السبت، 1 فبراير 2025

مجلس تدبر سورة يونس 3️⃣

 ✍🏻 المجلس التدبّري  لـ سورة   يونس ..3️⃣


بتاريخ الاثنين :-٢٧- رجب ١٤٤٦ هجري 



 📝تفسيرالايات من اية (٢١) إلى اية (٣٦)


      ✨بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


✏️{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ [٢١]


كالصحة بعد المرض، والغنى بعد الفقر، والأمن بعد الخوف، هذه أحد أصناف الرحمة يرحمنا الله بها 


       عافية ،، رزق ،، أمن ،، إيمان ، 


نسوا ما أصابهم من الضراء، ولم يشكروا الله على الرخاء والرحمة، بل استمروا في طغيانهم ومكرهم.


ولهذا قال: { إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ْ يسعون بالباطل، ليبطلوا به الحق.



{ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ْ} فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فمقصودهم منعكس عليهم، ، وتكتب الملائكة عليهم ما يعملون، ويحصيه الله عليهم، ثم يجازيهم [الله] عليه أوفر الجزاء.


وقفة 📍

على الإنسان أن ينتبه من المعاصي ويعظّم ماعظّم الله 

وتعظيمك الله قد يثقل ، يثقل ميزان أعمالك بشي كبير لايخطر ببالك  لماذا ❓ لأن وقع توقير الله في قلبك 

عظمتِ ماعظّم الله بفعل الطاعة ولو كانت قليلة 

الانتهاء عن المعصية وإن كان قد يراه البعض يسيرة ..



✏️{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [٢٢]


📌 لما ذكر تعالى القاعدة العامة في أحوال الناس عند إصابة الرحمة لهم بعد الضراء، واليسر بعد العسر، ذكر حالة، تؤيد ذلك، وهي حالهم في البحر عند اشتداده، والخوف من عواقبه، فقال: 


{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ْ} بما يسر لكم من الأسباب المسيرة  لكم فيها، وهداكم إليها.


{ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ ْ: السفن البحرية { وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ ْ}  


موافقة لما يهوونه، من غير انزعاج ولا مشقة.،، هذا يسمّى الرخاء الآمن والسرور 


وفي هذا السرور الآمن تقع المفاجاءه فتأخذ الآمنين الفرحين 


    🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃


{ وَفَرِحُوا بِهَا ْ} واطمأنوا إليها، فبينما هم كذلك، إذ { جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ْ} شديدة الهبوب { وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ْ} أي: عرفوا أنه الهلاك، فانقطع حينئذ تعلقهم بالمخلوقين، وعرفوا أنه لا ينجيهم من هذه الشدة إلا الله وحده، فدَعَوُه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ووعدوا من أنفسهم على وجه الإلزام، 


فقالوا: { لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ْ} 



✏️{فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [٢٣]

نسوا تلك الشدة وذلك الدعاء، وما ألزموه أنفسهم، فأشركوا بالله، من اعترفوا بأنه لا ينجيهم من الشدائد، ولا يدفع عنهم المضايق، فهلا أخلصوا لله العبادة في الرخاء، كما أخلصوها في الشدة❓


ولكن هذا البغي يعود وباله عليهم، 


ولهذا قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ْ: غاية ما تؤملون ببغيكم، وشرودكم عن الإخلاص لله، أن تنالوا شيئًا من حطام الدنيا وجاهها النزر اليسير الذي سينقضي سريعًا، ويمضي جميعًا،


{ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ ْ} في يوم القيامة { فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ} وفي هذا غاية التحذير لهم عن الاستمرار على عملهم.



✏️{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [٢٤]

وهذا المثل من أحسن الأمثلة، وهو مطابق لحالة الدنيا، فإن لذاتها وشهواتها وجاهها فذلك { كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ ْ: نبت فيها من كل صنف، وزوج بهيج { مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ ْ} كالحبوب والثمار { و ْ} مما تأكل { الْأَنْعَامِ ْ} كأنواع العشب، والكلأ المختلف الأصناف.


{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ْ: تزخرفت في منظرها، واكتست في زينتها، فصارت بهجة للناظرين، ونزهة للمتفرجين، وآية للمتبصرين، فصرت ترى لها منظرًا عجيبًا ما بين أخضر، وأصفر، وأبيض.


{ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ْ: حصل معهم طمع، بأن ذلك سيستمر ويدوم، لوقوف إرادتهم عنده، وانتهاء مطالبهم فيه.


فبينما هم في تلك الحالة { أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ْ} أي: كأنها ما كانت فهذه حالة الدنيا، سواء بسواء.


{ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ ْ: نبينها ونوضحها، بتقريب المعاني إلى الأذهان، وضرب الأمثال { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ْ: يعملون أفكارهم فيما ينفعهم.


وأما الغافل المعرض، فهذا لا تنفعه الآيات، ولا يزيل عنه الشك البيان.


ولما ذكر الله حال الدنيا، وحاصل نعيمها، شوق إلى الدار الباقية فقال:



✏️{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [٢٥]

عم تعالى عباده بالدعوة إلى دار السلام، والحث على ذلك، والترغيب، وخص بالهداية من شاء استخلاصه واصطفاءه، 


فهذا فضله وإحسانه، والله يختص برحمته من يشاء، وذلك عدله وحكمته، وليس لأحد عليه حجة بعد البيان والرسل، 


وسمى الله الجنة "دار السلام" لسلامتها من جميع الآفات والنقائص، وذلك لكمال نعيمها وتمامه وبقائه، وحسنه من كل وجه.


كما قال تعالى <وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ>


وقيل سميت دار  السلام لسلامة اهلها من النقص في خلقهم وخُلقهم 


<وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ> 


📕[عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، وَلاَ يَتْفِلُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ الأَنْجُوجُ، عُودُ الطِّيبِ وَأَزْوَاجُهُمُ الحُورُ العِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ».  متفق عليه]



📌ولما دعا إلى دار السلام، كأن النفوس تشوقت إلى الأعمال الموجبة لها الموصلة إليها، فأخبر عنها


 بقوله: ✏️{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [٢٦]


ْ: للذين أحسنوا في عبادة الخالق، بأن عبدوه على وجه المراقبة والنصيحة في عبوديته، وقاموا بما قدروا عليه منها، وأحسنوا إلى عباد الله بما يقدرون عليه من الإحسان القولي والفعلي، من بذل الإحسان المالي، والإحسان البدني، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهلين، ونصيحة المعرضين، وغير ذلك من وجوه البر والإحسان.


فهؤلاء الذين أحسنوا، لهم "الحسنى" وهي الجنة الكاملة في حسنها و "زيادة" وهي النظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، والفوز برضاه والبهجة بقربه، فبهذا حصل لهم أعلى ما يتمناه المتمنون، ويسأله السائلون.


*وقيل زيادة في حسناتهم 

*وزيادة في مغفرة الله ورصوانه لهم

وقد أثبتت النصوص هذه المعاني


🍃نسأل الله النعيم المقيم 

وأن يرزقنا الحسنى وزيادة 🍃



📌ثم ذكر  الصنف الآخر ،، جاء بذكر الترغيب ثم الترهيب القرآن مثاني )


فقال: ✏️{وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [٢٧]


: لا ينالهم مكروه، بوجه من الوجوه، لأن المكروه، إذا وقع بالإنسان، تبين ذلك في وجهه، وتغير وتكدر.


لما ذكر أصحاب الجنة ذكر أصحاب النار، فذكر أن بضاعتهم التي اكتسبوها في الدنيا هي الأعمال السيئة المسخطة لله، من أنواع الكفر والتكذيب، وأصناف المعاصي، فجزاؤهم سيئة مثلها أي: جزاء يسوؤهم بحسب ما عملوا من السيئات على اختلاف أحوالهم.


{ وَتَرْهَقُهُمْ ْ: تغشاهم { ذِلَّةٌ ْ} في قلوبهم وخوف من عذاب الله، لا يدفعه عنهم دافع ولا يعصمهم منه عاصم، وتسري تلك الذلة الباطنة إلى ظاهرهم، فتكون سوادًا في الوجوه  .


{ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 


تصوير للظلام االحسي  والمعنوي الذي يبدو على وجوه هؤلاء



<يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ>


📍 لاحظي الوصف كأنما أخذ من الليل المظلم قطع غذيت بها وجوههم .. 

             *الجو ظلام في ظلام *


مالهم من الله من عاصم : مامن مانع يمنع هؤلاء سخطه وعذابه ويجيرهم من المصير المحتوم


📌 وفي هذا إشارة الى اصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله 

هذه الأصنام لن تملك لهم يوم القيامة لاخلاص ولا نجاة 


أُولَٰئِكَ :-اسم إشارة للبعيد دلالة على حقارتهم ودنو منزلتهم 



✏️{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ [٢٨]


نجمع جميع الخلائق، لميعاد يوم معلوم، ونحضر المشركين، وما كانوا يعبدون من دون الله.


{ ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ْ: الزموا مكانكم ليقع التحاكم والفصل بينكم وبينهم.


{ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ْ: فرقنا بينهم، بالبعد البدني والقلبي، وحصلت بينهم العداوة الشديدة، بعد أن بذلوا لهم في الدنيا خالص المحبة وصفو الوداد،



وتبرأ شُرَكَاؤُهُمْ منهم وقالوا: { مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ْ} فإننا ننزه الله أن يكون له شريك، أو نديد.



✏️{فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ [٢٩]

ما أمرناكم بها، ولا دعوناكم لذلك، وإنما عبدتم من دعاكم إلى ذلك، وهو الشيطان . 



كما قال تعالى<كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا>


فالملائكة الكرام والأنبياء والأولياء ونحوهم يتبرؤون ممن عبدهم يوم القيامة ويتنصلون من دعائهم إياهم إلى عبادتهم وهم الصادقون البارون في ذلك، فحينئذ يتحسر المشركون حسرة لا يمكن وصفها، ويعلمون مقدار ما قدموا من الأعمال، وما أسلفوا من رديء الخصال، ويتبين لهم يومئذ أنهم كانوا كاذبين، وأنهم مفترون على الله، قد ضلت عبادتهم، واضمحلت معبوداتهم، وتقطعت بهم الأسباب والوسائل.


ولهذا قال تعالى: ✏️{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [٣٠]

{ هُنَالِكَ ْ: في ذلك اليوم { تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ْ: تتفقد أعمالها وكسبها، وتتبعه بالجزاء، وتجازي بحسبه، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وضل عنهم ما كانوا يفترون من قولهم بصحة ما هم عليه من الشرك وأن ما يعبدون من دون الله تنفعهم وتدفع عنهم العذاب.



✏️{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ [٣١]


{ قل ْ} لهؤلاء الذين أشركوا بالله، ما لم ينزل به سلطانًا - محتجًا عليهم بما أقروا به من توحيد الربوبية، على ما أنكروه من توحيد الألوهية- { مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ْ} بإنزال الأرزاق من السماء، وإخراج أنواعها من الأرض، وتيسير أسبابها فيها؟


{ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ ْ: من هو الذي خلقهما وهو مالكهما❓


{ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ْ} كإخراج أنواع الأشجار والنبات من الحبوب والنوى، وإخراج المؤمن من الكافر، والطائر من البيضة، ونحو ذلك، { وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ْ} 


عكس هذه المذكورات، { وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ْ} في العالم العلوي والسفلي، وهذا شامل لجميع أنواع التدابير الإلهية، فإنك إذا سألتهم عن ذلك { فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ْ} لأنهم يعترفون بجميع ذلك، وأن الله لا شريك له في شيء من المذكورات.


📌هذه الآيات عظيمة لأنها تخاطب الفطرة 

إذا الكافر أقر فسيقولون الله

مابالك بالمؤمن فطرته إذا قصّر في الطاعة 

أو ارتكب معصية عليه أن يعمل فكره بمثل هذه الآيات يقرأها 

حتى يعظم الله في القلب 

لأن عندما قلّ تعظيم الله انفتحت النفس لشهواتها وتقصيرها في الطاعة..



{ فَقُلْ ْ} لهم إلزامًا بالحجة { أَفَلَا تَتَّقُونَ ْ} الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له، وتخلعون ما تعبدون من دونه من الأنداد والأوثان.


✏️{فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ* كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

: ٣٣]٣٢]

{ فَذَلِكُمُ ْ} الذي وصف نفسه بما وصفها به { اللَّهُ رَبُّكُمْ ْ} أي: المألوه المعبود المحمود، المربي جميع الخلق بالنعم وهو: { الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ْ}


فإنه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير لجميع الأشياء، الذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو،


{ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ْ} عن عبادة من هذا وصفه، إلى عبادة الذي ليس له من وجوده إلا العدم، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا.



✏️{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ [٣٤]


يقول تعالى - مبينًا عجز آلهة المشركين، وعدم اتصافها بما يوجب اتخاذها آلهة مع الله- { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ْ} أي: يبتديه { ثُمَّ يُعِيدُهُ ْ} وهذا استفهام بمعنى النفي والتقرير، أي: ما منهم أحد يبدأ الخلق ثم يعيده، وهي أضعف من ذلك وأعجز، { قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ْ} من غير مشارك ولا معاون له على ذلك.


{ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ْ:  أن تصرفون، عن الرشد والباطل والضلال 


✏️{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [٣٥]

هل من شركائكم من ينزل كتاب أو يرسل رسول ، أو يضع نظام للكون .


{ قُلِ اللَّهُ ْ} وحده { يَهْدِي لِلْحَقِّ ْ}  الهداية والتشريع من اختصاصه سبحانه جلّ وعلا .


{ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي: لا يهتدي { إِلَّا أَنْ يُهْدَى ْ} لعدم علمه، ولضلاله، وهي شركاؤهم، التي لا تهدي ولا تهتدي إلا أن تهدى


 { فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ْ:  مالذي أصابكم كيف عبدتم مخلوقات هي بحاجة 

لمن يهديها ويخلقها 

.


ولهذا قال: ✏️{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [٣٦]

وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء أي: ما يتبعون في الحقيقة شركاء لله، فإنه ليس لله شريك أصلا عقلًا ولا نقلاً، وإنما يتبعون الظن و { إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ْ} .


{ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ْ} وسيجازيهم على ذلك بالعقوبة البليغة.


📌 وقفة لطيفة ✨


في هذه الآيات تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم 

*هؤلاء يامحمد في شركهم وعبادتهم لغير الله وإعراضهم عن دعوتك مايتبعون إلاّ الظنون وأوهام ورثوها عن آبائهم واقوال غير مستندة الى برهان ودليل 


*فيقول ان الله.. قمة التسلية وفيها تهديد ووعيد بإن الله عالم بأقوالهم وافعالهم وسيحاسبهم على ذلك 


📌بعد الايات الدالة على وحدانية الله وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم 

يأتي السياق بـ  مرحلة جديدة حول القرآن 

وتبدأ هذه المرحلة بنفي التطور من أن يكون القرآن مفترى 


   ⭐️ وتكون لقاءنا القادم بإذن الله ⭐️




        📍أبرز ماورد في الشرح 📍


يكفي تشويق ودعوة الله لنا إلى دار السلام فأين المشمرون ❓والراغبون إلى الله سبحانه وتعالى ❓


*نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا ومن نحب.. أنك جوادٌكريم . 🍃


اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم 

الدين 🍃


سبحانك اللهم وبحمدك، 

أشهد  أن لا إله  إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق