✍🏻المجلس التدبّري لـ سورة النحل 1️⃣
الاربعاء :- ٢١-١١-١٤٤٥ هجري
📌 اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب ربنا وترضى ،، ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد
📍اللهم ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
اجعلنا يالله من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك🍃
اللهم ذكرنا منه مانُسينا وعلّمنا منه ماجهلنا،،وافتح لنا ياربنا من فهمه وتدبّره على الوجه الذي يرضيك عنا 🍃
"واجعلنا من الذين يتلونه حق تلاوته
وافتح مغاليق قلوبنا لتدبّر آياتك🍃
عظّم فيه رغبتنا ،، حسّن به ألسنتنا
"اللهم اجعله ربيع قلوبنا، ونور صدورنا
وسائقنا الى جناتك جنات النعيم 🍃
🍃🏷️مقدمة لطيفة 🍃🏷️
استشعري إنك في الأشهر الحرم
كل حسنة كنتِ تعمليها سابقاً تضاعف لكِ في هذه الأشهر الحرم
"احتسبي على الله جلوسك لمجلس ذكر تستمعين فيه لآيات من كلام الله عز وجل تفهمي معناه ،، تجاهدي بالعمل بما فيها
لعل الله يرحمنا ويجعلنا من العاملين العالمين بهذا القرآن العظيم ،،
"وأن يجعلنا من أهله وخاصته "
📝 نبدأ بسورة النحل هذه السورة من اسمها سمّيت بإسم كائن ضعيف دقيق الحجم ..
"قد يكون اهتم به الشعراء
فيه من الشفاء ماأذهل الاطباء
وأودع الله فيه من الحكم والتدابير ، والألهام ماجعله يرتقي من كونه حشرة الى كونه اسم لسورة في القرآن الكريم ، ..
"ورغم دقة هذا الكائن ، وحقارته عند البعض إلاّ أن الله سبحانه وتعالى سخر له طُرق الأرض وجبالها ووديانها وشجرها ، وزهورها
"وأودع في سائله شفاءً رباني قد تعجز عنه فنون الطب
هذا الكائن الضعيف هو النحل عندما يرى الانسان اهتمام القران بحشرة يجعله يبحث عن سر هذا الاهتمام
فمن الذي جعل النحلة تصل الى هذا المقام
في تسمية سورة في القران بإسمها
📝 سورة النحل اسمها المشهور في المصاحف ، وكتب التفسير والسنة
عن قتادة أنها تسمّى سورة النعِم
📕 قال ابن عطيه سميت بذلك لما عدد الله فيها من النعم على عباده
✨ عـدد آيـاتـهـا [1️⃣2️⃣8️⃣]
📌 زمن نزول هذه السورة هي (مكية )نزلت كلها في ،مكة ،لكن وقتها هذه السورة قيل أن -٣ -آيات في آخرها نزلت في المدينة
بعد غزوة احد
"ووقت نزولها لسور القران نزلت بعد سورة الكهف ،،وقبل سورة نوح
"بالنسبة للنزول هي السورة التاسعة والستون (٦٩)
📝 فوائد السورة…
في فضلها لم يثبت فيها شي خاص
لكن بما أنها تعد السورة ذكرت أكبر نماذج من نعم الله هي بحق تسمّى سورة النعم
🔺 وأنتِ تقرأيها استشعري نعمة الله عليك لما عدد الله سبحانه وتعالى فيها من النعم
حتى نشكر الله عزوجل ،، وحتى نعلم منة الله سبحانه وتعالى
ونعبد الله حق عبادته فأنعم الله علينا هذه النعم العظية.
📌 محور السورة:- أكثار متنوع الإدلة على تفرد الله عز وجل بالإلهية
تركز السورة على التذكير بالنعم الدالة على المنعم حتى نحذر على جحود نعمته.
ونلتزم بعبوديته جلّ جلاله .
📌موضوع السورة:-
بدأت بتقرير وحدانية الله عز وجل
وذكرت أنواع من نعِم الله على عباده
وبينت عجز المعبودين دونه ،
تعرضت السورة لذم المتكبرين ومدح المتقين ، وعاقبة المكذبين بالرسل واليوم الآخر ،،وضربت أمثلة لوحدانية الله
"ختمت بأهمية الدعوة وأساليبها
وذكرت نماذج من نماذج الداعين وهو -أبراهيم عليه السلام -
"وختمت السورة بالحث على الصبر
ومعية الله مع المتقين
✨🍃 وقفـة هااامة ✨🍃
أكثر مايجدد الايمان تذكّر نعم الله وتدبّر القرآن ،، كثرة تلاوة القران فما بالك إذا كانت هذه السورة تدلك على وحدانية الله وعلى نعمه سبحانه وتعالى
✨كرري قراءة هذه السورة في الأسبوع مرة حاولي قراءتها في صلاتك
لأن من مفاتيح التدبّر أن تكون القراءة حفظًا ، وليلاً ، وفيّ صلاة
🍃لو جمعنا هذه المفاتيح كان ذلك أدعى لخشوع القلب وحضوره
حال وقوفه بين يدي الله سبحانه وتعالى
📌مناسبة السورة ،، السورة سميت النحل والمحور قدرة الله عز وجل
فماالرابط بين ذلك ❓
عندما نعرف أن النحل بستخرج منه العسل هذا فيه معجزة دالة على قدرة الله ووحدانيته
"السورة تتحدث عن الوحدانية بينهما ترابط وتناسق
📌 مناسبة السورة لما قبلها
قال تعالى <فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ >
في هذه الإشارة متى يكون السؤال حشرهم يوم القيامة
بدأ الله سورة النحل بقوله <أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ>
📌 ومناسبة السورة لما بعدها وهي (الاسراء )
أشار الله في ختام (النحل) إلى معيته للمتقين جل جلاله
<إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ>
وتفتتح الاسراء بمعجزة الاسراء والمعراج
المنحة الالهيه لسيد المرسلين محمد صلى الله عليه الدالة على معية الله ونصرته. تأكيد لما جاء في سورة النحل
📝 تفسير الايات من آية (١) إلى آية (١٦)
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
✏️{أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ [١]
يقول تعالى -مقربا لما وعد به محققا لوقوعه- { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } فإنه آت، وما هو آت، فإنه قريب،
وقفة تدبـّر 🪭
📌الشق الأول من هذه الاية (أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ)
يجعل العبد يحسن وبستعد لهذا اليوم العظيم ،، لانسأل ونقول متى يوم القيامة،،
"الإنسان إذا مات قامت قيامته
هل نضمن إلى كم سنعيش⁉️
الإنسان لايضمن نفسه
"لذلك لما تقرأي وتسمعي هذه الاية
أن تستعجلين التوبة الى الله عزوجل
@التوبة النصوح @
"لأن العبد لايقول أنا صاحب ذنب مقترف للمعاصي وليس أهل لذلك
متى يفتح الله عليّ ،،متى أتوب. لاأريد قيام الساعة الان،،لأن مازلت مقصر
🔺أقرارك بالذنب هذه توبة🔻
لذلك على العبد وبالأخص عند قراءة مثل هذه الايات أن يجدد التوبة النصوح
،،لله جل جلاله ،،
"وتنوي فعل الخير فمن نوى عمل الخير
ولم يستطع عمله بنيتك تؤجرين
وإذا عملتِ العمل يضاعف لك أضعاف مضاعفة …
"الله عز وجل جوادٌ كريم "
✨المهم أن نحسن في علاقتنا مع الله وفي توبتنا ، وفي صدقنا وإقلاعنا عن الذنب في العزم على عمل الطاعة
ومجاهدة النفس حتى تعمل الطاعة
🔺 سبحان الله العبد الذي يجد مشقة في عمل الطاعة يؤجر أكثر من الذي اعتادت نفسه على عمل الطاعة لماذا❓
"لأن يجاهد شيئن يجاهد نفسه،، ويجاهد الشيطان، يجاهد الصبر على هذه الطاعة
البعض ترك المعصية يجد فيها صعوبة
البعض يجد صعوبة في الرضا بما قسم له الله
🔻 اعلمي أن الصبر على أقدار الله وإن آلمتنا هي في ظاهرها لطف من الله عز وجل
📌ثم جاء التنزيه لله سبحانه وتعالى
{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } من نسبة الشريك والولد والصاحبة والكفء وغير ذلك مما نسبه إليه المشركون مما لا يليق بجلاله،
ولما نزه نفسه عما وصفه به أعداؤه ذكر الوحي الذي ينزله على أنبيائه،
فقال✏️{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ _ بالوحي الذي به حياة الأرواح - عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ [٢]
ممن يعلمه صالحا، لتحمل رسالته.
{ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاتقون : دعوة الرسل واحدة ،، على معرفة الله تعالى وتوحده في صفات العظمة التي هي صفات الألوهية وعبادته وحده لا شريك له فهي التي أنزل الله بها كتبه وأرسل رسله، وجعل الشرائع كلها تدعو إليها،
، ثم ذ كر الأدلة والبراهين على ذلك فقال:
✏️{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ [٣]
هذه السورة تسمى سورة النعم، فإن الله ذكر في أولها أصول النعم وقواعدها، وفي آخرها متمماتها ومكملاتها،
"فأخبر أنه خلق السماوات والأرض بالحق، ليستدل بهما العباد على عظمة الخالق جلّ جلاله
،: { تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي: تنزه وتعاظم عن شركهم فإنه الإله حقا، الذي لا تنبغي العبادة والحب والذل إلا له تعالى،
ولما ذكر خلق السماوات [والأرض] ذكر خلق ما فيهما.
وبدأ بأشرف ذلك وهو الإنسان فقال:
✏️{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ [٤]
لم يزل يدبرها ويرقيها حتى صارت بشرا تاما كامل الأعضاء الظاهرة والباطنة، قد غمره بنعمه الغزيرة، حتى إذا استتم فخر بنفسه وأعجب بها
{ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ } يحتمل أن المراد: فإذا هو خصيم لربه، يكفر به، ويجادل رسله، ويكذب بآياته. ونسي خلقه الأول وما أنعم الله عليه به، من النعم فاستعان بها على معاصيه،
"ويحتمل أن المعنى: أن الله أنشأ الآدمي من نطفة، ثم لم يزل ينقله من طور، إلى طور حتى صار عاقلا مكتمل، ذا ذهن ورأي: يخاصم ويجادل، فليشكر العبد ربه الذي أوصله إلى هذه الحال التي ليس في إمكانه القدرة على شيء منها.
✏️{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [٥]
لأجلكم، ولأجل منافعكم ومصالحكم، من جملة منافعها العظيمة أن لكم { فِيهَا دِفْءٌ } مما تتخذون من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، وجلودها، من الثياب والفرش والبيوت.
{ وَ } لكم فيها { مَنَافِعُ } غير ذلك { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }
✏️{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ [٦]
في وقت راحتها وسكونها ووقت حركتها وسرحها، وذلك أن جمالها لا يعود إليها منه شيء فإنكم أنتم الذين تتجملون بها، كما تتجملون بثيابكم وأولادكم وأموالكم، وتعجبون بذلك،
✏️{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
[٧]
من الأحمال الثقيلة، بل وتحملكم أنتم { إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ } ولكن الله ذللها لكم.
فمنها ما تركبونه، ومنها ما تحملون عليه ما تشاءون من الأثقال إلى البلدان البعيدة
، { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } إذ سخر لكم ما تضطرون إليه وتحتاجونه، فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه.
✏️{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [٨]
سخرناها لكم { لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } أي: تارة تستعملونها للضرورة
وتارة لأجل الجمال والزينة، ولم يذكر الأكل لأن البغال والحمر محرم أكلها،
والخيل لا تستعمل -في الغالب- للأكل، بل ينهى عن ذبحها لأجل الأكل خوفا من انقطاعها وإلا فقد ثبت في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليهوسلم أذن في لحوم الخيل.
{ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } مما يكون بعد نزول القرآن من الأشياء، التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم، فإنه لم يذكرها بأعيانها، لأن الله تعالى لا يذكر في كتابه إلا ما يعرفه العباد، فإنه لو ذكر لم يعرفوه ولم يفهموا المراد منه، فيذكر أصلا جامعا يدخل فيه ما يعلمون وما لا يعلمون،
كما ذكر نعيم الجنة وسمى منه ما نعلم ونشاهد نظيره، كالنخل والأعناب والرمان، وأجمل ما لا نعرف له نظيرا
فكذلك هنا ذكر ما نعرفه من المراكب كالخيل والبغال والحمير والإبل والسفن، وأجمل الباقي في قوله: { وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
ولما ذكر تعالى الطريق الحسي، وأن الله قد جعل للعباد ما يقطعونه به من الإبل وغيرها ذكر الطريق المعنوي الموصل إليه فقال:
✏️{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [٩]
أي: الصراط المستقيم، الذي هو أقرب الطرق وأخصرها موصل إلى الله.
" وأما الطريق الجائر في عقائده وأعماله وهو: كل ما خالف الصراط المستقيم فهو قاطع عن الله، موصل إلى دار الشقاء،
لذلك قال { وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } ولكنه هدى بعضا كرما وفضلا، ولم يهد آخرين، حكمة منه وعدلا.
✏️{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ [١٠]
✏️{يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [١١]
يدل ذلك على كمال قدرة الله الذي أنزل هذا الماء من السحاب الرقيق اللطيف ورحمته حيث جعل فيه ماء غزيرا منه يشربون وتشرب مواشيهم ويسقون منه حروثهم فتخرج لهم الثمرات الكثيرة والنعم الغزيرة.
✏️{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [١٢]
سخر لكم هذه الأشياء لمنافعكم وأنواع مصالحكم بحيث لا تستغنون عنها أبدا، فبالليل تسكنون وتنامون وتستريحون، وبالنهار تنتشرون في معايشكم ومنافع دينكم ودنياكم،
"وبالشمس والقمر من الضياء والنور والإشراق، وإصلاح الأشجار والثمار والنبات، وتجفيف الرطوبات، وإزالة البرودة الضارة للأرض، وللأبدان، وغير ذلك من الضروريات والحاجيات التابعة لوجود الشمس والقمر.
"وفيهما وفي النجوم من الزينة للسماء والهداية في ظلمات البر والبحر، ومعرفة الأوقات وحساب الأزمنة ما تتنوع دلالاتها وتتصرف آياتها،
ولهذا جمعها في قوله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }: لمن لهم عقول يستعملونها في التدبر والتفكر فيما هي مهيأة له مستعدة تعقل ما تراه وتسمعه، ويكون له حظ في النظر والتفكر في هذا الكون الفسيح
"ويحمد الله على نعمه المتتالية "
✏️{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ [١٣]
فيما ذرأ الله ونشر للعباد من كل ما على وجه الأرض، من حيوان وأشجار ونبات، وغير ذلك، مما تختلف ألوانه، وتختلف منافعه، آية على كمال قدرة الله وعميم إحسانه، وسعة بره،
{ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ : يستحضرون في ذاكرتهم ما ينفعهم من العلم النافع، ويتأملون ما دعاهم الله إلى التأمل فيه حتى يتذكروا بذلك ما هو دليل عليه.
✏️{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [١٤]
هو وحده لا شريك له { الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ } وهيأه لمنافعكم المتنوعة.
{ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا } وهو السمك والحوت الذي يصطادونه منه،
{ وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } فتزيدكم جمالا وحسنا إلى حسنكم،
{ وَتَرَى الْفُلْكَ : السفن والمراكب { مَوَاخِرَ فِيهِ } أي: تمخر في البحر العجاج الهائل بمقدمها حتى تسلك فيه منمكان إلى آخر، تحملالمسافرين وأرزاقهم وأمتعتهم وتجاراتهم التي يطلبون بها الأرزاق وفضل الله عليهم.
{ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } الذي يسر لكم هذه الأشياء وهيأها وتثنون على الله الذي منَّ بها، فلله تعالى الحمد والشكر والثناء، حيث أعطى العباد منمصالحهم ومنافعهم فوق ما يطلبون، سبحانه لا نحصي ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه.
✏️{وَأَلْقَىٰ :- الله تعالى لأجل عباده -فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [١٥]
وهي: الجبال العظام لئلا تميد بهم وتضطرب بالخلق فيتمكنون من حرث الأرض والبناء والسير عليها،
"ومن رحمته تعالى أن جعل فيها أنهارا، يسوقها من أرض بعيدة إلى أرض مضطرة إليها لسقيهم وسقي مواشيهم وحروثهم،
ومن رحمته أن جعل في الأرض سبلا، أي: طرقا توصل إلى الديار المتنائية { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
✏️{وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [١٦]
مناسبة ذكر الهداية مع النجم لأن هذه النجوم والطرق هداية السبيل إليها حتى إنك تجد أرضا مشتبكة بالجبال مسلسلة فيها وقد جعل الله فيما بينها منافذ ومسالك للسالكين.
(فَتَعَالَى وتعاظم الله عما يشركون)
📌 الواحب علينا ونحن نقرأ،، ونسمع هذه الايات نتمتم حمدًا وتعظيمًا لله
"سبحانك ماأعظم شأنك
"سبحانك ماعبدناك حق عبادتك
لك الحمد يارب أن هيأت لنا كل شي
اجعلنا من الحامدين ،، المتأملين ،، المتفكرين، المهتدين ، المتذكرين، المتعظين ، المعظمين لك جراء تذكرنا لهذه النعم ..
✨نكمل الشرح الممتع اللقاء بإذن الله ✨
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق