة حمزة تنادي ياعم ، ياعم  أخذها علي رضي الله عنهوقال لفاطمة رضي الله عنها دونك ابنة عمك فاحتملتها 

فاختصم فيها علي، وزيد، وجعفر في اي منهم يكفلها،، وكلٌ أتى بحجة فقال علي رضي الله عنه 


: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: هي ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها، وقال: «الخالة بمنزلة الأم»، وقال لعلي: «أنت مني وأنا منك» وقال لجعفر: «أشبهت خَلقِي وخُلُقِي» وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا» وقال علي لزيد: ألا تتزوج بنت حمزة، قال: إنها ابنة أخي من الرضاعة .


ثم بعد ذلك قال (وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ:أي اذا نسبتم بعضهم الى غير أبيه في الحقيقة فإن الله قد رفع عن الخطأ والاثم فيذلك


وفي البخاري قال : اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر



📌 ثم جاء الموضوع الثالث ولاية النبي صلى الله عليه وسلم وأمومة أزواجه للمؤمنين


✏️{ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْإِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا ( ٦ )

إذًا قد قد علم الله تبارك وتعالى  شفقة رسوله صلى الله عليه وسلم  على الامة ونصحه لهم فجعله أولى به من أنفسهم وحكمه فيهم كانمقدمًا على أختيارك لنفسك .


كما قال تعالى <فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ>



📚وفي الصحيح بلى والذي نفسي بيده (((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))


وفي الصحيح ايضًا عن عمر رضي الله عنه 

قال : يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسيفقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبإليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر))؛ رواه البخاري

.. 

لذلك قال تعالى في هذه الاية :ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ

وجاء هذا كذلك له معنى صريح في السنة 

لما قال عليه الصلاة والسلام :ما من مؤمن إلّا وانا اولى الناس به في الدنيا والآخرة

أقرؤا أن شيئتم (( ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ ))


"ان ترك مالاً يرثه عصبته من كانوا ،،وان ترك دينًا أوضياعًا فليأتني فـ أنا مولاه . 


وقوله تعالى (وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ :-


      ♨️وقفة صادقة ♨️

 في هذه الآية الاثر الايماني الذي ينطبع في قلبي وقلبك هو شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم


📌 والله أن مقصرون في اتبّاع هديه ومحبته كلنا يّدعي محبته لكن كم سنة طبقناها في يومنا وليلتنا ،، كم مره صلينا عليه ،،عليه افضلالصلاة وأتمّ التسليم .


 نسأل الله أن يحشرنا في زمرته ويجعلنا ممن يورد حوضه إنه ولي ذلك والقادر عليه


"ثم ازواجه امهاتهم اي في الحرمة والاحترام في التوقير والاكرام لكن لاتجوز الخلوة بهم ولا ينتشر التحريم الى بناتهن وأخواتهن 


📌 ثم قال الشي الثالث :-وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ أي في حكم الله ، منَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ

.. القربات أولى بالتوارث  من المهاجرين والانصار وهذه ناسخه لما قبلها من التوارث بالحلف وماكانت قبلها بينهم .



إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا 

كيف بمعني  ماذهب بالميراث :-أي ذهب الميراث وبقي النصر والبر والصلة والإحسان وصية

.. 

كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗ:-هذا الحكم وهو أن وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ:-.. حكم من الله مكتوب في الكتاب مقدرالذي لايبدّل ولا يغيّر 


📌 ثم جاءت الايات موضوعها تتحدث عن العهد والميثاق من الأنبياء 


✏️{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ ( أي محمد ) وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا  (٧ ) 

العهد والميثاق من هؤلاء الانبياء أخبر الله عن أولي العزم الخمسة وبقية الانبياء أن أخذ عليهم عهد وميثاق في إقامة دين الله تبارك وتعالى


"عهد من الله في تبليغ الرسالة التعاون التناصر كما قال تعالى في هذه الاية وفي


 آية آلـ عمران<وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ >

كذلك في العهد والميثاق وقد أخذ عليهم بعد إرسالهم وكذلك هذا ونص من بينهم وهم أولواالعزم من الرسل 

وهو من باب عطف العام على الخاص 


بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم  وهو خاتم الانبياء لشرفه صلوات الله وسلامه عليه ثم رتبهم بحسب وجودهم صلوات الله وسلامه عليهم.


📍 ماهو الميثاق الغليظ ؟ العهد وماسببه


 قال تعالى ✏️{لِّيَسۡ‍َٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا  (٨ )

المبلغين المؤدّين عن الرسل ،،وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ:من هؤلاء الأمم-..عَذَابًا أَلِيمٗا :عذاب موجع ،، 


                    ♨️وقفة إيمانية ♨️

ماالأثر الإيماني الذي ينبغي أن ينطبع بعد معرفة هذه الاية ان نشهد جميعًا أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم .


نشهدك يالله أنهم قد بلغوا رسالات الله ونصحوا الأمة وافصحوا عن الحق المبين الواضح الجلي ولا شك في ذلك ،،وإن كذبهم من كذبهم،،من المعاندين والمنافقين فما جاءت به الرسل هو الحق ومن خالفهم فهو في ضلال كما يقول أهل الجنة<لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ>


📌 ثم بعد مابين الله العهد والميثاق وأن الانبياء يسألوا عن هذا العهد الغليظ هل وفّوا فيه وصدقوا بهم يثيبهم جنات النعيم ومن كفر منهميعذبهم العذاب الاليم 


نسأل الله أن يجعلنا من اتباع محمدصلى الله عليه وسلم  في الدنيا والاخرة


📍 ثم جاءت الاية التي تتحدث عن ذكر غزوة الأحزاب وهنا يبدأ موضوع السورة التي سميت بها 



يقول تعالى مخبراً عن نعمته وفضله وإحسانه، إلى عباده المؤمنين في صرفه أعداءهم وهزمه إياهم، عام تحزبوا عليهم، وذلك عام الخندق،وكان سبب قدوم الأحزاب أن نفرا من أشراف يهود بني النضير، الذين كانوا قد أجلاهم رسول الله صل الله عليه وسلم من المدينة إلى خيبر،منهم سلام بن أبي الحقيق وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع خرجوا إلى مكة، فاجتمعوا بأشراف قريش، وألبوهم على حرب النبي صل اللهعليه وسلم، ووعدوهم من أنفسهم النصر والإعانة، فأجابوهم إلى ذلك.


ماذا فعلوا ؟ خرجوا إلى غطفان فدعوهم فاستجابوا لهم أيضاً، وخرجت قريش في أحابيشها ومن تابعها وقائدهم أبو سفيان صخر بنحرب، 


وعلى غطفان عيينة بن حصن بن بدر، والجميع قريب من عشرة آلاف، فلما سمع رسول الله صل الله عليه وسلم بمسيرهم أمر المسلمين بحفرالخندق حول المدينة مما يلي الشرق، وذلك بإشارة سلمان الفارسي رضي الله عنه، 


فعمل المسلمون فيه واجتهدوا ونقل معهم رسول الله صل الله عليه وسلم التراب وحفر، وجاء المشركون فنزلوا شرقي المدينة قريباً من أحد.


ونزلت طائفة منهم في أعالي أرض المدينة، كما قال الله تعالى: { إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }،


          ♨️ وقفة تأملّ ♨️

سبحان الله مثل هذه القصص اذا قرأناه نسشعر بمعاناة النبي صلى الله عليه وسلم ، كيف كانت كل هذا لأجل ينقل لنا هذا الدين ويحفظهلنا . 


ونحن في زماننا هذا نبدل ونغير وقد نضعف عن تطبيق الواجب والسنة ،واستصغار المحرمات 


 نسأل الله  أن يجعلنا من الثابتين على دينه حتى نلقاه 


كان صلى الله عليه وسلم  ينقل معهم التراب وكان في ذلك -ايات بينات -

"وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين وهم نحو من ثلاثة آلاف، فأسندوا ظهورهم إلى سلع ووجوههم نحو العدو،والخندق حفير ليس فيه ماء بينهم وبينهم، يحجب الخيالة والرجالة أن تصل إليهم وجعل النساء والذراري في آطام المدينة، وكانت بنو قريظةوهم طائفة من اليهود لهم حصن شرقي المدينة، ولهم عهد من النبي صلى الله عليه وسلم وذمة، 


وهم قريب من ثمان مائة  مقاتل، فذهب إليهم حيي بن أخطب فلم يزل بهم حتى نقضوا العهد، ومالؤوا الأحزاب على رسول الله صلى اللهعليه وسلم.


فعظم الخطب واشتد الأمر، وضاق الحال، كما قال الله تبارك وتعالى: { هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً } ومكثوا محاصرينللنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قريباً من شهر،


إلا أنهم لا يصلون إليهم، ولم يقع بينهم قتال، 

الاّ أن ابن عمر بن ود العامري وكان من الفرسان الشجعان المشهورين في الجاهلية ركب ومعه فوارس فاقتحموا الخندق وخلصوا الىناحية المسلمين فندب رسول الله خيل المسلمين إليه فيقال أنه لم يبرز أحد فأمر علي رضي الله عنه فخرج اليه فتجاولا ساعه أي تقاتلا ثم قتلهعلي رضي الله عنه . فكان علامة النصر 


ثم أرسل الله عزَّ وجلَّ على الأحزاب ريح شديدة الهبوب قوية حتى لم يبق لهم خيمة ولا شيء، 

                      الله أكبر 


لم  توقد لهم نار ولا يقر لهم قرار، حتى ارتحلوا خائبين خاسرين


كما قال الله عزَّ وجلَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا } قال مجاهد: وهي الصَّبا،ويؤيده الحديث الشريف: « نصرت بالصَّبا وأهلكت عاد بالدَّبُور » وقوله تعالى: { وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا } هم الملائكة زلزلتهم وألقت في قلوبهمالرعب والخوف، فكان رئيس كل قبيلة يقول: يا بني فلان إليّ ، فيجتمعون إليه فيقول: النجاء لما ألقى الله عزَّ وجلَّ في قلوبهم من الرعب


📗 روى مسلم في صحيحه عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كنا عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال له رجل : لو أدركت رسول اللهصلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت، فقال له حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلةذات ريح شديدة وَقرّ، 


"فقال رسول الله صلى  الله عليه وسلم : « ألا رجل يأتي بخبر القوم يكون معي يوم القيامة » فلم يجبه منّا أحد، ثم الثانية، ثم الثالثة مثله، ثمقال صل الله عليه وسلم: « يا حذيفة قم فأتنا بخبر من القوم » فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال: «  ائتني بخبر القوم ولا تذعرهمعليَّ » 


"قال فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم.

فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهماً في كبد قوسي وأردت أن أرميه، 


"ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذعرهم عليّ أي لاتخوفهم - ولو رميته لأصبته، قال: فرجعت كأنما أمشي في حمام فأتيترسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وألبسني من فضل عباءة كانتعليه يصلي فيها فلم أزل نائماً حتى الصبح، فلما أن أصبحت قال رسول الله صل الله عليه وسلم: « قم يا نومان » [صلوات الله عليه وسلامه].



✏️{إذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ :-إذ جاءتكم جنود الأحزاب من فوقكم،— وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِٱلظُّنُونَا۠  (١٠ )


عن حذيفة رضي الله عنه قال أنه  بنو قريضه كانوا من تحتهم . 


 وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ:من شدة الخوف والهلع


وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ :ظن من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم - ان الدائرة على المؤمنين ظن المؤمنون كل ظن ونجم النفاق 


حتى قال : معتب بن قشير،، قد كان محمد يعدنا فتح فارس والروم، وقد حصرنا هاهنا، حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته، ما وعدناالله ورسوله إلا غرورا


ظنون مختلفه ظن المنافقون أن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستأصلون ،


"وأيقن المؤمنون ان ماوعد الله ورسوله حق وانه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون


📌 واعظم نعمة من الله بها على المومنين نصر دينه 

قال تعالى ✏️{هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَبهذه الفتنة العظيمة


 وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا  (١١)

.. بالخوف والقلق والجوع ليتبين ايمانهم ويزيد يقينهم فظهر ولله الحمد من ايمانهم وشدة يقينهم مافاقوا فيه الأولين والاخرين


"وعندما اشتد الكرب وتفاقمت الشدائد صار إيمانهم  (عين اليقين )

((وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ - ماذا قالوا ؟؟ وهذا عين اليقين — قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًاوَتَسْلِيمًا ))


هنا تبين نفاق المنافقين وظهر ماكان يضمرون 

قال تعالى ✏️{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا( ١٢)


📌 نستفيد من ذلك في زمننا هذا أن ماوقع من المسلمين من مصائب وابتلاء حتى يزداد يقينهم ونرجع لله ونتوكل على الله وكفى بالله وكيلا


🍃 نسال الله ان يحعل مااصابنا في ديننا رفعة لنا وزيادة يقين بالله عز وجل وتوكل عليه وأن لايجعل المصاب الأعظم في الدين وان يعزالاسلام والمسلمين ،، ويذل الشرك والمشركين ويدمر اعداء الاسلام في كل مكان . 


📌كيف ابتلى الله المؤمنين وقسم موقف المنافقين،،  وموقف المومنين عند قوله تعالى

(( وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَ‍ٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ ..))



      تكون لقاءنا القادم بإذن الله 


وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .


‏‎• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت

 أستغفرك وأتوب إليك.



       💗💗💗💗💗💗💗

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق