✍🏻 ختام مجلس تدبّر سورة ( الأحزاب)
الخميس ٣- محرم - ١٤٤٣ هجري
💦 وقفة جميلة وهااادفة عن عام مضى وعام قادم
للأستاذه 🤍 بارك الله في علمها ونفع بها الإسلام والمسلمين ✨
" أخواتي المباركات 🌟
لايخفى عليكم أن لنا في تعاقب الأيام ، والشهور، والسنوات وتصرمها محاسبة لأنفسنا - هاهي سنة -١٤٤٢ - من الهجرة على صاحبهاأفضل الصلوات وأتم التسليم
*قد انطوت وماقدمنا فيها وماأودعنا*
🍃 نسأل الله عزوجل أن يغفر لنا تقصيرنا فيها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال ،، ونستقبل عام جديد بطاعة ورضوان من العلي القدير .
" ولاشك أن الأنسان يودع كذلك يومه ، عليه أن يحاسب نفسه ، وماقدم ،، وأن يحسن الظن بالله عز وجل،
يتوكل على الله ، ويستعين بالله في كل مايقابله فبقدر مانحسن الظن بالله يكون القادم أجمل
*جددي نواياك*
*سطري امنياتك *
لاتجعلي الأيام تمر عليك سبهللا، لاقدمنّا عمل خير، ولا حفظنا ،وكل يوم نقول غدًا ،، نؤجل الأيام
والأعمار تمضي
والسنوات تسير ،، <لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ >
•لايثبطك الكسل،، ولايحبطك اليأس،، ولايضيق بك البأس
"ارفعوا سقف الأماني على الله ،، ألحيّ على الله بالدعاء والتضرع ،،
وإذا قلنا تضرع لله ليس أن يكون الأنسان بحاجه ،أي بشي يحرك قلبه للتضرع
"إذا كان مبتلى أومهموم لايغفل عن الغني الوهاب
"لكن الأنسان محتاج إلى الهداية، والثبات
"دائم تضرعي إلى الله في الثلث الآخر ،، في أي وقت من أوقات الإجابة ،، الّحي على الله الحفيظ أن يحفظ عليك دينك،، أن يهديك
" لاتجعلي أمور الدنيا تأخذ حيّز كبير من دعائك وتضرعك لله ،،
" هل فعلنا شي يحرك فينا هذا الهم وهو أن الله يهدينا،، أن يثبتنا،، فعلاً هذا هم أن الأنسان يحمل هم ثبات الدين في قلبه،، يحمل هم أنالله يثبته إلى آخر ساعة ولحظه من حياته
"هل قمنا بالسحر وتبتلنا إلى الله، والهاجس الذي لايغفل عن أعيننا وهو الخوف أن يضلنا الله بعد إذ هدانا
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي
📕يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، ا باعبادي! كلكم جائعإلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم،
"قد استطعمناه واستكسوناه فهلاّ
استهديناه،،
"فلا نغفل عن (اللهم اهدنا فيمن هديت لما اختلف فيه من الحق بإذنك )
"الضلالة لانراها لكن تخيليها مرض، وفقر، وظلم
"نادي الله تضرعي لله، أجعليه عام مختلف عن الأعوام السابقة،، قولي يارب اهدني ، يارب أعوذ بك أن نكون من الأخسرين أعمالا.
<قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا .>
" يارب إيمانك الذي تريد،، يقينًا كالذي تحب
"يارب أهدنا للصراط المستقيم، ودلنا وأرشدنا وثبتنا عليه إلى أن نلقاك،
*اللهم آمين *
📌 أخواتي--
كلنا بحاجة لمحاسبة أنفسنا،، بحاجة للتذكير في هذه المواسم والأوقات التي يمن الله عز وجل، كل يوم نصبح فيه وكل عام يمدك الله فيهبعمرك ،
"اعلمي أنه غنيمة وهدية من الله
عز وجل ،، اعمري هذا اليوم بما يقربك من الله عز وجل ،، لاتجعلي الهموم ، والأمراض، والأحزان، تقطعك عن الله
عز وجل
" لاشك أن الدنيا جبلت على كدر، ووجود المنغصات في هذه الحياة الدنيا، لمَ❓ حتى لاتركن القلوب إليها ، حتى لاتتعلق القلوب بهذه الدنيا، فإذا أيقنّا هذه الحقيقة ، عشنا أعوامنا القادمة
🍃 نسأل الله أن تكون لخير وأن يقربنا لطاعته ،،عشنا ونحن في كل قدر يسبقه التوكل ويعقبه الرضا،،
"كل أمر تقبلين عليه دائم اسبقيه بالتوكل ، ابذلي الأسباب، توكلي على الله ثم بعد ذلك ارضي بما قسم الله لكِ ، مادمتِ ضارعة وتدعي اللهومفتقرة الى الله في كل شي وعلى --رأسها أن يهديك ويحفظ علينا الإيمان،، --
ويكفينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن
💦اللهم آمين 💦
نكمل ماتبقى من تفسير سورة الاحزاب
من ايـة ( ٥٣ ) إلى آخر السورة
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
وهي في آداب الدخول الى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ( وآية الحجاب)
فقال الله تعالى
✏️{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ...
" فيها أحكام وآداب شرعية ، وهي مما وافق تنزيلها قول عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، كما ثبت ذلك في الصحيحين عنه أنه قال : وافقتربي عز وجل في ثلاث ، فقلت : يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ؟ فأنزل الله : < وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّ> وقلت : يارسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر ، فلو حجبتهن ؟ فأنزل الله آية الحجاب . وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لما تمالأنعليه في الغيرة : )
قال تعالى<عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ>
📚 وقد روى البخاري :- قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ البَرُّ وَالفَاجِرُ ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِالحِجَابِ ، فَأَنْزَلَاللَّهُ آيَةَ الحِجَابِ "
وروى البخاري عن أني بن مالك ضي الله عنه قال :/ لما تزوج النبي ﷺ زينب بنت جحش، دعا القوم فطعموا. ثم جلسوا يتحدثون. قال:فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا. فلما رأى ذلك قام. فلما قام من قام من القوم.
: فقعد ثلاثة. وإن النبي ﷺ جاء ليدخل فإذا القوم جلوس. ثم إنهم قاموا فانطلقوا. قال: فجئت فأخبرت النبي ﷺ أنهم قد انطلقوا. قال: فجاءحتى دخل. فذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه. قال: وأنزل الله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلىطعام غير ناظرين إناه} ؛ إلى قوله { إن ذلكم كان عند الله عظيما}.
فقوله : ( لا تدخلوا بيوت النبي ) : حظر على المؤمنين أن يدخلوا منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن ، كما كانوا قبل ذلك يصنعونفي بيوتهم في الجاهلية وابتداء الإسلام ، حتى غار الله لهذه الأمة ، فأمرهم بذلك ، وذلك من إكرامه تعالى هذه الأمة; ولهذا قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء " .
ثم استثنى من ذلك فقال : ( إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ) .
قال مجاهد وقتادة وغيرهما : أي غير متحينين نضجه واستواءه ، أي : لا ترقبوا الطعام حتى إذا قارب الاستواء تعرضتم للدخول ، فإن هذايكرهه الله ويذمه . وهذا دليل على تحريم التطفيل ، وهو الذي تسميه العرب الضيفن ،
ثم قال تعالى : (وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ
. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا أحدكم أخاه فليجب ، عرسا كانأو غيره " .
لهذا قال : ( ولا مستأنسين لحديث ) أي : كما وقع لأولئك النفر الثلاثة الذين استرسل بهم الحديث ، ونسوا أنفسهم ، حتى شق ذلك علىرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
كما قال الله تعالى :إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ -
وقيل : المراد أن دخولكم منزله بغير إذنه كان يشق عليه ويتأذى به ، لكن كان يكره أن ينهاهم عن ذلك من شدة حيائه ، عليه السلام ، حتىأنزل الله عليه النهي عن ذلك;
ولهذا قال : وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ :-أي : ولهذا نهاكم عن ذلك وزجركم عنه .
ثم قال تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ
أي : وكما نهيتكم عن الدخول عليهن ، كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ، ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ،
ولا يسألهن حاجة إلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } أي: يكون بينكم وبينهن ستر، يستر عن النظر، لعدم الحاجة إليه.
فصار النظر إليهن ممنوعًا بكل حال، وكلامهن فيه التفصيل، الذي ذكره اللّه، ثم ذكر حكمة ذلك بقوله:
ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ :-لأنه أبعد عن الريبة، وكلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأطهر لقلبه.
فلهذا، من الأمور الشرعية التي بين اللّه كثيرًا من تفاصيلها، أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته، ممنوعة، وأنه مشروع، البعد عنها، بكلطريق.
ثم قال كلمة جامعة وقاعدة عامة:
وَمَا كَانَ لَكُمْ - يامعشر المسلمين ، أي: غير لائق ولا مستحسن منكم، بل هو أقبح شيء
أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ :- أي: أذية قولية أو فعلية، بجميع ما يتعلق به،
{ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا } هذا من جملة ما يؤذيه، فإنه صلى اللّه عليه وسلم، له مقام التعظيم، والرفعة والإكرام، وتزوج زوجاته[بعده] مخل بهذا المقام.
وأيضا، فإنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، والزوجية باقية بعد موته، فلذلك لا يحل نكاح زوجاته بعده، لأحد من أمته.
{ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (٥٣) وقد امتثلت هذه الأمة، هذا الأمر، واجتنبت ما نهى اللّه عنه منه، وللّه الحمد والشكر.
ثم بين الله تعالى وقال ✏️{ إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا } أي تظهروه { أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ( ٥٤)
يعلم ما في قلوبكم، وما أظهرتموه، فيجازيكم عليه.
📌 ثم جاءت الاية التي لاتحتجب المرأة فيه من الأقارب
✏️{لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ۗ وَاتَّقِينَ اللَّهَ ۚ إِنَّاللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (٥٥)
لما أمر تعالى النساء بالحجاب من الأجانب ، بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب منهم ، كما استثناهم في سورة النور ، عند قوله : <وَلَايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ >
إلى آخرها ،
قوله : ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن ) قلت : ماشأن العم والخال لم يذكرا ؟ قالا هما ينعتانها لأبنائهما . وكرها أن تضع خمارها عند خالها وعمها .
وقوله : ( ولا نسائهن ) : يعني بذلك : عدم الاحتجاب من النساء المؤمنات .
وقوله : ( ولا ما ملكت أيمانهن ) يعني به أرقاءهن - قال سعيد بن المسيب : إنما يعني به الإماء فقط . رواه ابن أبي حاتم .
" قال السعدي رحمه الله في هذه الاية :- لما ذكر أنهن لا يسألن متاعًا إلا من وراء حجاب، وكان اللفظ عامًا [لكل أحد] احتيج أن يستثنى منههؤلاء المذكورون، من المحارم، وأنه
{ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ } في عدم الاحتجاب عنهم.
ولم يذكر فيها الأعمام، والأخوال، لأنهن إذا لم يحتجبن عمن هن عماته ولا خالاته، من أبناء الإخوة والأخوات، مع رفعتهن عليهم، فعدماحتجابهن عن عمهن وخالهن، من باب أولى، ولأن منطوق الآية الأخرى، المصرحة بذكر العم والخال، مقدمة، على ما يفهم من هذه الآية.
: { وَاتَّقِينَ اللَّهَ } أي: استعملن تقواه في جميع الأحوال حتى وإن كانت المرأة لاتتحجب لاتغطي وجهها ومفاتن جسمها عند محارمهن لكن لمّاجاء ( واتقين الله) يبقى حياء المرأة وعفتها حتى أمام محارمها ،، لاتظهري مفاتنك ،، ولاتلبسي ماشئتِ من الشفاف والقصير مايظهر مفاتنك،،
هذا لاينبغي ابدًا حتى لو أمام محارمك
والدليل القوي على ذلك قوله ( واتقين الله) كرر أمر التقوى في جميع أحوالك
{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا }
جاءبهذا الوصف :/ يشهد أعمال العباد، ظاهرها وباطنها، ويسمع أقوالهم، ويرى حركاتهم، ثم يجازيهم على ذلك، أتم الجزاء وأوفاه.
حتى في خلوتك لابد من خشية الله
لأنه شهيد على كل شي لاتخفى عليه خافيه فـ راقبي الرقيب.
🍃 نسأل الله أن يرزقنا العمل بالقرآن
والعفاف والحشمةويكفينا شر الفتن ماظهر منها ومابطن.
🍃 نسأل الله الستير ان يستر عوراتنا في الدنيا والآخرة أنه ولي ذلك والقادر عليه.
📌 ثم جاءت الآيات التي فيها الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال جلّ جلاله .
✏️{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)
وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه، ورفع ذكره. <وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ>
و { إِنَّ اللَّهَ } تعالى { وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ } عليه، أي: يثني اللّه عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له، وتثني عليه الملائكةالمقربون، ويدعون له ويتضرعون.
📘 قال أهل العلم قالوا : صلاة الرب : الرحمة ، وصلاة الملائكة : الاستغفار .
ثم قال عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم،وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه ، عليه الصلاةوالسلام، ما علم به أصحابه:
"اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آلإبراهيم إنك حميد مجيد"
" وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة
📚 روى البخاري - عن سعيد الخدري رضي الله عنه - قال / قلنا يارسول الله هذا الصلاة عليك كيف نصلي عليك قال - قولوا : اللهم ، صلعلى محمد ، وعلى آل محمد ، [ كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد ] كما باركت على آلإبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
💧 عن فضالة بن عبيد ، رضي الله عنه ، قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ، لم يمجد الله ولم يصل علىالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجل هذا " . ثم دعاه فقال له ولغيره : " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميدالله ، عز وجل ، والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ثم ليدع [ بعد ] بما شاء " .
💧 عن الرحمن بن عوف قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته ، فدخل فاستقبل القبلة ، فخر ساجدا ، فأطالالسجود ، حتى ظننت أن الله قد قبض نفسه فيها ، فدنوت منه ثم جلست ، فرفع رأسه فقال : " من هذا ؟ " فقلت : عبد الرحمن . قال : " ماشأنك ؟ " قلت : يا رسول الله ، سجدت سجدة خشيت أن [ يكون ] الله ، عز وجل ، قبض نفسك فيها . فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني أنالله ، عز وجل ، يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه - فسجدت لله عز وجل ، شكرا " .حتى رفع النبي صلى اللهعليه وسلم رأسه ، فقال : " أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني ، إن جبريل أتاني فقال : من صلى عليك من أمتك واحدة ،صلى الله عليه عشر صلوات ، ورفعه عشر درجات .
📒 روى الترمذي عن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : " يا أيها الناس ،اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه " .
قال أبي : قلت : يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : " ما شئت " . قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت ، فإنزدت فهو خير لك " . قلت : فالنصف ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : فالثلثين ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن تكفى همك ، ويغفر لك ذنبك
💧يعني الصلاة والسلام على رسول الله في كل الأوقات سبب في كفاية الهموم و مغفرة الذنوب 💧
📌 و البخيل من ذكرت عنده ، ثم لم يصل علي " .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي . [ ورغم أنف رجل دخل عليه شهررمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له ] ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة "
🍃 نسأل الله أن يرزقنا هذه الأعمال المقربة إليه صلى الله عليه وسلم .
📍 مواقع الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام
💧 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي; فإنه من صلى علي صلاة صلى اللهعليه بها عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلةحلت عليه الشفاعة " .
📗 عن ابن طاوس ، عن أبيه ، سمعت ابن عباس يقول : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وأعطه سؤله في الآخرةوالأولى ، كما آتيت إبراهيم وموسى ، عليهما السلام . إسناد جيد قوي صحيح .
💧 ومن ذلك : عند دخول المسجد والخروج منه : للحديث الذي رواه الإمام أحمد :
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال : " اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك "
. وإذا خرج صلى على محمد وسلم ، ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك " .
💧 ومن ذلك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة : فإن السنة أن يقرأ في التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب ، وفي الثانية أنيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الثالثة يدعو للميت ، وفي الرابعة يقول : اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده .
💧ومن ذلك : أنه يستحب ختم الدعاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
ومن [ آكد ] ذلك : دعاء القنوت : لما رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، ، ، رضي الله عنهما ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتأقولهن في الوتر : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ،فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت تباركت [ ربنا ] وتعاليت " .
💧 ومن ذلك : أنه يستحب الإكثار من الصلاة عليه [ في ] يوم الجمعة وليلة الجمعة : قال الإمام أحمد : ، عن أوس بن أوس الثقفي ، رضيالله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي " . قالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ - يعني : وقدبليت - قال : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " .
💧اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.💧
📌 ثم جاءت الآيات التي في أذية النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أذى الله ورسوله لعنه في الدنيا والآخرة
🍃نسأل الله السلامة والعافيه🍃
قال ✏️{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (٥٧)
.لما أمر تعالى بتعظيم رسوله صلى اللّه عليه وسلم، والصلاة والسلام عليه، نهى عن أذيته، وتوعد عليها
فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } وهذا يشمل كل أذية، قولية أو فعلية، من سب وشتم، أو تنقص له، أو لدينه، أو ما يعود إليه بالأذى.
{ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا } أي: أبعدهم وطردهم، ومن لعنهم [في الدنيا] أنه يحتم قتل من شتم الرسول، وآذاه.
{ وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } جزاء له على أذاه، أن يؤذى بالعذاب الأليم، فأذية الرسول، ليست كأذية غيره، لأنه -صلى الله عليه وسلم- لايؤمن العبد باللّه، حتى يؤمن برسوله صلى اللّه عليه وسلم.
وله من التعظيم، الذي هو من لوازم الإيمان، ما يقتضي ذلك، أن لا يكون مثل غيره.
✏️{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (٥٨)
وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة، وإثمها عظيمًا، ولهذا قال فيها: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } أي: بغير جناية منهمموجبة للأذى { فَقَدِ احْتَمَلُوا } على ظهورهم { بُهْتَانًا } حيث آذوهم بغير سبب { وَإِثْمًا مُبِينًا } حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر اللّهباحترامها.
" ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجبًا للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ، وتعزير من سب العلماء، وأهلالدين، أعظم من غيرهم
وقوله : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) أي : ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه ، ( فقد احتملوا بهتاناوإثما مبينا ) وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه ، على سبيل العيب والتنقص لهم
📕 عن أبي هريرة ، أنه قيل : يا رسول الله ، ما الغيبة ؟ قال : " ذكرك أخاك بما يكره " . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إنكان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .
🍃 نسأل الله أن يحفظ ألستنا عن العالمين ،ويجعل كتابنا في عليين
✏️{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (٥٩)
هذه الآية، التي تسمى آية الحجاب
، فأمر اللّه نبيه، أن يأمر النساء عمومًا، ويبدأ بزوجاته وبناته،
لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر [لغيره] ينبغي أن يبدأ بأهله، قبل غيرهم
أن { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ } وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي: يغطين بها، وجوههن وصدورهن.
" هذه الآية في وجوب تغطية الوجه
الجلباب مايغطى به الوجه والصدر
ثم ذكر حكمة ذلك، فقال: { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ- ماسبيل معرفة المرأة في وجهها--
فَلَا يُؤْذَيْنَ } دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض،فيؤذيهن، وربما استهين بهن،
فتهاون بهن من يريد الشر. فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن.
{ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم، بأن بين لكم الأحكام، وأوضح الحلال والحرام، فهذا سد للباب من جهتهن.
✏️{لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (٦٠ )
وأما من جهة أهل الشر فقد توعدهم بقوله: { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } أي: مرض شك أو شهوة
{ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ } أي: المخوفون المرهبون الأعداء، المحدثون بكثرتهم وقوتهم، وضعف المسلمين.
ولم يذكر المعمول الذي ينتهون عنه، ليعم ذلك، كل ما توحي به أنفسهم إليهم، وتوسوس به، وتدعو إليه من الشر، من التعريض بسب الإسلاموأهله، والإرجاف بالمسلمين، وتوهين قواهم، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة،
{ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } أي: نأمرك بعقوبتهم وقتالهم، ونسلطك عليهم، ثم إذا فعلنا ذلك، لا طاقة لهم بك، وليس لهم قوة ولا امتناع،
ولهذا قال: { ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا } أي: لا يجاورونك في المدينة إلا قليلاً، بأن تقتلهم أو تنفيهم.
وهذا فيه دليل، لنفي أهل الشر، الذين قد يتضرر بإقامتهم بين أظهر المسلمين،
✏️{مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (٦١)
{ مَلْعُونِينَ أي: مبعدين، أين وجدوا، لا يحصل لهم أمن، ولا يقر لهم قرار، يخشون أن يقتلوا، أو يحبسوا، أو يعاقبوا
ثم قال تعالى ✏️{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢)
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ } أن من تمادى في العصيان، وتجرأ على
ال أذى، ولم ينته منه، فإنه يعاقب عقوبة بليغة.
{ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } أي تغييرًا، بل سنته تعالى وعادته، جارية مع الأسباب المقتضية لأسبابها
: وسنة الله في ذلك لا تبدل ولا تغير .
📌 ثم جاءت الآيات حتى يتعلق الأنسان والمرأة خاصه حتى تتعلق بالله ، بعد ماجاء التهديد والتنبيه على المنافقين الأشرار بالتذكير بيومالقيامة .ولايعلمها إلاّ الله فقال :
✏️{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣)
أي: يستخبرك الناس عن الساعة، استعجالاً لها، وبعضهم، تكذيبًا لوقوعها، وتعجيزًا للذي أخبر بها.
{ قُلْ } لهم: { إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ } أي: لا يعلمها إلا اللّه،
{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا } ومجرد مجيء الساعة، قرباً وبعدًا، ليس تحته نتيجة ولا فائدة، وإنما النتيجة والخسار، والربح، والشقاوالسعادة، هل يستحق العبد العذاب، أو يستحق الثواب؟ فهذه سأخبركم بها، وأصف لكم مستحقها.
فوصف مستحق العذاب، ووصف العذاب، لأن الوصف المذكور، منطبق على هؤلاء المكذبين بالساعة
فقال:-
✏️{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤)
{ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ } [أي:] الذين صار الكفر دأبهم وطريقتهم الكفر باللّه وبرسله، وبما جاءوا به من عند اللّه، فأبعدهم في الدنيا والآخرةمن رحمته، وكفى بذلك عقابًا،
{ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا } أي: نارًا موقدة، تسعر في أجسامهم، ويبلغ العذاب إلى أفئدتهم.
✏️{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٦٥)
ويخلدون في ذلك العذاب الشديد، فلا يخرجون منه، ولا يُفَتَّر عنهم ساعة.
ولَا يَجِدُونَ وَلِيًّا فيعطيهم ما طلبوه { وَلَا نَصِيرًا } يدفع عنهم العذاب، بل قد تخلى عنهم الولي النصير، وأحاط بهم عذاب السعير، وبلغ منهممبلغًا عظيمًا
( خالدين فيها أبدا ) أي : ماكثين مستمرين ، فلا خروج لهم منها ولا زوال لهم عنها ، ( لا يجدون وليا ولا نصير ا ) أي : وليس لهم مغيث ولامعين ينقذهم مما هم في
✏️{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (٦٦)
فيذوقون حرها، ويشتد عليهم أمرها، ويتحسرون على ما أسلفوا.
أول امنية { يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ } فسلمنا من هذا العذاب، واستحققنا، كالمطيعين، جزيل الثواب.
" ولكن أمنية فات وقتها، فلم تفدهم إلا حسرة وندمًا، وهمًا، وغمًا، وألمًا
" دلالة على أن أعظم واقي لك هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ثم قالوا :-
✏️{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧)
وقلدناهم على ضلالهم،
ولما علموا أنهم هم وكبراءهم مستحقون للعقاب، أرادوا أن يشتفوا ممن أضلوهم،
فقالوا: ✏️{ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } ( ٦٨)
فيقول اللّه لكل ضعف، فكلكم اشتركتم في الكفر والمعاصي،
📌 ثم يأتي النداء من الله على موسى عليه السلام في افتراء اليهود عليه فقال:-
✏️{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩)
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن أذية رسولهم، محمد صلى اللّه عليه وسلم، النبي الكريم، الرءوف الرحيم، فيقابلوه بضد ما يجب له من الإكراموالاحترام، وأن لا يتشبهوا بحال الذين آذوا موسى بن عمران، كليم الرحمن، فبرأه اللّه مما قالوا من الأذية، أي: أظهر اللّه لهم براءته. والحالأنه عليه الصلاة والسلام، ليس محل التهمة والأذية، فإنه كان وجيها عند اللّه، مقربًا لديه، من خواص المرسلين، ومن عباده المخلصين، فلميزجرهم ما له، من الفضائل عن أذيته والتعرض له بما يكره، فاحذروا أيها المؤمنون، أن تتشبهوا بهم في ذلك،
" والأذية المشار إليها هي قول بني إسرائيل لموسى لما رأوا شدة حيائه وتستره عنهم: "إنه ما يمنعه من ذلك إلا أنه آدر" أي: كبير الخصيتين،واشتهر ذلك عندهم، فأراد الله أن يبرئه منهم، فاغتسل يومًا، في العراء ووضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، فأهوى موسى عليه السلامفي طلبه، فمر به على مجالس بني إسرائيل، فرأوه أحسن خلق اللّه، فزال عنه ما رموه به
ثم قال بعد ذلك ✏️{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)
يأمر تعالى المؤمنين بتقواه، في جميع أحوالهم، في السر والعلانية، ويخص منها، ويندب للقول السديد، وهو القول الموافق للصواب،
والقول السديد هو ، من قراءة قرآن ، وذكر، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتعلم علم وتعليمه، والحرص على إصابة الصواب، في المسائلالعلمية، وسلوك كل طريق يوصل لذلك، وكل وسيلة تعين عليه.
" ومن القول السديد، لين الكلام ولطفه، في مخاطبة الأنام،
.
ماثمرة ذلك ؟
✏️{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)
📌 ثم ذكر ما يترتب على تقواه، وقول القول السديد فقال: { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي: يكون ذلك سببًا لصلاحها، وطريقًا لقبولها، لأناستعمال التقوى، تتقبل به الأعمال كما قال تعالى: { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
ويوفق فيه الإنسان للعمل الصالح، ويصلح اللّه الأعمال [أيضًا] بحفظها عما يفسدها، وحفظ ثوابها ومضاعفته، كما أن الإخلال بالتقوى،والقول السديد سبب لفساد الأعمال، وعدم قبولها، وعدم تَرَتُّبِ آثارها عليها.
{ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أيضًا { ذُنُوبَكُمْ } التي هي السبب في هلاككم، فالتقوى تستقيم بها الأمور، ويندفع بها كل محذور ولهذا قال: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَوَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
📍 ثم جاءت الآيات التي فيها حمل الأمانة - قال تعالى-
✏️{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (٧٢)
يعظم تعالى شأن الأمانة، التي ائتمن اللّه عليها المكلفين،
ماهي الأمانة ؟ التي هي امتثال الأوامر، واجتناب المحارم، في حال السر والخفية، كحال العلانية، وأنه تعالى عرضها على المخلوقاتالعظيمة، السماوات والأرض والجبال، عرض تخيير لا تحتيم، وأنك إن قمت بها وأدَّيتِهَا على وجهها، فلك الثواب، وإن لم تقومي بها، [ولمتؤديها] فعليك العقاب.
{ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا } أي: خوفًا أن لا يقمن بما حُمِّلْنَ، لا عصيانًا لله ، ولا زهدًا في ثوابه،
وعرضها اللّه على الإنسان، على ذلك الشرط المذكور، فقبلها، وحملها مع ظلمه وجهله،
. فانقسم الناس -بحسب قيامهم بها وعدمه- إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول :- منافقون، أظهروا أنهم قاموا بها ظاهرًا لا باطنًا،
الثاني:- ومشركون، تركوها ظاهرًا وباطنًا،
الثالث:- ومؤمنون، قائمون بها ظاهرًا وباطنًا.
🍃جعلنا الله منهم 🍃
فذكر اللّه تعالى أعمال هؤلاء الأقسام الثلاثة، وما لهم من الثواب والعقاب فقال:
✏️{ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } . ٧٣
فله الحمد تعالى، حيث ختم هذه الآية بهذين الاسمين الكريمين، الدالين على تمام مغفرة اللّه، وسعة رحمته، وعموم جوده، مع أن المحكومعليهم، كثير منهم، لم يستحق المغفرة والرحمة، لنفاقه وشركه.
إلاّ أن الله قال :- وكان الله غفورا رحيما :- الأنسان مايستطع حمل الأمانة بلا خطأ ولازلل ولا تقصير
" هذا حال الانسان التقصير
" لكن نتيجة حملك للأمانة الله عز وجل يغفر ، ويرحم، ويتوب
🍃نسأل الله ان يجعلنا ممن إذا زل
تاب وأناب ،، وأن يغفر لنا ويجعلنا من أهل القرآن الذين هم من أهله وخاصته
"ولله الحمد والمنة على ختام تفسير هذه السورة العظيمة وكل القرآن عظيم
🍃اللهم تقبّل مجلسنا هذا واجعله شاهدًا لنا بالخير
🍃واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات
🍃واشفي مرضانا ومرضى المسلمين
🍃وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
🍃• •سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك.
🌹💗🌹💗🌹💗
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق