✍🏻المجلس التدبّري لـ سورة مريم 5️⃣
يوم الإثنين:- ١٧ - ربيع الأول -١٤٤٥ هجري
📝 تفسير الايات من آاية (٥٩ ) إلى آية (٦٩)
@ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @
.
✏️{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [٥٩]
لما ذكر تعالى هؤلاء الأنبياء المخلصون المتبعون لمراضي ربهم، المنيبون إليه، ذكر من أتى بعدهم، وبدلوا ما أمروا به،
& بين الله سبحانه وتعالى أن هذا الخلف
الذين خلفوا الأنبياء ،وجاؤوا من بعد الأنبياء
لكن ضيعوا ماأمروا به
، فأضاعوا أعظم ركن وهو الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها،
&وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان، فهم لغيرها أضيع ، ولمن سواها أضيع
، والسبب الداعي لذلك، أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإراداتها فصارت هممهم منصرفة إليها،
& مقدمة لها على حقوق الله،.، والإقبال على شهوات أنفسهم،
{ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }: عذابا مضاعفا شديدا،
📌 ثم استثنى تعالى فقال:
✏️{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا [٦٠]
{ وَآمَنَ } بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
& الشرط الثالث { وَعَمِلَ صَالِحًا } وهو العمل الخالص لله متبعين فيه النبي صلى الله عليه وسلم
&الذي شرعه الله على ألسنة رسله، إذا قصد به وجهه،
{ فَأُولَئِكَ } الذي جمعوا بين التوبة والإيمان، والعمل الصالح، { يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ }
🍃جعلنا الله ووالدينا منها 🍃
المشتملة على النعيم المقيم، والعيش السليم، وجوار الرب الكريم،
{ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا } من أعمالهم، بل يجدونها كاملة، موفرة أجورها، مضاعفا عددها.
📌 ثم ذكر أن الجنة التي وعدهم بدخلولها، ليست كسائر الجنات، وإنما هي جنات عدن،: جنات إقامة، لا ظعن فيها، ولا حول ولا زوال، وذلك لسعتها، وكثرة ما فيها من الخيرات والسرور، والبهجة والحبور.
فقال ✏️{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا [٦١]
التي وعدها الرحمن، أضافها إلى اسمه { الرَّحْمَنُ } لأن فيها من الرحمة والإحسان، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب [بشر].
& وأيضا ففي إضافتها إلى رحمته، ما يدل على استمرار سرورها، وأنها باقية ببقاء رحمته، التي هي أثرها وموجبها،
& والعباد في هذه الآية، المراد: عباد إلهيته، الذين عبدوه، والتزموا شرائعه، فصارت العبودية وصفا لهم
كقوله: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ } ونحوه،، التي يمدح صاحبها، وإنما عبوديتهم عبودية اضطرار، لا مدح لهم فيها.
وقوله: { بِالْغَيْبِ } يحتمل أن تكون متعلقه ب { وَعَدَ الرَّحْمَنُ } فيكون المعنى على هذا، أن الله وعدهم إياها وعدا غائبا، لم يشاهدوه ولم يروه فآمنوا بها، وصدقوا غيبها، وسعوا لها سعيها، مع أنهم لم يروها،
& فكيف لو رأوها، لكانوا أشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة، وأكثر لها سعيا، ويكون في هذا، مدح له بإيمانهم بالغيب، الذي هو الإيمان النافع.
& ويحتمل أن تكون متعلقة بعباده،: الذين عبدوه في حال غيبهم وعدم رؤيتهم إياه، فهذه عبادتهم ولم يروه، فلو رأوه، لكانوا أشد له عبادة، وأعظم إنابة، وأكثر حبا، وأجل شوقا،
& ويحتمل أيضا، أن المعنى: هذه الجنات التي وعدها الرحمن عباده، من الأمور التي لا تدركها الأوصاف، ولا يعلمها أحد إلا الله، ففيه من التشويق لها، والوصف المجمل، ما يهيج النفوس، ويزعج الساكن إلى طلبها، فيكون هذا مثل
قوله: <فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ > والمعاني كلها صحيحة ثابتة، ولكن الاحتمال الأول أولى،
بدليل قوله: { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا } لابد من وقوعه، فإنه لا يخلف الميعاد، وهو أصدق القائلين.
📌 ثم وصف الله جل جلاله مافي هذه الجنة من أوصاف ..
✏️{لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا [٦٢]
كلاما لاغيا لا فائدة فيه، ولا ما يؤثم، فلا يسمعون فيها شتما، ولا عيبا، ولا قولا فيه معصية لله، أو قولا مكدرا،
{ إِلَّا سَلَامًا } : إلا الأقوال السالمة من كل عيب، من ذكر لله، وتحية، وكلام سرور، وبشارة، ومطارحة الأحاديث الحسنة بين الإخوان، وسماع خطاب الرحمن،
، لأن الدار، دار السلام، فليس فيها إلا السلام التام في جميع الوجوه.
[لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ].
{ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا }: أرزاقهم من المآكل والمشارب، وأنواع اللذات، مستمرة حيثما طلبوا، وفي : وقت رغبوا، ومن تمامها ولذاتها وحسنها، أن تكون في أوقات معلومة.
{ بُكْرَةً وَعَشِيًّا } ليعظم وقعها ويتم نفعها، فتلك الجنة التي وصفناها بما ذكر
✏️{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا [٦٣]
نورثها المتقين، ونجعلها منزلهم الدائم، الذي لا يظعنون عنه،
✨ من هم عباده المتقين ❓
كما قال تعالى: <وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ >
<الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ>
✏️{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
[٦٤]
هذه الاية لما استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام مرة في نزوله إليه فقال له: " لو تأتينا أكثر مما تأتينا " -تشوقا إليه، وتوحشا لفراقه، وليطمئن قلبه بنزوله-
فأنزل الله تعالى على لسان جبريل:
{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ } : ليس لنا من الأمر شيء، إن أمرنا، ابتدرنا أمره، ولم نعص له أمرا،
كما قال عنهم: < لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ >
،،فنحن عبيد مأمورون،
{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } : له الأمور الماضية والمستقبلة والحاضرة، في الزمان والمكان،
& فإذا تبين أن الأمر كله لله، وأننا عبيد مدبرون، فيبقى الأمر دائرا بين: " هل تقتضيه الحكمة الإلهية فينفذه؟ أم لا تقتضيه فيؤخره " ❓
ولهذا قال: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } : لم يكن لينساك ويهملك،
كما قال تعالى: < مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى > بل لم يزل معتنيا بأمورك، مجريا لك على أحسن عوائده الجميلة، وتدابيره الجميلة.
& فإذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد، فلا يحزنك ذلك ولا يهمك، واعلم أن الله هو الذي أراد ذلك، لما له من الحكمة فيه.
🏷️💫 وقفة إيمانية 🏷️💫
((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا))
📌 هذه الاية تجعل العبد يطمئن الى أوامر الله سبحانه وتعالى
الله أعلم مانمر به ونشكوه وما نصبر لأجله
الله جل جلاله ماكان نسيا
& هو لايؤخر شي إلاّ لحكمة ولا ينزّل ويعجل الامر إلاّ لحكمة علينا أن نرضى بما قسم الله وكتبه لنا
📌 ثم علل إحاطة علمه، وعدم نسيانه، بأنه
✏️{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [٦٥]
فربوبيته للسماوات والأرض، وكونهما على أحسن نظام وأكمله، ليس فيه غفلة ولا إهمال، ولا سدى، ،
& فلا تشغل نفسك بذلك، بل اشغلها بما ينفعك ويعود عليك، وهو: عبادته وحده لا شريك له،
{ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } : اصبر نفسك عليها وجاهدها، وقم عليها أتم القيام وأكملها بحسب قدرتك،
📌 زيادة المبنى زيادة في المعنى اشد الصبر في عبادة الله جل جلاله
💫والصبر أنواع 💫
صبر على طاعة الله مثل قوله <وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ >
صبر عن معصية الله كما قال تعالى
<إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين>
📍 أنتِ في هذه الحياة الدنيا تجاهدي وتصابري ،، قد تتسهل لك المعصية ولكن تحاولي وتصبري حتى تبعدي عن هذا اللغو والباطل
📍 النوع الثالث صبر على الاقدار كما قال تعالى <وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ>
📍 ايضًا صبر على الاقدار مايقدر الله في أرزاق وحياة ،،وموت
<وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ>
📌 وفي الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع التعلقات والمشتهيات،
كما قال تعالى: < وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } إلى أن قال: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا >
. { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } : هل تعلم لله مساميا ومشابها ومماثلا من المخلوقين. وهذا استفهام بمعنى النفي، المعلوم بالعقل.: لا تعلم له مساميا ولا مشابها، لأنه الرب واحد جل جلاله
، وغيره مربوب، الخالق، وغيره مخلوق، الغني من جميع الوجوه، وغيره فقير بالذات من كل وجه، الكامل الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه،
✏️{وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [٦٦]
& المراد بالإنسان هاهنا، كل منكر للبعث، مستبعد لوقوعه، فيقول -مستفهما على وجه النفي والعناد والكفر-
{ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا }: كيف يعيدني الله حيا بعد الموت،
& ، وهذا بحسب عقله الفاسد ومقصده السيء، وعناده لرسل الله وكتبه، ولهذا ذكر تعالى برهانا قاطعا، ودليلا واضحا، يعرفه كل أحد على إمكان البعث
فقال: ✏️{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا [٦٧]
أو لا يلفت نظره، ويستذكر حالته الأولى، وأن الله خلقه أول مرة، ولم يك شيئا، فمن قدر على خلقه من العدم، أليس بقادر على إنشائه بعد ما تمزق، وجمعه بعد ما تفرق؟
وهذا كقوله: < وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ >
وفي قوله: { أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ } دعوة للنظر، بالدليل العقلي، بألطف خطاب، من الله جل جلاله
& وأن إنكار من أنكر ذلك، مبني على غفلة منه عن حاله الأولى، وإلا فلو تذكرها وأحضرها في ذهنه، لم ينكر ذلك.
ثم جاءت الاية التي فيها وأقسم الله تعالى وهو أصدق القائلين -
✏️{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا [٦٨]
يقسم بربوبيته، ليحشرن هؤلاء المنكرين للبعث، هم وشياطينهم فيجمعهم لميقات يوم معلوم،
{ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا }: جاثين على ركبهم من شدة الأهوال، ، وفظاعة الأحوال، منتظرين لحكم الكبير المتعال، ولهذا ذكر حكمه فيهم فقال:
{ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا }: ثم لننزعن من كل طائفة وفرقة من الظالمين المشتركين في الظلم والكفر والعتو أشدهم عتوا، وأعظمهم ظلما،
& ، ثم هكذا يقدم إلى العذاب، الأغلظ إثما، فالأغلظ وهم في تلك الحال متلاعنون، يلعن بعضهم بعضا،
ويقول أخراهم لأولاهم: { رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ* وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ }
وكل هذا تابع لعدله وحكمته وعلمه الواسع، ولهذا قال: { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا }: علمنا محيط بمن هو أولى صليا بالنار، قد علمناهم، وعلمنا أعمالهم واستحقاقها وقسطها من العذاب.
🍃نسأل الله السلامة والعافية 🍃
✨🏷️ وقفة تدبّر للآيتين 🏷️✨⬇️
{ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا }:
الإحضار في القرآن بمعنى العقوبة
يجثون على ركبهم من هول الفزع ،
وصف الجثو على الركب أنهم من شدة الموقف لاتحملهم أقدامهم
قال (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا )
قد يقف قارئ عند الاية -عقوبة -
ومع ذلك قال ( الرحمن ) من شدة رحمته سبحانه وتعالى أنهم مازالوا يعصون الله ويمهلهم تبارك وتعالى
@ سبحانه جل في علاه نعصيه وسماء تظلنا وأرض تقلنا
@ نعصيه ومازال يمهلنا بعين تنظر وأذن تسمع ولسان ينطق
@ نعصيه ومازلنا نتقلب في نعمه ليل ونهار لهذا قال ((أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ))
✏️{ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا [٦٩]
وهذا خطاب لسائر الخلائق، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، أنه ما منهم من أحد، إلا سيرد النار، حكما حتمه الله على نفسه، وأوعد به عباده، فلا بد من نفوذه، ولا محيد عن وقوعه.
📌 واختلف في معنى الورود، فقيل: ورودها، حضورها للخلائق كلهم، حتى يحصل الانزعاج من كل أحد، ثم بعد، ينجي الله المتقين.
📍 المعنى الثاني وقيل: ورودها، دخولها، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما.
📍 المعنى الثالث وقيل: الورود، هو المرور على الصراط، الذي هو على متن جهنم، فيمر الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، وكالريح، وكأجاويد الخيل، وكأجاويد الركاب، ومنهم من يسعى، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف فيلقى في النار، كل بحسب تقواه،
ولهذا قال: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا } الله تعالى بفعل المأمور، واجتناب المحظور
{ وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ } أنفسهم بالكفر والمعاصي { فِيهَا جِثِيًّا } وهذا بسبب ظلمهم وكفرهم، وجب لهم الخلود، وحق عليهم العذاب، وتقطعت بهم الأسباب.
📕 في الحديث عن النبي صلى الله عليه قال ((والذي نفسي بيده لا يلجُ النارَ أحدٌ بايعَ تحت الشجرةِ ، قالتْ حفصةُ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أليس اللهُ يقولُ :
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
فقال : ألم تسمعيه قالَ : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}
📌 عرفنا ان النجاة في تقوى الله فهل اتقينا الله ⁉️
مادام نحن في زمن المهلة ودار العمل
لعلنا ننجو لأن الظالم خسر نفسه
ودنياه واخراته
لان الله قال<وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا>
🍃نسأل الله ان يجعلنا من الامنين المطمئنين،، وينجينا ووالدينا من النار ويرزقنا تقواه حتى ينجينا برحمته 🍃
نكمل الشرح الجميل اللقاء القادم بإذن الله 💫
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق