✍🏻المجلس التدبّري لـسورة طـه 1️⃣
الأربعاء- ١-ربيع الآخر - ١٤٤٥ هجري
💫 الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين.
جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء.
ونشر بدعوته آيات الهداية، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه.
"اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وترد بها الفتن عنا، وتصلح بها حالنا،
📕 قال ابن القيم حديثه عن ابن تيمية
رحمهما الله فيقول: "وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش،و الحبس، والتهديد، والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرِّهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه.
& وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض-أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة؛ فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها- ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها".
✨ مالسر الذي جعل كدر الدنيا عند شيخ الاسلام ابن تيمية سعادة ❓
هذا الذي سنتعرف عليه السورة التي بين أيدينا
📝 وهي [سورة طـه ]
السورة مكية تتسم بطابع القرآن المكي الذي يعنى بتصحيح العقيدة ،، ويفصل فيه ذكر البلاء ،، والابتلاء ،، يؤمر بالصبر عليه
📌 نزلت هذه السورة بعد سورة مريم وقبل سورة الواقعة .
& ترتيبها في المصحف بعد سورة مريم
وقبل سورة الأنبياء
& هي السورة الخامسة والأربعون في نزول السور
& والسورة العشرون في ترتيب المصحف
& سورة طه نزلت في السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة
كان المسلمون في عناء شديد من أذى الكفار ،، وقد جاء أن قراءة عمر لمطلعها كان سبب في إسلامه
📍 مالسر الموجود في هذه السورة والذي جعل عمر بن الخطاب بالبأس الشديد يتنازل عن مبادئه ويسلم
ونحن
& نسأل الله أن يعاملنا بعفوه قد نعجز عن النازل عن المعصية
📌موضوع سورة طه ✨
السعادة في سرعة الاستجابة لأوامر الله .
@ هذا المنهج لم يأتي حتى يشغل الناس به
إنما هو منهج يضمن السعادة لمن طبقه وهو التذكرة وسبب السعادة في الدنيا والاخرة
@ فلا يُعقل أن يكون المؤمن شقي كيبئا قانط من رحمة الله مهما واجهته المصاعب ،، مهما وقفت في وجه المحن والأحزان
@ من خلال تطبيق هذا المنهج الرباني لابد أن يجد الأنسان السعادة الأبدية بتطبيقه
[وهذا هو هدف سورة طـه ]
& هذا القرآن الذي أنزله الله تعالى لنا إنما جاء من الرحمن فكيف يعقل أن يكون فيه شقاءنا كلنا يعلم معنى كلمة الرحمن وتكررت في السورة كثير
& هو رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما
المؤمن والقائم على منهج الله تعالى
في سعادة ولو كان في وسط المحن السعادة والشقاء مصدرها القلب وقد يعتقد البعض أن من سيلتزم بهذا المنج والدين يكون شقي
& البعض يظن أن الدين لايخرج من بيته ولا يضحك ولا يخالط الناس هذا السائد عند العامة
@ وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع الكثير من المسلمين من تطبيق المنهج ،، هذه الفكرة المغلوطة عن حقيقة السعادة والشقاء في تطبيق منهج الله
& سحرة فرعون لما امنوا بالله رغم ماتعرضوا للأذى من فرعون
إلاّ أنهم علموا أنهم سيحصلون على السعادة بتطبيق المنهج في الدنيا والاخرة
ماذا قالوا ؟ [قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ]
& مع أن الموقف كان شديد في مواجهة فرعون ،، لكنهم احسوا بالسعادة التي تغمرهم بإتباع الدين،، أمًا فرعون فكان في الشقاء حيًا وميتًا
& ايضًا السعادة منهج في قصة آدم وحواء
@ تعرض في ايات سورة طه ونموذجها وان السعادة الحقيقية في طاعة الله
فلا شقاء
[فَقُلْنَا يَٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰٓ]
-الشقاء بترك المنهج -
تكرار كلمة يشقى الله يقول [فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ]
& هذا كلام الله يجب أن نصدقه لأن قول الحق وان من يعرض عن ذكر ربه سيكون شقيًا في الدنيا والاخرة
& علينا أن نتبع هدى الله لِنحظى بالسعادة في الدارين
& فالمؤمن في سعادة في الدنيا وسعادة في الاخرة
& ايضًا رضا الله هو أعلى درجات السعادة
وهذا ختام السورة التي علينا أن ندركها
[فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ]
المناسبة بين اسم السورة والمقصد
لماذا سميت طه ❓ اسمها طه هو الاسم التوقيفي الذي جاء في الأحاديث والاثار
& بيان ارتباط هذا الاسم بمحورالسورة
& الحكمة من ورود الحروف المقطعة في أوائل السورة دلالة على إعجاز القرآن
& وقد ذكر الطبري ليُفتح لِستماعه أسماع المشركين حتى يعلمون أن هذا القرآن شي معجز لله سبحانه وتعالى
📌 أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم
وفي اخر السورة قولاً خاتمًا بعد الإنذار والأعذار
[قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ ]
📝 تفسير الايات من اية [١] إلى آية [ ٢٣]
@ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @
✏️{طه} [ ١ ]
من جملة الحروف المقطعة، المفتتح بها كثير من السور،
✏️{مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ [٢]
ليس المقصود بالوحي، وإنزال القرآن عليك، وشرع الشريعة، لتشقى بذلك،
ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين،. وإنما الوحي والقرآن والشرع، شرعه الرحيم الرحمن، وجعله موصلا للسعادة والفلاح والفوز، وسهله غاية التسهيل،
ويسر كل طرقه وأبوابه، وجعله غذاء للقلوب والأرواح، وراحة للأبدان، فتلقته الفطر السليمة والعقول المستقيمة بالقبول والإذعان،،
ولهذا قال:✏️[إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ [٣]
ليتذكر به من يخشى الله تعالى، فيتذكر ما فيه من الترغيب إلى أجل المطالب، فيعمل بذلك،
ومن الترهيب عن الشقاء والخسران، فيرهب منه، ويتذكر به الأحكام الحسنة الشرعية المفصلة،
، ولهذا سماه الله ( تَذْكِرَةً ؛- والتذكرة لشيء كان موجودا، إلا أن صاحبه غافل عنه،
مَن يَخْشَى :- لأن غيره لا ينتفع به، وكيف ينتفع به من لم يؤمن بجنة ولا نار، ولا في قلبه من خشية الله مثقال ذرة❓
هذا ما لا يكون،
📌 ثم ذكر جلالة هذا القرآن العظيم،
✏️{تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى [٤]
وأنه تنزيل خالق الأرض والسماوات، المدبر لجميع المخلوقات، أي: فاقبلوا تنزيله بغاية الإذعان والمحبة والتسليم، وعظموه نهاية التعظيم.
& وذلك أنه الخالق الآمر الناهي، فكما أنه لا خالق سواه، فليس على الخلق إلزام ولا أمر ولا نهي إلا من خالقهم، وأيضا فإن خلقه للخلق فيه التدبير القدري الكوني، وأمره فيه التدبير الشرعي الديني، فكما أن الخلق لا يخرج عن الحكمة، فلم يخلق شيئا عبثا، فكذلك لا يأمر ولا ينهى إلا بما هو عدل وحكمة وإحسان.
✏️{الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ[ ٥]
الذي هو أرفع المخلوقات وأعظمها وأوسعها، { اسْتَوَى } استواء يليق بجلاله، ويناسب عظمته وجماله، فاستوى على العرش، واحتوى على الملك.
✏️{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ [٦]
من ملك وإنسي وجني، وحيوان، وجماد، ونبات،
وَمَا تَحْتَ الثَّرَى : الأرض، فالجميع ملك لله تعالى، عبيد مدبرون، مسخرون تحت قضائه وتدبيره، ليس لهم من الملك شيء، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
✏️{وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [٧]
وَأَخْفَى :-من السر، الذي في القلب، ولم ينطق به. أو السر: ما خطر على القلب. { وأخفى } ما لم يخطر. يعلم تعالى أنه يخطر في وقته، وعلى صفته،
المعنى: أن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء، دقيقها، وجليلها، خفيها، وظاهرها، فسواء جهرت بقولك أو أسررته، فالكل سواء، بالنسبة لعلمه تعالى.
& فلما قرر كماله المطلق، بعموم خلقه، وعموم أمره ونهيه، وعموم رحمته، وسعة عظمته، وعلوه على عرشه، وعموم ملكه، وعموم علمه، نتج من ذلك، أنه المستحق للعبادة، وأن عبادته هي الحق التي يوجبها الشرع والعقل والفطرة، وعبادة غيره باطلة،
فقال:✏️{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ [٨]
لا معبود بحق، ولا مألوه بالحب والذل، والخوف والرجاء، والمحبة والإنابة والدعاء، وإلا هو.
لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى : له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى، من حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح،
، ومن حسنها أنها ليست أعلاما محضة، وإنما هي أسماء وأوصاف،
ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة،، ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها، لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من يحفظها، ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها،
قال تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
📌 ثم بدأ الله عز وجل بعد أن عظّم في قلوبنا عظيم خلقه جلّ جلاله
وانه هو المستحق وحده للعبادة لامعبود بحق إلاّ الله بدأ بحديث موسى
فقال ✏️{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ
[٩]
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الاستفهام التقريري والتعظيم لهذه القصة والتفخيم لها:
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى :-في حاله التي هي مبدأ سعادته، ومنشأ نبوته، أنه رأى نارا من بعيد، وكان قد ضل الطريق، وأصابه البرد، ولم يكن عنده ما يتدفأ به في سفره.
✏️{إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى [١٠]
-وكان ذلك في جانب الطور الأيمن،
لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ :- تصطلون به
أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى : من يهديني الطريق. وكان مطلبه، النور الحسي والهداية الحسية، فوجد ثم النور المعنوي، نور الوحي، الذي تستنير به الأرواح والقلوب، والهداية الحقيقية، هداية الصراط المستقيم، الموصلة إلى جنات النعيم، فحصل له أمر لم يكن في حسابه، ولا خطر بباله.
✏️{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ [١١]
النار التي آنسها من بعيد، وكانت -في الحقيقة- نورا، وهي نار تحرق وتشرق،
ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " حجابه النور أو النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره " فلما وصل إليها نودي منها،: ناداه الله،
كما قال: { وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا }
✏️{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى [١٢]
أخبره أنه ربه، وأمره أن يستعد ويتهيأ لمناجاته، ويهتم لذلك، ويلقي نعليه، لأنه بالوادي المقدس المطهر المعظم، ولو لم يكن من تقديسه، إلا أن الله اختاره لمناجاته كليمه موسى لكفى،
📕 وقد قال كثير من المفسرين: " إن الله أمره أن يلقي نعليه، لأنهما من جلد حمار " فالله أعلم بذلك.
🏷️✨ فوائد قيمة ✨🏷️
لاحظي هنا تطمين قلب الخائف ببث روح الأمل ،،، كأن الجزاء من جنس العمل هو كان في قمة الخوف والحاجة ومع ذلك يؤمل الحاجات والضروريات التي من واجب الزواج
[إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا]
أيضا الشفافية مع الزوجة بسبب توضيح الغياب [لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ]
وتطمئن روح الخائف وبث الأمل [امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا]
✨ لاحظي تفاؤل موسى عليه السلام بالخير
أو اجد على النار هدى
فبدي لخير عظيم وتكريم رب العالمين
(كلمه ربه ) لاحظي نداء الشخص بإسمه يطمئن به القلب يشعر به الأنس والأمان
ياموسى لما أتاه نودي ياموسى [إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى]
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ : تخيرتك واصطفيتك من الناس، وهذه أكبر نعمة ومنة أنعم الله بها عليه، تقتضي من الشكر ما يليق بها،
ولهذا قال: ✏️[وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ [١٣]
ألق سمعك للذي أوحي إليك، فإنه حقيق بذلك، لأنه أصل الدين ومبدأه، وعماد الدعوة الإسلامية، ثم بين الذي يوحيه إليه
بقوله: ✏️{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [١٤]
الله المستحق الألوهية المتصف بها، لأنه الكامل في أسمائه وصفاته،
، { فَاعْبُدْنِي :-بجميع أنواع العبادة، ظاهرها وباطنها، أصولها وفروعها، ثم خص الصلاة بالذكر وإن كانت داخلة في العبادة، لفضلها وشرفها، وتضمنها عبودية القلب واللسان والجوارح.
وقوله: لِذِكْرِي :-اللام للتعليل: أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي، لأن ذكره تعالى أجل المقاصد، وهو عبودية القلب، وبه سعادته، فالقلب المعطل عن ذكر الله، معطل عن كل خير،
، فشرع الله للعباد أنواع العبادات، التي المقصود منها إقامة ذكره، وخصوصا الصلاة.
✏️{ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ
[١٥]
لا بد من وقوعها -أَكَادُ أُخْفِيهَا : عن نفسي كما في بعض القراءات،
كقوله تعالى: { يَسْأَلَكَ الناس عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ الله }
وقال: { وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } فعلمها قد أخفاه عن الخلائق كلهم، فلا يعلمها ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والحكمة في إتيان الساعة
& لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى :-من الخير والشر، فهي الباب لدار الجزاء
✏️{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ [١٦]
فلا يصدك ويشغلك عن الإيمان بالساعة، والجزاء، والعمل لذلك، من كان كافرا بها،
& يسعى في الشك فيها والتشكيك، ويجادل فيها بالباطل، ويقيم من الشبه ما يقدر عليه، متبعا في ذلك هواه، ليس قصده الوصول إلى الحق،
وإنما قصاراه اتباع هواه، فإياك أن تصغي إلى من هذه حاله،
، وإنما حذر الله تعالى عمن هذه حاله لأنه من أخوف ما يكون على المؤمن بوسوسته وكون النفوس مجبولة على التشبه، والاقتداء بأبناء الجنس،
📌 وفي هذا تنبيه وإشارة إلى التحذير عن كل داع إلى باطل، يصد عن الإيمان الواجب، أو عن كماله، أو يوقع الشبهة في القلب، وعن النظر في الكتب المشتملة على ذلك،
✨🏷️من طرق علاج اتباع الهوى✨🏷️
أول طريق هجر أهل الهوى لأن الله قال عزوجل
✏️[فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ]
وقوله: فَتَرْدَى :- تهلك وتشقى، إن اتبعت طريق من يصد عنها،
✏️{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ [١٧]
لما بين الله لموسى أصل الإيمان، أراد أن يبين له ويريه من آياته ما يطمئن به قلبه، وتقر به عينه، ويقوي إيمانه، بتأييد الله له على عدوه
فقال: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى :-هذا، مع علمه تعالى، ولكن لزيادة الاهتمام في هذا الموضع، أخرج الكلام بطريق الاستفهام،
فقال موسى:✏️{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ [١٨]
هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي } ذكر فيها هاتين المنفعتين، منفعة لجنس الآدمي، وهو أنه يعتمد عليها في قيامه ومشيه، فيحصل فيها معونة.
ومنفعة للبهائم، وهو أنه كان يرعى الغنم، فإذا رعاها في شجر الخبط ونحوه، هش بها،: ضرب الشجر، ليتساقط ورقه، فيرعاه الغنم.
وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ : مقاصد -أُخْرَى :-غير هذين الأمرين. ومن أدب موسى عليه السلام، أن الله لما سأله عما في يمينه، وكان السؤال محتملا عن السؤال عن عينها، أو منفعتها أجابه بعينها، ومنفعتها
فقال الله له: ✏️{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ
[١٩]
✏️{فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ
[٢٠]
انقلبت بإذن الله ثعبانا عظيما، فولى موسى هاربا خائفا، ولم يعقب، وفي وصفها بأنها تسعى، إزالة لوهم يمكن وجوده، وهو أن يظن أنها تخييل لا حقيقة، فكونها تسعى يزيل هذا الوهم.
فقال الله لموسى: ✏️{قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ [٢١]
: ليس عليك منها بأس.
سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى : هيئتها وصفتها، إذ كانت عصا، فامتثل موسى أمر الله إيمانا به وتسليما، فأخذها، فعادت عصاه التي كان يعرفها هذه -آية،
ثم ذكر الآية الأخرى فقال✏️{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ [٢٢]
أدخل يدك في جيبك، وضم عليك عضدك، الذي هو جناح الإنسان
تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ : بياضا ساطعا، من غير عيب ولا برص
آيَةً أُخْرَى :-كما قال الله: { فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ}
✏️{لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى [٢٣]
فعلنا ما ذكرنا، من انقلاب العصا حية تسعى، ومن خروج اليد بيضاء للناظرين، لأجل أن نريك من آياتنا الكبرى، الدالة على صحة رسالتك وحقيقة ما جئت به، فيطمئن قلبك ويزداد علمك، وتثق بوعد الله لك بالحفظ والنصرة، ولتكون حجة وبرهانا لمن أرسلت إليهم.
📌 ثم أمره الله بإن يذهب إلى فرعون وهذا موضوع آخر
✨يكون اللقاء القادم بإذن الله ✨
💫ملخص آيات الدرس 💫
فيها من التربية على أن أسرع طريق لسعادة الإنسان الاستجابة لأوامر
-الله عز وجل-
والإقبال على هذا القرآن العظيم
لأن الله قال [مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ]
& القرآن به كل السعادة ،، والاستجابة لما في القرآن سبب السعادة في الدارين
📍 الله -الله في الاستمساك بالقرآن العظيم وسنة المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم
🍃 اللهم أرحمنا بالقرآن وأجعله شافعًا لنا وسائقنا إلى جنات النعيم
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
الدين 🍃
سبحانك اللهم وبحمدك،
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق