✍🏻 المجلس التدبّري لسورة القصص2️⃣
الاربعاء بتاريخ ٢٥-٥-١٤٤٣ هجري
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
تفسير الآيات من ( ١٧ ) إلى (٢٨)
.✏️{قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ( ١٧)
هذه الآية دلالة على أن مظاهرة المجرمين أنها تنافي الشكر .
📕؛ ولذلك قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مَظلومًا. فقال رجُلٌ: يا رسولَ الله، أنصُرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالِمًا، كيفَأنصُرُه؟ قال: تَحْجُزُه -أو تَمنَعُه- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلك نصْرُه))
▪️ فيها دلالة على العبد يستحضر نعم الله سبحانه وتعالى عليه بمحاسبة نفسه بكثرة رجوعه إلى الله،، والتأمل بأن هذه النعم واجبنا تجاه شكر الله تعالىبالقول والفعل والجوارح
نسأل الله أن يجعلنا شاكرين لنعم الله وأن يتمها علينا 🍃
✏️{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ( ١٨ )
يقول الله تعالى مبينًا ما كان مِن أمر موسى عليه السَّلام: فأصبَح موسى في المدينةِ الَّتي قتل فيها القِبطيَّ (خائِفًا يُراقِبُ ) مايتحدث به الناس في شإنه ، فإذابالرجل الإسرائيلي الذي طلب منه
النصرة على القبطي بالأمس يصرخ طالبًا منه أن ينصره على قبطي أخر!
فقال موسى للإسرائيلي الذي استغاث به؛ إنك لظاهر الغواية ، كثير الاقتتال لمن لاتطيق دفع شره !
✏️{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنتَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ(١٩)
فلما أراد موسى أن يأخذ القِبطي الذي هو عدو له وللإسرائيليِّ ويضربه، قال: يا موسى، أتريد أن تقتُلني اليَوم كما قتلت القِبطي بالأمس؟!
ما تريد إلا أن تكون متكبرا في الأرضِ،
(وما تريدُ أن تكون مِن المُصلِحينَ)
✏️{وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [٢٠]
وجاء رجُلٌ :- من آخر المدينة مسرعًا إلى موسى، قال له ناصِحا: يا موسى، إن أشرافَ قَومِ فِرعون يَتشاوَرون في قَتلِك،
فاخرُجْ :- مِن هذه المدينة، (إنِّي لك مِن النَّاصِحينَ.)
فخرج موسى مِن المدينةِ خائفا يَتلفت خشية أن يلحَقوا به فيقتلوه، وقال داعيا ربه: (رَبِّ نجِّني مِن قَومِ فِرعَونَ الظَّالمينَ.)
📍مناسَبة الآيات لِما قبلها📍
لَما ذَكرَ سبحانَه القتل، وأتبَعَه ما هو الأهَم مِن أمره بالنظَرِ إلى الآخرةِ؛ ذَكَر ما تسبب عنه مِن أحوال الدنيا،
فقال ✏️{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(٢١)
فَأَصبَح فِي المدِينَةِ (خَائِفًا يَتَرَقَّبُ).
- خائفًا أن يؤخذ بجنايته ،، فتفاجأ موسى بالرجل الاسرائيلي الذي طلب منه النصرة على الفرعوني بالأمس وهو يصيح طالبًا ينصره على فرعونيً آخر .
◽️ دار هذا الحوار بينهما ماتريد إلاّ أن تكون جبارًا في الأرض وماتريد تكون من المصلحين
الى أن جاء هذا الرجل من أقصى المدينة وأمره بالخروج من المدينة .
✨🏷هذه القصة فيها من الفوائد🏷✨
النميمة مفسَدة محرمة، لكنها جائزة أو مأمور بها إذا اشتملَت على مصلحة .
مثل : إذا نقل إلى مسلم أن فلانا عزم على قتلك
هل جائز ❓أن أنقل الخبر
، نعم جائز، بل واجب؛ لأنه توسل إلى دفع المفسدة عن المسلم يدل ذلك.
[وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ]
▪️ هذا لايدخل في الغيبة والنميمة بل قد يكون واجبًا أن يخبر بذلك وينصح ويحذّر من هذا الأمر
🏷 من الفوائد كذلك 🏷
المسارعة إلى النصح في الدماء
كذلك المسارعه في كل أمر يخاف فواته يجب المسارعة إليه .
▪️أن مَن قتل النفوس بغير حق، من الفساد في الأرض -لما قال -
[ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ]
◽️ قال موسى عليه السلام: (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )وصفَهم بالظلمِ؛ لأنَّهم مُشرِكون، ولأنهم أرادو قتلَه قِصاصًا عن قتلٍ خطَأٍ،
وذلك ظلم؛ لأن الخطَأ في القتل لا يَقتضي الجزاء بالقتلِ في نظر العقل والنَّقل
📌 من بلاغة الآيات:
- قوله: فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ الاستصراخ: المبالَغة في الصرراخ،
وهو : النداء،أصبح التعبير مخالف للفظتين يستصرخه مبالغه في صراخه واستغاثته .
♨️ من الفوائد كذلك:-
قَولُه تعالى: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)
- فيه مناسبة حسنة، حيث قال الله تعالى هنا: [وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ، ]
وفي سورة (يس) في قصةٍ أُخرى: [وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ]
▪️فقدم في الأولى رجل على من أقصى المدينة، وفي الثانيةِ أخَّرها؛ ووجهُ ذلك: -الله أعلم -
أن قصة سورة ( القصص) فيها أهتمام بالخير الذي جاء به ذلك الرجل، فقدم ذكره على ذكر المكان
فكونه جاءمن الأقصى و من الأدنى لايؤثر ، أما في قصة الرسل الثلاثة سورة ( يس) ففيها اهتمام بكون هذا الرجل بعيدًا عن الرسل ، وماجاء إلاّ ليؤكد صحةماجاؤوا به .
◽️ وقيل: الفائدة في تقديم ذكر الرجل في (القَصصِ) وتأْخيرِه في (يس):أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه .
▪️الناس يقولون : الرئيس الأجل فلان ؛ فالذي زيد في مدحه وهو صاحب (يس)- أمر بالمعروف ، وأعان الرسل وصبر على القتل
" والآخر إنّما حذر موسى من القتل فسلم موسى بقبوله مشورته، فالأول هو الآمر بالمعروف
والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصح الآمر.
وذكر(أقصى المدينةِ)؛لأن الرجلين جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف ، ولم يتقاعد لبُعد الطريق.
✏️{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (٢٢).
✨هذا دعاء عظيم اخرصي عليها في دعائك✨
يقولُ تعالى: ولما خرج موسى من مصر وتوجه إلى مدين ، قال: عسى أن يرشدني ربّي إلى الطريق الموصل إلى مدين .
✏️{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌكَبِيرٌ(٢٣)
ولما وصل ماء مدين وجد على الماء جماعة كثيرة من الناس يسقون مواشيهم
، ووجَدَ مِن دُونِهمُ امرأتَينِ:- تمنعان غنمهما : لئلا تختلط بأغنام الناس.
"قال موسى للمرأتينِ: ما شأنكما؟! قالتا: لا نسقي غنمنا إلَّا بعد أن يصرفَ الرعاة
، وأبونا شيخٌ كبيرٌ :- لايستطيع سقي الغنم بنفسه.
✏️{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
[٢٤]
فيقى موسى لهما غنمهما بلا أجرة ، ثم انصرف إلى الظل فقال: ربّ إني محتاج إلى أي شيء أنزلته إلي من أي خير كان .
✏️{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ
[٢٥]
فجاءت إحدى المرأتينِ إلى موسى تمشي مستحية قالت لموسى عليه السلام : إن أبي يدعوك ليكافئك على سقيك لنا الغنم .
.
فلمَّا- جاء موسى إلى أبيها -وقَصَّ -عليه خبره مع فرعون وقومه ، قال له الأب : -لا تخَفْ- فقد نجَوتَ -مِن هؤلاء -القَومِ الظَّالمينَ- إذ لاحكم لهم بأرضنا.
"ولما خرج موسى من مصر، وقصد جهة مدين بلا دليل يهديه، وخشي أن يضل الطريق ، قال عسى أن يبين لي ربي الطريق الموصل بسهوله ويسر .
♨️الفوائد من هذه القصة ♨️
▪️قال الله تعالى: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ:- في القصة ترغيب في الخير ، وحث على المعاونة على البر ، وبعث على بذل المعروف مع الجهد .
" أنه لاينبغي أن يحكم على الأمور إلاّ بعد معرفة الأسباب: فإن موسى لم يحكم على المرأتين بأي: حكم إلاّ بعد أن سألهما ، قال :( مَا خَطْبُكُمَا) يعني: لمااذاتَذودان غنمكما عن السقي ؟
◽️ في قَولِه تعالى: فَسَقَى لَهُمَا؛- أن الرحمة بالخلق، وإحسان المرء إلى من يعرف ومن لايعرف ؛ : مِن أخلاقِ الأنبياءِ —ومن الإحسان سقي ، الأنعام الماء،وإعانة العاجز.
▪️فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ :-
دليل على أن شكوى الضّر إلى الله مباحة - وسؤاله الغوث ( جائز)
"وليس على من أصابه ذلك أن ينتظر اتيانه من الله قبل المسألة ، اعتمادًا على ان الله جل جلاله يعلم حاله فيأتيه برزقه، لأنه - وإن كان كذلك -
فقال: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ
، وقال: [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ]
◽️فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ؛- بيان كمال خلق هاتين المرأتينِ؛ - حيث جاءت إحداهما تمشي غير مسرعة ولا مهرولة ، بل تمشي بهدوء وهذادليل على كمال الأدب .
📘 وعن عمرَ رضي الله عنه قال: (جاءَت تمشي على استحياءٍ، قائلةً بثوبِها على وجهِها، ليست بسَلْفَعٍ ، خرَّاجةٍ ولَّاجةٍ) .
"أي وكأنها لبست الحياء في مشيها ،،ولباسها وحديثها ،،،
▪️الحياءَ -من الكرام- هو من الأخلاق الممدوحة .
نسأل الله أن يرزقنا هذا الخلق العظيم 🍃
قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا :-
أن المكافاة على الإحسان لم تزل دأب الأمم السابقين.
قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا :-
ينبغي لإنسان كمال الأدب في الأساليب وإزالة الوحشة عن المخاطب ، لاسيما في مكان
فيه وحشة.
◽️ولهذا كان من أوصاف النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كان دائم البِشر، كثير التبسُّمِ. هذا يوجِب للإنسان إذا رأى هذا الخلق العظيم يقبل عليك ولا ينفرمنك.
"قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا :-
أستدت الدعوة إلى أبيها ، وعللتها بالجزاء ، لئلا يوهم كلامها ريبة ، وفيه من الدلالة على كمال العقل والحياء والعفة مالايخفى ،
وفيه من كمال الذكاء ، لأن نسبة الدعوة إلى الأب أقرب إلى إجابة موسى للدعوة، حيث يكون الداعي له رجلاً.
▪️لما قال :- وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ؛- أن قص الأخبار لايعد شكاية ، فلو قصصت على إنسان ماجرى عليك من المصائب، لايعتبر ذلك من الشكاية إليه.
؛ ولهذا يقالُ: هذا إخبار ، فالمريض يقول إخبار -مثلًا- لِمن سألَه عن حاله : إنِّي مريض، فهذا إخبار لا شكوى.
◽️والفرق بينهما أنَّ الشَّكوى تتضمَّن طلب إزالة الشَّيء، والتضَجر منه،
وأمَّا الخبر فإنَّه مجرد عن ذلك؛ فهو مجرد إخبار عن أمر وقع .
▪️قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :- البشارة بالأمن وتسكين الخائف، وقد قالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام ( لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ) ،وبشارة الخائف وتطمينه ضرب من الإحسان .
📍 بشروا أخوانكم وكل من يلجأ إليكم بعد الله سبحانه وتعالى حتى وإن كان أمره بعيد أو غير مطمئن التذكير والتطمئن له إذا صبر على مصابه ضرب منضروب الإحسان .
◽️ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ -
؛ كيف ساغ لموسى -عليه السلام- أن يعمل بقول امرأة؛ وأن يمشي معها وهي أجنبيةٌ؛
@ الجواب: أن الخبر يعمل فيه بقولِ امرأةٍ، فإن الخبر يعمل فيه بقولِ الواحد -حرا كان أو عبدا؛ ذكرا كان أو أنثى-، وما كانت مخبِرة إلَّا عن أبيها، وأماالمشي مع المرأة مع الاحتياطِ والتورع فلا بأس به .
قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ :-
من عَجيبِ صنعِ اللهِ: أنَّ هذا الكلام جاء مطابِقا لسؤالِ موسى؛ فموسى قد دعا ربه عندما خرج خائفًا مِن المدينة.
قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :-
✨ فجاء الجواب هنا مِن هذا الرجل:
(لَا تخف نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ؛ )
✨🏷وقفة هااامة 🏷✨
وهكذا تكون إجابة اللهِ تعالى للمضْطر مطابقة لسؤاله الله تعالى كريم يغدق على عبده ماسأله فلذلك لاتسكثري وتستعظمي أمنياتك ودعواتك وأنتِ تسألين الله،، الله قد يجبرك بالإجابة بشكل من الأشكال قد لايكون خطر لك على البال وكيف يكون جبر الله سبحانه وتعالى في إجابة الدعاء .
[رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ]؛ لما استراح مِن مشقة السقي -: واستخراجِ الدلوِ من البئرِ
ووجد برد الظل؛ تَذكرَ بهذه النعمة نعَما سابقة أسداها الله إليه؛ مِن نجاته مِن القتلِ، وإيتائه الحكمة والعلم، وتخليصه مِن تبعة قتل القبطي،
تَذكر جميع ذلك وهو في نعمة برد الظل، والراحة من التعب،
؛ فقوله: (إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ )شكر على نعم سلفت،
▪️التوسل الى الله دائم بهذه النعم يحب الله إذا افتقر العبد لله بسؤاله .لأي شيء أنزلت إليّ - قليل أو كثير .
إنِّي فقيرٌ - من الدنيا؛ لِأجلِ ما أنزلت إليَّ من خير الدينِافتقارك الى الله يأتيك الجواب والعطاء من الله جّل جلاله
✏️{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ(٢٦)
قالت إحدى المرأتين اللتين سقي لهما موسى عليه السلام، يا أبتِ استأجِر هذا الرجل؛ لرعي غنمنا وسقيها .
(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.) إن خير من تستأجره القوي على عمله ، الأمين الذي لايخون ماائتمن عليه.
◽️قيل أنها سمته قويًا لرفعه الحجر على رأس البئر،، وقيل لأنه استقى بدلو لايقلها إلاّ عدد كثير من الرجال ،،لذلك سمته قوي
وقيل الأمانه والقوة أخذت من سقيه لذلك وصف عليه السلام بهذ الوصفين
✏️{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَالصَّالِحِينَ (٢٧).
قال أبو المرأتين لموسى : إني أريد أزوجك إحدى ابنتي هاتين على أن ترعى لي الغنم ثمامي سنين .
.
"فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ.:- فإن أتممت رعي أغنامي عشر سنين ، فهذه الزيادة تفضل وإحسان منك ، وليست بواجبة .
."وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ:- وماأريد أن أكلفك مايشق عليك
"سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ.:- ستجدني في حسن المعاملة والصحبة ، ولين الجانب ، لايخرج كلانا عنه .
✏️{قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ(٢٨)
أي أجل من الأجلين قضيت؛ أطولهما الذي هو العشر أو أقصرهما الذي هو الثماني- فليس لك أن تظلمني وتعتدي علي فتطالبني بأكثر من ذلك .
وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ:- والله على ماقلنا وتعاقدنا عليه وشاهد علينا مراقب لنا: فليس لأي منا الخروج عن شيء مما اتفقنا عليه.
✨🏷من الفوائد🏷✨
قالت مشورة الأدنى للأعلى ؛ لقولها: -اسْتَأْجِرْهُ؛ لأن الأمر هنا ليس للإلزام ، ولكن للمشورة والعرض فقد يكون الأدنى أعلى من الأعلى في بعض الأمور .
كما أن المفضول قد يكون أفضل من الفاضل في بعض الأمور ، ويستفاد بيان أن مشورة الإنسان على أبيه لاتعد من التنقص له .
▪️يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ:- تلطف هذه المرأة في مخاطبة أبيها لقولها : (يَا أَبَتِ)، ولهذا قالوا: لا ينبغي للإنسانِ أنْ ينادي والده باسمه، كأن يقول: يا عبد الرحمن! يا محمد ! وما أشبه ذلك،
لأنه نوع مِن الاحتقارِ له،وكذلك من العقوق أن تنادي والدك ،أو والدتك بإسمهما هنا في تلطف [ ياأبتِ]
◽️ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ الاستِثناء غيرِ الدعاء وقد قالها موسى عليه السلام للخضر ستجدني إن شاء الله صابرا
" الاستثناء في غير الدعاء معناه توحيد وتفويض إلى الله وبراءة من الحول والقوة لذلك قال[سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ]
فوض أمره لله بإن يكون من الصالحين فلاينبغي للمرء أن يعزم على شي إلاّ مقرون بمشيئة الله
▪️ في قوله تعالى إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ:- هذين الوصفَين ينبغي اعتبارهما في كل من يتولى عملا بإجارة أو غيرها؛
في تقديمِ القوةِ على الأمانةِ في قَولِه تعالى: [الْقَوِيُّ الْأَمِينُ] دَليل على أنها أهم مِن الأمانةِ؛
لأنه كم مِن إنسانٍ أمينٍ، ولا يخشى منه الخيانة أبدا، لكِنّه ضعيف لا ينتِج ولا يثمِر! وكم مِن إنسان قوي في أداءِ عمله،
" لكِنه ضعيف في أمانتِه! فالثاني أحسن لإقامة العملِ؛ ولهذا تجد كثيرًا مِن الناس -الَّذين لديهم قوة وحزم وتصرف- تجدهم ينتجون من الأعمال أكثر بكثيرمن قوم ضعفاء وعندهم أمانة.
◽️ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ :-
دليل على أن ظاهر عمل الطاعة في الإنسان يستدل به على عدالته وأمانته
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ) :اعتبار الإيجاب والقبول في عقد النكاح ؛ الإيجاب من صاحب مدين
؛ لِقَولِه:[ أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي] والقبول من موسى، بقَولِه: (ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) ومعناه : إني موافق وقابل .
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ ) هذا قول من ❓قول الأب
▪️ فيه عرض الولي ابناه على الرجل وهذه سنة قائمة ؛ عرض صالح مدين ابنته على صالح بني إسرائيل.
وعرض عمر بن الخطَّاب ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان،
◽️ قال ابن عمر: لَمَّا تأيمَت حفصة قال عمر لعثمان: إن شِئْتَ أنكحْتُك حفصةَ بنتَ عمرَ.. . فمِنَ الحسَنِ عرض الرجلِ وليته على الرجل الصَّالح؛ اقتداءً بالسَّلفالصَّالح
"إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ :- استدل مالك بهذه الآية - على إنكاحِ البكرِ بغيرِ استئمارٍ؛ لأنه لم يذكر فيها استئمارًا ، وهو أخذ بظاهر الآية
📕 لذلك قال الشافعي وكثير من العلماء إذا بلغت الصغيرة فلايزوجها أحد إلاّ برضاه لأنها بلغت حد التكليف .
أمّا إذا كانت صغيره فإنه يزوجها بغير رضاه لأن لاإذن لها ولاخلاف إذا جاء من يرى صلاحه
✨🏷. وقفة جميلة 🏷✨
"سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ :- ليس هذا مِن تزكية النفسِ المنهي عنه؛ الأنسان مطالب بإن يعرف بنفسه لكن تعريف النفس بدرجة ليس فيها كبر ولااستعلاء ولا تزكية نفس
؛ فأمَّا ما كان لغرضٍ في الدين أو المعاملة،
فذلك حاصِل لداعٍ حسنٍ، كما قال يوسف عليه السلام: ((اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )) هنا عرف يوسف عليه السلام نفسه بلغة لاغرور فيهاإنما توليه في الدين ومعاملات وغير ذلك .
▪️نحن نحتاج لمثل ذلك لاتخجلي من تعريف نفسك ومالديك من مهارات خصوصًا في توليك بعض المناصب أن الأنسان يخبر بما عنده بلغة واضحه
.
◽️ : ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ:- استدل به على أن العقود ليست لها صيغ معينة .
في قَولِه تعالى: (عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) جواز إشهاد الله على العقد، ولكن شرعًا لايقتصر على ذلك .
لكن باطنًا فيما بينهم وبين الله يكتفي به ، ويستفيد الرجل إذا شهد الله او جعله الوكيل الحفيظ المراقب.
"أن يذكر بانتقام الله سبحانه في هذا العقد ولايستخف به،، فما بالك إذا كان في حق الله جلّ جلاله كيف يحفظ هذا العهد والميثاق الله كان وكيلٌ رقيب حفيظعلى هذا .
▪️وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ :- إيجاز بليغ فحقيقة : شققت عليه، وشق عليه يعني أن الأمر إذا تعاظم شق عليك. هنا قال( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ)
◽️ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ :- وقعت (ما) في أَيمَا صِلة للتَّأكيدِ؛
لِيصير الموصول شبيها بأسماءِ الشرط؛ لأن تأكيد (ما) في اسمِ الموصولِ من الإبهامِ يكسِبه عموما، فيشبِه الشرط؛ فلذلك جعل له جواب كجواب الشرطِ .
- وقولُه: فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ : أبلغ في إثبات الخيرة ، وتساوي الأجلين في القضاء من أن يقال :
(إنْ قضَيْتُ الأقصَرَ فلا عُدوانَ علَيَّ)
✏️{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ(٢٩).
📍تفسير هذه الآية الكريمة تكون بداية اللقاء القادم بإذن الله ♨️
▪️ نسأل الله أن يرزقنا هذه الأوصاف التي ذكرها الله في موسى عليه السلام ،،وما مر به في قصة دعاءالله سبحانه وافتقاره لله تعالى
◽️ ماقال الله سبحانه يرى مكاني ويعلم حالي إنما [لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ]
" احيانًا الأنسان يتعزز بما لديه من قوة، من علم يعرف الطريق ،،ولديه من العلم والمال والكساء والغذاء قد يعتمد على حوله وقوته لكنه يخذل ،،يشعر بالنصبوالتعب .
▪️ لكن لو لجأ الأنسان إلى ربَّه عز وجل ونحن في هذه الحياة الدنيا وانتقال في السفر من مكان إلى مكان وإنما نحن في هذه الدنيا كلنا مسافرون علينا .
أن نسأل الله أن (يهدينا سواء السبيل )وأنتِ خارجه من منزلك حتى في بيتك في عبادتك لله تقومي بواجب تربيتك ودورك في بيتك دائم اجعلي لسانك يلهجبهذه الدعوة
<<رَبِّي أهدني سَوَاءَ السَّبِيلِ>>
..
هذه الدعوة مهدت لموسى عليه السلام كثير من النعم
◽️ نسأل الله أن يرزقنا مارزق عباده الصالحين من يقين وتعلق بالله جلّ جلاله 🍃
ايضًا << رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ>>
لايسكثر العبد ولايستعظم دعواته على الله فإن المنعم جلّ جلاله إذا أعطى أدهش
نسأل الله أن يدهشنا بعطائه ويرزقنا شكر نعمه🍃
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 🍃
اللهم وصلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين 🍃
• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
💖💞💞💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق