✍🏻المجلس التدبّري لـسورة طـه 2️⃣
الاثنين - ١٥ :- ربيع الآخر - ١٤٤٥ هجري
📝 تفسير الايات من اية (٢٤) إلى اية (٥٤ )
@ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @
✏️{اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ [٢٤]
لما أوحى الله إلى موسى، ونبأه، وأراه الآيات الباهرات، أرسله إلى فرعون، ملك مصر،
فقال: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى : تمرد وزاد على الحد في الكفر والفساد والعلو في الأرض، والقهر للضعفاء، حتى إنه ادعى الربوبية والألوهية -قبحه الله-
وطغيانه سبب لهلاكه، ولكن من رحمة الله وحكمته وعدله، أنه لا يعذب أحدا، إلا بعد قيام الحجة بالرسل، فحينئذ علم موسى عليه السلام أنه تحمل حملا عظيما، حيث أرسل إلى هذا الجبار العنيد، الذي ليس له منازع في مصر من الخلق،
وموسى عليه السلام، وحده،، فامتثل أمر ربه، وتلقاه بالانشراح والقبول، وسأله المعونة وتيسير الأسباب، التي [هي] من تمام الدعوة،
فـ ✏️{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [٢٥]
وسعه وأفسحه، لأتحمل الأذى القولي والفعلي، ولا يتكدر قلبي بذلك، ولا يضيق صدري، فإن الصدر إذا ضاق، لم يصلح صاحبه لهداية الخلق ودعوتهم.
وعسى الخلق يقبلون الحق مع اللين وسعة الصدر وانشراحه عليهم.
✏️{وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي [٢٦]
سهل علي كل أمر أسلكه وكل طريق أقصده في سبيلك، وهون علي ما أمامي من الشدائد، ومن تيسير الأمر
✏️{ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي [٢٧]
وكان في لسانه ثقل لا يكاد يفهم عنه الكلام، كما قال المفسرون،
كما قال الله عنه أنه قال<وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا >
✏️{يَفْقَهُوا قَوْلِي [٢٨]
فسأل الله أن يحل منه عقدة، يفقهوا ما يقول فيحصل المقصود التام من المخاطبة
✏️{وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي [٢٩]
معينا يعاونني، ويؤازرني، ويساعدني على من أرسلت إليهم، وسأل أن يكون من أهله، لأنه من باب البر، وأحق ببر الإنسان قرابته، ثم عينه بسؤاله
فقال✏️{هَارُونَ أَخِي*٣٠]
✏️{اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي [٣١]
: قوني به، وشد به ظهري،
قال الله: في اية أخرى { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا }
✏️{وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [٣٢]
في النبوة، بأن تجعله نبيا رسولا، كما جعلتني.
ثم ذكر الفائدة في ذلك فقال✏️{ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا [٣٣]
✏️{وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا [٣٤ ]
علم عليه الصلاة والسلام، أن مدار العبادات كلها والدين، على ذكر الله،
فسأل الله أن يجعل أخاه معه، يتساعدان ويتعاونان على البر والتقوى، فيكثر منهما ذكر الله من التسبيح والتهليل، وغيره من أنواع العبادات.
✏️{إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا [٣٥]
تعلم حالنا وضعفنا وعجزنا وافتقارنا إليك في كل الأمور، وأنت أبصر بنا من أنفسنا وأرحم، فمن علينا بما سألناك، وأجب لنا فيما دعوناك.
✨🏷️ فوائد هااامة 🏷️✨
١- إذا انشرح الصدر بالايمان لايبالي بالدنيا
٢- أيضًا انشراح الصدر يعين على تحمّل مشاق الدعوة
٣- انشراح الصدر نعمة توهب لـ خواص الله
أسالي الله أن يهبك من فضله
< أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ>
ومن دعاء الأنبياء يارب.. يارب
هنا [قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي]
الأدب في الدعاء لمّا قال [وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي]
ماهو الأدب في هذه الدعوة ❓
السؤال بقدر الحاجة
قال (عُقدة ) ولم يقل عُقد
الله سبحانه وتعالى اعلم لكن هذا من الدعاء والافتقار الى الله عز وجل
@ التحديد في الدعاء لما طلب موسى أخاه (هارون ) ولم يقول (وزيرًا ) فقط قال هارون اخي [وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي]
& على الإنسان إذا شعر بضعف في أي مجال يشعر الانسان في سيره بالضعف في الدعوة الى الله في أموره التعبدية الخاصة والعامة
ومشاريعه المجتمعية وتعليمه في الدين وكتاب الله في اي طريق نسلك
يشعر الإنسان بالضعف من طبيعته يشعر بالضعف
عليه أن يأخذ معه من بسنده في دعوته ، ويحمل نفسه تجاه
كما قال موسى [وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي]
📌 المؤمن قليل بنفسه كثير بأخوانه قوله
[اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي]
وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى
وعلى الانسان قضاء حوايجه بالتسبيح والذكر
📍 عندك حوائج كثيرة تزاحمت عليك المهام أكثري من ذكر الله والتسبيح
لذلك قال [كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا]
📍عند مواجهات الصعبات وإن عظمت لابد على الإنسان أن يختار صاحبًا صالحًا يذكّره بالله
📍 وعلى الانسان أن يكثر ولايكتفي بالقليل
[وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا]..
📌 من كان عمله خالصًا لله سؤاله خالص لله
وسأل الله هذه الأمور كي يعبد الله على بصيرة كي يسبح الله ،، ويذكر الله كثيرأ
🍃عجل الله له في قبره دعاءه 🍃
فقال الله✏️{ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ[ ٣٦]
أعطيت جميع ما طلبت، فسنشرح صدرك، ونيسر أمرك، ونحل عقدة من لسانك، يفقهوا قولك، ونشد عضدك بأخيك هارون،
📌 وهذا السؤال من موسى عليه السلام، يدل على كمال معرفته بالله، وكمال فطنته ومعرفته للأمور، وكمال نصحه، وذلك أن الداعي إلى الله،،
خصوصا إذا كان المدعو من أهل العناد والتكبر والطغيان يحتاج إلى سعة صدر، وحلم تام، على ما يصيبه من الأذى،
ولسان فصيح، يتمكن من التعبير به عن ما يريده ويقصده،
& ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة،، يعامل الناس كلا بحسب حاله،
وإذا نظرت إلى حالة الأنبياء المرسلين إلى الخلق، رأيتهم بهذه الحال، بحسب أحوالهم خصوصا، خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم،، وله من شرح الصدر، وتيسير الأمر، وفصاحة اللسان، وحسن التعبير والبيان، والأعوان على الحق من الصحابة،
✏️{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ [٣٧]
✏️{إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ [٣٨]
هنا أسلوب التقديم والتأخير في قصة موسى
ذكر الله منته عليه بالنبوة وهو كبير
ثم عاد لطفولته
(وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ )،، إذًا قدّم نبوته وأخّر طفولته
لما ذكر الله منته على، موسى عليه السلام بالنبوة ، والوحي، والرسالة، وإجابة سؤاله،
ذكر نعمته عليه، وقت التربية، فقال: وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى :- حيث ألهمنا أمك أن تقذفك في التابوت وقت الرضاع،
✏️{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي [٣٩]
خوفا من فرعون، لأنه أمر بذبح أبناء بني إسرائيل، فأخفته أمه، وخافت عليه خوفا شديدا فقذفته في التابوت،
ثم قذفته في اليم،: شط نيل مصر، فأمر الله اليم، أن يلقيه في الساحل، وقيض أن يأخذه، أعدى الأعداء لله ولموسى، ويتربى في أولاده، ويكون قرة عين لمن رآه،
ولهذا قال:وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي }
اللهم ألقي علينا محبة منك
اللهم أصنعنا بعينك 🍃
فكل من رآه أحبه :- وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي - ولتتربى على نظري وفي حفظي وكلاءتي،
وأي نظر وكفالة أجلّ وأكمل، من ولاية البر الرحيم، القادر على إيصال مصالح عبده، ودفع المضار عنه ❓
الله سبحانه وتعالى هو الذي دبّر ذلك لمصلحة موسى، ومن حسن تدبيره، أن موسى لما وقع في يد عدوه، قلقت أمه قلقا شديدا،
وأصبح فؤادها فارغا، وكادت تخبر به، لولا أن الله ثبتها وربط على قلبها، ففي هذه الحالة، حرم الله على موسى المراضع، فلا يقبل ثدي امرأة قط، ليكون مآله إلى أمه فترضعه،
ويكون عندها، مطمئنة ساكنة، قريرة العين، فجعلوا يعرضون عليه المراضع، فلا يقبل ثديا.
فجاءت أخت موسى، فقالت لهم:
✏️{إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ
قال الله عز وجل :- فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ
وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ
[٤٠]
وهو القبطي لما دخل المدينة وقت غفلة من أهلها، وجد رجلين يقتتلان، واحد من شيعة موسى،
والآخر من عدوه قبطي { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه } فدعا الله وسأله المغفرة، فغفر له، ثم فر هاربا لما سمع أن الملأ طلبوه، يريدون قتله.
فنجاه الله من الغم من عقوبة الذنب،
ومن القتل، { وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا : اختبرناك، وبلوناك، فوجدناك مستقيما في أحوالك أو نقلناك في أحوالك، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه،
{ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ } حين فر هاربا من فرعون وملئه، حين أرادوا قتله، فتوجه إلى مدين، ووصل إليها، وتزوج هناك، ومكث عشر سنين، أو ثمان سنين،
{ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى : جئت مجيئا قد مضى به القدر، وعلمه الله وأراده في هذا الوقت وهذا الزمان وهذا المكان، ليس مجيئك اتفاقا من غير قصد ولا تدبير منا،
وهذا يدل على كمال اعتناء الله بكليمه موسى عليه السلام،
ولهذا قال✏️{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي
[٤١]
أجريت عليك صنائعي ونعمي، وحسن عوائدي،، لتكون لنفسي حبيبا مختصا، وتبلغ في ذلك مبلغا لا يناله أحد من الخلق، إلا النادر منهم،
فقال الله عزوجل ✏️{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي [٤٢]
لما امتن الله على موسى بما امتن به، من النعم الدينية والدنيوية قال له: { اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ: هارون { بِآيَاتِي : الآيات التي مني، الدالة على الحق كاليد، والعصا ونحوها، في تسع آيات إلى فرعون وملئه،
وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي : لا تفترا، ولا تكسلا، عن مداومة ذكري بل استمرَّا عليه، والزماه كما وعدتما بذلك
{ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا } فإن ذكر الله فيه معونة على جميع الأمور، يسهلها، ويخفف حملها.
✏️{اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ [٤٣]
جاوز الحد، في كفره وطغيانه، وظلمه وعدوانه.
✏️{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ
[٤٤]
سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش، ولا غلظة في المقال،
لَعَلَّهُ :- بسبب القول اللين (يَتَذَكَّرُ )ما ينفعه فيأتيه، (أَوْ يَخْشَى ؛- ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك،
والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسر القول اللين في قوله: { فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى }
فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته، فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس،
فقال: { وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب، علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
✏️{ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ
[٤٥]
يبادرنا بالعقوبة والإيقاع بنا، قبل أن تبلغه رسالاتك، ونقيم عليه الحجة
أَوْ أَنْ يَطْغَى : يتمرد عن الحق، ويطغى بملكه وسلطانه وجنده وأعوانه.
✏️{قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ
[٤٦]
أن يفرط عليكما
🍃قمة الطمأنينة 🍃
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى : أنتما بحفظي ورعايتي، أسمع أقوالكما، وأرى جميع أحوالكما، فلا تخافا منه، فزال الخوف عنهما، واطمأنت قلوبهما بوعدالله سبحانه وتعالى
📍 على كل مظلوم ينتظر الفرج من الله أن يتسلّى بمثل هذه القصص من كتاب الله عز وجل .
الله معك يسمع ويرأى حتى تطمئنّ القلوب
✏️{ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ
[٤٧]
فأتياه بهذين الأمرين، دعوته إلى الإسلام، وتخليص هذا الشعب الشريف بني إسرائيل -من قيده وتعبيده لهم، ليتحرروا ويملكوا أمرهم، ويقيم فيهم موسى شرع الله ودينه.
قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ :- تدل على صدقنا
وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى : من اتبع الصراط المستقيم، واهتدى بالشرع المبين، حصلت له السلامة في الدنيا والآخرة.
✏️{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
[٤٨]
خبر من عند الله، لا من عند أنفسنا
أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى : كذب بأخبار الله، وأخبار رسله، وتولى عن الانقياد لهم واتباعهم،
📌 وهذا فيه الترغيب لفرعون بالإيمان والتصديق واتباعهما، والترهيب من ضد ذلك، ولكن لم يفد فيه هذا الوعظ والتذكير، فأنكر ربه، وكفر، وجادل في ذلك ظلما وعنادا
قال فرعون لموسى على وجه الإنكار:
✏️{قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ [٤٩]
فأجاب موسى بجواب شاف كاف واضح،
فـ✏️{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ [٥٠]
ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، الدال على حسن صنعه من خلقه،
{ ثُمَّ هَدَى } كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهداية العامة المشاهدة في جميع المخلوقات فكل مخلوق، العاقلة والغير عاقلة
وهذا كقوله تعالى: { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } فالذي خلق المخلوقات، وأعطاها خلقها الحسن، الذي لا تقترح العقول فوق حسنه، وهداها لمصالحها،
📌 لكن فرعون أنكر ذلك وقال لموسى
✏️{ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ[٥١]
ما شأنهم، وما خبرهم❓ وكيف وصلت بهم الحال،
فقال موسى✏️ { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى
[٥٢]
قد أحصى أعمالهم من خير وشر، وكتبه في كتاب، وهو اللوح المحفوظ، وأحاط به علما وخبرا، فلا يضل عن شيء منها، ولا ينسى ما علمه منها.
📌 ومضمون ذلك، أنهم قدموا إلى ما قدموا، ولاقوا أعمالهم، وسيجازون عليها، فلا معنى لسؤالك واستفهامك يا فرعون عنهم، فتلك أمة قد خلت، لها ما كسبت،ولكم ما كسبتم،
📌 فإن كان الدليل الذي أوردناه عليك، والآيات التي أريناكها، قد تحققت صدقها ويقينها، وهو الواقع، فانقد إلى الحق، ودع عنك الكفر والظلم،
، & وإن كنت قد شككت فيها أو رأيتها غير مستقيمة، فرد الدليل بالدليل، والبرهان بالبرهان،
& فعلم أنه ظالم في جداله، قصده العلو في الأرض.
ثم استطرد في هذا الدليل القاطع، بذكر كثير من نعمه وإحسانه الضروري،
فقال✏️{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ
[٥٣]
فراشا بحالة تتمكنون من السكون فيها، والقرار، والبناء، والغراس، وإثارتها للازدراع وغيره، وذللها لذلك، ولم يجعلها ممتنعة عن مصلحة من مصالحكم.
& وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا: نفذ لكم الطرق الموصلة، من أرض إلى أرض، ومن قطر إلى قطر، حتى كان الآدميون يتمكنون من الوصول إلى جميع الأرض بأسهل ما يكون، وينتفعون بأسفارهم، أكثر مما ينتفعون بإقامتهم.
{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى : أنزل المطر { فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } وأنبت بذلك
جميع أصناف النوابت على اختلاف أنواعها، رزقا لكم ولأنعامكم
ولهذا قال✏️ { كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ
[٥٤]
وسياقها على وجه الامتنان، ليدل ذلك على أن الأصل في جميع النوابت الإباحة، فلا يحرم منهم إلا ما كان مضرا، كالسموم ونحوه.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى: لذوي العقول الرزينة، الذين يتفكرن في فضل الله وإحسانه، ورحمته، وسعة جوده، وتمام عنايته، وعلى أنه الرب المعبود، المالك المحمود، الذي لا يستحق العبادة سواه، ولا الحمد والمدح والثناء، إلا من امتن بهذه النعم،
& وعلى أنه على كل شيء قدير، فكما أحيا الأرض بعد موتها، إن ذلك لمحيي الموتى.
وخص الله أولي النهى بذلك، لأنهم المنتفعون بها،
& ، وأما من عداهم، فإنهم بمنزلة البهائم
لا تنفذ بصائرهم إلى المقصود منها، بل حظهم، حظ البهائم، يأكلون ويشربون، وقلوبهم لاهية، وأجسامهم معرضة.
📌 ولما ذكر كرم الأرض، وحسن شكرها لما ينزله الله عليها من المطر، وأنها بإذن ربها، تخرج النبات المختلف الأنواع،
، فكما أوجدنا منها من العدم، وقد علمنا ذلك وتحققناه، فسيعيدنا بالبعث منها بعد موتنا، ليجازينا بأعمالنا التي عملناها عليها.
وهذان دليلان على الإعادة عقليان واضحان: وهما إخراج النبات من الأرض بعد موتها، وإخراج المكلفين منها في إيجادهم
💫🏷️ فوائد قيمة 🏷️💫
لعلنا نجد في هذه القصة بعض الأسس الثابتة التي ينبغي لنا أن نسلكها في دعوتنا الى الله سبحانه وتعالى
بإن يتسلح الإنسان بالعلم والدليل القاطع
وإقامة الحجة في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى
💫 ايضًا لاننسى دعـوة موسى عليه السلام
[قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي]
💫 وأن يكثر الأنسان من ذكر الله سبحانه وتعالى آناء الليل والنهار لعل الله أن ييسر له أمره ويشرح صدره
✨نكمل اللقاء القادم بإذن الله ✨
نسأل الله أن يحفظنا ويلقي علينا محبة منه ويصنعنا على عينه 🍃
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق