الجمعة، 14 فبراير 2025

مجلس تدبر سورة يونس 5️⃣

 ✍🏻 المجلس التدبّري  لـ سورة   يونس ..5️⃣


بتاريخ الاثنين :- ١٢- / شعبان /  ١٤٤٦ هجري 



 📝تفسيرالايات من اية (٦٥) إلى اية (٨٦) 


      ✨بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



✏️{وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [٦٥]

ولا يحزنك قول المكذبين فيك من الأقوال التي يتوصلون بها إلى القدح فيك، وفي دينك فإن أقوالهم لا تعزهم، ولا تضرك شيئًا


{ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ْ} يؤتيها من يشاء، ويمنعها ممن يشاء.


قال تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ْ: فليطلبها بطاعته، 


بدليل قوله بعده: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ْ}


*ومن المعلوم، أنك على طاعة الله، وأن العزة لك ولأتباعك من الله { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ْ}


هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ْ-أي: سمعه قد أحاط بجميع الأصوات، فلا يخفى عليه شيء منها.


وعلمه قد أحاط بجميع الظواهر والبواطن، فلا يعزب عنه مثقال ذرة، في السماوات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.


وهو تعالى يسمع قولك، وقول أعدائك فيك، ويعلم ذلك تفصيلا، فاكتف بعلم الله وكفايته، فمن يتق الله، فهو حسبه.



               🏷️✨تدبـّر.  🏷️✨

تأملك لهذه الاية أن الله بسمع ويعلم هذه الاصوات ،،يسمع مايقول الأعداء فيك 

يعلم ماتجاهد من اجل دين الله عز وجل 

فاكتفي بكفاية الله

وإن مر به ضائقة شي يحزنه عليه أن يتذكر هو حسبي ونعم الوكيل..


*كافيك من كل شي ،، إذا أوكلنا أمورنا لله عز وجل واستشعرنا علم الله وأحاطته وسمع الله بما يحيط بنا من أقوال وأعمال لأطمئن الإنسان وذهب عنه هذا الحزن..


✏️{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ ۗ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ [٦٦]


يخبر تعالى: أن له ما في السماوات والأرض، خلقًا وملكًا وعبيدًا، يتصرف فيهم بما شاء  من أحكامه، فالجميع مماليك لله، مسخرون، مدبرون، لا يستحقون شيئًا من العبادة، 

وليسوا شركاء لله بوجه الوجوه، 


ولهذا قال: { وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ْ} الذي لا يغني من الحق شيئًا .


{ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ْ} في ذلك، خرص كذب وإفك وبهتان.


فإن كانوا صادقين في أنها شركاء لله، فليظهروا من أوصافها ما تستحق به مثقال ذرة من العبادة، فلن يستطيعوا، 


فهل منهم أحد يخلق شيئًا أو يرزق، أو يملك شيئًا من المخلوقات، أو يدبر الليل والنهار، الذي جعله الله قياما للناس❓



✏️{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [٦٧]

في النوم والراحة بسبب الظلمة، التي تغشى وجه الأرض، فلو استمر الضياء، لما قروا، ولما سكنوا.


{ و ْ} جعل الله { النَّهَارَ مُبْصِرًا ْ: مضيئًا، يبصر به الخلق، فيتصرفون في معايشهم، ومصالح دينهم ودنياهم.


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ْ} عن الله، سمع فهم، وقبول، واسترشاد، لا سمع تعنت وعناد، فإن في ذلك لآيات، لقوم يسمعون، يستدلون بها على أنه وحده المعبود وأنه الإله الحق، وأن إلهية ما سواه باطلة، وأنه الرءوف الرحيم العليم الحكيم.



✏️{قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [٦٨]

يقول تعالى مخبرًا عن بهت المشركين لرب العالمين { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ْ} فنزه نفسه عن ذلك بقوله: { سُبْحَانَهُ ْ: تنزه عما يقول الظالمون في نسبة النقائص إليه علوًا كبيرًا، 


ثم برهن على ذلك، بعدة براهين:أحدها: قوله: { هُوَ الْغَنِيُّ ْ: الغنى منحصر فيه، وأنواع الغنى مستغرقة فيه، فهو الغني الذي له الغنى التام بكل وجه واعتبار من جميع الوجوه، فإذا كان غنيًا من كل وجه، فلأي شيء يتخذ الولد❓


ألحاجة منه إلى الولد، فهذا مناف لغناه فلا يتخذ أحد ولدًا إلا لنقص في غناه.


📍البرهان الثاني، قوله: { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ْ} وهذه كلمة جامعة عامة لا يخرج عنها موجود من أهل السماوات والأرض، الجميع مخلوقون عبيد مماليك.


📍البرهان الثالث، قوله: { إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا ْ: هل عندكم من حجة وبرهان يدل على أن لله ولدًا، فلو كان لهم دليل لأبدوه، فلما تحداهم وعجزهم عن إقامة الدليل، علم بطلان ما قالوه. 


✏️{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ [٦٩]


وأن ذلك قول بلا علم، ولهذا قال: { أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ْ} فإن هذا من أعظم المحرمات.



✏️{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ [٧٠]

 لا ينالون مطلوبهم، ولا يحصل لهم مقصودهم، وإنما يتمتعون في كفرهم وكذبهم، في الدنيا، قليلاً، ثم ينتقلون إلى الله، ويرجعون إليه، فيذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون

{ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ْ}



🏷️✨ وقفـة 🏷️✨

كيف نقوي هذه العقيدة والتوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ❓

في التفكر الدائم في آيات الله الكونية والشرعية 

تلاوة القران أعظم مايقوي إيمانك بالله 


نسأل الله أن يرزقنا ايماناً صادقا وتوحيدا خالصا لله جل جلاله..🍃


✏️{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ [٧١]

يقول تعالى لنبيه: واتل على قومك { نَبَأَ نُوحٍ ْ} في دعوته لقومه، حين دعاهم إلى الله مدة طويلة، فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فلم يزدهم دعاؤه إياهم إلا طغيانًا، فتمللوا منه وسئموا، 


*وهو عليه الصلاة والسلام غير متكاسل، ولا متوان في دعوتهم، فقال لهم: { يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ ْ: إن كان مقامي عندكم، وتذكيري إياكم ما ينفعكم  { بِآيَاتِ اللَّهِ ْ} الأدلة الواضحة البينة، قد شق عليكم ،وأردتم أن تنالوني بسوء أو تردوا الحق. 


{ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ ْ: اعتمدت على الله، في دفع كل شر ،هو  جندي، وعدتي. وأنتم، فأتوا بما قدرتم عليه، من أنواع العَدَدَ والعُددَ.


{ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ ْ} كلكم، بحيث لا يتخلف منكم أحد،.{ و ْ} أحضروا { َشُرَكَاءَكُمْ ْ} الذي كنتم تعبدونهم وتوالونهم من دون الله رب العالمين.


{ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ْ: مشتبهًا خفيًا، بل ليكن ذلك ظاهرًا علانية.


{ ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ ْ: اقضوا علي بالعقوبة والسوء، الذي في إمكانكم أن تفعلوه 


{ وَلَا تُنْظِرُونِ ْ: لا تمهلوني ساعة من نهار. فهذا برهان قاطع، وآية عظيمة على صحة رسالته، وصدق ما جاء به، حيث كان وحده لا عشيرة تحميه، ولا جنود تؤويه.


وقد بادأ  قومه بتسفيه آرائهم، وفساد دينهم، وعيب آلهتهم. وقد حملوا من بغضه، وعداوته، وكأنهم هم أهل القدرة والسطوة، 


وهو يقول لهم: اجتمعوا أنتم وشركاؤكم ومن استطعتم، وأبدوا كل ما تقدرون عليه من الكيد، فأوقعوا بي إن قدرتم على ذلك، فلم يقدروا على شيء من ذلك.


فعلم أنه الصادق حقًا، وهم الكاذبون فيما يدعون، ولهذا قال: 


✏️{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [٧٢]

عن ما دعوتكم إليه، فلا موجب لتوليكم، لأنه تبين أنكم لا تولون عن باطل إلى حق،


ومع هذا { فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ْ} على دعوتي، وعلى إجابتكم، فتقولوا: هذا جاءنا ليأخذ أموالنا، فتمتنعون لأجل ذلك.


{ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ْ: لا أريد الثواب والجزاء إلا منه، { و ْ} أيضا فإني ما أمرتكم بأمر وأخالفكم إلى ضده، 


بل { أمرت أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ْ} فأنا أول داخل، وأول فاعل لما أمرتكم به.



✏️{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ [٧٣]

{ فَكَذَّبُوهُ ْ:- بعد ما دعاهم ليلاً ونهارًا، سرًا وجهارًا، فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارًا، 


{ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ْ} الذي أمرناه أن يصنعه بأعيننا، وقلنا له إذا فار التنور: 


فـ { احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ْ} ففعل ذلك.


فأمر الله السماء أن تمطر بماء منهمر وفجر الأرض عيونًا، فالتقى الماء على أمر قد قدر: 


{ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ْ} تجري بأعيننا، { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ ْ} في الأرض بعد إهلاك المكذبين.


ثم بارك الله في ذريته، وجعل ذريته، هم الباقين، ، { وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ْ} بعد ذلك البيان، وإقامة البرهان، 


{ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ْ} وهو: الهلاك المخزي، واللعنة المتتابعة عليهم في كل قرن يأتي بعدهم،


فليحذر هؤلاء المكذبون، أن يحل بهم ما حل بأولئك الأقوام المكذبين من الهلاك، والخزي، والنكال.


✏️{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ [٧٤]

من بعد نوح عليه السلام { رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ ْ} المكذبين، يدعونهم إلى الهدى، ويحذرونهم من أسباب الردى.

{ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ْ: كل نبي أيد دعوته، بالآيات الدالة على صحة ما جاء به.


{ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ْ} يعني: أن الله تعالى عاقبهم حيث جاءهم الرسول، فبادروا بتكذيبه، طبع الله على قلوبهم، 


وحال بينهم وبين الإيمان بعد أن كانوا متمكنين منه، كما قال تعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ْ}


ولهذا قال هنا: { كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ْ: نختم عليها، فلا يدخلها خير، وما ظلمهم [الله]، ولكنهم ظلموا أنفسهم بردهم الحق لما جاءهم، وتكذيبهم الأول.



✏️{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ [٧٥]

 ثُمَّ بَعَثْنَا ْ؛-من بعد هؤلاء الرسل، الذين أرسلهم الله إلى القوم المكذبين المهلكين.


{ مُوسَى ْ} بن عمران، كليم الرحمن، أحد أولي العزم من المرسلين،{ و ْ} جعلنا معه أخاه { هَارُونَ ْ} وزيرًا بعثناهما { إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ:-كبار دولته ورؤسائهم، لأن عامتهم، تبع للرؤساء.


{ بِآيَاتِنَا ْ} الدالة على صدق ما جاءا به من توحيد الله، والنهي عن عبادة ما سوى الله تعالى، { فَاسْتَكْبَرُوا ْ} عنها ظلمًا وعلوًا، بعد ما استيقنوها.


{ وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ْ} أي: وصفهم الإجرام والتكذيب.



✏️{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ [٧٦]


الذي هو أكبر أنواع الحق وأعظمها، وهو من عند الله الذي خضعت لعظمته الرقاب،


فلما جاءهم الحق من عند الله على يد موسى، ردوه فلم يقبلوه، 


و { قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ْ} لم يكفهم - - إعراضهم ولا ردهم إياه، حتى جعلوه أبطل الباطل، وهو السحر: الذي حقيقته التمويه، بل جعلوه سحرًا مبينًا، ظاهرًا، وهو الحق المبين. 



✏️{قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ [٧٧]

ولهذا { قَالَ ْ} لهم { مُوسَى ْ} - موبخا لهم عن ردهم الحق، الذي لا يرده إلا أظلم الناس:- { أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ْ: أتقولون إنه سحر مبين.


{ أَسِحْرٌ هَذَا ْ: فانظروا وصفه وما اشتمل عليه، فبمجرد ذلك يجزم بأنه الحق. { وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ْ} لا في الدنيا، ولا في الآخرة، فانظروا لمن تكون له العاقبة، ولمن له الفلاح، وعلى يديه النجاح. 


وقد علموا بعد ذلك وظهر لكل أحد أن موسى عليه السلام هو الذي أفلح، وفاز بظفر الدنيا والآخرة.


✏️{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ [٧٨]


قَالُوا ْ؛-لموسى رادين لقوله بما لا يرده: { أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ْ:، وتأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له❓فجعلوا قول آبائهم الضالين حجة،


وقولهم  : { وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ ْ: وجئتمونا لتكونوا أنتم الرؤساء، ولتخرجونا من أرضنا. وهذا تمويه منهم، وترويج على جهالهم، وتهييج لعوامهم على معاداة موسى، وعدم الإيمان به.


وهذا لا يحتج به، من عرف الحقائق، وميز بين الأمور،وأما من جاء بالحق، فرد قوله بأمثال هذه الأمور، فإنها تدل على عجزه


لأنه لو كان له حجة لأوردها، ولم يلجأ إلى قوله: قصدك كذا، أو مرادك كذا، سواء كان صادقًا في قوله وإخباره عن قصد خصمه، أم كاذبًا، مع أن موسى عليه الصلاة والسلام كل من عرف حاله، وما يدعو إليه، عرف أنه ليس له قصد في العلو في الأرض، وإنما قصده كقصد  سائر الأنبياء إ، هداية الخلق، وإرشادهم لما فيه نفعهم.


ولكن حقيقة الأمر، كما نطقوا به بقولهم: { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ْ: هذا تكبرًا وعنادًا، منهم رفض لدخول وة نبينا موسى عليه السلام 



✏️{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ

 [٧٩]

وَقَالَ فِرْعَوْنُ :-معارضًا للحق، الذي جاء به موسى، ومغالطًا  لملئه وقومه: { ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ : ماهر بالسحر، متقن له. فأرسل في مدائن مصر، من أتاه بأنواع السحرة، على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم.


{ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ } للمغالبة مع موسى  { قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ : شيء أردتم، لا أعين لكم شيئًا، وذلك ثقة من موسى  بغلبته،



✏️{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [٨١]

حبالهم وعصيهم، إذا هي كأنها حيات تسعى، فـ { قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ : هذا السحر الحقيقي العظيم، ولكن مع عظمته { إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } فإنهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق، وأي فساد أعظم من هذا



🏷️✨ فائـدة 🏷️✨ 

وهكذا كل مفسد عمل عملاً، واحتال كيدًا، أو أتى بمكر، فإن عمله سيبطل ويضمحل، وإن حصل لعمله روجان في وقت ما، فإن مآله الاضمحلال.


✨وأما المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى، وهي أعمال ووسائل نافعة، مأمور بها، فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها، وينميها على الدوام، فألقى موسى عصاه، فتلقفت جميع ما صنعوا، فبطل سحرهم، واضمحل باطلهم.



✏️{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [٨٢]

 فألقي السحرة سجدًا حين تبين لهم الحق. فتوعدهم فرعون بالصلب، وتقطيع الأيدي والأرجل، فلم يبالوا بذلك وثبتوا على إيمانهم.


وأما فرعون وملؤه، وأتباعهم، فلم يؤمن منهم أحد، بل استمروا في طغيانهم يعمهون.


  ولهذا قال: ✏️{فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [٨٣]

{ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ : شباب من بني إسرائيل، صبروا على الخوف، لما ثبت في قلوبهم الإيمان.


{ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ } عن دينهم { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ : له القهر والغلبة فيها، فحقيق بهم أن يخافوا من بطشته.


{ و } خصوصًا { إِنَّهُ } كان { لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ : المتجاوزين للحد، في البغي والعدوان.


📌 والحكمة -والله أعلم- بكونه ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه، أن الذرية والشباب، أقبل للحق، وأسرع له انقيادًا، 


بخلاف الشيوخ ونحوهم، ممن تربى على الكفر فإنهم -بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة- أبعد من الحق من غيرهم.



✏️{وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ [٨٤]

وَقَالَ مُوسَى ؛-موصيًا لقومه بالصبر، ومذكرًا لهم ما يستعينون به على ذلك فقال: { يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ } فقوموا بوظيفة الإيمان.


{ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ : اعتمدوا عليه، والجؤوا إليه واستنصروه.



✏️{فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [٨٥]

فَقَالُوا ؛-ممتثلين لذلك { عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ : لا تسلطهم علينا، فيفتنونا، أو يغلبونا، فيفتتنون بذلك،



✏️{وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [٨٦]

لنسلم من شرهم، ولنقيم [على] ديننا على وجه نتمكن به من إقامة شرائعه، وإظهاره من غير معارض، ولا منازع.



✨🏷️ نستفيد من آيات المجلس ✨🏷️

على الأنسان في هذا الزمن المليء بالفتن يلجأ إلى الله  لجوء الغريق 


✨نحن في زمن لاينجو فيه إلاّ من لجأ إلى الله واستغاث بالله استغاثة الغريق  في بحر متلاطم بالأمواج والفتن 


أسالي الله دائم ،، جددي توكلك على الله

على الله توكلنا ،، نجنا برحمتك من القوم الظالمين


📌هذه أدعية قرآنية علينا أن نسأل الله ونفتقر إليه بإن يثبت قلوبنا إلى أن نلقاه ..

وأن لايسلط علينا بذنوبنا من لايخافنا ولا يرحمنا ،،  اللهم نجنا برحمتك..

حتى نستطيع أن نقوم بهذا الدين ونحمل هذه العقيدة حتى نلقى الله آمنين منصورين 


    ✨نكمل اللقاء القادم بإذن الله ✨


اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم 

الدين 🍃


سبحانك اللهم وبحمدك، 

أشهد  أن لا إله  إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق