مجلس تدبر سورة القصص 3️⃣

 

✍🏻 المجلس التدبّري لسورة القصص 3️⃣

الاربعاء بتاريخ ٢-٦-١٤٤٣ هجري 

📌 نأخذ من دروس  القصص أن الله يمهل ولايهمل ،

" وأن العبد كلما افتقر إلى الله عزوجل فتح الله له أبواب الخيروالتوفيق  والبركة 

نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين مع  الله 🍃

" دائمًا اصدقي في تعاملك مع الله ، وعبادتك ،وفي دعائك والصدق حتى في طلب العلم في حضور مجالس العلم ،، في حلقات الذكر ،

📍 كيف يصدق العبد في إقباله على الله سبحانه وتعالى أني مابتغي يالله من مجالسك إلاّ ترضى عني ،

"إلاّ أن تبلغني بالخير وتبارك لي في العلم وإن كان قليلاً 

" إذا رأى الله صدق أقبالك وأخلاص له وفقك وفتح لك أبواب الخير

نسأل الله علمًا نافعًا ، ورزقًا طيبا، وعملاً متقبلا صالحًا يرضى به عنا .🍃

"من كرم الله سبحانه وتعالى أن العبد قد لايسأل الله كل دقيقة من شؤون حياته ، ولكنه يرى الله سبحانه افتقاره إلى ربه جلّ جلاله فيعطيه الله ماسأله ومالميسأله سبحانه .

✨سبحانه جلّ في علاه 

🏷 يعطيك قبل أن  تسأله 

🏷 ويعطيك وأنت تسأله 

🏷 ويعطيك دون أن تسأله 

الله جل جلاله كريم ، عظيم، رزاق ، مجيب الدعوات 

    نسأل الله أن يرزقنا إجابة الدعوات .🍃

   ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

تفسير الآيات من آية (٢٩) إلى (٤٦) 

وهي رحلة موسى عليه السلام لمّا قضى الأجل مع أهله وماحصل له في هذه الرحلة .

📍 بين الله في سورة القصص وفي القرآن كامل في قصة موسى عليه السلام كم عانى وصبر وتجلّد كله في سبيل الدعوة إلى الله .

 

✏️{فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ( ٢٩)

 فلمّا أنهى موسى سنوات رعيه للغنمِ، وسار بأهله إلى مصر؛ أبصر من جهة الجبل نارًا مضيئة، 

فقال لأهلِه: الزموا مكانكم ، فإني أبصرت؛ نارًا، سأذهب إليها؛ لعلّي أرجع إليكم مِن عندِها بخبر يدلنا على الطريق، أو آتي بقِطعة مشتعلة من النَّار؛لتستدفئوا بها من البرد.

✏️{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٣٠) 

فلمَّا أتى موسى إلى النَّارِ ناداه الله مِن عن يمينِ موسى فى البقعة المبارَكة من ناحية الشجرة، 

فقال له: يا موسى، إنِّي أنا اللهُ ربُّ العالَمينَ :-الذي يكلمك، 

✏️{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (٣١) 

واطرح عصاك. فألقى موسى عصاه، فلما رآها تتحرك بسرعةٍ كأنها حية، ولى مسرعًا ولم يلتفت؛ لشدةِ خوفه، 

فقال اللهُ له: يا موسى، ارجع ولا تخف؛ 

               (إنَّك مِنَ الآمِنينَ، )

✏️{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (٣٢) 

أدخل يدك في جيبك - وهو فتحة الثوب مكان دخول الرأس- تخرج بيضاء بياضًا عظيمًا من غير عيب أو مرض.

واضمُمْ يَدَك إلى صَدرِك؛ فيذهب ماأصابك من الخوف، فهاتان آيتان -مِن رَبِّك إلى فِرعَونَ -وأشراف قومه؛ إنهم كانوا قوما كافرين خارجين عن طاعة الله. كافرين بالله جلّ جلاله .

 فماذا قال موسى:✏️{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (٣٣) 

ربّ إني قتلت من قوم فرعون نفسًا، فأخاف أن يقتلوني ، 

 

✏️{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ(٣٤)

وأخي افصح مني لسانًا ، وأحسن بيانًا؛ فأجعله رسولاً معي إلى فرعون ، ومعينًا لي على دعوتهم ، 

          ( إنِّي أخافُ أن يكَذِّبوني.)

✏️{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (٣٥) 

قال الله له : سنقويك بإرسال أخيك معك ، ونجعل لكما حجة على فرعون وقومه ، وتمتنعان منهم بسبب آيآتنا، فلا يصيبونكما بضرر ، 

، أنتما وأتباعكما غالبون لهم.

" الله سبحانه وتعالى بين أن موسى وفّى بهذا العهد وهذه السنوات التي اتفق مع شيخ مدين عليها .

أنهى سنوات رعيه للغنم ،  ورأى هذه الآية

 فـ(قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ.أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ.)

تستدفؤن بها من شدة البرد

🏷مناسبة الآية لما قبلها ⬆️

لَمَّا قال تعالى: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ؛- تضمن ذلك أن يذهب موسى بهذين البرهانين إلى فرعون وقومه ، فعند ذلك طلب من الله تعالىمايقوي قلبه ، ويزيل خوفه .

 فقال :{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ أخاف أن رأوني وحيدًا بلاظهير ومعين أن يقتلوني قبل أن أتمكن من دعوتهم .

🏷✨الفوائد التربويه ✨🏷

في قَولِه تعالى: قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا —امكثوا خطاب جماعة الذكور ، فما وجه خطاب المرأة بخطاب جماعة الذكور ❓

✨ قال المفسرون في ذلك الجواب عن هذا مِن ثلاثة أوجه:

▪️الأوّل: أن الإنسان يخاطب المرأة بخطاب الجماعة؛ تعظيمًا لها، 

◽️ الثاني: أنّ معها خادمًا، والعرب رُبما خاطبت الاثنين خطاب الجماعة.

▪️ الثالث: أنّه كان له مع زوجته ولدان له 

قَولِه تعالى: لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ :-دليل على حسن معاملة موسى لأهله، إذ جعل يتطلب لهم مايدفئهم .

📕 وقد قال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي)) . 

من الفوائد كذلك ⬆️ ⬇️ قَولِه تعالى: فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي :- أن اتخاذ الأعوان هو من أسباب النجاة ، وهذا أمر معلوم ؛ أنه كلما كان الإنسان معهمن يعينه ويساعده ، كان ذلك أقرب إلى نجاحه من انفراده .

🔺لذلك على  الأنسان أن يتخذ له صحبة صالحة تعينه على الخير ،، الأنسان ضعيف بنفسه قوي بأخوانه 

       (( فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي))

كذلك من الفوائد ⤴️⤵️؛-

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ :-

إثبات أن الله جلّ جلاله  قد يقدر للمَرء مِن الأسباب ما يوصله إلى الكَمالِ

ذلك أن رعي الغنمِ فيه مصلحة لرِعايةِ الخلقِ فيما بعد؛ ولهذا أخبر النَّبي عليه الصلاة والسلام أنه ((ما بَعَثَ اللهُ نبيًّا إلَّا رعَى الغَنَمَ)

فإذا كان الإنسان يتعود الرعاية ومسؤولية الرعية ،، لاشك أن هذا فيه تَوطئة لمَا يوكل إليه فيما بعد .

         "هذا من حكمة الله جل جلاله "

من الفوائد 🔃  :- دليل على أن للرجل أن يذهب بأهله حيث شاء؛ لما له عليها من فضلِ القوامة،فالمؤمنون عند شروطهم، 

▪️ لذلك لما سار موسى بأهله إلى مصر هذا فيه دلالة على أن قوامة الرجل على المرأة 

وأن عليها أن تلتزم بالشروط التي استحلها الله كما قال وأحق الشروط أن تؤفو بما استحللتم به الشروط .

🔃 : لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ :-

أن اتخاذ الأسباب لاينافي التوكل ، بل هو من تمام معرفة الإنسان بالله سبحانه .

وتعالى، لكن المحظور أن يعتمد الانسان على السبب، ويظن أنه هو الغاية. 

نسأل الله أن لايكلنا إلى هذه الأسباب ولا إلى أنفسنا طرفة عين 🍃

🔃 قولُه تعالى: أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ :- إثبات أن كلام الله سبحانه وتعالى بحرف ، لأن هذه جمل مكونة من حروف .

🔃  قال تعالى: يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ، قوله: - أَقْبِلْ -يقتضي الأمر بإقباله، ويجب عليه الامتثال، ولكن قد يكون إقباله وهو لم يزل في الأمرالذي يخاف منه . 

▪️ لذلك ماذا قال الله عز وجل ،اقبل : وَلَا تَخَفْ، احيانًا نقدم على عمل لكن في قلبك شي من الخوف والتردد هنا جاءته الرعاية الألهية والربانية والطمأنينة منالله

                    (أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ) 

لأن يبقى احتمال، أنه يقبل وهو  خائف، حصلت  له الوقاية  التامة من الله لما قال

              ( إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ)

نسأل الله أن يجعلنا من الآمنين يوم نلقاه جلّ جلاله 🍃

🔃 في قَولِه تعالى: فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ؛- أن الخوف الطبيعي لاينافي مقام الرسالة ، وإنما هو مباح في الأصل .

🔃 - قَولُه تعالى: قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا:- 

 استَجاب أن الأنسان يتوكل على الله تعالى 

لما سأل الله أن يجعل  له عضيد ومعين استجاب الله دعوته ، وزاده تفضلا بما لم يسأَله؛ فاستِجابة الدعوةِ الثانيةِ بقولِه:   (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ، )

واستِجابة الأولى بقولِه: (فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا)

والتفضل من الله الكريم لما قال: 

                (وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا) 

🔃 قَولُه تعالى: وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ:-

- الفاء في قوله: فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ - فَصيحة مفصِحة عن جملٍ قد حُذفت؛ تعويلًا على دلالةِ الحالِ عليها، وإشعارًا بغاية سرعة تحقق مدلولاتِها، أي: فألْقاها،فصارت ثعبانًا، فاهتزَّت... 

    "وهذا يدلك على بلاغة القرآن "

🔃 اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ :-

قد جعل الجناح - وهو اليد - في أحد الموضعين مضمومًاً.

وفي الاخرِ مضمومًا إليه؛ وذلك قوله هنا: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ، 

وقوله في سورة -طه-: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ )؛ 

لأنَّ المراد بالجناح المضموم هو اليد اليمنى، وبالمضموم إليه اليد اليسرى، وكلُّ واحدة مِن يُمنى اليدين ويُسراهما تعتبر جناح . 

   "وهذا ايضًا من بلاغة القرآن العظيم "

✏️{فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٣٦) 

 فلمَّا جاء موسى فرعون وقومه بالمعجزات والحججِ الظَّاهرة، قالوا: ما هذا إلَّا سِحرٌ -باطِل مُختلق، وما سمعنا بمثل  هذا في آبائنا الأوَّلين!

✏️{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(٣٧) 

 

قال موسى مجيبًا لهم: ربي أعلم بالذي جاء بالحق والهدى من عنده، وبمن تكون له العاقِبة المحمودة في الدنيا والآخرة: نحن أم أنتم؛ 

إنه لا يفوز الظالِون.

✏️{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ(٣٨) 

وقال فرعون لسادة قومه: لا أعلم لكم إلهًا غيري! فأوقدِ النَّار يا هامان على الطين لِتجفيفه فيكون آجرًّا تبني لي به بناءً مرتفعًا؛ لعلِّي أنظر إلى إله موسى،وإنِّي لأظن موسى كاذبًا في زعمه!

✏️{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ(٣٩)

 وتكبر فرعون وجموده في الأرض عدوانًا وظلمًا من غير برهان وظنوا أنهم لايرجعون إلينا فنحاسبهم .

✏️{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ(٤٠) 

 فأخذنا فرعون وجنوده فألقيناهم في البحر فأغرقناهم أجمعين، فانظر كيف كانت نهاية الظالمين .

✏️{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ(٤١) 

 وجعلنا فرعون وقومه في الدنيا أئمة متبوعين يدعون الناس إلى أعمال أهل النار .

نسأل الله ألايجعلنا ممن يدعو للنار وإلى أعمال أهل النار وهم دعاة الفسق وأهل الفجور 🍃

✏️{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ(٤٢) 

وجعَلْنا اللَّعنةَ تتبعهم  واللعنة هي الطرد من رحمة الله جل جلاله 

ويوم القيامة هم من المقموتين المستقذر فعلهم وشكلهم .

        نسأل الله السلامة والعافيه 🍃

(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ)

مناسبة الآية لما قبلها ⬆️

لما كان من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ،

ومن سن سنة سيئةً كان عليه من وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .

▪️ لما كان الغالِب من حال الأئمة النّصرة، وكان قد أخبر عن خذلانهم في الدنيا؛ قال :

            (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ.)

أي: ويوم القيامة لا ينصر أحد فرعون وقومه، ولا يدفع عنهم عذاب الله تعالى .

✨🏷الفوائد التربوية ✨🏷

◽️ في قَولِه تعالى: قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ :-

أنه لاينبغي للمرء أن يثنيه عن قول الحق رده أو وصفه هو بالعيوب ، لأن موسى لم يتوقف عن الدعوة حينما قالوا له هذا ، بل استمر في الدعوة إلى الله وبهقامت الحجة ، مع أنه هدد بالسجن ،ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يبال بذلك .

▪️لذلك نأخذ منها فائدة على أن من يدعي الناس أن يصبر ،، مادام يعلم أنه على الحقّ حتى وإن قالوا في دعوته ماقالوا

كذلك فائده من قوله 🔃: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ :- أن من استكبر عن الحق فيه شبه من فرعون وجنوده .

🔃 قولُه: فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا :- فيه إسناد الفعل إلى الآمر به لمن كانت له سلطة الأمر ،، فمعلوم أن هامان لم يباشر البناء ، بل باشره العمال ، ولكن  نُسبالفعل إليه لأنه الآمر به.

▪️والفقهاء رحمهم الله اعتبروا هذا - فقالوا: لو أمر بالقتل غير مكلف فقتل : فالقود على الآمر ، لأنه هو السبب والحكم إليه .

◽️ 📍لذلك ينتبه الأنسان قد يأمر بمنكر ولكن لايفعله مثلاً يأمر بحضور شي مما يغضب الله عز وجل في مكان معين أنت الآمر وإن لم تكن ذهبت وأتيتبهذا المنكر في هذا المكان لكن أنت الآمر 

من الفوائد 🔃 الله سبحانه وتعالى هو الذي جعل العبد فاعلا، كما قال: 

<وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا> [الأنبياء]، 

وهنا قال تعالى <وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ، > فهو سبحانه الذي جعل أئمَّةَ الهدى يهدون بأمره؛

"وجعل أئمة الضلال والبدع يدعون إلى النار "

ودليل على أن الإمامة تكون في الشر كما تكون في الخير ؛ لأن معناه أن يصير المرء قدوة يؤتم به فيما يكون مقيمًا عليه .

▪️ وفرق بين من يقود الناس بأمر الله أو من يقودونهم بشريعته ، وبين من يقودهم إلى النار  !

◽️فمن أعظم العقوبات أن يكون الإنسان إمامًا في الشر، وذلك بحسب معارضته لآيات الله وبيناته .

- 🔃من الفوائد - قولُه تعالى: وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً :- فيه تحقير الدنيا ، فالدنيا وهي من الدنو الحسي والمعنوي .

أمّا الدنو الحسي فلسبقها على الآخرة ، فهي أدنى إلى المخلوقين من الآخرة .

"وأمّا الدنّو المعنوي فلما تضمنته من النقص في جميع كمالاتها ، فما من كما في الدنيا إلاّ وهو ناقص .

▪️والآن لو تأملت جميع المضار والمنافع الدنيوية تجدها مشوبة بالضرر والخطر - حتى هذا الزمان ، -في الدنيا -

🔃وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ :- صريح في أن فرعون عدوّ الله في الآخرة ، ،كما كان عدوَّه في الدنيا،

🏷✨وقفة هااامة 🏷✨

"نسأل الله أن يجعلنا دعاة للخير وأن يجنبنا طريق المعاصي  أحيانًا الأنسان قد يدعو إلى المعصية بدون أن يشعر 

خصوصًا أهل التدين وأهل القرآن دائمًا الناس تنظر إليهم بأنهم دعاة بأفعالهم ، ونسمعها دائمًا أهل القرآن يفعلون ذلك بدون ماتقولين هذا حلال أو حرام ،فيلباسك لبستِ لبس معين يقولون أهل القرآن يلبسون ذلك إذًا معناه هذا حلال أو حرام 

◽️ الأنسان يكون داعية إلى عز وجل ويتجنب أن يدعوا إلى النار بفعله فضلاً لو كان يدعوهم بقوله .

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير وما يقربنا من الله جل جلاله🍃

✏️{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣).

مناسبة الآية لما قبلها 🔃

لما ذكر تعالى ماآل إليه فرعون وقومه من غضب الله  عليهم وإغراقه لهم ، ذكر بالمقابل ماامتن به على رسوله موسى عليه السلام .

: ولقد آتَيْنا موسى :- التوارة من بعد ماأهلكنا بعذاب الاستئصال الأمم الماضيه التي كذبت رسلها ، كقوم نوح ، وعاد ، وثمود .

▪️ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.

أي: أتينا موسى التوارة ضياءً لبني إسرائيلَ يبصِرون به ما ينفعهم،

 وهُدًى -إلى الحق مِن الضّلالة، 

ورَحمةً -لهم؛ لِيتذكَّروا ويتّعظوا .

✏️{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤).

مناسبة الآية لما قبلها 🔃

لما بين سبحانه في هذه السورة من غرائب أمر موسى عليه الصلاة والسلام وخفي أحواله ما بين وكانت هذه الاخبار لايقدر أهل الكتاب على إنكارها نوعًا منالإنكار ، وكان من المشهور أن 

النّبي صلَّى الله عليه وسلم لم يعرفها ولا سواها من غيرِ الواحد القهار؛ 

أشار إلى ذلك سبحانه بقوله : 

<وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ >

أي: وما كنت حاضِرًا -يا محمد- في المكان الَّذي كلَّمنا فيه موسى وأوحينا إليه 

كما قال تعالى: <فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ>

وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ.:- وماكنت مشاهدً بعينيك تفاصيل ماحصل هناك .

✏️{وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥).

أي: ولكنا خلقنا أُمما من بعد موسى، فطالت مدة انقِطاع الوحيِ، فنُسي عهد الله، وترك أمره، واندرس العلم،  فأرسلنا محمدًا صلى الله عليه وسلم .

◽️وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا. 

لما نفى العلم تفاصيل ماجرى بطريق شهوده 

ماكنت من الشاهدين وما كنت موجود 

؛ نفى سبب العلمِ بذلك ، فقال:(وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا)

يعني - مقيمًا ومستقرًّا زمنًا طويلًا في أهل مدين؛ فتقرأَ على أهل مكة خبر ما وقع من شأن موسى عليه السلام في مدين .

وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ .أي: لم يقع ذلك، ولكنَّا أرسلناك وأوحينا إليك في القُرآن بتلك الأخبار الماضية .

✏️{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(٤٦) 

أي - وماكنت- يامحمد- بجانب الجبل حين كلمنا 

موسى وأوحينا إليه .

وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ :- أي ماكنت حاضرًا بحانب الطور ، ولكنا أوحينا إليك ماجرى ، رحمة منا بك وبالعباد.

لما❓(لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ.)

لما بين تعالى أن نبيه محمدًا عليه السلام لم يكن في تلك الأحوال حاضرًا ، بين تعالى أنه بعثه وعرفه هذه الأحوال؛ رحمةً للعالمين، ثم فسر تلك الرحمة بأن قال :

(لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ.)

لتنذر  العرب الذين لم يأتهم رسول من قبلك، من الكفر والشرك والضلال.

لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.:-لعلهم ،يتعظوا  وينيبوا إلى اللهِ؛ فيطيعوه ويعبدوه وحده لا شريك له.

🏷✨الفوائد العلميه واللطائف ✨🏷

في قَولِه تعالى: وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى:-  دلالة على أن موسى عليه السلام لما ذهب إلى فرعون لم تكن التوراة قد نزلت ،وإنما أُنزلت التوراة بعد أن غرق فرعون ، وخلص موسى عليه السلام ببني 

إسرائيل، فاحتاجوا إلى شريعة يعملون بها .

🔃 : وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى :- دليل على أنه بعد نزول التوراة انقطع الهلاك العام ، وشرع جهاد الكفار بالسيف .

▪️ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ :- أن الكتب النازلة من السماء أنوار نهتدي  بها؛ لِقَولِه تعالى: (بَصَائِرَ لِلنَّاسِ )

◽️ في قولِه تعالى: لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ -إثبات الحكمة في أفعال الله وشريعته ؛ 

▪️ قَولِه تعالى: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ :- 

أن الإنسان لايقبل خبره إلاّ إذا كان حاضرًا يسمع أو شاهدًا يرى .

لِقولِه: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ، -وقوله أيضًا: وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ؛ فإن الذي يمكن أن يخبر هو من حضر فسمع أو من قرب فشاهد ، أما الإخبار دونشهادة، فمثل هذا لا يقبل، وهذا أمر معلوم من الشرع .  

🔃 في قوله تعالى: وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ :- دلالة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث أخبر بذلك تفصيلً مطابقً ، وتأصيلً موافقًا .

◽️ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ :- أن الوحي يسمى قضاء  يقضي الله به وينزله على من يشاء من عباده . 

▪️ نستفيد من هذه الآيات شدة احتياجنا في هذا الزمان إلى هذه البصائر ،وهذا الوحي، وهذا النور الذي سماه الله به بصائر تتفتح به القلوب العمياء .

، ووصفه بقوله: وهدًى؛ حتى لانتخبط في هذه الفتن والضلالات .

◽️ وَرَحْمَةٌ؛ أن ماأعطانا الله وشرعه لنا هو رحمة بنا وبصائر لقلوبنا ينجينا من الظلمات إلى النور .

نسأل الله أن يعلق قلوبنا بهذا الوحي العظيم والتمسك بهديه صلى الله عليه وسلم 

اينما كنا . 🍃

           ♨️ نتوقف عند هذه الآية 

                اللطيفة ونكمل اللقاء

                  القادم بإذن الله ♨️

اللهم وصلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين 🍃

‏‎• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت

 أستغفرك وأتوب إليك